وضعنا موضوعا للمناظرة (1) مع الاريكين قبل شهرين تقريبا ، و انطوت الايام و لم نسمع لهم دبيا و لا همسا ، ثم راينا ان نصوع فكرة الموضوع و نبينها للقراء في مقالة ، كان عنوانها (2) : " (( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ .... )) " ، ثم اوحت لي هذه المقالة بفكرة اخرى ، رايت انها تصلح لاحراج الاريكيين / منكري السنة و قصفهم ، فاحببت مشاركة ما اجده في ذات صدري معك ، حتى تكون على بينه من القوم ، و تعرف انهم ينافسون اليهود و النصارى في الدنائة و في تكذيب الرسل و الانبياء ، بل هم اشد خطرا و اسوء حالا .
قال _ عز و جل_ : (( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ غڑ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا غڑ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ غڑ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) )) البقرة .
و قد بينا في المقالة السابق ، ان ما تلقاه موسى _ عليه السلام _ من ربه ، من امر بذبح البقرة و صفاتها و لونها ، كان وحيا خارجا عن الالواح ، و مع هذا صدقه قومه ، و لم يقولوا له بيننا الالواح ، فما وجدناه فيها اخذنا به و من لم نجده فيها تركنا ، و انى لهم ذلك و قد صدقوه في ان الخبر ياتيه من السماء ، فلما صدقوه في هذه ، فان كل ما ياتي منه فهو صدق ، فهذا تصرف بني اسرائيل مع نبيهم _ عليه السلام _ ، فاستحقوا به ان يكونوا اقل سوء ممن ينتمون لبني جلدتنا من الاريكيين و العقلانيين و من شاكلهم و صار على نهجهم ، الذين قالوا : لا نؤمن الا بما في القران و نكفر بما سواه ، و قد كذبوا فقد كفروا حتى بالقران ، و الا ما انكروا عشرات الايات التي تامر بطاعة رسول الله _ صل الله عليه و سلم _
بنو اسرائيل امنوا بسنة نبيهم و اتبعوها ، و هؤلاء المتنطعين كفروا بسنة نبيهم و هجروها ، فكانوا اكثر سوء من بني اسرائيل ، و هذا ليس خاصا بالاريكيين و انما يتسع ليشمل كل من انكر شيئا من السنة ، و هذا يشمل جميع الفرق ، لان الفرق لا تظهر الا من انكار السنة او شيء منها ، و لا تجد فرقة ، عدا اهل السنة و الجماعة بمفهومها الخاص ، الا و لديها شيء من انكار السنة ، و رحم الله الامام البربهاري حين قال في كتابه الماتع " شرح السنة " : " و اعلم ان الناس ما ابتدعوا بدعة الا و تركوا من السنة مثلها " ، و هنا يظهر الاعجاز في حديث الفرقة الناجية ، و هذا نص الحديث :
قال _ صل الله عليه و سلم _ : (( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة )) قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: (( من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي))
فانظر رحمك ان رسول الله _ صل الله عليه و سلم _ جعل الذين فرقوا الامة ، بما احدثوه من بدع كلها مرتبطة بانكار شيء من السنة ، اسوء من اليهود و النصارى ، و هذا الحديث الذي انكره بعضهم هو ايضا ، بسبب جعله اهل التفرقة اكثر سوء من اليهود و النصارى ، له وجه و معنى في القران يتمثل في الايات التي نقلتها لك من سورة البقرة ، فمن انكر سنة نبيه او شيئا منها كان اسوء من اليهود و النصارى ، و بنص التنزيل ، و من اراد انكار هذا الحديث فيلزمه انكار الايات .
********************
1_
http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=95015
2_
http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=95293
كتب : الاربعاء 25 ذو القعدة 1439 ( 08/08/2018)