الحمد لله والصلاة والسلام علىرسول الله وبعد ،،،
( قل إن الهدى هدى الله ) ... ( يهدى الله لنوره من يشاء ).
يا ترى ماذا لو طلب رئيس الولايات المتحدة أو طلبت ملكة بريطانيا من رجل عامى بسيط فقير مغمور أن يذهب إليهما ويقيم فى ضيافتهما ليزاول عملاً هما يحددانه على وجه التحديد والمقابل أن ينعما عليه بالعطايا والمنح والجوائز ويكفلان له حياة كريمة تناسب مقامهما ، ترى هل يمكن لعاقل أن يرفض هذه الدعوة؟!!!
لاشك أن من يرفض مثل هذه الدعوة لن نتردد فى وصفه بالمجنون أو على الأقل بالأحمق أو السفيه!!!!
طيب ماذا لو كان صاحب هذه الدعوة هو اللــــــــــــــــه!!!
ومن هو الله!!!
هو الخالق ، هو البارئ ، هو الرزاق ، هو المعطى ، هو القدير ، وهو الغنى ، هو الذى قال لعبده : (
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ <!--colorc--><!--/colorc--> ).
اقتباس:
|
اين الرحمة التي وصف الله بها نفسه في اسمه الرحيم اذا امرنا ان نصلي في اليوم 50 صلاة ؟؟؟
|
إن هذا القول ينطلق من افتراض مؤداه أن الصلاة تعذيب وقهر وعقاب ، رغم أنها فى حقيقة أمرها حب وهى عين الرحمة ، فهل هناك أفضل من أن تكون فى معية الله خالق هذا الكون ومدبر أمره ومسير شؤونه؟!
تأمل كلمة ( صلاة ) تجد أنها مشتقة لغةً من الصلة ، أى أنه فيها يكون بينك وبني الله تواصل ، وهل بعد هذا الشرف من شرف ، وهل بعد هذه الرعاية من رعاية!!
ولله در من ضرب هذا المثل ، ولله المثل الأعلى ، حيث وصف العبادة عامةً ، والصلاة خاصة بأنها كالـ (manual guide) الذى يضعه صاحب كل اختراع يحدد فيه الأعطال المحتملة وكيفية علاجها ، فالصلاة كهذا ، فآلة تُعرض على صانعها مرات عديدة كل يوم هل يمكن أن تتعرض للتلف أو العطل؟
إن الذى يفهمه كل إنسان هو أن فرض الصلاة على العباد هو عين الرحمة وعين الرعاية.
والله تكفل بأرزاق العباد قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، فما بالنا لا نتفرغ لعبادته سبحانه!!
إن الذى يعمل خادم عند وزير أو رئيس أو سلطان أو ملك يفخر بكونه يخد رجل عظيم ، فما بالنا لا نفخر بأننكون عباداً لله !!! إن الصلاة هى عنوان عبادتنا لله وهى عنوان عزنا وفخرنا ، بالصلاة تحول سلفنا من رعاة للغنم إلى رعاة للأمم.
إن هارون الرشيد رحمه الله عُرف عنه أنه كان يصلى فى اليوم والليلة مائة ركعة وكان من كان ، كان خليفة أكبر إمبراطوريات الأرض آنذاك ، فلم يشغله ملكه عن عبادة الله ، ولم تلهه ثروته عن الصلاة ، ولم تشغله مسؤوليات حكمه أن يصلى مائةركعة يعنى خمسين صلاة تلك التى استكثرها صاحبنا.
منذ شهور تابعت على قناة إخبارية فضائية عربية احتفال شعب اليابان بعيد ميلاد امبراطورهم ، كان فى فصل الشتاء ، تجمعت عشرات بل وربما مئات الآلاف من اليابانيين حول القصر الإمبراطورى منذ الصباح الباكر ،منهم من سافر مسافة طويلة ليصل فى الموعد المحدد لطلوع الامبراطور عليهم ، تركوا أشغالهم وأعمالهم وبيوتهم وتوجهوا ( لينعموا !!! ) برؤية امبراطورهم الحبيب الذى سيلقى كلمة علىشعبه فى هذه المناسبة القومية !!
انتظروه!!!
ولكن الحفل الشعبى القومى الكبير لم يكن كما تهوى الأنفس!!!
أمطرت السماء!!!
رفعوا المظلات!!!
رفضوا مغادرة أماكنهم!!!
منهم من فاز بأماكن متقدمة يستطيع من خلالها أن يلقى نظرة قريبة - وربما الوحيدة فى حياته - على ( قداسة / فخامة / عظمة !!!! ) الامبراطور.
لم يغادر منهم أحد ولو خطوة واحدة من مكانه.
أصروا على الانتظار!!
عانوا وقاسوا منأجل الفوز ولو بنظرة واحدة - ربما فى حياتهم - عليه.
بين الرعد والبرق ، وتحت شلالات المياه طلع عليهم بطلعته البهية ، لم تستغرق خطبته أكثر من دقيقة واحدة !!!!!!
كان العالم ينظر إلى اليابانيين نظرة إجلال وإعجاب وتقدير ، لحبهم وتقديرهم لامبراطورهم وحرصهم على تقاليدهم ، وعلى ما فعلوه من أجل امبراطورهم !!!
ولكن عندما يتعلق الأمر بالمسلمين ، وعندما يكونالأمر طاعة لله فإن المعايير تختلف ، والمقاييس تنقلب!!