عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 2014-08-07, 10:07 PM
اسلام عمر اسلام عمر غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-05-25
المشاركات: 19
افتراضي




النكتة الحادية عشرة:

أخبر الله تعالى بأنه قد رضي عن الصحابة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، وكانوا مائة ألف ونحو أربعمائة على ما بلغنا بالتواتر المفيد للتعيين، وذلك بقوله تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح:18].

ومن المعلوم بداهة أن من رضي عنه الله تعالى لا يمكن موته على الكفر؛ لأن العبرة في حصول الرضا إنما هو بالموت على الإسلام، ولا يمكن أن يقع الرضا منه تعالى إلا على من علم موته على الإسلام، وأما من علم موته على الكفر والردة فلا يمكن أن يجزيه الله بأنه قد رضي عنه.

المخالفة:

وغضبت الرافضة على الصحابة رضي الله تعالى عنهم. فوقع خلاف بينهم وبين الله تعالى.

النكتة الثانية عشرة:

وأخبر الله تعالى بأنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ورضي عن المنهج الذي انتهجوه وساروا عليه؛ لأنه رضي أيضاً عمن اتبعهم بإحسان وسار على نهجهم، وأنه تعالى وعدهم بالجنات والخلود فيها بقوله: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100].

ومن جملة المهاجرين بل أجلهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم، بل أبو بكر رضي الله تعالى عنه أولهم؛ لأنه هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم وصاحَبه في الغار.

المخالفة:

وغضبت الشيعة عليهم، وقدحت في عدالتهم، وفي ذلك يقول المجلسي -شيخ الدولة الصفوية ومرجع الشيعة المعاصرين- في معرض حديثه عن عدالة الصحابة بعد أن ذكر قول أهل السنة فيها: "وذهبت الإمامية إلى أنهم -أي: الصحابة- كسائر الناس من أن فيهم العادل وفيهم المنافق والفاسق الضال، بل كان أكثرهم كذلك" [بحار الأنوار للمجلسي 8/8].

وقال إمامهم الشيرازي في الدرجات الرفيعة (ص:11): "حكم الصحابة عندنا في العدالة حكم غيرهم، ولا يتحتم الحكم بالإيمان والعدالة بمجرد الصحبة، ولا يحصل بها النجاة من عقاب النار وغضب الجبار، إلا أن يكون مع يقين الإيمان، وخلوص الجنان؛ فمن علمنا عدالته وإيمانه وحفظه وصية رسول الله في أهل بيته وأنه مات على ذلك كسلمان وأبي ذر وعمار: واليناه وتقربنا إلى الله بحبه، ومن علمائنا أنه انقلب على عقبه وأظهر العداوة لأهل البيت -ع- عاديناه لله تعالى وتبرأنا إلى الله منه".

النكتة الثالثة عشر:

وأثنى الله تعالى على جميع الصحابة رضي الله تعالى عنهم وذكر محاسنهم ومناقبهم من كونهم أشداء في العداوة مع الكفار رحماء فيما بينهم، كأنهم إخوان يرحم بعضهم بعضاً، راكعين ساجدين لله تعالى، علاماتهم وأمثالهم مذكورة في التوراة والإنجيل، وغير ذلك من الأوصاف الحميدة، وذلك بقوله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الفتح: 29].

فانظر إلى ما في هذه الآية من الثناء على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الثناء على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه رسول الله، وذلك بأن وصفهم بالشدة والغلظة على الكفار وبالرحمة فيما بينهم، وأثنى عليهم بكثرة الركوع والسجود، وكثرة الأعمال الصالحة، وسعة الرجاء من فضل الله تعالى ورحمته بابتغائهم فضله ورضوانه، وبأن آثار تلك الأعمال الصالحة ظاهرة في وجوههم، بحيث إذا نظر إليهم أحد بهره حسن سمتهم وعلامتهم. ومن ثمّة قال الإمام مالك: "بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة رضي الله عنهم الذين فتحوا الشام يقولون: والله لهؤلاء خير من الحواريين، فيما بلغنا".

وقد وعد الله تعالى جميعهم بالمغفرة والأجر العظيم؛ لأن "من" في قوله تعالى: ﴿مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ لبيان الجنس لا للتبعيض، ووعده تعالى حق وصدق؛ لأنه لا يخلف الميعاد. ومن هذه الآية أخذ الإمام مالك رضي الله تعالى عنه كفر الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم، حيث قال: "لأن الله تعالى قال: ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ والرافضة يغتاظون من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، ومن غاظه الصحابة فهو كافر بنص هذه الآية".

المخالفة:

وخالفت الشيعة الباري سبحانه وتعالى في ذلك، فذموا الصحابة رضي الله تعالى عنهم وطعنوا فيهم، بل كفروهم وجعلوهم من المنافقين، ونسبوا إليهم قصصاً من التآمر والخيانة لبعضهم البعض على خلاف ما ذكر الله من أوصافهم الحميدة حين وصفهم بقوله: (رحماء بينهم) من مثل تلك الحكاية التي يروونها من هجوم بعض الصحابة على رأسهم عمر بن الخطاب على بيت علي رضي الله عنه، وأحرقوا بابه، وضربوا فاطمة واسقطوا جنينها، وسقطت على الأرض عندما دفعوا الباب فوقع عليها الباب ودخل مسمار في ضلع من أضلاعها فكسره. وهذا كله يحدث بحضرة الإمام علي بن أبي طالب ولم يحرك ساكناً؛ فهل يعقل أن يحصل مثل ذلك؟

وقصة أخرى مكذوبة نذكرها بطولها ليعلم من لا يعلم كيف أن الكذب عند هؤلاء القوم دين، يروي إمامهم العلامة المجلسي في بحار الأنوار هذه الحكاية المكذوبة (28/ 305) فيقول: "... فقبضت فاطمة (عليها السلام) من يومها فارتجت المدينة بالبكاء من الرجال والنساء، ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأقبل أبو بكر وعمر يعزيان علياً (عليه السلام) ويقولان له: يا أبا الحسن! لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله، فلما كان في الليل دعا علي العباس والفضل والمقداد وسلمان وأبا ذر وعماراً فقدم العباس فصلى عليها ودفنوها، فلما أصبح الناس، أقبل أبو بكر وعمر والناس يريدون الصلاة على فاطمة (عليها السلام) فقال المقداد: قد دفنا فاطمة البارحة.

فالتفت عمر إلى أبي بكر فقال: ألم أقل لك إنهم سيفعلون؟ قال العباس: إنها أوصت أن لا تصليا عليها، فقال عمر: لا تتركون يا بني هاشم حسدكم القديم لنا أبداً، إن هذه الضعائن التي في صدوركم لن تذهب، والله لقد هممت أن أنبشها فأصلي عليها. فقال علي (عليه السلام): والله لو رمت ذاك يا ابن صهاك لأرجعت إليك يمينك، لئن سللت سيفي لا غمدته دون إزهاق نفسك فرم ذلك، فانكسر عمر وسكت، وعلم أن علياً (عليه السلام) إذا حلف صدق. ثم قال علي (عليه السلام): يا عمر! ألست الذي هم بك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأرسل إلي فجئت متقلداً بسيفي، ثم أقبلت نحوك لأقتلك فأنزل الله عز وجل: ﴿فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا﴾ [مريم:84]، قال ابن عباس: ثم إنهم تآمروا وتذاكروا، فقالوا: لا يستقيم لنا أمر ما دام هذا الرجل حياً، فقال أبو بكر: من لنا بقتله؟ فقال عمر: خالد بن الوليد، فأرسلا إليه فقالا: يا خالد! ما رأيك في أمر نحملك عليه؟ قال: احملاني على ما شئتما، فوالله إن حملتماني على قتل ابن أبي طالب لفعلت، فقالا: والله ما نريد غيره، قال: فإني له، فقال أبو بكر: إذا قمتما في الصلاة صلاة الفجر، فقم إلى جانبه، ومعك السيف، فإذا سلمت فاضرب عنقه، قال: نعم، فافترقوا على ذلك، ثم إن أبا بكر تفكر فيما أمر به من قتل علي (عليه السلام)، وعرف إن فعل ذلك وقعت حروب شديدة وبلاء طويل، فندم على ما أمر به، فلم ينم ليلته تلك حتى أتى المسجد، وقد أقيمت الصلاة فتقدم وصلى بالناس مفكراً لا يدري ما يقول، وأقبل خالد بن الوليد متقلداً بالسيف حتى قام إلى جانب علي (عليه السلام) وقد فطن علي (عليه السلام) ببعض ذلك. فلما فرغ أبو بكر من تشهده صاح قبل أن يسلم: يا خالد! لا تفعل ما أمرتك، فإن فعلت قتلتك، ثم سلم عن يمينه وشماله فوثب علي (عليه السلام) فأخذ بتلابيب خالد وانتزع السيف من يده، ثم صرعه وجلس على صدره، وأخذ سيفه ليقتله، واجتمع عليه أهل المسجد ليخلصوا خالداً، فما قدروا عليه، فقال العباس: حلفوه بحق القبر لما كففت، فحلفوه بالقبر فتركوه فتركه، وقام فانطلق إلى منزله. وجاء الزبير والعباس وأبو ذر والمقداد وبنو هاشم واخترطوا السيوف، وقالوا: والله لا ينتهون حتى يتكلم ويفعل، واختلف الناس، وماجوا واضطربوا، وخرجت نسوة بني هاشم فصرخن، وقلن: يا أعداء الله! ما أسرع ما أبديتم العداوة لرسول الله وأهل بيته، ولطال ما أردتم هذا من رسول الله فلم تقدروا عليه، فقتلتم ابنته بالأمس، ثم تريدون اليوم أن تقتلوا أخاه وابن عمه ووصيه وأبا ولده، كذبتم ورب الكعبة، وما كنتم تصلون إلى قتله، حتى تخوف الناس أن تقع فتنة".

فهل يقبل مثل هذه الرواية عاقل؟!! وهل هؤلاء هم أصحاب محمد وتربيته وعظماء الأمة وقادتها؟!! فيالله ما يفعل البغض، وما ينتج عن الحقد والحسد من الافتراء والبهتان. ويا ترى ما معنى: (يا ابن صهاك) الواردة في هذه الرواية؟

إليك معناه من كتاب سليم بن قيس الشيعي المعروف في كتابه (ص:89، 90)، فعندما قال الإمام علي: يا ابن صهاك! قال: فغضب عمر، وقال: أتذكر صهاك؟

فقال الإمام علي: ومن صهاك؟ وما يمنعني من ذكرها؟ وقد كانت صهاك زانية، أو تنكر ذلك، أوليس كانت أمة حبشية لجدي عبد المطلب فزنى بها جدك نفيل، فولدت أباك الخطاب فوهبها عبد المطلب لجدك بعد ما زنى بها فولدته، وإنه لعبد جدي ولد زنا".

إذاً: هذا تعيير واضح للخليفة الراشد عمر بن الخطاب بأن جدته كانت زانية، فما قولكم؟ وهل مثل هذا الكلام البذيء سيتلفظ به علي بن أبي طالب، ولماذا سكت عمر ولم يرد هذه التهمة ولم يغضب لنفسه؟

[النكتة الرابعة عشر]:

وعد الله تعالى جميع الصحابة رضي الله تعالى عنهم بالجنة بقوله تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [الحديد: 10].

المخالفة:

وكفرتهم الشيعة وعدتهم في النار، فقد جاء في تفسير القمي (2/449) في تفسير سورة الفلق: "الفلق: جب في نار جهنم، يتعوذ أهل النار من شدة حره، فسأل الله من شدة حره أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم، وفي ذلك الجب صندوق من نار، يتعوذ أهل الجب من حر ذلك الصندوق، وهو التابوت، وفي ذلك التابوت ستة من الأولين، وستة من الآخرين، فأما الستة الذين من الأولين: فابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود إبراهيم الذي ألقى إبراهيم في النار، وفرعون موسى، والسامري الذي اتخذ العجل، والذي هوّد اليهود، والذي نصّر النصارى. أما الستة الذين من الآخرين: فهو الأول والثاني، والثالث، والرابع، وصاحب الخوارج، وابن ملجم لعنهم الله".

ويعنون بالأول والثاني والثالث: الخلفاء الثلاثة السابقين لعلي رضي الله عنه في الخلافة، وبالرابع معاوية رضي الله عنه، وهذه من الرموز التي يستخدمها الرافضة في كتبهم عند الطعن في الصحابة، وقد جاء توضيح أكبر لهذه الرموز في رواية العياشي التي ينسبها كذباً وزوراً لجعفر الصادق أنه قال: "يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب: بابها الأول: للظالم وهو زريق، وبابها الثاني: لحبتر(1)، والباب الثالث: للثالث، والرابع: لمعاوية، والباب الخامس: لعبد الملك، والسادس: لعسكر بن هوسر، والباب السابع لأبي سلامة(2) فهم أبواب لمن تبعهم" [تفسير العياشي 2/243].

ويذكر محقق تفسير العياشي معاني هذه الرموز فقال في معنى عسكر بن هوسر: "كناية عن بعض خلفاء بني أمية أو بني العباس، وكذا أبي سلامة كناية عن أبي جعفر الدوانيقي، ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عائشة وساير أهل الجمل". [حاشية تفسير العياشي 2/243]، والعياذ بالله تعالى، فوقع الخلاف بينهم وبين الله تعالى.

النكتة الخامسة عشر:

ذكر الله تعالى أنه قد آوى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيدهم بنصره ورزقهم من الطيبات بقوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الأنفال: 26].

المخالفة:

وذهبت الشيعة إلى أن الله تعالى قد طردهم وعاداهم، فوقع الخلاف بينهم وبين الله تعالى.

النكتة السادسة عشر:

ذكر الله تعالى أنه أيد النبي صلى الله عليه وسلم بالصحابة رضي الله عنهم وألّف بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعضهم يحب بعض بقوله: ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال:62،63].

المخالفة:

وذهبت الشيعة إلى أنهم كانوا يخونون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهم كانوا أعداء بعضهم يبغض بعضا لا ألفة بينهم. فوقع الخلاف بينهم وبين الله تعالى. يوضح الهالك حسين الحوثي هذه الحالة التآمرية والخيانة العظيمة التي حدثت من الصحابة والرسول لا يزال على فراش الموت فإذا بهم يتحركون وينزلون إلى ساحة هذه الأمة، لينحرفوا بها عن نهج محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) يقول: "فالإمام علي (عليه السلام) عندما كان يستقبل ذلك الحدث الذي يتوقعه أن يخضب دم رأسه لحيته ويسقط شهيداً لم يكن منزعجاً من ذلك، كان الذي يزعجه هو ما يرى الأمة فيه وهي تسير باتجاه ذات الشمال، وهي تبتعد حيناً بعد حين ومسافات طويلة تبتعد عن كتاب الله وعن منهج رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، كان يتألم عندما يرى أن تلك الجهود التي بذلها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وبذلها هو تحت لواءه في مكة، وفي المدينة في معارك الإسلام كلها ضاعت هباء، وصارت هباء منثورا تحت أقدام، وعلى أيدي من لم يكونوا يجرئون في يوم من الأيام أن ينزلوا إلى ساحات الوغى لمواجهة أعداء الله... وعندما نزل (صلوات الله عليه وعلى آله) إلى قبره بل من قبل ذلك وهو لا يزال على فراش الموت بدءوا يتحركون وينزلون إلى ساحة هذه الأمة، لينحرفوا بها عن نهج محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)" [ملزمة ذكرى استشهاد الإمام علي (عليه السلام) ص: 5].

النكتة السابعة عشر:

أخبر الله تعالى أن فقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم -وفي مقدمة هؤلاء المهاجرين الخلفاء الثلاثة- يطلبون فضل الله ورضوانه ونصرة الله ورسوله على دينه، وأخبر أيضاً بأنهم صادقون في طلبهم المذكور، وذلك بقوله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحشر:8].

المخالفة:

وكذبتهم الشيعة وكفرتهم، فوقع الخلاف بينهم وبين الله تعالى؛ ذلك بأنهم قالوا كما في البرهان في تفسير القرآن -السيد هاشم البحراني- (8/ 90) نقلاً عن العياشي في تفسيره - (2/ 267): "عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَ هُمْ يُخْلَقُونَ أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾. قال: الذين يدعون من دون الله: الأول والثاني والثالث، كذبوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله: والوا علياً واتبعوه. فعادوا علياً (عليه السلام) ولم يوالوه، ودعوا الناس إلى ولاية أنفسهم، فذلك قول الله: ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾".

النكتة الثامنة عشر:

وأثنى الله تعالى على الأنصار أهل المدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى:﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون َ﴾ [الحشر: 9].

المخالفة:

وذمتهم الشيعة بل كفرتهم؛ فوقع الخلاف بينهم وبين الله تعالى؛ لأنهم لا يكفرون جميع الصحابة ولا يستثنون من الكفر واردة إلا ثلاثة وفي بعض الرويات خمسة، وقد يزاد في العدد إلى ثلاثة عشر.

النكتة التاسعة عشر:

وبعدما أثنى الله تعالى على المهاجرين والأنصار ذكر حال من جاء بعدهم، وما ينبغي عليهم من الدعاء لهم والثناء عليهم، فقال سبحانه:﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر:10].

المخالفة:

وذهبت الشيعة إلى أن الوجه المقبول المرضي الحسن أن يلعن آخر هذه الأمة أولها، وأن يكره من آمن أولاً، ويتقرب إلى الله تعالى بلعن الأولين السابقين في الإيمان كما هو مذهبهم المسطور في كتبهم. بل ثبت أنه من الأدعية المشهورة عندهم الواردة في كتب الأذكار: علم اليقين في أصول الدين لمحسن الكاشاني (2/101)] وهو أيضاً في مستدرك الوسائل (4/ 304) وفي بحار الأنوار لعلامتهم المجلسي (31/ 631): دعاء يسمونه دعاء صنمي قريش (يعنون بهما أبا بكر وعمر) وينسبون هذا الدعاء ظلماً وزوراً لعلي -رضي الله عنه- وهو يتجاوز صفحة ونصف وفيه: "اللهم صل على محمد وآل محمد والعن صنمي قريش وابنتيهما... وهذا الدعاء مرغب فيه عندهم، حتى إنهم رووا في فضله نسبةً إلى ابن عباس أنه قال: إن علياً -عليه السلام- كان يقنت بهذا الدعاء في صلواته، وقال إن الداعي به كالرامي مع النبي صلى الله عليه وسلم في بدر وأُحد وحنين، بألف ألف سهم".

الخاتمة:

وبهذا الدرر التسعة عشر يدرك صاحب كل عقل وبصيرة، مخالفة الروافض لصريح القرآن في موضوع واحد هو موضوع الصحابة فقط؛ فكيف ببقية المواضيع الأخرى؟! مما يدل دلالة لا شك فيها ولا ريب اتباع أصحاب هذا المنهج للهوى وتعصبهم لباطلهم الذي حملهم على مجانبة ومخالفة والتشكيك والتحريف لمثل هذه النصوص الصريحة الواضحة.

فليحذر العاقل على دينه وعقله وفكره، وليكن معياره الدقيق للتفريق بين الحق والباطل كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم: ففي الموطأ من رواية يحيى الليثي (2/ 899) حدثني عن مالك: أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه» [صحيح الترغيب والترهيب (1/ 10)].

وماذا بعد أن يتعارض منهج الله وكتابه مع منهج الروافض وأكاذيبهم، وماذا بعد الحق إلا الضلال؟!

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه يا رب العالمين.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
رد مع اقتباس