عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 2013-04-26, 01:15 AM
أبو عبيدة العجاوي أبو عبيدة العجاوي غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-09-30
المكان: فلسطين
المشاركات: 88
افتراضي

المقال التاسع عشر :


النسخ في القرآن
إستغل الأحمديون موضوع النسخ في القرآن والإختلاف حول عدد الآيات المنسوخة فأنكروا الناسخ والمنسوخ في القرآن ليهموا الناس أنهم المدافعين عن القرآن والمنزهين له عن الزيادة والنقصان.
فما معنى النسخ ؟ وما هي أدلته ؟ وما هي الأمثلة عليه ؟ وما هي الشبهات حوله ؟
معنى النسخ في اصطلاح العلماء : هو رفع حكم شرعي بدليل شرعي متأخر .
أي أن الله يرفع الحكم الشرعي الذي تقرره آية من كتاب الله ويلغيه ثم يحل محله حكم شرعي آخر متأخر عنه .
فالمنسوخ : هو الحكم الشرعي الأول .
والناسخ : هو الحكم الشرعي الثاني الذي ألغى الحكم الشرعي الأول .
أي أن الله نص في آية من القرآن على حكم شرعي معين ثم جاءت آية أخرى متأخرة نسخت العمل بالآية السابقة إلى حكم شرعي آخر.
ما هي أدلة النسخ ؟
إن النسخ ثابت من القرآن والسنة وأقوال الصحابة :
قال تعالى : "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ". البقرة 106
وجه الإستدلال : الآية صريحة في النسخ حيث تقرر أن الله إذا نسخ آية ورفع حكمها فإن الله يأتي بآية أخرى فيها حكم آخر هو خير من الحكم الأول أو مثله .
قال تعالى :" يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ". الرعد 39
وجه الإستدلال : أن الله يمحو ما يشاء من أحكام كتابه وينسخه ويثبت ما شاء من أحكام كتابه فلا يمحوه ولا ينسخه .
قال تعالى : " وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون ".النحل 101
وجه الإستدلال : أن الله إذا نسخ آية وبدل حكمها بآية أخرى وبحكم آخر قال الكفار للرسول صلى الله عليه وسلم : أنت مفتر وكاذب ليس هذا حكم الله .
وهذه الآيات إن لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم تفسيرها إلا أن الصحابة رضوان الله عليهم فسروها وتفسيرهم يأخذ حكم المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذه الآيات فسرها ابن عباس :
عن ابن عباس في قوله{ ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها }وقال{ وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل }الآية وقال{ يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب }فأول ما نسخ من القرآن القبلة وقال{ والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إلى قوله إن أرادوا إصلاحا }وذلك بأن الرجل كان إذا طلق امرأته فهو أحق برجعتها وإن طلقها ثلاثا فنسخ ذلك وقال{ الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان } النسائي كتاب الطلاق باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث .
وروى مسلم في صحيحه حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبرى حدثنا المعتمر حدثنا أبى حدثنا أبو العلاء بن الشخير قال :" كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينسخ حديثه بعضه بعضا كما ينسخ القرآن بعضه بعضا ". مسلم كتاب الحيض باب انما الماء من الماء.
بعض الأقوال للصحابة في النسخ :
مر علي بن ابي طالب رضي الله عنه بقاص فقال :" اتعرف الناسخ من المنسوخ ؟ قال : لا ، قال : هلكت وأهلكت ".الناسخ والمنسوخ للنحاس ص 12 والبيهقي في السنن الكبرى 10| 117
ومر ابن عباس رضي الله عنهم بقاص يعظ فركله برجله وقال :" أتدري ما الناسخ والمنسوخ ؟ قال : لا ، قال : هلكت واهلكت ". الناسخ والمنسوخ للنحاس ص 12 والبيهقي في المدخل على السنن ص 178
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال :" إنما يفتي الناس أحد ثلاثة : رجل علم ناسخ القرآن ومنسوخه" البيهقي في المدخل الى السنن ص 127
وعن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال :" نزلت آية المتعه ـ يعني متعة الحج ـ في كتاب الله وأمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم تنزل آية تنسخ آية متعة الحج ". مسلم كتاب الحج باب جواز التمتع
بعض الأمثلة على النسخ
عن ابن عمر { إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه } . قال نسختها الآية التي بعدها البخاري كتاب التفسير باب آمن الرسول بما انزل إليه من ربه
عن ابن عباس قال : { واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا } وذكر الرجل بعد المرأة ثم جمعهما فقال { واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما } فنسخ ذلك بآية الجلد فقال { الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة } .ابو داود كتاب الحدود باب في الرجم .
شبهات الأحمدية حول النسخ والرد عليهم :
قالوا :إن العلماء يقولون أن النسخ هو إبطال لحكم سابق فإذا دخل النسخ في القرآن بهذا المعنى فقد اتاه الباطل وقد قال تعالى :" لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ". فصلت 42
والرد عليهم : إن النسخ ثابت في القرآن الكريم ، فهل يقال عن ما ثبت في القرآن الكريم أنه باطل والعياذ بالله ! ثم إن النسخ ثابت من أقوال الصحابة فهل يقال عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم أثبتوا الباطل على القرآن .
قالوا : إن الصحابة اختلفوا فيما بينهم على تعيين الآيات المنسوخة .
الرد عليهم : إن الحديث عن أصل المسألة وهو النسخ في القرآن ومع انهم إختلفوا في نسخ بعض الآيات إلا أنهم متفقون على القول بالنسخ ولم ينكر أحد منهم النسخ في القرآن .
قالوا : إنه لا توجد آية مجمع على نسخها .
الرد عليهم : هذا القول غير صحيح إذ هناك من الآيات ما اجمع على نسخها ومن شاء فليعد إلى كتب التفسير وكتب الناسخ والمنسوخ ليرى كيف ذكر الإجماع على نسخها .
قالوا :إن الإعتقاد بالنسخ يستلزم الإعتقاد بالبداء .
الرد عليهم : البداء : هو بدو الشيء وظهوره بعد الخفاء ونشأة رأي جديد لم يكن موجودا من قبل و البداء يستلزم سبق الجهل .
ونحن لا نقول أن الله بدا له أن يغير حكم لحدوث علم جديد عنده ـ تعالى الله ـ والله منزه عن هذا .
بل نقول : إن الله يعلم منذ الأزل انه سيشرع حكما معينا لفترة زمنية معينه ، ويعلم منذ الأزل انه سينسخ هذا الحكم وعلمه أزلي سبحانه .
أخي القارئ : إن الأحمديين استغلوا اختلاف العلماء في نسخ بعض الآيات أهي منسوخة أم لا وأستغلوا الإختلاف في موضوع نسخ التلاوة فأنكروا النسخ ليظهروا بمظهر المدافع عن القرآن فزعموا أن النسخ يعني نقضان له أو باطل يأتيه وأنهم ينزهون القرآن عن النقص والباطل وهم الذين قالوا بنسخ الجهاد بنزول عيسى ابن مريم عليه السلام ـ الذي يزعمون أن غلام أحمد القادياني مثيله ـ وإن زعموا أن هذا ليس نسخا .
أبو عبيدة العجاوي – هاني أمين
رد مع اقتباس