عرض مشاركة واحدة
  #150  
قديم 2009-11-10, 04:21 PM
صهيب صهيب غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-16
المشاركات: 6,291
افتراضي


جاء قرار النجاح وسد اي باب للبقاء ولذلك أصبحت المغادرة والسفر بلا خيار
لا يريد أن يرجع الآن لعلمه بما ينتظرة من مشاكل وتضييق
يكفي أنه كان في العراق ليحمل التهمة
في لحظة ما كان القرار وكانت الوجهة مغايرة
فرنسا وليواصل الدراسة
وكان الأمر كذلك
ولكنه يعرف مسبقا أن السنة ستكون بيضاء لأن مدة التسجيل الأولية انتهت منذ أفريل ( نيسان)
إذا ليس أمامه إلا أن يسجل في معهد لتعليم اللغات ثلاثية يحصل بالتسجيل على الإقامة
غادر باريس لمدينة القصور القديمة ( tours)
فعلا تعد من أروع المدن التاريخية
وهناك استقر
سجل في معهد للدراسات اللغوية لتعلم الفرنسية
حضر ثلاث حصص
في الرابعة سألته المدرسة ماذا تفعل هنا؟
شخص درس كل مراحل تعليمه بالفرنسية يجلس بين طلبة قادمين من بلدانم لم تسمع بفرنسا إلا بالإسم
وكان الجواب: لم يحضر بعدها أي حصة من الثلاثية ولم يسجل بقية السنة فقد حصل على الإقامة
أمامه سنة للتسكع بين المقاهي ( المجلات والجرائد)
وفي منتصف النهار والمساء استعداد للصراعات السياسية ( كان سوق عكاظ يشرع أبوابه على مصراعيها في هذه الفترات للطلبة العربية القادمين من كل الدول العربية )
كل الشراذم والأطياف السياسية من اليسار المتطرف إلى اليمين )
الغائب الوحيد: الوجود الإسلامي بل لا يخطر على بال مخلوق هذا الأمر
كانت صراعات بكل أبعاد داحس والغبراء.
تبدأ في الزوال شرسة عنيفة قد تصل حتى التحوين والعمالة وتنتهي في المساء على أرصفة المقاهي وكأن شيئا لم يكن لتتجد في الغد .
مرت سنة بهذه الوتيرة لم يخرق فيها القوانون الإجتماعي إلا في حالة واحدة وفرض فيها وبعض ممن صحبوه من بغداد قانونهم
كنا ندخل المطعم الجامعي حيث مئات الطلبة الفرنسيين وغير الفرنسيين : كانت الشوكة والسكين هي علامة الحضارة
كيف لمتخلفين أمثالنا أن يرضو بهذه المعادلة
وكسرنا المألوف خاصة عندما تكون الوجبة متألفة من دجاج ( للتاريخ : لم يسألوا يومها غن كان الدجاج مذبوحا أو مصروعا)
ماكان لمفهوم الحلال والحرام وزن ولكن إثبات الذات حجينها كان له الوزن الأكبر
كان القرار جماعيا : عدم استعمال الشوكة والسكين وغلإكتفاء بالشوكة الطبيععية ( الأصابع) وبالسكين الطبيعية الأسنان
كان تحد في بلد مشهور بالعنصرية ونظرتة قومه المتعالية
ولكن كانت حركة استفزاز صبغت ببعض التمثيل
كانت النظرات حادة شزرا والعيون مقطبة ولكن التحدي كان أقوى وتواصل ومع مرور بضعة أيام بدأت أيدي تجرب
وأستطيع ان أجزم ان عدد الذين يستعملون أيديهم آخر السنة كان أكثر من الذين بقوا على ما كانوا عليه

كان له عم يسكن واسرته في ضواحي باريس وكان يزوره من حين إلى آخر
في أواخر آيار اشتد الحاحه بأن انتقل إلى باريس واسكن عندهم
ترددت كثيرا وفي الأخيرة رضخت وليتني لم أفعل
كان العم يخطط لقضاء الصيف بتونس وكان في حاجة إلى راع وحارس
حارس للمنزل وراع لكلب وقطة
لم أتصور حالي وانا أرعى الكلاب
رعي الخرفان شيء جميل وأجد فيه راحة نفسية
لكن الكلاب لم تخطر على البال حتى في الحلم
وسافروا وبقيت مع الكلب والقطة وجها لوجه
مسؤولية كبرى
تركوا لي بعض المال لإعالتهم فلم يكف وصرفت من جيبي على الكلاب
لعبت بي بل أكثر من اللعب
أجدني مضطرا يوميا إلى النزول به ( من الطابق الخامس) إلى الغابة ( كانت قريبة) ليتمشى وليقضي حاجته
الطالب الثوري . الطالب ذو الطموح يجد نفسه هو والكلب وجها لوجه
بل حرمه الكلب من النزول إلى باريس
في المرة التي نزلت فيها وتأخرت بعض الوقت سمعت نباحه الذي لم ينقطع وسبب ازعاجا لكل السكان
وبذلك حكم على راعي الكلاب بنسيان باريس طوال الصيف
ومر الصيف وعادوا
سجلت بالسربون
وبدأت الدراسة بجدية في قسم الديموغرافيا
ولكن تسير الريح بما لا تشتهي السفن
كان ذلك الإلحاح للإنتقال وراءه غرض لم أفكر فيه : الزواج من ابنتهم
وبدأت الصورة تتوضح لي دون أن يتكلموا أصلا
وكان لا بد من قرار مصيري
العود إلى المدينة التي كنت فيها مستحيل وغير اخلاقي
إذا
كان العزم على العودة إلى البلد وقطع الدراسة ( ووضعت التبرير أني ما عدت أقدر على أن لا أرى الوالدة)
وقطعت التذكرة
تذكرة العودة
وعينت السفرة
في أسوإ يوم ,اخطر يوم عرفته تونس في تلك الحقبة
وسنواصل البيان بإذن الله لاحقا
__________________
قال الله تعالى:وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ .أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ



رد مع اقتباس