عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2009-08-15, 11:54 PM
أحمد المسلم أحمد المسلم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-01
المشاركات: 37
افتراضي واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا

<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
<o:p> بسم الله الرحمن الرحيم </o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وبعد ،،،<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
يقول الله تعالى : {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم ءايته لعلكم تهتدون } . <o:p></o:p>
فالاجتماع على الحق ، والتعاون على البر والتقوى ، هو الوسيلة لنصرة الإسلام والمسلمين ، وقمع كيد الكائدين ، وهذا لا يتم إلا بطاعة ولاة أمور المسلمين ؛ ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة لولاة الأمور عند الاختلاف . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه موعظة بليغة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ؛ فقالوا : " يارسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا ؛ قال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبد ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا وعظوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " .

<o:p></o:p>
فأمر بالتمسك بأمرين عند هذه الاختلافات . <o:p></o:p>
الأمر الأول : طاعة ولي أمر المسلمين ، وعدم الخروج عليه . <o:p></o:p>
الأمر الثاني : التمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وترك الذهاب إلى الآراء والأفكار والنحل التي تدس بين حين وآخر على المسلمين ، قال صلى الله عليه وسلم <o:p></o:p>
" تركتم على بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك " . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فالتفرق يُحسم بالاجتماع على طاعة ولي أمر المسلمين ، والاختلاف يُحسم بالرجوع إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم . لا إلى رأي فلان وقول علان ، فإن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم معصومة لا يتطرق إليها الخطأ . <o:p></o:p>
كما أن القرآن أيضاً لا يتطرق إليه الخطأ {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } .<o:p></o:p>
والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى : { وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى } . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فالاعتصام بالكتاب والسنة هما النجاة من الفتن والأفكار المنحرفة الضالة . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
والله جـل وعلا يقول { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً } ، فلو أن هؤلاء الذين لبس عليهم الأمر رجعوا إلى علماءهم ورجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله ؛ لما توغل فيهم هذا الفكر المنحرف ؛ ولكنهم بالعكس اغتروا بهذه الأفكار وظنوها حقاً واستنصحوا الخائنين وتركوا الأمناء ، فصار مصيرهم كما ترون وكما تسمعون ، ولا وحول ولا قوة إلا بالله. <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
إننا لا نستغرب إذا حصل هذا في بلاد الكفار ، ومن شباب الكفار مع دولهم ففيها الإرهاب وفيها التخريب ؛ لكن لا نستغرب هذا لأنهم ليسوا على دين وليس لديهم مرجع يرجعون اليه من كتاب الله وسنة رسوله . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
أما المسلمون فيستغرب منهم هذا ، وبينهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، عندهم العلماء الربانيون الذين يدلون على الخير ويرجعون الأمور إلى مراجعها الصحيحة كما قال الله جل وعلا {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعمله الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً } . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فيجب أن يُرجع إلى أهل العلم ؛ لأن أولي الأمر هم الولاة والعلماء يرجع إليهم ؛ الولاة من ناحية السياسة ، والعلماء من ناحية المسائل الفقهية والعلمية ؛ فيرجع إليهم فهم ينهون المشكلات بإذن الله {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم } . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
والرد إلى الرسول بعد وفاته صلى الله عليه وسلم هو الرد إلى سنته كما قال صلى الله عليه وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ولو أن هؤلاء رجعوا إلى علماءهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم وأخذوا بما يرشد إليه علماءهم أخذاً من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ لرجعوا إلى الجاذة الصحيحة ، دين الإسلام ، دين الاجتماع في كل الأحوال . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وفي العبادات أمر الله بالاجتماع؛ فأمر الله جـل وعلا بصلاة الجماعة في الفرائض خلف إمام واحد ، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ترك صلاة الجماعة ، وحث على صلاة الجماعة من أجل أن يتعود المسلم على الاجتماع مع إخوانه والائتلاف ، يتربى على طاعة القيادة الإسلامية . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
المسلمون جسد واحد ، وبنيان واحد ، فصلاة الجماعة فيها تربية للشباب ولغيرهم على الاجتماع والائتلاف ، وإذا تكرر هذا في اليوم والليلة خمس مرات أثر هذا في سلوكهم وفي أخلافهم ، وفي تفكيرهم ، وسأل بعضهم بعضاً ، وتآلفوا وتعاونوا . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
أما لو صلى كل واحد منفرداً ، أو هرب عن المساجد ، فإن الشياطين تقتنصه ، قال صلى الله عليه وسلم " عليكم بالجماعة ؛ فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية " . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ولهذا تجد الضالين المنحرفين يفرون من المساجد ، حتى اعترفوا أنهم لا يصلون جمعة ولا جماعة ، ينفرون من المجتمع ومن المساجد ، وهذه نتيجة نفورهم من المساجد ، ومن الالتقاء بالمسلمين ، واستماع الدروس والمحاضرات، وتلقي العلم في بيوت الله جل وعلا { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه } , " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ؛ إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده " .<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فهؤلاء ينفرون من المساجد إلى السراديب المظلمة ، وإلى الكهوف البعيدة ، وينفرون من الاجتماع بأهل الإيمان وأهل العلم ، إلى الاجتماع بأهل الزيغ ، وأهل الضلال ، وأهل الأفكار المنحرفة ، وهذه هي النتيجة، وهذا هو الحصاد .

<o:p></o:p>

ومن أسباب الاجتماع طاعة ولي أمر المسلمين ، قال الله سبحانه وتعالى {يا أيها الذين أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر ذلك خير وأحسن تأويلاً } .<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
حصول النزاع والاختلاف لا بد منه ؛ لكن يحسم هذا بالرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويكون هذا على أيدي أهل العلم العارفين بكتاب الله وسنة رسوله ، يرجع إليهم في حل النزاع على ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
<o:p></o:p>
فالمؤمن يرجع إلى كتاب الله ، وإلى سنة رسوله ، ويأخذ ما دل عليه الدليل الصحيح ، هذا المؤمن ، أما غير المؤمن ؛ فإنه لا يرجع إلى الكتاب والسنة ؛ وإنما يرجع إلى هواه ، ويرجع إلى ذوقه ، ويرجع إلى أهل الضلال ، لا يرجع إلى العلماء ؛ وإنما يرجع إلى أنظمة الاحزاب والجماعات ، ولا يرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

اللهم اجلنا من المعتصمين بحبلك ، المجتمعين على كتابك وسنة نبيك .

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
رد مع اقتباس