عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2017-03-22, 09:51 PM
أبو أحمد الجزائري أبو أحمد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-07-11
المشاركات: 6,886
افتراضي كشف حقيقة القرآنيين منكري السنة

كشف حقيقة القرآنيين منكري السنة
المتلاعبين بالقرآن والرد عليهم

المقدمة


كان الرسل هم الهادون لأقوامهم كيف يعبدون الله ويطيعونه بما أمرهم به، فهم المبلغون عن الله، وبدون الرسل فإن الناس يصبحون هملاً وفي تيه وجهالة لا قيمة لهم لأنهم يحيون حياة بهيمية، ولا يعلمون كيف يحيون حياتهم الدنيا بما يوافق منهج الله، وبدون الوحي من الله لا يمكن للبشر أن يعيشوا عيشة الأمن والطمأنينة في حياتهم بدون شرع ينظم حياتهم، بل أنهم سيحتاجون إلى قوانين وأحكام وتشريعات يرجعون إليها، ومن أجل ذلك فإن المرجعية الحقيقية هي من عند الله الذي خلقهم ورباهم ورزقهم ويعرف حاجاتهم الجسمية والروحية، والنفسية ونوازعها، وضوابط تلك النوازع، وقد جعل الله للإنسان حرية الاختيار بين الإيمان والكفر بعد أن عرفَّه على طريق الحق وطريق الباطل وماله من حقوق وما عليه من واجبات عن طريق رسله.

ولكن أوامر الله ونواهيه لا تتنزل من عنده إلى الرسل من البشر مباشرة، وإنما بالوحي، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ [الشورى:15]. والرسول الذي يرسله الله إلى المرسل إليه من بني آدم لا يكون إلا ملكاً، وهو جبريل عليه السلام في حالة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو أمين الوحي.

ولأن من أسماء الله الحسنى أنه عليم؛ فليس من الأدب مع الله أن يأتي من يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يشرِّع من عنده مخالفا لأوامر الله، وكأنَّ الله لا يعلم ما يجري على الأرض، حتى يأتي من يقول: (بيننا وبينكم كتاب الله) منكراً السنة جملة وتفصيلا. قال تعالى: ﴿ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴾ [ الحاقة :44-46]. فكل أمر أو نهي من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أمر أو نهي من الله، وقد أوحاه إليه، وإلا فكيف يرضاه، ولم ينكر عليه لو لم يكن قد أوحاه إليه ؟؟. وكل أوامر الله ورسوله ونواهيهما هي من أجل صلاح حياة الناس في الدنيا والآخرة.

وقد كان المصدر والمرجع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الأوامر والنواهي هي القرآن الكريم ثم الرسول المبين للقرآن فهو المبلغ عن الله. ولكن بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، ونتيجة لتوسع الفتوحات الإسلامية، وانشغال كثير من المسلمين بالفتوحات، ودخول شعوب لم تكن ملمة باللغة العربية، وظهور قضايا لم تكن في عهد الرسول أو الصحابة، فقد ظهرت دعوات لحفظ القرآن الكريم أولاً في عهد الخلفاء الراشدين، ثم لحفظ السنة المطهرة مع نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني الهجري، خوفا عليهما من الاندثار، فكان ذلك بداية ظهور علم الفقه، وعلم التفسير، وعلوم أخرى.

ونحن نعلم من السيرة النبوية ومن الأحاديث النبوية، ومن التاريخ أن الله سبحانه وتعالى قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل، وأنزل عليه القرآن الكريم، فختم الله تعالى به الرسل، وختم برسالته الرسالات، وختم بكتابه الكتب، وجعله مصدِّقاً لما بين يديه منها ومهيمناً عليها.

وقد جاء القرآن المجيد مشتملاً على الدين كله، بعضه مفصل والكثير منه مجمل. وقد وكل الله تعالى تبيين الكتاب المجيد، وتفصيله إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم، جاءت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مبينة لما أُبْهِمَ ومفصلة لما أُجْمِلَ. يقول الله عز وجل: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل :44].

ولما كان القرآن المجيد بحاجة إلى السنة لتبينه وتفصله، فقد كانت السنة من وحي الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم حتى يكون المبيِّن والمبيَّن من مصدر واحد، وعلى مستوى واحد، وحاشا الله تعالى أن ينزل الكتاب وحيا، ثم يترك بيان ما فيه لبشر بعيداً عن الوحي. فإن المبيِّن له نفس أهمية المبيَّن من حيث هو وسيلة الانتفاع به، وسبيل العمل بمقتضاه، من أجل ذلك كان القرآن المجيد والسنة النبوية المطهرة يصدران من مشكاة واحدة، مشكاة الوحي الإلهي المعصوم. يقول الله عز وجل عن رسوله صلى الله عليه وسلم : ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم :3-4].

ومنذ جاءت الرسالة الخاتمة وأعداء الله لها بالمرصاد. وقد اتخذت العداوة لله ورسوله ولدينه صورا مختلفة، وتلبست أشكالاً عديدة.

ولذلك لم يستقر لأعداء الأمة الإسلامية قرار أن يروا تقدم الأمة وازدهارها، فخططوا لهدم أسس الإسلام وتشكيك المسلمين في دينهم، وكان من الصعب أن ينالوا من القرآن الكريم، فوجهوا سهامهم إلى السنة محاولين تشويهها، وسلكوا في ذلك طرقا متعددة لإنكارها جملة وتفصيلا بعد التشكيك فيها.

ونحن نستطيع أن نجمل هذه الصور والأشكال في نوعين اثنين:
الأول: أعداء للإسلام أعلنوا عداءهم بوضوح، ونابذوا المسلمين بجلاء.من أمثال المشركين العرب، واليهود والنصارى قديماً، والصليبيين والمستشرقين والشيوعيين والعلمانيين وأصناف الملاحدة بعامة حديثاً، الذين أعلنوا عن إلحادهم، وهؤلاء ضررهم قليل، وخطرهم معروف، لأن عداءهم معلن، وكفرهم سافر، فالمسلمون منهم على حذر، ومن كيدهم ومكرهم على ترقب وتوجس.

أما النوع الثاني: فهم المنافقون الذين يظهرون غير ما يبطنون، ويتدثرون بعباءة الإسلام، ويصطنعون الحرص عليه، والدعوة إليه والعمل على وحدة الأمة، وبينما يعلنون ذلك؛ يسعون إلى تحقيق أغراضهم الخبيثة في القضاء على الإسلام عن طريق التشكيك في مصادره الموحى بها من عند الله عز وجل، وبخاصة السنة النبوية المطهرة. وذلك بإثارة الشبهات ضد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والزعم بأنها ليست من الدين، ولا صلة لها بالتشريع الإسلامي، ويزعمون أن القرآن هو المصدر الوحيد للشريعة الإسلامية.

وهذه الدعوى قديمة، والعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولسنته موروث. لكن الجديد هو هذه الفئة من أعداء الله ورسوله والمسلمين، منكري سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلادي في بلاد الهند، ثم انتقلت إلى باكستان بعد استقلالها عن الهند، وما تزال. وأعجب أمر هؤلاء أنهم يُنْسَبون إلى القرآن المجيد، فهم يحبون أن يسموا أنفسهم «القرآنيون» نسبة إلى القرآن كتاب الله المجيد ظلماً وزورا. وقد اختاروا هذه النسبة إيهاماً للناس بأنهم ملتزمون بكتاب الله القرآن. هذا من جانب ومن جانب آخر يشيرون من طرف خفي إلى أن غيرهم من المسلمين الذين يؤمنون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعملون بها ليسوا قرآنيين، وأنهم اشتغلوا بالسنة وتركوا القرآن، وأيضاً حتى يجنبوا أنفسهم المؤاخذة، ويقطعوا سبل الاعتراض عليهم، لأنه من ذا الذي يعترض على طائفة أعلنت أنها تنتسب إلى القرآن وتتمسك به؟.

وليس من المستغرب وجود مثل هذه الطائفة، فأعداء الإسلام كُثُر، ومنكرو السنة مضت بهم القرون جيلاً بعد جيل، وقد أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن هذا النوع الثاني الفرق الضالة (المسماة إسلامية) ومنها الشيعة الرافضة الإمامية الاثنا عشرية والتي تتخذ من إيران والعراق مرتكزاً لها، وقد تفرعت عن هذه الفرقة الضالة أغلب الفرق الضالة، كالإسماعيلية، والعلوية في الشام، والبهرة، والأحمدية، والبهائية، وغيرها من الفرق في الهند وباكستان، والمكارمة (وهم يتبعون البهرة في الهند)، ومن يسمون بالحوثيين في اليمن (وهم من الجارودية، وليسوا من الزيدية كما يزعمون)، ومكارمة صعدة في اليمن ونجران في السعودية، وهم غير الذين يتبعون البهرة. وقد ظهرت أخيراً هذه الفرقة الضالة التي يتسمى أتباعها بالقرآنيين. زاعمين أنهم لا يأخذون دينهم من غير القرآن وينكرون السنة النبوية الشريفة، ظانين أنهم جاءوا باكتشاف جديد، في إنكار السنة، مع أنه قد سبقهم إلى هذه البدعة أفراد في عهد الصحابة، كما سبقهم إليها فرقة الشيعة الاثنا عشرية الإمامية الذين يزعمون أنَّ الأحاديث التي وردت في كتب الحديث الصحيح ليست صحيحة، ولا يعتمدون في استدلالاتهم إلا بأحاديث موضوعة ومكذوبة عن الأخباريين وينسبونها لآل البيت كذباً. والخلاصة أن جميع الفرق الضالة التي ذكرنا بعضها ينكرون السنة الصحيحة بدرجات متفاوتة، أما فرقة من يسمون بالقرآنيين فتنكر السنة بعامة.



يُتبع
رد مع اقتباس