عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2022-09-19, 11:24 PM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,823
افتراضي العقل العلماني العربي

ناظرت، كثيرا من أصحاب الفرق الإسلامية والمذاهب الإلحادية والمدارس الفكرية، وجادلت أهلها وعاشرت معتنقي معتقداتها، سواء في منتدى أنصار السنة، أوعبر الصحف أو أيام الطلب في الجامعة، وكنت دائما أومن بأن الروافض هم أغبى هذه الملل والنحل، وأكثرها سذاجة في الرأي، ولكن شاء الله إلا أن يثبت لي العكس، حيث بعد توالي الأيام وتعاقب الليل والنهار، وأنا على هذا الجال الذي وصفت لك من المناظرة والمساجلة والجدل، ظهر لي رأي آخر، يتلخص في أن أغبى هؤلاء وأكثرهم سذاجة في الرأي هم العلمانيون العرب.
ومن عرف هؤلاء العلمانيين العرب، معرفتي بهم، يظهر له غبائهم جليا واضحا لا يشتبه، حتى إنه يخليل إلي أحيانا، أنهم يوجد على خدوهم حجاب يحجب بصرهم على اللأتفات يمينا ويسرة، ويحد لهم الرؤة في إتجاه واحد، كذلك الحجاب الذي يوضع على خدود حمار العربة.
ومن هذا الغباء الذي يمرح ويسرح فيه العقل العلماني العربي، والذي لا يزال في عنفوان الشباب، نجد أنهم يدعون أنه لا مجال لتقدم الأمة العربية وسموها بين الأمم واكتساب القدرة على مسايرة التقدم الحضاري، إلا أن تتجه الدول العربية إلى النظام العلماني في الحكم، وترك كل ما هو ديني، وقد أغفلوا أن الدول العربية، ومذ حصولها على الاستقلال، لا تحكم بالإسلام، وإنما تحكم بقوانين وضعية علمانية، ومع ذلك لم نتقدم ولم نرقى إلى شيء يجعلنا نسموا بين الأمم.
ولا تجد علمانيا، في بلاد العرب، إلا وجدته يعيد الاسطوانة المجرحة نفسها، من أن تقدما لا يكون إلا بالعلمانية، ولم ينتبه إلى أننا نعيش فيها لما يزيد عن نصف قرن، ولم نتقدم، وإنما نتأخر.
ومن الجهل المركب العقيم، الذي يتسكع فيه العقل العلماني العربي، أنه كلما تقيء فاه بما عند الغرب من تقدم علمي وتقني، إلا وجعل من الإسلام مشجبا يعلق عليه فشل الدول العربية في مواكبة ذلك التطور العلمي، الذي حازه الغرب، ولو أن هذا العقل أزاح عن عينيه ذلك الحجاب الذي استعاره من حمار العربة، لأدرك حقيقة مهمة وهي أن التطور العلمي يتميز بثلاث خاصيات:
الأولى: أنه متحول زائل، شأنه في ذلك شأن كل الأمور المادية، فكما كان بالأمس لنا فهو اليوم لغيرنا، والله أعلم أين يكون غدا
الثانية: أن التطور العلمي هو نتاج جميع الأمم باختلاف دينها ولغتها وتاريخها وثقافتها.
الثالثة: أنه يقوم على المبلغ المالي المرصود له، فالذي جعل الغرب يملك ناصيته ويتحكم في زمامه، هو المبالغ المالية الهائلة الموضوعة تحت تصرف البحث العلمي، وأن الذي جعل العرب يتأخرون في هذا المجال، هو الضعف الهائل في المبالغ النالية المقدمة للبحث العلمي.
فكما ترى يا صاحبي، أن العقل العلماني العربي، لا يملك القدرة على التفكير، وإنما كل ما يملك هو التقليد و تردي الأسطوانة مشروخة، التي فرع رؤوسنا بها، دون أن يدري ما يتقيء فاه.
هذه مجرد أمثلة قليلة من أشياء كثيرة، تدل على شدة غباء العقل العلماني العربي، تدل على قوة جهله.

كتبه: أيوب نصر
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
رد مع اقتباس