عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2011-09-11, 06:30 PM
أبو ياسر عبد الوهاب أبو ياسر عبد الوهاب غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-06-20
المكان: ولاية وهران بالجزائر
المشاركات: 423
افتراضي حوار بين سلفي ومخالف

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن بعض الناس ممن يزعمون أنهم يتبعون الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة يؤيدون ما يحدث في العالم الإسلامي اليوم من دماء تسفك وأعراض تنتهك وأموال تشتت ومنشآت تخرب، واذكر من البلايا والرزايا ما يندى له الجبين، زاعمين أن هذا هو سبيل الإصلاح والتغيير بإسقاط الأنظمة الفاسدة وإقامة دساتير تمنح للمسلمين حرية التدين وإقامة شريعة الرحمن فيا لها من دعوى لو كانت على أساس صحيح وطريق مستقيم ، إن سبيل الله عزوجل في الوصول إلى مراد الله تعالى ما كان يوما ما بسلوك وسائل فاسدة بل إن القاعدة عند أهل العلم أن الوسائل لها أحكام المقاصد، وأما من يسمون بدعاة التغيير اليوم فهم يتبعون القاعدة الميكيافيلية "الغاية تبرر الوسيلة" فالله المستعان.
هل ما يزعمونه من عدم وجود أدلة تحرم الخروج على أئمة المسلمين صحيح ؟
أقول: تواترت الأدلة في الشريعة على تحريم الخروج على أئمة المسلمين، ووجب السمع والطاعة لهم وقد ذكر علماء أهل السنة أبوابا عديدة في كتبهم في مسائل الإمامة فليرجع كل مسلم إلى كتاب الشريعة للآجري وأصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي والسنة للإمام أحمد شرح السنة للبربهاري وغيرها فترى فيها عقيدة أهل السنة والجماعة صافية ناصعة كالبياض تظهر لكل طالب حق ونجاة أما من اتبع هواه وأعمى الله بصيرته عن الحق فهو يؤولها أو ينكرها وفي كل شر
قال الله تعالى"يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"
قال شيخ الإسلام رحمه الله –المجموع 35-16 "طاعة الله ورسوله واجبة على كل أحد وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعتهم "
قال ابن باز رحمه الله" هذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر وهم الأمراء والعلماء وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين أن هذه الطاعة لازمة وهي فريضة في المعروف".
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا" من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني".
وهذه الطاعة المأمور بها في شريعة ربنا ليست خاصة في حال دون حال ولا زمان دون زمان بل هي عامة في كل الأوقات والأحوال لأن بعض الناس يقولون أنتم ترون ما يفعله الحكام اليوم من ظلم للرعية واستئثار بالأموال والمناصب ، كيف يطاع الرئيس وأنت ترى الأموال تنتهب من الدولة؟ كيف يطاع وأنت ترى الفسق والفجور ؟
فأقول:
1- وهل أفعال العباد يناقش بها الراعي ويحاسب عليها "ألا تزر وازرة وزر أخرى" ، وكثر السراق والزناة ووو أقول ألم يزن بشر في العهد النبوي ، ألم يسرق شريف في العهد النبوي ؟ على ذلك فقس ..
2- نعم نقول أنه ينبغي للراعي أن لا يوفر أسباب الفجور في البلاد وأن لا يعطي حرية التفلت و العري للعباد ولكن هذه معاصي لا تحل الخروج.
3- أقول هذه المصائب التي ذَكَرت أنها تحدُث، نبيك صلى الله عليه وسلم أخبرك أنه مع ذلك فيجب عليك الطاعة ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك"
4- ثم اعلم أن تفريق الكلمة وشق العصا يحدث ولو بمخالفة ولي الأمر في أمور مباحة كما لو كان في إشارة مرور كما نبه عليه الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في فناويه ج7 ص123، وقد قال العلامة المباركفوري "الإمام إذا أمر بمندوب أو مباح وجب" تحفة الأحوذي 5-365.
5- الطاعة تكون في أمور تكرهها أيضا ما دامت ليس فيها معصية لله تعالى ففي الصحيحين "السمع والطاعة حق على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة".
قال قائل من هؤلاء أنت تقول فلان حاكم عليك فهل بايعته ؟
قلت : الطاعة واجبة عليك ولو تبايعه مع خطورة عدم قصدها في القلب.
قال شيخ الإسلام رحمه الله "ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم من طاعة ولاة الأمور ومناصحتهم واجب على الإنسان وإن لم يعاهدهم عليه وإن لم يحلف لهم الأيمان المؤكدة ". المجموع ج35.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله "إذا اجتمع المسلمون على أمير وجبت الطاعة على الجميع ولو ما بايع بنفسه والمسلمون ما بايعوا أبا بكر بايعه من في المدينة ولزمت البيعة للجميع".
فقال هذه الأدلة التي توردها نحن معك فيها ولكن هي خاصة بالحكام المسلمين وليس حكامنا:
قلت: وهل الحاكم عندكم كافرا ؟
فإن قال : لا قلت: حلت المشكلة.
وإن قال نعم هو كافر.
قلت : وكيف ؟
قال: وهل أنت أعمى؟
ألا ترى البلدان الإسلامية الخمر يباع في الطرقات والزنا منتشرة في الشواطيء والحفلات الغنائية و..و..و.. استحلال محرمات وغيرها
قلت: الاستحلال من فعل القلب فمن اعتقد حل المحرم المجمع عليه ولو لم ينطق بذلك فهو كافر ، كمن اعتقد حل الخمر والزنا والسرقة والربا ووووو.
فإنما يعرف الكفر بالنطق فهل قال الحاكم مثل هذا ؟ فإن قلت نعم فمن من العلماء قال بكفره؟
ثم تلعثموا وقالوا إنما خروجنا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قلت:
1- الله المستعان هذا من سلفكم الخوارج قال ابن القيم في إغاثة اللهفان "وأخرجت الخوارج قتال الأئمة والخروج عليهم بالسيف في قالب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأخرج أرباب البدع جميعهم بدعهم في قوالب متنوعة بحسب تلك البدع............".
وقال شيخ الإسلام رحمه الله وهو يعدد أصول الخوارج" والامر بالمعروف والنهي عن المنكر يتضمن جواز الخروج على الأئمة وقتالهم".
وقال الشيخ ابن عثيمين " الواجب علينا أن ننصح بقدر المستطاع أما أن نظهر المبارزة والاحتجاجات علنا فهذا خلاف هدي السلف وهذه الأمور لا تمت إلى الشريعة بصلة ولا إلى الإصلاح بصلة ما هي إلا مضرة ولا نؤيد المظاهرات أو الاعتصامات أو ما أشبه ذلك لا نؤيدها إطلاقا ويمكن الإصلاح بدونها".
2- أقول أن المنكر يحتاج تغييره إلى تكييف ، قال ابن القيم "إذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يسوغ إنكاره وإن كان الله يبغضه ويمقت أهله وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر".
قلت:صدق والله رحمة الله عليك يا ابن القيم وأكبر دليل على ما قلت ما يحدث في الدول التي خرجت على حكامها اليوم ، قال نريد إنكار المنكر ؟
فقلت : وأي منكر أزلتموه والله لهو البلاء العظيم ففي مصر قد زاد الضغط على السلفيين أصبحوا معرضين لحرب شعواء من كل الطوائف المخالفة ، يقول شيخ الإسلام كما في منهاج السنة:"لعله لا يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته"، أي والله : اليوم نسمع دعوة لوضع مادة في الدستور لحفظ قبور الأولياء والصالحين. نعم المنكر الذي غير أن يمكن للصوفية والإخوان والعلمانيين والبعثيين والسروريين والتكفيريين وووو هذا هو المنكر بعينه يا عميان .
قال إذا كيف يدفع ظلم الحكام؟
قلت: هدي سلفكم يقول الحسن البصري "إن الحجاج عذاب الله فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ولكن عليكم بالإستكانة والتضرع فإن الله تعالى يقول"ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون"، ولذلك يقول شيخ الإسلام 14-269"أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال من يقاتل على الدين الفاسد من أهل البدع كالخوارج وأمر بالصبر على جور الأئمة ونهى عن قتالهم والخروج عليهم ولهذا قد يمكن الله كثيرا من الملوك الظالمين مدة...."
قال إذا ما الحل؟
فأجابهم شيخ الإسلام" مذهب أهل الحديث ترك الخروج بالقتال على الملوك البغاة والصبر على ظلمهم إلى أن يستريح بر أو يستراح من فاجر."
هذا الحوار العلمي الذي سبكته من أقول علمائنا هو منهج السلف وعقيدة تربينا عليها قبل أن يظهر شباب الفايسبوك ، قبل أن نستورد مصطلح شباب الثورة ، التغيير ، الإصلاح، العيش المريح ، التطرف ، هذه العقيدة سطرها علماؤنا منذ قرون وأنزلها ربنا في كتابه العظيم فأين من خلع المنهج السلفي عنه وترك نصوص الوحي وبدأ يأخذ عقيدته من أخبار الخنزيرة-عفوا- والعبرية وغيرهما اللتان لا ترقبان في مؤمن إلا ولا ذمة فالله الله في الرجوع مرجعياتنا العلمية ، الله الله في المحافظة على هوية منهجنا السلفي الله الله في البعد عن الفتن وفي تحصيل الامن ورد كيد الأعداء .
اسألوا كل من يبارك الثورات: أين مرجعيتك؟
اسألوا كل من يكفر الحكام: من أنبأك هذا؟
اسألوا كل من يسعى للدخول في الانتخابات: من أفتاك بهذا؟
هذا جهد المقل أسأل الله أن أكون فيه من المخلصين والله ما رجوت فيه إلا النصح والله أعلم بالسرائر ، فلا تبخلوا على أخيكم بالنصح والتوجيه.
أخوكم المحب أبو ياسر عبد الوهاب
رد مع اقتباس