عرض مشاركة واحدة
  #96  
قديم 2015-12-31, 08:21 PM
اقبال اقبال غير متواجد حالياً
عضو مطرود من المنتدى
 
تاريخ التسجيل: 2015-11-23
المكان: مولنبيك
المشاركات: 49
مصباح مضئ

ارى ان مقاربة الآية 59 من سورة النساء في هذا الموضوع قد تمت بطريقة تأويلية مذهبية وهي بعيدة كل البعد عن النص، كما هي بعيدة عن التأويل بالرويات، والخلفية التاريخية.

الآية قبلها والآية بعدها وهذه الآية: كلها تشير الى مسألة تنظيمية تتعلق بالتدبير عامة، والاحتكام خاصة، حيث يدور الاحتكام هنا حول ما يسمى في العصر الحديث بالقضاء العسكري، اي مما هو ضمن المعاهدات والاتفاقات والبيعة وغيرها من المسائل الدنيوية.

الله يحدد في الآية الخط العام الذي يستند اليه في مثل هذه الحالات بالتأكيد على ركيزتين: الامانة والعدل. اما الرسول فهو القائد الاعلى، والانصاري الذي ارسله في سرية هو القائد المباشر. عليه: الاية تأمر باحترام الاطار العام (الامانة والعدل)، والقائد الأعلى (العهد على المستوى القضائي)، وأمراء الجيش أو أمراء سرايا رسول الله (ص) بالتعبير التراثي كما يسند الى الامام الشافعي (القادة على المستوى التنفيذي).

وفي كل التفاسير تقريبا نقرأ ما يحلل النص كما هو، مع تقديم معلومات تاريخية كمناسبات النزول، رغم الاختلاف الا ان السياق العام واضح كل الوضوح، وهذا هو المهم. اما التأويلات المذهبية اي تلك التأويلات التي تقوم باخضاع النص لمنطلقات ومؤثرات خارج النص، وخارج السياق، فلا يعبأ بها، ولا تهم الا اصحاب تلك المذاهب.




تحياتي
اقبال
رد مع اقتباس