أنصار السنة  
جديد المواضيع





للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 محاسب قانوني   Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > الفرق الإسلامية > المعتزلة | الأشعرية | الخوارج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #101  
قديم 2013-07-16, 09:05 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

8- ونادى مناد لعلي:

(لا يقتل مدبر، ولا يدفف على جريح، ومن أغلق باب داره فهو آمن، ومن طرح السلاح فهو آمن).

وأمر علي بجمع ما وجد لأصحاب عائشة رضي الله عنها في العسكر،
وأن يحمل إلى مسجد البصرة، فمن عرف شيئاً هو لأهلهم فليأخذه.

فهذا - وغيره - يدل على فضل هؤلاء الصحابة الأخيار ونبلهم واجتهادهم في طلب الحق،
وسلامة صدورهم من الغل والحقد والهوى، فرضي الله عنهم أجمعين.

وأما الكتب التي ينصح بقراءتها في هذا الموضوع فمنها كتاب (العواصم من القواصم لابن العربي)،
ومنها (منهاج السنة لابن تيمية)، (والبداية والنهاية لابن كثير)، (وعصر الخلافة الراشدة للدكتور أكرم ضياء العمري).
والله أعلم.


المفتـــي: مركز الفتوى




الآن معركة الجمل تابع

معي يا إبن المتعه أمك صاحبة الأجر الكبير

بارك الله فيك مسلم عادي لهذه الأسئلة المفيدة
رد مع اقتباس
  #102  
قديم 2013-07-16, 09:09 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

معركة الجمل:


ولاشك أن هذه القضايا فيها صراعاً وكما ذكرت في البداية أنه لا نستطيع أن نعطي كل قضية حقها،
ولكن لا بأس أن ننبه على بعضها، ولذلك قيل: ما لا يدرك جله لا يترك كله، ومن أراد التوسع فليرجع لكتب أهل العلم لهذه المسائل.

معركة الجمل كانت في 36 من الهجرة في صفر وذلك أن علياً رضي الله عنه بويع بعد مقتل عثمان رضي الله عنه فبايعه الصحابة.

ولا بأس أن ننبه عن الرواية التي تقول إن طلحة والزبير قد بايعا والسيف على رقبتيهما
فهذا كذب باطل ذلك أن القوم الذين

قتلوا عثمان رضي الله عنه ذهبوا إلى الزبير
وطلبوا منه أن يكون هو الخليفة فرفض وذهبوا إلى طلحة
كذلك فرفض حتى استقر الأمر على علي رضي الله عنه فكان الخليفة بعد عثمان رضي الله عنه،

فطلحة ما كان له طمع في الخلافة ولا الزبير ولذلك لما جعل عمر الأمر في ستة وهي الشورى
ما رشح نفسه لا طلحة ولا الزبير بل الزبير أعطى
صوته لعلي وطلحة أعطى صوته لعثمان فما كان حريصين على الخلافة أصلاً.

والذي وقع هو أن طلحة والزبير بعد مقتل عثمان في المدينة خرجا إلى مكة وكان الناس في الحج وذلك أن عثمان قُتل في ذي الحجة
وكان أمير الحج عبدالله بن العباس رضي الله عنهما وكانت عائشة في الحج رضي الله عنها فالتقيا بعائشة
رد مع اقتباس
  #103  
قديم 2013-07-16, 09:11 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

ورأيا أن الأمور قد ازدادت سوءاً بعد مقتل عثمان ولكن هذه الثورة التي قام بها هؤلاء القوم
وهم يقدرون بألفين أو ستة ألاف على
خلاف فقيل من مصر ألفين ومن البصرة ألفين ومن الكوفة ألفين وقيل أن الجميع عددهم ألفان والعلم عند الله تبارك وتعالى
ولكن العدد ليس بقليل وهؤلاء كلهم من قبائل وكل واحد له قبيلة تدافع عنه ولذلك جبل وزهير بن حرقوص

لما أردوا قتلهما دافع عنهما آلاف من بني تميم وغيرهما، فلذلك خرجت
عائشة وطلحة وزبير إلى الزبير وعلي كان في المدينة
فالقول أن عائشة وطلحة وزبير

خرجوا على علي قول باطل لأنهم خرجوا من مكة إلى البصرة وذلك حتى يبينوا للناس
أن قتل عثمان كان باطلاً وأن الذين قتلوا عثمان

هم بغاة ظلمة جهّال فسقة فأرادوا أن يجمعوا كلمة المسلمين على الانتقام لعثمان
من هؤلاء القتلة والذي وقع أن علياً رضي الله عنه لما سمع
بخروجهم إلى البصرة وأنه وقعت مناوشة
وقتال بينهم وبين أهل البصرة وأهل المدينة شاركوا في قتل عثمان خرج علي رضي الله

عنه من المدينة إلى الكوفة وهناك أرسل إليهم قعقاع بن عمرو ومقداد بن الأسود ويسألهم لماذا خرجوا؟


ولماذا ذهبوا إلى البصرة؟

ولماذا تمّ القتال؟
رد مع اقتباس
  #104  
قديم 2013-07-16, 09:13 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

ولماذا ذهبوا إلى البصرة؟

ولماذا تمّ القتال؟

فجاء قعقاع بن عمرو ومقداد بن الأسود إلى عائشة وطلحة وزبير وكانت عائشة رضي الله عنها كارهة
لهذا الخروج ولكن ذكروا لها قول الله تبارك وتعالى "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس"

وما خرجت إلا للإصلاح بين الناس فكان الأمر كذلك فاقتنعت بقولهم وخرجت معهم رضي الله عنهم أجمعين.

وسألاهما مالذي أخرجكم؟ فقالوا: حتى تستقر الأمور وتنتهي القضية فقالا:

لا مانع عندهم من أن يُقتل قتلة عثمان ولكن ليس بهذه الطريقة لأن كما قلنا لهم قبائل تدافع عنهم وأن الذين
شاركوا هم سبعة أو ثمانية والذين حاصروا
بيت عثمان ألفان أو ستة آلاف فلذلك كان الأمر عند علي رضي الله عنه هو أن
تستقر الأمور وتهدأ ثم يأتي أولياء الدم (أي أبناء عثمان رضي الله عنه)

فيقولون أن فلان شارك بقتل عثمان ويأتون بالشهود ويؤتى به فإذا أقر أو شهد الشهود فانتهى الأمر،

ولكن قتلة عثمان ما وهلوهم فقسموا أنفسهم قسمين قسم وهاجموا جيش

علي وقالوا يا قتلة عثمان ومجموعة هاجمت جيش
عائشة وطلحة وزبير وقالوا يا كفرة يا فجرة فظنوا أن الخيانة
من جيش علي كما ظن جيش علي الخيانة من جيش عائشة وطلحة وزبير وما صار الفجر إلا وكان القتال قد

اهتدم وكان علي وطلحة يحاولان يمنعا الناس من القتال وكان طلحة بن الزبير كان يقول:

يا ناس أتسمعون أتنصتون فكانوا لا يردون عليه فكان يقول:

والله كأنكم ذبان طمع (أي كالذباب الذي وجد شيئاً دسماً فلا يستطيع أحد أن يرده)، فكان وقعة الجمل.


بيعة علي رضي الله عنه:
رد مع اقتباس
  #105  
قديم 2013-07-16, 09:19 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

بيعة علي رضي الله عنه:

التحكيم في صفين أو بعد صفين مباشرة لما صار القتال بين علي ومعاوية.

فالتحكيم الذي شُهر عند الناس أن التحكيم كان أبو موسى الأشعري طرفاً عن علي رضي الله عنه
وعمرو بن العاص طرفاً عن معاوية واتفقا على عزل علي وعزل معاوية ثم بعد ذلك النظر في أمر الخلافة من جديد.

فقام أبو موسى الأشعري وقال:

إني أعزل علياً من الخلافة كما أنزع خاتمي هذا من يدي،
وأعزل معاوية كذلك كما أنزع خاتمي هذا من يدي

فقام عمرو بن العاص فقال: أما أنا فأعزل علياً كما أنزع خاتمي هذا من يدي مع أبو موسى
وأثبت معاوية كما أثبت خاتمي هذا في يدي فالتفت أبو موسى الأشعري

وقال: لقد خدعتني فقال:

ما خدعتك ثم رجع أبو موسى الأشعري ولم يرجع إلى علي للكوفة ولكن ذهب إلى مكة يقولون
لم يستطع أن يواجه علياً لأنه غُدر به وضُحك عليه، وهذا باطل.


أولاً: أبو موسى الأشعري هو الذي أرسل إليه عمر بن الخطاب رسالة القضاء فكان قاضياً في عهدعمر وأبي بكر فهو ليس بالسذاجة حتى يُضحك عليه.

ثانياً: ثم أن هذه القصة مكذوبة من رواية أبي مخنف الكذاب.


فالقصة الصحيحة التي أخرجها الإمام البخاري أن أبا موسى الأشعري وعمرو بن العاص

اجتمعا فقالا عمرو بن العاص لأبي موسى الأشعري ماذا ترى؟ فقال أبو موسى الأشعري:

أرى أن علياً من الذين مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو عنهم راض، فقال عمرو بن العاص لأبي موسى الأشعري:

أين تضعني أنا ومعاوية إذا كان هذا موقفك من علي؟

قال: إن يستعن بكما ففيكما معونة وإن يستغن عنكما فطالما استغنى أمر الله عنكم،

(أي ليس بالضرورة أن يكون لكما شأن في البيعة أو غيره)، وهذا هو الإسناد الصحيح في هذه المسألة.

ثم كذلك يقال كيف يصح أن يجتمع اثنان فيعزلان خليفة المسلمين؟ الخلافة في الإسلام ليست بهذه السهولة

بحيث يجتمع شخصان فيقول الأول للآخر أنه عزل خليفة وثبّت آخر.

ثالثاً: ثم معاوية ما كان يقول أنه خليفة حتى يعرض في خلافة علي ولكن معاوية كان

يرى أن يؤجل أمر الخلافة حتى تنتهي قضية قتلة عثمان ثم يُنظر بعد ذلك في أمر الخلافة.


جزء من موضوع

لشيخنا الفاضل عثمان الخميس حفظه الله

المصدر المنهج
رد مع اقتباس
  #106  
قديم 2013-07-17, 12:33 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

هذا الكلام للذي يقول نناصحهم ليه من هب ودب قال بنصح ماهو العلم الشرعي ماهى مكانتك العلمية رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه الأمير والملك الحاكم النصيحة تأتى له من أهل العلم العلماء الذين لهم التقدير فى السمع والنصح منهم وتكون بينه وبين الحاكم بالسر ولا تقول ما صار بينكم هذا ما أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام درئ للفتنة . قبل النصيحة جزاه الله ألف خير لم يقبل االنصيحة لأمر لأنه يري فيه مصلحة البلاد والعباد جزاه الله خير .


مع هذا القول للشيخ الله يحفظة .
منقول للأمانة .



أقول لهم : لم يكلفكم الله – تعالى – هذا السبيل؛ وإنما هو منوط بالعلماء الربانيين وأهل العلم الراسخين؛ فتوبوا إلى ربكم ولا تكونوا مذاييع للشر، ودعاة للفتنة؛ فإن قسطًا كبيرًا مما تعانيه بلداننا اليوم كان سببًا فيه دعاة الشر والتهييج .


فيما يلي بعض النقول عن أهل العلم فيها ما يثلج صدر كل سني متبع .


قال الشيخ أحمد بن عمر بازمول في كتابه القيم ( السنة فيما يتعلق بولي الأمة ) :


النصيحة لولي الأمر لها أربع صور :


الأولى : نصيحة ولي الأمر فيما بينه وبين الناصح سرًّا .


والثانية : نصيحة ولي الأمر أمام الناس علانية بحضرته مع إمكان نصحه سرًّا .


والثالثة :نصيحة ولي الأمر فيما بينه وبين الناصح سرًّا ثم يخرج من عنده وينشرها بين الناس .


والرابعة : الإنكار على السلطان في غيبته من خلال المجالس والمواعظ والخطب والدروس ونحوها .

هذه أربع صور سنأتي إن شاء الله تعالى على صورة صورة :


الصورة الأولى : النصيحة لولي الأمر فيما بينه وبين الناصح سرًّا .


النصيحة لولي الأمر سرًّا أصل من أصول المنهج السلفي الذي خالفه أهل الأهواء والبدع كالخوارج :


إذ الأصل في النصح لولي الأمر الإسرار بالنصيحة وعدم العلن بها ويدل عليه ما أخرجه أحمد في المسند عن عِيَاض قال قال رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَيَخْلُوَ بِهِ فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ ".
فقوله(من أراد أن ينصح لسلطان بأمر )) فيه العموم في الناصح والعموم في المنصوح به
و قوله : (( فلا يبد له علانية )) فيه النهي عن النصيحة علانية والنهي يقتضي التحريم وعليه الواجب الإسرار .

قوله : (( ولكن ليأخذ بيده فيخلو به )) فيه بيان الطريقة الشرعية لنصيحة الولاة وهي الإسرار دون العلانية (( فيخلو به )) أي منفرداً كقول أسامة – رضي الله عنه - : " أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ؟ والله لقد كلمته فيما بيني وبينه " .

و ذلك فيما أخرجه البخاري و مسلم في الصحيحين عَنْ شَقِيقٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : قِيلَ لَهُ أَلَا تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ فَقَالَ أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إِلَّا أُسْمِعُكُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ ".


ففي هذا الأثر أن النصيحة علانية أمر منكر تنتج عنه الفتنة و أن الإسرار هو الأصل الذي تتم فيه النصيحة دون فتنة أو تهييج للرعية على الراعي لقوله - رضي الله عنه - : " والله لقد كلمته فيما بيني وبينه " وقوله - رضي الله عنه - " دون أن أفتح أمرًا لا أحب أن أكون أوّل من فتحه ... " .


قال النووي : " يعني المجاهرة بالإنكار على الأُمراء في الملأ؛ كما جرى لقتلة عثمان - رضي الله عنه - وفيه الأدب مع الأمراء واللطف بهم ، و وعظهم سرًّا و تبليغهم ما يقول الناس فيهم لينكفوا عنه وهذا كله إذا أمكن ذلك؛ فإن لم يمكن الوعظ سرًّا والإنكار؛ فليفعله علانية لئلا يضيع أصل الحق " (1) .

قوله : " وهذا كله إذا أمكن ذلك " أي أمكن الناصح السرية في النصيحة للسلطان فهو الواجب عليه لا غيره .


و قوله : " فإن لم يمكن الوعظ سرًّا والإنكار فليفعله علانية لئلا يضيع أصل الحق " أي أنه لا ينكر علنًا إلا عند الضرورة الشديدة (2) ولذلك أنكر عياض – رضي الله عنه - على هشام – رضي الله عنه - إنكاره عليه علانية بدون ضرورة؛ فما كان من هشام – رضي الله عنه - إلا التسليم والله أعلم .


و قال الشيخ ابن باز معلقًا على أثر أسامة - رضي الله عنه - : " لما فتحوا الشر في زمن عثمان - رضي الله عنه - و أنكروا على عثمان - رضي الله عنه - جهرة تمت الفتنة و القتال و الفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم حتى حصلت الفتنة بين علي و معاوية و قتل عثمان و على بأسباب ذلك و قتل جم كثير من الصحابة و غيرهم بأسباب الإنكار العلني و ذكر العيوب علناً حتى أبغض الناس ولي أمرهم و حتى قتلوه نسأل الله العافية " (3).


و أخرج أحمد في المسند عن سَعِيدِ بْنُ جُمْهَانَ أنه قَالَ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى فقُلْتُ له : إِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ وَيَفْعَلُ بِهِمْ قَالَ فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً ثُمَّ قَالَ وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فَإِنْ قَبِلَ مِنْكَ وَإِلَّا فَدَعْهُ فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ ".


فتأملوا كيف أن الصحابي الجليل ابن أبي أوفى - رضي الله عنه - منعه من الكلام في السلطان و أمره بنصيحته سراً دون العلانية .


قال ابن النحاس رحمه الله : " يختار الكلام مع السلطان في الخلوة على الكلام معه على رؤوس الأشهاد " (4) .


و قال الشوكاني : " ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه و لا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد بل كما ورد في الحديث أنه يأخذ بيده و يخلو به و يبذل له النصيحة و لا يذل سلطان الله " (5) .


و قال أئمة الدعوة :" ما يقع من ولاة الأمور من المعاصي و المخالفات التي لا توجب الكفر و الخروج من الإسلام فالواجب فيها مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق و اتباع ما عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس و مجامع الناس " (6) .


و قال العلامة السعدي رحمه الله :" على من رأى منهم ما لا يحل أن ينبههم سرًّا لا علنًا بلطف وعبارة تليق بالمقام " (7) .


و قال الشيخ ابن باز : " الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم و بين السلطان و الكتابة إليه أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير .


و إنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل فينكر الزنى و ينكر الخمر و ينكر الربا من دون ذكر من فعله و يكفي إنكار المعاصي و التحذير منها من غير ذكر أن فلاناً يفعلها لا حاكم و لا غير حاكم " (8) .

بارك الله فى من كتب هذا الكلام نكمل مع النصائح :

سوف نرد على أسئلتك بالتفصيل مثلم قصدي مسلم عادي

للفائدة قبل كل شئ منقول لأنى شخص عامي ناقل للحقيقة ولست حتى طالب علم فقط الرد على الشبه من قول العلماء .
رد مع اقتباس
  #107  
قديم 2013-07-17, 12:35 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

الصورة الثانية : نصيحة السلطان أمام الناس علانية بحضرته مع إمكان نصحه سرًّا .


و هذه الصورة محرمة لا تجوز للأمور التالية :


1- مخالفتها لحديث عياض بن غَنْم - رضي الله عنه - الذي فيه الأمر بالإسرار .


2- مخالفتها لآثار السلف ومنهجهم كأسامة بن زيد و عبدالله بن أبي أوفى و غيرهما .

3- لقوله صلى الله عليه وسلم : " من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله " أخرجه الترمذي .


قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عثيمين ـ رحمه الله - : " إذا كان الكلام في الملك بغيبة أو نصحه جهرًا والتشهير به من إهانته التي توعد الله فاعلها بإهانته ، فلا شك أنه يجب مراعاة ما ذكرناه ـ يريد الإسرار بالنصيحة ـ لمن استطاع نصيحتهم من العلماء الذين يَغْشَوْنَهم " (9) .


و قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : " إذا صدر المنكر من أمير أو غيره ينصح برفق خُفْية ما يستشرف ـ أي ما يطلع ـ عليه أحد فإن وافق وإلا استلحق عليه رجلاً يقبل منه بخفية فإن لم يفعل؛ فيمكن الإنكار ظاهرًا إلا إن كان على أمير ونصحه ولا وافق واستلحق عليه ولا وافق فيرفع الأمر إلينا خُفْية " ( 10 ) .
رد مع اقتباس
  #108  
قديم 2013-07-17, 12:38 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

و الصورة الثالثة : نصيحة السلطان فيما بينه وبين الناصح سرًّا ثم ينشرها بين الناس:


وهذه الصورة محرمة لما يلي :


1- مخالفتها لحديث عياض بن غَنْم – رضي الله عنه - إذ الغرض والمقصود عدم إطلاع الناس عليها لما يترتب عليها من مفاسد .


2- مخالفتها لهدي السلف مع ولي الأمر .


3- لما فيها من الرياء وعلامة ضعف الإخلاص .


4- لما فيه من الفتنة والبلبلة والتفرقة للجماعة .


5- لما فيها من إهانة السلطان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله ) .


قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عثيمين - رحمه الله- : " إذا كان الكلام في الملك بغيبة أو نصحه جهراً أو التشهير به من إهانته التي توعد الله فاعلها بإهانته فلا شك أنه يجب مراعاة ما ذكرناه "(11) - يريد الإسرار بالنصح ونحوه - .


قال الشيخ السعدي - رحمه الله - : " أحذر أيها الناصح لهم على هذا الوجه المحمود ـ أي : سرًّا بلطف ولين ـ أن تفسد نصيحتك بالتمدح عند الناس فتقول لهم : إني نصحتهم وقلت وقلت ؛ فإن هذا عنوان الرياء وعلامة ضعف الإخلاص
وفيه أضرار أخرى معروفة " (12) .
رد مع اقتباس
  #109  
قديم 2013-07-17, 12:41 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

الصورة الرابعة : نصيحة ولي الأمر في غيبته من خلال المجالس والمواعظ والخطب
ونحوها :

و هذه الصورة محرمة لما يلي :

لأنها غيبة و بهتان على ولي الأمر قال تعالى ( وَ لاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ) و أخرج مسلم في الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ؟ قَالَ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ" فنهى الله عز و جل و رسوله - صلى الله عليه وسلم - عن الغيبة و لا شك أن الكلام في و لي الأمر من الغيبة في غيبته إن كان حقاً فإن كان كذباً فهو بهتان .

و لأن هذه الصورة تدخل في القالة بين الناس مما يترتب عليها من الفتنة والبلبلة كما أخرج مسلم في الصحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ : الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ " .

ولأنها تخالف حديث عياض بن غَنْم - رضي الله عنه - في وجوب النصيحة سرًّا .

ولأنها تخالف هدي السلف الصالح في كيفية النصيحة لولي الأمر

ولأنها من باب إهانة السلطان و هي محرمة

ولأنها تؤدي إلى سفك الدماء و إلى القتل كما أخرج ابن سعد في الطبقات عن عبدا لله بن عكيم الجهني أنه قال : لا أعين على دم خليفة أبدًا بعد عثمان !!

فقيل له : يا أًبا معبدٍ أًوَ أًعنت على دمِهِ ؟ فيقول إِني أًعد ذكر مساويه عوناً على دمِهِ ! ". فتأملوا هذا الأثر جيدًا حيث اعتبر أن ذكر مساوئ الحاكم مما يعين على سفك الدماء(13)

قال أئمة الدعوة :" ما يقع من ولاة الأمور من المعاصي و المخالفات التي لا توجب الكفر و الخروج من الإسلام فالواجب فيها مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق و اتباع ما عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس و مجامع الناس واعتقاد أن ذلك من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد و هذا غلط فاحش و جهل ظاهر لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام في الدين و الدنيا كما يعرف ذلك من نور الله قلبه و عرف طريقة السلف الصالح و أئمة الدين " (14) .
رد مع اقتباس
  #110  
قديم 2013-07-17, 12:43 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

و قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - : " بعض الناس ديدنه في كل مجلس يجلسه الكلام في ولاة الأمور والوقوع في أعراضهم ونشر مساوئهم وأخطائهم معرضًا بذلك عمّا لهم من محاسن أو صواب، ولا ريب أن سلوك هذا الطريق والوقوع في أعراض الولاة لا يزيد في الأمر إلا شدة فإنه لا يحل مشكلًا ولا يرفع مظلمة إنما يزيد البلاء بلاءًا ويوجب بغض الولاة وكراهيتهم وعدم تنفيذ أوامرهم التي يجب طاعتهم فيها "(15).
رد مع اقتباس
  #111  
قديم 2013-07-17, 12:47 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

و قال الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى - : " ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة و ذكر ذلك على المنابر لأن ذلك يفضي إلى الانقلابات و عدم السمع و الطاعة في المعروف و يفضي إلى الخروج الذي يضر و لا ينفع " (16) .


و قال الشيخ ابن عثيمين : " الله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان و أن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس و إلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور فهذا عين المفسدة و أحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس كما أن ملء القلوب على ولاة الأمر يحدث الشر و الفتنة و الفوضى و كذا ملء القلوب على العلماء يحدث التقليل من شأن العلماء و بالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها فإذا حاول أحد يقلل من هيبة العلماء و هيبة ولاة الأمر ضاع الشرع و الأمن لأن الناس إن تكلم العلماء لم يثقوا بكلامهم و إن تكلم الأمراء تمردوا على كلامهم و حصل الشر و الفساد .


فالواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاه ذوي السلطان و أن يضبط الإنسان نفسه و أن يعرف العواقب .


و ليعلم أن من يثور إنما يخدم أعداء الإسلام فليست العبرة بالثورة و لا بالانفعال بل العبرة بالحكمة .


و لست أريد بالحكمة السكوت عن الخطأ بل معالجة الخطأ لنصلح الأوضاع لا لنغير الأوضاع فالناصح هو الذي يتكلم ليصلح الأوضاع لا ليغيرها " (17) . )) اهـ ( 18 ) السنة فيما يتعلق بولي الأمة صـ 22 إلى 28 .

نكمل الموضوع غداً إن شاء الله .
الله ينفعنا بما قدمه لنا علمائنا لكى نقرأ ما ننقل .
رد مع اقتباس
  #112  
قديم 2013-07-17, 11:47 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

قال ابن حجر في الفتح : ( وقال عياض : مراد أسامة أنه لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الإمام لما يخشى من عاقبة ذلك بل يتلطف به وينصحه سرًّا ) ( 19 ) .

قال ابن بطال : " قال المهلب : وأما قول أبى وائل : " قيل لأسامة : ألا تكلم هذا الرجل " يعنى عثمان بن عفان ليكلمه فى شأن الوليد؛ لأنه ظهر عليه ريح نبيذ وشهر أمره، وكان أخا عثمان لأمه، وكان عثمان يستعمله على الأعمال، فقيل لأسامة : ألا تكلمه فى أمره؛ لأنه كان من خاصة عثمان، وممن يخف عليه، فقال : قد كلمته فيما بينى وبينه، وما دون أن أفتح بابًا أكون أوّل من يفتحه، يريد لا أكون أوّل من يفتح باب الإنكار على الأئمة علانيةً فيكون بابًا من القيام على أئمّة المسلمين فتفترق الكلمة وتتشتت الجماعة، كما كان بعد ذلك من تفرق الكلمة بمواجهة عثمان بالنكير " ( 20 ) .


قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – في معرض كلامه عن حقوق ولاة الأمر :

" رابعًا :

إبداءُ خطأهم فيما خالفوا فيه الشرع, بمعنى أن لا نسكت, ولكن على وجه الحكمة والإخفاء, ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام إذا رأى الإنسان من الأمير شيئًا أن يمسك بيده, ذكر النصيحة أن تمسك بيده, وأن تكلمه فيما بينك وبينه لا أن تقوم في الناس وتنشر معايبه, لأن هذا يحصل به فتنة عظيمة السكوت عن الباطل لا شك أنه خطأ, لكن الكلام في الباطل الذي يؤدي إلى ما هو أشد هذا خطأ أيضًا, فالطريق السليم الذي هو النصيحة وهو من دين الله عز وجل هو أن يأخذ الإنسان بيده, ويكلمه سرًّا, أو يكاتبه سرًّا، فإن أمكن أن يوصله إياه فهذا المطلوب وإلا فهناك قنوات, الإنسان البصير يعرف كيف يوصل هذه النصيحة إلى الأمير بالطريق المعروف " ( 21 ) .
رد مع اقتباس
  #113  
قديم 2013-07-17, 11:48 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

قال العلامة الفوزان – حفظه الله تعالى - :


" لا نتخذ من أخطائهم مجالًا للتشهير بهم ونزع اليد من طاعتهم، حتى وإن جاروا، وإن ظلموا حتَّى وإن عصوا، ما لمَ يأتوا كفرًا بواحًا، كما أمر بذلك النبي- صلى الله عليه وسلم -، وإن كان عندهم معاصٍ وعندهم جور وظلم؛ فإن الصبر على طاعتهم جمع للكلمة، ووحدةً للمسلمين، وحماية لبلاد المسلمين، وفي مخالفتهم ومنابذتهم مفاسد عظيمة؛ أعظم من المنكر الذي هم عليه، يحصل - في مخالفتهم - ما هو أشد من المنكر الذي يصدر منهم، ما دام هذا المنكر دون الكفر، ودون الشرك .

ولا نقول : إنه يسكت على ما يصدر من الحكام من أخطاء، لا؛ بل تُعالَج، ولكن تُعالَج بالطريقة السليمة، بالمناصحة لهم سرًّا، والكتابة لهم سرًّا .

وليست بالكتابة التي تُكتب، ويوقع عليها جمع كثير، وتُوزّع على الناس، هذا لا يجوز، بل تُكتب كتابة سرية فيها نصيحة، تُسَلّم لولي الأمر، أو يُكَلّم شفويًا، أما الكتابة التي تُكتب وتُصَوَّر وتُوَزَّع على الناس؛ فهذا عمل لا يجوز، لأنه تشهير، وهو مثل الكلام على المنابر، بل هو أشد، بل الكلام يمكن أن يُنسى، ولكن الكتابة تبقى وتتداولها الأيدي؛ فليس هذا من الحق " ( 22 ) .
رد مع اقتباس
  #114  
قديم 2013-07-17, 11:51 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

قال الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله تعالى - : " أنبه على مسألة مهمة ذكرتها عدة مرات، وهي أن هناك فرقًا ما بين النصيحة والإنكار في الشريعة، وذلك أن الإنكارَ أضيقُ من النصيحة، فالنصيحة اسم عام يشمل أشياء كثيرة، كما مر معنا في حديث «الدَّينُ النَصِيحَةُ» ومنها الإنكار، فالإنكار حال من أحوال النصيحة؛ ولهذا كان مقيدًا بقيود وله ضوابطه، فمن ضوابطه أنّ الإنكار الأصل فيه أن يكون علنًا؛ لقوله (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرا فَلْيُغَيّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ) وهذا بشرط رؤية المنكر، وهنا ندخل في بحث مسألة بحثناها مرارًا، وهي أن الولاة يُنكَر عليهم إذا فعلوا المنكر بأنفسهم، ورآه من فُعِل أمامه ذلك الشيء، وعلى هذا يحمل هدي السلف في ذلك، وكل الأحاديث التي جاءت، وهي كثيرة، أكثر من عشرة، أو اثني عشر حديثًا في هذا الباب، فيها إنكار طائفة من السلف على الأمير، أو على الوالي، كلها على هذا الضابط، وهو أنهم أنكروا شيئًا رَأَوه من الأمير أمامهم، ولم يكن هدي السلف أن ينكروا على الوالي شيئًا أجْرَاه في ولايته؛

ولهذا لما حصل من عثمان - رضي الله عنه - بعض الاجتهادات وقيل لأسامة بن زيد رضي الله عنهما:

ألا تنصح لعثمان؟ ألا ترى إلى ما فعل؟

قال: أما إني بذلته له سرًّا، لا أكون فاتح باب فتنة؛ ففرق السلف في المنكر الذي يُفعل أمام الناس كحال الأمير الذي قدّم خطبة العيد على الصلاة، وكالذي أتى للناس وقد لبس ثوبين، وأحوال كثيرة في هذا، فرقوا ما بين حصول المنكر منه أمام الناس علنا، وما بين ما يجريه في ولايته، فجعلوا ما يجريه في ولايته بابًا من أبواب النصيحة، وما يفعله علنًا يأتي هذا الحديث (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرا فَلْيُغَيّرْهُ بِيَدِهِ) مع الحكمة في ذلك؛ ولهذا قال رجل لابن عباس رضي الله عنهما : ألا آتي الأمير، فآمره وأنهاه ؟

قال : لا تفعل، فإن كان؛ ففيما بينك وبينه

قال : أرأيت إن أمرني بمعصية ؟

قال : أما إن كان ذاك فعليك إذن .

فدلّ هذا على أن الأمر والنهي المتعلق بالولي إنما يكون فيما بين المرء وبينه، فيما يكون في وِلايته، وأما إذا كان يفعل الشيء أمام الناس، فإن هذا يجب أن ينكر من رآه بحسب القدرة وبحسب القواعد التي تحكم ذلك " ( 23 ) .
رد مع اقتباس
  #115  
قديم 2013-07-17, 11:54 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

قال الشيخ هشام البيلي – حفظه الله تعالى - :
" عبدالله بن عكيم ماذا قال ؟ قال : ( والله لا أعين على دم خليفةٍ بعد عثمان ). قالوا : يرحمك الله، وهل أعنتَ على دم عثمان؟
قال : ( إني لأعدُّ ذكرَ معايبه من الإعانة على دمه)
أعدُّ ذكر إيه ؟ المعايب فقط! يبئه كيف نذكر المعايب ونقول هذه ليست.. لأ! ( لأعدُّ ذكر معايبه من الإعانة على دمه )
ثم هذا يتنافى مع النصح، ولهذا عبد الله بن أبي أوفى ماذا قال لسعيد بن جمهان لما قال سعيد، لما قال : ألا تنظر ما يصنع السلطان؟ قال : عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع لك فائته في بيته.
ما قال على المنبر!! تذكر معايبه!، والرجل ماذا قال؟ قال : ألا تنظر ما يصنع السلطان؟ ألا ترى ما يصنع السلطان؟ فأخذ بيده، قال: عليك بالسواد الأعظم، فدل هذا على أن ذكر مثل هذا منافي لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-..
إن كان السلطان يسمع منك، فائته في بيته فأعلمه بالذي ترى، فإن استجاب لك وإلا فقد أديتَ ما عليك .
وحديث أسامة بن زيد عند البخاري: إني أكلمه فيما بيني وبينه، لما قالوا له: ألا تنصح لعثمان ؟ قال : إني أكلمه فيما بيني وبينه.. الله!!
وحديث أنس : نهانا كبراؤنا عن إيه؟ من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن إيه يا إخواني؟ عن أن نسبهم وأن نغشهم وأن وأن..
فلا يُذكر ولي الأمر بهذا، إنما تُذكر المعاصي : تتكلم عن التجهم، تتكلم عن الشيعة، تتكلم عن المعاصي، نتكلم عن هذا، وأما ولي الأمر فننصح له، فنكون بذلك قد جمعنا بين النصح لولي الأمر وبين ماذا؟ وبين النصح للناس.
فالنصح للناس : نتكلم عن الجريمة كما تكلم أحمد عن فتنة خلق القرآن، وتكلم أحمد عن كذا وكذا وكذا وكذا.
وللسلطان : وقفنا بين يديه نصحنا، فنجمع بين الأمرين.
أما إنكار المنكر – علنًا - فهذا لا بأس به، ولكن إنكار المنكر إن حصل من السلطان منكرٌ أمامي فأنا أنكر عليه، كما حصل في حديث أبي سعيد الخدري لما أنكر على مَن قدّم الخطبة على الصلاة..
منكرٌ أمامك، لكن ما قام يقول : لا تصلوا وراء فلان! أو حذّر من فلان على الملإ!!
هذا موطن تفطنوا له يا إخواني وإلا عدنا ننقض ما كنا نرد به على أهل البدع والأهواء، كنا نقول : فلان مُهَيِّج سياسة على المنابر، فلان يُهيِّج على الحكام، فلان يفعل كيت، فلان يفعل كيت.
ولهذا نحن ما ذكرنا مثالب السلطان الأول، السلطان الأول عنده مثالب كثيرة جدًا، ما ذكرناها على المنبر، لماذا نذكر مثالب هذا السلطان على المنبر؟!
إننا لنُحَجِّم عواطفنا -وإن رضيت بأشياء- نُحَجِّم عواطفنا، نُمرِّن عواطفنا على اتباع السنة، وإلا هيُقال لنا : طيب المعاصي دية كانت فين؟! ما كان عند فلان معاصي – السابق -؟ لماذا لا تذكرون هذا على المنابر -ما كنتم-؟! وكنتم تعتبرون هذا تهييج سياسي، بل كنتم تعتبرون إن الكلام في النظام القائم أو سلبيات المجتمع وكذا، هذا من التهييج السياسي وليس من منهج أهل السنة والجماعة، فلماذا تعودون تذكرون هذا؟!
فمنهج أهل السنة والجماعة أنهم يفرِّقون بين النصح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والخروج.
أما ( الخروج ) : فنزع اليد من الطاعة، وهذا لا يجوز، لا باللسان، ولا باليد، ولا حتى بالقلب؛ أن تعتقد إنه ليس بإمامٍ لك..
وبين ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر): إنْ وقع منكرٌ أمامك. وهذا العلما اختلفوا فيه، من أهل العلم مَن يقول: يجب عليه أن يُنكِر، ومنهم مَن يقول: لا يجب عليه، ومنهم مَن يفصِّل بين إذا خاف أو لم يخف -خاف على نفسه أو لم يخف -، ثلاثة أقوال لأهل العلم كما ذكر ابن جرير - رحمه الله تعالى - .
وأما ( النصحُّ ) : فإنما يكون سرًا في أمرٍ بلغكَ عن السلطان، فعله السلطان، فتنصحه سرًا كما فعل عثمان، وكما قلتُ لك أثرَ عبدالله بن عكيم (والله لا أعين على دم خليفةٍ بعد عثمان ) .
وكان الصحابة ينهون عن ذلك كما نهى عبدالله بن أبي أوفى نهى عن ذلك، وكما رد أسامة ذلك، وكما رد أنسٌ ذلك..
أي خطبة خطبها أنس عن الحجاج؟! أي خطبة خطبها عبدالله بن عمر عن يزيد بن معاوية؟!
فلنفرِّق -يا إخو اني- بارك الله فيكم- بين الكلام على ما يُحدِثه السلطان في البلد؛ فأنا أتكلم عليه كأحكام شرعية..
منع الحجاب؛ نتكلم عن الحجاب..
حصل دخول شيعة؛ نتكلم عن الشيعة وخطر الشيعة والتحذير من ذلك..
أمرَ السلطان بمعصية؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
لكن هذا شيء والتأدب بآداب الصحابة والتابعين شيء آخر" ( 24 ) .

::: وصفهم بالفجور أو الفسق أو غير ذلك من الأوصاف الردية، والدعاء عليهم علنًا – بتعيينهم – :::
رد مع اقتباس
  #116  
قديم 2013-07-17, 11:55 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

::: وصفهم بالفجور أو الفسق أو غير ذلك من الأوصاف الردية، والدعاء عليهم علنًا – بتعيينهم – :::

يستدلون بأثرين عن الإمام أحمد – رحمه الله تعالى - في محنته.
الأول :
جاء في " السُّنَّة " لأبي بكر بن الخلال :
" أخبرني علي بن عيسى، قال : سمعت حنبلًا يقول في ولاية الواثق : اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبد الله، أبو بكر بن عبيد، وإبراهيم بن علي المطبخي، وفضل بن عاصم، فجاءوا إلى أبي عبد الله، فاستأذنت لهم، فقالوا: يا أبا عبد الله، هذا الأمر قد تفاقم وفشا، يعنون إظهاره لخلق القرآن وغير ذلك، فقال لهم أبو عبد الله: " فما تريدون؟ قالوا: أن نشاورك في أنا لسنا نرضى بإمرته، ولا سلطانه، فناظرهم أبو عبد الله ساعة، وقال لهم: «عليكم بالنكرة بقلوبكم، ولا تخلعوا يدا من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، انظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر، أو يستراح من فاجر» " ( 25 ) .
الثاني :
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى - في البداية والنهاية في ملخص الفتنة والمحنة - والكلام رواية عن البيهقي - : " فلما اقتربوا من جيش المأمون ونزلوا دونه بمرحلة جاء خادم، وهو يمسح دموعه بطرف ثيابه وهو يقول : يعز علي يا أبا عبد الله أن المأمون قد سل سيفًا لم يسله قبل ذلك، وبسط نطعًا لم يبسطه قبل ذلك، وأنه يقسم بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن لم تجبه إلى القول بخلق القرآن ليقتلنك بذلك السيف.
قال : فجثا الإمام أحمد على ركبتيه ورمق بطرفه إلى السماء ثم قال : سيدي غر حلمك هذا الفاجر حتى يتجبر على أوليائك بالضرب والقتل؛ اللهم فإن يكن القرآن كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤنته.
قال : فجاءهم الصريخ بموت المأمون في الثلث الأخير من الليل " ( 26 ) .
***
رد مع اقتباس
  #117  
قديم 2013-07-17, 11:57 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

::: رد الشيخ هشام البيلي – حفظه الله تعالى – على شبهة جواز وصفهم بالفجور أو غيره :::
قال الشيخُ - حفظه الله- في شرحه على كتاب ( مختصر زاد المعاد ) لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -، في الدرس الرابع والأربعين :
فهنا ابن القيم يقول : ( وتَرْك السلام عليهم؛ تحقيرًا لهم وزجرًا )
كيف هذا؟! هل كانوا يحقِّرون كعب بن مالك؟!
قول يا عليّ.. ( وهنا يجيب الأخ عليّ )
أحسنتَ يا علي، أحسنتَ - بارك الله فيك – أحسنتَ .. أحسنتَ. هذا سياق عام، دي قاعدة عامة، فالقاعدة إيه؟
دي قاعدة عامة، والقاعدة العامة هذه دليلها وإن لم تنطبق على أفرادها .
هو أخذَ من هجر النبي لكعب بن مالك وكذا هجْر أصحاب المعاصي والبدع، مع إنه لم يكن كعب مبتدعًا،
وقال : ( تحقيرًا لهم )، هذا بئه بالنقل إلى إيه؟ إلى القاعدة العامة، إن إحنا لما بنهجر أصحاب المعاصي ونهجر وهكذا.. هذا للاحتقار لهم، لكن كعبًا لم يكن ممن يُحتقر؛ لأن كعبًا شعر بذنبه، وتاب إلى الله فلم يكن من هؤلاء .
وعليه نفس الحكم لو وُجد عاصي فهجرتُ أنا فارتدع وتاب وندم، كيف أحتقره ؟!
مثل ما يُقال إيه ؟ الإمام أحمد - رحمه الله تعالى- لما قال له بعض فقهاء بغداد : إن إحنا هنخرج على هكذا،
فقال : ( اصبروا حتى يستريح بر أو يُستراحَ من فاجر )
الله! هو قال المأمون فاجر؟! هو صعد على المنابر وقال المأمون فاجر؟!
إنما دي قاعدة عامة، مثل ما قال أنس - رضي الله عنه - لما اشتكوا له ظلم الحجاج،
فقال : ( اصبروا فلقد سمعتُ النبي يقول : لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه )
ما قال الحجاج هذا شر!، وطلع على المنبر وقال : هذا شر!،
حتى يُقال تُذكر مثالب السلطان، وتُذكر معايب السلطان على المنابر، وهذا ليس فيه الخروج أو التأليب عليه في شيء..
كيف هذا أصلًا ؟! كيف هذا ؟!
هذه قواعد عامة : (اصبروا حتى يستريح بر أو يُستراح من فاجر). قاعدة عامة.
وإلا فهل أحمد خرج على المنبر فقال هذا؟! هاه؟ قال: المأمون فاجر؟! ... "
ثم تكلم الشيخ – حفظه الله - عن الإنكار على الحكام علانية ثم قال بعد :
" أما قول أحمد : (حتى يستريح بر أو يُستراح من فاجر). هذه قاعدة عامة، قاعدة عامة، ولهذا ما قال : حتى تستريحوا من المأمون الفاجر!
ولو افترضنا أنه قال : المأمون الفاجر – مثلًا -، لو افترضنا، فإنما قال لبعض فقهاء بغداد بينه وبينهم، لبعض الفقهاء، لكن ما خطب بذلك على المنابر..
لو افترضنا أن هذا في هذا الباب، لكن ما خطب بذلك على المنابر، فلا يكون حجة في أن نخطب بذلك على المنابر، هذا ليس من هدي الصحابة ولا التابعين كما قال أنسٌ : ( نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
فأرجوا أن تنتبهوا لهذا الموضع جيدًا. طيب " ( 27 ) .
ويؤيد كلام الشيخ هشام – حفظه الله – في أن الكلام عام؛ ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، قال – رحمه الله - :
حدثنا أبو أسامة قال حدثنا الأعمش عن المسيب بن رافع عن بشير بن عمرو قال شيعنا بن مسعود حين خرج فنزل في طريق القادسية فدخل بستانا فقضى الحاجة ثم توضأ ومسح على جوربيه ثم خرج وإن لحيته ليقطر منها الماء فقلنا له أعهد إلينا فإن الناس قد وقعوا في الفتن ولا ندري هل نلقاك أم لا قال اتقوا الله واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر وعليكم بالجماعة فإن الله لا يجمع أمة محمد على ضلالة ) ( 28 ) .

::: الدعاء على ولي الأمر علنًا – بتعيينه – :::

قلت – مستعينًا بالله - :
رد مع اقتباس
  #118  
قديم 2013-07-17, 11:59 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

قلت – مستعينًا بالله - :
يشرع الدعاء على الظالم حاكمًا كان أو محكومًا؛ لكن هل الكيفية واحدة ؟
وما الذي يعود علينا من وراء الدعاء عليهم على رؤوس الأشهاد إلا زيادة حنق الناس تجاه حكامهم ؟
القياس الخاطئ دائمًا ما كان قاتلًا؛ كمثل استدلال أهل التفجير والقتل على باطلهم بحديث :
( يُخسَفُ بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم )، ولا شك أن أقيسة هؤلاء في الجملة؛ تأتي بعد اعتقادهم قبل الإستدلال، وهذه عادة أهل الأهواء، والله المستعان على حماقاتهم !
السؤال الآن :
هل قياسهم الدعاء على ولاة الأمر على المنابر وفي المحاضرات والمجامع بما حصل من الإمام أحمد صحيح ؟
أولًا : هل دعا الإمام أحمد على منبر أو غيره من المواطن التي يجتمع لها الناس ؟
الجواب : لا، وهذا كما يقال " قياس مع الفارق "؛ فالإمام أحمد جعل يدعو حينما أتاه آتٍ يخبره بقسم المأمون على قتله إن لم يجبه إلى القول بخلق القرآن .
ثانيًا : الفتنة أصبحت عامة، واشتد الأمر جدًّا حتى على عامة الناس
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة في مجموع الفتاوى :
" فإن الإمام أحمد ـ مثلا ـ قد باشر (‏‏الجهمية)‏ الذين دعوه إلى خلق القرآن، ونفي الصفات، وامتحنوه وسائر علماء وقته، وفتنوا المؤمنين والمؤمنات ـ الذين لم يوافقوهم علي التجهم ـ بالضرب والحبس، والقتل والعزل على الولايات، وقطع الأرزاق، ورد الشهادة، وترك تخليصهم من أيدى العدو، بحيث كان كثير من أولى الأمر إذ ذاك من الجهمية من الولاة والقضاة وغيرهم، يكفرون كل من لم يكن جهميًا موافقًا لهم على نفي الصفات، مثل القول بخلق القرآن، يحكمون فيه بحكمهم في الكافر، فلا يولونه ولاية، ولا يفتكونه من عدو، ولا يعطونه شيئًا من بيت المال، ولا يقبلون له شهادة، ولا فتيا ولا رواية‏.‏ ويمتحنون الناس عند الولاية والشهادة، والافتكاك من الأسر وغير ذلك‏؛‏ فمن أقر بخلق القرآن حكموا له بالإيمان، ومن لم يقر به لم يحكموا له بحكم أهل الإيمان ومن كان داعيًا إلى غير التجهم قتلوه أو ضربوه وحبسوه " ( 29 ) .
هذا ما جنته عليهم تلك الفتنة المهلكة؛ فهل تجدون هذا يا من تتشدقون بدقة الفهم والنظر ؟!
ثالثًا : الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – إمام أهل السنة، وقد تصدى لفتنة خلق القرآن وليس معه ولا بعده من يقوم مقامه .
قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى - في البداية والنهاية :
" فلما وصل الكتاب كما ذكرنا استدعى جماعة من أئمة الحديث فدعاهم إلى ذلك فامتنعوا، فتهددهم بالضرب، وقطع الأرزاق، فأجاب أكثرهم مكرهين، واستمر على الامتناع في ذلك الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح الجُنْدَيْسابُوري؛ فحملا على بعير، وسيرهما إلى الخليفة عن أمره بذلك، وهما مقيدان متعادلان في محمل على بعير واحد، فلما كانوا ببلاد الرحبة جاء رجل من الأعراب من عبادهم يقال له : جابر بن عامر؛ فسلم على الإمام أحمد، وقال له : يا هذا، إنك وافد الناس، فلا تكن مشئومًا عليهم، وإنك رأس الناس اليوم، فإياك أن تُجيبَ فيجيبوا " ( 30 ) .
وقال أيضًا – رحمه الله تعالى - :
" قال البخاري : لما ضرب أحمد بن حنبل كنا بالبصرة فسمعت أبا الوليد الطيالسي يقول : لو كان هذا في بني إسرائيل لكان أحدوثة .
وقال إسماعيل بن الخليل : لو كان أحمد بن حنبل في بني إسرائيل لكان عجبا.
وقال المزني : أحمد بن حنبل يوم المحنة، وأبو بكر يوم الردة، وعمر يوم السقيفة، وعثمان يوم الدار، وعلي يوم صفين .
قال قتيبة : إن أحمد بن حنبل قام في الأمة مقام النبوة .
قال البيهقي : يعني في صبره على ما أصابه من الأذى في ذات الله، عز وجل .
وقال الميموني : قال لي علي بن المديني بعدما امتحن أحمد، وقبل أن يمتحن: يا ميموني، ما قام أحد في الإسلام ما قام أحمد بن حنبل؛ فعجبت من هذا عجبًا شديدًا، وذهبت إلى أبي عبيد القاسم بن سلام؛ فحكيت له مقالة علي بن المديني؛ فقال : صدق، إن أبا بكر الصديق وجد يوم الردة أنصارًا وأعوانًا وإن أحمد بن حنبل لم يكن له أنصار ولا أعوان؛ ثم أخذ أبو عبيد يطري أحمد ويقول : لست أعلم في الإسلام مثله .
وقال إسحاق بن راهويه : أحمد بن حنبل حجة بين الله وبين عبيده في أرضه .
وقال علي بن المديني : إذا ابتليت بشيء فأفتاني أحمد بن حنبل لم أبال إذا لقيت ربي كيف كان، وقال علي أيضا : إني اتخذت أحمد بن حنبل حجة فيما بيني وبين الله عز وجل؛ ثم قال : ومن يقوى على ما يقوى عليه أبو عبد الله؟ " ( 31 ) .
قلت : هذه النقولات وغيرها تفيدك أيها اللبيب أن أحمد بن حنبل قام مقامًا لم يقوى عليه أئمة زمانه – وهم أئمة راسخون في العلم -، وإن أجاب أجاب الناس، واستحمكت البدعة وانتشرت؛ فكيف يسوون بين دعائه على المأمون في هذا الموقف العصيب وهو كذلك متوعد بالقتل، وهو رأس الناس يومئذ بما يؤصلون له من جواز الدعاء على الحاكم الظالم - علانية -؟
ثم إن القائلين بهذه الأقوال الشاذة الباطلة؛ من فرط جهلهم؛ لا ينضبطون بما تقرر عند أهل العلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – لاسيما إن تعلق بالحاكم -؛
قال ابن دقيق في شرحه على الأربعين النووية : " ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقي وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن منه بلا عذر " ( 32 ) .
أمَّا هؤلاء بأس عندهم أن يقع من كل أحد في كل مكانٍ !، ولستُ أبالغ؛ فهم حتى مواقع التواصل الإجتماعي جعلوها منبرًا لكل جهولٍ مجهولٍ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ! .
وهذا نزولًا على قاعدتهم، وإلا فقد تقدم ما قرره أهل العلم في تلك المسألة – بفضل الله وتوفيقه -،

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شرح مسلم (18/160) .
(2) وعليه يحمل فعل السلف كقصة أبي سعيد الخدري مع مروان أمير المدينة لمّا قدّم الخطبة على الصلاة . انظر صحيح البخاري ( 2/449 رقم956 فتح ) ك العيدين ب الخروج إلى المصلى بغير منبر
(3) المعلوم23 و المعاملة 44 .
(4) تنبيه الغافلين 64.
(5) السيل (4/556) .
(6) نصيحة مهمة 30 .
(7) الرياض الناضرة 50 .
(8) المعلوم 22 .
(9) مقاصد الإسلام ص393 .
(10) نصيحة مهمة 33 .
(11) مقاصد الإسلام 393.
(12) الرياض الناضرة ص50 .
(13) و هذا يفيد أن الخروج يكون بالسيف و يكون باللسان ، بخلاف من يقول : إن الخروج لا يكون إلا بالسيف . فتأمل هذا و احفظه جيداً .
(14) نصيحة مهمة 30 .
(15) وجوب طاعة السلطان للعريني ص23-24 .
(16) المعلوم 22 و المعاملة 43.
(17) المعاملة 32 .
(18) السنة فيما يتعلق بولي الأمة صـ 22 إلى 28 .
(19) فتح الباري لابن حجر ( 13 / 52 ) .
(20) شرح صحيح البخاري لابن بطال ( 10 / 49 ) .
(21) شرح بلوغ المرام، كتاب الجامع، باب الترغيب في مكارم الأخلاق، في شرح حديث" الدين النصيحة " ، شريط رقم 15 - الوجه الأول - من الدقيقة 29 إلى الدقيقة 39 .
(22) (الأجوبة المفيدة صـ 27) .
(23) من شرحه – حفظه الله - لحديث " من رآى منكم منكرًا ... " .
(24) شرح على كتاب ( مختصر زاد المعاد ) لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -، الدرس الرابع والأربعين، تفريغ الأخ أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد المصريّ على أحد المنتديات.
(25) رواه الخلال في السنة [1 /132] وابن مفلح في الآداب الشرعية [1 /221] .
(26) البداية والنهاية ( 14 / 377 ) .
(27) شرح على كتاب ( مختصر زاد المعاد ) لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -، الدرس الرابع والأربعين، تفريغ الأخ أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد المصريّ على أحد المنتديات.

(28) مصنف ابن أبي شيبة ( حديث رقم 37192 ، 7/ 457 ) ، قال ابن حجر في التلخيص الحبير 3/296 : إسناده صحيح، ومثله لا يقال من قبل الرأي .
(29) مجموع الفتاوى ( 12 / 488 ).
(30) البداية والنهاية ( 14 / 397 ).
(31) البداية والنهاية ( 14 / 406 ، 7 ، 8 ) .
(32) شرح الأربعين النووية لابن دقيق – رحمه الله تعالى - صـ 112 .


انتهى الموضوع ولله الحمد
رد مع اقتباس
  #119  
قديم 2013-07-17, 01:04 PM
مسلم عادي مسلم عادي غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-06-11
المشاركات: 56
افتراضي

WOOOOOOOOOOOOOOWWWW!!

أهذا ما تنتظره من زوار هذا الموضوع يا أخي نمر؟؟؟
لم كل هذه الردود و حشو الآيات و الأحاديث؟ لكي يقال انك متعلم و عارف؟ تريد أن تخدع الزوار؟
لم نعد مغفلين كما كنا من نقبل يضحك علينا من طرف علماء آل سعود بليهم لأعناق الآيات و الأحاديث.
كل شيئ واضح الا من أبى و تكبر.
اللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا اجتماعه.
رد مع اقتباس
  #120  
قديم 2013-07-17, 02:11 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

هذه ردود عليك من الكتاب والسنة للقارئ لكي يستفيد

لست محتاج أن يقولوا عنى متعلم بل توصيل الحقيقة للقارئ

وكما قلت من قبل كلامك صح أو كلام العلماء الذين ردو على هذه الأسئلة فى المنتديات الأخرى .

اكتب عربي أستاذ اقرأ ترا رمز الذي داخل فيه يعنى أريد العمل لوجه الله .

تطعن بالصحابى الجليل معاوية رضي الله عنه وتتكلم عن كذبه مقتل عثمان وخروج أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها معركة الجمل ، وتريد منا الصمت لا والله إلا الرد عليك من قول العلماء والمشايخ .

لكى تعرف حجم أسئلتك .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 كحل الاثمد   متاجر السعودية   مأذون شرعي   كحل الاثمد الاصلي   تمور المدينة   شركة عزل خزانات بجدة   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج 
شركة صيانة افران بالرياض  كود خصم   سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   yalla shoot 
 سحب مجاري   translation office near me   كورة سيتي kooracity   زيوت امزويل AMSOIL   ايجار سيارات مع سائق في ماربيا   اشتراك شاهد رياضه   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   ربح المال من الانترنت 
 برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   يلا شوت   يلا شوت   الحلوى العمانية 
 شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   يلا لايف   يلا شوت 
 Yalla shoot   شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   دكتور مخ وأعصاب 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd