اللعن عند الرافضة

[موحد مسلم]

دوما يعترض الرافضة على السنة في اللعن وان رسول الله لم يلعن أحد وان ما ورد في كتبنا ليس صحيح لكن هو مختلق او هو صحيح من حيث ان الرسول لعن لكن نحن جعلناه بمعنى اخر

هم يقصدون هذه الرواية ((اللهمَّ إنَّما محمَّد بشَر يغضُب كما يغْضَب البَشَر، وإني قدِ اتخذتُ عندك عهدًا لن تخلفنيه، فأيّما مؤمِنٍ آذيتُه أو سببتُه أو جلدتُه فاجعلْها له كفَّارةً وقُربة تقرِّبه بها إليك يومَ القيامة)).



وكلهم على لسان واحد يقولون : المسلمين الشيعة لا يأخذون بهذه السنة النبوية المكذوبة التي تتهمون بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم·

هذه كلمتهم مع ان كتبهم فيها اكثر من هذا ولكن هذه حالنا مع المذهب الجعفري ، وهي مسألة أن المذهب الجعفري يدعوا للعن والسِباب والشتم والعياذ بالله , ولا إشكال عندنهم في ان مسألة اللعن مبدأ إسلامي ثم يسترسل في كذبه و يذكر الاحاديث التي عندنا ويجادل فيها ويترك كتبه التي تنص على وجوب السب والشتم واللعن



أولا: وجوب السب والشتم

وهذه المواضيع يثيروها لا دفاعا عن الرسول لكن فقط من باب المشاغبة ونحن نعلم جيدا ان مذهبهم قام على السب والشتم واللعن فهو عقيدة، فكل دجال رافضي وكذاب كقومه الرافضة بل كذاب مثل الائمة الذين يدعون عصمتهم، لماذا لان هناك اصلا فرق بين السب والشتم واللعن فهم يجيزون اللعن لكن يقولون نحن لا نسب لان السب والشتم قلة ادب، مع ان هذا القول مردود عليهم فكتبهم تجيز هذا

انظر كمثال فقط ماذا يوجد لديهم: جواز سب أهل البدع والضلال :

((لقد دلَّ الدليل على جواز سب أهل البدع والضلال. كما في صحيحة داود بن سرحان في (الكافي 2: 375) عن الامام الصادق (ع) قال: (قال رسول الله(ص): إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة.))

ولا أدرى كيف يكون هذا القول صحيحا مع انهم ملتزمون بالتقية فما ذكر اعلاه لا يتفق مع التقية



ثانيا وجوب اللعن

ما مر أعلاه كان بالنسبة للسب والشتم لكن اللعن و ما اكثره عندهم وانظر كتبهم بل اختر اي كتاب عشوائيا بدون تحديد ، ستجد لعنا فيه كمثال: علي بن ابي طالب خطب الاشعث منه ابنته فقام يلعنه

قول علي - عليه السلام - للأشعث بن قيس حين خطب إليه ابنته : قم لعنك الله حائكا فلكأني أجد منك بنة الغزل ، وفي رواية قال له الأشعث بن قيس : ما أحسبك عرفتني يا أمير المؤمنين ; قال : بلى وإني لأجد بنة الغزل منك ، أي ريح الغزل ، رماه بالحياكة ، قيل : كان أبو الأشعث يولع بالنساجة . والبن : الموضع المنتن الرائحة .



فلم يكتفي علي بلعن الرجل مع انه سيد قومه لكن رماه بالحياكة ولا يهم هذا انما الذي يهم هو ما السبب الموجب للعن

وايضا لعن ابن الكواء فقال حينما سأل أمير المؤمنين(ع) وهو على المنبر: يا أمير المؤمنين ما الهدى؟ قال: (لعنك الله ما الهدى تريد ولكن العمى تريد.. الخ).

وهذه من الروايات التي يحتجون بها على جواز اللعن ولاحظ انها صادر عن اول الائمة علي بن ابي طالب اللعان.



فهل هذا امام هم يقولون أنتم تنتقصون او تكذبون على الرسول وهو لم يفعل ان لعن أحد فنقول لهم لماذا علي يلعن أصلا من خطب ابنته، ولماذا الائمة ايضا يلعنون ولما بالذات يلعنون ابو بكر وعمر

وهم بلعنهم هنا يقولون: فنحن لا نلعن أحداً من الصحابة ألا من لعنه الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز أو لعنه الرسول العظيم (ص) وأهل بيته الميامين (عليهم السلام) في السنّة الشريفة.

حسنا الرسول لعن فكيف تنكر هذا وال البيت لعنوا ايضا فلما تنكر ايها الدجال هذا

ولو اردت مزيدا من الروايات التي توضح ان اللعن عندهم هو اساس مذهبهم نضيف لك هذه الروايات نقلا عن من لعنه الله وحطه الكركي في نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت ص5

(( اللعن قد يكون عبادة بالنسبة إلي مستحقيه كالصلاة فإنها عبادة بالنسبة إلي مستحقيها , وكما يترتب الثواب علي القسم الثاني كذا يترتب علي القسم الأول إذا وقع في محلة ابتغاءاً لوجه الله تعالي ))



ومثله الجزائري يقول في الانوار النعمانية ((واعلم انه قد ورد الخلاف هنا أيضا. وهو أن المؤمن إذا لعن من يستحق اللعن من ظالمي أهل البيت وغيرهم فهل يكون اللعن مما يزيد في عذابهم أم أن الله سبحانه وتعالي قد بلغ بهم إلي أقصى دركات العذاب بحيث يكون اللعن لا يزيدهم عذابا إنما يزيد المؤمن توابا، والأولي - بل هو المستفاد من الاخبار - أوضحية القول الأول))



ومع انهم يلعنون كل الصحابة الا ان لهم دعاء خاص بلعن سيدنا أبو بكر وعمر ويسمونهما دعاء صنمي قريش

ننقل لك منه : .. فقال الكميت ، يا سيدي أسألك عن مسألة .

وكان متكئا فاستوى جالسا وكسر في صدره وسادة ، ثم قال : سل .

فقال : أسألك عن الرجلين ؟

فقال - أبو عبد الله عليه السلام - : يا كميت بن زيد! ما أهريق في الإسلام محجمة من دم, ولا اكتسب مال من غير حله، ولا نكح فرج حرام, إلا وذلك في أعناقهما إلى يوم القيامة، حتى يقوم قائمنا، ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما) .

مع انه معلوم يقينا ان بني هاشم على مذهب زيد بن علي في تعظيم أبو بكر وعمر الا من شذ منهم والشاذ لا حكم له



ومن كتبهم أيضا نجد ان الائمة لهم ادعية خاصة بهم فمثلا الامام الرضا ورد عنه انه كان يدعو في سجدة الشكر

فقال: من دعا في سجدة الشكر بهذا الدعاء كان كالرّامي مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر:

اللهم العن اللذين بدّلا دينك، وغيّرا نعمتك، واتّهما رسولك صلى الله عليه وآله وسلم، وخالفا ملّتك، وصدا عن سبيلك، وكفرا آلائك، وردّا عليك كلامك، واستهزءا برسولك، وقتلا ابن نبيك، وحرفا كتابك، وجحدا آياتك، وسخرا باياتك، واستكبرا عن عبادتك، وقتلا أوليائك، وجلسا في مجلس لم يكن لهما بحق، وحملا الناس على أكتاف آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.



اللهم العنهما يتلو بعضهم بعضا، واحشرهما وأتباعهما إلى جهنم زرقا. اللهم انا نتقرب اليك باللعنة لهما، والبرائة منهما في الدنيا والآخرة.

اللهم العن قتلة أمير المؤمنين، وقتلة الحسين بن علي، وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، اللهم زدهما عذابا فوق عذاب، وهوانا فوق هوان، وذلا فوق ذل، وخزيا فوق خزي.

اللهم دُعّهما في النار دَعّاً، واركسهما في اليم عقابك ركسا. اللهم احشرهما واتباعهما إلى جهنم زمرا.

اللهم فرّق جمعهم، وشتت امرهم، وخالف بين كلمتهم، وبدّد جماعتهم، والعن ائمتهم، واقتل قادتهم وسادتهم وكبرائهم، والعن رؤسائهم، واكسر رايتهم، والق البأس بينهم، ولا تبق منهم ديارا.

اللهم العن ابا جهل والوليد، لعنا يتلو بعضه بعضا، ويتبع بعضه بعضا. اللهم العنهما لعنا يلعنهما به كل ملك مقرب، وكل نبى مرسل، وكل مؤمن امتحنت قلبه للايمان، اللهم العنهما لعنا يتعوّذ منه اهل النار.

اللهم العنهما لعنا لم يخطر لاحد ببال، اللهم العنهما في مستسرِّ سرّك، وظاهر علانيتك، وعذبهما عذابا في التقدير، وشارك معهما ابنتيهما واشياعهما ومحبيهما ومن شايعهما، إنك سميع الدعاء وصلّى الله على محمد وآله اجمعين.



فكما ترى ان اللاعن الرفضي هنا لديهم هو من اهل بدر وزادوا فقالوا من لم يلعن ابو بكر وعمر لا يجوز الصلاة خلفه

رواها شيخ طائفتهم من حطه الله ولعنه محمد بن الحسن الطوسي في كتابه ( تهذيب الأحكام ) ( 3 / 28 ) وصدوقهم ابن بابويه في كتابه ( من لا يحضره الفقيه ) ( 1 / 380 ):[ وعنه عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن إسماعيل الجعفي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام رجل يحب أمير المؤمنين عليه السلام ولا يبرأ من عدوه ويقول هو أحب إلي ممن خالفه فقال : هذا مخلط وهو عدو لا تصل خلفه ولا كرامة إلا أن تتقيه ].



اكتفي بهذا والباب فيه زيادة ويمكن ايراد الكثير من اقوالهم التي تؤكد ان نقدهم واعتراضهم على الحديث السابق الذكر عن لعن الرسول لبعض الناس ليس حبا في الرسول انما لكون هذا اللعن من الرسول صار اجرا لمن لعنه الرسول فهم يريدون ان يجعلوا المؤمن والكافر سواء اي من لعنه الرسول من المؤمنين والكافرين سواء فقط