عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2009-10-04, 04:39 PM
ابو سهم ابو سهم غير متواجد حالياً
باحث
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-19
المشاركات: 337
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
واصلي واسلم على سيد الاولين والاخرين
هل يقال للميت له روح ام نفس ؟
اختلف الناس في مسمى
النفس والروح هل هما مغايران، أو مسماهما واحد؟
مِن الأقوال التي هي غَلَبةُ ظَنٍّ ، وحقيقةُ الأمْرِ في هذا هي مما استأثر اللَّه به وَغَيَّبَهُ عن عِبَادِهِ في قوله : { الروح مِنْ أَمْرِ رَبِّى } [ الإسراء : 85 ]
الجوب من شرح كتاب الامام ابو جعفر الطحاوي يرحمة الله
فمن الناس من قال إنهما اثنان لمسمى واحد، وهذا قول الجمهور، ومن الناس من قال إنهما متغايران، والتحقيق أن كلا من
النفس والروح تطلق على أمور، فيتحد مدلولهما تارة، ويختلف تارة، فالنفس تطلق على الروح، ولكن غالبا ما تسمى نفسا إذا كانت متصلة بالبدن، وأما إذا أخذت مجردة، فتسمية الروح أغلب عليها، وأما الروح فلا تطلق على البدن لا بانفراده، ولا مع النفس، والنفس تطلق على أمور.
أولا: تطلق على الدم، فيقال: سالت نفسه أي دمه وفي الحديث (ما لا نفس له سائلة لا ينجس بالموت، إذا مات فيه) .
ثانيا: وتطلق على الروح يقال: خرجت نفسه، أي روحه، وتطلق على الجسد.
قال الشاعر:
نبئت أن بني تميم أدخلوا *** أبناءهم تامور نفس المنذر
والتامور الدم، وتطلق النفس على العين يقال: أصابت فلانا نفس، أي عين.
خامسا: وتطلق النفس على الذات بجملتها كقوله تعالى: {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} وقوله: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} وقوله: {تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا} وقوله: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38)} .
والروح تطلق على أمور:
تطلق الروح على القرآن كقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} وتطلق الروح على جبريل كقوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)} وتطلق الروح على الوحي، الذي يوحيه الله إلى أنبيائه ورسله، كقوله تعالى: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} وتطلق الروح على الهواء المتردد في بدن الإنسان، وتطلق الروح على أخص من هذا كله، وهو داعي الطاعة وواعظ القلب، وهو قوة المعرفة بالله والإنابة إليه، ومحبته وانبعاث الهمة إلى طلبه، وإرادته، ونسبة هذه الروح إلى الروح كنسبة الروح إلى البدن، فالعلم روح، والإحسان روح، والمحبة روح ، والتوكل روح، والصدق روح.
والناس متفاوتون في هذه الروح، فمن الناس من تغلب عليه هذه الأرواح، فيصير روحيا، ومنهم من يفقدها، أو أكثرها، فيصير أرضيا بهيميا، وأما ما يؤيد الله به من القوة والثبات والنصر، فهي روح أخرى كما قال تعالى: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} فهذا معنى سادس، السابع: تطلق الروح على عيسى -عليه الصلاة والسلام- كقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} الثامن: وكذلك القوى التي في البدن؛ فإنها -أيضا- تسمى أرواحا، فيقال: الروح الباسط، والروح السامع، والروح الشام.

والفرق بين النفس والروح فرق بالصفات لا فرق بالذات، وإنما سمي الدم نفسا؛ لأن خروجه الذي يكون معه الموت يلازم خروج النفس، وإن الحياة لا تتم إلا به كما لا تتم إلا بالنفس، ويقال: فاضت نفسه، وخرجت نفسه، وفارقت نفسه كما يقال: خرجت روحه وفارقت روحه.
والله تعالى اعلم واعلى
__________________
رد مع اقتباس