عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2012-11-26, 06:16 PM
الرضي الرضي غير متواجد حالياً
عضو مطرود من المنتدى
 
تاريخ التسجيل: 2012-11-08
المشاركات: 521
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

النقطة الأولى فيها أمران :
1ـ تقول : إن حرم الحسين عليه السلام لم يأخذوا سبايا .
2ـ تقول : إن أهل الكوفة قتلوا الحسين عليه السلام .

الجواب عن الأولى :

بعد الإجماع الشيعي على أن حرم الحسين أخذوا سبايا نذكر هنا بعض أقول السنة :

قال الإمام محمد أبو زهرة (ت 1974 م) في كتابه (تاريخ المذاهب الإسلامية) ص32 :
وقد كان العصر الأموي مُحرّضاً على المغالاة في تقدير علي رضي الله عنه، لأن معاوية سنّ سنّة سيِّئة في عهده وفي عهد ابنه ومن خلفه من الأمويين حتى عهد عمر بن عبد العزيز، وتلك السنة هي لعن إمام الهدى علي بن أبي طالب رضي الله عنه عقب تمام الخطبة، ولقد استنكر ذلك بقية الصحابة ونهوا معاوية وولاته عن ذلك، حتى لقد كتبت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم إليه كتاباً تنهاه وتقول فيه: إنكم تلعنون الله ورسوله على منابركم، ذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبه، وأشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبه. وفوق ذلك فإنه في عهد يزيد قُتل الحسين بن علي الذي هو وأخوه سيدا شباب أهل الجنة ـ كما ورد في الأثر ـ قتلة فاجرة وذهب دمه عبيطاً، من غير أن تُرعى حُرمة دين. وأخذت بنات الحسين وبنات علي سبايا إلى يزيد بن معاوية، وهم بنات ابنة النبي صلى الله عليه وسلم، والعترة النبوية الطاهرة.

قال ابن حبّان : " ثمّ أنفذ عبيد الله بن زياد رأس الحسين بن علي إلى الشام ، مع أُسارى من النساء والصبيان من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أقتاب مكشّفات الوجوه والشعور ... ، ثمّ أُركب الأسارى من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) من النساء والصبيان على أقتاب يابسة مكشّفات الشعور ، وادخلوا دمشق كذلك ، فلمّا وضع الرأس بين يدي يزيد بن معاوية جعل ينقر ثنيته بقضيب كان في يده ، ويقول : ما أحسن ثناياه " !
الثقات 2 / 311 .

قال ابن حجر الهيثميّ : " ولمّا أنزل ابن زياد رأس الحسين وأصحابه، جهّزها مع سبايا آل الحسين إلى يزيد ، فلمّا وصلت إليه ، قيل : إنّه ترحّم عليه، وتنكّر لابن زياد ، وأرسل برأسه وبقية بنيه إلى المدينة " .
وقال سبط ابن الجوزيّ وغيره : " المشهور أنّه جمع أهل الشام وجعل ينكت الرأس بالخيزران "
الصواعق المحرقة 2 / 579 .

قال أبو الفداء : " ثمّ بعث ـ أي ابن زياد ـ بالرؤوس وبالنساء وبالأطفال إلى يزيد بن معاوية ، فوضع يزيد رأس الحسين بين يديه ، واستحضر النساء والأطفال "
المختصر في أخبار البشر 1 / 266 .

وهاك الذهبيّ المتعصّب ، وهو يعترف بقتل يزيد للحسين (عليه السلام) وسبيه لأهل بيته ، قال : " وأبغضوه ـ يعني أهل المدينة ابغضوا يزيداً ـ لما جرى من قتل الحسين (عليه السلام)، فإنّ الحسين كاتبه أهل الكوفة يحثّونه على القدوم ، فسار في سبعين فارساً من المدينة إلى الكوفة ، فلم يتمّ له الأمر ، وسار لقتاله نحو ألفي فارس ، فأحاطوا به ، فلم يفعل ينقاد لهم ولا يسلّم نفسه ، بل قاتل حتّى جاءه سهم في حلقه فسقط ، واحتزّوا رأسه ، ... ونفذوا أولاده وحرمه إلى يزيد وهو بدمشق "

التفتازاني
المناوي - فيض القدير (ج3 / ص109) : حتى قال التفتازاني: الحق أن رضى يزيد بقتل الحسين وإهانته أهل البيت مما تواتر معناه، وإن كان تفاصيله آحاداً فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه.

شهاب الدين محمود ابن عبدالله الحسيني الألوسي - روح المعاني (ج19 / ص152) : وعلى هذا القول لا توقف في لعن يزيد لكثرة أوصافه الخبيثة وارتكابه الكبائر في جميع أيام تكليفه ويكفي ما فعله أيام استيلائه بأهل المدينة ومكة فقد روى الطبراني بسند حسن " اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل " والطامة الكبرى ما فعله بأهل البيت ورضاه بقتل الحسين على جده وعليه الصلاة والسلام واستبشاره بذلك وإهانته لأهل بيته مما تواتر معناه وإن كانت تفاصيله آحادا.

على العموم فسبي آل محمد إلى يزيد متواتر ولا عبرة بقول المنكرين .


أما الجواب عن الثانية :

نعم أن لا أبرئ أهل الكوفة كلهم , بلى كانت لهم يد في مقتل الحسين عليه السلام حيث انهم غدروا . لكن للعلم إن أهل الكوفة لم تكن في ذلك الزمان شيعة خالصة بل كان فيها نواصب .
يقول ابن تيمية :
فصل وكانت الكوفة بها قوم من الشيعة المنتصرين للحسين وكان رأسهم المختار بن أبي عبيد الكذاب وقوم من الناصبة المبغضين لعلي رضي الله عنه وأولاده ومهم الحجاج بن يوسف الثقفي كتاب منهاج السنة النبوية، الجزء 4، صفحة 554.
فلا يوجد دليل يخرج النواصب من الاشتراك دم الحسين عليه السلام .
نعم , قد تقول : إذا لماذا لم يخرج معه شيعة الكوفة ؟ أقول : قد خرج معه شيعة من الكوفي كحبيب بن مظاهر الأسدي وغيره , لكن الأكثرية كانوا تبعا لزعمائهم أمثال المختار وسليمان وغيرهم , وهؤلاء كانوا في سجن ابن زياد , وهو بذلك منع التحاق الكوفيين بالحسين عليه السلام .


النقطة الثانية :
أما كلامك في أن الحسين عليه السلام طلب من ابن زياد ان يصالح يزيد , فهذا كذب لا ريب فيه ولن تأت بدل واحد قطعا على مدعاك .
فالحسين عليه السلام ما خرج من الكوفة إلا وكان في نيته الثورة على يزيد لعنه الله , ولو كان يريد مبايعته أو التفاهم معه فلماذا لم يبايع عندما طلب منه والي يزيد على المدينة , بل خرج الحسين عليه السلام من المدينة إلى مكة ليلا حتى لا يبايع .

النقطة الثالثة :

وهي ان الحسين عليه السلام , لما علم بمقتل مسلم كاد ان يرجع لولا اولاد مسلم فغير صحيح :
أوهمت لدى السامعين ، أنّ السبب لمواصلة الإمام (عليه السلام) هو إصرار بني عقيل على المواصلة ، لكنّ السبب الحقيقيّ لخروج الإمام (عليه السلام) هو أمر الله بذلك
إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) خرج من مكّة وهو يعلم أنّه سيقتل ، وأنّه خارج بأمر الله تعالى ، وقد صرّح في أكثر من مرّة أنّه مقتول ، ولكن الإمام أجاب عن سبب خروجه بعدّة إجابات ، تختلف في ظاهرها باختلاف الأشخاص .
فما يذكر في كتب التاريخ من أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) أراد الرجوع ناتج عن عدم الفهم الصحيح لأقوال الإمام (عليه السلام) ، ولعلّ ما ورد عن أبي مخنف : من أنّ بني عقيل اعترضوا الإمام (عليه السلام) ، وقالوا : لا والله لا نبرح حتّى ندرك ثأرنا أو تذوق ما ذاق أخونا ، فأجاب الإمام (عليه السلام) للناقلين خبر مقتل مسلم ، اللذين كانا يعارضان الإمام (عليه السلام) بمواصلة المسير بأنّه : " لا خير في العيش بعد هؤلاء " يعني بني عقيل .
فلعلّ هذه الإجابة ـ على فرض صحّة صدورها من الإمام (عليه السلام) ـ هي التي أوهمت لدى السامعين ، أنّ السبب لمواصلة الإمام (عليه السلام) هو إصرار بني عقيل على المواصلة ، لكنّ السبب الحقيقيّ لخروج الإمام (عليه السلام) هو أمر الله بذلك .

النقطة الرابعة :

أولا : لا تقل عن علي عليه السلام أنه حارب من أجل الخلافة , فهذا طعن في علي عليه السلام , فعلي حارب من أجل الدين ولم يحارب من أجل الخلافة .
ويزيد كان السبب الرئيس في قتل الحسين عليه السلام :
إسماعيل بن عمر بن كثير - البداية والنهاية (ج8 / ص222) : وقد أخطأ يزيد خطأ فاحشا فى قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة أيام وهذا خطأ كبير فاحش مع ما انضم إلى ذلك من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم وقد تقدم أنه قتل الحسين وأصحابه على يدى عبيد الله بن زياد

بن خلدون - تاريخ ابن خلدون (ج1 / ص262) : اعلم أنه إنما ينفذ من أعمال الفاسق ما كان مشروعا و قتال البغاة عندهم من شرطه أن يكون مع الإمام العادل و هو مفقود في مسئلتنا فلا يجوز قتال الحسين مع يزيد و لا ليزيد بل (قتله) هي من فعلاته المؤكدة لفسقه و الحسين فيها شهيد

ابن الجوزي - مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى (ج17 / ص135) : قال ابن الجوزي في كتابه " السر المصون " من الاعتقادات العامة التي غلبت على جماعة منتسبين إلى السنة أن يقولوا إن يزيد كان على الصواب وإن الحسين أخطأ في الخروج عليه ، ولو نظروا في السير لعلموا كيف عقدت له البيعة ، وألزم الناس بها ولقد فعل في ذلك كل قبيح ؛ ثم لو قدرنا صحة خلافته فقد بدت منه بوادر كلها توجب فسخ العقد من رمي المدينة والكعبة بالمجانيق ، وقتل الحسين وأهل بيته ، وضربه على ثنيته بالقضيب وإنشاده حينئذ : نفلق هاما من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما وحمله الرأس على خشبة ، وإنما يميل جاهل بالسيرة عامي المذهب يظن أنه يغيظ بذلك الرافضة .

الإمام الشيخ إسماعيل حقي الخلوتي البروسوي - تفسير حقي (ج1 / ص230) : وهذه حجة من لم يلعن يزيد لانه يحتمل ان يتوب ويرجع عنه فمع هذا الاحتمال لا يلعن. قال بعضهم لعن يزيد على اشتهار كفره وتواتر فظاعة شره لما انه كفر حين امر بقتل الحسين رضى الله.

شهاب الدين محمود ابن عبدالله الحسيني الألوسي - روح المعاني (ج19 / ص152) : وعلى هذا القول لا توقف في لعن يزيد لكثرة أوصافه الخبيثة وارتكابه الكبائر في جميع أيام تكليفه ويكفي ما فعله أيام استيلائه بأهل المدينة ومكة فقد روى الطبراني بسند حسن " اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل " والطامة الكبرى ما فعله بأهل البيت ورضاه بقتل الحسين على جده وعليه الصلاة والسلام واستبشاره بذلك وإهانته لأهل بيته مما تواتر معناه وإن كانت تفاصيله آحادا.

يقول الذهبي في كتاب تاريخ الاسلام الجزء الثاني صفحة 65 :
[قلت -أي الذهبي-: ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل، وقتل الحسين وإخوته وآله، وشرب يزيد الخمر، وارتكب أشياء منكرة، بغضه الناس، وخرج عليه غير واحد، ولم يبارك الله في عمره، فخرج عليه أبو بلال مرداس بن أدية الحنظلي.]


النقطة الخامسة :

فيها أمرا :
1ـ أخذ القراء للمال .
2ـ كلمة ( لعن الله امتة قتلتك ) .

الأمر الأول :
إذا كان صاحب المجلس يعطي الخطيب مالا بصيغة الهدية , أو ( الإكرامية ) فماذا في ذلك .
لكن أن تقول إن الخطباء يأخذون المال من الناس أجرا على القرآءة فهذا هو غير المقبول , فالخطباء الحسينيون لا يمتهنون الخطابة من أجل الأجر .

الأمر الثاني :
كلمة ( لعن الله أمتة قتلتك )
قلت لك ما المقصود بها , أما تأويلك إياه بما تأولت رجما بالغيب , فهذا دون إثباته خرط القتاد

والسلام عليكم
رد مع اقتباس