عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2019-12-12, 06:30 PM
فلق الصبح فلق الصبح غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-24
المكان: السعودية
المشاركات: 454
افتراضي وقفة مع فتاوى ابن حجر العسقلاني !!

تنبيه: ليس المراد الوقيعة في أحد وإنما المراد بيان الانحرافات العقدية ليتجنبها المسلم الحريص على دينه والله الهادي إلى سواء السبيل
سئل ابن حجر عمن قال: "شيء لله يا سيدي عبد القادر"
فقال له شخص: هذا شركٌ، فهل دعوى الإشراك خطأ من قائله ويجب عليه التوبة والاستغفار من ذلك؟
فأجاب: "إن اعتقد القائلُ أنّ حصول الكائنات بإرادة الله تعالى، ولم يقصد حقيقة الدعاء، لم يُمنَع، وكان الأولى أن يقول: أسأل الله وأتوسل بعبده فلان أن يقضي حاجتي، وأما إطلاق كون ذلك إشراكاً فلا، وإنما تكلم في ذلك الشيخ ابن تيمية وأراد التحذير مما وقع لأهل الجاهلية، لكنه توسع في ذلك كعادته، وأنكر الناسُ عليه ذلك من زمانه إلى الآن، خصوصاً في قوله: إنه لا يتوسل بأحد من الأنبياء ولا بنبينا صلى الله وسلم عليهم، فإنهم اتفقوا على خطئه في ذلك، وقد وقع في جامع الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم بعض الصحابة: اللهم إني أتوسل إليك بنبي الرحمة. الحديث. اهـ
المصدر: نقله عنه شهاب الدين السجاعي الشافعي الأزهري المتوفى السنة 1190
فهذه الفتوى تتضمن ما يلي:
1- أن ابن حجر يعتقد أن دعاء غير الله لا يكون شركا إلا إذا اقترن بشرك الربوبية حيث يشترط أن يعتقد الداعي "أن حصول الكائنات بإرادة الله تعالى" وكأن مشركي قريش لم يكونوا يعتقدون - مع دعاءهم غير الله - أن حصول الكائنات بإرادة الله تعالى، وأن ألهتهم مجرد أتباع له سبحانه!
2- قوله "ولم يقصد حقيقة الدعاء" وهذا معناه عند الأشعرية أن الداعي لا يقصد أن النفع والضر عند عبدالقادر من دون الله تعالى بل يعتقد أن النفع والضر من عند الله تعالى ولكن يدعو عبدالقادر من دون الله حتى يقوم عبدالقادر "الذي يسمع وهو ميت حسب اعتقاد الأشعرية والصوفية دعاء من يدعوه من دون الله" فيقوم بدعاء الله تعالى والشفاعة لمن دعاه فيستجيب الله له ويجيب دعاء الداعي ويعتقدون أن هذا ليس شركا وأن هذا ليس شرك مشركي قريش والعرب قبل الإسلام! وهذا إن دل دل على أن القوم يقرأون القرآن وبعضهم يحفظه من أوله إلى أخره وربما بالقراءات السبع ومع ذلك هو لا يجاوز تراقيهم ولا يعرفون معناه ولا يهتدون إلى فحواه وهذا مصداق قوله تعالى: "وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى" فهم لما اتبعوا أهواءهم وأرادوا الشرك ورغبوا فيه أضلهم الله تعالى عن معاني القرآن وهداياته وما ربك بظلام للعبيد "وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ" هذا مع أنه لا يمكن لمن يدعو الأنبياء أو الملائكة أو الجن أو حتى الشجر والحجر إلا وهو يعتقد فيها النفع والضر فلو لم يعتقد فيها ذلك لم يدعه من دون الله تعالى وهذا الشرك الذي يعتقده الأشاعرة والصوفةي والرافضة هو عين شرك المشركين العرب قبل الإسلام فمشركي العرب قبل الإسلام كانوا يقولون: نحن ندعو هذه الآلهة لتكون لنا شفيعة ووسيلة إلى الله تعالى وأن النافع الضار هو الله تعالى ولكن هذه الألهة لها وجاهة عند الله لذلك هي تنفعنا وتضرنا بإذن الله تعالى! وهذا ما أقر به التائبون من مشركي الأشاعرة الصوفية والرافضة حيث أقروا بانهم كانوا يعتقدون النفع والضر من الأنبياء والأولياء فتظاهر الأشاعرة والصوفية بإنكار هذا الشيء إنما هو من باب ذر الرماد في العيون لا أكثر!
2- أنه يعتقد أن دعاء عبدالقادر من دون الله هو من التوسل والاستشفاع الجائز ولذلك احتج بخبر الأعمى الذي توجه في دعاءه بالنبي صلى اله عليه وسلم مع أن الأعمى توجه بالدعاء لله تعالى ولم يتوجه بدعاءه إلى النبي كما يفعل الصوفية والأشعرية وأن اسلوب الداعي قد يوحي بالشرك ولذلك دله إلى طريقة أخرى أسلم في رأيه مع أنه نفسه لم يلتزم بهذا في ديوانه الشعري فتوجه بالدعاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتوجه به إلى الله!
فمن ذلك قوله:
فاشفع لمادحك الذي بك يتقي .... أهوال يوم الدين والتعذيب
فلأحمد بن علي الأثري فــي .... مأهول مدحك نظم كل غريب
قد صح أن ضناه زاد وذنبـه .... أصل السقام وانت خير طبيب
وقال:
يا سيدي يا رسول الله قد شرفت ... قصائدي بمديح فيك قد رُصفــا
بباب جـودك عبد مذنب كلــــف ... يا أحسن الناس وجها مشرقا وقفا
بكم توسل يرجو العفو عن زلل ... من خوفه جفنه الهامي لقد ذرفـا
وقال:
اصدح بمدح المصطفى واصدع بـه .. قلب الحسود ولا تخف تفنيـــــدا
و"اقصد له" واسأل به تُعطَ المنى .. وتعيش مهما عشت فيه سعيـــــدا
خير الأنام من "لجا لجـــــنابــــه" .. لا بِدع أن يضحى به مسعــــــودا
وقال:
نبي براه الله أشـــرف خلقــــــه .... وأسماه إذ سماه في الذكر أحمـدا
"فرجّ نداه أنه الغيث في الندى" .... وخف في سطاه إنه الليث في العدا
3- قوله "وأنكر الناس عليه ذلك" وقوله "اتفقوا على خطئه في ذلك" يريد بالناس هؤلاء أئمة الضلالة من متكلمي الأشعرية والصوفية الذين عاشوا وماتوا وهم لا يعرفون الإسلام ولا فيما أنزل القرآن ولا فيما بعث النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم!
وتذكروا منهج السلف مع أهل البدع:مهارة:
رد مع اقتباس