جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الرد على تكذيب م/ شحرور بتاريخ 4/3/ 2019 م لحديث "إنما الأعمال بالنيات" (1)
عنون م/ شحرور مقاله بقول الله تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) . واستهله بمناورة فاشلة ، ما هي إلا شنشنة أعرفها من أخزم . ضمن منظومة أساليبه الهادفة لزعزعة ثقة المسلمين في ثوابت الإسلام الراسخة في عقولهم وقلوبهم ، من أجل إضلالهم . لاسيما بشأن السنة المشرفة . عن طريق تشويه صورتها في أذهان المسلمين . فراراً من حجيتها - إن استطاع - لأنه ، و من وراءه يدركون جيداً بأن مساعيهم الآثمة لن تفلح البتة في إنجاز أي بند من بنود أجندتهم المعادية لصحيح الإسلام ، والمحاربة له ، ما لم يتمكنوا من اجتياز العقبة الكبرى التي تتصدى لأباطيلهم . ألا وهي الأحاديث النبوية الشريفة .
لأنها هي التي تبين صحيح المعاني والمقاصد المرادة من ألفاظ آيات التنزيل الحكيم . قال تعالى عن دور ومهمة السنة المشرفة مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم(لتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) الآية 44 ، النحل . فدور الأحاديث الشريفة في بيان معاني ألفاظ آيات القرآن الكريم هو الذي يحول دون نجاح مساعيهم ، لتحريف عقائد الدين ، وقيمه ، وأحكامه . فقام/ شحرور بلي أعناق الآيات ، بتحريفه لمعاني ألفاظها . ليتمكن من ادعاء دلالتها على المعاني التي يريدها، هدماً للدين من داخله. ولهذا فإنه - وكل من يحارب الإسلام عن طريق التشكيك في ثوابته - يحاولون أولاً، وبكل السبل ، وباستعمال كافة أساليب الطعن والتشكيك في السنة المشرفة ، من كل الجهات:(جهة الطعن في رواتها الأوائل وهم " الصحابة "، ومن بعدهم - ومن جهة التشكيك في تدوينها - وحجيتها أصلاً - وفي كتبها، وفي شراحها - ومعاني ألفاظها - وكل ما يمت لها بصلة) . حتى لقد بلغ بهم شطط عداوتهم لأحاديث السنة المشرفة إلى أحط دركات التشكيك ، ألا وهي نفي العصمة عن قائلها صلى الله عليه وسلم) بكل وقاحة ، وجرأة على دين الله تعالى . بل وأقبح من ذلك ، قول (شحرور) بأحد لقاءاته عن نفسه بأنه(حتى لو بلغه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصوت والصورة) ، فإنه لا يرى منطقية للاحتجاج به . بل يراه غير ملزم للمسلمين . فالله تعالى حسيبه على هذا القول الكفري . وفيما يلي تفنيد مزاعمه الواردة في هذا المقال: أولاً: إن قوله(يعتبر القول " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ ما نوى" حديثا صحيحاً - - - إلى أن قال: لكن ما ينطبق عليه برأيي هو أن" طريق جهنم مفروش بالنوايا الحسنة "). هو في الحقيقة تكذيب آثم منه لهذا الحديث الجليل المتفق على صحته . فمع أن(شحرور) لم يصرح بتكذيبه ، إلا أنه فعل أكثر من ذلك ، بتغييره لبعض ألفاظه ، كما سيأتي بيان ذلك . فمع فداحة مجرد التشكيك في هذا الحديث ، إلا أنه أضاف إليه تطاوله بالتهكم على مضمونه - انطلاقاً من فهمه الخاطئ لمعناه (حسبما صرح به) - فانطلق يسخر منه . بل ومن كل المسلمين ، المؤمنين بصحته ، فقال(اعتمده الناس في حياتهم كقاعدة تشكل مخرجاً لا بأس به لراحة الضمير ، على أساس أن النوايا الحسنة تكفي لنؤجر ونثاب عليها، بما معناه أنه يمكنني أن أنوي التبرع بمائة ألف دولار للفقراء كل ليلة قبل النوم ، وأعد نفسي بالأجر والثواب بناءعلى ذلك . ويمكن لسارق إقناع نفسه أن نيته من السرقة هي إنجاز مشروع يعود بالخير على المجتمع . لكن ما ينطبق عليه برأيي هو أن" طريق جهنم مفروش بالنوايا الحسنة "). وكل هذا الكلام هراء باطل بالتأكيد . لأن الصحيح هو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إنما الأعمال بالنيات) . ولم يقل(تكفيكم النيات لنيل الأجور) . ولكن م/ شحرور تعمد تشويه معنى الحديث بما اعتبره شرحاًً له . ثم شرع يتهكم على المعنى الخاطئ ، الذي زعم أن الحديث يدل عليه ، بل وتهكم بكل من يؤمن بهذا الحديث. ولكن الطامة أن أثر طعنه في الحديث - يصب في عقول المخدوعين بحيلته - متوجها إلى الحديث بمعناه الصحيح . لأنهم لا يعرفون معناه الصحيح . فالصحيح الذي ينبغي أن يقال في إيضاح معنى هذا الحديث الشريف (كما صحت ألفاظه): أن الإنسان مكوَّن من قلب وجوارح . ولكل منهما عمله . ونظراً لأن(النية) من أهم أعمال(القلوب). فقد أوضح هذا الحديث الشريف كيفية ، وأهمية العلاقة بين أعمال الجوارح ، وبين أحد أهم أعمال القلوب وهي(النية) . فبين صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن النية(وهي مقصود القلب من العمل) . والذي تُسَخّرُ الجوارح للعمل وفقاً لذلك المقصود ، لبلوغه. فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الجزاء المترتب على أي عمل ، يكون موافقاً لنية فاعله - ثواباً وعقاباً - أي: بحسب كون العمل(خيراً فيثاب عليه - أو شراً فيعاقب عليه). فيجازي الله تعالى كل عامل ، على وفق نيته التي أرادها قلبه من كل عمل عمله . فتقوم النية في الإنسان بعمل (دور) جهاز التوجيه . الذي يحدد مقصوده الفعلي من كل عمل يقوم به . ويحدد كذلك الجهة التي يعمل العمل من أجلها (الجهة أو الشخص الذي عمله لأجله). فللتمثيل: لو كان العمل هو إنشاء مبنى(فالنية هي التي تحدد نوع البناء "منزل - مسجد - مدرسة - سوق" فإن حددتها النية أنها مدرسة مثلاً . تقوم النية حينها بالقسم الثاني من عملها ، وهو تحديد الفئة التي يراد للمدرسة خدمتها "الحي الفلاني مثلاً ، أو النوع الفلاني من الطلاب ". وبهذا يتضح أن ما عناه الحديث ، هي (نية الإنسان) التي دفعته للقيام بكل عمل(سواء كان قولاً، أو فعلاً) وما قصده به ، وما عمله لأجله . فاتضح بذلك أن النية هي جزء لا يتجزأ(من عمل الإنسان القلبي) . بل هي أهم جزء فيه . لتوقف جزاء الأعمال عليها . فقد سمى الله تعالى (القول) السديد باللسان (عملاً) من أعمال تقواه سبحانه . وبين أنه يثيب عليه (العامل) أي( قائل ذلك القول السديد) أعظم الثواب في الآخرة . قال تعالى ( فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا) 9 ، النساء ، فقوله سبحانه (سديداً) تدل على أن نية القائل مما قاله(إقامة العدل كما أمر الله عباده) . وكذلك في قوله تعالى(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا) 65، الفرقان ، لأن الله تعالى أورد هذا القول في جملة (الأعمال) الصالحة ، بقوله تعالى (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) 63، الفرقان. بل إن هذا يشمل حتى العادات ، وليس العبادات فقط . حتى قال بعض العلماء(بإخلاص النيات لله ، تنقلب العادات إلى عبادات) . كيف لا وقد قال تعالى(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) 162، الأنعام . فمعالجة إصلاح النيات ، والحرص على إخلاصها لله تعالى على رأس قائمة المهمات . لأنه يتحقق بها فتح كريم لباب عظيم من أبواب نيل الأجور والحسنات . فلا يعتبر العمل صالحاً عند الله تعالى يثيب عليه العامل يوم القيامة (بعد الإيمان بالله) ، إلا إذا صلحت النية التي عمله من أجلها(أي إذا كانت نية عامله خالصة لله تعالى بذلك العمل ، لا لغيره) . ولذلك فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتني بالنية ويهتم بها غاية الاهتمام . لدرجة أنه كان يستحلف أصحابه ليستوثق منها . فقد روى الشيخان في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم(خرج على حلقة من أصحابه فقال "ما أجلسكم" قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا. قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟. قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك . قال:أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ، ولكنه إنما أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة) . متفق عليه . فهذا هو الشرط الأول لاعتبار عمل العامل صالحاً ، و لقبوله (أي ليؤجرعليه عامله) . أما الشرط الثاني فهو أن يكون العمل موافقاً لما شرعه الله تعالى . أي أن يكون عملاً قد ثبتت مشروعيته بالكتاب أو بالسنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بهما معاً . لما صح من قوله صلى الله عليه وسلم(مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) . وهذا لفظ رواية البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها. ومعنى (رد) أي مردود غير مقبول . فكل عمل أخلص فيه عامله المؤمن النية لله تعالى وكان موافقاً لما شرعه سبحانه . فإن الله تعالى يجازيه عليه عامله خيراً يوم القيامة . وكل عمل - وإن كان صالحاً ، وكان عامله مؤمناً - لكنه لم يخلص النية به لله تعالى . بل نوى به أي مقصود آخر، فإن الله تعالى لا يجزيه عليه خيراً يوم القيامة . وإنما يجازيه عليه في الدنيا فقط . إن كان في عمله نفع أو صلاح دنيوي . وهذا من عدالة الله تعالى المطلقة . نظراً لصلاح العمل في ذاته . لأن الله تعالى أمر بالإصلاح ، ونهي عن إفساد الصالح من الأرض بقوله(وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا) الآية 56 ، الأعراف . وعموم المسلمين يدركون جيداً (ولله الحمد) معنى حديث( إنما الأعمال بالنيات) . إلا من شذ منهم . خلافاً لما زعمه (شحرور) . ومع أن لكل قاعدة ما يشذ عنها . ولكن تظل العبرة بالعموم . أما القليل الشاذ فلا حكم له . ولذلك فإن أحكام الفقه الإسلامي جعلت من حق كل متضرر - من سوء عمل أي عامل- مطالبة العامل المسيء بتعويضه عن الضرر الذي لحق به جراء عمله. ولا يقبل اعتذار العامل عن أساءته العمل - بحسن نيته - طلباً لإعفائه من تعويض المتضرر. لأن (مناط) حكم التعويض عن أضرار إساءة العمل(أي الصفة المعتبرة في محاسبة من قام بالعمل الذي تضرر بسببه غيره) هي ثبوت وقوع الضرر بسبب العمل . ولا دخل لنية العامل في محاسبته الدنيوية على عمله (أي تحميله وإلزامه بالتعويض عن أضرار عمله). أما النيات فإن المحاسبة عليها مؤجلة ليوم القيامة. حيث يجازي الله تعالى كل عامل على عمله بحسب نيته حينها . كما سبق بيانه . ثانيا: أما قول م/ شحرور(والله تعالى لم يقرر أن يموت زيد من الناس نتيجة - - -) . فقد سبق له أن ذكر مثل هذا الزعم (مع اختلاف الأسلوب فقط) في مقاله المنشور على موقعه الرسمي على الفيس بوك بتاريخ 29/ 12/ 2018م . وقد رددت عليه بتاريخ 2/ 1/ 2019 م ، وبينت تفصيلاً بطلان مزاعمه المشككة في كمال علم الله تعالى المسبق بأعمال العباد، وأن سبب تورطه فيه هو اعتقاده الخاطئ تنافيه مع الحرية التي منحها الله للإنسان (أي كونه مختاراً). وأما أعمال الكفار النافعة(أعمالهم التي فيها خير دنيوي) ، والتي يعتبرها(شحرور) من (العمل الصالح) . بالمفهوم لإسلامي الشرعي للعمل الصالح(أي الذي يثاب عليه عامله في الآخرة) . فهو اعتبار باطل . لأن أول شرط لقبول الله تعالى لأعمال العباد هو أن يكون العامل مؤمناً. قال تعالى(ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) الآية 17، البلد . وقد صح عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت (يا رسول الله إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المكسين ، أنافعه ذلك ؟. قال:(لا ينفعه . إنه لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين) . رواه مسلم في صحيحه ، كتاب الإيمان ، باب الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل ، برقم (365). (1/ 196) . قال القاضي أبو بكر بن العربي عن قوله تعالى(ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) يعني : أنه لا يقتحم العقبة من فك رقبة ، أو أطعم في يوم ذا مسغبة ، حتى يكون من الذين آمنوا --- إلى أن قال : يجب أن تكون الطاعة مصحوبة بالإيمان ، قال الله تعالى في المنافقين(وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ) الآية 54 ، التوبة أ.هـ (أنظر : أحكام القرآن ،1/ 75) . ثالثاً: أما قول م/ شحرور(والمسلم هو من آمن بالله وعمل صالحاً) . والذي استشهد عليه بقوله تعالى(وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) . الآية 33 ، فصلت . ثم اكمل قائلاً(فالإيمان يجب أن يقترن بعمل صالح يعكس صدقيته ، وهو ما يمكننا القول أنه "عماد الدين") . فما هو إلا تلاعب منه بالمصطلحات الشرعية الثابتة بالنصوص الشرعية ، وهو من أساليبه في المغالطة ، وخلط الأمور. لأن الصحيح هو أن الصلاة هي عماد الدين . كما صح في حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(العهد الذي بيننا وبنيهم الصلاة . من ترك الصلاة فقد كفر). قال الشنقيطي في عزو هذا الحديث (أخرجه الإمام أحمد ، وأصحاب السنن ، وابن حبان والحاكم . وقال الشوكاني في نيل الأوطار عن هذا الحديث : صححه النسائي ، والعراقي. وقال النووي في شرح(المهذب): رواه الترمذي والنسائي ، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح . وقال الحاكم في المستدرك بعد أن ساق هذا الحديث بإسناده: هذا حديث صحيح الإسناد، لا تعرف له علة بوجه من الوجوه.(أنظر أضواء البيان ، 4/ 8). أما قول شحرور(والمسلم هو من آمن بالله وعمل صالحاً) . فهو في الحقيقة أحد أوصاف المسلم . وليس تعريفاً للمسلم . وأما عن هدفه من هذا الخلط فهو محاولة (فاشلة) منه لإقناع المسلمين بأن أعمال(غير المسلمين)- أي الكفار- الصالحة(صلاحاً دنيوياً). مثل رصف الطرق وإنارتها، واختراع كل الوسائل التي تنفع الناس في حياتهم) ، بأن الله تعالى سيثيبهم ويأجرهم عليها خيراً يوم القيامة . وهذا باطل محض. لتنافيه مع ما دلت عليه كثير من النصوص الشرعية منافاة تامة ، ومنها هذا الحديث (إنما الأعمال بالنيات). وإنما قال م/ شحرورهذا الكلام لأنه يعتبرغير المؤمنين برسالة خاتم رسل الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، يعتبرهم من المسلمين . معاندة منه لحكم الله تعالى ولتصنيفه لهم . رغم علمه بأن الله تعالى قد صرح بأنهم كافرين في قوله(ومَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَر َسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا) الآية 13، الفتح . رابعاً : وأما قول م/ شحرور(لكن طالما أن العمل بقي ضمن دماغنا دونما تنفيذ على أرض الواقع فلا حساب عليه سواء كان خيراً أم شراً) . فهو باطل . لأنه تكذيب سافر، آثم منه لما جاء في حديث شريف آخر متفق على صحته . وهو ما رواه ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إِنَّ الله كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا ، كَتَبَهَا الله عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ. وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا ، كَتَبَهَا الله سَيِّئَةً وَاحِدَة ً). أخرجه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب من هم بحسنة أو بسيئة ، برقم 2186) . ومسلم بكتاب الإيمان ، باب إذا هم العبد بحسنة كتبت ، وإذا هم بسيئة لم تكتب ، رقم (131) ،1/ 118) . فأثبت هذا الحديث احتساب الله تعالى (للمؤمنين به سبحانه وبرسوله صلى الله عليه وسلم مجرد نية فعل الحسنة ، وأنه تعالى يكتبها لمن نواها( فقط ولم يعملها) حسنة كاملة . فيثيبه يوم القيامة على نيته عمل الحسنة ، مع أنه لم يعملها. وهذا نقيض زعم (شحرور). خامساً: أما قول م/ شحرور(والله تعالى يغفر إذا أخفيت بعضاً من الحقيقة ، إن لم تسبب تضليلاً للعدالة) . فهذا زعم باطل محض . لقوله تعالى(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) الآية 140، البقرة . وهو يكررهذا الزعم دائماً. فقد سبق أن بينت بطلانه، وأوجه الرد عليه تعليقاً على الحلقة رقم (21) من برنامجه التفكير والتغيير بعنوان(رسالة محمد ومضامينها 2) . وأثبت بطلان زعمه هذا تفصيلاً ، وناشدته - في حينه - إعادة النظر في مسألة الشهادة ، ولكن دون جدوى . و أود هنا أن أطرح السؤال التالي(لأن الإجابة عليه ستبين مدى بطلان هذا الزعم): لمن يعود تقدير ما إذا كان امتناع الشخص عن الشهادة يسبب تضليلاً للعدالة ، أم أنه لا يسبب ذلك ؟ . لأن التقدير يعود للشخص نفسه(فالشاهد نفسه هو الذي عنده العلم بمضمون الشهادة). فهل يصح هذا ؟ !. أعني لا يصح أن نوكل لنفس الشخص المتحمل للشهادة مهمة تقدير ما إذا كان كتمانه لبعض الحقيقة يسبب تضليلاً للعدالة ، أم لا ؟ . لأنه يكون(فيه الخصام وهو الخصم والحكم ! وهذا لا يقول به عاقل . فكيف تصح نسبته إلى الدين . وأما قول م/ شحرور(والرحمة الإلهية منحت الحق في العدول عن الإدلاء بالشهادة ضد النفس وضد الأقربين). فهو أيضا زعم باطل آثم . تدل ظاهر ألفاظ الآية الكريمة على تكذيبه صراحة . ومع ذلك فهو يستدل بها على نقيض ما تدل عليه ألفاظ الآية الكريمة دون خجل . قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَ إِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) 135، النساء . وكذلك قوله تعالى (وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) 283 ، البقرة . قال تعالى(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) 140 ، البقرة . سادساً: وأما قول م/ شحرور( فالله تعالى لم يقرر منذ الأزل أن يضل أبو لهب ليصلى من ثم ناراً ذات لهب ، لكن أبا لهب سيحصد نتيجة أعماله ، وهو من وضع نفسه في طريق اللاعودة حيث لا إمكانية للتراجع) . فهو زعم باطل. سبق أن ذكره في مقاله المنشور على موقعه الرسمي على الفيس بوك بتاريخ 29/ 12/ 2018 م ، وها هو ذا يكرره هنا . وقد رددت عليه في حينه ، وبينت بطلانه . وأوضحت ما فيه من تطاول على الذات العلية لله تعالى ، مع ما فيه من القدح والتقليل من قدر سورة (المسد) . لزعمه أن ما جاء فيها - من التقرير(المعجز) لمصير أبي لهب في الآخرة ، انه سيعذب في النار. والذي اعتبره شحرور مجرد تحصيل حاصل . (أي أنه - حسب رأيه - لا قيمة ، ولا أهمية لما أخبرت به هذه السورة الكريمة) . فليرجع إلى ردي من يرغب في الاطلاع عليه . سابعاً : أما قول م/ شحرور(ابتداءً من الالتزام بالصراط المستقيم ، حيث التقوى الحق تكمن خلاله ، صعوداً إلى كل ما فيه خير للناس ، من عطاء بسيط إلى علم ينفع به ، إلى هبة لمحتاج ، إلى قسط ليتيم ، إلى اختراع دواء ، إلى كل ما يخطر في بالك مما يسعد الآخرين ، والإبداع هنا لا نهاية له، وكل سيجد نتيجة عمله، يستوي في ذلك الذكور والإناث) أ.هـ ، وأعقبه بالاستشهاد بقوله تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) 97 ، النحل . فهو زعم باطل . واستشهاده عليه بهذه الآية الكريمة هو استشهاد خاطئ . لأن الآية تدل على عكسه تماماً . وقد تقدم الرد عليه في ثانياً . ذلك أن م/ شحرور يسعى لاهثاًً و باستعمال كل الوسائل لإقناع المسلمين بأن الأعمال الصالحة التي يعملها غير المسلمين . سيجازيهم الله تعالى عليها خيراً يوم القيامة . وهذا لا يصح أبداًً . حتى يلج الجمل في سم الخياط . لأن الله تعالى قد جعل قبوله الأعمال الصالحة من عامليها ، ومجازاته لهم عليها في الآخرة، مشروطا بشرطين . أولهما أن يكون العامل مؤمناً، بقوله تعالى (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) 97 ، النحل ، وبقوله تعالى(ثُمَّ كَانَ مِن الَّذِينَ آمَنُوا) 17 ، البلد . فتخرج بهذا القيد أعمال كل من لم يؤمن برسالة خاتم رسل الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم . والأمر الثاني أنه تعالى بيّن أن جزاء العاملين من غير المؤمنين - على أعمالهم الصالحة (صلاحاً دنيوياً) متوقف على أمرين أيضاً . أحدهما: إرادته سبحانه . والأمر الثاني: أن جزاءهم يكون في الدنيا فقط . قال تعالى (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا) 18، الإسراء . وذلك لمطلق عدالته، قال تعالى (ولا يظلم ربك أحدا) 49 ، الكهف . فقد يكون جزاء غير المؤمن أن يرزقه الله تعالى وفرة في الأمن وفي الصحة والذرية والمال والعلم و رفاهية المعيشة و راحة البال والمكانة في المجتمع والنجاة من الكوارث والحوادث المهلكة - - - الخ . أما في الآخرة فإن غير المؤمن لا أجر ولا ثواب له البتة . لقوله تعالى (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا) 23 ، الفرقان . وقال تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَ وَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) 39 ، النور. وغيرهما من الآيات الدالة على أن غير المؤمنين لا ثواب لهم على أعمالهم في الآخرة مطلقاً. لأنهم كذبوا رسوله. |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
الرد على مزاعم شحرور بمقاله (لا تتقولوا على الله) | ناصرالشيبي | رد الشبهات وكشف الشخصيات | 0 | 2023-06-22 10:36 AM |
الموسوعة الميسرة في الاديان والمذاهب والاحزاب المعاصرة | عبدالرزاق | كتب إلكترونية | 32 | 2021-09-15 01:01 AM |
دراسة - محمد رسول الله في التوراة والانجيل | طالب عفو ربي | المسيحية والإسلام | 1 | 2018-09-02 05:36 PM |
تعريف الطفية | عاشقة الحبيب | الشيعة والروافض | 3 | 2010-07-11 04:13 AM |
حقيــقــة اتــهام الشيعــه لأهل السنــه بالتحـــريف | بنت المدينة | الشيعة والروافض | 0 | 2009-12-09 02:11 PM |