عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-12-15, 02:50 PM
أم معاوية أم معاوية غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-11-21
المكان: في ارض الإسلام والسلام
المشاركات: 2,003
افتراضي حياة القلوب وموتها ../

بسم الله الرحمن الرحيم
حياة القلوب وموتها ../
؛
***

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بدء ذي بدئ ان ما يعترضنا في المنتدى على وجه الخصوص وفي الحياة بشكل عام <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
من سلوكيات غير مشروعة وخروج عن طرق الدين الحق وبث سموم فكرية بمسميات عقدية واختراق <o:p></o:p>
النصوص والأدلة الشرعية بـ سقاطه عقلية .....


اعتمادهم على العقل أساس نظرتهم القاصرة وان كنا نعني في كلامنا الملاحة فان الموضوع يشمل كل ذي قلب
الحي منها قبل الميت وقد أردنا ان نطرق القلوب في هذا الموضوع لعل احدها يجيب داعيها ويفهم فحواها
بعتبار ان الافعال ترجمان لما يصدقة القلب فكان الأجدر ان يدرس القلب قبل الافعال لانه الأولى والمعني بالإصلاح <o:p></o:p>
واسأل الله لي ولكم ان يهدي الجميع الى ما يحبه ويرضاه.


oOo حيـــــــــــــــــــــــــــــاة القلوب وموتهـــــــــــــــــــــــــا oOo

للشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي

ملخص هذه المادّة:

<HR style="PADDING-BOTTOM: 3px; COLOR: red; BORDER-BOTTOM: #c6c6c6 1px dotted" noShade SIZE=0>
قلب المؤمن أجرد، فيه سراج يزهر يتقبل هدى الله، وقلب الكافر أغلف لا ينفذ إليه شيء، وأما قلب المنافق فهو منكوس، قد عرف ثم أنكر، وأبصر ثم عمي، وهناك قلب تمده مادتان: مادة إيمان، ومادة نفاق، وهو في النهاية للغالب عليه منهما.

●حياة القلوب وموتها


ستكون المادة مقسمه على ثلاث جزئيات
يدخل فيها بعض الفروع والشروح
:


1 - أمراض القلب


الفتن وأثرها على القلوب

صفة القلب السليم

2 - أقسام القلوب



3 - علاج أمراض القلب

علامة موت القلب


الصبر على علاج المعاصي

<o:p></o:p>

1. أمراض القلب

؛
قال المصنف رحمه الله (الطحاوي ):


[ومرض القلب نوعان كما تقدم: مرض شهوة، ومرض شبهة، وأردؤهما مرض الشبهة، وأردأ الشبه ما كان من أمر القدر. وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يعرف به صاحبه؛ لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته، وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح، ولا يوجعه جهله بالحق، وعقائده الباطلة؛ فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه، وتألم بجهله بالحق بحسب حياته. و:

<TABLE cellSpacing=2 cellPadding=2 width="75%" border=0><TBODY><TR><TD vAlign=center width="50%">................... مالجرح بميت إيلام</TD></TR></TBODY></TABLE>

وقد يشعر بمرضه، ولكن يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها، فيؤثر بقاء ألمه على مشقة الدواء، فإن دواءه في مخالفة الهوى، وذلك أصعب شيء على النفس، وليس له أنفع منه] .

الشرح:

القلب الذي يمرض قد يموت، وقد يبقى مريضاً، وقد يشفى إذا شاء الله تبارك وتعالى، فالكلام هنا عن أسباب المرض؛ لأن القلب قد يكون سليماً، فيعتريه المرض، وقد يكون مريضاً فيفضي به ذلك المرض إلى الموت، ولكن إذا عُرِفَتِ الأسباب التي أمرضته واتُّخِذ لها العلاج شفي القلب بإذن الله، فكان حتماً أن يعرف العبد المؤمن-بقدر ما يستطيع-مرض القلب وأنواعه وعلاجه، لأن كل مؤمن يخاف على قلبه من المرض، ويخشى أن يبتلى به.

الفتن وأثرها على القلوب:

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن القلب يخلق خالياً من الفتن، ثم تعرض عليه الفتن، فقد روى مسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء }، فهذا القلب من أنواع القلوب التي تتشرب الفتن، وقد سئل سفيان بن عيينة رحمه الله: كيف يحب أهل البدع بدعهم ولا يَدعونَها؟ قال: "ألم تقرأ قوله تعالى: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ [البقرة:93]؟!" وبيانه: أن اليهود أشربوا في قلوبهم حب العجل، مع أنه صنع أمامهم من حلية القوم وزينتهم، ويرونه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلاً، ورب العزة سبحانه وتعالى هو الذي أخرجهم من مصر مع نبيهم موسى عليه السلام الذي فرق لهم البحر، وأنقذهم، وأخرجهم إلى أرض الأمان، وأغرق عدوهم أمام أعينهم وهم ينظرون، زيادة في إقامة الحجة عليهم، فإن الإنسان إذا أهلك الله عدوه أمامه كان ذلك أدعى لأن يشكر الله على هذه النعمة، ومع ذلك كله؛ لما مروا على عبدة الأصنام: قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ [الأعراف:138] كيف يعبدون العجل وهو بهذه المثابة؟! قال تعالى: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ [البقرة:93] فإن القلب إذا أشرب شيئاً تشرَّبه كما تتشرب الإسفنجة الماء وإن كان في منتهى القذارة والنجاسة، حتى لا يطيق غيره، نسأل الله العفو والعافية.

وهذه مشكلة القلوب وأساس دائها: أن الفتنة إذا أشربها القلب تنكت فيه نكتة سوداء. {وأيما قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين: قلب أسود مُرْبَادّاً كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه، وقلب أبيض، فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض } فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم القلب الذي يتشرب الفتن بأوصاف تجعل السامع لها يشمئز من هذا القلب الذي أصبح لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً.

فهذا القلب لو رأى أكبر المنكرات أمام عينيه، كالشرك بالله، أو الزنا، أو شرب الخمر، أو التعامل بالربا، لما أنكرها، فهو لا ينكر منكراً ولا يعرف معروفاً؛ لأن هذا القلب قد أشرب الفتن، فشربها فاجتمعت عليه وأهلكته، يقول ابن القيم رحمه الله: "فشبه عرض الفتن على القلوب شيئاً فشيئاً كعرض عيدان الحصير، وهي طاقاتها شيئاً فشيئاً، وقسم القلوب عند عرضها عليها إلى قسمين: قلب إذا عرضت عليه فتنة أشربها كما يشرب السفنج الماء، فتنكت فيه نكتة سوداء، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس، وهو معنى قوله: (كالكوز مجخياً) أي: مكبوباً منكوساً، فإذا اسودَّ وانتكس عرض له من هاتين الآيتين مرضان خطيران متراميان به إلى الهلاك، أحدهما: اشتباه المعروف عليه بالمنكر، فلا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكراً والمنكر معروفاً، والسنة بدعة والبدعة سنة، والحق باطلاً والباطل حقاً."

وهذا حال كثير من الناس اليوم وقد أدى هذا المرض بهم إلى حد أن يعتبروا من يدعون إلى التوحيد أنهم وهابية يكرهون الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنهم مشركون! فيجعلون التوحيد شركاً والشرك توحيداً، ويجعلون ما هم عليه من عبادة الأوثان وعبادة غير الله هو التوحيد.

وبعضهم يقول: ماذا يريد هؤلاء؟ يرفضون الحضارة الغربية والتقدم والحرية والرخاء؟! يريدون العودة بنا إلى الإسلام؟! يريدون العودة إلى الظلمات والعصور الهمجية؟! وهذا من النوع الذي انتهى أمره إلى أن اسود واربد وانتكس.

ثانيهما: ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (إلا ما أشرب من هواه)؛ فكل شيء يراه منكوساً ولا يعجبه ولا يرضيه إلا ما يوافق هواه.

يقول ابن القيم رحمه الله: "الثاني: تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وانقياده للهوى واتباعه له"، فقد حصل له هذان الخطران العظيمان، الأول: اشتباه المعروف بالمنكر، والثاني: تحكيم الهوى، ومن وقع في هذين المرضين، فهو جدير أن يهلك فلا ينجو أبداً، فلو أتيته بأدلة كالشمس في رابعة النهار، لأعرض عنك؛ لأن الحَكم لديه هو الهوى، فيجهد نفسه، لكن في مرضاة هواه، ولا يجهد نفسه ولا يكلفها في طاعة الله تعالى بأن يتوضأ ويدخل المسجد، ويصلي كي يطمئن ويسعد، لكنه مستعد من أجل الشر أن يسافر إلى شتى أقطار الأرض، ويسهر إلى آخر الليل، ويصادق الأشرار، ويذبح لهم ويولم، ويخسر سمعته وماله وعرضه، وكل شيء من أجل هذا الشر؛ لأن الهوى قد استحكم عليه.



صفة القلب السليم:

أما القلب الآخر -قلب المؤمن- فيقول عنه ابن القيم رحمه الله: "وقلب أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان، وأزهر فيه مصباحه، فإذا عرضت عليه الفتنة أنكرها وردها، فازداد نوره وإشراقه وقوته.

والفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها وهي فتن الشهوات وفتن الشبهات، فتن الغي والضلال، فتن المعاصي والبدع، فتن الظلم والجهل؛ فالأولى توجب فساد القصد والإرادة، والثانية توجب فساد العلم والاعتقاد" ومن الآيات القرآنية في فساد القصد والإرادة قوله تعالى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )[هود:15-16] يريد بطلب العلم الشرعي شهوة أو دنيا أو مالاً، يريد أن يعصي الله سبحانه وتعالى وإن كان يعلم أن الله حرم ذلك، يريد أن يحقق هوى النفس، فتفسد الإرادة ويفسد الطلب؛ لكن إذا كان الأمر عن بدعة تحول الأمر إلى فساد في العلم وفساد في الاعتقاد، وهذا شر من ذلك، لكن كل منها باب للآخر؛ إذا وقع في الشهوات، فهو جدير بأن يقع في الشبهات، وأيضاً من وقع في الشبهات، فحري به أن يعصي الله سبحانه وتعالى، ويرتكب المحرمات المتعلقة بالشهوات، فهما متلازمتان.



رد مع اقتباس