عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2016-01-05, 09:16 AM
اقبال اقبال غير متواجد حالياً
عضو مطرود من المنتدى
 
تاريخ التسجيل: 2015-11-23
المكان: مولنبيك
المشاركات: 49
مصباح مضئ

أبو أحمد، المحترم
بما أنك اتيت بموقع قاموس المعاني، فاني ارى ان تصلي على هذا الموضوع صلاة لا ركوع فيها ولا سجود، ثم تتركه لمن يهمه الامر، اذ نحن هنا من اجل نقاش علمي نتوقع من المشاركين فيه على الاقل معرفة ابجديات هذه المسائل، ولسنا هنا من اجل دندنات طائفية ولا من اجل سجالات مذهبية!

وقولك "كلام الله لا يفسره إلا العلماء" فقول باطل يكذبه نص القرآن والعقل والواقع والتاريخ ومما هو مأثور في علوم القرآن عامة وعلم التفسير خاصة عن ابن عباس انه قال: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله.

الادعاء بان فهم وتفسير (فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَ‌هُنَّ فَرِ‌يضَةً) [النساء: من الآية 24] انما هو على الوجه الثالث ادعاء يفتقر الى دليل، وانما سألتك عن التفاسير التي عدت اليها لسببين: بناء على افتراض جدلي ان هذه الآية من النوع الذي لا يعلم تفسيره الا العلماء؛ ثانيا: من المحتمل انك لا تعرف العربية وانك معذور بجهالة ما.

من تفسير الطبري
اقتباس:
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: "فما استمتعتم به منهن".
1) فقال بعضهم: معناه: فما نكحتم منهن فجامعتموهن - يعني: من النساء - فآتوهن أجورهن فريضة - يعني: صدقاتهن - فريضة معلومة.
2) وقال آخرون: بل معنى ذلك: فما تمتعتم به منهن بأجر تمتع اللذة، لا بنكاح مطلق على وجه النكاح الذي يكون بولي وشهود ومهر.
امام المفسرين الطبري يذكر هنا التأويلين اعتمادا على روايات القائلين بهذا او ذاك، ثم يختار هو التأويل الأول بناء على رأي فقهي في المتعة - وهذا الرأي هو موضوع النقاش هنا، دون ان يبين كيف التوفيق بين اختياره هذا وما جاء في الآية من التراضي بعد الفريضة اذ لا معنى طبعا لقبل وبعد في النكاح العادي. ثم ينهي تأويله بملاحظة في غاية الأهمية:
اقتباس:
وأما ما روي عن أبي بن كعب وابن عباس من قراءتهما: "فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى" فقراءة بخلاف ما جاءت به مصاحف المسلمين. وغير جائز لأحد أن يلحق في كتاب الله تعالى شيئا لم يأت به الخبر القاطع العذر عمن لا يجوز خلافه.
وبغض النظر عن صحة هذه الرواية فانها تقوية للتأويل الذي انحاز الطبري ضده، والطبري كما هو معلوم لم يكن قويا في علم القراءات، والشاهد انه كان يضعّف ويرد قراءات، بينما هي صحيحة في التسبيع والتعشير (ومن المؤكد طبعا ان لا احد اتهمه بإنكار القرآن لان رمي الناس بالانكار والتحريف والضلالات من البدع التي نشأت في احضان التخلف). وليس هناك ما يستبعد ان تكون قراءة ابي وابن عباس مما يسمى بالقراءة بالتفسير، او ربما قراءة بحرف آخر غير حرف مصحف الامام، وهذا عند من يرى ان الجمع العثماني اقتصر على حرف واحد دون الحروف الستة الأخرى، وطبعا هذا من المختلف فيه.

ختاما، هذه مجرد اشارة فقط، انا لست ملزما بها، بعد ان تبين لي من تعليقيك انك امي في هذه المسائل، ولذا ارجو ان تساعدك اشارتي وتوجهك الى القراءة والبحث والتعلم. وانصحك كما انصح نفسي بعدم اقحام نفسك فيما لست اهلا له، وشكرا.

تحياتي
اقبال