[فارس]

[الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
سيدنا محمد النبى الكريم وعل آله وصحبه الغر الميامين
وعلينا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين
وبعد
فمازلنا حيارى مع هذه الطائفة التى تخرج علينا بين الحين والآخر بما يفجع قلوبنا من طمس لحقيقة الإيمان والتوحيد وإهانة العقل الذى هو مناط التكليف والانخداع والخداع بما يحسبونه دينا" وما هو بدين بل أقرب إلى حكايات أمنا الغولة منها إلى الحقيقة
ويخرج علينا القطب الأكبر فى دار الإفتاء المصرية بألفاظ لايستطيع أن يلغى فيها عصبيته لصوفيته المقيتة حيث أضحك الجميع بمقولتين كلاهما أشبه بالهراء حيث قال فضيلته فى أحد القولين
من عادى الصوفية ليلته أسود من قرن الخروب
وفى المقولة الثانية أنه يوجد تشابه بين العلمانية والسلفية
ولا يجد العاقل إلا أن يضرب كفا" بكف أمام هذا الهراء الذى لايستسيغه صغار طلبة العلم بل والعوام
ألا يكفى تلك السذاجة فى معتقدات الصوفية أن تكون سببا" فى عداوةهم وعداوة ما هم عليه من فساد عقدى حيث يعتقد الصوفية تقسيم مراتب الولاية عندهم فمنهم من قالوا إنهم يتقسمون إلى الغوث وهو أكبر الأولياء جميعاً وهو واحد في كل زمان وتحته الأوتاد الأربعة وكل واحد منهم في ركن من أركان العالم يقوم به ويحفظه والأقطاب السبعة وكل منهم في إقليم من أقاليم الأرض السبعة أي في قارة من القارات السبع، (والأبدال) وزعموا أنهم أربعون وهم يعيشون في العالم، وكلما هلك واحد منهم أبدله الله بغيره لحفظ الكون!! (والنجباء) وهم ثلاثمائة كل منهم يتولى شأناً من شيءون الخلق.. فهم أرادوا أن يؤسسوا لهم دولة في الباطن تحكم وتنفذ وتتحكم في شئون الناس فبنوا هذه الدولة العجيبة الباطنية التي يتحكم فيها هؤلاء الذين سموهم بالغوث والأقطاب والأبدال والنجباء والأوتاد وأوهموا الناس أن التصريف في الأرض والسماء والخلق أجمعين إنما هو لدولتهم الخفية التي يتحكم فيها أولياء الصوفية هؤلاء الأولياء الذين قد يكونون أحياناً أميين لا يعرفون قراءة ولا كتابة وأحياناً مجاذيب يصرخون ويبولون في الطرقات وأحياناً زناة وشاربي خمور قد رفعت عنهم التكاليف الظاهرة وأن منهم من يعيش طيلة عمره قذراً وسخاً لا يتطهر بماء قط أو صابون ليوفر الماء (انظر) للفقراء!! ومع ذلك فهؤلاء الأولياء يعلمون الغيب كله ولا يخفى عليهم شيء في الأرض ولا في السماء ولا يعجزهم شيء ولا يقف أمام إرادتهم أحد أبداً..
(انظر الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة لعبد الرحمن عبد الخالق - ص 229- 232 )
فهل هذا دين يدين به عاقل وبين يديه كتاب الله غضا" فى صفحاته وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نضرة فى مجلداتها ؟
وما وجه الشبه بين العلمانية الملحدة أو التى تجعل الدين خلف ظهرها تماما" متجاهلة أمر الله ونهيه وثوابه وعقابه وتنكر السنة وتحرف مفاهيم كتاب الله وتنكر سنة نبيه وبين من جعل كتاب الله قائده والسنة قدوته ؟ ماوجه الشبه وهما مختلفان فى كل شيئ بل أعداء لا يلتقيان فى نقطة اتفاق واحدة ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين )
أم هو تعفير التراب فى الهواء على تلك الصحوة المباركة ليصرفوا عنها العوام ويروجوا لمسرحياتهم الهزلية والتى يشنه أبطالها بهلوانات فى سيرك الحياة ؟
فأنا أقول لفضيلته (على وجيه توقير المنصب لا المنصوب ) أننى أكره الصوفية لأنها ليست على هدى النبى صلى الله عليه وسلم ولا على هدى أصحابه رضى الله عنهم ولا على هدى فحول وعلماء الأمة بل مشابهة لضلال النصارى وما هم عليه من انحرافات وشرك - وسيكون ليل إن شاء الله منيرا" بنور السنة وليس أسود من قرن الخروب
اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام ولك الحمد على سنة نبيك عليه الصلاة وأتم السلام