عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2019-09-09, 09:20 AM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,733
افتراضي طبيعة الجهل وكيفية إزالته


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
((طبيعة الجهل وكيفية إزالته ))

الجهلُ سببُ كثيرٍ من المشاكل والأزمات، سواءٌ على المستوى الشخصي أو المستوى العام، ولكن ما هي طبيعتُه؟ وكيف يمكن إزالته؟ هذا ما سأحاولُ الإجابة عليه من وجهة نظري الشخصيَّة فيما يلي.

الجهل هو غشاء - وهنا أتحدَّث عن غشاوة الحياة، وليس غشاوة الكفر (ولو أن الموضوع قد ينطبق عليهما معًا) - أقول: هو غشاءٌ من الأوهام والتهيُّؤات، يَقِفُ حاجزًا بين عملِ الحواس - وخاصةً حاسَّتَيِ السمع والبصر - وبين مقدرة التفكير والتفكُّر؛ يكونُ معه الإنسان المصاب به في حالة فُقدانٍ للتفكير السليم؛ لأنه لا يستفيدُ من مدخلات السَّمْع والبصر العفويَّة؛ فتلك الغشاوةُ تـُعَدِّلُ في المدخلات العفويَّة، وتسمح بمرور تلك المدخلات بعد التعديل إلى قلب الإنسان، الذي يصبحُ مع مرور الأيام ذا قلبٍ مليء بمدخلات تلك الأوهام والتهيؤات (وذلك هو مرض القلب الحقيقي)، يُلاحَظُ هنا الشبه بين ذلك وعمل الفيروسات التكنولوجية.

باختصار: غِشاءُ الجهل يكون عادةً متشكِّلًا من ظنون وافتراضات ليس لها أساسٌ يَدعمُها سوى هوى النفس.

إلا أن إزالةَ ذلك الغشاء - الآنف الذكر - مُمكِنةٌ؛ لأنه ليس فطريًّا، بل مكتسب (ومنه بفعل الإنسان نفسه)، أقول: إزالتُه ممكنة، وذلك بتعريضِ ذلك الإنسان نفسَه (أو تعريضه من قِبَل غيره) لمدخلاتٍ إيجابيَّة قويَّة "مقصودة"، وتكثيفها له.

فكلما كانت البيئة المحيطةُ مساعدةً، كان مفعولُ المُدخَلات الإيجابيَّة القوية أقوى من عمل ذلك الغشاء.

وبمجرد إزالةِ ذلك الغشاء يبدأُ عملُ جميعِ المقدرات التي وَهبَها الله للإنسان بشكل سليم، عندها يرى الإنسانُ الحياةَ بشكل مختلفٍ وأفضلَ؛ وعندها أيضًا يتصرَّفُ بشكل طبيعي.


ومن المُؤكَّد أنَّ عملية إزالة ذلك الغشاء تتمُّ بالتدريج؛ لأن تَشكُّلَه تمَّ بالتدريج.


إن لم تكن إزالةُ ذلك الغشاءِ مُمكنةً، فلماذا يتعلَّم العالَمُ أجمعُ إذًا؟ الغشاوات تتعدَّدُ وتتنوَّعُ، وليس هناك مَن يُزيلُها مثل كلام رب العالمين (القرآن الكريم)، وسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الأفكار النيِّرة الشارحة والمُفسِّرة في كل المجالات، رحم الله أصحابَها جميعًا.


التعليم النظامي: المدرسيُّ والجامعي خُطُوات متدرِّجةٌ منتظمةٌ نحو التوعية الشاملة، وإزالةِ الأوهام والتهيُّؤات بشكل عام، فإن لم يتحقَّقْ ذلك منه؛ (أي: من التعليم)، فربما احتاجَ هو أيضًا مَن يُزيلُ غشاوتَه غير المقصودة (أو حتى المقصودة)؛ لأن الجهلَ عندئذٍ يكون جهلًا مركَّبًا، ومفعوله أقوى، والله أعلم.


المشكلة أنه في بعض الأماكن ليس هناك بيئة تعليميَّة أو إعلامية، أو حتى واقعيَّة معيشة إيجابيَّة مساعدة إلا فيما نَدَر.

وربما ليس هناك مَن يُفكِّر في إيجادها في تلك الأماكن، إلا مَن رحم الله، والله أعلم.

.alukah
§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§
رد مع اقتباس