جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
من تنازل عن جزء صغير من الاسلام اليوم، سيتنازل عنه كله غداً،
من تنازل عن جزء صغير من الاسلام اليوم، سيتنازل عنه كله غداً، بل و سيصبح من محاربيه!
إِن طبيعة النفس البشرية، أنها كلما اقتربت من المحرمات إِلا و بدأت تُزَينها، و تبحث عن تبريرات للقيام بها، و انتهت بالسقوط في تلك المحرمات، ثم اعتادت عليها و ألِفَتْها، و جعلتها فكرا و منهجا و سلوكا ..... فخذ مثلا المجرمين ذوي الجرائم المتسلسلة كالسُُّّرَّاق أو القَتَلة، فالجريمة الأولى التي يقومون بها تكون عادة الأشد وقعا على انفسهم، و غالبا ما تكون جريمة صغيرة، لكن بعدها تنكسر، شيئا فشيئا، القيود النفسية كلها، و يتلاشي الرادع الداخلي، فتكثر جرائمهم و تصبح أكبر و أعظم، و تصبح منهجا و جزءا من حياة المجرم يستمتع في القيام بها! و لذلك فالله سبحانه، خالق النفس البشرية و العَالِمُ بطبيعتها { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } (سورة الملك)؛ {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (سورة ق)، وضع علاجا وقائيا هاما ليمنع النفس البشرية من الوقوع في المحرمات و من ثم ألفتها، فنهى سبحانه و تعالى ذكره عن مجرد الاقتراب من المحرمات و الفواحش: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (سورة الانعام)؛ {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} ( سورة الإسراء) ..... و لما كان هدف الدعوة للاسلام هو اقامة شرع الله في الارض، فقد حذر الله من الاقتراب من اخطر فعل يمكن ان يقوم به حامل الدعوة ينتهي بانحرافه كل الانحراف عن الطريق و المساهمة في تعطيل شرع الله في الارض بدلا من إقامته، و هذا الفعل الخطير الذي نهى الله حامل الدعوة للاسلام القيام به هو التنازل عن أقل جزء من جزئيات الاسلام، مهما صَغُر! فنظرا لطبيعة النفس البشرية، كما ذكرنا بداية، فمن تنازل عن جزء صغير اليوم، سيتنازل عن كل شيئ غداً! و هذا ما عايشناه فعلا في عديد من الجماعات الاسلامية. فقد بدأت بالقبول بالمشاركة في انتخابات برلمانية تحت أنظمة الكفر، و انتهت بأن اصبحت هي نفسها تحكم بالكفر و تدافع عنه، و اصبحت شرعية الصناديق هي الحاكم و الفاصل، و هي الغاية التي يجوز، بل يجب، التضحية بالنفس من اجلها! و لذلك ساق لنا الله سبحانه في كتابه الحكيم قصة محاولة الكفار كسب تنازلات، و لو جد صغيرة، من رسوله محمد صلى الله عليه و سلم، ليعقب الله على ذلك بِنَصٍّ واضح و صريح بأنه لا يقبل لحامل الدعوة ان يتنازل عن اي شيئ من امر الله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ۖ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ، وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ، إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا } (سورة الإسراء). يقول سيد قطب، رحمه الله، في هذه الاية: [...... يعدد السياق محاولات المشركين مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأولها محاولة فتنته عما أوحى الله إليه ، ليفتري عليه غيره ، وهو الصادق الأمين . لقد حاولوا هذه المحاولة في صور شتى . . منها مساومتهم له أن يعبدوا إلهه في مقابل أن يترك التنديد بآلهتهم وما كان عليه آباؤهم . ومنها مساومة بعضهم له أن يجعل أرضهم حراما كالبيت العتيق الذي حرمه الله . ومنها طلب بعض الكبراء أن يجعل لهم مجلسا غير مجلس الفقراء . . . والنص يشير إلى هذه المحاولات ولا يفصلها ، ليذكر فضل الله على الرسول في تثبيته على الحق ، وعصمته من الفتنة ، ولو تخلى عنه تثبيت الله وعصمته لركن إليهم فاتخذوه خليلا . وللقي عاقبة الركون إلى فتنة المشركين ، وهي مضاعفة العذاب في الحياة والممات ، دون أن يجد له نصيرا منهم يعصمه من الله . هذه المحاولات التي عصم الله منها رسوله ، هي محاولات أصحاب السلطان مع أصحاب الدعوات دائما . محاولة إغرائهم لينحرفوا ولو قليلا عن استقامة الدعوة وصلابتها . ويرضوا بالحلول الوسط التي يغرونهم بها في مقابل مغانم كثيرة . ومن حملة الدعوات من يفتن بهذا عن دعوته لأنه يرى الأمر هينا ، فأصحاب السلطان لا يطلبون إليه أن يترك دعوته كلية ، إنما هم يطلبون تعديلات طفيفة ليلتقي الطرفان في منتصف الطريق . وقد يدخل الشيطان على حامل الدعوة من هذه الثغرة ، فيتصور أن خير الدعوة في كسب أصحاب السلطان إليها ولو بالتنازل عن جانب منها! ولكن الانحراف الطفيف في أول الطريق ينتهي إلى الانحراف الكامل في نهاية الطريق . وصاحب الدعوة الذي يقبل التسليم في جزء منها ولو يسير ، وفي إغفال طرف منها ولو ضئيل ، لا يملك أن يقف عند ما سلم به أول مرة . لأن استعداده للتسليم يتزايد كلما رجع خطوة إلى الوراء! والمسألة مسألة إيمان بالدعوة كلها . فالذي ينزل عن جزء منها مهما صغر ، والذي يسكت عن طرف منها مهما ضؤل ، لا يمكن أن يكون مؤمنا بدعوته حق الإيمان . فكل جانب من جوانب الدعوة في نظر المؤمن هو حق كالآخر . وليس فيها فاضل ومفضول . وليس فيها ضروري ونافلة . وليس فيها ما يمكن الاستغناء عنه ، وهي كل متكامل يفقد خصائصه كلها حين يفقد أحد أجزائه . كالمركب يفقد خواصه كلها إذا فقد أحد عناصره! وأصحاب السلطان يستدرجون أصحاب الدعوات . فإذا سلموا في الجزء فقدوا هيبتهم وحصانتهم ، وعرف المتسلطون ان استمرار المساومة ، وارتفاع السعر ينتهيان إلى تسليم الصفقة كلها! والتسليم في جانب ولو ضئيل من جوانب الدعوة لكسب أصحاب السلطان إلى صفها؛ هو هزيمة روحية بالاعتماد على أصحاب السلطان في نصرة الدعوة . والله وحده هو الذي يعتمد عليه المؤمنون بدعوتهم . ومتى دبت الهزيمة في أعماق السريرة ، فلن تنقلب الهزيمة نصرا ! ](انتهى الاقتباس من "في ظلال القران"). و كما قلنا بداية، فإِن طبيعة النفس البشرية، أنها حين تقترب من المحرمات تسقط فيها، و تألفُها، بل و ينتهي بها الحال لتجعلها فكرا و منهجا و سلوكا .... لذلك حين يتنازل حامل الدعوة عن شيئ، أي شيئ، من دينه، فانه يبدأ في البحث عن تبريرات لتلك التنازلات، فتكون النتيجة فِقْهاً مبتدعا، اصبح معروف بفقه التنازلات. و قد اصبح فقه التنازلات هذا دين كثير من العلماء و الدعاة، و كثير من الجماعات الاسلامية، يستخدمونه لتبرير مشاركتهم في مجالس تشريعية تشرع بغير ما أنزل الله و المشاركة في حكومات تحت أنظمة كفر، و تبرير سن قوانين و دساتير كفر ، و تبرير القبول بالاستعانة بالكفار و التحاكم اليهم ...... .. |
#2
|
|||
|
|||
شكرا وجزاك الله خيرا
والحقية أن زاوية الانفراج تبد أ صغيرة ولكن كلما أوغلت بعدت عن الدين بعدا شاسعا ومن اعتاد على بيع جزء من دينه امام عرض زائل ، فالشاري يكتشف هذا الضعف في الدين ولا بهمه أن ينفق مالا أكثر في سبيل سلخ هذا البائع لبعض دينه عن دينه كله ! وكم من مستهتر وجد نفسه في سخط الله عز وجل . ويقول الله تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الأعراف:175، 176]. |
أدوات الموضوع | |
|
|