[أبو جهاد الأنصاري]

أهلاً وسهلاً ومرحباً بالأخت الكريمة / العائدة إلى الله

ثبتنا الله وإياك على الحق المبين ، والطريق والمستقيم.
فعلاً هى ملحوظة جيدة وفى محلها. ووصف النبى لمثل هذه الأمور يكون إجمالياً ، بالشكل الذى يثبت صدق الإخبار حتى يستوعبه السابقون ، ويستنتجه اللاحقون. ولحديث النبى هذا نفهمه فى سياق حديثه الذى قال فيه : ( الخيل معقود فى نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) [ متفق عليه ] ويجد تصوران لهذا الحديث كلاهما جائز الوقوع :

الأول : أن الحياة ستعود لسابق عهدها ، وهذا جائز جداً ولا نستبعده بسبب وجود أسلحة دمار شامل كثيرة وفى العديد من الدول والصراعات الإقليمية والعالمية على أشدها ، فمن الممكن أن يتم استخدام مثل هذه الأسلحة على نطاق واسع مما سيؤدى إلى تدمير المصانع بشكل شبه كامل ، يؤدى إلى صعوبة صناعة أسلحة جديدة بالشكل الذى هى عليه الآن. كما أنه من الجائز كذلك فى هذا السياق أيضاً أن يأتى زمن تنتشر فيه جمعيات حقوق الإنسان ، وجمعيات المجتمع المدنى التى ستجعل من مقاومة وإلغاء صناعة الأسلحة هدفها الأول وسيتجاوب معها الكثير من الدول لما يرونه من دما وتدمير تحدثه الأسلحة الحديثة.

الثانى : أن الحياة باقية على حالها ، ولكن المجاهدين فى سبيل الله سيتمسكون بحديث النبى ( الخيل معقود فى نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) فيستخدمونها هى والسيف لأنه الشئ الميسر لهم استعماله ، فيفتح الله بهما على أيديهم ، مصداق قول ربنا جل وعلا : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ونلاحظ أن الله سبحانه وتعالى فى هذه الآية الكريمة قد ذكر القوة عامة ثم خصص رباط الخيل دون باقى عدة القتال ، ليوافق معنى الحديث النبوى المذكور ، ولنعلم يقيناً أن حرب الحق على الباطل ستستخدم الخيل فى قتالها.

وهذا أيضاً ليس بمستبعد عن واقعنا ، فنحن نرى الخيول لا تزال تستخدم حتى اليوم وفى أكثر الدول تقدما وأكثرها تصنيعاً للسلاح ، نجدهم يستعملون الخيل مع رجال الشرطة فى الشوارع ومع فرق مكافحة الشغب ، ونلاحظ أن الخيل تحدث رهبة كبيرة فى نفوس الناس لهيئتها المعروفة بالضخامة والقوة والعضلات المفتولة والوقع علىالأرض ، وكل هذا لا نجده فى استعمال أحدث أنواع السيارات.
والله أعلم بالغيب.