عرض مشاركة واحدة
  #98  
قديم 2016-01-01, 04:22 AM
اقبال اقبال غير متواجد حالياً
عضو مطرود من المنتدى
 
تاريخ التسجيل: 2015-11-23
المكان: مولنبيك
المشاركات: 49
قلم

المحترم أمارة
قلت لك: تأويلك مذهبي، وعبارتك "القرآن لكل زمان ومكان" شعار ايديولوجي، وكلاهما، والتأويل والتسييس، لا علاقة لهما بالقرآن، ولا ببيان النبي (ص) للقرآن في حالة ان كانت هناك آيات منسوخة بتفسيره أو سنته أو سيرته، ولا بفهم سلف الأمة للقرآن.

إن التأويل الأصح للآية هو ذاك الذي يقوم على التحليل لا الاستنطاق والاسقاط، اي تحليل الآية كما هي من غير إقحام المذهبيات والمنطلقات العلمائية مثل العبرة بعموم اللفظ أو العكس، او ما شابة من قواعد ومنهجيات مخترعة.

التأويل المذهبي شرحته ووضحته هنا أكثر من مرة وهو إخضاع النص لمؤثرات وموجهات خارج النص، وخارج سياقه الزمكاني التاريخي، والسياق التناصي، مثل التأويلات العلمائية فالتأويل العلمائي الذي يجيز القياس مثلا، غير التأويل العلمائي الذي لا يجيزه، والتأويل العلمائي للآية بناء على انها ناسخة أو منسوخة، غير التأويل العلمائي الذي لا يرى نسخا ولا منسوخا في الآية، والتأويل العلمائي الذي يربط بالعقل التقليدي بين الآيات والمقلدات من روايات وآثار، غير التأويل العلمائي الذي لا يربط، والتأويل العلمائي الذي يقحم الاسرائيليات او الروايات الأخرى، غير التأويل الآخر، وفي مناهج المفسرين ما يغني عن التفصيل.

الذي يهم هنا هو النص من حيث هو، هذا وحسب.

القرآن لكل زمان ومكان عبارة ايديولوجية مذهبية لا تستطيع الصمود امام طبيعة النص في ذاته، ولا امام الحركة التاريخية، فاعقل على سبيل المثال لا الحصر فعل الفاروق عمر بن الخطاب (ر) مع حق المؤلفة قلوبهم، وكما فعل معاوية مع تفعيل شهادة امرأة واحدة في القضاء، وكما يفعل التطور الحاصل في الاجتماع البشري اذ لم تعد هناك حاجة مثلا الى الانتباه لحقوق وواجبات العبيد (الرق)، الى جانب ايات قرآنية خاصة، الخطاب فيها موجه لشخص واحد، او مجموعة محددة، او سياق معين، إلى آخره.

اذا كنت تتحدث عن الجانب العقدي، اي ما يمس الغيبيات والايمانيات، والجانب التعبدي، فالقرآن لكل زمان ومكان لاشك. اقول لا شك عندنا نحن المسلمون حيث نؤمن بختم النبوة، لا عند غيرنا، او الطوائف التي تؤول مفهوم النبوة بطريقة مذهبية ما، غير ما نعرف.

انصحك وانصح نفسي بدراسة النص كما هو ومن حيث هو، ثم الانتقال الى السياق العام والتناصي، مع التفسير النبوي ان ثبت، ثم التفاسير الأخرى باعتباربها آليات للمقارنة والدراسة اذ التفاسير دائما هي اجتهادات عُلَمَائِية، فلا يجوز ان تفسر قبل معرفة ودراسة التفاسير الأخرى.

في هذا المثال التطبيقي ارى ان "كل زمان ومكان" مؤثر خارجي اقحمته لاخراج النص من حقيقته الى قصة مستحدثة. ان لم تفعل فانت غير مخاطب بالآية في المعنى الخاص، اما المعنى العام، فانت وكل الناس من اهل الاسلام وغيرهم، اذ القرآن بيان للناس، فكلهم من المخاطَبين باحترام الأمانة والتدبير بالعدل، هذا ان كانوا جنودا في صفوف الجيوش فعليهم طاعة من فوقهم، ومن فوقهم يطيعيون بدورهم اسيادهم حتى يصل الامر الى القائد الأعلى مثل رئيس اركان الجيش، وهذا لا يكون الا في دولة عسكرية حيث تجتمع الامامة وقيادة العسكر في يد رجل واحد، اما الدولة الحديثة فينبغي ان تتمشى مع معطيات العصر التي افرزها التطور العلمي والخبرات البشرية المتتالية، والا بقيت ترجع الى الوراء خطوة خطوة فتلتحق بالأمم المتخلفة حضاريا ومعرفيا وتدبيريا..

تحياتي
اقبال
رد مع اقتباس