عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 2011-07-05, 12:10 PM
نبيل الجزائري نبيل الجزائري غير متواجد حالياً
منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-10
المشاركات: 51
افتراضي

بسم الله
يقول الأخ الأنصاري في نقطة أن الوحي اسم عام يرد تحته الكتاب الكريم :
اقتباس:
نقطة مفصلية ومحورية وعليها ينبنى كل شئ فإذا سلمنا أن الوحى يشمل القرآن وغيره فهذا يسحب على السنة صفة الوحى ، والوحى نحن مأمورون باتباعه لقول ربنا سبحانه وتعالى :
اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ [الأنعام:106]
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ [يونس:109]
وقد قلت ، أن المسألة ليست هنا ، بل هي: أكل وحي أوحي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام هو من البلاغ المبين ؟؟ الكتاب الكريم يقول لا ، البلاغ المبين هو الكتاب الموحى والمنزل على محمد عليه الصلاة والسلام ولا شيء معه . هذا تذكير للأخ .
الآن ، إن كان الوحي اسم عام يشمل الكتاب وغيره ، فهل يلزم هنا من هذه القاعدة أن غيره ينسحب على السنة كما يفهمها أهل السنة ؟ هل قولنا أن الوحي شامل للكتاب وغيره يعني ضرورة أن السنة وحي ؟ أكل وحي بالضرورة هو بلاغ مبين؟ هذا أولا . وثانيا : من أين أتى الأخ بأن المقصود في الآيتين - اتبع ما يوحى إليك - من أين أتى بأن المقصود بالوحي هنا هو السنة إضافة للكتاب ؟ أتوجد آية واحدة تفيد أن السنة وحي ؟ آية محكمة صريحة كهذه الآيات التي تفيد أن الكتاب وحي :
قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ
فبنص هذه الآيات فإن ما أوحي إليه مما أمر باتباعه هو الكتاب الكريم ، فأين السنة هنا ؟
أمام الأخ إشكالان :
الأول أن يثبت أن وحيا عدا الكتاب الكريم المنزل على الرسول عليه الصلاة والسلام هو من البلاغ المبين
والثاني : أن يثبت أن ما أمر الرسول عليه الصلاة والسلام باتباعه من الوحي يشمل السنة مع الكتاب
فآيتا الاتباع - اتبع ما يوحى إليك - لا تقول أن ما أوحي إليه هو السنة مع الكتاب . فهذا فهم الأخ للآيتين لا صريح الآيتين . وفي آيات أخرى عديدة أوردناها أن ما أوحي إليه هو الكتاب ولا ذكر للسنة . فمن أين فهم الأخ أن المقصود بآيتي الاتباع هو السنة مع الكتاب؟

يقول الأخ العباسي :
اقتباس:
الكتاب ليس شرطا في البلاغ المبين . وابحثوا واذا وجدتم أنه احتج ( المقصود هنا هو ابراهيم عليه السلام ) بالكتاب فانا أقبل الحق. أنا أقول لكم أني لم أجد أنه احتج بالكتاب على قومه. ولذلك الكتاب ليس شرطا في البلاغ المبين ﻷن ابرهيم بلّغ من غير أن يحتج بالكتاب وهذا في القرآن. فلماذا لا يكون هذا البلاغ المبين هو الوحي و ليس الكتاب
يقول تعالى : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
فهل مع كل رسول كتاب ؟ نعم . بنص هذه الآية . أهذا الكتاب هو البلاغ المبين قياسا على الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ ليس بالضرورة ، فالآية لا تصرح بذلك . هل البلاغ المبين الموحى للرسول عليه الصلاة والسلام هو الكتاب حصرا ؟ نعم ، وقد صرح الكتاب الكريم بهذا . فالأخ العباسي يقيس الرسل عليهم الصلاة والسلام - ومنهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام - في هذا الشأن بالرسول عليه الصلاة والسلام . وهذا قياس لا دليل صريح عليه . فالآية : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ... صريحة في أن الرسل معهم كتاب . لكنها ليست صريحة في أن البلاغ المبين الواجب عليهم هو هذا الكتاب الذي معهم حصرا ، بينما هذا الحصر نجده صريحا بشأن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام . فمن يقول أن البلاغ المبين لكل الرسل محصور في الكتاب المنزل عليهم قياسا على الرسول عليه الصلاة والسلام لن يجد دليلا على زعمه هذا ، وأنا لم أقل أبدا أن البلاغ المبين الواجب على كل الرسل هو الكتاب المنزل عليهم قياسا على الرسول الكريم .
سأنقل هنا كلامي في الموضوع الأصلي الذي فتح به هذا الحوار بشأن هذا الأمر ليعلم الأخ العباسي أنه يرد على ما لم أقله ، وإنما على ما فهمه هو :
قلت بالحرف :
اقتباس:
وآيات أخرى تبين أن البلاغ المبين هو حصرا وظيفة كل الرسل.[ كما يرى الأخ العباسي ، فهنا قلت أن الوظيفة الحصرية لكل الرسل هي البلاغ المبين ولم أقل أن البلاغ المبين بالضرورة الكتاب المنزل إليهم ]
يقول تعالى :
وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ
قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ
يتكرر هذا مثنى وثلاث ورباع بأوضح تعبير وأجلى تحديد ، حسما لكل تأويل ، وحين نسأل : ما هذا البلاغ المبين الذي على رسولنا الكريم –عليه الصلاة والسلام- تبليغه بحصر المعنى الجازم؟ [ هنا حصرت السؤال في البلاغ المبين الموحى به للرسول محمد عليه الصلاة والسلام ] نجد أن الكتاب الكريم كفانا مؤنة الجواب وبصورة لا تقل حسما وجزما . يقول تعالى:
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
أمر جازم مباشر واضح لا لبس فيه من الله جل وعلا إلى رسوله عليه الصلاة والسلام بأن يبلغ ما أنزل إليه من ربه. وأنه إن لم يفعل فما بلغ رسالة ربه.
وحين نسأل : ما هذا الذي أنزل إليه من ربه والذي أمره أمرا صريحا جازما بتبليغه حصرا؟ [ وهنا أيضا كان سؤالي عن البلاغ المبين الموحى للرسول محمد عليه الصلاة والسلام والذي جوابه الكتاب حصرا ] نجد أيضا أن الكتاب الكريم كفانا مؤنة الجواب وبحسم ومثنى وثلاث ورباع. يقول تعالى :
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
ثم أنني ذكرت ما يشبه خلاصة هذا الذي تقدم :
اقتباس:
فالرسول عليه الصلاة والسلام محددة وظيفته ومحصورة بوضوح في البلاغ المبين ، وهذا البلاغ محدد بما أنزله الله إليه، وهذا الذي أنزله سبحانه إليه محدد بالكتاب الكريم. فالبلاغ المبين المذكور في الآية محل استدلال الأخ في آيات أخرى غيرها هو حصرا الكتاب الكريم ولا شيء معه.
فكل كلامي عن أن البلاغ المبين هو الكتاب حصرا إنما قصرته على الرسول عليه الصلاة والسلام . فحين يفهم الأخ العباسي من هذا أنني أقصد بأن كل بلاغ مبين لكل رسل الله عليهم الصلاة والسلام هو بالضرورة الكتاب المنزل إليهم قياسا على الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ، فهذا فهمه وليس كلامي ، وما قلته لا يلزم منه هذا الفهم . فالأخ العباسي إنما يرد على نفسه .
والحمد لله
رد مع اقتباس