عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2014-09-07, 06:31 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,400
افتراضي بين إنزال التوراة وتنزيل القرآن تثبت حجية السنة النبوية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- يقول الله جل وعلا : وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ... [الأعراف:142]
يخبر ربنا سبحانه وتعالى أنه أمر موسى بالذهاب إليه لتلقى التوراة خلال فترة ثلاثين ليلة وأتمها الله بعشر فصارت أربعين ليلة وهى فترة تلقى وكتابة التوراة.

2- ويقول الله جل وعلا: وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ [الأعراف:145]
ثم يخبر ربنا أنه أنزل التوراة التى كتبها بيده سبحانه - كما ثبت فى فى الأثر من أن الله خط التوراة بيده وبما يتفق مع لفظ القرآن الكريم وكتبنا - أنزلها مكتوبةً على موسى ، ومباشرة وبلا أية واسطة بينهما ، وحياً مباشراً.

3- ويقول جل وعلا : وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ [الأعراف:154]
يخبر ربنا جل وعلا أن موسى نسخ من النسخة الربانية التى نزلت عليه نسخة أخرى نبوية بيده ، وبين ربنا أن بها مواعظ مفصلة ، ثم يأمر الله موسى ح كما فى الآية السالفة - أن يأخذها بقوة ولا يفرط فيها ويحافظ عليها ، وأن يأمر قومه أن يأخذوا بأحسن ما جاء فيها.

4- ويقول تعالى : .... قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ... [الأنعام:91] وهنا يبين ربنا سبحانه وتعالى أن بنى إسرائيل كانوا يجيدون الكتابة فجعلوا الكتاب الذى أنزل على موسى وهو التوراة قراطيس أى لفائف ورق منفصلة ، يظهرون بعضها للناس ويخفون بعضها ، ذلك أن أغلب الناس فى ذلك الزمان كانوا لا يجيدون القراءة ولا الكتابة.

5- مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ .. [النساء:46]
يخبر ربنا جل وعلا أن الكتابة كانت هى عمل الصفوة والكهنة وحكر على رجال الدين ، لهذا احتكروا التوراة لأنفسهم ، وحجبوها عن عامة الناس ، فأظهروا ما شاءوا منها وأخفوا ما شاءوا على حسب مصلحتهم ، فوقع التحريف فيها.
...
6- ويقول تعالى فى شأن القرآن الكريم : وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ 192 نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ 193 عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ 194بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ 195 وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ 196 أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ 197 وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَىٰ بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ 198 فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ 199 [ الشعراء ] يبين ربنا جل وعلا أنه أنزل القرآن الكريم على قلب سيدنا محمد بواسطة أمين الوحى جبريل ثم يبين ربنا أنه لو أنزل القرآن على بعض الأعاجم ثم قرأه النبى عليهم لما كانوا ليؤمنوا به.

7- ويقول جل وعلا : وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ [العنكبوت:48] أن سيدنا محمد كان نبياً أمياً لا يقرأ ولا يكتب وفى هذا دفع لشبهة أن يكون هذا القرآن من تأليفه هو ، بل هذا آكد لأن يكون القرآن من لدن رب العالمين سبحانه.

8- ويقول تعالى : وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا [الإسراء:106] أنه أنزل القرآن منجما مفرقا مجزءاً على مدار سنوات بعثة النبى محمد والتى بلغت ثلاثة وعشرين سنة. وأن النبى يبلغ القرآن للناس شفاهة كما تلقاه شفاهة.

9- ويقول تعالى : لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ 16 إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ 17 [القيامة] يخبر ربنا عن حال النبى حين نزول القرآن عليه أنه كان يردد الكلام بلسانه بعدما يسمعه من جبريل مباشرة ، كلمة بكلمة حتى لا ينساه ، فأمره ربنا ألا يحرك لسانه ويكتفى بالإنصات وأن الله سيتكفل بجمعه كله رغم نزوله مفرقاً.

من كل هذه الآيات نستنتج أن كيفية إنزال التوراة وتبليغها تختلف كلية بل تتناقض مع كيفية تنزيل القرآن وتبليغه وحفظه. فالتوراة نزلت منها نسخة ربانية مكتوبة من السماء ، دفعة واحدة ثم نسخ موسى منها نسخة بيده ، ثم نسخ الأحبار نسخاً أخرى من ألواح موسى ، وكانت عملية الكتابة هذه أدعى لأن يتم حفظ التوراة حفظاً صحيحاً لا تشوبه شائبة ، ورغم هذا فإن الأحبار حرفوا ويحرفون التوراة على حسب أهوائهم.
بيينما أنزل الله القرآن على سيدنا محمد بواسطة أمين الوحى جبريل ، وأنزله شفاهة بلا كتابة ، ومفرقا غير مجموع ، على نبى أمى ، وعلى أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب ، ومن الناحية النظرية فإن طريقة إنزال وتبليغ التوراة كانت أدعى وأحرى وأولى أن تحفظ التوراة من الضياع وتصان من التحريف ، ورغم هذا كان الحفظ والعناية من نصيب القرآن الكريم ، ذلك أن الله هيأ للقرآن أمة كانت أناجيلهم فى صدورهم ، أمة تعتمد على المشافهة والحفظ فى التلقى وتداول المعلومات ، فحفظوا القرآن فى صدورهم قبل ان يحفظوه فى سطورهم ، بل كان الحفظ فى الصدر متاحاً للجميع ، ولم يستأثر به أحد دون أحد ، ولم تنفرد به فئة دون أخرى ، ولهذا انتشر القرآن وحفظ حفظاً متواتراً عبر الأجيال والعصور.

إذا تأملنا كل هذا سنجد أن الله سبحانه وتعالى يعلمنا درساً مهماً فى بيان صفات الوحى المحمدى وكيفية تلقيه وتبليغه ، وكما أنزل القرآن على النبى بواسطة ومشافهة فإن أحاديث النبى قد تناقلها عموم الصحابة ، فى مبتدأ الأمر مشافهة من النبى وحفظ من حفظ ، كما كانوا يحفظون القرآن ، وكتب من كتب ، كما كانوا يكتبون القرآن. ولهذا استمرت عملية حفظ السنة تعتمد على حفظ الصدر عند أغلب أصحاب النبى كأبى هريرة الذى دعا له النبى بحفظ العلم فى صدره ، عدا بعض من كان يكتب كعبد الله بن عمرو بن العاص ( توفى 65 ه ) .

وكلما مر عصر زاد اعتماد الناس على الكتابة وأدخلوها كمصدر حفظ بجانب حفظ الصدر ، ثم أخذ بعض التابعين يكتب لنفسه أجزاءً يجمع فيها بعضاً من أحاديث النبى كيزيد بن أبى حبيب ( توفى 129 ه ) وهمام بن منبه ( توفى 132ه ) وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ( توفى 150ه ) ثم انتشرت التصانيف وكثرت وتعددت أنواعها واختلفت أحجامها... حتى بلغ التصنيف أوجه فى عصر الأئمة الأعلام شيخى الصحيحين البخارى ( توفى 256 ه ) ومسلم ( 264 ه ) ، ومن قبلهم مالك بن أنس ( توفى 179ه ) وأحمد بن حنبل ( توفى 241 ه ) ، مرورا بعصر عبد الله بن المبارك ( توفى 181 ه )
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس