عصمة الأنبياء

[أبو جهاد الأنصاري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كثيراً ما تثور الأسئلة التالية فى أذهان البعض:

ما معنى العصمة؟
وهل الأنبياء معصومون من الكبائر فقط؟
أم أنهم معصومون من الكبائر والصغائر على حد سواء؟

[أبو جهاد الأنصاري]

ورداً على هذه الأسئلة أقول وبالله التوفيق :

أولاً : فى معنى العصمة :
اعتصم بالشئ أى احتمى به. ومنها قوله تعالى : ( سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم )

ثانياً : فى معنى عصمة الأنبياء وفى أى شئ تكون ؟
عصمة الأنبياء تعنى تنزيههم وحجبهم عن اقتراف المعاصى ، مع قدرتهم على فعل هذا. وهذا بتوفيق الله لهم دونما إرادة منهم فى ذلك.

وعند مناقشتنا لعصمة الأنبياء يجب أن ننظر إليها على أنها ثلاث درجات:
الأولى : العصمة من كل شئ حتى عن صغائر الذنوب وأمور العادات.
الثانية : العصمة عن كبائر الذنوب.
الثالثة : العصمة فى إطار الرسالة والتبليغ.

والراجح أن العصمة لا تكون فى إطار الصغائر ولا فى أمور العادات ، ولكن النبى لا يتعمد الخطأ فإن صدر عنه فيكون من باب الخطأ فى الاجتهاد البشرى. وهذه من قبيل (عبس وتولى) ومن قبيل الخطأ فى تحديد الموقع المناسب للجيش يوم بدر وكذلك حالة تلقيح النخل.

أما العصمة من الكبائر فتكون عصمة تنزيهية ، ذلك أن النبى يكون قدوة لأمته ، وهو المتبع وتكون بالتالى عصمته من مستلزمات اتباعه وتصديقه. واقتراف الكبائر يستوجب إقامة الحد ، ولا يتصور أن يقام حدٌ على نبى.

كما أنه لم يثبت أن نبياً اقترف كبيرة قط ، إلا من باب الخطأ كحالة قتل النبى موسى صلى الله عليه وسلم للمصرى ، فقد كانت على سبيل الخطأ. والقتل الخطأ لا يعد من الكبائر.

وعليه فإن العصمة تكون فى باب الكبائر وفى باب التبليغ والرسالة.
لأنه سبحانه وتعالى قد كفل حفظ شرعه ، وعصمة النبى من الخطأ فى التبليغ وسيلة لتحقيق تلك الغاية ألا وهى حفظ شرع الله جل وعلا.
والله أعلم.

[عائشة]

بارك الله فيك ...

لكن من يدعي بوجود العصمة بعد وفاة النبي الكريم ولا يأبه لأي حديث يقال له ماذا عسانا أن نفعل معه ..؟

كأن يقول إن علي رضي الله عنه معصوم والأئمة أيضاً..

[أبو جهاد الأنصاري]

يُعلّم ، ويبصّر بالحق ، وتقام عليه الحجة ويترك لشأنه.
أشكر لك مرورك واهتمامك.

[أنوار]

السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيكم شيخنا الفاضل أبا جهاد .. كلام موجز ومفيد
فكثيرا ما نسمعهم يقولون كيف تقولون أن الأنبياء -عليهم صلوات
ربي وسلامه- معصومون وقد أخطأ محمد -صلى الله عليه وسلم- في كذا
وفعل كذا يوم كذا ... فبما ذكرت رد قوي وواضح .. جزاكم الله خيرا

[أبومحمد]

[ايوب نصر]

والراجح أن العصمة لا تكون فى إطار الصغائر ولا فى أمور العادات ، ولكن النبى لا يتعمد الخطأ فإن صدر عنه فيكون من باب الخطأ فى الاجتهاد البشرى. وهذه من قبيل (عبس وتولى) ومن قبيل الخطأ فى تحديد الموقع المناسب للجيش يوم بدر وكذلك حالة تلقيح النخل.

الخطا و الاجتهاد ربما يصد منه من باب الوحي ، و قد حاولت مناقشة ذلك في احد البحوت هذه فقرة منه (( فبرجوع الى ايات الصفات سنجد ان القران الكريم يثبت الصفة لله عز و جل كقوله (( يد الله فوق ايديهم )) و في ايات اخرى نجده ينفي التشبيه كقوله عز و جل (( ليس كمثله شيء و هو السميع العليم ))
ففي الاية الاولى الله يثبت الصفة و هكذا يرد على المعطلة و في الاية الثانية ينفي التشبيه و في هذا رد على المجسمة
و قياسا على ايات الصفات فالايات التي تثبت العصمة جاءت للرد على من ينكر العصمة و الايات التي جاء ظاهرها ينفي العصمة جاءت لترد على الذين يرفعون الرسول - صل الله عليه و سلم _ فوق مقام النبوة
فتصرفه هذا يدخل في الوحي و ذلك ليبين لامته انه بشر )) و الله اعلم
و هذا رابط البحت
http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=53008

[أبو جهاد الأنصاري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر ايوب

الخطا و الاجتهاد ربما يصد منه من باب الوحي

أتحفظ.

[احمد عبد الحفيظ احمد غيث]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جهاد الأنصاري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كثيراً ما تثور الأسئلة التالية فى أذهان البعض:

ما معنى العصمة؟
وهل الأنبياء معصومون من الكبائر فقط؟
أم أنهم معصومون من الكبائر والصغائر على حد سواء؟

السلام عليكم اخي ابو جهاد...
في البداية اشكرك على مواضيعك التي تطرحها فهي فعلا حساسة وقيمة...
ولكني اريد ان اضيف ان العصمة الأكثر أهمية هي التثبيت وتحقيق الغاية من التبليغ لتكون الحجة على الناس ثابتة ومبينة...
فقد قال تعالى: ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين
وكذلك ايضا قوله: ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا
والمراد بذلك أن أدراكنا بأن الله عصم نبيه في التبليغ وثبته سيكون الباعث الحقيقي للأيمان المطلق بالتبليغ واكتماله وتمامه...
ومن هذا المنطلق وضمن هذا المعنى للعصمة يظهر جليا دجل وكذب الشيعة فأين هذه العصمة المزعومة لأئمتهم على أرض الواقع... وما حدث مع الأئمة من تخاذل شيعتهم دليلا على عكس ذلك... فلو كانوا معصومين كعصمة الرسول عليه الصلاة والسلام... أي لو كانوا معصومين من الله لما استطاع أحد أن يقصيهم أو يسلبهم شيء وهذا على حد تعبير الشيعة وزعمهم...

[أبو جهاد الأنصاري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد عبد الحفيظ احمد غيث

السلام عليكم اخي ابو جهاد...
في البداية اشكرك على مواضيعك التي تطرحها فهي فعلا حساسة وقيمة...
ولكني اريد ان اضيف ان العصمة الأكثر أهمية هي التثبيت وتحقيق الغاية من التبليغ لتكون الحجة على الناس ثابتة ومبينة...
فقد قال تعالى: ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين
وكذلك ايضا قوله: ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا
والمراد بذلك أن أدراكنا بأن الله عصم نبيه في التبليغ وثبته سيكون الباعث الحقيقي للأيمان المطلق بالتبليغ واكتماله وتمامه...
ومن هذا المنطلق وضمن هذا المعنى للعصمة يظهر جليا دجل وكذب الشيعة فأين هذه العصمة المزعومة لأئمتهم على أرض الواقع... وما حدث مع الأئمة من تخاذل شيعتهم دليلا على عكس ذلك... فلو كانوا معصومين كعصمة الرسول عليه الصلاة والسلام... أي لو كانوا معصومين من الله لما استطاع أحد أن يقصيهم أو يسلبهم شيء وهذا على حد تعبير الشيعة وزعمهم...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لمرورك وتعليقك القيم.
طبعا العصمة فى التبليغ أمر متفق عليه. ولكن للتوضيح أقول أن العصمة لها حد أعلى وحد أدنى ، فأما ما تفضلت بذكره فهو حدها الأعلى ، وأما ما بينته أنا فهو حدها الأدنى ، وهذا هو مقصد الموضوع. بارك الله فيك.

[ايوب نصر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جهاد الأنصاري

أتحفظ.

لم اقصد ما فهم و لكن خانني التعبير .
و الذي قصدته هو ما عبر عليه ابن القيم في زاده في فصل : في هديه في سجود السهو حيث قال : (( و كان سهوه في الصلاة من تمام نعمة الله علىى امته و اتمام دينهم ليقتدوا به فيما شرعه لهم عند السهو )) و قال ايضا (( و كان صل الله عليه و سلم ينسى فيترتب على سهوه احكام شرعية ))
و الله علم

[أبو جهاد الأنصاري]

أحسنت.

[ايوب نصر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جهاد الأنصاري

أحسنت.

و جزاكم بالمثل و زيادة

[د حسن عمر]

لا يسمح لك بالمشاركة خارج قسم منكري السنة
حرره عمر ايوب ادام الله ظله