أنصار السنة  
جديد المواضيع



للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 محاسب قانوني   Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > الفرق الإسلامية > الشيعة والروافض

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2014-08-09, 10:39 AM
أبو مريم العراقي أبو مريم العراقي غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-06-19
المشاركات: 461
افتراضي الجبهان يقول(الصادق-حاشاه- من العميان واختارته العصابات الماسونيه)وثيقه

أحد مواضيع الأخ الطالب 313

تبديد الظلام وتنبيه النيام
تاليف الجبهان
الطبعه الاولى سنه 1979
ص161

يقول
----------
ولااذيع سرا اذا قلت ان(جعفر بن محمد الصادق) كان المع نجم وقع اختيار
العصابات الماسونيه عليه فقد ثبت انه احد العميان الذين كانت شياطين الماسونيه تعدهم وتمنيهم بنيل الخلافه -----
وهو المؤسس الثاني لعقيده التشيع بعد عدو الله بن سبأ اليهودي
والوثيقه





ولكن في نفس الكتاب طبعه سنه 1988 تابعوا الذي حصل
نفس الصفحه 161
ولااذيع سرا اذا قلت ان بعض ائمه الشيعه كانوا من المع النجوم التي
وقع اختيار العصابات الماسونيه عليها





أقول : ألا يعد الجبهان الآن ناصبي ؟؟؟ تسألون من هو الناصبي ؟ هذا هو الناصبي ؟ يقع في الامام الصادق , ولا نسمع همسا أحدا يرد عليه ؟ أهذا هو حبكم لأهل البيت ؟؟
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2014-08-09, 12:45 PM
ابو عبدالله العراقي ابو عبدالله العراقي غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-08-02
المشاركات: 179
افتراضي

[align=center]بارك الله فيك اخي ابو مريم[/align]






رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2014-08-09, 01:28 PM
ابو عبدالله العراقي ابو عبدالله العراقي غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-08-02
المشاركات: 179
افتراضي

و هل تم تكفير هذا الناصبي

و هو يخرج كل يوم صباحاً مساءً في قنواتهم التكفيرية ..!!

حتى قام بأغتصاب أبنته و قتلها ,,!!

https://www.youtube.com/watch?v=o6yctfzS39c
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2014-08-09, 04:12 PM
اروى اليمن اروى اليمن غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-08-09
المشاركات: 18
افتراضي

..

كلكم نواصب ـ ياحزب الشيطان ـ اجدادكم غدروا بالحسين عليه السلام ثم غدرو ب زيد عليه السلام .. رفضوني " اليس هو قائلها وبها سميتم روافض .. الم يقل جعلوها حسينيه ـ يقصد فعلوا بي كما فعلو بحسين من غدرآ ونقضآ للعهد .. متى نصر اجدادكم ال البيت ، الا بالغدر ..
وصحيح ـ كل من كان يروي لكم احاديث جعفر ماسوني ـ يهودي او متهود ومتشبع بعقيدة المجوس واليهوديه ولو كان عربيآ
مثل ابن الخطاب " محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي" وتلميذه ابن الجعفي وابن القداح ابن ديصان وقبلهم ابن سبأ .. والنصراني ابن سنسن " زرارهـ "
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2014-08-09, 04:30 PM
اروى اليمن اروى اليمن غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-08-09
المشاركات: 18
افتراضي

هذا قول ال البيت فيكم :

ولا أعلم أحدا خالف ما روي وقيل به من ذلك، غير هذا الحزب حزب الشيطان الخاسر الهالك عند الله الجاير المحل للشهوات المتبع اللذات المبيح للحرمات الآمر بالفاحشات، الواصف للعبد الذليل بصفة الواحد الجليل القائل على الله عزوجل بالمحال، المتكمه في الظلال، المنكر للتوحيد، المشبه لله المجيد، بالضعيف من العبيد، المبطل في ذلك لعدة الزوجات، الدافع لما أثبت الله عزوجل من الاسباب والوراثات، المخالف لكتاب الله عزوجل في كل الحالات، الذي عاند الحق واتبع المنكر والفسق، حزب الامامية الرافضة للحق والمحقين، الطاعنة على أولياء الله المجاهدين الذين أمروا بالمعروف الاكبر ونهوا عن التظالم والمنكر، وقول هؤلاء الامامية الذين عطلوا الجهاد وأظهروا المنكر في البلاد والعباد، وأمنوا الظالمين من التغيير عليهم، ومكنوهم من الحكم فيهم وصاروا لهم خولا وجعلوا أموال الله بينهم دولا، وكفروا من جاهدهم، وعلى ارتكاب المنكر ناصبهم، وقول هذا الحزب الضال، مما لا يلتفت إليه من المقال لما هم عليه من الكفر والايغال، والقول بالكذب والفسوق والمحال، فهم

[ 455 ]

على الله ورسوله في كل أمر كاذبون ولهما في كل أفعالهم مخالفون، قد جاهروهما بالعصيان وتمردوا عليهما بالبغي والطغيان وأظهروا المنكر والفجور، وأباحوا علانية الفواحش والشرور، وناصبوا الآمرين بالحسنات المنكرين للمنكر والشرارات الائمة الهادين من أهل بيت الرسول المطهرين، وهتكوا يالهم الويل الحرمات وأماطوا الصالحات وحرضوا على امانة الحق وإظهار البغي والفسق، وضادوا الكتاب وجانبوا الصواب وأباحوا الفروج، وولدوا الكذب والهروج، [gdwl]وفيهم ما حدثني أبي وعماي محمد والحسن عن أبيهم القسم بن ابراهيم صلوات الله عليهم أجمعين عن أبيه عن جده ابراهيم بن الحسن عن أبيه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيهم علي بن أبي طالب عليه وعليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (يا علي يكون في آخر الزمان قوم لهم نبز يعرفون به يقال: لهم الرافضة فإن أدركتهم فاقتلهم قتلهم الله فإنهم مشركون).[/gdwl] ونحن أعانك الله وأرشدك ولما يرضيه وفقك فقد نجد بإجماعهم وإجماع غيرهم من كل الخلق من أهل الباطل والحق الطلاق يقع ويكون بلا عدة ولا طهر، ونجده بقولهم وقول غيرهم يقع على الزوجة في المحيض وغير المحيض وذلك طلاق الرجل للمرأة ولم يدخل بها، فهم وغيرهم يوجبون عليها ما لفظ به زوجها من طلاقها على أية حال كانت عليها، ولا يشك أحد أن لها أن تتزوج من ساعتها، وأنه لا عدة له عليها، وذلك قول الله عزوجل: (فما لكم عليهن من عدة تعتدونها) (70) فإن قالوا إنه لا يقع عليها طلاق إلا في وجه طهر أخطأوا وقول الامة طرا خالفوا، وجهلهم لغيرهم أظهروا، وإن قالوا يقع عليها

ـــ
الامام يحيى بن الحسين
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2014-08-09, 06:47 PM
أبو مريم العراقي أبو مريم العراقي غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-06-19
المشاركات: 461
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبدالله العراقي مشاهدة المشاركة
[align=center]بارك الله فيك اخي ابو مريم[/align]






وبارك فيك اخونا الغالي .
نحن لا نحمل الأخوان هنا كلام الجبهان , لكن نطالبهم بالبراءة منه لهذه المقالة . وكذا نطالبهم برد علمائهم عليه . أفلا يعد سكوتهم عن ذلك تأيدا وموافقة له ؟؟
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2014-08-09, 07:40 PM
ابو عبدالله العراقي ابو عبدالله العراقي غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-08-02
المشاركات: 179
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مريم العراقي مشاهدة المشاركة
وبارك فيك اخونا الغالي .
نحن لا نحمل الأخوان هنا كلام الجبهان , لكن نطالبهم بالبراءة منه لهذه المقالة . وكذا نطالبهم برد علمائهم عليه . أفلا يعد سكوتهم عن ذلك تأيدا وموافقة له ؟؟
[align=center]يرفع
[/align]
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2014-08-09, 08:44 PM
اروى اليمن اروى اليمن غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-08-09
المشاركات: 18
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مريم العراقي مشاهدة المشاركة
وبارك فيك اخونا الغالي .
نحن لا نحمل الأخوان هنا كلام الجبهان , لكن نطالبهم بالبراءة منه لهذه المقالة . وكذا نطالبهم برد علمائهم عليه . أفلا يعد سكوتهم عن ذلك تأيدا وموافقة له ؟؟
وحن نطالبك بالرد على ياسر الماسوني الذي كفرنا وكفر الاسماعيليه والسنه ويسبنا ليل نهار
وسكوت علمائك تايدآ له !!
http://www.youtube.com/watch?v=p7AoVA3ET4Q
http://www.youtube.com/watch?v=UtJUJKFD_Ew
هيا جيب بيان من سستانيك يرد على ياسر !!
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2014-08-09, 08:56 PM
أبو عبيدة أمارة أبو عبيدة أمارة غير متواجد حالياً
مشرف قسم حوار الملاحدة
 
تاريخ التسجيل: 2013-07-20
المكان: بيت المقدس
المشاركات: 6,021
افتراضي

نحن -وحسب علمنا- لانقول في جعفر ألا كل خير !!! وهو براء من كل كذب للشيعة عنه والتجني عليه !!!
وجعفر لم يغادر المدينة !! وهذا الثابت !!!
وهو بريء - والله أعلم - براءة الذئب من دم يوسف من كل ضلال وزور تنسبه الشيعة له أو لكل ولد صالح له !!!!
وهو بريء من كل معتقدات الشيعة الفاسدة
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2014-08-09, 09:58 PM
أبو مريم العراقي أبو مريم العراقي غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-06-19
المشاركات: 461
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبيدة أمارة مشاهدة المشاركة
نحن -وحسب علمنا- لانقول في جعفر ألا كل خير !!! وهو براء من كل كذب للشيعة عنه والتجني عليه !!!
وجعفر لم يغادر المدينة !! وهذا الثابت !!!
وهو بريء - والله أعلم - براءة الذئب من دم يوسف من كل ضلال وزور تنسبه الشيعة له أو لكل ولد صالح له !!!!
وهو بريء من كل معتقدات الشيعة الفاسدة
ابو عبيدة : هل انت راض عن قول الجبهان في الصادق عليه السلام ؟؟
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 2014-08-09, 10:25 PM
أبو عبيدة أمارة أبو عبيدة أمارة غير متواجد حالياً
مشرف قسم حوار الملاحدة
 
تاريخ التسجيل: 2013-07-20
المكان: بيت المقدس
المشاركات: 6,021
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مريم العراقي مشاهدة المشاركة
ابو عبيدة : هل انت راض عن قول الجبهان في الصادق عليه السلام ؟؟
ليست القصة أني راض أو غير راض !!!
القصة هنا !! فأنا أستبعد هذا الأمر جدا عن جعفر(الصادق) رضي الله عنه !!!
ولكني !! لا أستبعده عن الذين كذبوا عليه !!!
وربما لا أسميه الماسونية ! ولكن اسمي من افترى على الأخيار من نسل الرسول بالسبأية !!!
ولا يخفى وما كان لمصرّي المجوسية من يد .
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2014-08-09, 10:49 PM
ابن الصديقة عائشة ابن الصديقة عائشة غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-09-26
المكان: بلاد الله
المشاركات: 5,182
افتراضي

من المؤسف بأن الرافضة عندما نأتي لهم بما مدح الله تعالى ورسوله الكريم في الصحابة ينكرونها ويؤلوها ويشككوا فيها وما انفك الشيعة برمي الشبهات على صحابة وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم اجمعين ولكن تعودوا بأن ينسخوا من هنا وهناك عن اجتهاد لهذا العالم وذاك العالم فشتان مابين قال الله وقال الرسول وما بين قال فلان عالم وفلان معمم .
ثم ومن هو هذا الجبهان أمام هذا الكم الكبير والواسع من علماء السنة لمدح آل البيت ومنهم الصادق رضي الله عنهم لنتوقف على ماقاله هذا الجبهان بكلامه الذي لا يقدم ولا يؤخر ولا حتى يؤخذ به واتحداااااااااااا كل الرافضة بأن يأتوا لي بمن استند واستدل على ماقاله هذا الجبهان بحق الصادق من أهل السنة والجماعة .........

الصيد في الماء العكر لا ينفعكم أيها الرافضة فعقيدتنا معروفة للجميع وهي حب الله ورسوله وصحابة وزوجات وآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم .
فوالله لو كان أبي قد تجرأ وتجاوز على واحد من آل البيت ومنهم الصادق لتبرئت منه ولن ابالي ......



قول مالك بن أنس إمام المالكية: «وما رأتْ عَينٌ، ولا سمعت أذنٌ، ولا خَطَر على قلب بشرٍ، أفضل من جعفر بن محمّد الصادق، علماً، وعِبادة، وَوَرَعاً»،
ويقول كلمة أخرى: «ما رأت عيني أفضل من جعفر بن محمّد فضلاً وعلماً وورعاً، وكان لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إمّا صائماً، وإمّا قائماً، وإمّا ذاكراً، وكان من عظماء البلاد، وأكابر الزهّاد الذين يخشون ربّهم، وكان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد».
قال حسن بن زياد: «سمعت أبا حنيفة و[قد]سُئل من أفقه من رأيت؟ فقال: ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمّد
قال الذهبي في معرض حديثه عن الإمام الصادق: «جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين الهاشمي أبو عبد اللّه أحد الأئمة الأعلام برّ صادق كبير الشأن وليس هو بالمكثر إلا عن أبيه، وكان من جلَّة علماء المدينة، وحدَّث عنه جماعة من الأئمة،منهم أبو حنيفة ومالك وغيرهما.».
[gdwl]وقال النووي: «روى عنه محمّد بن إسحاق، ويحيى الأنصاري، ومالك، والسفيانيان، وابن جريح، وشعبة، ويحيى القطّان، وآخرون، واتفقوا على إِمامته وجلالته وسيادته، قال عمرو بن أبي المقدام: كنت إِذا نظرت إِلى جعفر بن محمّد علمت أنه من سلالة النبيّين.»
[/gdwl]
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2014-08-09, 10:56 PM
ابن الصديقة عائشة ابن الصديقة عائشة غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-09-26
المكان: بلاد الله
المشاركات: 5,182
افتراضي

جعفر الصادق في ميزان أهل السنة والجماعة
عَبْداللَّه بن محمد زُقَيْل
مقتطفاتٌ من سيرةِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ
ماذا يعتقدُ أهلُ السنةِ والجماعةِ في جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ ؟؟؟

قال الإمامُ الذهبي في " السير " (6/256) :
ابْنِ الشَّهِيْدِ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَيْحَانَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسِبْطِهِ وَمَحْبُوبِهِ الحُسَيْنِ بنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ شَيْبَةَ ، وَهُوَ عَبْدُ المُطَّلِبِ بنُ هَاشِمٍ ، وَاسْمُهُ : عَمْرُو بنُ عَبْد مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ .

الإِمَامُ ، الصَّادِقُ ، شَيْخُ بَنِي هَاشِمٍ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ ، الهَاشِمِيُّ ، العَلَوِيُّ، النَّبَوِيُّ ، المَدَنِيُّ ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ .

وَكَانَ يَغضَبُ مِنَ الرَّافِضَّةِ ، وَيَمقُتُهُم إِذَا عَلِمَ أَنَّهُم يَتَعَرَّضُوْنَ لِجَدِّهِ أَبِي بَكْرٍ ظَاهِراً وَبَاطِناً ، هَذَا لاَ رَيْبَ فِيْهِ ، وَلَكِنَّ الرَّافِضَّةَ قَوْمٌ جَهَلَةٌ ، قَدْ هَوَى بِهِمُ الهَوَى فِي الهَاوِيَةِ ، فَبُعداً لَهُم .

وُلدَ : سَنَةَ ثَمَانِيْنَ .

وَرَأَى بَعْضَ الصَّحَابَةِ ، أَحْسِبُهُ رَأَى : أَنَسَ بنَ مَالِكٍ ، وَسَهْلَ بنَ سَعْدٍ .

عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ : عَنْ زُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبِي لِجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ : إِنَّ لِي جَاراً يَزْعُمُ أَنَّكَ تَبرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ . فَقَالَ جَعْفَرٌ : بَرِئَ اللهُ مِنْ جَارِكَ ، وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَنْفَعَنِي اللهُ بِقَرَابَتِي مِنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَلَقَدِ اشْتكَيتُ شِكَايَةً ، فَأَوصَيتُ إِلَى خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ .

قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : حَدَّثُونَا عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ ، قَالَ : كَانَ آلُ أَبِي بَكْرٍ يُدْعَونَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آلَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .

وَرَوَى : ابْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيُّ ، وَغَيْرُهُ ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيْهِ ، نَحْوَ ذَلِكَ .

مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ : عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَابْنَه جَعْفَراً عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالَ : يَا سَالِمُ ! تَوَلَّهُمَا ، وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا ، فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدَىً . ثُمَّ قَالَ جَعْفَرٌ : يَا سَالِمُ ! أَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدَّه ، أَبُو بَكْرٍ جَدِّي ، لاَ نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ- يَوْمَ القِيَامَةِ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَتَوَلاَّهُمَا ، وَأَبرَأُ مِنْ عَدوِّهِمَا.

وَقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ : سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُوْلُ : مَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةٍ عَلَيَّ شَيْئاً ، إِلاَّ وَأَنَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَه ، لَقَدْ وَلَدَنِي مَرَّتَيْنِ . كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ يَحْيَى الزُّهْرِيُّ ، وَطَائِفَةٌ ، قَالُوا : أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بنُ أَحْمَدَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيٍّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الأَدَمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيُّ ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بنُ أَبِي قُرَيْشٍ الطَّحَّانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ العَبَّاسِ الهَمْدَانِيُّ : أَنَّ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ أَتَاهُم وَهُم يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَرْتَحِلُوا مِنَ المَدِيْنَةِ ، فَقَالَ : إِنَّكُم - إِنْ شَاءَ اللهُ - مِنْ صَالِحِي أَهْلِ مِصرِكُم ، فَأَبلِغُوهُم عَنِّي : مَنْ زَعَمَ أَنِّي إِمَامٌ مَعصُومٌ ، مُفتَرَضُ الطَّاعَةِ ، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيْءٌ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنِّي أَبْرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيْءٌ .

وَبِهِ : عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، حَدَّثَنَا حَنَانُ بنُ سَدِيْرٍ ، سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ ، وَسُئِلَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالَ : إِنَّكَ تَسْأَلُنِي عَنْ رَجُلَيْنِ قَدْ أَكَلاَ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّةِ .

حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ ، حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ خِدَاشٍ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ قَيْسٍ المُلاَئِيُّ ، سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ : بَرِئَ اللهُ مِمَّنْ تَبَرَّأَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ .

قُلْتُ : هَذَا القَوْلُ مُتَوَاتِرٌ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ ، وَأَشْهَدُ بِاللهِ إِنَّهُ لَبَارٌّ فِي قَوْلِهِ ، غَيْرُ مُنَافِقٍ لأَحَدٍ ، فَقَبَّحَ اللهُ الرَّافِضَّةَ .

أَجَازَ لَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَزْوَانَ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ أَنَسٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ : لَمَّا قَالَ لَهُ سُفْيَانُ : لاَ أَقُومُ حَتَّى تُحَدِّثَنِي ، قَالَ : أَمَا إِنِّي أُحَدِّثُكَ ، وَمَا كَثْرَةُ الحَدِيْثِ لَكَ بِخَيْرٍ ، يَا سُفْيَانُ ! إِذَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكَ بِنِعْمَةٍ ، فَأَحْبَبْتَ بَقَاءهَا وَدوَامَهَا ، فَأَكْثِرْ مِنَ الحَمْدِ وَالشُّكرِ عَلَيْهَا ، فَإِنَّ اللهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ : " لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيْدَنَّكُمْ " [ إِبْرَاهِيْمُ : 7 ] . وَإِذَا اسْتَبْطَأْتَ الرِّزقَ ، فَأَكْثِرْ مِنَ الاسْتِغْفَارِ ، فَإِنَّ اللهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ : " اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُم إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِدْرَاراً ، وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ... " [ نُوْحُ : 10 - 13 ] الآيَةَ . يَا سُفْيَانُ ! إِذَا حَزَبَكَ أَمرٌ مِنَ السُّلْطَانِ ، أَوْ غَيْرِه ، فَأَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ : لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ الفَرَجِ ، وَكَنْزٌ مِنْ كُنوزِ الجَنَّةِ . فَعَقدَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ ، وَقَالَ : ثَلاَثٌ ، وَأَيُّ ثَلاَثٍ ! قَالَ جَعْفَرٌ : عَقَلَهَا - وَاللهِ - أَبُو عَبْدِ اللهِ ، وَلَيَنفَعَنَّه اللهُ بِهَا .

قُلْتُ : حِكَايَةٌ حَسَنَةٌ ، إِنْ لَمْ يَكُنِ ابْنُ غَزْوَانَ وَضَعَهَا ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ .

قَالَ المَدَائِنِيُّ ، وَشَبَابٌ العُصْفُرِيُّ ، وَعِدَّةٌ : مَاتَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ .

لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ البُخَارِيُّ فِي ( الصَّحِيْحِ ) ، بَلْ فِي كِتَابِ ( الأَدَبِ ) ، وَغَيْرِه .ا.هـ.

ماذا يعتقدُ أهلُ السنةِ في الأئمةِ الاثنى عشر
الذين ادع الرافضةُ عصمتهم وغلوا فيهم ؟
يجيبُ الحافظُ الذهبي في " السير " (13/120) فيقولُ :

فَمَوْلاَنَا الإِمَامُ عَلِيٌّ :
مِنَ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ ، المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - نُحِبُّهُ أَشَدَّ الحُبِّ ، وَلاَ نَدَّعِي عِصْمَتَهُ ، وَلاَ عِصْمَةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ .

وَابْنَاهُ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ :
فَسِبْطَا رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ ، لَوْ اسْتُخْلِفَا لَكَانَا أَهْلاً لِذَلِكَ .

وزَيْنُ العَابِدِيْنَ :
كَبِيْرُ القَدْرِ ، مِنْ سَادَةِ العُلَمَاءِ العَامِلِينَ ، يَصْلُحُ لِلإِمَامَةِ ، وَلَهُ نُظَرَاءُ ، وَغَيْرُهُ أَكْثَرُ فَتْوَىً مِنْهُ ، وَأَكْثَرُ رِوَايَةً .

وَكَذَلِكَ ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ :
سَيِّدٌ، إِمَامٌ، فَقِيْهٌ ، يَصْلُحُ لِلْخِلاَفَةِ .

وَكَذَا وَلدُهُ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ :
كَبِيْرُ الشَّأْنِ ، مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ ، كَانَ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُوْرِ .

وَكَانَ وَلَدُهُ مُوْسَى :
كَبِيْرَ القَدْرِ ، جَيِّدَ العِلْمِ ، أَوْلَى بِالخِلاَفَةِ مِنْ هَارُوْنَ ، وَلَهُ نُظَرَاءُ فِي الشَّرَفِ وَالفَضْلِ .

وَابْنُهُ عَلِيُّ بنُ مُوْسَى الرِّضَا :
كَبِيْرُ الشَّأْنِ ، لَهُ عِلْمٌ وَبَيَانٌ ، وَوَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ ، صَيَّرَهُ المَأْمُوْنُ وَلِيَّ عَهْدِهِ لِجَلاَلَتِهِ ، فَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَمائَتَيْنِ .

وَابْنُهُ مُحَمَّدٌ الجَوَادُ :
مِنْ سَادَةِ قَوْمِهِ ، لَمْ يَبْلُغْ رُتْبَةَ آبَائِهِ فِي العِلْمِ وَالفِقْهِ .

وَكَذَلِكَ وَلَدُهُ المُلَقَّبُ بِالهَادِي :
شَرِيْفٌ جَلِيْلٌ .

وَكَذَلِكَ ابْنُهُ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ العَسْكَرِيُّ - رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى - .ا.هـ.

وأما المنتظرُ الذي اختفى في السردابِ فقال عنه الإمامُ الذهبي في " السير " (13/119 - 122) :
الشَّرِيْفُ ، أَبُو القَاسِمِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ العَسْكَرِيُّ ابنِ عَلِيٍّ الهَادِي بنِ مُحَمَّدٍ الجَوَادِ بنِ عَلِيٍّ الرِّضَى بنِ مُوْسَى الكَاظِمِ بنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاقِرِ بنِ زَيْنِ العَابِدِيْنَ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الشَّهِيْدِ ابنِ الإِمَامِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ العَلَوِيُّ الحُسَيْنِيُّ .

خَاتِمَةُ الاثْنَي عَشَرَ سَيِّداً ، الَّذِيْنَ تَدَّعِي الإِمَامِيَّةُ عِصْمَتَهُم - وَلاَ عِصْمَةَ إِلاَّ لِنَبِيٍّ - وَمُحَمَّدٌ هَذَا هُوَ الَّذِي يَزْعُمُوْنَ أَنَّهُ الخَلَفُ الحُجَّةُ ، وَأَنَّهُ صَاحِبُ الزَّمَانِ ، وَأَنَّهُ صَاحِبُ السِّرْدَابِ بِسَامَرَّاءَ ، وَأَنَّهُ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ حَتَّى يَخْرُجَ، فَيَمْلأَ الأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجُوراً .

فَوَدِدْنَا ذَلِكَ - وَاللهِ - وَهُم فِي انْتِظَارِهِ مِنْ أَرْبَعِ مائَةٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً ، وَمَنْ أَحَالَكَ عَلَى غَائِبٍ لَمْ يُنْصِفْكَ ، فَكَيْفَ بِمَنْ أَحَالَ عَلَى مُسْتَحِيلٍ ؟! وَالإِنْصَافُ عَزِيْزٌ - فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الجَهْلِ وَالهَوَى - .

فَأَمَّا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ هَذَا : فَنَقَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ ، أَنَّ الحَسَنَ مَاتَ عَنْ غَيْرِ عَقِبٍ .

قَالَ : وَثَبَتَ جُمْهُورُ الرَّافِضَةِ عَلَى أَنَّ لِلْحَسَنِ ابْناً أَخْفَاهُ .

وَقِيْلَ : بَلْ وُلِدَ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ، مِنْ أَمَةٍ اسْمُهَا : نَرْجِسٌ ، أَوْ سَوْسَنٌ ، وَالأَظْهَرُ عِنْدَهُم أَنَّهَا صَقِيْلٌ ، وَادَّعَتِ الحَمْلَ بَعْدَ سَيِّدِهَا ، فَأُوْقِفَ مِيرَاثُهُ لِذَلِكَ سَبْعَ سِنِيْنَ ، وَنَازَعَهَا فِي ذَلِكَ أَخُوْهُ جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ ، فَتَعَصَّبَ لَهَا جَمَاعَةٌ ، وَلَهُ آخَرُوْنَ ، ثُمَّ انْفَشَّ ذَلِكَ الحَمْلُ ، وَبَطَلَ ، فَأَخَذَ مِيرَاثَ الحَسَنِ أَخُوْهُ جَعْفَرٌ، وَأَخٌ لَهُ .

وَكَانَ مَوْتُ الحَسَنِ : سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ.... ، إِلَى أَنْ قَالَ : وَزَادَتْ فِتْنَةُ الرَّافِضَةِ بِصَقِيْلٍ وَبِدَعْوَاهَا ، إِلَى أَنْ حَبَسَهَا المُعْتَضِدُ بَعْدَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً مِنْ مَوْتِ سَيِّدِهَا ، وَجُعِلَتْ فِي قَصْرِهِ إِلَى أَنْ مَاتَتْ فِي دَوْلَةِ المُقْتَدِرِ .

قُلْتُ: وَيَزْعُمُوْنَ أَنَّ مُحَمَّداً دَخَلَ سِرْدَاباً فِي بَيْتِ أَبِيْهِ ، وَأُمُّهُ تَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى السَّاعَةِ مِنْهُ ، وَكَانَ ابْنَ تِسْعِ سِنِيْنَ . وَقِيْلَ دُوْنَ ذَلِكَ .

قَالَ ابْنُ خِلِّكَانَ : وَقِيْلَ : بَلْ دَخَلَ ، وَلَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً ، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ .

وَقِيْلَ : بَلْ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ ، وَأَنَّهُ حَيٌّ .

نَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ زوَالِ العَقْلِ .

فَلَو فَرَضْنَا وُقُوعَ ذَلِكَ فِي سَالِفِ الدَّهْرِ ، فَمَنِ الَّذِي رَآهُ ؟ وَمَنِ الَّذِي نَعْتَمِدُ عَلَيْهِ فِي إِخْبَارِهِ بِحَيَاتِهِ ؟ وَمَنِ الَّذِي نَصَّ لَنَا عَلَى عِصْمَتِهِ ، وَأَنَّهُ يَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ ؟

هَذَا هَوَسٌ بَيِّنٌ ، إِنْ سَلَّطْنَاهُ عَلَى العُقُولِ ضَلَّتْ وَتَحَيَّرَتْ ، بَلْ جَوَّزَتْ كُلَّ بَاطِلٍ .

أَعَاذَنَا اللهُ وَإيَّاكُم مِنَ الاحْتِجَاجِ بِالمُحَالِ وَالكَذِبِ ، أَوْ رَدِّ الحَقِّ الصَّحِيْحِ كَمَا هُوَ دَيْدَنُ الإِمَامِيَّةِ .

وَمِمَّنْ قَالَ : إِنَّ الحَسَنَ العَسْكرِيَّ لَمْ يُعْقِبْ : مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبرِيُّ ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ ، وَنَاهِيْكَ بِهِمَا مَعْرِفَةً وثِقَةً .ا.هـ.

آلُ البيتِ أهلُ سنةٍ وجماعةٍ ، وهم بريئون من عقائدِ الشيعةِ الغاليةِ والرافضةِ
جاء في ترجمةِ " علي بن الحسين زَيْنِ العَابِدِيْنَ الهَاشِمِيُّ " في " السير " (4/394) ما نصهُ : " قَالَ أَبُو حَازِمٍ المَدَنِيُّ : مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيّاً أَفْقَهَ مِنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ ، سَمِعْتُهُ وَقَدْ سُئِلَ : كَيْفَ كَانَتْ مَنْزِلَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؟ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى القَبْرِ ، ثُمَّ قَالَ : بِمَنْزِلَتِهِمَا مِنْهُ السَّاعَةَ .ا.هـ.

وجاء في ترجمةِ " أبي جعفر الباقر " في " السير " (4/403) : " قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ : عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَابْنَهُ جَعْفَراً عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالاَ لِي : يَا سَالِمُ ، تَوَلَّهُمَا ، وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا ، فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدَىً .
علق الذهبي فقال : " كَانَ سَالِمٌ فِيْهِ تَشَيُّعٌ ظَاهِرٌ ، وَمعَ هَذَا فَيَبُثُّ هَذَا القَوْلَ الحَقَّ ، وَإِنَّمَا يَعْرِفُ الفَضْلَ لأَهْلِ الفَضْلِ ذُوْ الفَضْلِ ، وَكَذَلِكَ نَاقِلُهَا ابْنُ فُضَيْلٍ شِيْعِيٌّ ، ثِقَةٌ ، فَعَثَّرَ اللهُ شِيْعَةَ زَمَانِنَا ، مَا أَغْرَقَهُمْ فِي الجَهْلِ وَالكَذِبِ ! فَيَنَالُوْنَ مِنْ الشَّيْخَيْنِ ، وَزِيْرَيِ المُصْطَفَى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَحْمِلُوْنَ هَذَا القَوْلَ مِنَ البَاقِرِ وَالصَّادِقِ عَلَى التَّقِيَّةِ " .ا.هـ.

وجاء أيضاً (4/406) : " عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ : عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ : قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ : " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُوْلُهُ وَالَّذِيْنَ آمَنُوا " [ المَائِدَةُ : 58 ] . قَالَ : هُمْ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . قُلْتُ : إِنَّهُم يَقُوْلُوْنَ هُوَ عَلِيٌّ . قَالَ : عَلِيٌّ مِنْهُم " .ا.هـ.

وجاء أيضاً (4/408) : " وَبِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُبَيْشٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ شَرِيْكٍ ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بنُ مُكْرَمٍ ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الجُعْفِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ عَنْ حِلْيَةِ السُّيُوْفِ ، فَقَالَ : لاَ بَأْسَ بِهِ ، قَدْ حَلَّى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ سَيْفَهُ . قُلْتُ : وَتَقُوْلُ الصِّدِّيْقُ ؟ فَوَثَبَ وَثْبَةً ، وَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ ، ثُمَّ قَالَ : نَعَمْ الصِّدِّيْقُ ، نَعَمْ الصِّدِّيْقُ ، فَمَنْ لَمْ يَقُلِ الصِّدِّيْقَ ، فَلاَ صَدَّقَ اللهُ لَهُ قَوْلاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ " .ا.هـ.

وجاء في ترجمةِ " الحسن ابن سبطِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم " (4/486) : " فُضَيْلُ بنُ مَرْزُوْقٍ : سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ يَقُوْلُ لِرَجُلٍ مِنَ الرَّافِضَّةِ : إِنَّ قَتْلَكَ قُرْبَةٌ إِلَى اللهِ . فَقَالَ: إِنَّكَ تَمْزَحُ ! فَقَالَ : وَاللهِ مَا هُوَ مِنِّي بِمُزَاحٍ .
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ : كَانَ فُضَيْلُ بنُ مَرْزُوْقٍ يَقُوْل : سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ يَقُوْلُ لِرَجُلٍ مِنَ الرَّافِضَّةِ : أَحِبُّوْنَا ، فَإِنْ عَصَيْنَا اللهَ ، فَأَبْغِضُوْنَا ، فَلَوْ كَانَ اللهُ نَافِعاً أَحَداً بِقَرَابَتِهِ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِغَيْرِ طَاعَةٍ ، لَنَفَعَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ .

وَرَوَى : فُضَيْلُ بنُ مَرْزُوْقٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ : دَخَلَ عَلَيَّ المُغِيْرَةُ بنُ سَعِيْدٍ - يَعْنِي : الَّذِي أُحْرِقَ فِي الزَّنْدَقَةِ - فَذَكَرَ مِنْ قَرَابَتِي وَشَبَهِي بِرَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكُنْتُ أُشَبَّهُ وَأَنَا شَابٌّ بِرَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ لَعَنَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ . فَقُلْتُ : يَا عَدُوَّ اللهِ ، أَعِنْدِي ! ثُمَّ خَنَقْتُهُ - وَاللهِ - حَتَّى دَلعَ لِسَانُهُ .

وَقِيْلَ : كَانَتْ شِيْعَةُ العِرَاقِ يُمَنُّوْنَ الحَسَنَ الإِمَارَةَ ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ يُبْغِضُهُم دِيَانَةً .

وَلَهُ أَخْبَارٌ طَوِيْلَةٌ فِي تَارِيْخِ ابْنِ عَسَاكِرَ ، وَكَانَ يَصْلُحُ لِلْخِلاَفَةِ .ا.هـ.

وجاء في ترجمةِ " زيدِ بن علي " (5/390) : " قَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ : جَاءتِ الرَّافِضَّةُ زَيْداً ، فَقَالُوا : تَبَرَّأْ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ حَتَّى نَنْصُرَكَ . قَالَ: بَلْ أَتَوَلاَّهُمَا . قَالُوا : إِذاً نَرفُضُكَ ، فَمِنْ ثَمَّ قِيْلَ لَهُمُ : الرَّافِضَّةُ . وَأَمَّا الزَّيْدِيَّةُ ، فَقَالُوا بِقَوْلِه ، وَحَارَبُوا مَعَهُ .
وَذَكَرَ : إِسْمَاعِيْلُ السُّدِّيُّ، عَنْهُ ، قَالَ : الرَّافِضَّةُ حِزبُنَا مَرَقُوا عَلَيْنَا .

وَرَوَى : هَاشِمُ بنُ البَرِيْدِ ، عَنْ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : كَانَ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - إِمَامَ الشَّاكرِيْنَ ، ثُمَّ تَلاَ : " وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكرِيْنَ " ، ثُمَّ قَالَ : البَرَاءةُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ هِيَ البَرَاءةُ مِنْ عَلِيٍّ .ا.هـ.

تعليقاتُ الإمامِ الذهبي في " سيرِ أعلامِ النبلاءِ " على الرافضةِ
قال في " السيرِ " (1/140) عند ترجمةِ الصحابي الجليلِ سَعِيْدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرٍو أحدِ العشرةِ المبشرين بالجنةِ : " فَهَذَا مَا تَيَسَّرَ مِنْ سِيْرَةِ العَشَرَةِ، وَهُمْ أَفْضَلُ قُرَيْشٍ ، وَأَفْضَلُ السَّابِقِيْنَ المُهَاجِرِيْنَ ، وَأَفْضَلُ البَدْرِيِّيْنَ ، وَأَفْضَلُ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ ، وَسَادَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .

فَأَبْعَدَ اللهُ الرَّافِضَةَ مَا أَغْوَاهُمْ ، وَأَشَدَّ هَوَاهُمْ ، كَيْفَ اعْتَرَفُوا بِفَضْلِ وَاحِدٍ مِنْهُم ، وَبَخَسُوا التِّسْعَةَ حَقَّهُمْ ، وَافْتَرَوْا عَلَيْهِمْ بِأنَّهُمْ كَتَمُوا النَّصَّ فِي عَلِيٍّ أَنَّهُ الخَلِيْفَةُ ؟

فَوَاللهِ مَا جَرَى مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ ، وَأَنَّهُمْ زَوَّرُوا الأَمْرَ عَنْهُ بِزَعْمِهِمْ ، وَخَالَفُوا نَبِيَّهُمْ ، وَبَادَرُوا إِلَى بَيْعَةِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمً ، يَتَّجِرُ وَيَتَكَسَّبُ ، لاَ لِرَغْبَةٍ فِي أَمْوَالِهِ ، وَلاَ لِرَهْبَةٍ مِنْ عَشِيْرَتِهِ وَرِجَالِهِ ، وَيْحَكَ أَيَفْعَلُ هَذَا مَنْ لَهُ مسْكَةُ عَقْلٍ ؟

وَلَوْ جَازَ هَذَا عَلَى وَاحِدٍ لَمَا جَازَ عَلَى جَمَاعَةٍ ، وَلَوْ جَازَ وُقُوْعُهُ مِنْ جَمَاعَةٍ ، لاَسْتَحَالَ وُقُوْعُهُ وَالحَالَةُ هَذِهِ مِنْ أُلُوْفٍ مِنْ سَادَةِ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ ، وَفُرْسَانِ الأُمَّةِ ، وَأَبْطَالِ الإِسْلاَمِ ، لَكِنْ لاَ حِيْلَةَ فِي بُرْء الرَّفْضِ ، فَإِنَّهُ دَاءٌ مُزْمِنٌ ، وَالهُدَى نُوْرٌ يَقْذِفُهُ اللهُ فِي قَلْبِ مَنْ يَشَاءُ ، فَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ .ا.هـ.

وقال في " السيرِ " (9/393) عند ترجمةِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيٌّ الرِّضَى ابْنُ مُوْسَى الكَاظِمِ : " وَقَدْ كَانَ عَلِيٌّ الرِّضَى كَبِيْرَ الشَّأْنِ ، أَهْلاً لِلْخِلاَفَةِ ، وَلَكِنْ كَذَبَتْ عَلَيْهِ وَفِيْهِ الرَّافِضَّةُ ، وَأَطْرَوْهُ بِمَا لاَ يَجُوْزُ ، وَادَّعَوْا فِيْهِ العِصْمَةَ ، وَغَلَتْ فِيْهِ ، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً .
وَهُوَ بَرِيْءٌ مِنْ عُهْدَةِ تِلْكَ النُّسَخِ المَوْضُوْعَةِ عَلَيْهِ .ا.هـ.

وقال (14/512) عند ترجمةِ أَبِي عَرُوْبَةَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَوْدُوْدِ : " قُلْتُ : كُلُّ مَنْ أَحَبَّ الشَّيْخَيْنِ فَلَيْسَ بِغَالٍ ، بَلْ مَنْ تَعَرَّضَ لَهُمَا بِشَيْءٍ مِنْ تَنَقُّصٍ فَإِنَّهُ رَافِضِيٌّ غَالٍ ، فَإِنْ سَبَّ ، فَهُوَ مِنْ شِرَارِ الرَّافِضَةِ ، فَإِنْ كَفَّرَ فَقَدْ بَاءَ بِالكُفْرِ ، وَاسْتَحَقَّ الخِزْيَ .ا.هـ.

وقال (16/457 - 458) عند ترجمةِ الإمامِ الدَّارَقُطْنِيّ : " وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : اختلفَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ ، فَقَالَ قَوْمٌ : عُثْمَانُ أَفضلُ ، وَقَالَ قَوْمٌ : عليٌّ أَفضلُ . فَتَحَاكَمُوا إِليَّ ، فَأَمسكتُ ، وَقُلْتُ : الإِمْسَاكُ خَيْرٌ . ثُمَّ لَمْ أَرَ لِدِيْنِي السُّكُوتَ ، وَقُلْتُ لِلَّذِي اسْتَفْتَانِي : ارْجِعْ إِلَيْهِم ، وَقُلْ لَهُم : أَبُو الحَسَنِ يَقُوْلُ : عُثْمَانُ أَفضَلُ مِنْ عَلِيٍّ بِاتِّفَاقِ جَمَاعَةِ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، هَذَا قَولُ أَهْلِ السُّنَّةَ ، وَهُوَ أَوَّلُ عَقْدٍ يَحلُّ فِي الرَّفْضِ .

قُلْتُ : لَيْسَ تَفْضِيْلُ عَلِيٍّ بِرَفضٍ ، وَلاَ هُوَ ببدعَةٌ ، بَلْ قَدْ ذَهبَ إِلَيْهِ خَلقٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ ، فَكُلٌّ مِنْ عُثْمَانَ وَعلِيٍّ ذُو فضلٍ وَسَابِقَةٍ وَجِهَادٍ ، وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ فِي العِلْمِ وَالجَلاَلَة ، وَلعلَّهُمَا فِي الآخِرَةِ مُتسَاويَانِ فِي الدَّرَجَةِ ، وَهُمَا مِنْ سَادَةِ الشُّهَدَاءِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - ، وَلَكِنَّ جُمُهورَ الأُمَّةِ عَلَى تَرَجيْحِ عُثْمَانَ عَلَى الإِمَامِ عَلِيٍّ ، وَإِلَيْهِ نَذْهَبُ .

وَالخَطْبُ فِي ذَلِكَ يسيرٌ ، وَالأَفضَلُ مِنْهُمَا - بِلاَ شكٍّ - أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، مَنْ خَالفَ فِي ذَا فَهُوَ شِيعِيٌّ جَلدٌ ، وَمَنْ أَبغضَ الشَّيْخَيْنِ وَاعتقدَ صِحَّةَ إِمَامَتِهِمَا فَهُوَ رَافضيٌّ مَقِيتٌ ، وَمَنْ سَبَّهُمَا وَاعتقدَ أَنَّهُمَا لَيْسَا بِإِمَامَيْ هُدَى فَهُوَ مِنْ غُلاَةِ الرَّافِضَةِ - أَبعدَهُم اللهُ - .ا.هـ.

الشيعةُ في زمنِ الذهبي كما يصورهم
قال الإمامُ الذهبي في " السير " (5/375) : " وَكَانَ النَّاسُ فِي الصَّدْرِ الأَوَّلِ بَعْدَ وَقْعَةِ صِفِّيْنَ عَلَى أَقسَامٍ : أَهْلُ سُنَّةٍ : وَهُم أُوْلُو العِلْمِ ، وَهُم مُحِبُّوْنَ لِلصَّحَابَةِ ، كَافُّوْنَ عَنِ الخَوضِ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُم ؛ كسَعْدٍ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَمُحَمَّدِ بنِ سَلَمَةَ ، وَأُمَمٍ .
ثُمَّ شِيْعَةٌ: يَتَوَالَوْنَ ، وَيَنَالُوْنَ مِمَّنْ حَارَبُوا عَلِيّاً ، وَيَقُوْلُوْنَ : إِنَّهُم مُسْلِمُوْنَ بُغَاةٌ ظَلَمَةٌ .

ثُمَّ نَوَاصِبُ : وَهُمُ الَّذِيْنَ حَارَبُوا عَلِيّاً يَوْمَ صِفِّيْنَ ، وَيُقِرُّوْنَ بِإِسْلاَمِ عَلِيٍّ وَسَابِقِيْه ، وَيَقُوْلُوْنَ : خَذَلَ الخَلِيْفَةَ عُثْمَانَ .

فَمَا عَلِمتُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ شِيْعِيّاً كَفَّرَ مُعَاوِيَةَ وَحِزْبَهُ ، وَلاَ نَاصِبِيّاً كَفَّرَ عَلِيّاً وَحِزْبَهُ ، بَلْ دَخَلُوا فِي سَبٍّ وَبُغْضٍ ، ثُمَّ صَارَ اليَوْمَ شِيْعَةُ زَمَانِنَا يُكَفِّرُوْنَ الصَّحَابَةَ ، وَيَبْرَؤُوْنَ مِنْهُم جَهلاً وَعُدوَاناً، وَيَتَعَدُّوْنَ إِلَى الصِّدِّيْقِ - قَاتَلَهُمُ اللهُ - .

وَأَمَّا نَوَاصِبُ وَقْتِنَا فَقَلِيْلٌ ، وَمَا عَلِمتُ فِيْهِم مَنْ يُكفِّرُ عَلِيّاً وَلاَ صَحَابِيّاً " . ا.هـ.

وقال أيضاً في " السير " (7/370 - 371) : " قَالَ وَكِيْعٌ : حَسَنُ بنُ صَالِحٍ عِنْدِي إِمَامٌ . فَقِيْلَ لَهُ : إِنَّهُ لاَ يَتَرحَّمُ عَلَى عُثْمَانَ . فَقَالَ : أَفَتَتَرحَّمُ أَنْتَ عَلَى الحَجَّاجِ ؟
قُلْتُ : لاَ بَارَكَ اللهُ فِي هَذَا المِثَالِ .

وَمُرَادُهُ : أَنْ تَرْكَ التَّرَحُّمِ سُكُوْتٌ ، وَالسَّاكتُ لاَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ قَوْلٌ ، وَلَكِنْ مَنْ سَكَتَ عَنْ تَرحُّمِ مِثْلِ الشَّهِيْدِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانَ ، فَإِنَّ فِيْهِ شَيْئاً مِنْ تَشَيُّعٍ ، فَمَنْ نَطَقَ فِيْهِ بِغَضٍّ وَتَنَقُّصٍ وَهُوَ شِيْعِيٌّ جَلْدٌ يُؤَدَّبُ ، وَإِنْ تَرَقَّى إِلَى الشَّيْخَيْنِ بِذَمٍّ ، فَهُوَ رَافِضِيٌّ خَبِيْثٌ ، وَكَذَا مَنْ تَعرَّضَ لِلإِمَامِ عَلِيٍّ بِذَمٍّ ، فَهُوَ نَاصِبِيٌّ يُعَزَّرُ ، فَإِنْ كَفَّرَهُ ، فَهُوَ خَارِجِيٌّ مَارِقٌ ، بَلْ سَبِيْلُنَا أَنْ نَستغفِرَ لِلْكُلِّ ، وَنُحِبُّهُم ، وَنَكَفَّ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُم " .ا.هـ.

وقال أيضاً (11/538) : " وَقَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ : سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ : مَنْ لَمْ يَبْرَأْ فِي صَلاَتِهِ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ ، حُشِرَ مَعَهُم .
قُلْتُ : هَذَا الكَلاَمُ مَبْدَأُ الرَّفْضِ ، بَلْ نَكُفُّ ، وَنَسْتَغْفِرُ لِلأُمَّةِ ، فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ فِي إِيَّاهُم قَدْ عَادَى بَعْضهُم بَعْضاً ، وَاقْتَتَلُوا عَلَى المُلْكِ ، وَتَمَّتْ عَظَائِمُ، فَمِنْ أَيِّهِم نَبْرَأُ ؟! " .ا.هـ.

وقال أيضاً (17/591) : " قَالَ ابْنُ حَزْم : الإِمَامِيَّةُ كُلُّهُم عَلَى أَنَّ القُرْآن مُبَدَّلٌ ، وَفِيْهِ زيَادَةٌ وَنقصٌ سِوَى المُرْتَضَى ، فَإِنَّهُ كَفَّر مَنْ قَالَ ذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ صَاحِباهُ أَبُو يَعْلَى الطُّوْسِيّ ، وَأَبُو القَاسِمِ الرَّازِيّ .
قُلْتُ : وَفِي توَالِيفه سَبُّ أَصْحَابِ رَسُوْل اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ علمٍ لاَ ينفع " .ا.هـ.

من هو هِشَامُ بنُ الحَكَمِ الذي ورد ذكره في حلقةِ الليلة ؟
قال الإمامُ الذهبي في " السير " (10/545) في ترجمةِ " هِشَامِ بنِ الحَكَمِ " :

هِشَامُ بنُ الحَكَمِ الكُوْفِيُّ الرَّافِضِيُّ

وَكَانَ فِي هَذَا الحِيْنِ المُتَكَلِّمُ البَارِعُ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ الكُوْفِيُّ ، الرَّافِضِيُّ ، المُشَبِّهُ ، المُعثرُ ، وَلَهُ نَظَرٌ ، وَجَدَلٌ ، وَتَوَالِيْفُ كَثِيْرَةٌ .

قَالَ ابْنُ حَزْمٍ : جُمْهُوْرُ مُتَكَلِّمِي الرَّافِضَةِ كَهِشَامِ بنِ الحَكَمِ، وَتِلْمِيْذِهِ ؛ أَبِي عَلِيٍّ الصَّكَّاكِ ، وَغَيْرِهِمَا يَقُوْلُوْنَ : بِأَنَّ عِلْمَ اللهِ مُحْدَثٌ ، وَأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ شَيْئاً فِي الأَزَلِ ، فَأَحْدَثَ لِنَفْسِهِ عِلْماً .

قَالَ : وَقَالَ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ فِي مُنَاظَرَتِهِ لأَبِي الهُذَيْلِ : إِنَّ رَبَّهُ طُوْلُهُ سَبْعَةُ أَشْبَارٍ بِشِبْرِ نَفْسِهِ .

قَالَ : وَكَانَ دَاوُدُ الجَوَارِبِيُّ مِنْ كِبَارِ مُتَكَلِّمِيْهِم ، يَزْعُمُ أَنَّ رَبَّهُ لَحْمٌ وَدَمٌ عَلَى صُوْرَةِ الآدَمِيِّ . قَالَ : وَلاَ يَخْتَلِفُوْنَ فِي رَدِّ الشَّمْسِ لِعَلِيٍّ مَرَّتَيْنِ .

وَمِنْ قَوْلِ كُلِّهِمِ : إِنَّ القُرْآنَ مُبَدَّلٌ ، زِيْدَ فِيْهِ ، وَنُقِصَ مِنْهُ ، إِلاَّ الشَّرِيْفَ المُرْتَضَى وَصَاحِبَيْهِ .

قَالَ النَّدِيْمُ : هُوَ مِنْ أَصْحَابِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ ، هَذَّبَ المَذْهَبَ ، وَفَتَقَ الكَلاَمَ فِي الإِمَامَةِ ، وَكَانَ حَاذِقاً ، حَاضِرَ الجَوَابِ " .ا.هـ.

أقوالُ شيحِ الإسلامِ ابنِ تيميةَ في الإمامِ جعفر الصادق
قال شيخُ الإسلامِ في " الفتاوى " : " وَنَحْنُ نَعْلَمُ مِنْ أَحْوَالِ أَئِمَّتِنَا أَنَّهُ قَدْ أُضِيفَ إلَى جَعْفَرٍ الصَّادِقِ - وَلَيْسَ هُوَ بِنَبِيِّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ - مِنْ جِنْسِ هَذِهِ الْأُمُورِ مَا يَعْلَمُ كُلُّ عَالِمٍ بِحَالِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ ذَلِكَ كَذِبٌ عَلَيْهِ ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ عَلَيْهِ مِنْ أَعْظَمِ الْكَذِبِ حَتَّى نُسِبَ إلَيْهِ أَحْكَامُ " الْحَرَكَاتِ السُّفْلِيَّةِ " كَاخْتِلَاجِ الْأَعْضَاءِ وَحَوَادِثِ الْجَوِّ مِنْ الرَّعْدِ وَالْبَرْقِ وَالْهَالَةِ وَقَوْسِ اللَّهِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : " قَوْسُ قُزَحٍ " وَأَمْثَالُ ذَلِكَ وَالْعُلَمَاءُ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَرِيءٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ .
وَكَذَلِكَ نُسِبَ إلَيْهِ " الْجَدْوَلُ " الَّذِي بَنَى عَلَيْهِ الضَّلَالَ طَائِفَةٌ مِنْ الرَّافِضَةِ وَهُوَ كَذِبٌ مُفْتَعَلٌ عَلَيْهِ افْتَعَلَهُ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَحَدُ الْمَشْهُورِينَ بِالْكَذِبِ ؛ مَعَ رِيَاسَتِهِ وَعَظَمَتِهِ عِنْدَ أَتْبَاعِهِ .

وَكَذَلِكَ أُضِيفَ إلَيْهِ كِتَابُ " الْجَفْرُ وَالْبِطَاقَةُ والهفت " وَكُلُّ ذَلِكَ كَذِبٌ عَلَيْهِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِهِ حَتَّى أُضِيفَ إلَيْهِ " رَسَائِلُ إخْوَانِ الصَّفَا " وَهَذَا فِي غَايَةِ الْجَهْلِ ؛ فَإِنَّ هَذِهِ الرَّسَائِلَ إنَّمَا وُضِعَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَكْثَرَ مِنْ مِائَتَيْ سَنَةٍ ؛ فَإِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَهَذِهِ الرَّسَائِلُ وُضِعَتْ فِي دَوْلَةِ بَنِي بويه فِي أَثْنَاءِ الْمِائَةِ الرَّابِعَةِ فِي أَوَائِلِ دَوْلَةِ بَنِي عُبَيْدٍ الَّذِينَ بَنَوْا الْقَاهِرَةَ وَضَعَهَا جَمَاعَةٌ ؛ وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ جَمَعُوا بِهَا بَيْنَ الشَّرِيعَةِ وَالْفَلْسَفَةِ ؛ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا .

وَأَصْحَابُ " جَعْفَرٍ الصَّادِقِ " الَّذِينَ أَخَذُوا عَنْهُ الْعِلْمَ ؛ كَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عيينة وَأَمْثَالِهِمَا مِنْ الْأَئِمَّةِ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ بَرَاءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَكَاذِيبِ .

وَكَذَلِكَ كَثِيرٌ مَا يَذْكُرُهُ الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي فِي " كِتَابِ حَقَائِقِ التَّفْسِيرِ " عَنْ جَعْفَرٍ مِنْ الْكَذِبِ الَّذِي لَا يَشُكُّ فِي كَذِبِهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِذَلِكَ . وَكَذَلِكَ كَثِيرٌ مِنْ الْمَذَاهِبِ الْبَاطِلَةِ الَّتِي يَحْكِيهَا عَنْهُ الرَّافِضَةُ .

وَهِيَ مِنْ أَبْيَنِ الْكَذِبِ عَلَيْهِ .

وَلَيْسَ فِي فِرَقِ الْأُمَّةِ أَكْثَرُ كَذِبًا وَاخْتِلَافًا مِنْ " الرَّافِضَةِ " مِنْ حِينِ نَبَغُوا .ا.هـ.

وقال أيضاً : " و " كِتَابُ حَقَائِقِ التَّفْسِيرِ " لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي يَتَضَمَّنُ ثَلَاثَةَ أَنْوَاعٍ : " أَحَدُهَا " نُقُولٌ ضَعِيفَةٌ عَمَّنْ نُقِلَتْ عَنْهُ مِثْلُ أَكْثَرِ مَا نَقَلَهُ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ فَإِنَّ أَكْثَرَهُ بَاطِلٌ عَنْهُ وَعَامَّتُهَا فِيهِ مِنْ مَوْقُوفِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَدْ تَكَلَّمَ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ فِي نَفْسِ رِوَايَةِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَتَّى كَانَ البيهقي إذَا حَدَّثَ عَنْهُ يَقُولُ حَدَّثَنَا مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ ... وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يَعْرِفَ أَنَّهُ قَدْ كَذَبَ عَلَى عَلِيٍّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ؛ لَا سِيَّمَا عَلَى جَعْفَرٍ الصَّادِقِ مَا لَمْ يَكْذِبْ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الصَّحَابَةِ حَتَّى إنَّ الإسماعيلية والنصيرية يُضِيفُونَ مَذْهَبَهُمْ إلَيْهِ وَكَذَلِكَ الْمُعْتَزِلَةُ .ا.هـ.

وقال أيضاً : " وَأَمَّا الْكَذِبُ وَالْأَسْرَارُ الَّتِي يَدْعُونَهَا عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ : فَمِنْ أَكْبَرِ الْأَشْيَاءِ كَذِبًا حَتَّى يُقَالَ : مَا كُذِبَ عَلَى أَحَدٍ مَا كُذِبَ عَلَى جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
وَمِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الْمُضَافَةِ كِتَابُ " الْجَفْرِ " الَّذِي يَدَّعُونَ أَنَّهُ كَتَبَ فِيهِ الْحَوَادِثَ وَالْجَفْرُ : وَلَدُ الْمَاعِزِ .

يَزْعُمُونَ أَنَّهُ كَتَبَ ذَلِكَ فِي جِلْدِهِ وَكَذَلِكَ كِتَابُ " الْبِطَاقَةِ " الَّذِي يَدَّعِيهِ ابْنُ الحلي وَنَحْوُهُ مِنْ الْمَغَارِبَةِ وَمِثْلُ كِتَابِ : " الْجَدْوَلِ " فِي الْهِلَالِ وَ " الْهَفْتِ " عَنْ جَعْفَرٍ وَكَثِيرٍ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَغَيْرِهِ .

وَمِثْلُ كِتَابِ " رَسَائِلِ إخْوَانِ الصَّفَا " الَّذِي صَنَّفَهُ جَمَاعَةٌ فِي دَوْلَةِ بَنِي بويه بِبَغْدَادَ وَكَانُوا مِنْ الصَّابِئَةِ الْمُتَفَلْسِفَةِ الْمُتَحَنِّفَةِ جَمَعُوا بِزَعْمِهِمْ بَيْنَ دِينِ الصَّابِئَةِ الْمُبَدِّلِينَ وَبَيْنَ الْحَنِيفِيَّةِ وَأَتَوْا بِكَلَامِ الْمُتَفَلْسِفَةِ وَبِأَشْيَاءَ مِنْ الشَّرِيعَةِ وَفِيهِ مِنْ الْكُفْرِ وَالْجَهْلِ شَيْءٌ كَثِيرٌ وَمَعَ هَذَا فَإِنَّ طَائِفَةً مِنْ النَّاسِ - مِنْ بَعْضِ أَكَابِرِ قُضَاةِ النَّوَاحِي - يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ .ا.هـ.

وقال أيضاً : " وَقَدْ يُقَارِبُ هَذَا قَوْلَ مَنْ يَقُولُ مِنْ الإسماعيلية بِالْعَدَدِ دُونَ الْهِلَالِ وَبَعْضُهُمْ يَرْوِي عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ جَدْوَلًا يُعْمَلُ عَلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي افْتَرَاهُ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ .
وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ خَارِجَةٌ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ وَقَدْ بَرَّأَ اللَّهُ مِنْهَا جَعْفَرًا وَغَيْرَهُ .ا.هـ.

وقال أيضاً : " وَهَذَا كَمَا فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ : " قِيلَ لِعَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَلْ تَرَكَ عِنْدَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا ؟ وَفِي لَفْظٍ : هَلْ عَهِدَ إلَيْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا لِمَا يَعْهَدُهُ إلَى النَّاسِ ؟ فَقَالَ : لَا وَاَلَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إلَّا فَهْمًا يُؤْتِيهِ اللَّهُ عَبْدًا فِي كِتَابِهِ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ : وَفِيهَا الْعَقْلُ وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرِ " .
وَبِهَذَا الْحَدِيثِ وَنَحْوِهِ مِنْ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ : اسْتَدَلَّ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا يُذْكَرُ عَنْ عَلِيٍّ وَأَهْلِ الْبَيْتِ ؛ مِنْ أَنَّهُمْ اُخْتُصُّوا بِعِلْمِ خَصَّهُمْ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَ غَيْرِهِمْ كَذِبٌ عَلَيْهِمْ مِثْلُ مَا يُذْكَرُ مِنْهُ الْجَفْرُ وَالْبِطَاقَةُ وَالْجَدْوَلُ وَغَيْرُ ذَلِكَ وَمَا يَأْثُرُهُ الْقَرَامِطَةُ الْبَاطِنِيَّةُ عَنْهُمْ فَإِنَّهُ قَدْ كُذِبَ عَلَى جَعْفَرٍ الصَّادِقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا لَمْ يُكْذَبْ عَلَى غَيْرِهِ .

وَكَذَلِكَ كُذِبَ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَيْرِهِ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْبَيْتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَمَا قَدْ بُيِّنَ هَذَا وَبُسِطَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ " .ا.هـ.

وقال أيضاً : " وَكَذَلِكَ مَا يُذْكَرُ فِي مِصْرَ مِنْ قَبْرِ " عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ " أَوْ " جَعْفَرٍ الصَّادِقِ " أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ هُوَ كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ فَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ وَجَعْفَرًا الصَّادِقَ إنَّمَا تُوُفِّيَا بِالْمَدِينَةِ " .ا.هـ.

الإمامُ ابنُ كثيرٍ ينفي ما ينسب إلى الإمامِ جعفرِ الصادق
الحمدُ للهِ وبعدُ ؛

رأينا في ندوةِ قناةِ المستقلةِ عن الإمامِ جعفرِ الصادق ما نسبهُ الرافضةُ إلى أهلِ السنةِ والجماعةِ من بغضٍ لآلِ بيتِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ومنهم جعفرُ الصادق ، وقد رأيتم في النقولِ السابقةِ لعلماءِ أهلِ السنةِ ما دافعوا به عن الإمام جعفرِ الصادق .

وهذا إمامُ آخر من أئمةِ أهلِ السنةِ وهو الحافظُ ابنُ كثيرٍ يسطرُ في كتابِ " البدايةِ والنهايةِ " دفاعاً عن الإمامِ جعفر الصادق .

قال ابنُ كثيرٍ في " البدايةِ والنهايةِ " (10/108) : " ثم دخلت سنة ثمان وأربعين ومائة ... وفيها كانت وفاةُ جماعةٍ من الأعيانِ ، منهم ؛ جعفرُ بنُ محمدٍ الصادق ، المنسوبُ إليه كتابِ " اختلاج الأعضاء " وهو مكذوبٌ عليه " .ا.هـ.

وقال أيضاً (11/54) عند ترجمةِ " جعفر بن محمد بن عمر البلخي " : " والظاهر أن الذي نُسب إلى جعفرِ بنِ محمدٍ الصادق من علمِ الرجزِ ، والطرفِ ، واختلاجِ الأعضاءِ إنما هو منسوبٌ إلى جعفرِ بنِ أبي معشر هذا ، وليس بالصادقِ ، وإنما يغلطون " .ا.هـ.
ولي وقفاتٌ مع بعضِ الكتبِ التي نسبت إلى جعفرِ الصادق ، سأضعهُا لا حقاً .

الإمام جعفر الصادق رحمه الله
بين الرافضة وشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :

فهذه نتف من كلام شيخ الإسلام وشامة الشام الإمام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني الدمشقي - رحمه الله - في الإمام جعفر بن محمد المعروف بجعفر الصادق - رحمه الله - وذلك ليعلم الحق و ينصف العالم ، والله الهادي إلى سواء السبيل .

وسأذكر كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - في هذه القضية ليتبين من خلاله محبة شيخ الإسلام - رحمه الله - ، لجعفر الصادق - رحمه الله - ، وذلك خلافا لما ينسبه إليه الرافضة من أنه يبغضه ، ويبغض آل البيت - رحمهم الله جميعا ورضي عنهم - .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني رحمه الله تعالى :
" والإسماعيلية والقرامطة والباطنية الثنوية والحاكمية وغيرهم من الضلالات المخالفة لدين الإسلام ، وما ينسبونه إلى علي بن أبى طالب ، أو جعفر الصادق ، أو غيرهما من أهل البيت ، كالبطاقة والهفت والجدول والجفر وملحمة بن عنضب وغير ذلك من الأكاذيب المفتراة باتفاق جميع أهل المعرفة ، وكل هذا باطل فإنه لما كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم به اتصال النسب والقرابة ، وللأولياء الصالحين منهم ومن غيرهم به اتصال الموالاة والمتابعة ، وصار كثير ممن يخالف دينه وشريعته وسنته يموه باطله ويزخرفه بما يفتريه على أهل بيته وأهل موالاته ومتابعته ، وصار كثير من الناس يغلو إما في قوم من هؤلاء أو من هؤلاء ، حتى يتخذهم آلهة أو يقدم ما يضاف إليهم على شريعة النبي وسنته ، وحتى يخالف كتاب الله وسنة رسوله وما اتفق عليه السلف الطيب من أهل بيته ومن أهل الموالاة له والمتابعة وهذا كثير في أهل الضلال " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 11 ، صفحة 55

وقال أيضا رحمه الله : فإنه قد كذب على جعفر الصادق - رضى الله عنه - ما لم يكذب على غيره ، وكذلك كذب على علي رضى الله عنه وغيره من أئمة أهل البيت رضى الله عنهم " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 2 ، صفحة 217 .

وقال أيضا : " وأما الكذب والأسرار التي يدعونها عن جعفر الصادق فمن أكبر الأشياء كذبا ، حتى يقال ما كذب على أحد ما كذب على جعفر - رضي الله عنه - ومن هذه الأمور المضافة كتاب الجفر الذي يدعون أنه كتب فيه " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 4 ، صفحة 78 .

وقال أيضا : " ومثل كتاب رسائل إخوان الصفا الذي صنفه جماعة في دولة بني بويه ببغداد وكانوا من الصابئة المتفلسفة المتحنفة ، جمعوا بزعمهم بين دين الصابئة المبدلين وبين الحنيفية ، وأتوا بكلام المتفلسفة وبأشياء من الشريعة ، وفيه من الكفر والجهل شيء كثير ، ومع هذا فإن طائفة من الناس من بعض أكابر قضاة النواحي يزعم أنه من كلام جعفر الصادق وهذا قول زنديق وتشنيع جاهل " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 4 ، صفحة 79 .

فتأمل يا رعاك الله أن شيخ الإسلام رحمه الله في كلامه السابق يدافع عن جعفر الصادق ، وكذا عن علي رضي الله عنهما ، وينفي عنهما الكذب الذي نسب إليهما مما فيه مخالفة صريحة لكتاب الله سبحانه وتعالى ولسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وقد بين الشيخ أن من ينسب تلك الأقوال إليهم كذبا وزورا إنما هو صاحب باطل يريد أن يزخرف لباطله بما ينسبه إليهم ، أو أنه لم يوفق للصواب ، فصدق تلك الأكاذيب فبنى مذهبه عليها ظانا أنه على الحق ، وزعم أنه على مذهب آل البيت رضوان الله عليهم .

وصنيع شيخ الإسلام هذا هو الحب الحقيقي لآل البيت ، وليس الحب الحقيقي بأن ينسب لآل البيت عقائد مخالفة للقرآن والسنة كالقول بتحريف القرآن ، ثم يقول إنني أحب آل البيت ، ولذا فأنا الذي أتبع مذهبهم ... ، وهو إنما يتبع ما نسب إليهم من كذب ... ، فمن الصادق في المحبة ؟ .

وقال أيضا رحمه الله : " وكذلك ما يذكر في دمشق من قبور أزواج النبي - صلى الله عليه سلم - وإنما توفين بالمدينة النبوية ، وكذلك ما يذكر في مصر من قبر علي بن الحسين أو جعفر الصادق أو نحو ذلك ، هو كذب باتفاق أهل العلم ، فإن علي بن الحسين وجعفر الصادق إنما توفيا بالمدينة ، وقد قال عبد العزيز الكناني الحديث المعروف : ليس في قبور الأنبياء ما ثبت إلا قبر نبينا ، قال غيره : وقبر الخليل أيضا ، وسبب اضطراب أهل العلم بأمر القبور أن ضبط ذلك ليس من الدين فإن النبي قد نهى أن تتخذ القبور مساجد فلما لم يكن معرفة ذلك من الدين لم يجب ضبطه " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 4 ، صفحة 516 .

فلاحظ أن ضرورة ضبط القبور ، وما يتبعه من أمور كجعلها مساجد وتعظيمها ، والبناء عليها وتجصيصها ، والذبح لها وتقديم القرابين ونحو ذلك ليس من دين الإسلام ، وإنما نهى الإسلام عن البناء عليها وتجصيصها ونحو ذلك ، وهو الموافق لمعتقد آل البيت ، كما جاء في الكافي وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث عليا - رضي الله عنه - : أن لا يدع صورة إلا طمسها ولا قبرا مشرفا إلا سواه ... الحديث [ الكافي 6/528 ] .

وأنت ترى في كلام شيخ الإسلام الإشارة إلى هذا ، وأن جملة من القبور المنسوبة إلى بعض الصالحين غير صحيح ، فلو كان أمرا مشروعا لكان أمرا بينا لا يختلف فيه اثنان ، فتأمل .

وقال أيضا رحمه الله : " وكذلك ما يأثره أبو عبد الرحمن عن بعض المتكلمين فى الطريق أو ينتصر له من الأقوال والأفعال والأحوال ، فيه من الهدى والعلم شيء كثير ، وفيه أحيانا من الخطأ أشياء ، وبعض ذلك يكون عن اجتهاد سائغ ، وبعضه باطل قطعا ، مثل ما ذكر في حقائق التفسير قطعة كبيرة عن جعفر الصادق وغيره ، من الآثار الموضوعة ، وذكر عن بعض طائفة أنواعا من الإشارات التي بعضها أمثال حسنة واستدلالات مناسبة وبعضها من نوع الباطل واللغو " كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 11 ، صفحة 42 .

فبالله عليك أليس هذا من الإنصاف ، وأن ما ينسب إلى جعفر الصادق - رحمه الله - منه ماهو صحيح ، ومنه ماهو كذب وهو الكثير ، فمن الذي أنصف آل البيت ؟ ..

وقال أيضا : " ولهذا كان أعظم الأبواب التى يدخلون منها : باب التشيع والرفض ، لأن الرافضة هم أجهل الطوائف وأكذبها وأبعدها عن معرفة المنقول والمعقول ، وهم يجعلون التقية من أصول دينهم ويكذبون على أهل البيت كذبا لا يحصيه إلا الله ، حتى يرووا عن جعفر الصادق أنه قال : " التقية ديني ودين آبائي " و التقية هي شعار النفاق ، فإن حقيقتها عندهم أن يقولوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وهذا حقيقة النفاق ، ثم إذا كان هذا من أصول دينهم صار كل ما ينقله الناقلون عن علي أو غيره من أهل البيت مما فيه موافقة أهل السنة والجماعة يقولون هذا قالوه على سبيل التقية ثم فتحوا باب النفاق للقرامطة الباطنية " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 13 ، صفحة 263 .

فأنت ترى أن غرض الشيعة إنما هو مخالفة أهل السنة وليس اتباع مذهب آل البيت حقيقة ، وإلا لقبلوا ما ينقل عن آل البيت مما هو ثابت عنهم ، والذي هو بلا شك موافق لمذهب أهل السنة والجماعة وخاصة في الاعتقاد .

وقال أيضا رحمه الله : " فمنهم من يعتمد على جدول يزعمون أن جعفر الصادق دفعه إليهم ، ولم يأت به إلا عبد الله بن معاوية ، ولا يختلف أهل المعرفة من الشيعة وغيرهم أن هذا كذب مختلق على جعفر اختلقه عليه عبد الله هذا ، وقد ثبت بالنقل المرضي عن جعفر وعامة أئمة أهل البيت ما عليه المسلمون وهو قول أكثر عقلاء الشيعة " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 25 ، صفحة 179 .

فهل أدركت بعد هذا كله أن جعفر الصادق - رحمه الله - كُذِبَ عليه كما ذكرت لك ، وأن شيخ الإسلام إنما هو من أشد المدافعين عنه حقيقة لا ادعاء أجوفا .. ، ولكن إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ..

قال رحمه الله : " ونحن نعلم من أحوال أئمتنا أنه قد أضيف إلى جعفر الصادق - وليس هو بنبي من الأنبياء - من جنس هذه الأمور ما يعلم كل عالم بحال جعفر رضى الله عنه أن ذلك كذب عليه ، فإن الكذب عليه من أعظم الكذب حتى نسب إليه أحكام الحركات السفلية ، كاختلاج الأعضاء وحوادث الجو من الرعد والبرق والهالة وقوس الله الذي يقال له قوس قزح وأمثال ذلك ، والعلماء يعلمون أنه بريء من ذلك كله ، وكذلك نسب إليه الجدول الذي بنى عليه الضلال طائفة من الرافضة ، وهو كذب مفتعل عليه افتعله عليه عبد الله بن معاوية أحد المشهورين بالكذب مع رياسته وعظمته عند اتباعه ، وكذلك أضيف إليه كتاب الجفر والبطاقة والهفت ، وكل ذلك كذب عليه باتفاق أهل العلم به ، حتى أضيف إليه رسائل إخوان الصفا ، وهذا في غاية الجهل ، فإن هذه الرسائل إنما وضعت بعد موته بأكثر من مائتي سنة ، فإنه توفي سنة ثمان وأربعين ومائة ، وهذه الرسائل وضعت في دولة بنى بويه في أثناء المائة الرابعة في أوائل دولة بنى عبيد الذين بنوا القاهرة ، وضعها جماعة وزعموا أنهم جمعوا بها بين الشريعة والفلسفة فضلوا وأضلوا ، وأصحاب جعفر الصادق الذين أخذوا عنه العلم ، كمالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، وأمثالهما من الأئمة ، أئمة الإسلام براء من هذه الأكاذيب ، وكذلك كثير ما يذكره الشيخ أبو عبد الرحمن السَلَمي في كتاب "حقائق التفسير" عن جعفر من الكذب الذي لا يشك في كذبه أحد من أهل المعرفة بذلك .. ، وكذلك كثير من المذاهب الباطلة التي يحكيها عنه الرافضة ، وهي من أبين الكذب عليه ، وليس في فرق الأمة أكثر كذباً واختلاقاً من الرافضة من حين نبغوا ، فأول من ابتدع الرفض كان منافقاً زنديقاً يقال له : عبد الله بن سبأ ، فأراد بذلك إفساد دين الإسلام كما فعل "بولص" صاحب الرسائل التي بأيدي النصارى ، حيث ابتدع لهم بدعاً أفسد بها دينهم ، وكان يهوديا فأظهر النصرانية نفاقا فقصد إفسادها ، وكذلك كان ابن سبأ يهوديا فقصد ذلك " مجموع فتاوى شيخ الإسلام 35/183 ، وانظر أيضا : منهاج السنة 4/54 .

وقال أيضا رحمه الله : " ولم يكذب على أحد ما كذب على جعفر الصادق مع براءته ، كما كذب عليه فنسب إليه علم البطاقة والهفت والجدول واختلاج الأعضاء ومنافع القرآن والكلام على الحوادث وأنواع من الإشارات في تفسير القرآن وتفسير قراءة السورة في المنام ، ,كل ذلك كذب عليه ... " منهاج السنة 7/534 .

وقال أيضا رحمه الله : " والنفاق والزندقة في الرافضة أكثر منه في سائر الطوائف ، بل لا بد لكل منهم من شعبة نفاق ، فإن أساس النفاق الذي بني على الكذب ، وأن يقول الرجل بلسانه ما ليس في قلبه ، كما أخبر الله تعالى عن المنافقين أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، والرافضة تجعل هذا من أصول دينها وتسميه التقية ، وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الذين برأهم الله عن ذلك ، حتى يحكوا عن جعفر الصادق أنه قال التقية ديني ودين آبائي ، وقد نزه الله المؤمنين من أهل البيت وغيرهم عن ذلك ، بل كانوا من أعظم الناس صدقا وتحقيقا للإيمان ، وكان دينهم التقوى لا التقية وقول الله تعالى : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة } . " منهاج السنة 2/ 46 .

وقال أيضا : فالآفة وقعت من الكذابين عليه لا منه ... ، وحتى كل من أراد أن ينفق أكاذيبه نسبها إلى جعفر ... " منهاج السنة 4/54 .

وفيما سبق يتبين لك أن كلام شيخ الإسلام في الرافضة ليس هو لاتباعهم أهل البيت كما يزعمون ، ولكن لكذبهم على آل البيت ، ومن ثم اتباعهم لهذا الكذب وتسميته بمذهب آل البيت !! .

ومما يستفاد من كلامه أيضا رحمه الله :
- كثرة الكذب على آل البيت عموما ، وعلى جعفر - رحمه الله - خصوصا ، وهو بريء من هذا الكذب والبهتان .. ، والآفة من هؤلاء الكذابين عليه ، لا منه - رحمه الله - .

- أن أئمة آل البيت - رحمهم الله - من أعظم الناس صدقا وتحقيقا للإيمان ، وكان دينهم التقوى لا التقية التي هي النفاق تعينه ..

- أن الذين أخذوا العلم الصحيح عن أئمة آل البيت - رحمهم الله -كجعفر الصادق - رحمه الله - ، ولم يقبلوا إلا ما صح عنهم ، هم أئمة السلف من أهل السنة والجماعة ، كمالك بن أنس وسفيان بن عيينة - رحمهما الله - ، وهم براء من هذه الأكاذيب .

- أن أهل السنة والجماعة يجلون الأئمة من آل البيت ، ولكنهم لا يعتقدون بعصمة الأئمة ، فجعفر الصادق - رحمه الله - وغيره ليسوا معصومين ، وإنما العصمة للأنبياء ، وذلك ضرورة تبليغ الرسالة ... ، ومن ثم يعلم أن كثيرا مما ينسب إلى جعفر الصادق - رحمه الله - لا يصح عنه ، لاختصاصه بمن يشرع عن الله ، وإلى هذا أشار الشيخ بقوله : " وليس هو بنبي من الأنبياء " .

- أن أرباب الضلال كالرافضة ، بنوا مذهبهم على هذه الأكاذيب ، ثم سموها بمذهب آل البيت وتعصبوا لها ، وحاولوا إثباتها بأي وسيلة أو طريقة ، وكل من أراد أن ينفق أكاذيبه نسبها إلى جعفر الصادق - رحمه الله - .

- أن الرافضة بنوا مذهبهم على أساس من أسس النفاق ، وهو الكذب المسمى عندهم بالتقية ، وذلك بأن يقول بلسانه ما هو مخالف لما في قلبه وذلك خوفا من افتضاح أمره ، أو حفاظا على المذهب كما قال بعض أئمتهم ، وقد أخبر الله عن المنافقين أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، وأئمة آل البيت براء من هذه العقيدة الفاسدة .

وثمت فوائد أخرى من كلامه رحمه الله أعرضت عنها خشية الإطالة .

وقد كذب الرافضة على جعفر - رحمه الله - حتى في نقلهم عنه تفسير القرآن ، فكذبوا في تفسير القرآن ثم نسبوا هذا التفسير له ، وإلى هذا سبقت الإشارة في كلام شيخ الإسلام ، وذكره في غير هذا الموضع فمثلا :

قال رحمه الله : " وما ينقل في حقائق السلمي من التفسير عن جعفر الصادق ، عامته كذب على جعفر ، كما قد كذب عليه غير ذلك كما تقدم .. " منهاج السنة 8/ 43 .

وقال أيضا رحمه الله : " وقال جعفر الصادق في قوله : ( ثم دنا فتدلى ) [ سورة النجم 8 ] من توهم أنه بنفسه دنا جعل ثم مسافلة ، وإنما تدنى أنه كلما قرب منه بعده عن أنواع المعارف إذ لا دنو ولا بعد ، قلت : هذا الكلام وأشباهه مما اتفق أهل المعرفة على أنه مكذوب على جعفر مثل كثير من الإشارات التي ذكرها عنه أبو عبد الرحمن في "حقائق التفسير" والكذب على جعفر كثير منتشر ، والذي نقله العلماء الثقات عنه معروف يخالف رواية المفترين عليه ... " الاستقامة 1/191 .

وقد نسبوا له أيضا أقوالا في تفسير القرآن بالباطن ، وأن له ظاهرا وباطنا ، ولذا قال الشيخ رحمه الله : " وهؤلاء المدعون للباطن ... " الفتاوى الكبرى 4/276 . وذلك إنما هو كذب عليه .

وقال رحمه الله : " والمقصود هنا أن يقال لهذا الإمامي وأمثاله : ناظروا إخوانكم هؤلاء الرافضة في التوحيد ، وأقيموا الحجة على صحة قولكم ، ثم ادعوا إلى ذلك ، ودعوا أهل السنة والتعرض لهم ، فإن هؤلاء يقولون : إن قولهم في التوحيد هو الحق وهم كانوا في عصر جعفر الصادق وأمثاله ، فهم يدَّعُون أنهم أعلم منكم بأقوال الأئمة لا سيما وقد استفاض عن جعفر الصادق أنه سئل عن القرآن أخالق هو أم مخلوق فقال ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله ، وهذا مما اقتدى به الإمام أحمد في المحنة فإن جعفر بن محمد من أئمة الدين باتفاق أهل السنة " . منهاج السنة 2/ 245

وقال : " ... ولهذا كانت الإمامية لا تقول إنه مخلوق لما بلغهم نفي ذلك عن أئمة أهل البيت ، وقالوا : إنه محدث مجعول ، ومرادهم بذلك أنه مخلوق ، وظنوا أن أهل البيت نفوا أنه غير مخلوق أي مكذوب مفترى ، ولا ريب أن هذا المعنى منتف باتفاق المسلمين ، من قال إنه مخلوق ، ومن قال إنه غير مخلوق ، والنزاع بين أهل القبلة إنما كان في كونه مخلوقا خلقه الله أو هو كلامه الذي تكلم به وقام بذاته ، وأهل البيت إنما سئلوا عن هذا وإلا فكونه مكذوبا مفترى مما لا ينازع مسلم في بطلانه ، ولكن الإمامية تخالف أهل البيت في عامة أصولهم ، فليس في أئمة أهل البيت مثل علي بن الحسين وأبي جعفر الباقر وابنه جعفر بن محمد الصادق من كان ينكر الرؤية أو يقول بخلق القرآن أو ينكر القدر أو يقول بالنص على علي أو بعصمة الأئمة الاثني عشر أو يسب أبا بكر وعمر " منهاج السنة 2/ 368

فنحن نقول للرافضة إن كنتم صادقين في زعمكم محبة آل البيت ، فاتبعوا مذهبهم الصحيح في الاعتقادات وفي العبادات وفي الصحابة ، وغير ذلك مما هو معلوم لمن أنصف آل البيت مذهبهم ، وردوا على من خالف ذلك من أبناء جلدتكم ، أم هو التستر باتباعهم للطعن في الإسلام .. ؟ .

وأنت هنا ، أن شيخ الإسلام أكد على قضية مهمة وهي أن أهل السنة عاشوا زمن جعفر الصادق وأمثاله من العلماء - رحمهم الله - ، وأنهم يدعون أنهم أعلم بأقوال الأئمة من هؤلاء الشيعة ، ولذا فمذهب أهل السنة هو القول الحق ، وهو الذي درجوا عليه ، وقد مثل الشيخ بقول الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - في القرآن ، وأنه اقتدى في ذلك بجعفر الصادق - رحمه الله - .

أما مجرد ادعاء حب آل البيت ، فليس كافيا في الحكم بصحة عقائد من يدعي حبهم وهو في الحقيقة مخالف لما هم عليه من العقائد ، وإن كذب ونسب تلك العقائد لهم ، ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله في كلامه الآتي :

قال رحمه الله : " ... قوم إذا ذكروا عليا يردون السلام على السحاب ، فهذا بعض ما نقله الأشعري وغيره عنهم ، وهو بعض ما فيهم من هذا الباب ، فإن الإسماعيلية والنصيرية لم يكونوا حدثوا إذ ذاك ، والنصيرية من نوع الغلاة ، والإسماعيلية ملاحدة أكفر من النصيرية ، ومن شيعة النصيرية من يقول أشهد أن لا إله إلا حيدرة الأنزع البطين ، ولا حجاب عليه إلا محمد الصادق الأمين ، ولا طريق إليه إلا سلمان ذو القوة المتين " منهاج السنة 2/ 512 .

فإذا تبين كثرة الكذب عليه ، علم أنه إنما كان من علماء السلف ، وأنه من علماء أهل السنة والجماعة ، وهذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - قبل قليل حيث قال : " فإن جعفر بن محمد من أئمة الدين باتفاق أهل السنة " . وتأمل في كلامه الآتي رحمه الله ففيه فوائد جمة .

قال رحمه الله : " وجعفر الصادق رضي الله عنه من خيار أهل العلم والدين ، أخذ العلم عن جده أبي أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وعن محمد بن المنكدر ونافع مولى ابن عمر والزهري وعطاء بن أبي رباح وغيرهم ، وروى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك بن أنس وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وابن جريج وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وحاتم بن إسماعيل وحفص بن غياث ومحد بن إسحاق بن يسار " منهاج السنة 4/ 52 .

ومما ذكر الشيخ - رحمه الله - في تلقي آل البيت للعلم ، قال رحمه الله : " ... وأيضا جعفر الصادق أخذ عن أبيه وعن غيره كما قدمنا ، وكذلك أبوه أخذ عن علي بن الحسين وغيره ، وكذلك علي بن الحسين أخذ العلم عن غير الحسين أكثر مما أخذ عن الحسين ، فإن الحسين قتل سنة إحدى وستين وعلي صغير ، فلما رجع إلى المدينة أخذ عن علماء أهل المدينة ، فإن علي بن الحسين أخذ عن أمهات المؤمنين عائشة وأم سلمة وصفية وأخذ عن ابن عباس والمسور بن مخرمة وأبي رافع مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومروان بن الحكم وسعيد بن المسيب " منهاج السنة 7/ 534 .

فهل بعد الحق إلا الضلال .. ، وهل جعفر الصادق - رحمه الله - إلا عالم من علماء أهل السنة والجماعة ، أخذ العلم عمن سبقه بالسند المتصل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأخذه عنه من بعده ، وهكذا يؤخذ العلم ، لا كما يزعم الرافضة الغالين في آل البيت - رضوان الله عليهم - .

وقال أيضا رحمه الله : " فان أبا حنيفة من أقران جعفر الصادق توفي الصادق سنة ثمان و أربعين ومائة ، وتوفي أبو حنيفة سنة خمسين و مائة ، وكان أبو حنيفة يفتي في حياة أبي جعفر والد الصادق ، وما يعرف أن أبا حنيفة أخذ عن جعفر الصادق ولا عن أبيه مسألة واحدة ، بل أخذ عمن كان أسن منهما كعطاء بن أبي رباح ، و شيخه الأصلي حماد بن أبي سليمان ، و جعفر بن محمد كان بالمدينة " منهاج السنة 7/ 532

وكلامه - رحمه الله - واضح في أن العلم يؤخذ بالتلقي عمن اشتهر بالعلم ، وجواز الفتوى لمن كان عنده علم ولو وجد من هو أعلم منه ، ويبين لك أيضا أن محمد الباقر ، وابنه جعفر الصادق ، وأبا حنيفة ، - رحمهم الله جميعا - من أهل العلم الذين يتلقى عنهم العلم ..

فلعلك أدركت شدة الكذب وكثرته على آل البيت - رحمهم الله - وخاصة جعفر الصادق - رحمه الله - ، والأغرب من ذلك استحلال هؤلاء لكثير من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ناهيك عن إيجاب العبادات وتحريم المحرمات ، بناء على هذا الأساس من الكذب ، ولا شك أن اعتقاد كثير من هذه الأمور وإن نسب لآل البيت كذبا عليهم ، أنه كفر بالله سبحانه ، بل من أعظم الكفر ، لأنه ارتكاب لهذه الموبقات باسم الدين ، وكذب على الله سبحانه وتعالى ، وقد بين شيخ الإسلام - رحمه الله - ذلك في كلامه الآتي .

قال رحمه الله : " وهؤلاء المدعون للباطن لا يوجبون هذه العبادات ولا يحرمون هذه المحرمات بل يستحلون الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ونكاح الأمهات والبنات ، وغير ذلك من المنكرات ، ومعلوم أن هؤلاء أكفر من اليهود والنصارى ، فمن يكون هكذا كيف يكون معصوما ، وأما الأخبار ، فإنهم لا يقرون بقيام الناس من قبورهم لرب العالمين ، ولا بما وعد الله به عباده من الثواب والعقاب ، بل ولا بما أخبرت به الرسل من الملائكة ، بل ولا بما ذكرته من أسماء الله وصفاته ، بل أخبارهم التي يتبعونها اتباع المتفلسفة المشائين التابعين لأرسطو ، ويريدون أن يجمعوا بين ما أخبر به الرسل ، وما يقوله هؤلاء ، كما فعل أصحاب رسائل إخوان الصفا ، وهم على طريقة هؤلاء العبيديين ، ذرية عبيد الله بن ميمون القداح ، فهل ينكر أحد ممن يعرف دين المسلمين أو اليهود أو النصارى أن ما يقوله أصحاب رسائل إخوان الصفا مخالف للملل الثلاث ، وإن كان في ذلك من العلوم الرياضية والطبيعية وبعض المنطقية والإلهية وعلوم الأخلاق والسياسة والمنزل ما لا ينكر ، فإن في ذلك من مخالفة الرسل فيما أخبرت به وأمرت به والتكذيب بكثير مما جاءت به وتبديل شرائع الرسل كلهم بما لا يخفى على عارف بملة من الملل ، فهؤلاء خارجون عن الملل الثلاث ، ومن أكاذيبهم وزعمهم أن هذه الرسائل من كلام جعفر بن محمد الصادق ، والعلماء يعلمون أنها إنما وضعت بعد المائة الثالثة زمان بناء القاهرة ، وقد ذكر واضعها فيها ما حدث في الإسلام من استيلاء النصارى على سواحل الشام ونحو ذلك من الحوادث التي حدثت بعد المائة الثالثة ، وجعفر بن محمد - رضي الله عنه - توفي سنة ثمان وأربعين ومائة قبل بناء القاهرة بأكثر من مائتي سنة ، إذ القاهرة بنيت حول الستين وثلاثمائة كما في تاريخ الجامع الأزهر ، ويقال إن ابتداء بنائها سنة ثمان وخمسين ، وأنه في سنة اثنين وستين قدم معد بن تميم من المغرب واستوطنها ، ومما يبين هذا أن المتفلسفة الذين يعلم خروجهم من دين الإسلام كانوا من اتباع مبشر بن فاتك أحد أمرائهم وأبي علي بن الهيثم اللذين كانا في دولة الحاكم نازلين قريبا من الجامع الأزهر وابن سينا وابنه وأخوه كانوا من أتباعهما " الفتاوى الكبرى 4/276 .

وفي نهاية هذه الجولة السريعة مع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في جعفر الصادق - رحمه الله - ، أقول : أليس كلامه هذا دليل على شدة محبته لآل البيت ودفاعه عنهم ، لا كما يزعم الرافضة من أنه يبغض آل البيت كذبا عليه وبهتانا .. ، وقديما قيل : صديقك من صدقك لا من صدقك .. ، ولكن ليس بعد الحق إلا الضلال ، وفي هذا البيان العاجل إيضاح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..

وأختم بكلام شيخ الإسلام في هذه القضية ، إذ يقول مبينا ضرورة القول بعلم وعدل ، وضرورة اتباع الحق ، وأن الحق الصحيح المنقول عن أئمة آل البيت - رحمهم الله - هو الموافق لما كان عليه الصحابة - رضوان الله عليهم - ، ولما كان عليه أئمة السلف - رحمهم الله - ، ومن تتبع ذلك وجد ذلك جميعه متفقا مجتمعا في أصول دينهم وجماع شريعتهم .. ، وفي هذا غنية عن المقالات المكذوبة والقصص المنسوجة .. ، وهذا هو القول الحق ، وهو الوسط بين الغالين والمجحفين ... :

قال رحمه الله : " ... وأما العالم العادل فلا يقول إلا بالحق ولا يتبع إلا إياه ، ولهذا من يتبع المنقول الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه وأصحابه وأئمة أهل بيته ، مثل الإمام علي بن الحسين زين العابدين ، وابنه الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، وابنه الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق شيخ علماء الأمة ، ومثل مالك بن أنس والثوري وطبقتهما ، وجد ذلك جميعه متفقاً مجتمعاً في أصول دينهم وجماع شريعتهم ، ووجد في ذلك ما يشغله وما يغنيه عما أحدثه كثير من المتأخرين من أنواع المقالات التي تخالف ما كان عليه أولئك السلف ، ممن ينتصب لعداوة آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويبخسم حقوقهم ويؤذيهم ، أو ممن يغلو فيهم غير الحق ، ويفتري عليهم الكذب ، ويبخس السابقين والطائعين حقوقهم " [ ا .هـ من رسالة إلى المنسوبين إلى التشيع في العراق ومشهد المنتظر ( ص : 87 - 88 ) ضمن كتاب جامع المسائل لشيخ الإسلام ، تطبع لأول مرة ]

والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبيه الأمين وآله وأصحابه أجمعين ،،،







هذا هو الصادق رضي الله عنه في نظر واجماع أهل السنة فماذا بعد ذلك أيها الرافضة ؟؟؟؟؟؟؟؟


وللعلم وانتم تعرفون جيدا أقوال علماء السنة المعتمدين بالصادق فهي كثيرة ولكن


اضن هذا يفي بالغرض على من يريد أن يأخذ بكلام واحد ليس له موقع بيننا


ويجعل منها شبهة تخص جميع أهل السنة وقد خاب مسعاكم فتبادلوا بينكم أيها



الرافضة المدح والردح والتهاني



ولكن خابت التمنيان والأماني ..........:لا:
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 2014-08-09, 11:29 PM
أبو مريم العراقي أبو مريم العراقي غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-06-19
المشاركات: 461
افتراضي

ابو عبيدة , وابن الصديق , نريد قليلا من التركيز : انا لم اقل ما رأي اهل السنة في الصادق . بل قلت : ما رأيكم بما قال عنه الجبهان ؟ ألا يعد الجبهان ناصبيا ؟ ولماذا لم يرد عليه أحد علمائكم ؟
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 2014-08-09, 11:44 PM
أبو عبيدة أمارة أبو عبيدة أمارة غير متواجد حالياً
مشرف قسم حوار الملاحدة
 
تاريخ التسجيل: 2013-07-20
المكان: بيت المقدس
المشاركات: 6,021
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مريم العراقي مشاهدة المشاركة
ابو عبيدة , وابن الصديق , نريد قليلا من التركيز : انا لم اقل ما رأي اهل السنة في الصادق . بل قلت : ما رأيكم بما قال عنه الجبهان ؟ ألا يعد الجبهان ناصبيا ؟ ولماذا لم يرد عليه أحد علمائكم ؟
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: « طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس »(1)

أخرجه البزار بإسناد حسن.
ومع ضعف هذا الحديث ولكن معناه جيد .
فأولى بالمرء أن ينظر لعيوبه قبل أن ينظر لعيوب غيره !
فمن يتلهى بمآخذ على الناس ولا ينتبه للعظائم التي لا يرضى بها الله ولم ينزل بها من سلطان !!!
وما هي شروط الناصبية الكاملة ؟؟؟؟؟
والرجل قد يكون قد تأول فأخطأ ؟
وقد ذكر لك بن الصديقة فضل جعفر الذي لا يمارى به .
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 2014-08-09, 11:45 PM
ابن الصديقة عائشة ابن الصديقة عائشة غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-09-26
المكان: بلاد الله
المشاركات: 5,182
افتراضي

اي كان كل من يمس ويطعن بآل البيت فهو ناصبي ومنبوذ من الامة الاسلامية وأمره الى الله تعالى وعليه من الله ما يستحق
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 2014-08-10, 12:02 AM
أبو مريم العراقي أبو مريم العراقي غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-06-19
المشاركات: 461
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبيدة أمارة مشاهدة المشاركة


وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: « طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس »(1)

أخرجه البزار بإسناد حسن.
ومع ضعف هذا الحديث ولكن معناه جيد .
فأولى بالمرء أن ينظر لعيوبه قبل أن ينظر لعيوب غيره !
فمن يتلهى بمآخذ على الناس ولا ينتبه للعظائم التي لا يرضى بها الله ولم ينزل بها من سلطان !!!
وما هي شروط الناصبية الكاملة ؟؟؟؟؟
اقتباس:
والرجل قد يكون قد تأول فأخطأ ؟
وقد ذكر لك بن الصديقة فضل جعفر الذي لا يمارى به .
نعم بارك الله فيك . تأول في القدح في الامام الصادق فأخطأ , يعني مأجور ؟؟!!
تأول في نسبه الى الماسونية , وتأول في قوله هو من العميان ؟
لا حول ولا قوة الا بالله . تريد الدفاع عن ناصبي ؟؟؟
لنرى هل اعضاء المنتدى يرضون ما قلته ؟
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 2014-08-10, 12:07 AM
أبو مريم العراقي أبو مريم العراقي غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-06-19
المشاركات: 461
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الصديقة عائشة مشاهدة المشاركة
اي كان كل من يمس ويطعن بآل البيت فهو ناصبي ومنبوذ من الامة الاسلامية وأمره الى الله تعالى وعليه من الله ما يستحق
هذا كلامك , لكن علمائك سكتوا عنه , يعني هم موافقون لما يقول .
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 2014-08-10, 03:24 AM
حجازيه حجازيه غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-04-03
المكان: مـكـة الـمـكـرمـة
المشاركات: 1,808
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مريم العراقي مشاهدة المشاركة
هذا كلامك , لكن علمائك سكتوا عنه , يعني هم موافقون لما يقول .
هل تناقض نفسك آيها المسكين ؟؟؟

ألم تكتب ..


اقتباس:
ابو عبيدة , وابن الصديق , نريد قليلا من التركيز : انا لم اقل ما رأي اهل السنة في الصادق . بل قلت : ما رأيكم بما قال عنه الجبهان ؟ ألا يعد الجبهان ناصبيا ؟ ولماذا لم يرد عليه أحد علمائكم ؟
إذا أنت تعرف جيدا ما هو موقف أهل السنة من جعفر الصادق ..

فلما كتبت هرطقاتك الأولى ..


اقتباس:
لكن علمائك سكتوا عنه , يعني هم موافقون لما يقول
و ما كتبته الجبهان لا يمثل أهل السنة و أصلا تم منع كتابه من التوزيع ..

فعلى مهلك ...
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 2014-08-10, 03:30 AM
حجازيه حجازيه غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-04-03
المكان: مـكـة الـمـكـرمـة
المشاركات: 1,808
افتراضي

و ما ذكره الآخ ابن الصديقة عن جعفر الصادق كافيا لإسقاط أي طعن في هذا الرجل الصالح " جعفر الصادق "

و لا قيمة لما ذكره الجبهان و لو سألت عوام السنة فإن الأغلبية العظمى لا تعرف من هو الجبهان ..

و لم يتسنى لي قراءة هذا الكتاب فبإذن الله سأبحث عنه و أقرأ ما فيه ..

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 yalla shoot   يلا شوت   يلا شوت   برنامج موارد بشرية   يلا شوت 
 شركة تنظيف بالطائف   سحب مجاري   فني صحي   افضل شركة نقل اثاث بجدة   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف منازل بالرياض   pdf help   كورة لايف   koora live   شركة تنظيف في دبي   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة   كحل الاثمد   متاجر السعودية   مأذون شرعي   كحل الاثمد الاصلي   تمور المدينة   شركة عزل خزانات بجدة   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج 
شركة صيانة افران بالرياض  سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   yalla shoot 
 translation office near me   كورة سيتي kooracity   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض 
 برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   الحلوى العمانية 
 يلا لايف   يلا شوت 
 Yalla shoot   شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd