عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 2010-02-10, 12:32 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,399
افتراضي

والآن يا عزيزى سألقى فى وجهك وفى نحرك بأدلتى ( القـــــــرآنيــــــــة ) على تعدد الفاعلين فى قوله تعالى : :(: حُرمت :):.

أولاُ: فعل التحريم جاء بصيغة المبنى للمجهول ، والقرى، كلام الله والأصل أن الفعل يسند إلى الفاعل المباشر وهو الله رب العالمين كقوله تعالى : :(: قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى :): أى خلقت أنا. ولكن العدول من صيغة المبنى للمعلوم إلى صيغة المبنى للمجهول لها حكمة عند الله :(: ومن أحسن من الله قيلاً :): ولاشك أن المبنى للمجهول يقوم بمعنى لا يقوم به المبنى للمعلوم فى هذا الموضع.

ومن هذه المقاصد أن إضمار الفاعل فى الفعل المبنى للمجهول يفيد تعدد الفاعلين. وتعدد الفاعلين عرف قرآنى ، فى الأفعال التى يأمر بها الله وينفذها غيره والمثال على هذا واضح جداً وجلى فى فعل الوفاة ، تأملوا معى هذه الآيات البينات :

:(: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا :):
من الذى يتوفى ؟ >>>>>> إنه الله.

:(: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ :):
من الذى يتوفى ؟ >>>>>> إنه ملك الموت!!!!

:(: فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ :):
من الذى يتوفى ؟ >>>>>> إنهم الملائكة!!!!!

:(: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ :):
من الذى يتوفى >>>>>>> إنهم رسل الله ، طبعاً الملائكيين!!!

فهل يقال بالتعارض فى هذه الآيات كما زعم أحد الملاحدة؟؟؟

وهل يقال بإشراك غير الله معه فى هذا الأمر كما يقول المنكر للسنة والقرآن علاء الدين؟؟؟؟
لا طبعا. ولكن معناها أن الله هو الذى يأمر بقبض الأرواح وهو الذى حدد الآجال والأعمار ، وهو الذى خلق هؤلاء الملائكة لهذا الغرض ، أى أنه هو الفاعل الحقيقي فهو الذى يحيى وهو الذى يميت.
أما ملك الموت فهو الملك الذى خلقه الله لهذا الغرض دون باقى الملائكة وهو الموكل بقبض الأرواح ومعه مساعدون من الملائكة كما أن لخازن الجنة مساعدين وكما أن لخازن النار مساعدين.

الذى أخلص إليه وأستنتجه من هذا العرض أن هناك أفعال اختصها الله بذاته فلا يفعلها غيره ، وهناك أفعال وكل بها بعض خلقه سواء من الملائكة أو من النبيين ، وكلاهما يفعل هذا من مقتضى المهمة التى كلفه الله بها ، وبمقتضصى وحى وأمر من الله تعالى : فــ :(: لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ :): .

كذلك قوله تعالى :(: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ :): فإنها من هذا القبيل ، حيث اعترض بعض الملاحدة وزعموا أن هناك خالقين غير الله ، بمقتضى هذه الآية أو على الأقل زعموا التعارض جمعاً بقوله تعالى :(: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ :): وهذا لا يستقيم لهم فيه حجة ولا قول. لاختلاف معنى الخلق فى كلا الحالتين ، فخلق الله هو الإيجاد من العدم ، أما خلق البشر فهو تحويل الشئ من صورة إلى أخرى.

إذا أصلنا هذا الأصل ، خلصنا إلى أن قضية التحريم التى جاءت فى القرآن الكريم فإن الله سبحانه وتعالى قد كلف بها بعض عباده كنبى الله إسرائيل الذى حرم على نفسه بعض الطعام ومن ثم حُرم على بنى إسرائيل من بعده. ولا نقول هنا أن الله قد أشركه معه فى التحريم. بل هو تكليف من الله ، وقد صدر بشكل عملى ، إلى المكلفين.

كذلك لنتأمل قول ربنا عن سيدنا عيسى :ص: : :(: وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ :): فهل نقول أن الله قد اشرك معه سيدنا عيسى فى تحليل ما حرم على بنى إسرائيل ، أو نزعم أن نبى الله عيسى قد نسخ حكماً قد فرضه الله من قبل؟؟!! :(: مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ :):

وعلى هذا الفهم فإننا لسنا بمضطرين لأن نرد الآية الحديث الشريف الذى نهى فيه النبى :ص: بالجمع بين المرأة وعمتها ، وبين المرأة وخالتها ، وأنه لا تعارض البتة بينها وبين الآية الشريفة موضع الحوار ، حيث أن الله قد حرم اشخاص بشكل مؤبد ، كما حرم حالة مؤقتة ، ثم أضاف النبى :ص: حالةأخرى تماثل الحالة التى حرمها القرآن الكريم ، فلا تعارض .

ينطبق نفس هذا الكلام بخصوص سؤالك الثانى على هذا الرابط بخصوص تحريم أكل لحم الحمر الأهلية. خاصة وأن فعل التحريم فى كلا الحالتين قد جاء بنفس الصيغة : :(: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23) وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ :):

:(: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ :):
:(: وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ :):


والحمد لله رب العالمين.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس