عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 2010-07-04, 08:59 AM
زينب من المغرب زينب من المغرب غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-14
المكان: tangier morocco
المشاركات: 1,013
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الملحد العربي عن العدل يدفعني لأتساءل، مانوع الجنون الذي يوصل صاحبه إلى الحديث عن خاصية لا يعرفها.
وحين أقول لا يعرفها فإنني لا أكون ظالمة له، لأنني ما رأيت ملحدا طرح سؤالا حول العدل الإلهي إلا واضطر محاوره أن يعدل سؤاله ليتضح في أغلب الأحيان أن الصفة المقصود الحديث عنها في مثاله ليس العدل إنما صفة إلهية أخرى.
وتمنيت لو أرى ملحدا عربيا يصف لي العدل وصفا دقيقا. ولو حتى الفلاسفة الذين أسسوا لقاعدة هذه التساؤلات.
وكلما تحدثت عن الفلسفة أصابني شلل فكري ووقف رأسي عن القدرة على الإستيعاب.
تذكرت حين درست الفلسفة أول مرة، كان أستاذنا أنذاك رسام تشكيلي ومدرس فلسفة، وكنت أقرأ النصوص المطروحة للمقرر -التي في أغلبها عبارة عن مقالات لأحد الفلاسفة القدامى جدا- فأجد نفسي وسط دوامة غامضة. لم أفهم نصا واحدا طيلة تلك السنة الأولى وكنت أقضي معظم الوقت أتأمل في بعض الصور التشكيلية التي تصاحب كل مقال.
ويا لها من صور عين وسط مكعبات ومربعات وخربشات ولا أدري ما قصة تلك الفوضى. وحتى تمر الساعة بسرعة كنت أقول لصديقتي التي هي في نفس حالة عدم الفهم: لنسأل الأستاذ ما معنى هذه الصورة حتى نغير الموضوع، وكان الأستاذ من تعلقه بذلك الفن مجرد أن نطرح عليه التساؤل حتى يبحر في التعبير:إن هذه الصورة رمز للأنا داخلك الذي يبعث فيك الشعور بالذنب... حقيقة لا أذكر تفاسيره المهم أننا كنا نستهلك الأستاذ لنخرج من القسم في حالة ضحك هستيري على ذلك الفلم الذي ينتجه من مجرد صورة لا معنى لها( في نظري).
كرهت الفلسفة لأنني كنت أستحضر كل طاقة التركيز التي أمتلك لأقرأ نصوصها دون أن أخرج بفائدة تذكر. كنت أتساءل عن فائدة تلك المصطلحات الغريبة كالأنا الأعلى وغيرها الكثير.
بئيسة بدت لي هذه الفلسفة وأنا أرى أناسا ضيعوا شطرا كبيرا من حياتهم ليفهموا كنه معان ويؤسسوا -بناء على هذا الفهم- قوانين منظمة للعلاقات بين البشر وهم لا زالوا يجهلون خبايا النفس البشرية.
كيف يحدد لي إنسان ـ مقيد بالمشاعر الإنسانية ـ أية عقوبة تكون ذات فعالية على جريمة معينة.
أتذكر يوم قال الأستاذ أن الفلسفة هي أم العلوم، ملت إلى صديقتي وقلت لها: الحمد لله أنها أنجبت، تصوري لو كانت هذه الأم عقيم فإنني كنت سأترك طلب العلم الدنيوي في أول يوم. لن يفيدني سماع تعريف فلسفي للعدل. لأن العقل البشري خلقه الله تبارك وتعالى ليدرك المعارف الدنيوية المحسوسة والمعارف الغيبية فهو فيها محتاج للوحي ليفهم دون أن يكيف ولا أن يعطل.
في نظرك
هل يستطيع هذا العقل البسيط أن يتحدث -بإدراك تام- عن صفة العدل الإلهي؟؟ ويشرحها وهو غير مؤمن بالآخرة؟؟
أتذكر قانونا تعتمده أمي في التربية. أمي بالنسبة لها إن خرج أحد أبنائها يلعب خارجا وجاء أحد من الناس يشتكي إليها بأنه تسبب في مشكل، كان إبنها ظالما أو مظلوما ستضربه. ولا تستثني في ذلك أحد منا.
كنت أراه في صغري ظلما وأقول لماذا لا تنصفنا أمي. ولكني كبرت وأدركت أن أمي بذلك علمتنا كيف نحل مشاكلنا خارجا وكيف نتبصر الحق ونتعقل في المواقف ونعتمد على أنفسنا ونتجنب المشاكل ما أمكن وفوائد أخرى جعلتني كما كل إخوتي نتبنى قانونها في التربية.
ولست بهذا أحاول أن أفهمك العدل الإلهي، تعالى الله عن ذلك، ولكني أحاول أن أقول لك هل اسطعت فهم عدل أمي في حياة الطفولة؟؟ طبعا
لا, ولكني احتجت لأن أكبر وأحلل الأمور بعقل جديد مليء بالتجارب والمعارف.
فهل في نظرك هذه الدنيا وهذا العقل كافيان ليفسرا للملحد العدل الإلهي؟؟
انظر لتراهم يتخبطون بقول أننا يجب أن نستخدم عقولنا -وهم أباطرة النقل عن فلاسفة الكفر- لنسير حياتنا.
حقيقة كلما قرأت لملحد مقالا رأيت مدى الغباء المحبوك فيه ومدى قلة الوعي عنده, أجد نفسي أردد: هذا ما يحدث حين يستبدل الدين بالهوى.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

رد مع اقتباس