الموضوع: نظرات فى حديث
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2018-02-18, 10:55 AM
د حسن عمر د حسن عمر غير متواجد حالياً
عضو منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-27
المكان: مصر
المشاركات: 4,247
افتراضي رد: نظرات فى حديث

تكملة

فإذا غضضنا الطرف عن هذا الخطأ التركيبي الذي لا يقع فيه الرسول الكريم ونظرنا في كتاب الرب العظيم وجدنا الله العليم:
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ [الأنعام : 159]
فنجد أن الله تعالى ذم التفرق في الدين, إلا أنه لم يقل أن المتفرقين من أصحاب النار, وإنما قال في الآية التالية:
مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [الأنعام : 160]
فقانون حساب الأعمال ساري في جميع الأحوال, فلن يبطل التفرق الأعمال ولن يجعل أصحابه من أصحاب النار حتما!!
إذا فالتفرق ليس حاكما بكون الإنسان من أصحاب النار وإنما مرجع هذا إلى الله, فجل إن لم يكن كل أصحاب الفرق يظنون أنهم يتبعون الدين الصحيح, والله وحده هو الأعلم بما في الصدور, ومن ثم سيحاسبهم على هذا!!
فإذا تركنا بطلان كون فرقة ناجية وانتقلنا إلى الجواب المفترض أن الرسول الكريم قدمه, وجدناه يجعل مقياس الفلاح هو الجماعة!! أي أن العبرة بالكثرة!! ولست أدري أي جماعة يقصد الرسول؟! فإذا كنت في بلد شيعي فالشيعة هم الجماعة والسنة قلة! وإذا كنت في بلد إباضي فكذلك!
ونجد أن رواية أخرى قالت أن العبرة بما كان عليه الرسول وأصحابه! ونعجب ونتساءل: من كان الرسول يكلمه أصلا؟ فمن المفترض أن الرسول كان يكلم الصحابة, فمن المفترض أن يقول: من هو مثل ما أنا وأنتم عليه!!
ولست أدري لماذا يدخل الرسول أصحابه في الدين؟! فلو كان قال أن العبرة بمن اتبعني, لكان الأمر مقبولا بدرجة! أما أن يجعل لأصحابه نصيبا من الدين فهذا هو العجب العجاب! فلقد اختلف الأصحاب فمن نتبع؟!
إن هذه الإجابة شبيهة بالرواية التي قالت أن الرسول لما ذهب ليقرأ القرآن على الجن ليؤمنوا فقالوا له من يشهد لك؟ فقال هذه الشجرة, فأتت الشجرة لتشهد للرسول!! فإذا كان الرسول قد أقر أن القرآن ليس بكاف واحتاج لآية حسية ليؤمن الجن, فهذا يعني أن الدين كله قد سقط, فلا بينة في القرآن نفسه!
وكذلك هنا, فبدلا من أن يقول الرسول أن الطائفة الأصل هم الذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة, أو يقول:
وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران : 103]
فبدلا من أن يقول أن العبرة بحبل الله القرآن, يقول لهم أن العبرة بمن كان على مثل ما هو عليه وأصحابه! وهكذا أصبح الرسول وأصحابه هم المعيار, وهؤلاء لن يعرفهم الإنسان بالقرآن, ومن ثم فعلى المؤمن حقيق الإيمان !!! أن يلجأ إلى أرباب الحديث ليخبروه بما كان عليه الرسول وأصحابه حتى يفعل مثلهم!!
ولست أدري بماذا آمن الإنسان إذا, وما الذي جعله يصدق أن ذلك الإنسان "محمد" رسول من عند الله! من المفترض أنه آمن بالقرآن أن محمداً رسول!
إلا أنه عليه أن يتبع الروايات والتاريخ ليصبح من الفالحين! أما حبل الله المتين وصراطه المستقيم فللقراءة فقط!!!
كما رأينا فالرواية باطلة من جميع النواحي, فكل جملة من جملها مناقضة للواقع وللتاريخ وللقرآن ولأصول الدين بل ولروايات أخرى –أصح منها سندا!- قالت أن من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه دخل الجنة!!
وعلى الرغم من ذلك نجد من يتمحك من أجل تصحيحها بشكل من الأشكال!!
إن هذه الرواية من وضع أنصار مدرسة الحديث لتأييد مذهبهم ولتنصيب أنفسهم حاكمين على القرآن وعلى الدين كله, وأقصوا بتطرف باقي المسلمين وحكموا عليهم أنهم من أصحاب النار!
وهكذا وجدنا صراعا مريرا بين المسلمين, كل يحاول أن يجعل نفسه هو الفرقة الناجية أو منها! ونشأت أجيال من المتعصبين تنظر إلى غيرهم باستعلاء لأنهم هم الفرقة الناجية .... مع أنه لا يمكن أن تكون فرقة ... وتكون على صواب!!
هدانا الله وإياكم وأذهب من قلوبنا بذور العصبية الفارغة, وجعلنا على صراطه المستقيم ... القرآن الكريم! إنه ولي ذلك والقادر عليه!!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
فهم شرع الله آمر سهل وهين .ولكن تسبقهُ تقوى لا بد مِن المرور عليها .فإطلبها مِن الله دائِماً
رد مع اقتباس