أنصار السنة  
جديد المواضيع





للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 محاسب قانوني   Online quran classes for kids > K- 2542911 >
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > الفرق الإسلامية > المعتزلة | الأشعرية | الخوارج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2011-05-23, 12:01 AM
ابو عبد الرحمن الدوسي ابو عبد الرحمن الدوسي غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-19
المشاركات: 315
افتراضي نصيحه واجبه للقاعده

[SIZE="4"]
كلاااااااااااام في الصميم
هذه النصيحة دعوة لـ«القاعدة» لتغيير خطتها... وتعديل منهجها
لاشك عندي في أن معظم الحركات الإسلامية وقياداتها وعلمائها يخالف «القاعدة» في النهج الذي اختارته منذ إعلانها تشكيل «الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين» عام 1998م، وأيضاً لا يوافقون على أفعالها أو غزواتها -حسب تعبير «القاعدة» الأثير عندها-، كما أن أهل العلم منهم يدركون أكثر من غيرهم الأخطاء الشرعية التي اشتملت عليها «غزوات القاعدة»، فضلاً عن إدراك الجميع للأخطار الفادحة التي جلبتها هذه الغزوات على الأمة وعلى التيار الإسلامي.

لكن يبدو أن القطاع الأكبر ممن لا يوافقون «القاعدة» على ما ذهبت إليه، قد اكتفى بمجرد إعلان عدم مسؤوليته وعدم موافقته على هذه الأعمال من دون أن يتطرق إلى ما وراء ذلك من نصح واجب وبيان حازم لأخطاء وأخطار هذه الأعمال إما خوفاً من أن يتهم بموالاة الأميركيين والأنظمة الصديقة لهم، وإما شماتة في الأميركيين وتشفياً منهم، وإما لأن الوقت -في عرف الناس- غير ملائم لتوجيه مثل هذا النصح والبيان.


فـ«القاعدة» وقادتها في أزمة شديدة وليس من اللائق تعداد أخطائهم في مثل هذا الظرف، فضلاً عن أن السهم قد خرج من كبد القوس ويصعب، أو يستحيل، أن يصغى قادة «القاعدة» لنصح ناصح أو بيان عالم، بعد أن قطعوا شوطاً طويلاً وبعد أن فقدوا الكثير وبعد أن صار الطريق أمامهم مسدوداً. فـ«القاعدة» مستهدفة سواء مضت في طريقها أم توقفت، والشيخان أسامة بن لادن وأيمن الظواهري هما المطلوبان الأولان لأجهزة المخابرات العالمية كلها، لا الأميركية فحسب.

هذه المبررات كلها -رغم ما يبدو من وجاهة في بعضها- لا تصلح سبباً كافياً ولا عذراً وافياً يمنع أهل الدين والعلم من بيان ما أخطأت فيه «القاعدة» ومحاولة إصلاحه ونصح القائمين به لتغيير خطتهم وتعديل منهجهم.

وبيان ذلك أن «القاعدة» وقادتها وإن كانوا في مأزق شديد إلا أنهم قد وضعوا الأمة عامة والحركات الإسلامية خصوصا في مأزق أشد، وإذا كان مأزق قادة «القاعدة» قد ينتهي باستشهادهم -وهم يحرصون عليها- فإن مأزق الأمة سيظل بل ويتأزم أكثر مع مرور الوقت، لذا لابد من التفكير في علاجه وإزالة أسبابه قبل التفكير في مراعاة «القاعدة» أثناء محنتها بالكف عن بيان خطئها.

كما أن الشماتة في الأميركيين لا تمنع خطراً متوقعاً ولا تدفع خطراً واقعاً، وكيف وقد أدركوا ثأرهم وجعلوا ثمن البرجين هو احتلال بلدين والبقية ستأتي كما يبشرنا المحافظون الجدد.

نهج تدميري

ليس المطلوب من أهل الدين والعلم مجرد تبرئة الذمة ببيان مقتضب عن عدم المسؤولية، فهم معنيون أكثر من أي شخص آخر بمستقبل هذه الأمة والمصالح العليا لها، وهم المعنيون قبل غيرهم بتقويم أخطاء «القاعدة» وكفها عن الاسترسال فيها، وتبصيرها بعواقب الاستمرار في نهجها المدمر، وتبصير غيرها بمخاطر ذلك وأخطائه حتى لا ينساق آخرون وراءها.

نعم أخطأت «القاعدة» وإن لم تستطع الأمة عامة، خصوصا أهل العلم والبيان، كفها عن الاستمرار في أخطائها، فسوف ندفع أثماناً غالية. وقد دفعنا بالفعل بعض أقساط الثمن في أفغانستان والعراق وفي غوانتانامو، ودفعنا بعضها من مناهج التعليم وغير ذلك، وسيكون سكوتنا كارثة خصوصا عندما تنشأ أجيال جديدة فلا تسمع إلا دوي تفجيرات «القاعدة» ولا ترى إلا مشاهد الظلم الأميركي فتحسب أن طريق نصرة الدين في الاستمرار في نهج «القاعدة» التدميري، فيزيد البلاء وتتتابع الخسائر وتعظُم المفاسد. كل هذا وأهل العلم والديانة صامتون خوفاً من أن يتهموا بالجبن أو مراعاة للشيخين المحاصرين المطلوبين أو شماتة في أميركا وحلفائها.

لحظة تأمل

كما أنه لا ينبغي أن نستسلم لليأس اعتقاداً بأن «القاعدة» لن تستجيب لنصح ناصح ولن ينفعها بيان عالم، فإن هذا إغراق في إساءة الظن بهؤلاء الفتية وقادتهم. وما أعرفه جيداً ويعرفه أيضاً كثيرون غيري عن الأخوين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري أنهما- فضلاً عن طيب عنصرهما وحسن منبتهما- من أهل الديانة، وأنهما صادقان في محبة الدين والرغبة في نصرته وإعلاء شأن الأمة ورفع راياتها وتحقيق المصالح المشروعة ودرء المفاسد الممنوعة. أحسبهما كذلك ولا أزكي على الله أحداً، ومن كان هذا حاله وتلك نيته فلن نعدم منه لحظة تأمل صافية ومراجعة صادقة للنفس تدله على أن اجتهاده الأول الذي عمل على ضوئه لم يكن صحيحاً، وأنه لا يحقق المصالح ولا يدرأ المفاسد، بل يضيع ما هو قائم بالفعل من عُرى الدين المتبقية، فضلاً عن اشتماله على مفاسد أخرى عديدة وتضمنه مخالفات شرعية، ومن ثم يستشعر أنه مطالب -شرعاً- أن يوقف العمل وفق هذا الاجتهاد غير الصحيح وينتقل إلى ما قد صح عنده بعد إعادة النظر والتأمل.

وهكذا حال أهل الدين والعلم في سلف الأمة وخلفها، فإنهم جميعاً مجمعون على أنه لا عصمة لأي منهم وأن من بان له خطأ قول قد قاله باجتهاد، فإن عليه الرجوع عنه إلى ما صح عنده ثانياً.

مفاسد «القاعدة»

ولا أظن أن الشيخين قائدي «القاعدة» يعتقدان في أنفسهما العصمة أو يسوغان لأنفسهما أو لغيرهما الاستمرار في العمل باجتهاد بانت مفاسده وآثاره السلبية على الأمة والملة.

نعم قد يتمتعان بإرادة التحدي وعزيمة الاستمرار، لكن هذا إنما يحمد أو ينفع حيث يكون الاستمرار محققاً للمقصود مع نوع مشقة وعناء ونصيحة... هنا تكون الإرادة القوية والعزيمة الصلبة مطلوبة كي لا ينكسر العبد أمام صعوبات الطريق.

لكن عندما لا يكون الاستمرار محققاً للمراد بل يكون محققاً لعكسه، فإنه يكون نوعا من العناد والمكابرة، وأظن أن الرجلين يعرفان ذلك جيداً، وأظن أنهما قد أدركا بعض مفاسد ومخاطر وأخطاء الطريق الذي سلكته «القاعدة».

وأظن أنهما وغيرهما من قادة الجماعات التي سلكت الدرب نفسه خلف «القاعدة» كالجماعة الإسلامية بأندونيسيا، في حاجة إلى نصح صادق ومشورة مخلصة من جميع المنتسبين إلى العلم والدين، وأنهم مطالبون بأن ينصتوا جيداً لنصح الناصحين، خصوصا أن آثار أفعالهم تتعدى أشخاصهم وجماعاتهم لتنعكس على الأمة كلها.

من هذا المنطلق كتبت هذه الصفحات، داعياً كل من يملك القدرة على المشورة ألا يتخلف عن المشاركة في مناقشة القضايا التي طرحتها «القاعدة» وعملياتها سواء في بلاد الكافرين أم في بلاد المسلمين.

وسوف أجعل مناصحتي موزعة على أربعة عناوين رئيسية أراها في حاجة إلى نظر وتأمل:

الأول: «القاعدة» واستحداث نوع جديد من القتال في بلاد المسلمين.

الثاني: «القاعدة» تستلب الإمامة وتهدر الأمان.

الثالث: الغلو في الجهاد.

الرابع: مسألة «التترس» واستباحة دماء المسلمين في ديارهم.

ثم في النهاية خاتمة ونصيحة.

عرفت بلاد المسلمين -منذ أن صار لهم دار ووطن- نوعين أساسيين من القتال، إما القتال دفاعاً عن هذه الديار ضد معتدٍ من الخارج يبغي احتلالها وإضاعة شرائع الإسلام القائمة فيها، أو ضد باغٍ داخلي يريد سلب السلطة من الأئمة، أو ضد فئة من أبناء الدار أيضاً من أهل الابتداع أو من الفساق الممتنعين عن شرائع الدين بالقوة والشوكة. وواضح أن هذا النوع من القتال بشتى صوره يكون تحت راية الإمام أو بإذنه المباشر أو على أقل تقدير برضاه... وإما أن يكون القتال خروجاً على هذا الحاكم لخلعه وإزالة سلطانه. وقد أذن الشرع في هذا القتال في حالة واحدة قال عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم: «أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان».

بعض الحركات الإسلامية -ومنها «القاعدة»- قد استحدثت نوعاً جديداً من القتال أزعم أنه لم يكن معروفاً من قبل في أمتنا كما أزعم أنه لا يجوز، لأنه لا يفضي إلى المقصود، كما أن مفاسده تكون ضخمة جدا... وهذا بيان لما قلته والتدليل على ما زعمته.

السعودية هدفاً

القتال الذي أشعلته «القاعدة» بعمليتها التفجيرية في «الرياض» التي تكررت مرات-كمثال- لا هو قتال تحت راية الإمام ولا بإذنه ولا رضاه ولا هو قتال لخلع هذا الإمام -بغض النظر مؤقتاً عن مدى مشروعية ذلك إذ ليس هذا غرضنا الآن- وإنما هو قتال رغم أنف الإمام موجه أساساً ضد رعايا دول أخرى موجودين بإذن هذا الإمام وتحت حمايته على الأراضي السعودية.

وهو يفضي لا محالة إلى وقوع قتال بين الإمام وأعوانه وجنوده من جانب، و«القاعدة» على الجانب الآخر، وهذا ما حدث بالفعل وتحول القتال من أن يكون بين «القاعدة» والأجانب الموجودين بالسعودية إلى قتال بين «القاعدة» والسلطات السعودية.

والذي نعرفه من العقل أنه إما أن تكون السلطات السعودية في عرف «القاعدة» لا يصح الخروج عليها شرعاً، وإما أن يكون الخروج عليها واجباً شرعاً، ولا ثالث لهذين الاحتمالين، فإن كان لا يصح الخروج عليها فلا تصح تفجيرات الرياض لأكثر من سبب، والذي يهمنا منها الآن سبب واحد وهو أن هذه التفجيرات ستؤدي لا محالة إلى اقتتال بين القائمين بها وطائفتهم وسلطة مَنَعَ الشرع مقاتلتها.

وهناك أسباب أخرى لمنع مثل هذه التفجيرات سيأتي بيانها، إن شاء الله، تباعاً في مواضعها الملائمة.

أما إن كانت «القاعدة» تبيح الخروج على السلطات السعودية ذاتها -وهو شيء غريب لو كان هو مذهبها حقاً- فإما أن تكون «القاعدة» قادرة على هذا الخروج وإما لا. فإن كانت قادرة فلماذا لم تفعل وهي تعتقده واجباً شرعياً؟ وإن لم تكن قادرة فلماذا تستثير السلطات السعودية بما يفضي إلى قتال هي عاجزة عنه وغير قادرة على تحمل تبعاته؟ ولماذا تجر على العباد والبلاد فتناً وشروراً وتجر على أتباعها حرباً وبلاءً؟

وقد قال الفقهاء: إنه إذا وجب الخروج على الحاكم -لكفره أو تغيير الشرع- فمن عجز عنه هاجر، ولم يقولوا: إن عجزت عنه فعليك بمناوشته ومناكفته بالقوة حتى تجر على نفسك وأتباعك الضرب والحرب والبلاء والعناء من دون أن تحقق شيئاً من أهدافك، فسرعان ما يتم القضاء على تلك الخلايا -نائمة كانت أو مستيقظة- تحت ضربات أجهزة أمن داخلية وبمعونة استخبارات الدول التي استهدفت رعاياها.
«القاعدة» لا يعادي الغرب.

لو كان رهان قادة «القاعدة» على أن انتشار هذه العمليات في طول الأرض وعرضها كاف لزعزعة استقرار بعض الحكومات وسقوطها في يد الإسلاميين أو لإجبار الدول الغربية وتحديداً -أميركا- على تغيير سياستها حيال «القاعدة» فإنهم- أي قادتها- يكونون مخطئين خطأ شديداً فإن الحكومات لا تسقط إطلاقاً، لأن مئات أو آلاف الأجانب قتلوا على أرضها، وحتى لو كانت مثل هذه التفجيرات تؤدي إلى سقوط حكومات فإن القوى الخارجية التي تستهدف القاعدة رعاياها ستدعم هذه الحكومات بكل ما تستطيعه ولو أدى الأمر إلى تدخلها بالجيوش لمنع هذه الحكومات من السقوط، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه. فإن كانت «القاعدة» لم تستطع حماية الحكم الإسلامي في أفغانستان بضعة أيام في وجه الهجمة العسكرية الأميركية... فهل ستقدر على إسقاط أنظمة وإقامة أنظمة مكانها موالية لها؟

لكن الهدف الحقيقي لـ«القاعدة» ليس إسقاط أنظمة بل هو -كما تعبر عنه كلمات قادتها- إجبار الولايات المتحدة على تغيير سياستها حيال «القاعدة» تحت ضغوط شعبها الذي ستؤرقه كثيراً فداحة الخسائر التي ستلحقها به «القاعدة» ومن سلك مسلكها، وهذا الهدف بهذه الوسيلة ظهر جليا في كلمة الأخ أيمن الظواهري التي أذيعت في الذكري الثانية لأحداث سبتمبر، فهو يقول للشعوب الغربية إنه لا يستهدف عداوتهم، ولكن من مد يده بالأذى فسوف تقطعها له «القاعدة»، ثم هو يصيح بالحكومة الأميركية أن تعترف بخسائرها الحقيقية في العراق وأفغانستان ثم هو يتعهد بمواصلة الجهاد، ومن قبل كان قد صدر كتاب عن تفجيرات الرياض قالت فيه «القاعدة»: إن العمليات مستمرة.

وبشّرت الدول التي لم تقع فيها تفجيرات بعد بأن دورها سيأتي لا محالة، مع تأكيدها البشرى للدول التي نالت نصيبها بأنها ليست في مأمن من تكرار المحاولة.
نصر بعيد المنال.

لا أدري حقيقة كيف غاب عن الأخوين قائدي «القاعدة» أن هذا الطريق الذي يحثان الحركات الإسلامية والشباب المسلم على سلوكه لا يفضي إلى المطلوب بل يفضي إلى عكسه تماماً؟

فإن كل بلد ستفلح «القاعدة» أو المتأثرون بنهجها في القيام بعمليات عسكرية فيه ستستنفر كل أجهزته الأمنية والإعلامية وغيرهما للقضاء على من قام بهذه الأعمال، وستكون النتيجة النهائية أن تتحول بلاد العالم كلها إلى ساحات حرب ضد «القاعدة» وأتباعها.

ولا يوجد إنسان عاقل يجترئ على القول إن هناك احتمالاً ولو ضعيفاً أن تكسب «القاعدة» ومن استجاب لها هذه الحرب المفتوحة، وستؤول الأمور إلى ضعف تدريجي لـ«القاعدة» ثم النهاية المعروفة، هذه واحدة.

أما الثانية، فإن الولايات المتحدة ورعاياها سيكونون بعد قليل من بدء تطبيق «القاعدة» لخطتها في مأمن لانشغال التنظيم بمقاتلة الحكومات والأنظمة التي وقعت على أراضيها عمليات ضد الرعايا الأميركيين وغيرهم. وهذا ما يحدث الآن في السعودية فالقتال والمناوشات دائرة بين الشرطة السعودية وخلايا «القاعدة».

أما الأمر الثالث الذي يمنع «القاعدة» من جني ثمار خطتها، فهو أفعال «القاعدة» ذاتها واستراتيجية عملها.. فإن غزوة «مانهاتن» كما يسمونها أسفرت عن وقوع أكثر من ثلاثة آلاف قتيل في عقر الدار الأميركية، وبالتالي فلا قيمة لأي تضحيات أخرى يدفعها الأميركيون خارج أراضيهم طالما أن الأمور ستتجه في النهاية نحو تأمين الداخل الأميركي، ولو افترضنا أن «القاعدة» أفلحت في الإفلات بعملية أخرى إلى الداخل الأميركي فلن تؤدي هذه إلى تثوير الشعب على الحكومة اليمينية هناك، بل ستؤدي إلى تقوية نفوذ المحافظين الجدد وإعطائهم صلاحيات أوسع وتفويضاً أشمل للعمل على القضاء على الخطر الذي يتهدد الداخل الأميركي.

المحافظون الجدد والرقص طرباً

يتعجب المرء عندما يسمع الشيخ أيمن الظواهري يستحث الحكومة الأميركية على إعلان خسائرها الحقيقية في أفغانستان والعراق، هب يا سيدي أنهم عدة آلاف أنسيت أنكم قتلتم ثلاثة آلاف مدني في ساعة واحدة، وأنكم توعدتم بغزوة أخرى في عقر الدار الأميركية تنسيهم «غزوة مانهاتن» فأي قيمة بعد ذلك لألفي قتيل أو أكثر من العسكريين يموتون خارج الحدود دفعاً لعدو يتربص بالمدنيين ويقتلهم بالآلاف.

بل الحق أن «غزوة مانهاتن» كانت الفرصة السانحة التي رقص لها المحافظون الجدد في أميركا طرباً ووجدوا فيها ضالتهم المنشودة لتحقيق مطامعهم عبر مخططات رهيبة كانوا بالفعل يعدون خطوطها العريضة لكن لا يستطيعون تنفيذها لفرط بشاعتها ولكلفتها السياسية والمادية والبشرية التي لا يسمح الشعب الأميركي بدفعها، حتى أخطأت «القاعدة» خطأها الفاحش في «مانهاتن»، والتقط اليمين الأميركي الفرصة وضللوا الرأي العام الداخلي وأرعبوه وخوفوه حتى أعطاهم تفويضاً كاملاً بفعل ما يريدونه ثم انطلقوا يبتزون العالم كله ويرهبونه حتى ما عاد أحد قادراً على إيقاف مخططهم المجنون.

وليس الأمر كما قال الشيخ أسامة بن لادن أخيراً: من أن هذه المخططات كانت ستنفذ سواء وقعت أحداث سبتمبر أم لم تقع، فهذا مجرد اعتذار منه يريد به تخفيف آلامه النفسية لشعوره بأنه هو المسؤول الأول عما حدث سواء في أفغانستان أو غيرها. ونحن نقدر الظرف النفسي الدقيق الذي يمر به الرجل، لكن هذا لا يمنعننا من أن نبين له خطأ حساباته لا لوماً على ما مضى، بل حذرا من تكرار الخطأ ، فإن الرجل على ما يبدو عازم على تكرار فعلته إذا استطاع وسنحت له الفرصة ظاناً أن إحداث نكاية أكبر في مرة قادمة كاف لاسترداد ما ضاع أو لوقف مسلسل الخسائر على الأقل، وهذا غير صحيح بالمرة، فإن كل قتيل مدني أميركي أو غربي يسقط في بلده أو غيرها من بلاد العالم الإسلامي سيؤدي إلى زيادة نفوذ اليمين الأميركي وإلى إطالة أمد التفويض الممنوح له من الشعب الأميركي لاجتثاث مصادر الخطر.

ولنا فيما حدث بعد مانهاتن عبرة، فلماذا يصر بعضنا على أن يلدغ من جحر مرات ومرات، وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين».

علامة تعجب!

إذا تأملنا جيداً في عواقب التفجيرات التي تقوم بها «القاعدة» وأخواتها في بلاد العالم الإسلامي، لاكتشفنا أن هذه العمليات لا مستقبل لها وأنها بلا أمل في تحقيق الهدف الذي قيل في تبريرها، بل إنها تحقق عكسه تماماً من تشديد وتكثيف المتابعات الأمنية ليس للقاعدة فحسب، بل لكل الحركات الإسلامية... بل إن الأمور وصلت إلى ما هو أبعد من ذلك، ففي بعض بلاد عالمنا الإسلامي يتم نقض عرى الإسلام الباقية في الأمة عبر الحذف والتعديل في المناهج التعليمية وشن الحملات الإعلامية ومحاولة طمس الهوية الإسلامية، إما بضغط مباشر من الولايات المتحدة، هذا الضغط الذي يزداد شدة وقسوة على كل بلد تمس رعايا الغرب فيه تفجيرات «القاعدة»، وإما بنصح من قوى سياسية داخل بعض أوطاننا ممن يتكلمون بألسنتنا ولا يحبون ديننا.

بقيت علامة تعجب كبيرة مازالت مرتسمة في ذهني حيال موقف «القاعدة» من السعودية، فالذي أعرفه بل ويعرفه صغار طلبة العلم الشرعي والمبتدئون في طريق الالتزام فضلاً عن كبار أهل الدين وعلماء الشرع، أن السعودية هي صاحبة النصيب الأوفر في إقامة شرائع الإسلام وشعائره وآدابه في عالم اليوم. فبأي كتاب أم بأي سُنة تحولها «القاعدة» إلى ساحة حرب تتقابل فيها السلطات السعودية وبعض الشباب المسلم؟ ولماذا هانت شرائع الإسلام وشعائره وداره ومعقله الأول على «القاعدة»؟ وكيف سوّت «القاعدة» بين دار الإسلام وحصنه الباقي من جانب وديار الكفر على الجانب الآخر... فجعلت للرياض غزوة ولمانهاتن غزوة؟ وهل هذا إلا دليل جلي على خلل عظيم تنطوي عليه سياسات «القاعدة»؟!

لمّا كانت شرائع الإسلام لا تقام أو لا يقام أكثرها على وجهه الصحيح إلا بوجود سلطان يعين بسلطته على إقامة الحق وردع أهل الفساد وحماية البيضة والذب عن الحوزة، وهو الذي عرف في التراث الفقهي للأمة باسم الخليفة أو الإمام، ولمّا رأت «القاعدة» -بحق- أن كثيراً من شرائع الإسلام لا تقام على وجهها الصحيح بسبب تقاعس الولاة عن ذلك أو إهمالهم أو امتناعهم وإضاعتهم لكثير من شرائع الدين أو أكثرها، اعتقد إخواننا في «القاعدة» -خطأً- أن لهم الحق في خلع الإمامة على طائفتهم، وليتهم اكتفوا باستلاب هذا الحق وادعائه في قطر من أقطار المسلمين، بل إنهم يتصرفون وكأنهم قد نصبوا أنفسهم أئمة على العالم الإسلامي كله.

الحاكم والجزية

ولعل هذا الوهم قد تسرب إليهم من جراء فهمهم لقاعدة أنه لا شرعية لوالٍ لا يحكم بالشرع على أنها تعني لا وجود لهذا الوالي أصلاً، ومن ثم فلتأخذ «القاعدة» مهامه ووظائفه. وهذا خطأ؛ إذ إن ركن الولاية هو القوة والقدرة، فمن ملك أمر الناس بالرغبة أو الرهبة واستطاع إنفاذ حكمه فيهم، فهو حاكمهم. فإن كان مع ذلك قائماً بالقسط فهو مثاب مأجور وإن كان ظالماً أو فاسقاً فهو آثم موزور، لكن لم يبح الشرع الخروج عليه. أما إن كان كافراً أو مضيِّعاً للشرع، فإنه يجوز الخروج عليه عند توفر شروط ذلك وانتفاء موانعه... لكنه في الأحوال الثلاثة هو الحاكم ومنصب الولاية في الأحوال الثلاثة ليس خالياً.

فإن كان الحاكم مثلاً لا يأخذ الجزية من أهل الكتاب المقيمين في بلاد المسلمين، فإنه لا يحق «للقاعدة» ولا لغيرها من الجماعات أو الأفراد مطالبة أهل الكتاب بأداء الجزية إليهم، لأن الجزية مفوض أمرها في الشرع إلى الإمام أو نائبه لا إلى الرعية أو الطوائف غير الممكنة، ثم إنه يجب لهم علينا إن دفعوا الجزية حق الحماية وهذا لا يقدر عليه إلا الحكام، فمن طالب أهل الكتاب بدفع الجزية إليه فقد نصب نفسه -شعر أم لم يشعر- إماماً وخلع على نفسه خصائص الإمام في هذه الجزئية.

وكذا من جعل لنفسه الحق في الحكم بين المتنازعين والفصل بينهم في الخصومات وفي الدماء والأموال والأبضاع على الهيئة التي يحكم بها القضاة بزعم أن هذه المسائل لا يحكم فيها القضاة بالشرع، فإنه جعل نفسه إماماً في هذه الجزئيات، شعر أم لم يشعر.

وأيضاً من نصّب نفسه قيماً على تعاملات أهل الإسلام مع غيرهم من الأمم والدول في أمور العهد والصلح وإعطاء الأمان للأمم الكافرة ونزعه منهم، فقد نصب نفسه إماماً في هذه المسائل كلها، وفي هذا كله من الفتن والفساد ما لا يخفى، لذا قال الفقهاء: إن الإمام شرط في جملة هذه الأحكام فإنها تحتاج ليس فقط إلى معرفة حكم الشرع فيها، ولا إلى إعلان حكم الشرع فيها كما يفعل المُفْتون والعلماء في المسائل التي تُعرض عليهم، ولكنها تحتاج في إنفاذها وإقامتها على الوجه المشروع إلى قدرة واستطاعة تمكن من إقامة الحكم وإنفاذه على وجه لا يؤدي إلى فساد تزيد مضرته على مصلحة إقامة الحكم ذاته، ومثل هذه القدرة والاستطاعة لا تتوفر إلا للحاكم.

فإن ترك الحاكم إقامة هذه الأمور على الوجه المشروع إما تكاسلاً وإما عناداً وإما جهلاً بحكم الشرع فيها، وإما لغير ذلك من الأسباب، فلن يكون بمقدور غيره إقامتها على الوجه المشروع أصلاً، أو سيكون بمقدروه إقامتها، ولكن مع مفاسد وفتن تربو مضرتها على مصلحة إقامة الحكم.

لذا نقول: لا يصح للعامة محاولة إقامة هذه الأحكام حتى وإن ضيّعها الولاة لا رضا بإضاعتها، بل لأن في محاولة إقامتها رغم أنف الحكام ومن دون قدرة على الإنفاذ من الشر والفساد ما هو أعلى وأطم، وليس هذا موضع بسط هذه القاعدة وتقريرها، لكن من كان عنده إدراك لكليات الشريعة ومقاصدها ومعرفة بالواقع، اهتدى لما نقوله بأيسر نظر.

سلطة نقض الأمان

وقد تفرع عن إغفال «القاعدة» لهذا الأمر وتعاملها مع أحكام الشرع وقضايا الأمة تعامل الحكام والولاة -وإن لم يشعروا بذلك أو شعروا به ولم يدركوا مغبته ومضرته- تفرع عن ذلك مجموعة من الأخطاء العملية منها:

أنهم أعلنوا الحرب على العالم أجمع وفجروا بأيديهم «صراع حضارات» ليس في مقدورهم خوضه فضلاً عن الانتصار فيه.

ومنها: أنهم نقضوا الأمان الذي أجازت الشريعة للآحاد إعطاءه -لآحاد الكفار- وحثت على الوفاء به كقوله صلى الله عليه وسلم: «المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «يعقد لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة»، وقد نص الفقهاء على أن للواحد من المسلمين إعطاء الأمان لمجموعة صغيرة من الكفار، أما إعطاء الأمان لأهل دولة أو أمة من أمم الكفر فهو للوالي، وأنه يجب على المسلمين كلهم الوفاء بعهد الأمان الذي أعطاه أحدهم أو أعطاه الحاكم الكفار، وأنه ليس من حق أحد إلا الحاكم نقض الأمان العام، ولا يكون ذلك إلا بسبب صحيح، كخوفه من غدر المستأمن مع ظهور أمارات ذلك، وأنه إذا نقض الحاكم الأمان لم يجز التعرض للمستأمن بل ينبغي إعلامه وإبلاغه مأمنه، وأن إعطاء الأمان جائز وقد يكون واجباً في حالات كقوله تعالى: «وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ»- التوبة:(6)

المستأمنون الأجانب

فانظر كيف ضيّعت «القاعدة» كل هذه الأحكام عندما استلبت لنفسها مقام الإمامة وحثت على قتل كل كتابي دخل بلاد المسلمين مع أن هؤلاء قد دخلوا بأمان من حكام تلك البلاد أو من آحاد المسلمين، وانظر إلى الغدر الذي تعرض له أولئك المستأمنون عندما تفجرت فيهم عبوات ناسفة في بلاد المسلمين -نعم سيقول أنصار «القاعدة» وقد قالوا بالفعل- إن حكام بلاد المسلمين لا يصح أمانهم، ثم إن «القاعدة» أصدرت بيانات أعلنت فيها الحرب على هؤلاء الأجانب فهذا نزع للأمان الذي معهم.
ونقول: وما علم المستأمن الأعجمي أن حكام هذه البلاد لا يصح أمانهم، وهل هو متفقه في أصول الدين وفروعه ليعلم هل حكام البلاد يصح أمانهم أم لا يصح؟ ثم هل هو مطالب -قبل دخول بلاد المسلمين- بدراسة الخلاف القائم بين «القاعدة» والحكام؟
هل ما تقوله «القاعدة» حق وأن الحكام بالفعل لا يصح أمانهم، أم أن ما يقوله الحكام هو الحق وأن «القاعدة» هي التي لا تجوز أفعالها؟

بالقطع ليس هذا معقولاً ولا صحيحاً، بل الكافر متى اعتقد أن معه أماناً صحيحاً من بعض أهل الإسلام فله دخول ديارنا ويحرَّم التعرض له، فإن كان ما معه من أمان لا يصلح وجب إعلامه بهذا وإبلاغه مأمنه وحُرِّم قتله وقتاله.

استئذان «القاعدة»

هذا وقد استقر أن الأمان العام يعطيه وينزعه الأئمة، وهذا سار في بلاد المسلمين وبلاد الكفار، ومن دخل من المسلمين إلى بلاد الكفار بموافقة حكوماتها وإذنهم سيغضب قطعاً إن قالت له جماعة معارضة كالجيش الجمهوري الأيرلندي مثلاً في بريطانيا: لا أمان لك وأنت مباح الدم، لأننا لا نعترف بالحكومة الإنكليزية وسيقول ما شأني أنا بذلك؟ وهل أنا مطالب قبل دخول بريطانيا بالحصول على إذن السلطات وكل الجماعات المعارضة علنية أو سرية؟ وكذا سيقول غير المسلم إن قيل له: لا تدخل حتى تستأذن «القاعدة»، لأنها لا تعترف بسلطة الدولة، ثم ما العمل لو ادعت جماعة أخرى حقها هي الأخرى في إعطاء الأمان ونزعه، لأنها لا تعترف بالسلطات الحاكمة ولا تعترف بشرعية «القاعدة»؟ وكيف يكون الحال إن أمنت هذه الجماعة أقواماً بينما «القاعدة» ترى إهدار دمائهم؟ وهل هذا إلا تخليط وفساد وفوضى وفتن لا تأتي الشريعة بمثلها؟

ثم لو سلّمنا جدلاً أن لـ«القاعدة» الحق في إهدار أمان الحكام، لأنها لا تعترف بهم أو بشرعيتهم أو تحكم بكفرهم، فكيف بأمان آحاد المسلمين وكيف بمئات الآلاف من الكتابيين الذي يدخلون ديار الإسلام كل يوم بأمان الأفراد والشركات والهيئات غير الرسمية؟ وهذا كله في الأمان الجائز، فما بالك بالأمان الذي فرض القرآن على المسلمين إعطاءه لسماع القرآن ومعرفة شرائع الإسلام.

بل الحق أنه ليس لـ«القاعدة» أو لغيرها من الجماعات والأفراد التلبس بخصائص الأئمة في إعطاء الأمان العام أو نزعه، بل ذلك من خصائص الحكام وحدهم إن أقاموه على الوجه المشروع فبها ونعمت، وإن أهدروه أو أقاموه على وجه غير مشروع فليس من سلطة الجماعات ولا الآحاد نقضه ولا إلغاؤه، وهذا يعد من قبيل المنكرات التي لا يمكن إزالتها أو يمكن إزالتها مع مفاسد وفتن تربو أضعافاً مضاعفة على مفسدة تأمين كافر على هيئة لا تجوز. وأقل هذه المفاسد والفتن الوقوع في الغدر الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم.

كرم الضيافة الأفغاني

إن إحساس «القاعدة» بأنها صاحبة الولاية المطلقة على بلاد المسلمين قد تضخم للدرجة التي جعلتها، وهي مجرد جماعة تسلب سلطات الإمام من ولاة أفغانستان وعلى رأسهم الملا عمر -عافاه الله وأنجاه- فلم تكن الدولة الإسلامية في أفغانستان قد أعلنت الحرب على الولايات المتحدة ولا هي راغبة في ذلك ولا هي قادرة عليه، لكن كرم الضيافة الأفغاني حدا بـ«القاعدة» وقياداتها المقيمة في أفغانستان أن تخطط وتأمر بشن هجوم الحادي عشر من سبتمبر وقبله الهجوم على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا وغير ذلك.

كل هذا تم من فوق الأراضي الأفغانية وبأناس تربوا هناك وآوتهم أفغانستان مدداً طويلة، وكلنا يعلم ما يحدث بعد ذلك من اجتياح مدمر لأفغانستان... فكيف استباحت «القاعدة» أن تتصرف كحاكم لهذه البلاد وتدفع أفغانستان نحو حرب أميركا؟ وهل حاكم أفغانستان هو الآخر ساقط الشرعية في عرف «القاعدة»؟ وهذه مسألة تستحق الدراسة والتمحيص وليس المقام هنا متسعاً لذلك.

ومن هذا الباب -أعني ادعاء «القاعدة» حق الولاية على الأمة كلها- ظنها أنها متى نادت إلى القتال وأعلنت النفير لم يجز لأحد من الأمة عالماً أو غير عالم، صالحاً أو غير صالح أن يخالفها في ما ذهبت إليه، حتى أن الأخ أسامة بن لادن يعد من يخالفه في الرأي مخذلاً، وهذا عجيب منه، إذ إن الإمام وحده هو صاحب الحق في إعلان النفير العام، وعندئذ يعد أي شخص يصد الناس عن الخروج إلى الجهاد مخذلاً، أما الأفراد والجماعات فليس لهم سلطة إعلان هذا النفير، كما أنه لا يعد من خالفهم الرأي في إعلانهم الجهاد سواء لمبررات شرعية أو واقعية لا يعد مثل هذا بحال مخذلاً.

من المعلوم أن «القاعدة» مهتمة بأمر الجهاد سواء قبل الحادي عشر من سبتمبر أو بعده، وهي تراه بحق ذروة سنام الإسلام، وقد نشأت «القاعدة» نفسها كتنظيم داخل طاحونة الجهاد الأفغاني، وشاركت في هذا الجهاد مشاركة محمودة تحسب إن شاء الله لها... وقدمت، كما قدم غيرها من الحركات الإسلامية أفغانية وغير أفغانية، كثيرين من أبنائها ممن نحسبهم شهداء عند ربهم يرزقون. وقد كلل هذا الجهاد بنجاح فائق ليس في تحرير أفغانستان فحسب، بل في التعجيل بانهيار الاتحاد السوفييتي الذي أدى إلى تفكيك المعسكر الشرقي بأسره.

لذا كان من الطبيعي أن تولي «القاعدة» الجهاد اهتماماً كبيراً، لكن هذا الاهتمام المتزايد تحول إلى غلو من دون أن يشعر القائمون على التنظيم بذلك، وقد غطى هذا الغلو رؤيتهم لحقائق الواقع. فلم يلتفتوا إلى أن سقوط الاتحاد السوفييتي قد أدى إلى ظهور معادلة جديدة تختلف كل الاختلاف عن تلك التي كانت قائمة والتي وفرت الظرف المناسب تماماً لنجاح الجهاد الأفغاني وبلوغه آماله ونهايته المحمودة.

أفغانستان ضحية

لم تبصر «القاعدة» هذه الحقائق الجديدة وسارت في طريق الغلو في الجهاد، فلم تجد أفضل من الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، لتوجه إليها سهام جهادها أو سهام غلوها في الجهاد فسارت بقدميها إلى فخ الحادي عشر من سبتمبر الذي مازالت تتخبط فيه حتى اليوم، وكلما حاولت الخروج منه -عبر مزيد من الغلو في الجهاد- زاد إحكام الفخ عليها.

وقد كان أول ثمرات هذا الغلو ضياع دولة أفغانستان، وهكذا ضاعت ثمرة الجهاد الصحيح بسبب مجاوزة الحد في استعمال القتال، وهذا هو الغلو الذي وقعوا فيه.
والغلو في أي أمر من الأمور -ولو كان طاعة أو عبادة- ليس محموداً، لأنه عبارة عن تجاوز الحد الممدوح شرعاً أو المأذون فيه، وقد أنكر رسولنا -صلى الله عليه وسلم- على من قال: أصوم ولا أفطر، ومن قال: أقوم الليل ولا أرقد، ومن قال: أعتزل النساء، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني».

فمن التزم الهدي النبوي وعلم سُنّة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وطريقته ثم عمل بها فقد أصاب، ومن عمد إلى بعض الهدي النبوي فعمل به وهجر بعضه الآخر فقد غالى في ناحية وقصّر في ناحية، وهذا ما وقع فيه إخواننا في «القاعدة» من دون أن يشعروا. ولو أنهم التزموا الهدي النبوي كاملاً غير منقوص -كما سيأتي بيانه- لمضوا في القتال حيث يكون محققاً للمقصود ولامتنعوا عنه حيث يكون محققاً لعكس ذلك.

فقد شرّع الله ورسوله لنا بجوار الجهاد الصبر والصفح والعفو، وشرعا لنا أيضاً الصلح والعهد، وشرعا لنا كذلك الهجرة، كما شرعا العزلة، وجعلا لكل واحد من ذلك مجاله ومكانه وزمانه بحيث يكون العمل به آنذاك محققاً لمقصود الشرع، فلم يجعلا الجهاد والقتال هو الطريق الأوحد والأسلوب الأمثل لتعاملنا مع غيرنا من الأمم دائماً وأبداً، بل أباح الله ورسوله من ذلك ما اقتضته المصلحة العليا للدين والأمة، أما حيث تكون تلك المصالح لا تتحقق بالقتال أو كان القتال مضيعاً لها فلا يكون مباحاً ولا مشروعاً ولا يكون عندئذ ذروة سنام الإسلام بل لا يكون من هدي خير الأنام.

الأذى الأميركي

لكن الغلو يدفع «القاعدة» بعيداً ليجعلها رافضة إلا أن يكون الجهاد هو الحل الأوحد لكل موقف، وهو العلاج الناجع لكل أزمة، وهو الفرض المشروع في كل زمان ومكان وعصر وأوان بغض النظر عن أي شيء آخر، وهي بذلك تعْرض عن بعض هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي لا تشعر. وليت شعري لماذا شرع الصبر والصفح والصلح والعهد والهجرة والعزلة ونحوها إن لم يُستعمل كل منها في أوانه ومكانه المناسبين؟!

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «من كان بأرض هو فيها مستضعف، أو في وقت هو فيه مستضعف، فليعمل بآية الصفح والعفو» ومثل هذا قاله ابن حجر، وقاله أيضاً الزركشي ونقله عن السيوطي وأقره عليه.

وإذا كانت «القاعدة» تشكو قبل شروعها في مهاجمة الأهداف الأميركية حول العالم أن المخابرات الأميركية قد اعتقلت أفراداً معدودين من أعضائها وقامت بتسليمهم إلى دولهم حيث تعرضوا لمحاكمات قاسية، فإن «غزوة مانهاتن» لم تكن هي الحل بغض النظر هنا عن مدى مشروعيتها. بل لقد أدت إلى مضاعفة المشكلة أضعافاً مضاعفة فامتد أذى الأميركيين إلى مئات الآلاف وربما الملايين بعد أن كان محصوراً بعدة أفراد، أفلم يكن الصبر في مثل هذا الموطن أولى أو لم يكن أقرب إلى تقليل المفاسد والخسائر؟

ظلم الدين

هذا مجرد مثال لما يسببه إهمال بعض الهدي النبوي حيث كان يجب إعماله. فقد أدى إهمال الصبر والإعراض عنه كجزء من الهدي النبوي الذي شرعه الله لرسوله وعلّمه الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأمته والتزمه هو وأصحابه طويلاً في مجابهة ما نزل بهم من أذى وابتلاءات، أدى هذا الإهمال والإعراض إلى إضاعة مصالح مشروعة وزيادة مفاسد محذورة، ولا ينفع هنا الاحتجاج بأن من أعرض عن الصبر فقد لجأ إلى الجهاد وهو الآخر من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- لأننا نقول: إن لكل منهما مكانه المناسب، ولم يضع رسولنا صلى الله عليه وسلم هذا مكان هذا، حاشاه -صلى الله عليه وسلم- فمن فعل ذلك فهو مخالف لهدي رسولنا صلى الله عليه وسلم.

ومن كان له حس فقهي إذا تأمل في سيرة نبينا -صلى الله عليه وسلم- أدرك ما قلناه بأيسر نظر، ولم تشتبه عليه الأمور ولم يصعب عليه معرفة دلالات النصوص.

فإنه من المعلوم أن النصوص الحاكمة لعلاقة أهل الإيمان بغيرهم من الأمم وأهل الديانات الأخرى قد نزلت على مكث وبتدرج حكيم بالغ الحكمة شديد الحسن، فجاءت ملائمة أحسن ملاءمة لحال المسلمين، كما جاءت مستجيبة أمثل استجابة للتحديات المفروضة عليهم من أعدائهم فكانت المخرج الأعظم والحل الأفضل في كل مرحلة لكل تحدٍ.

وإنه لظلم شديد للدين وللأمة أن نعْرض عن هذه النصوص المتكاملة ونلجأ إلى الاختيار الانتقائي من بينها أو أن نصر على العمل بأحدها كالقتال في كل موطن من دون تفريق بين مقدور عليه وغير مقدور، ولا بين عدو قريب وبعيد، ولا بين عدو وأشد عداوة، ولا بين دار إسلام ودار حرب، ولا بين مشرك وكتابي ومرتد وظالم وفاسق، وتلكم مسألة مهمة تحتاج إلى بسط وبيان لا تحتمله هذه النصيحة العجلى.

موانع القتال

ومن الغلو في الجهاد إغفال التأكد من توفر شروطه وانتفاء موانعه بعد التيقن من قيام سببه، وهي قضية خطيرة تحتاج إلى وقفة تأمل ومزيد اهتمام لا من إخواننا في «القاعدة» فحسب، بل من كل الحركات الإسلامية المقاتلة، أيضا. وقد أدى إهمالها إلى إشعال صراعات مريرة في مناطق عديدة من عالمنا الإسلامي، لم تصب في النهاية في مصلحة الدين والأمة.

ذلك أن وجوب الجهاد كحكم شرعي يحتاج إلى أشياء ثلاثة:

الأول: توفر السبب.

الثاني: تحقق الشرط.

الثالث: انتفاء المانع.

ولا يكفي وجود واحد من هذه الثلاثة حتى يقال: إن الجهاد قد وجب، بل لابد من اجتماع ثلاثتها معاً، فإذا وجد السبب ولم تتحقق الشروط أو وجد السبب وقام المانع فلا يصح أن يقال إن الحكم الشرعي بوجوب الجهاد قد انعقد، بل لا ينعقد ولا يصير الجهاد واجباً حتى تكتمل الأشياء الثلاثة معاً.

لكننا نجد أكثر الخطباء والمصنفين في عصرنا الحالي عن الجهاد يولون أسباب الجهاد اهتماماً عظيماً ولا يفعلون الشيء نفسه مع شروطه أو موانعه حتى نشأت أجيال في الحركة الإسلامية لم تسمع من قبل شيئاً عن موانع القتال رغم أنها -أي الموانع- أولاها الشرع اهتماماً عالياً حتى جعل وجودها وتحققها مبطلاً لأثر السبب، فلا ينعقد الحكم ولو وجد سببه طالما قام مانعه.

استباحة الدم والتترس

ولعل حماسة الشباب وشدة غيرتهم على الدين هي التي دعتهم إلى الوقوف طويلاً أمام أسباب القتال، وهي للأسف متفشية في مشارق الأرض ومغاربها؛ من علو الشرك، ووجود الفتنة، وإيذاء المؤمنين، وغياب شرعة الدين، فأعطوها نصيباً كبيراً من التأمل والحديث والتأليف والتصنيف بحثاً عن حل لها وعلاج من دون أن يولوا شروط الجهاد أو موانعه الاهتمام نفسه.

وقد تفرع عن غلو إخواننا في «القاعدة» في الجهاد أنهم لم يدققوا في ضبط الأحكام الخاصة به، بل عدوا ذلك نوعاً من التخاذل وعدوا من يطالبهم به مخذلاً لا أكثر، فنتج من هذا أخطاء صارخة؛ كالوقوع في الغدر المنهي عنه بقتل المستأمنين، وكاستباحة دماء المسلمين في بلادهم بدعوى «التترس»، وقد تعرضنا لقضية الأمان من قبل وسيأتي إن شاء الله تعالى الحديث عن مسألة «التترس».

وقد هالني كما هال غيري تلكم التبريرات العجيبة التي يقوم بها بعض المحسوبين على «القاعدة» ممن يعد نفسه أو يحسبونه على درجة علمية تؤهله للخوض في هذه المسائل المعضلة، وقد وجدناه كلما تكلم أتى عجباً وقال عجباً، فمن ذلك أنه عندما أنكر المنكرون على «القاعدة» انتهاكها الأمان الذي تعطيه السعودية حكومة أو أفراداً للأجانب، قال ذلك الرجل غريب الأطوار، إن أمان أهل البغي لا يلزم أهل العدل. ثم لما أنكرنا على «القاعدة» قتل المسلمين بدعوى «التترس»، صاح بأنه يجوز قتل المسلمين إذا «تترس» بهم الكفار لإحداث ضرر أو تمرير فتق، وأن تقدير ذلك متروك للمجاهدين، وهذا إغراق في الغلو يريد به فتح الباب على مصراعيه لقتل المسلمين مع المستأمنين... وسيأتي بيان وجه الخلل في قوله هذا قريباً.

وأخيراً نصل إلى أخطر القضايا التي تحتاج فيها «القاعدة» إلى مناصحة صادقة مخلصة من كل غيور على دينه محب لأمته حريص على الشباب المسلم أن تُهدّر دماؤه بغير حق، ألا وهي سحب أحكام مقاتلة الكفار في ديارهم إلى بلاد المسلمين من دون تبصر أو ترو، مما أدى إلى إهدار دماء المسلمين في أوطانهم بغير حق كما حدث في انفجارات المحيّا بالرياض.

ومن لديه أدنى غيرة على الدين لابد أنه أصيب بصدمة عندما سمع بنبأ تفجيرات في أحياء سكنية في ليلة من ليالي شهر رمضان المعظم كان ضحاياها ثمانية عشر قتيلاً من المسلمين والعرب أغلبيتهم من النساء والأطفال، لأن الرجال كانوا حينئذٍ يؤدون صلاة القيام بالمساجد... وبدلاً من أن تعتذر «القاعدة» عن مجزرة أوقعت هذا العدد من المسلمين قتلى ولم يكن بينهم قتيل أميركي أو غربي واحد -وهم الذين تدعي القاعدة استهدافهم- نجد متحدثاً باسمها يتبنى العملية في جرأة عجيبة وفخر مُزرٍ.

الدماء المصونة

للوهلة الأولى يستشعر المرء أنه أمام مجموعة مستهترة بدماء المسلمين وحرماتهم تقتلهم بمثل هذه الصورة البشعة (في تفجيرات حي المحيا في مدينة الرياض)، ثم تفخر بهذا العمل المجنون وتتباهى به ولا تستحي من التهديد بتكراره.

لكن يغلب على ظني أن هذه الصورة ليست دقيقة، وأن أفراد «القاعدة» ذاتهم لا يستسيغون بسهولة قتل المسلمين في ديارهم بهذه الكيفية المفرطة في القسوة، لكنهم قد غلبهم الجهل بالأحكام الشرعية فالتبست عليهم بعض الفتاوي التي قيلت في شأن تترس جيش الكفار بالمسلمين أو رمي ديار الكفار بما يعم إهلاكه ولو كان فيهم مسلم أسير أو تاجر، فظنوا هذه الأحكام عامة مطلقة غير مشروطة فسحبوها على كل من تريد «القاعدة» مقاتلته بغض النظر عن الهيئة التي يكون عليها والمكان الذي يوجد به وبغض النظر عن استيفاء شروط جواز ذلك والتأكد من انتفاء موانعه.

وقبل أن نشرع في بيان ذلك بشيء من إجمال نقرر أولاً قاعدة أصولية عظيمة: «إن اليقين لا يُرفع بالشك ولا بالظن». ومناسبة هذه القاعدة لما نحن بصدده أن دماء المسلمين مصونة يحرم إراقتها بغير حق، وقد ثبت هذا بيقين لا شك فيه، وفيه آيات صريحة وأحاديث صحيحة، بل إنه قد استقر العلم به حتى صار من المعلوم من الدين بالضرورة فيجب على من يفتي بحل دم مسلم في واقعة ما أن يكون معه دليل قاطع يبيح هذا الدم الذي ثبتت عصمته من قبل بدليل قاطع لا لبس فيه، فهل لدى «القاعدة» دليل قاطع على استباحة دماء المسلمين على الوجه الذي فعلته في تفجيراتها؟

الجواب: لا، ثم لا، ثم لا.

الأوصاف الثلاثة

ولنستعرض في عجالة ما تستدل به «القاعدة» على جواز تفجيراتها، ثم نعقب ذلك ببيان الفارق الشاسع بين ما استدلوا به وما استدلوا عليه.
يحتجون بفتوى التترس وهي محل إجماع من أهل العلم.

يقول الغزالي رحمه الله في كتابه المستصفى: «الكفار إذا تترسوا بجماعة من أسارى المسلمين، فلو كففنا عنهم لصدمونا -أي قاتلونا- وغلبوا على دار الإسلام وقتلوا كافة المسلمين، ولو رمينا الترس -أي: المسلم الذي تترسوا به- لقتلنا مسلماً معصوماً لم يذنب ذنباً وهذا لا عهد به في الشرع، ولو كففنا لسلطنا الكفار على جميع المسلمين فيقتلونهم ثم يقتلون الأسارى أيضاً»... ثم أفتى الغزالي بجواز الرمي هنا وإن أفضى إلى قتل الترس المسلم، لكنه شرط لذلك ثلاثة أوصاف فقال: «وانقدح اعتبارها باعتبار ثلاثة أوصاف أنها ضرورية قطعية كلية»، ثم قال رحمه الله: «وليس في معناها ما لو تترس الكفار في قلعة بمسلم، إذ لا يحل رمي الترس إذ لا ضرورة، فبنا غنية عن القلعة، فنعدل عنها إذ لم نقطع بظفرنا بها، لأنها ليست قطعية بل ظنية».

القرطبي و«القاعدة»

ويقول القرطبي، رحمه الله، في المعنى نفسه: «... وهذه الآية دليل على مراعاة الكافر في حرمة المؤمن، إذ لا يمكن إذاية الكافر إلا بإذاية المؤمن... قال أبو زيد «قلت لابن القاسم: أرأيت لو أن قوماً من المشركين في حصن من حصونهم حصرهم أهل الإسلام وفيهم قوم من المسلمين أسارى في أيديهم أيحرق هذا الحصن أم لا؟ قال: سمعت مالكاً وسئل عن قوم من المشركين في مراكبهم أنرمي في مراكبهم النار ومعهم الأسارى فقال مالك: لا أرى ذلك لقوله تعالى لأهل مكة: «لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً» – (الفتح - 25). وكذلك لو تترس كافر بمسلم لم يجز رميه».

ثم قال القرطبي رحمه الله: «قد يجوز قتل الترس ولا يكون في ذلك خلاف إن شاء الله، وذلك إذا كانت المصلحة ضرورية كلية قطعية، فمعنى كونها ضرورية أنها لا يحصل الوصول إلى الكفار إلا بقتل الترس، ومعنى أنها كلية أنها حاصلة لكل الأمة حتى يحصل من قتل الترس مصلحة كل المسلمين، فإن لم يفعل قتل الكفار الترس واستولوا على كل الأمة، ومعنى كونها قطعية أن تلك المصلحة حاصلة من قتل الترس قطعاً».

قال علماؤنا: وهذه المصلحة بهذه القيود لا ينبغي أن يختلف في اعتبارها، لأن الفرض أن الترس مقتول قطعاً فإما بأيدي العدو فتحصل المفسدة العظيمة التي هي استيلاء العدو على كل المسلمين، وإما بأيدي المسلمين فيهلك العدو وينجو المسلمون أجمعون» ( أ.هـ وراجع تفسير القرطبي).

رمي الحصون

فهل الشروط التي ذكرها الغزالي والقرطبي متحققة في عمليات «القاعدة»؟ وهل هناك جيش للكفار متحصن وراء المسلمين الذين ترميهم «القاعدة» بمتفجراتها؟ وهل هؤلاء المسلمون مقتولون لا محالة بأيدي الكفار أو بأيدي «القاعدة»؟ وهل لو امتنعت «القاعدة» عن الرمي بمتفجراتها بين ديارنا ووسط أهلينا سينتهز الجيش الكافر تلك الفرصة السانحة ليحتل ديارنا ويقتل أهالينا؟ وهل المصلحة التي تبتغيها «القاعدة» بتفجيراتها كلية؟ أي هل تعود على الأمة كلها؟ وهل هي قطعية الحدوث أي نقطع يقيناً أو نظن قريباً من اليقين أنها ستتحقق بهذا الأسلوب؟
ويحتجون أيضاً بقول بعض أهل العلم بجواز رمي حصون الكفار حال قتال أهلها من المشركين بغرض الفتح ولو كان فيهم بعض المسلمين أسرى كانوا أو تجاراً، وهذا محل خلاف شديد بين أهل العلم.

يقول ابن الهمام الحنفي في كتابه «فتح القدير»: «ولا بأس برميهم -أي الكفار- في حصونهم وإن كان فيهم مسلم أسير أو تاجر».ويقول ابن قدامة المقدسي في كتاب «المغني»: «وإن لم يخف على المسلمين لكن لم يقدر عليهم -أي الكفار- إلا بالرمي فقال الأوزاعي والليث: لا يجوز رميهم لقول الله تعالى:
«وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (25)»- الفتح 25.

وقال الليث: ترك فتح حصن يقدر على فتحه أفضل من قتل مسلم بغير حق.

وقال الأوزاعي: كيف يرمون من لا يرونه إنما يرمون أطفال المسلمين؟!

وقال القاضي والشافعي: يجوز رميهم إذا كانت الحرب قائمة، لأن تركه يفضي إلى تعطيل الجهاد.

مفخرة الإرهاب

لكن يحكي الرملي خلافاً عن الشافعي في هذه المسألة، فيقول كما جاء في كتاب «نهاية المحتاج على شرح المنهاج»: «فإن كان فيهم مسلم واحد أو أكثر أسير أو تاجر جاز ذلك -أي حصارهم- وتبييتهم في غفلة وقتلهم بما يعم وإن علم قتل المسلم بذلك، لكن يجب توقيه ما أمكن على المذهب لئلا يعطلوا الجهاد علينا بحبس مسلم عندهم».

ثم حكى الخلاف بقوله: «والطريق الثاني إن علم إهلاك المسلم لم يجز وإلا فقولان».
فلماذا سحبت «القاعدة» هذه الأحكام الخاصة بحصون الكفار إلى بلاد المسلمين؟
وهل صارت السعودية هي الأخرى في عرف «القاعدة» حصناً من حصون الكفار؟
وهل هانت شرائع الإسلام وشعائره التي تقيمها السعودية حتى جعلتها «القاعدة» هدفاً لسهامها؟ وكيف جرؤ مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتفاخر بتفجيرات الرياض حتى سماها غزوة، وكأننا نتحدث من جديد عن «غزوة بدر» و«غزوة بني قريظة»، وكأن الإسلام الذي استقر في هذا البلد الأمين لا اعتبار له عندهم. كما لا اعتبار لدماء المسلمين التي سالت في الرياض أنهاراً ولا حتى لجثثهم التي تطايرت في السماء أشلاء؟ تساؤلات حائرة لم تجب عنها «القاعدة» وغالب ظني أنها لن تجيب عنها في الدنيا وأخشى أن تُسأل عنها في الآخرة.

هذا بيان متعجل لعدم صحة استدلالاتهم بأقوال العلماء على أفعالهم وتفجيراتهم، وقد أوردته في ستة أوجه:

الوجه الأول

أن كل أقوال الفقهاء التي ذكروها مختصة بوجود المسلم ضمن جموع الكفار، إما في بلادهم وإما في جيشهم، أما في حالتنا فالعكس هو الحادث أي أن الكافر -كتابياً أو غير كتابي- هو الموجود بين جموع المسلمين، ولا يصح بأي حال من الأحوال قياس إحدى الصورتين على الأخرى، فهذا قياس مع الفارق... والفارق هنا شاسع وكبير وخطير ومؤثر في الحكم لا محالة. ولا ينفع «القاعدة» هنا الاحتجاج ببعض أقوال أهل العلم بأن دار الإسلام إذا علتها شرائع جاهلية صارت دار كفر، ويرتبون على ذلك أن الرمي بما يعم إهلاكه يجوز، لأن الدار صارت غير ممنوعة. أقول: لا ينفعهم الاحتجاج بهذا القول لبعض أهل العلم... لا لأن غيرهم من العلماء خالفوهم فيه، ولكن لأن عصمة دماء المسلمين ثابتة سواء سمينا ديارهم دار إسلام أو دار حرب أو دار كفر أو داراً مركبة، كما سماها ابن تيمية، هذا وقد صرح ابن تيمية بذلك عندما سئل عن بلد عامة أهله مسلمون لكنه لا يحكم بشرائع الإسلام، فقال: «يعامل فيه المسلم بما يستحقه».

وقال أيضاً عن أهله المسلمين: «لا يحل سبهم ولا رميهم بالنفاق عموماً».
لكن «القاعدة» استباحت رميهم بالمتفجرات! ثم هل السعودية الحصن الباقي للإسلام قد صارت هي الأخرى دار حرب؟!

الوجه الثاني

سلمنا جدلاً أن قياس وجود كافر بين المسلمين على وجود مسلم بين الكافرين قياس صحيح عقلاً، وأنه لا فارق بين الصورتين، لكن من قال إنه يجوز القياس على أقوال أهل العلم أصلاً.

فالقياس يكون على نص من كتاب أو سُنّة، وفي مسألتنا لا نص من كتاب أو سنة يبيح قتل مسلم توصلاً إلى قتل كافر، وإنما هناك اجتهادات لعلماء في مسائل معدودة سبق ذكرها، وهي مسألة الجيش ومسألة الحصن، وهذه الاجتهادات مأخوذ معظمها من المصلحة المرسلة أو غيرها. لكن لا يوجد نص صريح بجواز قتل مسلم توصلاً إلى قتل كافر، ومن ثم فالواجب هو العمل باجتهادات العلماء في المواضع التي قيلت فيها لا قياس غيرها عليها.

سيقال: لكن هناك نصوصاً استأنس بها العلماء في فتاواهم تلك، وهي تصلح للقياس عليها، كقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين»، وقوله عليه الصلاة والسلام (في ما روته عائشة): «يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم. قلت: يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم». رواه البخاري.

وواضح أن هذه الأحاديث فيمن يقيم في بلاد المشركين بين جموعهم أو من يوجد في جيش غاز، وواضح وضوح الشمس في رابعة النهار أنه لا يجوز قياس مسلم يقيم في داره ووطنه الذي عامة أهله مسلمون على مسلم يقيم في ديار المشركين أو يوجد مع جيشهم الزاحف على بلادنا، ومن لم يدرك الفارق بين الصورتين فقد بلغ في الجهل بالشرع وضعف البصيرة مبلغاً عظيماً.

بقي تساؤل مرير: أين يمكننا -نحن المسلمين- المقام حتى نأمن على أنفسنا وأهلينا من تفجيرات «القاعدة»... إذا كان قادتها ومفتوها لا يعرفون فارقاً بين مسلم يعيش في السعودية وآخر يزور الفاتيكان؟!

الوجه الثالث

سلمنا جدلاً أن القياس على أقوال أهل العلم جائز، وأن قياس وجود كافر بين المسلمين وفي ديارهم على وجود مسلم بين الكفار في ديارهم أو جيشهم قياس صحيح، وأغمضنا أعيننا عن الفارق الصارخ بين الصورتين، لكن العلة التي لأجلها أباح الفقهاء ما نقلناه عنهم من رمي المسلم بين الكفار غير موجود في تفجيرات «القاعدة» وعملياتها داخل بلادنا. فالعلة عند الفقهاء هي إما مصلحة حفظ الأمة من الاستئصال كما في مسألة الجيش، وإما زيادة الفتح ونشر الإسلام كما في مسألة الحصن.

وقد اتفق الفقهاء على اعتبار العلة الأولى فلم يختلفوا -في ما نعلم- في جواز رمي الجيش الغازي، وإن أدى ذلك إلى قتل الترس المسلم إذا خفنا على الأمة كلها، وشرطوا أن تكون المصلحة من وراء ذلك ضرورية قطعية كلية وألا يكون هناك طريق آخر لتحقيقها.

أما في الصورة الثانية -وهي مسألة الحصن- فقد اعتبر فريق منهم هذه العلة، بينما أبى فريق آخر اعتبارها، وبالتالي لم يسوغوا رمي الحصن إن كان فيه مسلم ولو أسيراً.

فهل هاتان العلتان أو إحداهما موجودة في عمليات «القاعدة»؟ بالقطع لا... إذ ليس هناك خوف استئصال أهل الإسلام إذا لم تقم «القاعدة» بتفجيراتها، لأنه ليس هناك جيش زاحف يتترس ببعض المسلمين أصلاً، إنما هناك كتابيون أجانب موجودون كأفراد في بلاد العالم الإسلامي سواء كانوا قد جاؤوا لزيارة أو تجارة، وسواء قلنا يباح وجودهم أو لا يباح، لكنهم على أي حال ليسوا جيشاً زاحفاً سوف يبيد أهل الإسلام، وليست هناك مصلحة، لا ضرورية ولا قطعية ولا كلية ستتحقق من رمي هؤلاء، ولن تتحقق إلا بهذا الطريق.

وإذا زعم زاعم أن هناك مصالح تتحقق بهذه العمليات فهي مصالح جزئية ظنية، أما كونها جزئية فلأنها تعود على أفراد «القاعدة» فقط الذين يتصورون أن تكرار مثل هذه العمليات سيجبر أميركا على تغيير سياستها حيال «القاعدة» أو غيرها ممن دار في فلكها، وأما كونها ظنية فلأننا لا نقطع بتحقق هذه المصلحة بهذا الطريق، وإنما هي مجرد ظنون وآمال في أذهان قادة «القاعدة».

لكن الحقيقة الثابتة التي نشاهدها كل مرة وعقب كل تفجير أن المصالح التي توهموها لا تتحقق، بل المتحقق قطعاً ويقيناً مفاسد متتالية متتابعة متزايدة، لا على أبناء «القاعدة» أو على غيرهم من أبناء الحركات الإسلامية فحسب، بل على الأمة كلها.
فبأي دليل يستبيحون قتل المسلمين -بدعوى التترس- وهو مفسدة عظيمة عاجلة متحققة الوقوع سعياً وراء أوهام بأنه قد يتحقق من وراء ذلك مصالح في مستقبل الزمان، بينما المتحقق فعلاً وحالاً مفاسد عظيمة أخرى.

أيضاً العلة في مسألة الحصن وهي زيادة الفتح ونشر الدين غير موجودة في عمليات «القاعدة» فليس هناك فتح ولا حصن ولن تؤدي تفجيرات «القاعدة» إلى سقوط الأنظمة الحاكمة، ولا «القاعدة» تهدف إلى ذلك أصلاً، ولا هي قادرة عليه، ثم إن بلداً كالسعودية لا يجوز مقاتلته أصلاً كما قدمنا.
فإذا كانت العلة التي لأجلها أباح الفقهاء رمي الكفار، وإن أدى ذلك إلى قتل مسلم معهم، غير موجودة أصلاً في عمليات «القاعدة»، لم يصح الاستدلال بأقوال هؤلاء العلماء ولا حتى القياس عليها -إن ساغ- لتبرير أفعال «القاعدة».

توسيع باب القتل

هذا وقد تنبه بعض المتحدثين باسم «القاعدة» على ما يبدو إلى ما ذكرناه من أن العلة التي أباح لأجلها الفقهاء رمي الكفار ولو وجد معهم مسلم غير متحققة في عمليات «القاعدة»، فحاول أحدهم استحداث علة جديدة، فقال بجواز الرمي إذا تترس الكفار بالمسلمين لإحداث ضرر أو تمرير فتن، ثم قال: إن هذا الأمر متروك للمجاهدين! وهذه جملة أخطاء مركبة كظلمات بعضها فوق بعض، فليس هناك تترس أصلاً كما ذكرنا، ثم لو افترض وجود تترس فإنه لا يباح قتل الترس المسلم دفعاً لأي ضرر أو خوفاً من أي فتنة، بل قد حدد العلماء طبيعة الضرر والفتن التي يباح لأجلها الرمي حتى جعلوها مصلحة ضرورية قطعية كلية.

فانظر كيف ضيَّق العلماء هذا الباب حتى لا يستباح دم المسلم إلا بسبب قوي ولظرف قاهر... وانظر كيف يريد بعض متحدثي «القاعدة» توسيع هذا الباب وفتحه على مصراعيه حتى تراق دماء المسلمين أنهاراً بحجة دفع ضرر أي ضرر، أو منع فتن أي فتن. ثم لم يكتف أحد متحدثي «القاعدة» بذلك حتى جعل صاحب الحق في تقرير هذا الأمر الخطير الجلل هم المجاهدين لا العلماء.

والذي يعرفه كل مبتدئ في علوم الشرع أن العلماء هم الذين يقررون جواز الفعل من عدمه، ثم المجاهد كغيره من المكلفين يعمل بما يقرره العلماء، لكن الرجل كما قلنا يريد توسيع باب القتل والإثخان في أهل الإسلام، لكنه نسي أن يقول لنا ما الحكم إذا كانت تفجيرات «القاعدة» هي التي تجلب لنا ولهم وللأمة كلها الضرر وهي التي تزيد الفتن؟!

الوجه الرابع
وهو أوضح الوجوه وأقواها في تفنيد رأي «القاعدة» وبيان عدم صحة دعواهم، وأنا أدعوهم إلى أن يتوقفوا طويلاً عنده فإني طالعت ما قاله وكتبه من يفتون لهم، فلم أجدهم التفتوا إليه ولا انتبهوا إلى الفارق الشاسع بين ما أجازه الفقهاء وما يفعلونه هم، ذلك أن الفقهاء أجازوا قتال الكفار ولو تضمن قتل مسلم لأنه -أي القتال- واجب إما وجوباً عينياً كما في مسألة الجيش الغازي وإما وجوباً كفائياً كما في مسألة الحصن، فوقع تعارض بين وجوب الجهاد وحرمة قتل المسلم، فرجح الفقهاء وجود الجهاد على حرمة قتل المسلم بالإجماع في مسألة الجيش واختلفوا في مسألة الحصن، فمنهم من رجح هذا ومنهم من رجح ذاك.

يقول ابن عابدين الحنفي: «... نستعين بالله ونحاربهم بنصب المجانيق وحرقهم وغرقهم وقطع أشجارهم ورميهم، وإن تترسوا ببعضنا ونقصدهم -أي الكفار- وما أصيب منهم -أي من المسلمين- فلا دية فيه ولا كفارة، لأن الفروض لا تقرن الغرامات» أ. هـ

وقال ابن قدامة: «... وقال القاضي والشافعي يجوز رميهم إذا كانت الحرب قائمة، لأن تركه يفضي إلى تعطيل الجهاد». وقال الرملي: «فإن كان فيهم مسلم واحد أو أكثر أسير أو تاجر جاز ذلك -أي حصارهم- وتبييتهم في غفلة وقتلهم بما يعم وإن علم قتل المسلم بذلك لكن يجب توقيه ما أمكن على المذهب لئلا يعطلوا الجهاد علينا بحبس مسلم عندهم».

أشد المحرمات

واضح من أقوال أهل العلم هذه أن الرمي أبيح مع ما فيه من هلاك بعض المسلمين لكيلا يتعطل الجهاد الذي هو في تلكم المواطن فرض عين أو فرض كفاية... والمقصود أن التعارض بين وجوب الجهاد وحرمة دم المسلم هو الذي دفع الفقهاء إلى الترجيح.

أما في عمليات «القاعدة» فلا يوجد هذا التعارض أصلاً، فإن الذين تستهدفهم عمليات «القاعدة» ليسوا جيشاً غازياً ولا حصناً يراد فتحه، بل هم مجرد أفراد، وما تفعله ليس قتالاً وإنما هو قتل. وهؤلاء الذين تريد قتلهم من الكفار ليس قتلهم واجباً، لا وجوباً عينياً ولا كفائياً، بل أقصى ما تستطيع «القاعدة» ادعاءه أنهم يباح قتلهم وأنهم حلال الدم إذ لم يثبت لهم ما يعصم دماءهم من إسلام أو عهد أو أمان صحيح- كذا تقوم «القاعدة»- ولنفترض أن هذا صحيح، فمن قال: إنه لأجل قتل شخص حلال الدم يستباح دم مسلم معصوم الدم، وكيف تحث «القاعدة» أتباعها على فعل مباح -وهو قتل كافر غير معصوم عندهم- ولو أدى إلى ارتكاب محرم من أشد المحرمات إثماً.
قال القرطبي: «التوصل للمباحث بالمحظور لا يجوز لاسيما بروح المسلم».

وهذا أقوى الوجوه في تحريم عمليات «القاعدة» التي تتم في بلاد المسلمين ولا انفكاك لهم عنه سواء ادعوا أنها دار كفر أو حرب، أو سلموا أنها دار إسلام. فعلى كل حال، لا يجوز التوصل إلى قتل شخص مباح الدم بقتل مسلم معصوم الدم، لأنه لا يجوز استحلال المحرم للتوصل إلى فعل مباح. بل الأصوليون متفقون على عكس ذلك تماماً، فهم يقررون أنه إذا تعذر ترك المحرم إلا بترك غيره من المباح وجب ترك هذا المباح، وتنزيل هذا المبدأ الأصولي المهم على مسألتنا يؤدي إلى وجوب ترك استهداف آحاد الكفار من المخالطين للمسلمين في بلادنا صيانة لدم المسلمين، وهذا عكس ما تقول به «القاعدة».

الوجه الخامس

أن هؤلاء الذين يدخلون إلى بلادنا وإن كانوا كفاراً، إلا أن معهم أماناً صريحاً أو ضمنياً أو شبهة أمان تعصم دماءهم وتجعل قتلهم محرماً. فكيف يستهدفون قتل من حقن دمه الأمان ويستهدفون معه من حقن دمهم الإسلام؟ وقد تقدم بيان هذا من قبل فلا معنى لإعادته.

الوجه السادس

أن عامة من تستهدفهم «القاعدة» هم من أهل الكتاب وهؤلاء منع الشرع قتالهم وقتلهم حتى يعرض عليهم الإسلام... فإن أبوا، فالجزية، فإن قيل: نحن عاجزون عن أخذ الجزية منهم قلنا: لا يصح أن تجعلوا عجزكم عن هذا مبرراً لسلبهم هذا الحق الذي جعله الشرع لهم ومنحهم به فرصة حقن دمائهم وأموالهم، فكيف تستهدفون بالقتل من لم يبح لكم الشرع قتله إلا بعد عرض عقد الذمة عليه وتستهدفون معه المسلمين؟
http://www.assakina.com/book/6403.html
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2011-05-23, 12:11 AM
الدوسري الازدي الدوسري الازدي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-08-23
المكان: بــلد التوحيد
المشاركات: 1,438
افتراضي

لاهنت على ما طرحت ..
__________________
ANSAR.SUNNA

النظام السوري لابد ان يسلم السلطة (طوعآاو كرهآ)
وزير الخارجية السعودي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2011-05-23, 12:38 AM
ابو عبد الرحمن الدوسي ابو عبد الرحمن الدوسي غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-19
المشاركات: 315
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدوسري الازدي مشاهدة المشاركة
لاهنت على ما طرحت ..
هذا وجبي اخي الدوسري الازدي... اللهم تقبل منا .. اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه....اللهم اهدي شباب المسلمين وفتيات المسلمين ورد اليك ضالهم ردا جميلا واهدهم سبل السلام آمين
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2011-05-23, 12:42 AM
حزين على امتي حزين على امتي غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-05-10
المشاركات: 128
افتراضي

اخي متي كتب هذا المقال الضاهر انه قديمة

بالنسبة لادارة الحروب فهي قابلة لتطوير من وقت الى اخر حسب متطلبات المرحلة و الذي يحدد ما يجب فعله هو الذي موجود في الثغور ليس انت و لا انا و لا من كتب هذا المقال لننا لا ندري ما يملكونه تحت ايديهم


ثانيا هذا المقال يمكن يؤثر علينا في بداية الاختياح لافغان و العراق اما الان فهو بعيد كل البعد امريكا و جبروتها مرغ انفها في التراب و اصبحت تتسول الخروج من المستنقع الافغاني و العراقي

اليوم طالبان في طريقها الى اعادة ارساء الامارة باذن الله و انتصارات كل يوم تاتينا من ارض خرسان

العراق اهل التوحيد اقاموا دولة العراق الاسلامية وانتزعوا اعتراف بهم بالقوة على ارض الواقع .

الصومال نفس الشئ الشيشان كذالك

هذا المقال لا جدوا من اعادة نشره

بالنسبة للقاعدة فالامر قد تعدي الشيخان اصبح فكر عالمي لا يمكن دحره

بالنسبة لغزوت منهاتن فللله در من قام بها هبل العصر تم ظربه في عقر داره

التترس باب كامل لا يمكن انكاره

العهود اذا كانت القاعدة لا تري بشرعية ال سعود و انها حكومة ردة توالى الصلبين و تفتح اراضيها لقصف المسلمين و تمويل الحروب على المسلمين و تحكم بغير ما انزل الله هل ستلقي بال للعهود التي بين حكومة ال سعود و الامريكا

ثانيا اخرجوا المشركين من جزيرة العرب فلا امان للمشركين في جزيرة العرب والذي اعطاهم العهد هو الملزم بحمايتهم


اهل الكتاب لا يجوز مقاتلتهم لو لم يكونوا محاربين العطيني دليل واحد على عدم محاربتهم للاسلام و انا اقل لك ان قاعدة مخطاء في استهدافها لهؤلاء الخنازير
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2011-05-23, 12:53 AM
ابو عبد الرحمن الدوسي ابو عبد الرحمن الدوسي غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-19
المشاركات: 315
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حزين على امتي مشاهدة المشاركة
اخي متي كتب هذا المقال الضاهر انه قديمة

بالنسبة لادارة الحروب فهي قابلة لتطوير من وقت الى اخر حسب متطلبات المرحلة و الذي يحدد ما يجب فعله هو الذي موجود في الثغور ليس انت و لا انا و لا من كتب هذا المقال لننا لا ندري ما يملكونه تحت ايديهم


ثانيا هذا المقال يمكن يؤثر علينا في بداية الاختياح لافغان و العراق اما الان فهو بعيد كل البعد امريكا و جبروتها مرغ انفها في التراب و اصبحت تتسول الخروج من المستنقع الافغاني و العراقي

اليوم طالبان في طريقها الى اعادة ارساء الامارة باذن الله و انتصارات كل يوم تاتينا من ارض خرسان

العراق اهل التوحيد اقاموا دولة العراق الاسلامية وانتزعوا اعتراف بهم بالقوة على ارض الواقع .

الصومال نفس الشئ الشيشان كذالك

هذا المقال لا جدوا من اعادة نشره

بالنسبة للقاعدة فالامر قد تعدي الشيخان اصبح فكر عالمي لا يمكن دحره

بالنسبة لغزوت منهاتن فللله در من قام بها هبل العصر تم ظربه في عقر داره

التترس باب كامل لا يمكن انكاره

العهود اذا كانت القاعدة لا تري بشرعية ال سعود و انها حكومة ردة توالى الصلبين و تفتح اراضيها لقصف المسلمين و تمويل الحروب على المسلمين و تحكم بغير ما انزل الله هل ستلقي بال للعهود التي بين حكومة ال سعود و الامريكا

ثانيا اخرجوا المشركين من جزيرة العرب فلا امان للمشركين في جزيرة العرب والذي اعطاهم العهد هو الملزم بحمايتهم


اهل الكتاب لا يجوز مقاتلتهم لو لم يكونوا محاربين العطيني دليل واحد على عدم محاربتهم للاسلام و انا اقل لك ان قاعدة مخطاء في استهدافها للهؤلاء الخنازير
حزين على ...!!! الا ترى انكم تدورون في نفس الدائره كل الشبهات تم الرد عليها فلماذا تعاوودون طرحها
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2011-05-23, 01:18 AM
حزين على امتي حزين على امتي غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-05-10
المشاركات: 128
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة افيدوني فيما انقل مشاهدة المشاركة
حزين على ...!!! الا ترى انكم تدورون في نفس الدائره كل الشبهات تم الرد عليها فلماذا تعاوودون طرحها
والعكس صحيح
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2011-05-23, 02:34 AM
ابو عبد الرحمن الدوسي ابو عبد الرحمن الدوسي غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-19
المشاركات: 315
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حزين على امتي مشاهدة المشاركة
والعكس صحيح
قال صلى الله عليه وسلم : " يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم "
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2011-05-23, 01:28 PM
غرباء غرباء غير متواجد حالياً
عضو نشط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-18
المشاركات: 493
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة افيدوني فيما انقل مشاهدة المشاركة
قال صلى الله عليه وسلم : " يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم "
قاتل الله الخوارج

شكــــــــ بارك الله فيك ولك وعليك ــــــــــــــــــــــرا وجعلك ممن يهتدى بهم
__________________
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2011-05-23, 05:25 PM
حزين على امتي حزين على امتي غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-05-10
المشاركات: 128
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حزين على امتي مشاهدة المشاركة
والعكس صحيح


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة افيدوني فيما انقل مشاهدة المشاركة
قال صلى الله عليه وسلم : " يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم "


والعكس صحيح
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2011-05-23, 07:29 PM
الدوسري الازدي الدوسري الازدي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-08-23
المكان: بــلد التوحيد
المشاركات: 1,438
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حزين على امتي مشاهدة المشاركة
اخي متي كتب هذا المقال الضاهر انه قديمة



بالنسبة لادارة الحروب فهي قابلة لتطوير من وقت الى اخر حسب متطلبات المرحلة و الذي يحدد ما يجب فعله هو الذي موجود في الثغور ليس انت و لا انا و لا من كتب هذا المقال لننا لا ندري ما يملكونه تحت ايديهم


ثانيا هذا المقال يمكن يؤثر علينا في بداية الاختياح لافغان و العراق اما الان فهو بعيد كل البعد امريكا و جبروتها مرغ انفها في التراب و اصبحت تتسول الخروج من المستنقع الافغاني و العراقي

اليوم طالبان في طريقها الى اعادة ارساء الامارة باذن الله و انتصارات كل يوم تاتينا من ارض خرسان

العراق اهل التوحيد اقاموا دولة العراق الاسلامية وانتزعوا اعتراف بهم بالقوة على ارض الواقع .

الصومال نفس الشئ الشيشان كذالك

هذا المقال لا جدوا من اعادة نشره

بالنسبة للقاعدة فالامر قد تعدي الشيخان اصبح فكر عالمي لا يمكن دحره

بالنسبة لغزوت منهاتن فللله در من قام بها هبل العصر تم ظربه في عقر داره

التترس باب كامل لا يمكن انكاره

العهود اذا كانت القاعدة لا تري بشرعية ال سعود و انها حكومة ردة توالى الصلبين و تفتح اراضيها لقصف المسلمين و تمويل الحروب على المسلمين و تحكم بغير ما انزل الله هل ستلقي بال للعهود التي بين حكومة ال سعود و الامريكا

ثانيا اخرجوا المشركين من جزيرة العرب فلا امان للمشركين في جزيرة العرب والذي اعطاهم العهد هو الملزم بحمايتهم

اهل الكتاب لا يجوز مقاتلتهم لو لم يكونوا محاربين العطيني دليل واحد على عدم محاربتهم للاسلام و انا اقل لك ان قاعدة مخطاء في استهدافها لهؤلاء الخنازير
بس وهذا الى عندك اخرجوا المشركين .. تحسسني ان المشركين يسرحون ويمرحون في المدن السعودية ..لكن هذا ديدنكم يا خفافيش القاعدة حجة البليد مسح الصبورة .. المشرك الذي تتكلم عنة لم يدخل تهريب او باالدس انما دخولة رسمي بتاشيرة منحت لة مثل ما يمنح المسلمين تآشيرات لدخول الدول الكافرة !! وللعمل فقط !!!!!!!!!!!!!!!!! فهمت
وتخلط بين الكافر المستآمن وبين الغازي انة سواء لكن نحن نفرق بين الكافر المسالم والكافر المجرم مثل المسلم المعتدل والمسلم المبتدع ..ولا تحاول ان تجعل او تبين ان الجزيرة العربية المقصودة هي السعودية بلد يستهوي سفاهاتك وكذبك وجهلك
ان تعلم جيدآ ان كل نفس مسلمة اذا دخلت هذا البلد تمنى ان لاتخرج منة وهذي نعمة من الله فاامثالك يحاول يشوة هذي الصورة وتعلم ان البلد يضيق باالاشخاص الذين فكرهم مثل فكرك لان لا مكان لهم فية .. وسالفة فتح البلاد لليهود لضرب المسلمين هذي احكيها للاطفال فالليل لاجل ان يناموا بسرعة لتستفرد بنفسك لتجمع افكارك للصباح التالي ..
__________________
ANSAR.SUNNA

النظام السوري لابد ان يسلم السلطة (طوعآاو كرهآ)
وزير الخارجية السعودي
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 2011-05-24, 07:58 AM
حزين على امتي حزين على امتي غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-05-10
المشاركات: 128
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدوسري الازدي مشاهدة المشاركة
بس وهذا الى عندك اخرجوا المشركين .. تحسسني ان المشركين يسرحون ويمرحون في المدن السعودية ..لكن هذا ديدنكم يا خفافيش القاعدة حجة البليد مسح الصبورة .. المشرك الذي تتكلم عنة لم يدخل تهريب او باالدس انما دخولة رسمي بتاشيرة منحت لة مثل ما يمنح المسلمين تآشيرات لدخول الدول الكافرة !! وللعمل فقط !!!!!!!!!!!!!!!!! فهمت
وتخلط بين الكافر المستآمن وبين الغازي انة سواء لكن نحن نفرق بين الكافر المسالم والكافر المجرم مثل المسلم المعتدل والمسلم المبتدع ..ولا تحاول ان تجعل او تبين ان الجزيرة العربية المقصودة هي السعودية بلد يستهوي سفاهاتك وكذبك وجهلك
ان تعلم جيدآ ان كل نفس مسلمة اذا دخلت هذا البلد تمنى ان لاتخرج منة وهذي نعمة من الله فاامثالك يحاول يشوة هذي الصورة وتعلم ان البلد يضيق باالاشخاص الذين فكرهم مثل فكرك لان لا مكان لهم فية .. وسالفة فتح البلاد لليهود لضرب المسلمين هذي احكيها للاطفال فالليل لاجل ان يناموا بسرعة لتستفرد بنفسك لتجمع افكارك للصباح التالي ..
شكر للباقة كلماتك

الله بهذه السرعة نسيت الاساطيل التي دخلت لجزيرة العرب حرام عليك كن منصف في حق نفسك

من اعطي تاشير لمشرك منعها عليه رسول الله
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2011-05-24, 10:15 PM
اوراق مبعثرة اوراق مبعثرة غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-12
المكان: الـســـ الرياض ـــــــــعـــودية
المشاركات: 1,061
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حزين على امتي مشاهدة المشاركة
شكر للباقة كلماتك

الله بهذه السرعة نسيت الاساطيل التي دخلت لجزيرة العرب حرام عليك كن منصف في حق نفسك

من اعطي تاشير لمشرك منعها عليه رسول الله
انت ياحزين على نفسك المشكلة في الخفافيش القواعد من الرجال تنظيم ابليس الخونه الذين يتربصون بنا
انا اكون منصفه معك وابين لك حقيقة تنظيم ابليس المسالة وقت
واذا عطينا مشرك تاشيرة الله منعم علينا حتى البدو في البر عندهم خدم نجيبهم يخدموننا ماتدري ان كل سعودي ملك وكل سعودية ملكة نعيش عيشة ملوك بفضل الله. شكلك في غيبوبة روح مكاتب دعوة الجاليات كم مشرك يدخل الاسلام
وبعدين ماهو حرام يدخلون الدولة متى صار حرام هذا في زعم قاعدة ابليس اللي تقتل المسلم وتترك الكافر وياتون انتحاريوها هنا يرمون شبههم ويصبون كل كيدهم على المملكة العربية السعودية قاهرة الخوارج القاعدة والروافض
يامسكين ترى كلمة جزيرة العرب او الحجاز ونجد نعتبرها فخر مو سب خذها
أجل نحن الحجاز ونحن نـجد....هنا مجد لنا وهناك مـجـد
ونحن جزيرة العرب أفتداهـا....ويفديها غطارفة وأســـد
__________________
أن الروافض والخوارج شر من وطيء الثرى
أكره كل أهل البدع شيعه إخوان صوفية الخوارج القاعدة هم العدو الحقيقي للإسلام لإنهم مثل السوس ينخرون في ديننا ويقدموه ناقص حتى أن ألقى الله عز وجل سأدافع عن التوحيد والسنة واتباع نبينا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
http://www.youtube.com/watch?v=I_BsUerwWhM

قال الإمام الآجري رحمه الله:[فإن الفتنة يفتضح عندها خلق كثير!!!!!!]…
قال سفيان بن عيينة:“ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر؛ إنما العاقل الذي إذا رأى الخير اتبعه، وإذا رأى الشر اجتنبه”. [حليةالأولياء-8/339]
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2011-05-25, 08:40 PM
حزين على امتي حزين على امتي غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-05-10
المشاركات: 128
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اوراق مبعثرة مشاهدة المشاركة
انت ياحزين على نفسك المشكلة في الخفافيش القواعد من الرجال تنظيم ابليس الخونه الذين يتربصون بنا
انا اكون منصفه معك وابين لك حقيقة تنظيم ابليس المسالة وقت
واذا عطينا مشرك تاشيرة الله منعم علينا حتى البدو في البر عندهم خدم نجيبهم يخدموننا ماتدري ان كل سعودي ملك وكل سعودية ملكة نعيش عيشة ملوك بفضل الله. شكلك في غيبوبة روح مكاتب دعوة الجاليات كم مشرك يدخل الاسلام
وبعدين ماهو حرام يدخلون الدولة متى صار حرام هذا في زعم قاعدة ابليس اللي تقتل المسلم وتترك الكافر وياتون انتحاريوها هنا يرمون شبههم ويصبون كل كيدهم على المملكة العربية السعودية قاهرة الخوارج القاعدة والروافض
يامسكين ترى كلمة جزيرة العرب او الحجاز ونجد نعتبرها فخر مو سب خذها
أجل نحن الحجاز ونحن نـجد....هنا مجد لنا وهناك مـجـد
ونحن جزيرة العرب أفتداهـا....ويفديها غطارفة وأســـد
يا هلا ببنت الملوك

و هل هؤلاء الخنازير خدم ايظا ينظفون في فناء قصوركم





كل سعوديون ملوك اعطيني تعليقك على الحجوز التي تريد اكل لحم الحمار اكيد تعرفي المقطع



لا تعيدها مرة ثانية قاهرة الروافض كيف تقهرون اخوانكم في العقيدة

لا لماذا لاتكونوا قاهرون لليهود ام انه ليس في البرنامج اليومي
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 2011-05-25, 08:59 PM
اوراق مبعثرة اوراق مبعثرة غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-12
المكان: الـســـ الرياض ـــــــــعـــودية
المشاركات: 1,061
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حزين على امتي مشاهدة المشاركة
يا هلا ببنت الملوك

و هل هؤلاء الخنازير خدم ايظا ينظفون في فناء قصوركم





كل سعوديون ملوك اعطيني تعليقك على الحجوز التي تريد اكل لحم الحمار اكيد تعرفي المقطع



لا تعيدها مرة ثانية قاهرة الروافض كيف تقهرون اخوانكم في العقيدة

لا لماذا لاتكونوا قاهرون لليهود ام انه ليس في البرنامج اليومي
يازين التلفيق اقول عشان قناة الجزيرة التابعين لها ما تكلمت عن قاعدة العديد ما عمركم جبتوا سيرةلها
اضف الى ذلك قاعدة الامير سلطان الجوية افخم من كذا ليش تركبون الصور على هالقاعدة البائسة اذا جيتوا تكذبون نرسلكم صورة القاعدة الامير سلطان
يا انت كذا كلنا نعرف ان الجنود الاجانب اتوا لهدف تحرير الكويت وانتهت مهمتهم وخرجوا لكن انت حقدك على المملكة اعمى بصرك قبل قلبك لايهمنا رأيك تكلم من هنا الى يوم الدين كل اناء بما فيه ينضح
__________________
أن الروافض والخوارج شر من وطيء الثرى
أكره كل أهل البدع شيعه إخوان صوفية الخوارج القاعدة هم العدو الحقيقي للإسلام لإنهم مثل السوس ينخرون في ديننا ويقدموه ناقص حتى أن ألقى الله عز وجل سأدافع عن التوحيد والسنة واتباع نبينا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
http://www.youtube.com/watch?v=I_BsUerwWhM

قال الإمام الآجري رحمه الله:[فإن الفتنة يفتضح عندها خلق كثير!!!!!!]…
قال سفيان بن عيينة:“ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر؛ إنما العاقل الذي إذا رأى الخير اتبعه، وإذا رأى الشر اجتنبه”. [حليةالأولياء-8/339]
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 2011-05-26, 05:50 PM
حزين على امتي حزين على امتي غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-05-10
المشاركات: 128
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اوراق مبعثرة مشاهدة المشاركة
يازين التلفيق اقول عشان قناة الجزيرة التابعين لها ما تكلمت عن قاعدة العديد ما عمركم جبتوا سيرةلها

يا زين قناة الجزيرة صوت قطر الويلاية 51 الامريكية باتناصر في القاعدة يعني بصراحة ثقيلة حبتين

اضف الى ذلك قاعدة الامير سلطان الجوية افخم من كذا ليش تركبون الصور على هالقاعدة البائسة اذا جيتوا تكذبون نرسلكم صورة القاعدة الامير سلطان

يا فرحتكم اكن ممتن لكي ولو تجلب لنا بعض الصور الجميلة

يا انت كذا كلنا نعرف ان الجنود الاجانب اتوا لهدف تحرير الكويت وانتهت مهمتهم وخرجوا لكن انت حقدك على المملكة اعمى بصرك قبل قلبك لايهمنا رأيك تكلم من هنا الى يوم الدين كل اناء بما فيه ينضح
وتقوليها بكل صراحة هل خلت دولة التوحيد من الرجال حتي تستنجدوا بعباد الصليب و البقر ليجلبوا لكم التحرير هل صار عباد الصليب حماة بيت الله الحرام

احقد على المملكة و اي شئ يجعلني احقد عليها مملكة صنعت بايدي بريطانية

تقلون خوارج و مملكتكم دولة التوحيد خرجت على الدولة العثمانية

يا اوراق مبعثرة بالله رتبي اوراقك و قفي وقفت صدق مع نفسك لن ينفعك شي

كل اناء ينضح بما فيه و الله افضل كلمة كتبتها الى الان

وكوب ولي امركم فاض بالسرقات و شرب الخمور و مكافحة الارهاب و تمويل الحروب ضد المسلمين حتي ذاك الاعرن بوش اشاد بجهودكم الجبارة في الحرب ضد الارهاب بقيادة هبل العصر امريكا
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 2011-05-27, 10:16 PM
اوراق مبعثرة اوراق مبعثرة غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-12
المكان: الـســـ الرياض ـــــــــعـــودية
المشاركات: 1,061
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حزين على امتي مشاهدة المشاركة
وتقوليها بكل صراحة هل خلت دولة التوحيد من الرجال حتي تستنجدوا بعباد الصليب و البقر ليجلبوا لكم التحرير هل صار عباد الصليب حماة بيت الله الحرام

احقد على المملكة و اي شئ يجعلني احقد عليها مملكة صنعت بايدي بريطانية

تقلون خوارج و مملكتكم دولة التوحيد خرجت على الدولة العثمانية

يا اوراق مبعثرة بالله رتبي اوراقك و قفي وقفت صدق مع نفسك لن ينفعك شي

كل اناء ينضح بما فيه و الله افضل كلمة كتبتها الى الان

وكوب ولي امركم فاض بالسرقات و شرب الخمور و مكافحة الارهاب و تمويل الحروب ضد المسلمين حتي ذاك الاعرن بوش اشاد بجهودكم الجبارة في الحرب ضد الارهاب بقيادة هبل العصر امريكا
انت يا حزين تبحث عن اجابه على الاسئلة اللي تطرح عليك وتتهرب منها ليه انتم كذا يا افرد تنظيم الخفافيش تفتقرون الى الاسلوب العلمي في الحوار
النصارى الله سبحانه اثنى عليهم في القران الكريم ماذا قال عنهم
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ [المائدة : 82]
يعني اصدقكم واعصي الله سبحانه انت تحلم روح غرر بانتحاري مثلك
المملكة العربية السعودية الله مكنها لانها تقوم بما يرضي الله مو يرضي الشيطان
نعم لمكافحة ارهاب الخفافيش وانا كل جهودي في هذا الشان صار عندنا صحوة في كل شيء خلاص السعودية نهار اللي يبي يعمل مثل الخفافيش في الليل يذهب الى حيث توجد الخفافيش شرذمه قطعنا دابرهم
اسمعني يا انت الملك احبه لوتفحص دمي حصلت فصيلة دمي عبدالله بن عبدالعزيز الله سبحانه يعرف مدى تقواه ما ناخذ شهادة سفهاء قاعدة الخفافيش اللي يعقون بوالديهم ولا يرجعون الى قال الله وقال رسوله
__________________
أن الروافض والخوارج شر من وطيء الثرى
أكره كل أهل البدع شيعه إخوان صوفية الخوارج القاعدة هم العدو الحقيقي للإسلام لإنهم مثل السوس ينخرون في ديننا ويقدموه ناقص حتى أن ألقى الله عز وجل سأدافع عن التوحيد والسنة واتباع نبينا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
http://www.youtube.com/watch?v=I_BsUerwWhM

قال الإمام الآجري رحمه الله:[فإن الفتنة يفتضح عندها خلق كثير!!!!!!]…
قال سفيان بن عيينة:“ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر؛ إنما العاقل الذي إذا رأى الخير اتبعه، وإذا رأى الشر اجتنبه”. [حليةالأولياء-8/339]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 كحل الاثمد   متاجر السعودية   مأذون شرعي   كحل الاثمد الاصلي   تمور المدينة   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج 
شركة صيانة افران بالرياض  كود خصم   سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   yalla shoot 
 سحب مجاري   translation office near me   كورة سيتي kooracity   زيوت امزويل AMSOIL   ايجار سيارات مع سائق في ماربيا   اشتراك شاهد رياضه   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   ربح المال من الانترنت 
 برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   يلا شوت   يلا شوت   الحلوى العمانية 
 شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   شركة عزل خزانات بجدة   يلا لايف   يلا شوت 
 Yalla shoot   شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   دكتور مخ وأعصاب 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd