عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 2015-08-15, 06:55 PM
فارووق فارووق غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2015-04-08
المشاركات: 116
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبيدة أمارة مشاهدة المشاركة
أولا نحب أن ننوه وأنه ومن يفتح مثل هذه المواضيع هو سليمان د !!!
وهو خصوصا يفتح مثل هذه المواضيع حتى يصم المسلمين بأنهم دعاة قتل -ومعاذهم وحاشاهم - !!
وهو يتستر بكتاب الله تعالى كي يمرر ما يريد من كذب وتزييف !!
ونحن عندما نناقشه في آيات القرآن التي يحتج بها ! فنحن لا نقبل منطقه بتاتا ! ولكن نريد أن نبين كذبه من خلال كتاب الله ! وليس لتبيين منظور الاسلام الواسع !! والذي يحاول أعداءه وصمه وتلفيق الكذب والتهم عليه !!!

الاخ ابو عبيدة امارة، نقدر كثيرا غيرتك على الاسلام و تصديك لأهل الضلال من المندسين بين المسلمين الذين يدعون الاسلام و هم غايتهم محاربته و تحريفه، لكن لا اتفق مع نهج ما يسمى "الدفاع عن الاسلام" و لا المنهج الذي يجعل المسلم دائماً في قفص الاتهام و يدافع و يرد فقط! لا ليس هذا منهج الدعوة الذي علمنا الله و رسوله إياه! و خذ بارك الله فيك هذا المثال من القرآن:

كما تعلم فقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية على رأسها عبد الله بن جحش الأسدي ، فسارت السرية إلى بطن نخلة، فإذا هم يلقون رجالا من مشركي مكة فأسروا منهم اثنين و قتلوا واحدا! فاستغل المشركون الحدث ليقوموا بحملة إعلامية عدائية ضد الاسلام و الرسول فقالوا: "إن محمدا يزعم أنه يتبع طاعة الله، وهو أول من استحل الشهر الحرام، وقتل صاحبنا"!

فانظر كيف علمنا القرآن أن نرد على مثل هذه الدعاية و الهجوم، انظر كيف علمنا الله أن يكون رد المسلم هجوميا و ليس دفاعيا، انظر كيف بين الله ان الرد يكون بتبيان بطلان ما عند المهاجم و الطلب منه ان يراجع اولا نفسه و أكاذيبه و بطلانه قبل ان يتهجم على الاسلام! .... فقد رد الله على دعاية المشركين بقوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ، وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ (217)}(البقرة)، ...، فيرد الله على المشركين ان القتال في الشهر الحرام فعلا امر كبير، اي إثم كبير (هذا قبل ان تنسخ الآية)، لكن، يقول لهم الله، انظروا ماذا فعلتم و تفعلون انتم ايها المشركون في الأشهر الحرم: {وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} تصدون من يريد الإيمان بالله وبرسوله، و تفتنوهم في دينهم و تمارسون عليهم شتى الضغوطات لردهم عن إسلامهم! بل {وَكُفْرٌ بِهِ} مجرد كفركم بالله يعتبر شر اعظم و اكبر، فكيف و انتم تشكون بالله في شهر حرام و تسكنون بلدا حراما! ... ثم يتابع الله هجومه على الكفار: {وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ} أي إخراج أهل المسجد الحرام، و هم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، و عدم السماح لهم بزيارة البيت الحرام و الحج، .... !!
فالإسلام اكبر من ان يُدافع عنه، و إنما منهاج القرآن و السنة هو الهجوم على العقائد و الأفكار و المناهج الباطلة الكاذبة للكفار و الضالين و المنافقين ، ...
اما الاحكام الشرعية فمنهاج الاسلام فيها تبيان مناط حكمها و ليس البحث في صحتها او بطلانها، لانه ما إن آمن الانسان بالله و الرسول، سَلَّم بكل ما تفرع عن هذا الايمان من احكام شرعية، فالمسلم يوطد نفسه و هواه ليصبح تبعا لما طُلِب منه في الاحكام من حلال و حرام و مباح {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)}(النور)، {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)}(الاحزاب)؛ ... {إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ}: الله = القرآن، و رسوله = السنة! فلا يجوز التعاطي مع الاحكام الشرعية لإصدار الحكم من عقل و هوى الانسان على جمال و صحة او قبح و بطلان هذا الحكم الشرعي او ذاك! ...

و الكافر لا حق له في نقاش احكام الاسلام من حيث النقد و الحكم عليها، و انما النقاش معه يكون في حدود أن يُعرَّف بها و يُعْلَم بعِلَّتِها إن كانت لها علة او بحكمتها المحتملة إذا استوعبنا لها حِكَمًا معقولة! اما الخوض مع غير المسلم في الاحكام الشرعية دفاعا عنها فهذا ليس من منهج القرآن و لا منهج سنة الرسول، فالحق من عند الله لا يحتاج لأي بشر ليثبت انه حق {الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147)}(البقرة)؛...
فالأحكام الشرعية تستوجب اولا الايمان بالله و بالرسول، فمن لا ايمان له بالله (القرآن) او الرسول (السنة) فهو غير معني بالأحكام الشرعية، و لا يُرجى منه اتباعها و الايمان بها: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15)}(السجدة)، فلا إثم بعد الكفر!
فالكافر يكون النقاش معه في العقيدة، هنا يكون الدليل العقلي على وجود الله من عدمه، و نبوة محمد من عدمها، و إلهية القرآن من عدمها!

....