أنصار السنة  
جديد المواضيع





للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 محاسب قانوني   Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > الفرق الإسلامية > الشيعة والروافض

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2009-11-19, 10:10 AM
تقي الدين السني تقي الدين السني غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-11-13
المكان: مَوائِدُ العُلَماءْ
المشاركات: 181
حصرى المنهج السليم في دحض براهين الإمامة في منهاج الكرامة السقيم ....

الحمد لله رب العالمين

رحم الله شيخ الإسلام المحدث إمام الأمة الجبل الشامخ ( إبن تيميه ) في رده على صاحب كتاب ( منهاج الكرامة ) الرافضي فقد زرع الكتاب رعباً لا مثيل له بين صفوف القوم حتى أرق منامهم وإتهموه رضي الله عنه بالنصب لأل بيت رسول الله فنالوا منه ولعنوه فنقض براهين الإمامةِ كلها وأهلك الكتاب وصاحبه فتطاول عليه الميلاني وبغضوه الرافضة وأضافوه إلي قائمة اللعن في موضوعي هذا إن شاء الله تعالى سأتطرق الي ( البراهين الأربعين التي إستدل بها صاحب كتاب منهاج الكرامة على الإمامة ) وسنقوم بتفنيدها بإذن الله تبارك وتعالى فقد سبقنا بهذا شيخ الإسلام المحدث إبن تيميه رحمه الله بتفنيدها بصيغةٍ أرقت منام القوم وسنقوم اليوم بالنظر في هذه البراهين الهشة والرد على المرتزقةِ بصيغةٍ أخرى

أسألكم الدعاء والتوفيق

تقي الدين السني

<!-- / message -->
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2009-11-19, 11:39 AM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

[align=center]
رحم الله شيخنا الفاضل ابن تيميه كان شوكه في حلوق الرافضه
وهو اول من فضح مذهبهم
بارك الله بك اخي تقي الدين
[/align]
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2009-11-19, 11:11 PM
تقي الدين السني تقي الدين السني غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-11-13
المكان: مَوائِدُ العُلَماءْ
المشاركات: 181
افتراضي

اقتباس:
فصل قول الرافضي البرهان الاول على الإمامة :
قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)(2)، وقد أجمعوا على(3) أنها نزلت في علي عليه السلام.


والراجح أن علماء الرافضة وأئمتهم لا يفقهون الدين ولا يصلون الي العلم بالشيء القليل مما أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقد ابتلوا الرافضة بالكذب وابتلوا بأعظم منه وهو تصديقه .

يقول إبن كثير رحمه الله في تفسيره :

وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْأَحَادِيث الَّتِي أَوْرَدْنَاهَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَات كُلّهَا نَزَلَتْ فِي عُبَادَة بْن الصَّامِت - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - حِين تَبَرَّأَ مِنْ حِلْف الْيَهُود وَرَضِيَ بِوِلَايَةِ اللَّه وَرَسُوله وَالْمُؤْمِنِينَ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى بَعْد هَذَا كُلّه " وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّه وَرَسُوله وَاَلَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْب اللَّه هُمْ الْغَالِبُونَ " كَمَا قَالَ تَعَالَى" كَتَبَ اللَّه لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّه قَوِيّ عَزِيز لَا تَجِد قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّه وَرَسُوله وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانهمْ أَوْ عَشِيرَتهمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبهمْ الْإِيمَان وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلهُمْ جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتهَا الْأَنْهَار خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْب اللَّه أَلَا إِنَّ حِزْب اللَّه هُمْ الْمُفْلِحُونَ "

قلت : والراجح أن الأية نزلت في عبادة بن الصامت عندما أعلن البراء من اليهود والنصارى ورضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الأية وكما قال الله تبارك وتعالى في بداية هذه الأية : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .

فنص الأية يوضح لنا ان الأية الكريمة إنما أمرتنا بالبراء من اليهود والنصارى وأن لا نتخذهم اولياء من دون الله فبعضهم أولياء بعض والله ورسوله أولياء الذين امنوا والذين أمنوا بعضهم أولياء بعض وهذا الصريح في اثبات أن الأية نزلت في غير ما يزعم رافضة الحق أنه نزلت في علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وأرضاه .

فقد ذكر الله تبارك وتعالى صفات المؤمنين في كتابه تعالى فقال : ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) . فهذه الأية التي تثبت أن نص التصدق بالخاتم ضعيف لا قيمة له .

فالأية واضحة وضوح الشمس فالأية تأمرنا بإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن نخضع لله تبارك وتعالى وأن نتذلل له وأن نكون بين يدي الله تبارك وتعالى خاضعين في الصلاة وهذا الصواب يا رافضة ليس ما تزعمون .

ثم يقول الحق تبارك وتعالى : (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ) .ولايزعم أحد هنا أن السيدة مريم مطالبة بالركوع مع الرجال جماعة أنه بالاستدلال بدليل خارجي على معنى الآية تصبح الآية غير محكمة الدلالة لأن المحكم هو ما أستغنى بنفسه لإيصال المعنى والواجبات التي يجازى فاعلها بالجنة ويعاقب منكرها بالنار ولا أقل من ذلك لعقيدة بمثل هذه الخطورة .


ثم أمرنا الله تبارك وتعالى وحضنا على موالاة المؤمنين وليس الحكم كالولاية وأيهما أهم يا رافضة الحكم أم الولاية فالأيات جاءت تحض على موالاة المؤمنين بعضهم البعض وليس اللفظ أطلق بالخصوص على او الحصر .

يقول الحق تبارك وتعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) . فسبحان الله تعالى إن الأية واضحة وصريحة بأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض في نصوص الأية الكريمة فالله تعالى يقول : ( أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) , فنقـول للرافضة هل المؤمنين كلهم هم علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ؟؟

ثم الله تعالى يقول في مطلع الأية : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) فالله تعالى يخبرنا أن الله ورسوله هم أولياء الذين أمنوا والذين أمنوا بعضهم أولياء بعض وهذه الأيات التي تثبت قولنا أن ( الذين أمنوا ) لفظ بالعموم لا بالخصوص ... قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) ثم قوله تعالى في كتابه العزيز : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .

فهذا الله تبارك وتعالى يا رافضة الحق يخبرنا أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض وليس ما زعم أبناء الرافضة أن الأية إنما تعني الولاية ( ولاية الأمر ) وهذا ليس بالصحيح لفظ الولاية في نص الأية لا يعني أن الأية دليلا على الإمامة يا رافضة فهل نص الأية محكم أم متشابه ؟؟ دعونا نرى ,,,

ما هو المحكم وما هو المتشابه وفق شروط ومباني الرافضة ,,,

نهج البلاغة - خطب الامام علي عليه السلام ج 2 ص 111

فالقرآن آمر زاجر ، وصامت ناطق . حجة الله على خلقه . أخذ عليهم ميثاقه . وارتهن عليه أنفسهم . أتم نوره ، وأكمل به دينه ، وقبض نبيه صلى الله عليه وآله وقد فرغ إلى الخلق من أحكام الهدى به . فعظموا منه سبحانه ما عظم من نفسه . فإنه لم يخف عنكم شيئا من دينه . ولم يترك شيئا رضيه أو كرهه إلا وجعل له علما باديا وآية محكمة تزجر عنه أو تدعو إليه .

التبيان - الشيخ الطوسي ج 2 ص 394
فالمحكم هو ما علم المراد بظاهره من غير قرينة تقترن إليه ولا دلالة تدل على المراد به لوضوحه ، نحو قوله : " إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا " وقوله : " إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ " لانه لا يحتاج في معرفة المراد به إلى دليل .


عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي ج 2 ص 159
واما المحكم فهو ما لا يحتمل الا الوجه الواحد الذي اريد به ووصفه محكما لانه قد احكم في باب الابانة .


الوافية- الفاضل التوني ص 137
( المحكم ) ما أريد منه ظاهره ، و ( المتشابه ) ما اريد منه غير ظاهره .

قوانين الأصول- الميرزا القمي ص 394
فما وضح دلالته إما للقطع بالمراد أو للظهور المعهود الذي يكتفي العقلاء وأرباب اللسان به فهو المحكم ومقابله المتشابه .


فأما المحكم يا رافضة هو ما نؤمن به ونعمل به واما المتشابه يا رافضة الحق هو ما نؤمن به ولا نعمل به فالأية الكريمة التي تجتجون بها على إمامة علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه هل هي محكمة ام متشابهة ؟؟

ولاحظوا التعريف السابق للمحكم والمتشابه بما جاء في كتبكم ...

فالإمام علي رضي الله تعالى عنه مفرد وليس جمعاً وقد يظن البعض أن سبب ورود الجمع هو إرادة تعظيم سيدنا علي بالتحدث عنه بصيغة الجمع وهذا قبيح جدا إذ كيف يذكر الله ورسوله بالمفرد في الآية بينما يذكر غيرهما بالجمع تعظيما ولم أجد في كتاب الله جمع الإسم أو الصفة تعظيما الا لله عز وجل فحتى سيدنا محمد قد خاطبه الله بالمفرد في العديد من الآيات ( يا أيها النبي ) ( يا أيها الرسول ) ,

فالأية عندما قالت : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا ) فهنا اللفظ بصيغة الجمع لا بصيغة الإنقراد فعلي رضي الله تعالى عنه مفرد وليس جمعاً وليس هو كل المؤمنين يا رافضة الحق فتأملوا .

لو قرأنا الآية التي تليها بتمعن وإرادة للحق لأتضح لنا المقصود من كلمة وليكم في الآية موضع الخلاف فبعد أن وجهنا المولى عز وجل الى وجوب قصر موالاتنا ونصرتنا على المؤمنين وأن لا نتولى غيرهم بين لنا نتيجة تولي الله ورسوله والمؤمنين وهي الغلبة والتمكين لأننا سنصبح حينها من حزب الله الغالب قال تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) .

وتشبهها من هذه الناحية الاية رقم 51 السابقة لها وهي قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )فبعد أن نهانا الله تعالى عن موالاتهم بين الله لنا نتيجة توليهم وهي أن من يتولاهم يصبح في حكمهم ( منهم ) .


فقد قال إبن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره :

فقد بين إبن كثير رحمه الله حال الروايات التي جاءت من طرق أهل السنة في أن علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وأرضاه تصدق بالخاتم فقال رحمه الله تعالى : ( وَلَيْسَ يَصِحّ شَيْء مِنْهَا بِالْكُلِّيَّةِ لِضَعْفِ أَسَانِيدهَا وَجَهَالَة رِجَالهَا ) فحال أسانيد هذه الرواية ما بين الجهالةِ والضعف في رجالها فكيف بالله عليكم تقولون أن علي بن بي طالب رضي الله تعالى عنه هو من نزلت في هذه الأية ؟؟

فقد أخرج الطبراني رحمه الله في تفسيره الروايات التي جاءت بهذا الطريق والتي تقول أن الأية نزلت في علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وأرضاه منها :

الرواية الأولى : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ , قَالَ : ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِمَنْ يَتَوَلَّاهُمْ , فَقَالَ : { إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله وَاَلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة وَهُمْ رَاكِعُونَ } هَؤُلَاءِ جَمِيع الْمُؤْمِنِينَ , وَلَكِنَّ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب مَرَّ بِهِ سَائِل وَهُوَ رَاكِع فِي الْمَسْجِد , فَأَعْطَاهُ خَاتَمه .

وفي إسناد هذه الرواية : ( أحمد بن المفضل ) ..

و قال الأزدى : منكر الحديث
قال إبن حجر : صدوق شيعى فى حفظه شىء
قال أبو حاتم : كان صدوقا ، و كان من رؤساء الشيعة .


وكان شيعياً ومن أصول علم الحديث أن الشيعي إذا روي رواية توافق بدعته فإنه لا تقبل روايته فكما قال الأزدي هو منكر الحديث وهو شيعي ومن رؤسائهم وكما هو واضح فإن هذه الرواية توافق بدعته فلا يؤخذ بها وتسقط هذه الرواية التي جاءت عن طريق أحمد بن المفضل .

الرواية الثانية : حَدَّثَنَا هَنَّاد بْن السَّرِيّ , قَالَ : ثنا عَبْدَة , عَنْ عَبْد الْمَلِك , عَنْ أَبِي جَعْفَر , قَالَ : سَأَلْته عَنْ هَذِهِ الْآيَة : { إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُولًا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة وَهُمْ رَاكِعُونَ } قُلْنَا : مَنْ الَّذِينَ آمَنُوا ؟ قَالَ : الَّذِينَ آمَنُوا ! قُلْنَا : بَلَغَنَا أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب , قَالَ : عَلِيّ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا .

لاحظ هذه الرواية ايها العاقل : إن الرواية هذه لا تثبت أن الأية نزلت في علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه فلاحظ قول أبي جعفر : ( علي من الذين أمنوا ) أي أن الذين أمنوا بعضهم أولياء بعض وليس علياً لفظاً خاصاً بالمؤمنين بل علي بن ابي طالب رضي الله عنه واحداً من المؤمنين وليس كل المؤمنين .

وهذه الرواية لوحدها تفند مازعم الرافضة قبحهم الله ...

الرواية الثالثة : حَدَّثَنَا الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان الْمُرَادِيّ حَدَّثَنَا أَيُّوب بْن سُوَيْد عَنْ عُتْبَة بْن أَبِي حَكِيم فِي قَوْله " إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله وَاَلَّذِينَ آمَنُوا " قَالَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَعَلِيّ بْن أَبِي طَالِب .

قلت وفي إسناد هذه الرواية : ( أيوب بن سويد ) ...

قال عبد الوهاب بن أبى عصمة ، عن أحمد بن أبى يحيى سمعت أحمد بن حنبل يقول :
أيوب بن سويد ضعيف .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء يسرق الأحاديث ; قال أهل الرملة : حدث عن ابن المبارك بأحاديث ، ثم قال : حدثنى أولئك الشيوخ الذين حدث ابن المبارك عنهم .
و قال معاوية بن صالح ، عن يحيى : كان يدعى أحاديث الناس .
و ذكر الترمذى أن ابن المبارك ترك حديثه .
و قال البخارى : يتكلمون فيه .
و قال النسائى : ليس بثقة .
و قال أبو حاتم : لين الحديث .
و ذكره أبو حاتم بن حبان فى كتاب " الثقات " ، و قال : كان ردىء الحفظ ، يخطىء
، يتقى حديثه من رواية ابنه محمد بن أيوب عنه ، لأن أخباره إذا سبرت من غير
رواية ابنه عنه وجد أكثرها مستقيمة .

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 1 / 406 :
و فى كتاب العقيلى : قال ابن المبارك : ارم به .
و قد طول ابن عدى ترجمته ، و أورد له جملة مناكير من غير رواية ابنه ، لا كما زعم ابن حبان ، و نقل فى ترجمته عن أبى عمير النحاس قال : كان أيوب بن سويد إذا رأى مع أحد حديثه و حديث غيره قال : لقد جمعت بين أروى و النعام . و إذا سألناه عن كتابه قال : خبأته لابنى محمد .
و عن أبى عمير قال : كان بين ضمرة و أيوب بن سويد تباعد ، فكان ضمرة إذا مر بأيوب قال : انظروا ما أبين العبودية فى رقبته . و إذا مر أيوب بضمرة قال : انظروا إليه لو أمر أن يدعو لشيطان لدعا له .
قال : و كان أيوب يؤم الناس .
و قال يونس بن عبد الأعلى : جىء بأيوب إلى دار بنى فلان ، فسمع الشافعى منه أحاديث من كتابه .
و قال الخليلى : لم يرضوا حفظه .
و قال الإسماعيلى : فيه نظر .
و قال ابن يونس فى " تاريخ الغرباء " : تكلموا فيه .
و قال الساجى : ضعيف ، ارم به .
و قال الآجرى ، عن أبى داود : ضعيف .
و قال الجوزجانى : واهى الحديث ، و هو بعد متماسك .
و أرخ أبو القاسم ابن مندة وفاته سنة إحدى و خمسين و مئتين ( كذا بالأصل ،
و لعل الصواب سنة إحدى و مئتين ) . اهـ .

قلت : والرواية إسنادها متهالك وضعيفة لا تصح جملةً ولا تفصيلاً ....

الرواية الرابعة : وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الْأَشَجّ حَدَّثَنَا الْفَضْل بْن دُكَيْن أَبُو نُعَيْم الْأَحْوَل حَدَّثَنَا مُوسَى بْن قَيْس الْحَضْرَمِيّ عَنْ سَلَمَة بْن كُهَيْل قَالَ تَصَدَّقَ عَلِيّ بِخَاتَمِهِ وَهُوَ رَاكِع فَنَزَلَتْ " إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله وَاَلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة وَهُمْ رَاكِعُونَ " .

وفي الإسناد : ( مُوسَى بْن قَيْس ) ...

قال المزي في تهذيب الكمال :
( د ص ) : موسى بن قيس الحضرمى ، أبو محمد الكوفى الفراء ، يلقب عصفور الجنة . اهـ .
و قال المزى :
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبى و ذكر موسى بن قيس ، فقال : لا أعلم إلا خيرا .
و قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة .
و قال أبو حاتم : لا بأس به .
و قال أبو نعيم : حدثنا موسى الفراء ، و كان مرضيا .
و قال أبو جعفر العقيلى : يلقب عصفور الجنة من الغلاة فى الرفض .
روى له أبو داود ، و النسائى فى " الخصائص " . اهـ .

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 10 / 367 :
تتمة كلامه ( أى العقيلى ) : يحدث بأحاديث مناكير ، و فى نسخة : بواطيل .
و قال ابن شاهين فى " الثقات " : و قال ابن نمير : كان ثقة ، روى عنه الناس .
و قال ابن سعد : كان قليل الحديث . اهـ .

رتبته عند ابن حجر :
صدوق رمى بالتشيع

رتبته عند الذهبي :
ثقة شيعى

قلت : وهذه الرواية ضعيفة لأن من قواعد علم الحديث عند أهل السنةِ والجماعة أن الشيعي الغالي إن كانت روايته وكان داعياً لبدعته لا تقبل روايته فهذه الرواية من بدع الرافضة الشيعة فالرواية ساقطة إسناداً لأن فيها شيعي وإن كان ثقة فهو داعياً في روايته هذه فلا تقبل ,,,

الرواية الخامسة : وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنِي الْحَارِث حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز حَدَّثَنَا غَالِب بْن عَبْد اللَّه سَمِعْت مُجَاهِدًا يَقُول فِي قَوْله " إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله" الْآيَة نَزَلَتْ فِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب تَصَدَّقَ وَهُوَ رَاكِع.

في الإسناد : ( غالب بن عبد الله ) ,,,

وهو مجهول لم يروي عن الإمام مجاهد أحد بإسم غالب بن عبد الله ..

الرواية السادسة : وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق حَدَّثَنَا عَبْد الْوَهَّاب بْن مُجَاهِد عَنْ أَبِيهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله " الْآيَة نَزَلَتْ فِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ .

في الإسناد : ( عبد الوهاب بن مجاهد ) ...

قال المزي في تهذيب الكمال :
( ق ) : عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المكى ، مولى عبد الله بن السائب المخزومى
. اهـ .
و قال المزى :
قال إبراهيم بن موسى الرازى ، عن مهران بن أبى عمر : كنت مع سفيان الثورى فى
المسجد الحرام فمر عبد الوهاب بن مجاهد ، فقال سفيان : هذا كذاب .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : قال وكيع :
كانوا يقولون إن
عبد الوهاب بن مجاهد لم يسمع من أبيه
.
و قال أيضا عن أبيه : ليس بشىء ، ضعيف الحديث .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ضعيف .
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : غير مقنع .
و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث .
و قال أبو عبيد الآجرى : سألت أبا داود عنه ، فقال :
كان عبد الرحمن لا يحدث
عنه ، و كان سفيان يستلقى خلفه و يقعد إنسانا يسأله
.
و قال النسائى : ليس بثقة ، و لا يكتب حديثه .
و قال أبو أحمد بن عدى : عامة ما يرويه لا يتابع عليه .
روى له ابن ماجة . اهـ .

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 6 / 453 :
( عقب قول المزى : لم أقف على رواية ابن ماجة له . )
هى موجودة فى بعض النسخ فى كتاب السنة .
و قال على ابن المدينى ، و يحيى بن معين : لا يكتب حديثه ، و ليس بشىء .
و ذكره يعقوب بن سفيان فى باب من يرغب عن الرواية عنهم .
و قال الدارقطنى : ليس بشىء ، ضعيف .
و قال الأزدى : لا تحل الرواية عنه .
و قال ابن سعد : كان ضعيفا فى الحديث .
و قال الحاكم : روى أحاديث موضوعة .
و قال ابن الجوزى : أجمعوا على ترك حديثه . اهـ .

رتبته عند ابن حجر :
متروك و قد كذبه الثورى

الرواية السابعة : وَرَوَاهُ اِبْن مَرْدُوَيْهِ عَنْ طَرِيق سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ أَبِي سِنَان عَنْ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ كَانَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب قَائِمًا يُصَلِّي فَمَرَّ سَائِل وَهُوَ رَاكِع فَأَعْطَاهُ خَاتَمه فَنَزَلَتْ " إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله " .

في الإسناد : ( الضحاك ) .... وهو لم يلقى إبن عباس ....

الرواية الثامنة : وَرَوَى اِبْن مَرْدُوَيْهِ أَيْضًا عَنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ خَرَجَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْمَسْجِد وَالنَّاس يُصَلُّونَ بَيْن رَاكِع وَسَاجِد وَقَائِم وَقَاعِد وَإِذَا مِسْكِين يَسْأَل فَدَخَلَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ أَعْطَاك أَحَد شَيْئًا ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَنْ ؟ قَالَ ذَلِكَ الرَّجُل الْقَائِم قَالَ " عَلَى " أَيِّ حَالٍ أَعْطَاك ؟ قَالَ وَهُوَ رَاكِعٌ قَالَ وَذَلِكَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب قَالَ فَكَبَّرَ رَسُول اللَّه عِنْد ذَلِكَ وَهُوَ يَقُول مَنْ " يَتَوَلَّ اللَّه وَرَسُوله وَاَلَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْب اللَّه هُمْ الْغَالِبُونَ " .

قت وفي الإسناد : ( محمد بن السائب الكلبي ) ...

قال المزي في تهذيب الكمال :
( ت فق ) : محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث بن عبد الحارث بن عبد العزى الكلبى ، أبو النضر الكوفى من بنى عبد ود . اهـ .
و قال المزى :
قال أبو بكر بن خلاد الباهلى ، عن معتمر بن سليمان ، عن أبيه : كان بالكوفة كذابان أحدهما الكلبى .
و قال عمرو بن الحصين ، عن معتمر بن سليمان ، عن ليث بن أبى سليم : بالكوفة كذابان : الكلبى و السدى ، يعنى محمد بن مروان .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء .
و قال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : ضعيف .
و قال أبو موسى محمد بن المثنى : ما سمعت يحيى و لا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عن الكلبى .
و قال البخارى : تركه يحيى بن سعيد و ابن مهدى .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن يعلى المحاربى : قيل لزائدة : ثلاثة لا تروى عنهم : ابن أبى ليلى ، و جابر الجعفى ، و الكلبى .
قال : أما ابن أبى ليلى فبينى و بين آل ابن أبى ليلى حسن فلست أذكره ، و أما جابر الجعفى فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة ، و أما الكلبى فكنت أختلف إليه فسمعته يقول يوما : مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ فأتيت آل محمد فتفلوا فى فى فحفظت ما كنت نسيت . فقلت : والله لا أروى عنك شيئا ، فتركته .
و قال الأصمعى ، عن أبى عوانة : سمعت الكلبى يتكلم بشىء من تكلم به كفر .
و قال مرة : لو تكلم به ثانية كفر ، فسألته عنه فجحده .
و قال عبد الواحد بن غياث ، عن ابن مهدى : جلس إلينا أبو جزء على باب أبى عمرو ابن العلاء فقال : أشهد أن الكلبى كافر .
قال : فحدثت بذلك يزيد بن زريع فقال : سمعته يقول : أشهد أنه كافر . قال : فماذا زعم ؟ قال : سمعته يقول : كان جبريل يوحى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقام النبى صلى الله عليه وسلم لحاجة و جلس على فأوحى إلى على . قال يزيد : أنا لم أسمعه يقول هذا ، و لكنى رأيته يضرب على صدره و يقول : أنا سبأى أنا سبأى ! ! قال أبو جعفر العقيلى : هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبأ .
و قال واصل بن عبد الأعلى : حدثنا محمد بن فضيل عن مغيرة ، عن إبراهيم أنه قال لمحمد بن السائب : ما دمت على هذا الرأى لا تقربنا ، و كان مرجئا .
و قال زيد بن الحباب : سمعت سفيان الثورى يقول : عجبا لمن يروى عن الكلبى .
قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : فذكرته لأبى ، و قلت : إن الثورى قد روى عنه . قال : كان لا يقصد الراوية عنه و يحكى حكاية تعجبا فيعلقه من حضره ، و يجعلونه رواية عنه .
و قال وكيع : كان سفيان لا يعجبه هؤلاء الذين يفسرون السورة من أولها إلى آخرها مثل الكلبى .
و قال على بن مسهر ، عن أبى جناب الكلبى : حلف أبو صالح أنى لم أقرأ على الكلبى من التفسير شيئا .
و قال أبو عاصم النبيل : زعم لى سفيان الثورى ، قال : قال لنا الكلبى : ما حدثت عن أبى صالح عن ابن عباس فهو كذب ، فلا ترووه .
و قال الأصمعى ، عن قرة بن خالد : كانوا يرون أن الكلبى يزرف ، يعنى يكذب .
و قال أحمد بن سنان القطان الواسطى ، عن يزيد بن هارون : كبر الكلبى و غلب النسيان ، فجاء إلى الحجام و قبض على لحيته ، فأراد أن يقول : خذ من ها هنا يعنى ما جاوز القبضة ، فقال : خذ ما دون القبضة ! .
و قال أبو حاتم : الناس مجمعون على ترك حديثه ، لا يشتغل به ، هو ذاهب الحديث . و قال النسائى : ليس بثقة و لا يكتب حديثه .
و قال أبو أحمد بن عدى : و للكلبى غير ما ذكرت من الحديث ، أحاديث صالحة و خاصة عن أبى صالح ، و هو معروف بالتفسير ، و ليس لأحد تفسير أطول منه ، و لا أشبع منه ، و بعده مقاتل بن سليمان ، إلا أن الكلبى يفضل على مقاتل لما قيل فى مقاتل من المذاهب الرديئة .
و حدث عن الكلبى الثورى و شعبة فإن كانا حدثا عنه بالشىء اليسير غير المسند .
و حدث عنه ابن عيينة ، و حماد بن سلمة ، و هشيم ، و غيرهم من ثقات الناس و رضوه فى التفسير . و أما الحديث ، خاصة إذا روى عن أبى صالح ، عن ابن عباس ، ففيه مناكير و لشهرته فيما بين الضعفاء يكتب حديثه ! .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : كتب البخارى فى موضع آخر : محمد بن بشر سمع عمرو بن عبد الله الحضرمى ، سمع منه محمد بن إسحاق ، و هو الكلبى .
قال محمد بن عبد الله الحضرمى : مات بالكوفة سنة ست و أربعين و مئة .
روى له الترمذى ، و ابن ماجة فى " التفسير " . اهـ .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 9 / 180 :
ساق ابن سعد نسبه إلى كلب بن وبرة ، قال : و كان جده بشر و بنوه السائب و عبيد
و عبد الرحمن شهدوا الجمل مع على ، و شهد محمد بن السائب الجماجم مع ابن الأشعث
و كان عالما بالتفسير و أنساب العرب و أحاديثهم ، توفى بالكوفة سنة ست و أربعين
أخبرنى ذلك ابنه هشام ، قالوا : و ليس ذاك ، فى روايته ضعيف جدا .
و قال على بن الجنيد ، و الحاكم أبو أحمد ، و الدارقطنى : متروك .
و قال الجوزحانى : كذاب ، ساقط .
و قال ابن حبان :
وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق فى وصفه ، روى
عن أبى صالح التفسير ، و أبو صالح لم يسمع من ابن عباس ، لا يحل الاحتجاج به
.
و قال الساجى : متروك الحديث ، و كان ضعيفا جدا لفرطه فى التشيع ، و قد اتفق ثقات أهل النقل على ذمه و ترك الرواية عنه فى الأحكام و الفروع .
قال الحاكم أبو عبد الله : روى عن أبى صالح أحاديث موضوعة .
و ذكر عبد الغنى بن سعيد الأزدى أنه حماد بن السائب الذى روى عنه أبو أسامة .
و تقدم فى ترجمة عطية أنه كان يكنى الكلبى أبا سعيد و يروى عنه . اهـ .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
رتبته عند ابن حجر :
متهم بالكذب ، و رمى بالرفض
رتبته عند الذهبي :
قال البخارى : تركه القطان و ابن مهدى

فأقـول كما قال إبن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره : ( وَلَيْسَ يَصِحّ شَيْء مِنْهَا بِالْكُلِّيَّةِ لِضَعْفِ أَسَانِيدهَا وَجَهَالَة رِجَالهَا ) وَقَالَ أَسْبَاط عَنْ السُّدِّيّ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فِي جَمِيع الْمُؤْمِنِينَ .

فالراجح والصريح أن هذه الأية لم تنزل في علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ولم ولن تنزل فيه هذه الأية يا رافضة الحق فالصحيح أن الأية نزلت في عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه كما في بداية الأية والأية تأمرنا بعدم موالاة اليهود والنصارى ..

الدليل على بطلان دلالة هذه الآية على (أصل الإمامة) هو عدم امتلاكها لشرط الدليل الأصولي ألا وهوالإحكام والقطع ، أوالوضوح والصراحة في الدلالة على المراد.



فالآية متشابهة - هذا في أحسن أحوالها - وليست نصاً في (الإمامة) عموماً، ولا في (إمامة) علي - أو غيره - خصوصاً .


والاستدلال بها على هذه المسألة ظن واحتمال، وتخرص واستنتاج أو استنباط . وهذا كله لا يصلح في باب الأصول. والقول به اتباع للمتشابه، وقد نهينا عنه بنص قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ) .


والإمامية يقولون: إن إمامة علي كنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ! بل كألوهية الله !! من أنكرها كان كمن أنكر معرفة الله ومعرفة رسوله .


إن هذا يحتاج إلى نص قراني صريح كصراحة قوله تعالى : ( محمد رسول الله ) (الفتح/29) في النص على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وإلا بطل الادعاء، وذلك غير موجود. وهذه الآية: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) ليست كذلك. فالاستدلال بها باطل.



هذا هوالرد الشافي والجواب الكافي على الاستدل البهذه الآية على (أصل الإمامة). ولكن من باب الاستطراد، وزيادةً في الفائدة نقول:


سياق الأية :
وردت هذه الآية ضمن حشد من الآيات موضوعها الأساس هو النهي عن موالاة الكافرين والأمر بموالاة المؤمنين.



تبدأ هذا الآيات بالنهي عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، وتتوسط بحصر الموالاة بالفئة المؤمنة، وتنتهي- كما بدأت- بالنهي عن موالاة اليهود والنصارى والكفار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (المائدة/51-57) .


تذكر هذه الآيات نوعين من الموالاة : إحداهما منهي عنها والأخرى مأمور بها ، والمعنى اللغوي في كلتيهما واحد (أي لا توالوا الكفار ووالوا المؤمنين) .



والمعنى في الفعل (والوا) المنهي عنه ، هو المعنى نفسه في الفعل (والوا) المأمور به، لكن لما كان الأول للكفار نُهي عنه، والثاني للمؤمنين أُمر به.


فالأمر والنهي ليس لتغاير المعنى، وإنما لتغاير الجهة، وإلا فإن الموالاة واحدة: فإن كانت في جهة الكفار نهي عنها، وإن كانت في جهة المؤمنين أمر بها.


ولو كان للولاية معنى آخر أخص من معنى التناصر والتحالف - كأن يكون (الإمامة) أو الخلافة - لما اختص النهي باليهود والنصارى فقط ، لأن (الإمامة) - حسب العقيدة الامامية - منفية أيضاً عن المؤمنين سوى علي ، فيتعدى نفيها إلى عموم المؤمنين أيضا. ولجاء التعبير محصورا بشخص واحد هو علي رضي الله تعالى عنه حتى يكون الكلام واضحا مبينا لا لبس فيه.


وبتعبير آخر لو كان الولي معناه الإمام لقال الله : (لا تتخذوا اليهود والنصارى ولا تتخذوا المؤمنين سوى علي أولياء)


أو يقال: (لا تتخذوا المؤمنين سوى علي أولياء) دون ذكر اليهود والنصارى لأن ذلك مرفوض من باب أولى.


(إن سياق الآيات يفند ما زعموه تفنيدا قاطعا : لأن هذه الآية وردت ضمن آيات
سابقة وتالية تتحدث عن قضية كبيرة وهي قضية الحكم بما انزل الله تعالى ونبذ حكم الجاهلية ولا يتم ذلك إلا بتكوين الأمة المؤمنة لا توالي أعداء الله ولا تتحالف معهم ولا تنصرهم على إخوانهم.ولا تتكون هذه الأمة إلا إذا نصرت الله تعالى ورسوله والمؤمنين الذين لا يكتفون بالإقرار اللساني ، وإنما يلتزمون بشرع الله تعالى بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والخضوع لله تعالى. وإذا تم كل ذلك على الوجه الأكمل فحينئذ ينصرهم الله تعالى على أعدائهم لأنهم عباده المؤمنون وحزبه المخلصون. ثم يستمر في تحديد طريق الصراع ومواجهة الأعداء في الآيات التالية، لتكوين جبهة إيمانية واحدة تتميز عن جبهة الكفر والنفاق) نظرات في تفسير آيات من القرآن الكريم ص105 / د. محسن عبد الحميد.



إن العاقل إذا تكلم كان كلامه مسوقا لتحقيق غرض وموضوع واحد . فإذا تخلل كلامه موضوع أو معنى لا علاقة له به . فهذا لا يكون إلا عند المجانين الذين يتكلمون بلا رابط .........


ويستطيع أي قارئ للآيات السابقة في موضعها من القرآن أن يدرك أنه لا علاقة لمعنى (الإمامة) بالغرض الذي سيقت من أجله تلك الآيات بتاتاً . ولا يمكن أن نفسر الآية بـ(الإمامة) إلا إذا أقررنا أنه لا علاقة لها بسياق الآيات . وأنه يمكن فصلها عنها وإخراجها من مكانها الذي هي فيه . وجعلها في موضع آخر بلا فرق . وهو أمر واضح البطلان .


فإما أن تكون الآية متناسبة في معناها مع بقية الآيات فهي إذن في ولاية النصرة والتحالف والمحبة. وإما أن لا يكون هذا موضعها ولا علاقة لها به. وهذا باطل، بل كفر. لكنه لا يستقيم تفسير الآية بـ (الإمامة) إلا به ! ولك الخيار بعد .


سبب النزول :
ومما يوضح ذلك أكثر معرفة سبب النزول .
روى ابن جرير الطبري، والبيهقي . وكذلك ابن إسحاق في السيرة عن الوليد بن عبادة بن الصامت قال : لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم تشبث بأمرهم عبد الله بن أُبَي وقام دونهم. ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أحد بني عوف بن الخزرج، له من حلفهم مثل الذي لعبد الله بن أبي. فجعلهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ إلى الله ورسوله من حلفهم، وقال: يا رسول الله إني أبرأ إلى الله ورسوله من حلفهم . وأتولى الله ورسوله والمؤمنين وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم.



ففيه وفي عبد الله بن أُبي نزلت الآية : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ - إلى قوله - وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ) فالآيات نزلت فيمن تولى الله ورسوله والمؤمنين وتبرأ من حلف الكافرين، وهو عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه وارضاه فهي تأمرنا بأن نتخذ الله ورسوله والمؤمنين أولياء كما فعل عبادة بن الصامت ، وتنهانا عن اتخاذ اليهود وإضرابهم أولياء كما فعل ابن سلول .


ولا شك أن الولاية هنا لا علاقة لها بـ(الإمامة) أو الخلافة لأنها لم تكن موضع اختلاف فعبادة لم يكن متخذاً اليهود (أئمة) أو خلفاء، وإنما كان حليفاً لهم ونصيرا. فهذا الحلف هو الولاية التي نهى الله أن تتخذ من دون المؤمنين – كما هو شأن المنافق عبد الله بن أُبَي بن سلول الذي تولى اليهود دون المؤمنين- أي حالفهم وناصرهم.


كقوله تعالى : (لاَ تَجدُ قَوْمًاً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) (المجادلة/22) .


وقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنْ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإْيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ) (التوبة/23) . وليس معنى ذلك: لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم (أئمة) .


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) (الممتحنة/1) .


(المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) (التوبة/17) . وليس معناه : المؤمنون والمؤمنات بعضهم (أئمة) وخلفاء بعض، وإلا صار عددهم بلا حصر ، سيما وأن المؤمنات لا يصلحن لـ(الإمامة) .


(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُون * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآْخِرَةِ) (فصلت/30-31)


(لاَ يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ) (آل عمران/28) .


وهذا هو معنى قوله تعالى : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) بالضبط . فالآية
الأولى تنهى عن اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين . والثانية تأمر باتخاذ المؤمنين أولياء دون الكافرين . والمعنى واحد تماما . وليس معنى (المؤمنين) هنا أشخاصاً معينين بأسمائهم . ولا معنى (أولياء) هو (أئمة) أو خلفاء .



ولو كان معنى (وليكم) هو (إمامكم) لصح أن يوصف الله تعالى بـ(الإمامة)؛ لأن الآية تقول : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) فهل يصح أن يقال : الإمام الله؟! أو الله الـ(إمام) ؟!


عشرات الأيات :
ولقد جاء لفظ (الولي) في عشرات من الآيات لا علاقة له فيها بـ(الإمامة) أو الخلافة، منها : قوله تعالى عن زكريا عليه السلام : (فهب لي من لدنك وليا) مريم/5
(فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ) البقرة/282.



(وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومـا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) الإسراء/33 .


وقوله عن الرهط الذين بيتوا قتل النبي صالح عليه السلام : (لَنُبَيتَنهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ) النمل/49 وليس معنى (وليه) (إمامه) قطعاً؛ لأن صالح عليه السلام نبي؛ فهو الإمام بكل الاعتبارات.


(وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً) النساء/45
(وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً) الكهف/17
(وَمَنْ يَتَّخِذْ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبيناً) النساء/119
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الذُّلِّ) الإسراء/111
(اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) البقرة/257



فما الذي جعل (وليكم) في الآية (إمامكم) دون بقية الآيات . وهي بالعشرات؟!


المستحيلات العشرة :
إن القول بأن معنى (وليكم) في الآية هو (إمامكم المعصوم)، لا يصح ولا يتم إلا بعد اجتياز جملة من العوائق الصعبة بل المستحيلة الاجتياز، ما يجعل الاحتجاج بالآية خارجاً – حتى - عن دائرة الاحتجاج بالمتشابه فضلاً عن المحكم !!!!



من هذه العوائق أو الموانع :


الأول : الإثبات القاطع بأن لفظ (وليكم) ليس له إلا معنى واحد هو(إمامكم) المصطلح عليه عندالإماميةوأنهلميردبالمعنىاللغويالذيهوالناصروالمح بوالحليفوما شابه. ودون ذلك - كما يقال - خرط القتاد .


إن أقل ما في هذه الدعوى أنها احتجاج بالمتشابه لأن اللفظ صار مشتركاً بين معنيين: أحدهما اصطلاحي والآخر لغوي. والاحتجاج بالمتشابه في الأصول - التي هي أساس الدين - غير مقبول.


إن تفسير هذه الآية بـ(الإمامة) له شرطان لا بد منهما :



أولا : أن يأتي النص بلفظ (إمامكم) وليس (وليكم). لأن العدول عن اللفظ إلى شبيهه يؤدي إلى إشكال واشتباه لا داعي له . وهو مرفوض في الأصول.


ثانيا : أن يأتي اللفظ (إمامكم) بحيث لا يمكن تفسيره بغير معناه الذي اصطلحت عليه الإمامية . وإلا صار مشتبها والأدلة المشتبهة لا تعمل من الأساس، فبطل الاحتجاج بالآية على (الإمامة) لأنه بلا أساس .


الثاني : الإثبات القاطع بأن صيغة الجمع (الذين آمنوا) لا يمكن حملها على ظاهرها وأن المقصود بها الإفراد وليس الجمع .


وهذا أقل ما فيه أنه خلاف الأصل وظاهر اللفظ . ومخالفة الأصل وظاهر الكلام من دون قرينة تحكُّم باطل ، وليس عليه من دليل سوى الظن والاحتمال وذلك غير مقبول في الأصول ,


الثالث : إثبات أن المفرد المقصود بالآية هو علي لا غير ، قطعاً لا ظناً. وهذا غير ممكن. وأقل ما فيه أن علياً رضي الله تعالى عنه غير مذكور في الآية. وذكره لا بد منه شرطاً للاعتقاد وإلا حصل الإشكال والاشتباه وهو غير مقبول في الأصول .


لقد ذكرالله تعالى في الآية نفسه بصراحة،وصرح بذكر رسوله صلى الله عليه وسلم ثم عمَّ المؤمنين. فلو أراد واحداً منهم بعينه لصرح بذكره، وإلا اشتبه بغيره وكان النص عليه مشتبهاً غير مبين. وذلك مخالف لكلام رب العالمين.


الرابع : إثبات دلالة الآية على أحد عشر (إماماً) آخرين بأعيانهم .
فإن إثبات عموم (الإمامة) شيء، وتخصيصها بأشخاص معينين شيء آخر يحتاج إلى دليل منفصل. والإمامية فرق شتى لم تتفق جميعاً على أئمة معينين : (فأئمة) الإسماعيلية غير أئمة الكيسانية . وهؤلاء غير (أئمة) الفطحية أو الواقفية أو النصيرية أو الاثني عشرية … الخ



وهذه الفرق كلها تحتج بالآية نفسها على صحة مذهبها ! وذلك باطل لأن الدليل الواحد لا يكون على الشيء ونقيضه. علماً أن الإمامية الاثنى عشرية يكفّرون هذه الفرق مع اعتقادها جميعاً بإمامة علي !!


الخامس : إثبات أن (الواو) في قوله تعالى : (وهم راكعون) حالية وليست عاطفة . وهو ظن واشتباه لاحتمالها الأمرين . فعاد الأمر إلى الظن والاحتمال. و(الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال).


السادس : إثبات أن المقصود بالركوع هنا الهيئة الواردة في الصلاة ، وليس الخشوع والخضوع . وهو ظن واحتمال .


السابع : إثبات أن عليا رضي الله تعالى عنه كان غنياً مالكاً للنصاب الذي هو شرط وجوب الزكاة حتى يدخل ضمن الذين (يؤتون الزكاة) في الآية .


وذلك مستحيل ؛ لأن الأخبارمجمعة على أن علياً - لاسيما عند نزول الآية - كان فقيراً إن التنصيص على شخص وتعيينه بصفة ليست فيه.. كذبٌ ، وتعيينه أو تشخيصه بصفة خفية- بل فعل منقطع خفي- لا يفعله عاقل. وذلك كله لا يليق بشأنه سبحانه .


إن علياً لم يؤد الزكاة لأنه فقير. وأداء الزكاة حال الصلاة أمر خفي وفعل منقطع، فكيف يرتب الله عليه أمراً عظيماً هو أصل من أصول الدين ؟!


الثامن : إثبات أن علياً تصدق بخاتم حال الركوع .


وهذا - حتى لو ثبت - لا ينفع لسببين مهمين أساسيين :


الأول: إن هذا احتجاج بالرواية وليس بالآية وذلك لا يصح في الأصول .
الثاني: إن هذا غايته أن يكون سبباً للنزول، وقد تقرر في الأصول أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وإلا فلو حصرنا كل آية بسببها لتعطلت أحكام القرآن.



وقد ورد - كما أسلفت - أن الآية نزلت في عبادة بن الصامت . ولكنها لا تخصه وحده بل قد يكون غيره أولى منه بها -كما سيأتي- لتحقق الوصف فيه أكثر من تحققه فيمن نزلت فيه .


وهكذا قوله تعالى : (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَات اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤوفٌ بِالْعِبَادِ) الذي نزل في صهيب الرومي رضي الله تعالى عنه لما فدى نفسه بجميع ماله وهاجر ابتغاء مرضاة الله. والذين يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله كثيرون ، ومنهم من هو أفضل منه كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي. فالآية لا تدل على أكثر من الفضيلة. فهي في فضل من نزلت فيه قطعاً ، لكنها ليست خاصة به حكماً.


فحكاية التصدق بالخاتم - لوثبتت - فهي في فضل علي لا أكثر .فكيف وهي لم تثبت! إذ الرواية المحتج بها لم تصح لانقطاع سندها في بعض الطرق ، وجهالة رجاله في بعضها ، واتهامهم بالكذب أو اتصافهم بالضعف في البعض الآخر.


والأمر مبحوث ومفروغ منه ولا حاجة لإيراده لأسباب منها : إن كون الرواية صحيحة أم ضعيفة ليس له قيمة في موضوعنا لأن أصول الدين لا تثبت بالروايات. فلا داعي لتفريغ الجهد في غير موضعه ومن أراد التأكد فليرجع إلى تحقيق الرواية في مظانه. ودلائل الوضع على الرواية ظاهرة. وأولها القطع بان علياً لم تجب عليه زكاة قط لفقره. يمكن أن يرجع إلى كتاب (الحجج الدامغات لنقض كتاب المراجعات) لأبي مريم الأعظمي 1/124 وما بعدها.


ومنها تعارضها مع ما هو مثلها أو أقوى منها في مصادر الإمامية أنفسهم!
أما الأول : فتعارضها مع ما رواه الكليني من أن سبب نزول الآية كان التصدق بحلة ثمنها ألف دينار! والحلة غير الخاتم.



فقد روى بإسناده عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى : (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) قال: كان أمير المؤمنين في صلاة الظهر وقد صلى ركعتين وهو راكع وعليه حلة قيمتها ألف دينار فجاء سائل فقال: السلام عليك يا ولي الله وأولى بالمؤمنين من أنفسهم تصدق على مسكين فطرح الحلة إليه وأومأ بيديه أن احملهـا فانزل الله عز وجل هذه الآية وصير نعمة أولاده بنعمته . أصول الكافي1/288.


وأمامعارضتهالماهوأقوىمنها: فلتناقضهامع ما قررهالكلينيمن أن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الإمام لا تجب عليهما زكاة. وروى في ذلك بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قلت له :أمَا على الإمام زكاة ؟ فقال: أحلت يا أبا محمد! (أي سألت عن أمر مستحيل في حق الإمام) أمَا علمت أن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى منيشاءجائزلهذلكمنالله إن الإمام يا أبامحمد لا يبيت ليلة ولله في عنقه حقي سأله . أصول الكافي1/409.


ويعلق الكليني على ذلك فيقول: ولذلك لم يكن على مال النبي صلى الله عليه وسلم والولي زكاة!! فإذا لم يكن على الولي زكاة ، فكيف أدى علي الزكاة وهو راكع ؟!


وبالجملة فقد صارت الرواية في أحسن أحوالها ظنية الثبوت . والظن لا تثبت به عقيدة هي أصل من أصول الدين . وقد ذم الله متبعيه بنص قوله سبحانه : (وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئًا) فضلاً عن أن أصول العقائد لا تثبت بالروايات.


التاسع :إثبات أن كل (إمام) من (الأئمة) أدى زكاة ماله حال الركوع وهو أمر مناف للعقل والذوق والشرع . فما معنى أن يمدح إنسان ويكرم حتى يجعل (إماماً) لأنه أدى زكاة ماله وهو راكع! أليس في الصلاة شغل عن غيرها ؟!


أوَ ليس في سؤال المتسولين في مساجد المسلمين تشويش على المصلين ؟!
وإذا كان التصدق على السائلين مستحباً حال الصلاة كان التسول مستحباً كذلك لأنه من لوازمه. والقول به سفه فلازمه كذلك.



ثم هل كان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وفي أثناء الصلاة !مسرحاً للمتسولين ؟! أليس هذا المتسول قد وجبت عليه الصلاة في ذلك الوقت ؟ فكيف يستقيم هذا مع هذا ؟! ولا شك أن علياً رضي الله تعالى عنه يصلي في أول الصفوف . فكيف تمكن المتسول من اختراق عشرات الصفوف ليصل إليه؟ أوَليس التسول في المساجد منهياً عنه؟ فكيف يسوغ في حال الصلاة؟! أم ان المتسول كان كافراً . فهل تحل الزكاة للكافرين؟!


وإن قيل : إن الزكاة هنا معناها الصدقة غير المفروضة نقول : هل هذا القول مقطوع به ؟ أم قيل على سبيل الظن ؟ أما القطع فلا سبيل إليه لأن الزكاة إذا اقترنت بالصلاة – خصوصاً إذا عبر عن أدائها بلفظ (الإيتاء)- فلا يعنى بها في جميع القرآن إلا الزكاة المفروضة ، كما أن الصلاة هنا هي الصلاة المفروضة لا غير. وأما الظن فلا يغني في الأصول عن القطع شيئا.


اذهب إلى أي مسجد في زماننا، هل تجد المتسولين داخل حرم المسجد أم خارجه؟! ثم إن السائل يهمه أن يحصل على مسألته من المال الذي يحتاجه ، فكيف يختار سائل أن يسأل فقيراً معلوم الفقر ؟ أليس المعقول أن يسأل غنياً! فلماذا اختار علياً؟!


ألِماله ؟ وهو ليس بذي مال! أم لعلمه ؟ والمسألة متعلقة بالمال وليس بالعلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم موجود !


العاشر : إن هذه العوائق كل واحد منها شرط لا بد من توفره مع الشروط الأخرى . ولا يغني واحد منها عن سواه ، ولا بعضها عن البعض الآخر. فإذا تخلف واحد منها بطلت بقية الشروط لأن المشروط بعدة شروط يبطل إذا تخلف أحدها .


وهذه الشروط جميعاً لا بد أن تثبت بصورة قطعية وإلا فإن (الظن لا يغني من الحق شيئا) وهو لا يعمل هنا لأن الأمر متعلق بأصل من أصول الدين. وهي لا تبنى إلا على القطع واليقين، لا على الظن والتخمين.


1 - فلا بد أولاً من إثبات أن لفظة (وليكم) معناها (إمامكم) وبالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي. وذلك على سبيل القطع لا الظن. وهو غير حاصل!


2 - ولا بد معه من إثبات أن صيغة الجمع في الآية المقصود بها الإفراد لا الجمع. وذلك على سبيل القطع لا الظن. وهو غير حاصل !!


3 - ولا بد معهما من إثبات أن هذا المفرد هو علي وحده دون سواه قطعاً لا ظناً. وهو غير حاصل!!!


4 - ولابد مع هذه الثلاثة من دلالة الآيةعلى أحدعشرمعه بالتشخيص على سبيل القطع لا الظن. وهو مستحيل!!!!


5 - ولا بد من شرط خامس هو الإثبات القاطع بأن الواو حالية لا عاطفة. وهو غير حاصل!!!!!


6 - ولا بد أيضاً من إثبات أن المقصود بالركوع هو الهيئة، وليس الخشوع والخضوع. وذلك على سبيل القطع لا الظن. وهو غير حاصل!!!!!!


7 - ولا بد أيضاً من إثبات أن علياً كان غنياً مالكاً لنصاب الزكاة حين نزول الآية. وهو مستحيل!!!!!!!


8 - والشرط الثامن هو الإثبات القاطع أن علياً تصدق بالخاتم وهو راكع وذلك غير حاصل!!!!!!!!


9 - وتاسع الشروط إثبات ذلك لبقية (الأئمة) وهو غير وارد!!!!!!!!!


10 - وآخرها تلازمها . وهو عاشر المستحيلات!!!!!!!!!!


وهكذا ترى أيها العاقل المنصف تهافت الاحتجاج بالآية على مسألة (الإمامة) . لأنه لا يقوم إلا على سلسلة طويلة من الافتراضات والاحتمالات المبنية : (بعضها فوق بعض) بحيث إذا انهدم واحد منها انهدم البناء كله!


وهذا لا يسوغ حتى في الفروع الفقهية . فكيف بالأصول الاعتقادية التي يكفر الناس وتستباح حرماتهم وحقوقهم على أساسها!!


أأنتم قلتم أم الله!
بعد كل هذا نتوجه بالسؤال الأخير فنقول :
هل الله سبحانه هو الذي قال - ودونكم القرآن كله - : آمنوا بـ(إمامة) اثني عشر (إماماً معصوماً)؟ أم أنتم الذين قلتم ؟!



ولو قال الله للنبي صلى الله عليه وسلم أو علي رضي الله عنه يوم القيامة : أأنت قلت للناس اتخذوا علياً وأحد عشر من ذريته أئمة من دون الناس ؟ فماذا تتوقعون الجواب ؟!


أيجرؤ أحد أن يقول في ذلك اليوم : يا رب أنت قلت : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا..) . وهم علي وأولاده الأحد عشر ؟! ولو افترضنا أن ذلك حصل فقال الله : أنا الذي قلت ؟! أم أنت الذي تقولت ؟ فماذا سيكون الجواب ؟!


وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


أخوكم : تقي الدين السني

يتبع إن شاء الله
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2009-11-19, 11:17 PM
طالب عفو ربي طالب عفو ربي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-28
المشاركات: 716
افتراضي

<meta http-equiv="CONTENT-TYPE" content="text/html; charset=utf-8"> <title></title> <meta name="GENERATOR" content="OpenOffice.org 3.1 (Linux)"> <style type="text/css"> <!-- @page { margin: 0.79in } P { margin-bottom: 0.08in } --> </style> السلام عليكم ورحمة الله وبركاته باركـــ الله فيكم وأثابكـــم الفردوس الأعلى بفضله تعالى وكرمه وجعله في ميزان حسناتكم وجعلكم الله زخراا وأفادكــم ووفقكم لما فيه الخير والرشااد دمتم بخير وسلااام فى رعاية الله
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2009-11-20, 06:42 PM
منصورابوحسين منصورابوحسين غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-27
المشاركات: 1,406
افتراضي

بارك الله فيكم وفي علمكم اخي تقي الدين السني
وكما قال احد الاخوان :الرافضة لا يقراون,واذا قراوا لا يفهمون ,واذا فهموا خنسوا وولوا على ادبارهم نفورا
__________________
[flash1=http://www.shy22.com/upfiles/sVF39537.swf]WIDTH=300 HEIGHT=300[/flash1]
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2009-11-21, 02:52 AM
تقي الدين السني تقي الدين السني غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-11-13
المكان: مَوائِدُ العُلَماءْ
المشاركات: 181
افتراضي

بارك الله تعالى فيكم أخوي ونفع الله تعالى بكما

اقتباس:
فصل قول الرافضي في البرهان الثاني :
قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك)


بلغت التفاهة بإبن المطهر الجاهل أن يضع على لسان الله تبارك وتعالى أياتٍ وقال انها نزلت في علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه في محاولةٍ أن ينقذ إمامته المزعومة فقال أن هذه الأية نزلت في غير منزلها وقال أنها نزلت في علي بن ابي طالب ومأ أضعف حجج الرافضة إن أحتجوا وصدق من قال .. إن حجج الرافضة أوهن من بيت العنكبووووت ..

فقال الرافضي في كلامه في منهاج الكرامة : ( أجمعوا على أنها نزلت في علي ) ...

قلت بل كذبت شل الله لسانكَ وأركانكَ انتَ وقومك الذين أتبعوك في هذا القول وأتبعتم سبيل الطاغوت فأين دليلكم الصريح على أن هذه الأية نزلت في علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ليكون إماماً ... ؟؟

ولنرى كذب الرافضي إبن المطهر في زعمه أن هذه الأية نزلت في علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وإستدل برواياتٍ ضعيفةٍ كهشاشة هذا المذهب المبني على الخرافات السقيمة وقصص ألف ليلة وليلة ...

يقول إبن كثير رحمه الله تعالى في تفسيـره :
يَقُول تَعَالَى مُخَاطِبًا عَبْده وَرَسُوله مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِاسْمِ الرِّسَالَة وَآمِرًا لَهُ بِإِبْلَاغِ جَمِيع مَا أَرْسَلَهُ اللَّه بِهِ وَقَدْ اِمْتَثَلَ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاة وَالسَّلَام ذَلِكَ وَقَامَ بِهِ أَتَمَّ الْقِيَام .

قلت ( تقي الدين السني ) : وهذه الأية تخاطب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بأن يمثل إلي أمر الله تبارك وتعالى ويبلغ الرسالة التي أمره الله تبارك وتعالى بها فالرسالة التي أمره الله تبارك وتعالى بها إنها الدين الاسلامي ثم يفتري الرافضة ويقولون أن الرسالة هي ولاية علي بن ابي طالب ... !!! الا عجباً لما تقولون يا قوم ؟؟

قَالَ الْبُخَارِيّ عِنْد تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ إِسْمَاعِيل عَنْ الشَّعْبِيّ عَنْ مَسْرُوق عَنْ عَائِشَة - رَضِيَ اللَّه عَنْهَا - قَالَتْ : مَنْ حَدَّثَك أَنَّ مُحَمَّدًا كَتَمَ شَيْئًا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِ فَقَدْ كَذَبَ وَهُوَ يَقُول " يَا أَيّهَا الرَّسُول بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْك مِنْ رَبّك " الْآيَة هَكَذَا رَوَاهُ هَاهُنَا مُخْتَصَرًا .

وَقَدْ أَخْرَجَهُ فِي مَوَاضِع مِنْ صَحِيحه مُطَوَّلًا وَكَذَا رَوَاهُ مُسْلِم فِي كِتَاب الْإِيمَان وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي كِتَاب التَّفْسِير مِنْ سُنَنهمَا مِنْ طُرُق عَنْ عَامِر الشَّعْبِيّ عَنْ مَسْرُوق بْن الْأَجْدَع عَنْهَا - رَضِيَ اللَّه عَنْهَا - وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهَا أَيْضًا أَنَّهَا قَالَتْ : لَوْ كَانَ مُحَمَّد - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَاتِمًا شَيْئًا مِنْ الْقُرْآن لَكَتَمَ هَذِهِ الْآيَة " وَتُخْفِي فِي نَفْسك مَا اللَّه مُبْدِيه وَتَخْشَى النَّاس وَاَللَّه أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ " .

قلت ( تقي الدين السني ) : عجباً للقوم يفهمون أيات الله تبارك وتعالى كما يبتغون ويريدون فأين هي ولاية علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه والنبي صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئاً إلا بلغه وهذه هي الرسالة التي امره الله تبارك وتعالى بتبليغها وهي الدين الإسلامي يا رافضة فأين ما تزعمون ؟؟

وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مَنْصُور الرَّمَادِيّ حَدَّثَنَا سَعِيد بْن سُلَيْمَان حَدَّثَنَا عَبَّاد عَنْ هَارُون بْن عَنْتَرَة عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنْت عِنْد اِبْن عَبَّاس فَجَاءَ رَجُل فَقَالَ لَهُ إِنَّ نَاسًا يَأْتُونَا فَيُخْبِرُونَا أَنَّ عِنْدكُمْ شَيْئًا لَمْ يُبْدِهِ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلنَّاسِ فَقَالَ اِبْن عَبَّاس أَلَمْ تَعْلَم أَنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ " يَا أَيّهَا الرَّسُول بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْك مِنْ رَبّك " وَاَللَّه مَا وَرَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ .

وَهَذَا إِسْنَاد جَيِّد وَهَكَذَا فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ مِنْ رِوَايَة أَبِي جُحَيْفَة وَهْب بْن عَبْد اللَّه السَّوْدَانِيّ قَالَ : قُلْت لِعَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - هَلْ عِنْدكُمْ شَيْء مِنْ الْوَحْي مِمَّا لَيْسَ فِي الْقُرْآن فَقَالَ لَا وَاَلَّذِي فَلَقَ الْحَبَّة وَبَرَأَ النَّسَمَة إِلَّا فَهْمًا يُعْطِيه اللَّه رَجُلًا فِي الْقُرْآن وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَة قُلْت وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَة قَالَ الْعَقْل وَفِكَاك الْأَسِير وَأَنْ لَا يُقْتَل مُسْلِم بِكَافِرٍ .

وَقَالَ الْبُخَارِيّ - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - قَالَ الزُّهْرِيّ مِنْ اللَّه الرِّسَالَة وَعَلَى الرَّسُول الْبَلَاغ وَعَلَيْنَا التَّسْلِيم وَقَدْ شَهِدَتْ لَهُ أُمَّته بِإِبْلَاغِ الرِّسَالَة وَأَدَاء الْأَمَانَة وَاسْتَنْطَقَهُمْ بِذَلِكَ فِي أَعْظَمِ الْمَحَافِل فِي خُطْبَته يَوْم حَجَّة الْوَدَاع وَقَدْ كَانَ هُنَاكَ مِنْ أَصْحَابه نَحْو مِنْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فِي خُطْبَته يَوْمئِذٍ : " يَا أَيّهَا النَّاس إِنَّكُمْ مَسْئُولُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ ؟ قَالُوا نَشْهَد أَنَّك قَدْ بَلَّغْت وَأَدَّيْت وَنَصَحْت فَجَعَلَ يَرْفَع أُصْبُعه إِلَى السَّمَاء مُنَكِّسَهَا إِلَيْهِمْ وَيَقُول اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْت "

قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا اِبْن نُمَيْر حَدَّثَنَا فُضَيْل يَعْنِي اِبْن غَزْوَان عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّة الْوَدَاع : " يَا أَيّهَا النَّاس أَيّ يَوْم هَذَا ؟ قَالُوا : يَوْم حَرَام قَالَ أَيْ بَلَد هَذَا ؟ قَالُوا : بَلَد حَرَام قَالَ فَأَيّ شَهْر هَذَا ؟ قَالُوا : شَهْر حَرَام قَالَ فَإِنَّ أَمْوَالكُمْ وَدِمَاءَكُمْ وَأَعْرَاضكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَام كَحُرْمَةِ يَوْمكُمْ هَذَا فِي بَلَدكُمْ هَذَا فِي شَهْركُمْ هَذَا ثُمَّ أَعَادَهَا مِرَارًا ثُمَّ رَفَعَ أُصْبُعه إِلَى السَّمَاء قَالَ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْت " مِرَارًا قَالَ يَقُول اِبْن عَبَّاس وَاَللَّه لَوَصِيَّة إِلَى رَبّه عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ قَالَ : " أَلَا فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِد الْغَائِب لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِب بَعْضكُمْ رِقَاب بَعْض " .

قلت ( تقي الدين السني ) : وهذا الشاهد أن الأية أنزلها الله تبارك وتعالى لبيان أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة وأدى الامانه ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وتركنا على المحجةِ البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فالصحيح أن الأية نزلت في التبليغ بالدين الإسلامي وها هي الروايات التي تثبت ان ما كان في حجة الوداع لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بولاية علي ولا غيرها يا أجهل أهل الارض فكيف تفترون على لسان الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ... !!!

وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيّ عَنْ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ فُضَيْل بْن غَزْوَان بِهِ نَحْوه قَوْله تَعَالَى " وَإِنْ لَمْ تَفْعَل فَمَا بَلَّغْت رِسَالَته" يَعْنِي وَإِنْ لَمْ تُؤَدِّ إِلَى النَّاس مَا أَرْسَلْتُك بِهِ فَمَا بَلَّغْت رِسَالَته أَيْ وَقَدْ عَلِمَ مَا يَتَرَتَّب عَلَى ذَلِكَ لَوْ وَقَعَ وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة : عَنْ اِبْن عَبَّاس" وَإِنْ لَمْ تَفْعَل فَمَا بَلَّغْت رِسَالَته " يَعْنِي إِنْ كَتَمْت آيَة مِمَّا أُنْزِلَ إِلَيْك مِنْ رَبّك لَمْ تُبَلِّغ رِسَالَته قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا قَبِيصَة بْن عُقْبَة حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ رَجُل عَنْ مُجَاهِد قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ" يَا أَيّهَا الرَّسُول بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْك مِنْ رَبّك " قَالَ يَا رَبّ كَيْف أَصْنَعُ وَأَنَا وَحْدِي يَجْتَمِعُونَ عَلَيَّ فَنَزَلَتْ " وَإِنْ لَمْ تَفْعَل فَمَا بَلَّغْت رِسَالَته " وَرَوَاهُ اِبْن جَرِير مِنْ طَرِيق سُفْيَان وَهُوَ الثَّوْرِيّ بِهِ وَقَوْله تَعَالَى " وَاَللَّه يَعْصِمك مِنْ النَّاس " أَيْ بَلِّغْ أَنْتَ رِسَالَتِي وَأَنَا حَافِظك وَنَاصِرك وَمُؤَيِّدك عَلَى أَعْدَائِك وَمُظْفِرك بِهِمْ فَلَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَن فَلَنْ يَصِل أَحَد مِنْهُمْ إِلَيْك بِسُوءٍ يُؤْذِيك وَقَدْ كَانَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْل نُزُول هَذِهِ الْآيَة يُحْرَس كَمَا قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَزِيد حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ سَمِعْت عَبْد اللَّه بْن عَامِر بْن رَبِيعَة يُحَدِّث أَنَّ عَائِشَة - رَضِيَ اللَّه عَنْهَا - كَانَتْ تُحَدِّث أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَهِرَ ذَات لَيْلَة وَهِيَ إِلَى جَنْبه قَالَتْ : فَقُلْت مَا شَأْنك يَا رَسُول اللَّه قَالَ لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسنِي اللَّيْلَة قَالَتْ فَبَيْنَا أَنَا عَلَى ذَلِكَ إِذْ سَمِعْت صَوْت السِّلَاح فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَنَا سَعْد بْن مَالِك فَقَالَ مَا جَاءَ بِك قَالَ جِئْت لِأَحْرُسك يَا رَسُول اللَّه قَالَتْ فَسَمِعْت غَطِيط رَسُول - اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي نَوْمه أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ طَرِيق يَحْيَى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ بِهِ وَفِي لَفْظ سَهِرَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَات لَيْلَة مَقْدَمه الْمَدِينَة يَعْنِي عَلَى أَثَر هِجْرَته بَعْد دُخُوله بِعَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّه عَنْهَا - وَكَانَ ذَلِكَ فِي سَنَة ثِنْتَيْنِ مِنْهَا .

قلت ( تقي الدين السني ) : وهذا بيان صريح بأن الأية نزلت في غير ما ذهب اليه أبناء عمومتنا الرافضة بان قالوا أنها نزلت في علي بن ابي طالب وأن الله تبارك وتعالى أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ بولاية علي بن ابي طالب وهذا من الكذب الصريح على النبي صلى الله عليه وسلم فقد حضر ( غدير خم ما يقارب 4000 ألاف صحابي فإن كان بلغ ولاية علي فلماذا لم يبايعه المهاجرين والأنصار ) .. ؟؟؟ ؟

الدليل على عدم دلالة هذه الآية الكريمة على (الإمامة) هو: فقدانها لشرط الدليل الأصولي إلا وهو الإحكام والصراحة في الدلالة على المراد.

فالآية - في أحسن أحوالها - متشابهة تحتمل أكثر من معنى، فهي ليست نصاً صريحا في (الإمامة) عموما، ولا (إمامة) أحد بعينه خصوصاً.

والاستدلال بها على هذه المسألة استدلال بالظن والاحتمال، والمعنى المراد (الإمامة)غير منصوص عليه في الآية نصاً وإنما يستنتج منها استنتاجا ويستنبط استنباطا.

وهذا لا يصلح في الأصول، والقول به اتباع للمتشابه نهينا عنه.

والإمامية يقولون: إن هذه الآية من آخر ما نزل. وهي أمر من الله تعالى جازم إلى نبيه صلى الله عليه وسلم بتبليغ بولاية علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه .

وهذا يستلزم عدم تبليغ (الإمامة) من قبل، ما يبطل احتجاجهم بجميع الآيات التي نزلت قبلها مثل آية : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) لأنه إذا كان معناها إمامة علي فهذا يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد يبلغ الإمامة منقبل.فمامعنى أن يأمره الله بعدها بتبليغها بحيث يكون عدمه عدماً لتبليغ الرسالة؟ .

إن الادعاء بأن التبليغ الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم هو(إمامة) علي يمكن رده بادعاء مثله فيقال: بل هو (إمامة) أبي بكر ، وأن (الإمام) بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وأرضاه والدليل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) وهو (إمامة) أبي بكر . ومما يؤيده استخلاف النبي إياه في الصلاة في أيام مرضه الأخيرة . وإذن هو (الإمام) بعده. وهناك كثير من الروايات -بل الآيات- التي تعضد ذلك.

إن لفظة (ما أنزل) عامة ومجملة يمكن لأي شخص أن يدرج تحتها من شاء من (الأئمة) ما دام الأمر بالدعوى.

ولو كانت الأصول تثبت بمثل هذا لاحتج مسيلمة بهذه الآية على (نبوته) ، وادّعى أنها مما أُنزل وأُمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتبليغه! وهكذا…

وزيادةً في الفائدة نقـول : اللفظ عام لا مخصص له من القرآن .
جاء في (الأصول) أن الاسم الموصول من ألفاظ العموم كما قال تعالى: (له ما في السموات وما في الأرض) وتقول: أعطني ما في جيبك ، اجتنب ما يضرك.

فقوله تعالى: (بلغ ما أنزل إليك) عام يشمل تبليغ جميع (ما أنزل) إليه . فتخصيص التبليغ بأمر معين مناف لعمومية النص ، ولا بد له من دليل يخصصه.

وشرط الدليل المخصِّص أن يكون من داخل النص ، وليس من خارجه وإلا عاد النص غير دال بنفسه ، فتعين القول بعدم دلالة الآية بنفسها على المسألة . وللسبب نفسه لا يصح تخصيص الآية بالرواية . وتخصيص الآية بالرواية دليل واضح على أن الآية لا تدل بنفسها . فبطل الاحتجاج بها.

والاحتجاج بالرواية مردود من وجه آخر : هو أن الاستدلال بالروايات لا يصح في أصول الدين ما لم تثبت هذه الأصول بالآيات أولاً.

إن نص الآية لا يمكن اعتباره دليلاً -ولو متشابهاً- على المسألة : لأن الأية إنما كان بالعموم وليس اللفظ بالخصوص كما يفتري الرافضة على الله ورسوله .

إن ألفاظه لا تحتمل معنى (الإمامة) قط ، ولا يخطر هذا المعنى على بال قارئه أبدا إلا إذا سبق الإيحاء به أو التلقين . فليس في النص إلا أمر الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بتبيلغ (ما أنزل) إليه . وهو عام في جميع (ما أنزل) وليس محصورا بأمر معين . فإذا كانت (الإمامة) من (ما أنزل) إليه وجب تبليغها عليه . فننظر في (ما أنزل) من قبل من آيات: هل فيها ذكر (الإمامة)؟ وإلا لم تكن مما أمر صلى الله عليه وسلم بتبيلغه بتبليغه لأنها ليست من (ما أنزل).



جاءت هذه الآية مسبوقة بآية ومتبوعة بآية ، ورد في كليهما اللفظ : (ما أنزل) خطابا لأهل الكتاب . ولا شك أن (الإمامة) أو (إمامة علي ) ليست من (ما أنزل) إليهم من ربهم ، فاللفظ (ما أنزل) لا يحتمل هذا المعنى .

فما الفرق بين لفظ (ما أنزل) عند أهل الكتاب وبينه عندنا -وهو واحد- حتى تكون (الإمامة) ، بل (إمامة) علي من (ما أنزل) إلينا من ربنا !

يقول تعالى في هذا السياق: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإْنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِْنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) .

إن (ما أنزل) إلى أهل الكتاب وأمروا بإقامته، هو نفسه (ما أنزل) إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وما أمره بتبليغه صلى الله عليه وسلم ومنه نبويته صلى الله عليه وسلم ومنها قوله تعالى : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأْمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإْنجِيلِ - إلى قوله - فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ (الَّذِي أُنزِلَ) مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) .

وهو الذي زادهم طغيانا وكفرا ، وليس (إمامة) علي أو غيره لأن الله تعالى لم يذكر ذلك قط . وليس هو مكتوبا عندهم . ولم يطالبهم به . ولم تكن (الإمامة) موضوعا للبحث والنظر بينه صلى الله عليه وسلم وبينهم ، حتى تزيدهم أو تنقصهم.

إن ( ما إنزل إليكَ من ربك ) في الآية (68) هو نفسه ( ما أنزل إليك ربك ) في الآية (66) والآية (67) ، فما وجه علاقته بـ(الإمامة) ؟ وما علاقة (الإمامة) به ؟!

أمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يبلغ (ما أنزل) إليه جميعاً دون استثناء ، وإن كره الكافرون والمنافقون والذين في قلوبهم مرض فتآمروا عليه ، وأرادوا إيذاءه أو قتله .

فليفعلوا ما يشاءون ، فإن الله عاصمه وحافظه من تسلطهم عليه . فلم يبق له من عذر في كتم شيء من (ما أنزل) إليه خوفا وتقية . وإلا فما قام بواجب تبليغ الرسالة.

إن التبليغ يجب أن يكون كاملاً شاملاً . وهذا يحتاج إلى حماية كاملة شاملة . وهذه لا يقدر عليها إلا الله وحده . لذلك تكفل الله بها لنبيه فقال : ( والله يعصمك من الناس ) وهذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وليس بالأئمة .

أما المسلم العادي فغير مكلف بتبليغ جميع (ما أنزل) من الله ، إلا ما كان في وسعه وقدرته . فإن خاف على نفسه القتل أو الأذى الشديد سقط عنه التبليغ لأن الله يقول : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) , والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) .

أما النبي صلى الله عليه وسلم ففي وسعه أن يبلغ جميع ما ( أنزل إليه ) ؛ لأن الله تعالى تكفل بحفظـه بنفسه . لذلك صرف النبي صلى الله عليه وسلم حرسه حال نزول الآية : فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحرس حتى نزل عليه : (والله يعصمك من الناس) فأخرج رأسه من القبة فقال: يا أيها الناس انصرفوا عني فقد عصمني الله) رواه الترمذي والحاكم والبيهقي .

إن المحتج بالآية على (الإمامة) يحتاج إلى نفي هذا المعنى قطعا وجزما . ويحتاج كذلك إلى القطع والجزم في إثبات ما يقول من المعنى الآخر . وكلاهما مستحيل . فبطل احتجاجه بالآية.

يقول الرافضي : روى أبو نعيم الحافظ من الجمهور، بإسناده عن عطية، قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي (بن أبي طالب عليه السلام ) .

قلت ( تقي الدين السني ) : وهذا كذب لا تصح هذه الرواية أبداً ففي إسنادها عطية العوفي وهو في الطبقة الثالثة من المدلسين لا تقبل روايته ...

الجرح والتعديل :
قال المزي في تهذيب الكمال :
( بخ د ت ق ) : عطية بن سعد بن جنادة العوفى الجدلى القيسى ، أبو الحسن الكوفى . اهـ .
و قال المزى :
قال البخارى : قال لى على عن يحيى ، و هو ابن سعيد : عطية ، و أبو هارون ،
و بشر بن حرب عندى سواء . و كان هشيم يتكلم فيه .
و قال مسلم بن الحجاج : قال أحمد و ذكر عطية العوفى ، فقال : هو ضعيف الحديث . ثم قال : بلغنى أن عطية كان يأتى الكلبى و يسأله عن التفسير و كان يكنيه
بأبى سعيد فيقول : قال أبو سعيد ، و كان هشيم يضعف حديث عطية .
و قال أحمد : حدثنا أبو أحمد الزبيرى ، قال : سمعت الكلبى قال : كنانى عطية
أبا سعيد .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه نحو ذلك . و قال : كان الثورى و هشيم
يضعفان حديث عطية .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : صالح .
و قال أبو زرعة : لين .
و قال أبو حاتم : ضعيف ، يكتب حديثه ، و أبو نضرة أحب إلى منه .
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : مائل .
و قال النسائى : ضعيف .
و قال أبو أحمد بن عدى : و قد روى عنه جماعة من الثقات ، و لعطية عن أبى سعيد
أحاديث عدد ، و عن غير أبى سعيد ، و هو مع ضعفه يكتب حديثه ، و كان يعد مع شيعة
أهل الكوفة .
قال محمد بن عبدالله الحضرمى : توفى سنة إحدى عشرة و مئة .
روى له البخارى فى " الأدب " ، و أبو داود ، و الترمذى ، و ابن ماجة . اهـ .

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 7 / 225 :
و قيل : مات سنة سبع و عشرين . ذكره ابن قانع ، و القراب .
و قال ابن حبان فى " الضعفاء " بعد أن حكى قصته مع الكلبى بلفظ مستغرب ، فقال :
سمع من أبى سعيد أحاديث ، فلما مات جعل يجالس الكلبى يحضر بصفته ، فإذا قال
الكلبى : قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم كذا ، فيحفظه ، و كناه
أبا سعيد و يروى عنه ، فإذا قيل له : من حدثك بهذا ؟ فيقول : حدثنى أبو سعيد ،
فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدرى ، و إنما أراد الكلبى .
قال : لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب .
ثم أسند إلى أبى خالد الأحمر : قال لى الكلبى : قال لى عطية : كنيتك بأبى سعيد
فأنا أقول : حدثنا أبو سعيد .
و قال ابن سعد : أخبرنا يزيد بن هارون ، أخبرنا فضيل ، عن عطية ، قال : لما
ولدت أتى أبى عليا ففرض لى فى مئة .
و قال ابن سعد : خرج عطية مع ابن الأشعث ، فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم أن
يعرضه على سب على ، فإن لم يفعل فاضربه أربعمئة سوط و احلق لحيته ، فاستدعاه
، فأبى أن يسب ، فأمضى حكم الحجاج فيه ، ثم خرج إلى خراسان فلم يزل بها حتى ولى
عمر بن هبيرة العراق فقدمها فلم يزل بها إلى أن توفى سنة إحدى عشر ، و كان ثقة
إن شاء الله ، و له أحاديث صالحة ، و من الناس من لا يحتج به .
و قال أبو داود : ليس بالذى يعتمد عليه .
قال أبو بكر البزار : كان يعده فى التشيع ، روى عنه جلة الناس .
و قال الساجى : ليس بحجة ، و كان يقدم عليا على الكل . اهـ .

رتبته عند ابن حجر :
صدوق يخطىء كثيرا ، و كان شيعيا مدلسا
رتبته عند الذهبي :
ضعفوه

قلت ( تقي الدين السني ) : وما إحتج به على أن هذه الأية نزلت في علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه فهذا كذب صريح بإتفاق أهل العلم على ضعف عطية العوفي فما أضعف حجج الرافضة وما أوهنها ,,,

قول الرافضي : وفي تفسير الثعلبي ..

وقد ذكر ابن تيمية أنه يحوي كثيرا من الأحاديث الموضوعة والبدع، وإن البغوي في اختصاره حذف ما فيه من الموضوعات والبدع. وبناء على ما يقال من التحريف في طبعته المنشورة وعلى ما قال شيخ الإسلام من وجود الموضوعات فيه فينبغي للباحث أن يستفيد من تفسير البغوي أو يبحث عما طبع من أجزائه المحققة في جامعة أم القرى.

والصحيح أن الثلعبي هو حاطب ليل لا يحتج به يا رافضة الحق ..

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

يتـبع إن شاء الله تبارك وتعالى

تقي الدين السني <!-- / message -->
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2009-11-21, 10:23 AM
تقي الدين السني تقي الدين السني غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-11-13
المكان: مَوائِدُ العُلَماءْ
المشاركات: 181
افتراضي

اقتباس:
البرهان الثالث قول الرافضي :
قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)


ما أشد جهل الرافضة وما أضعف حججهم إن الله تعالى أكمل الدين واتم النعمة وتركنا الحبيب محمد على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فأكمل الدين وهو الإسلام وأتم النعمة وأوصل الرسالة ورضي الله لنا الإسلام دينا فأين إمامة علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وأرضاه ؟؟

يقول تعالى
( ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .



يحتج الرافضة بهذه الأية على دلالة ولاية علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وأرضاه وقولهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنما أكملت لكم دينكم اليوم بولاية علي بن ابي طالب وهذا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم وإفتــراء عظيم على الله ورسـوله .


فقد أكمل الله تبارك وتعالى الدين وأتم الحبيب محمد نعمة الاسلام على الأمة الاسلامية وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فهذا الإثبات الصريح أن الله تبارك وتعالى ارتضى لنا الإسلام دينا كما بلغه الحبيب وانزله الله تبارك وتعالى من فوق سبع سماوات ولكن الرافضة أبت إلا أن تكذب على الله ورسوله وتقـول أن هذه الأية أكمال بولاية علي وهذا كذب صريح على الله ورســوله .


تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ)
{ اليوم أكملت لكم دينكم } قيل فيه أقوال أحدها: أن معناه أكملت لكم فرائضي وحدودي وحلالي وحرامي بتنزيلي ما أنزلت وبياني ما بينت لكم فلا زيادة في ذلك ولا نقصان منه بالنسخ بعد هذا اليوم وكان ذلك يوم عرفة عام حجة الوداع عن ابن عباس والسدي واختاره الجبائي والبلخي قالوا: ولم ينزل بعد هذا على النبي صلى الله عليه وسلم شيء من الفرائض في تحليل ولا تحريم وأنه مضى بعد ذلك بإحدى وثمانين ليلة فإن اعترض معترض فقال: أكان دين الله ناقصاً وقتاً من الأوقات حتى أتمَّه في ذلك اليوم فجوابه أن دين الله لم يكن إلا في كمال كاملاً في كل حال ولكن لما كان معرضاً للنسخ والزيادة فيه ونزول الوحي بتحليل شيء أو تحريمه لم يمتنع أن يوصف بالكمال إذا أمن من جميع ذلك فيه كما توصف العشرة بأنها كاملة ولا يلزم أن توصف بالنقصان لما كانت المائة أكثر منها وأكمل .



قلت : وفي هذا بيان أن الدين كامل لم يأتي بولاية علي بن ابي طالب فإن الله تبارك وتعالى جاء بالحق وأكمل الدين من كل شيء فقد اكتمل الدين ولا شيء أنزل بعده فالناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم وهذا يبطل حجة الرافضة بقولهم أن أهل السنة يقولون بتحريف كتاب الله تبارك وتعالى .


وكذلك إن القـول إن دين الله كامل واليوم أكمل الدين الحبيب محمد أي بلغ رسالة الله تبارك وتعالى وما أمره بتبليغه من الشريعة والقـول الحق فما بلغه الله تبارك وتعالى به هو الفرائض والشرائع الاسلامية ولم يبلغه بولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولو كان ما ذهب اليه الرافضة لكان التبليغ أولا في القرآن ثم في السنة ولكن إن كان الأصـل هي الأمامة فالأصل يذكر في القرآن بصريح الأيات ولا يحتاج الي تأويل فالله أكمل الدين وأتم النعمة وبلغها محمد فما حاجتنا الي معصوميكم يا رافضة ؟؟


ويقول الطبرسي في تفسير الأية مكمــلاً
أن معناه اليوم أكملت لكم حجكم وأفردتكم بالبلد الحرام تحجّونه دون المشركين ولا يخالطكم مشرك عن سعيد بن جبير وقتادة واختاره الطبري قال: لأن الله سبحانه أنزل بعده { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } قال الفراء: وهي آخر آية نزلت وهذا الذي ذكره لو صحّ لكان لهذا القول ترجيح لكن فيه خلاف .



{ وأتممت عليكم نعمتي } خاطب سبحانه المؤمنين بأنه أتم النعمة عليهم بإظهارهم على المشركين ونفيهم عن بلادهم عن ابن عباس وقتادة. وقيل: معناه { أتممت عليكم نعمتي } بأن أعطيتكم من العلم والحكمة ما لم يعط قبلكم نبي ولا أمة. وقيل: إن تمام النعمة دخول الجنة { ورضيت لكم الإسلام ديناً } أي رضيت لكم الإسلام لأمري والانقياد لطاعتي على ما شرعت لكم من حدوده وفرائضه ومعالمه ديناً أي طاعة منكم لي والفائدة في هذا أن الله سبحانه لم يزل يصرف نبيّه محمداً وأصحابه في درجات الإسلام ومراتبه درجة بعد درجة ومنزلة بعد منزلة حتى أكمل لهم شرائعه وبلغ بهم أقصى درجاته ومراتبه ثم قال رضيت لكم الحال التي أنتم عليها اليوم فالزموها ولا تفارقوها ثم عاد الكلام إلى القضية المتقدمة في التحريم والتحليل وإنما ذكر قولـه: { اليوم يئس الذين كفروا } إلى قولـه: { ورضيت لكم الإسلام ديناً } اعتراضاً.


قلت : وفي هذا بيان صريح أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على الحق ظاهرون وأن النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الدين كما بلغه الله تبارك وتعالى وأمر بالخير ونهى عن المنكر وأتم الفرائض وارتضى الله الاسلام دينا كما بلغه النبي صلى الله عليه وسلم وكما أمره به الله تبارك وتعالى فتلك النعمة هي الاسلام وهي التي بلغها النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا القــول المشار اليه بالأزرق بيان لهدم دين القـوم عن بكرة أبيه فالله ارتضى دين الاسلام وطاعته ثم يقـول الله تبارك وتعالى لصحابة النبي أني رضيت ما انتم عليه فهو الاسلام خالصا دون ولاية علي بن ابي طالب فالدين كامل دون ولاية علي يا رافضة فكيف تحكمون ؟؟


تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ)
واكثر المفسرين إن معناه أكملت لكم فرائضي وحدودي وأمري ونهيي وحلالي وحرامي بتنزيلي ما انزلت، وتبياني ما بينت لكم، فلا زيادة في ذلك، ولا نقصان منه بالنسخ بعد هذا اليوم. وكان ذلك اليوم عام حجة الوداع قالوا: ولم ينزل بعد هذا على النبي (صلى الله عليه وسلم) شيء من الفرائض في تحليل شيء، ولا تحريمة وأنه (عليه السلام) مضى بعد ذلك بأحدى وثمانين ليلة.



قلت : إن الفرائض أكتملت والدين اكتمل بأمره الله ونواهيه وحلاله وحرامه وبين كل شيء فقد قال الطوسي في تفسيـره ( وتبياني ما بينت لكم، فلا زيادة في ذلك، ولا نقصان منه ) إن الله تبارك وتعالى بين للناس كل شيء فكان الدين كاملا مكملا بتبليغ النبي صلى الله عليه وسلم له فذهبت الرافضة تقـول أن الائمة ينوبون عن النبي صلى الله عليه وسلم في إكمال الدين والله تعالى يـقول أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فالله أكمل النعمة وأتم الدين والرافضة تـقول بل بولاية علي فتكذبون على الله ورسوله أيها القوم المشركون !!!


وقوله: { ورضيت لكم الإسلام ديناً } معناه رضيت لكم الاستسلام لأمري والانقياد لطاعتي على ما شرعت لكم من حدوده، وفرائضه ومعالمه ديناً يعني بذلك طاعة منكم لي. فان قيل: أو ما كان الله راضياً الاسلام ديناً لعباده الا يوم أنزلت هذه الاية؟ قيل: لم يزل الله راضياً لخلقه الاسلام ديناً، لكنه لم يزل يصف نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) واصحابه في درجات الاسلام، ومراتبه درجة بعد درجة، ومرتبة بعد مرتبة، وحالا بعد حال حتى اكمل لهم شرائعه وبلغ بهم أقصى درجاته، ومراتبه، ثم قال: حين أنزلت هذه الآية { ورضيت لكم الإسلام ديناً } فالصفة التي لها اليوم والحال التي انتم عليها، فالزموه، ولا تفارقوه. قال ابن عباس وعمر وعامر الشعبي وقتادة، كان ذلك يوم الجمعة. وقال الطاووس بن شهاب، وشهر ابن خوشب، واكثر المفسرين نزلت هذه الآية يوم عرفة حجة الوداع.


أبعد هذا يفترون ويكذبون على الله ورســوله ويقولون أن الأية نزلت وأكمل الدين بولاية علي بن ابي طالب رضي الله عنه لا وربكَ ليسوا بشيء فإن كتاب الله شاهدٌ على كمال الدين وتمام النعمة على العباد بفرائض وأمر الله لا بولاية علي .

فقد قال الطبري في تفسيره : أية ( اليوم اكملت لكم دينكم ) ...

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ } الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ فَرَائِضِي عَلَيْكُمْ وَحُدُودِي , وَأَمْرِي إِيَّاكُمْ وَنَهْيِي , وَحَلَالِي وَحَرَامِي , وَتَنْزِيلِي مِنْ ذَلِكَ مَا أَنْزَلْت مِنْهُ فِي كِتَابِي , وَتِبْيَانِي مَا بَيَّنْت لَكُمْ مِنْهُ بِوَحْيِي عَلَى لِسَان رَسُولِي , وَالْأَدِلَّة الَّتِي نَصَبْتهَا لَكُمْ عَلَى جَمِيع مَا بِكُمْ الْحَاجَة إِلَيْهِ مِنْ أَمْر دِينكُمْ , فَأَتْمَمْت لَكُمْ جَمِيع ذَلِكَ , فَلَا زِيَادَة فِيهِ بَعْد هَذَا الْيَوْم . قَالُوا : وَكَانَ ذَلِكَ فِي يَوْم عَرَفَة , عَام حَجّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّة الْوَدَاع . وَقَالُوا : لَمْ يَنْزِل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد هَذِهِ الْآيَة شَيْء مِنْ الْفَرَائِض وَلَا تَحْلِيل شَيْء وَلَا تَحْرِيمه , وَإِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعِشْ بَعْد نُزُول هَذِهِ الْآيَة إِلَّا إِحْدَى وَثَمَانِينَ لَيْلَة .

قلت ( تقي الدين السني ) : وهذا الواضح لأن النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الدين وأتم لنا النعم ولم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم وفي حج النبي وخطبة الوداع لم يأمر بولاية علي وهي الأصل فكيف لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأصل من أصول الدين عند الإمامية كما هو واضح في معاني هذه الأية .. !!!

حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ } وَهُوَ الْإِسْلَام , قَالَ : أَخْبَرَ اللَّه نَبِيّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ قَدْ أَكْمَلَ لَهُمْ الْإِيمَان فَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى زِيَادَة أَبَدًا , وَقَدْ أَتَمَّهُ اللَّه عَزَّ ذِكْره فَلَا يُنْقِصهُ أَبَدًا , وَقَدْ رَضِيَهُ اللَّه فَلَا يَسْخَطهُ أَبَدًا .

حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ : مَكَثَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد مَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة إِحْدَى وَثَمَانِينَ لَيْلَة , قَوْله : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ } .

وقال الطبري رحمه الله في تفسيره : أية ( وأتممت عليكم نعمتي ) ...

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِذَلِكَ : وَأَتْمَمْت نِعْمَتِي أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِإِظْهَارِكُمْ عَلَى عَدُوِّي وَعَدُوّكُمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ , وَنَفْيِي إِيَّاهُمْ عَنْ بِلَادكُمْ , وَقَطْعِي طَمَعهمْ مِنْ رُجُوعكُمْ , وَعَوْدكُمْ إِلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ الشِّرْك . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل .

حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : كَانَ الْمُشْرِكُونَ وَالْمُسْلِمُونَ يَحُجُّونَ جَمِيعًا , فَلَمَّا نَزَلَتْ بَرَاءَة , فَنَفَى الْمُشْرِكِينَ عَنْ الْبَيْت , وَحَجَّ الْمُسْلِمُونَ لَا يُشَارِكهُمْ فِي الْبَيْت الْحَرَام أَحَد مِنْ الْمُشْرِكِينَ , فَكَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ تَمَام النِّعْمَة : { وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } .

قلت ( تقي الدين السني ) : وهذه النعمة التي اتمها الله تبارك وتعالى علينا هي نعمة الإسلام العظيم بدون زيادة أو نقصان فالصريح هو ثبات ما جاء في الكتب أن الدين اكتمل وأتمت النعمة ورضي الله تعالى لنا الإسلام دينا .

حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } الْآيَة , ذُكِرَ لَنَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم عَرَفَة يَوْم جُمُعَة , حِين نَفَى اللَّه الْمُشْرِكِينَ عَنْ الْمَسْجِد الْحَرَام , وَأَخْلَصَ لِلْمُسْلِمِينَ حَجّهمْ .

قلت ( تقي الدين السني ) : وحجج المسلمين هي كمال الدين بكل شرائعة أصوله والعقيدة أتمت وأرتضى الله لنا نعمة الاسلام فهذه التي بلغها النبي صلى الله عليه وسلم لا ولاية علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه .

حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا دَاوُد , عَنْ عَامِر فِي هَذِهِ الْآيَة : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } قَالَ : نَزَلَتْ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِف بِعَرَفَاتٍ , وَقَدْ أَطَافَ بِهِ النَّاس , وَتَهَدَّمَتْ مَنَار الْجَاهِلِيَّة وَمَنَاسِكهمْ , وَاضْمَحَلَّ الشِّرْك , وَلَمْ يَطُفْ حَوْل الْبَيْت عُرْيَان , فَأَنْزَلَ اللَّه : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ } * - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ . ثنا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ دَاوُد , عَنْ الشَّعْبِيّ , بِنَحْوِهِ .

قلت ( تقي الدين السني ) : ما اضعف حجج الرافضة وما أوهنا إنها أوهن من بيت العنكبوت أين ولاية علي بن ابي طالب يا رافضة الحق وأين قول النبي صلى الله عليه وسلم أن علي هو الخليفة ,, !!!!

قال الطبري في بيان تفسير الأية : ( ورضيت لكم الإسلام دينا ) ,,,,

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَرَضِيت لَكُمْ الْإِسْلَام دِينًا } يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَرَضِيت لَكُمْ الِاسْتِسْلَام لِأَمْرِي وَالِانْقِيَاد لِطَاعَتِي , عَلَى مَا شَرَعْت لَكُمْ مِنْ حُدُوده وَفَرَائِضه وَمَعَالِمه { دِينًا } يَعْنِي بِذَلِكَ : طَاعَة مِنْكُمْ لِي . فَإِنْ قَالَ قَائِل : أَوَمَا كَانَ اللَّه رَاضِيًا الْإِسْلَام لِعِبَادِهِ , إِلَّا يَوْم أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَة ؟ قِيلَ : لَمْ يَزَلْ اللَّه رَاضِيًا لِخَلْقِهِ الْإِسْلَام دِينًا , وَلَكِنَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَمْ يَزَلْ يُصَرِّف نَبِيّه مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه فِي دَرَجَات وَمَرَاتِبه دَرَجَة بَعْد دَرَجَة وَمَرْتَبَة بَعْد مَرْتَبَة وَحَالًا بَعْد حَال , حَتَّى أَكْمَلَ لَهُمْ شَرَائِعه وَمَعَالِمه وَبَلَغَ بِهِمْ أَقْصَى دَرَجَاته وَمَرَاتِبه , ثُمَّ قَالَ حِين أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الْآيَة : { وَرَضِيت لَكُمْ الْإِسْلَام دِينًا } بِالصِّفَةِ الَّتِي هُوَ بِهَا الْيَوْم , وَالْحَال الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا الْيَوْم مِنْهُ { دِينًا } فَالْزَمُوهُ وَلَا تُفَارِقُوهُ .

حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَالَ . ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُمَثَّل لِأَهْلِ كُلّ دِين دِينهمْ يَوْم الْقِيَامَة , فَأَمَّا الْإِيمَان فَيُبَشِّر أَصْحَابه وَأَهْله , وَيَعِدهُمْ فِي الْخَيْر حَتَّى يَجِيء الْإِسْلَام . فَيَقُول : رَبّ أَنْتَ السَّلَام وَأَنَا الْإِسْلَام , فَيَقُول : إِيَّاكَ الْيَوْم أَقْبَل , وَبِك الْيَوْم أَجْزِي . وَأَحْسَب أَنَّ قَتَادَة وَجَّهَ مَعْنَى الْإِيمَان بِهَذَا الْخَبَر إِلَى مَعْنَى التَّصْدِيق وَالْإِقْرَار بِاللِّسَانِ ; لِأَنَّ ذَلِكَ مَعْنَى الْإِيمَان عِنْد الْعَرَب , وَوَجَّهَ مَعْنَى الْإِسْلَام إِلَى اِسْتِسْلَام الْقَلْب وَخُضُوعه لِلَّهِ بِالتَّوْحِيدِ , وَانْقِيَاد الْجَسَد لَهُ بِالطَّاعَةِ فِيمَا أَمَرَ وَنَهَى , فَلِذَلِكَ قِيلَ لِلْإِسْلَامِ : إِيَّاكَ الْيَوْم أَقْبَل , وَبِك الْيَوْم أَجْزِي . ذِكْر مَنْ قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة بِعَرَفَة فِي حَجَّة الْوَدَاع عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار وَابْن وَكِيع , قَالَا : ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ قَيْس بْن مُسْلِم , عَنْ طَارِق بْن شِهَاب , قَالَ : قَالَتْ الْيَهُود لِعُمَر : إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ آيَة لَوْ أُنْزِلَتْ فِينَا لَاتَّخَذْنَاهَا عِيدًا . فَقَالَ عُمَر : إِنِّي لَأَعْلَم حِين أُنْزِلَتْ , وَأَيْنَ نَزَلَتْ , وَأَيْنَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين أُنْزِلَتْ ; أُنْزِلَتْ يَوْم عَرَفَة وَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِف بِعَرَفَة - قَالَ سُفْيَان : وَأَشُكّ , كَانَ يَوْم الْجُمُعَة أَمْ لَا - { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيت لَكُمْ الْإِسْلَام دِينًا } *

- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَابْن وَكِيع . قَالَا : ثنا اِبْن إِدْرِيس , قَالَ : سَمِعْت أَبِي , عَنْ قَيْس بْن مُسْلِم , عَنْ طَارِق بْن شِهَاب , قَالَ : قَالَ يَهُودِيّ لِعُمَر : لَوْ عَلِمْنَا مَعْشَر الْيَهُود حِين نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيت لَكُمْ الْإِسْلَام دِينًا } لَوْ نَعْلَم ذَلِكَ الْيَوْم اِتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْم عِيدًا . فَقَالَ عُمَر : قَدْ عَلِمْت الْيَوْم الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ وَالسَّاعَة , وَأَيْنَ رَسُول اللَّه أَوْ حِين نَزَلَتْ ; نَزَلَتْ لَيْلَة الْجُمُعَة وَنَحْنُ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ . لَفْظ الْحَدِيث لِأَبِي كُرَيْب , وَحَدِيث اِبْن وَكِيع نَحْوه .

قلت ( تقي الدين السني ) : إذاً النتيجة واضحة ليس في النصوص بيان لولاية علي او غيرها او فضله إن الأية نزلت في غير ما أنزلها الرافضة وزعموا انها فيه فقالوا هي في ولاية علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه بل كذبوا إن الأية واضحة في كمال الدين وتمام الشريعةِ والنعمةِ فأين ولاية علي ,, ؟؟؟

وأما بخصوص لفظ ( من كنت مولاه ) فنـــقول مستعينين برب الأرض والسماء :

قلت في مطلع كلامي وأظنكَ قرأته وهو ما جاء في الصحيحن

فقد أخرج مسلم في حديث رقم ( 2408 ) ونصه : وأنا تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به . فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه . ثم قال : وأهل بيتي . أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي . فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكنْ أهل بيته من حرم الصّدقة بعده . قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس . قال : كلّ هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم . )) وليس في هذا الحديث أي دليل على التمسك وأتباع أهل البيت , إنما فيه الحث على برهم ومعرفة حقهم , فالحث على الأخذ والتمسك بالقرآن الكريم دونما سواه .

وهذا ما جاء في حديث مسلم الذي يرويه في صحيحه وليس في هذا النص أي كلام عن ( من كنتُ مولاه ) فالزيادة التي عند الترمذي رحمه الله وغيره صححها بعض أهل العلم وقال بتواتر اللفظ وقال بعض أهل العلم بضعف هذه الطريق فقال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله :

قال في المنهاج ( 7/319)
لكن حديث الموالاة قد رواه الترمذي وأحمد والترمذي في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من كنت مولاه فعلى مولاه وأما الزيادة وهي قوله اللهم وال من والاه وعاد من عاداه الخ فلا ريب انه كذب ونقل الأثرم في سننه عن احمد أن العباس سأله عن حسين الأشقر وأنه حدث بحديثين أحدهما قوله لعلي انك ستعرض على البراءة مني فلا تبرا والآخر اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فأنكره أبو عبيد الله جدا و لم يشك أن هذين كذب وكذلك قوله أنت أولى بكل مؤمن ومؤمنة كذب أيضا وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه و ضعفوه ونقل عن احمد بن حنبل انه حسنه كما حسنه الترمذي وقد صنف أبو العباس بن عقدة مصنفا في جميع طرقه وقال ابن حزم الذي صح من فضائل علي فهو قول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي وقوله لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وهذه صفة واجبة لكل مسلم مؤمن وفاضل وعهده صلى الله عليه وسلم أن عليا لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق وقد صح مثل هذا في الأنصار انهم لا يبغضهم من يؤمن بالله واليوم الآخر قال وأما من كنت مولاه فعلى مولاه فلا يصح من طريق الثقات أصلا وأما سائر الأحاديث التي يتعلق بها الروافض فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلها ).


فالزيادة كما قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله في قوله ( اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه ) فالزيادة هي ما قاله شيخ الاسلام ابن تيميه وهذا ما ذهب اليه ابن تيميه رحمه الله في تعليقه على الحديث .

نقلا عن كتاب الانتصار للصحب والآل :

أن هذا الحديث الذي ذكره وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) قد أخرجه أحمد والترمذي والحاكم(1) ولم يخرجه أحد من أصحاب الصحاح، وقد اختلف العلماء في تصحيحه كما نقل ذلك أئمة أهل الشأن.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: « وأما قوله: ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فليس في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء، وتنازع الناس في صحته، فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعفوه، ونقل عن أحمد بن حنبل أنه حسنه، كما حسنه الترمذي، وقد صنف أبو العباس بن عقده مصنفاً
في جمع طرقه».


وقال ابن حزم: « وأما من كنت مولاه فعلي مولاه فلا يصح من طريق الثقات أصلاً».‎

وقد ذهب إلى تصحيح هذا الحديث الحاكم، ومن المعاصرين الشيخ الألباني.‎

والقصد أن العلماء اختلفوا في تصحيح الحديث، وهذا على خلاف ما ادعى الرافضي من أن الحديث موثق عند الفريقين، فإن من العلماء من ينكره ولا يرى صحته كما تقدم.

وعلى القول بصحة الحديث فلا حجة فيه للرافضة في دعواهم أنه نص على خلافة علي، فإن الموالاة المذكورة في الحديث هي (الموالاة) التي ضد المعاداة. لا (الولاية) التي هي الإمارة.

قال ابن الأثير في النهاية: «تكرر ذكر المولى في الحديث وهو اسم يقع على جماعة كثيرة فهو: الرب، والمالك، والسيد، والمنعم، والمعتق، والناصر، والمحب، والتابع، والجار، وابن العم، والحليف،

والعقيد، والصهر، والعبد، والمعتق، والمنعم عليه، وأكثرها قد جاءت في الحديث، فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه، وكل من ولي أمراً أو قام به فهو مولاه ووليه، وقد تختلف مصادر هذه الأسماء (فالوَلاية) بالفتح في النسب، والنصرة، والمعتق، (والوِلاية) بالكسر في الإمارة والولاء المعتق، (والموالاة) من والى القوم، ومنه الحديث (من كنت مولاه فعلي مولاه) يحمل على أكثر الأسماء المذكورة. قال الشافعي -رضي الله عنه - يعني بذلك ولاء الإسلام، كقوله تعالى: { ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم }‎

وهذا المفهوم اللغوي الذين ذكره ابن الأثير هنا للفظة الموالاة في الحديث واستشهد له بقول الشافعي، هو الذي قرره العلماء المحققون في ردهم على الرافضة.

قال أبو نعيم: « فإذا احتج بالأخبار وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلى مولاه، قيل له: مقبول منك، ونحن نقول وهذه فضيلة بينة لعلي بن أبي طالب - عليه السلام - ومعناه من كان النبي صلى الله عليه وسلم مولاه فعلي والمؤمنون مواليه، دليل ذلك قول الله تبارك وتعالى:{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض }...

وإنما هذه منقبة من النبي صلى الله عليه وسلم لعلي - رضي الله عنه - وحث على محبته وترغيب في ولايته لما ظهر من ميل المنافقين عليه وبغضهم له، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم : (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق).‎(2) وحكي عن ابن عيينة أن علياً - رضي الله عنه - وأسامة تخاصماً فقال علي لأسامة أنت مولاي فقال: لست لك مولى: إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كنت مولاه فعلي مولاه). وهذا كما يقول الناس: فلان مولى بني هاشم، ومولى بني أمية وإنما الحقيقة واحد منهم».‎

ويقول شيخ الإسلام بعد أن ذكر تضعيف العلماء لهذا الحديث: ونحن نجيب بالجواب المركب، فنقول: إن لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قاله فلا كلام، وإن كان قاله فلم يرد قطعاً الخلافة بعده، إذ ليس في اللفظ ما يدل عليه، ومثل هذا الأمر العظيم يجب أن يبلغ بلاغاً مبيناً، وليس في الكلام ما يدل دلالة بينة على أن المراد به الخلافة، وذلك أن المولى كالولي والله تعالى قال: { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا }، وقال: { وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير } فبين أن الرسول ولي المؤمنين وأنهم مواليه أيضاً، كما بين أن الله وليّ المؤمنين وأنهم أولياؤهم، وأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، فالموالاة ضد المعاداة وهي تثبت من الطرفين، وإن كان أحد المتواليين أعظم قدراً، وولايته إحسان وتفضل، وولاية الآخر طاعة وعبادة...

وفي الجملة فرق بين الولي والمولى ونحو ذلك وبين الوالي، فباب الولاية التي هي ضد العداوة شيء، وباب الولاية التي هي الإمارة شيء، والحديث إنما هو في الأولى دون الثانية، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: من كنت واليه فعلي واليه، وإنما اللفظ: من كنت مولاه فعلي مولاه. وأما كون المولى بمعنى الوالي فهذا باطل، فإن الولاية تثبت من الطرفين، فإن المؤمنين أولياء الله وهو مولاهم».

فتبين أن المولاة التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم هي موالاة الإسلام التي هي
ضد العداوة، والمستلزمة للمحبة والمناصرة، دون الولاية التي هي الإمارة، ولهذا ما استدل أحد من الصحابة لا علي ولا غيره بهذا الحديث على استخلاف علي، ولا يعرف هذا عن أحد من أهل العلم المعتد بأقوالهم في الأمة، وإنما استدل به الرافضة الذين هم أجهل الناس بمدلولات النصوص وأبعدهم عن الفهم الصحيح.



قال شيخ الإسلام: « وأما الزيادة وهي قوله: (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) الخ. فلا ريب أنه كذب، ونقل الأثرم في سننه، عن أحمد أن العباس سأله عن حسين الأشقر وأنه حدث بحديثين: أحدهما: قوله لعلي: إنك ستعرض على البراءة مني فلا تبرأ. والآخر: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فأنكره أبو عبد الله جداً لـم يشك أن هذين كذب»)

وقال -رحمه الله- في بعض فتاويه: ( وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من ولاه...الخ ) فهذا ليس في شيء من الأمهات إلا في الترمذي، وليس فيه إلا (من كنت مولاه فعلي مولاه) وأما الزيادة فليست في الحديث، وسئل عنها الإمام أحمد فقال: زيادة كوفيــة.

ولا ريب أنها كذب لوجوه:

أحدها: أن الحق لا يدور مع معين إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه لو كان كذلك لوجب اتباعه في كل ما قال، ومعلوم أن علياً ينازعه الصحابة في مسائل وجد فيها النص يوافق من نازعه، كالمتوفى عنها زوجها وهي حامل، وقوله: ( اللهم انصر من نصره...الخ ) خلاف الواقع، قاتل معه أقوام يوم صفين فما انتصروا، وأقوام لم يقاتلوا فما خذلوا: كسعد الذي فتح العراق لم يقاتل معه، وكذلك أصحاب معاوية وبني أمية الذين قاتلوه فتحوا كثيراً من بلاد الكفار ونصرهم الله.

وكذلك قوله: ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) مخالف لأصل الإسلام فإن القرآن قد بين أن المؤمنين إخوة مع قتالهم وبغيبعضهم على بعض».

فتبين أن الثابت من الحديث لا حجة للرافضة فيه، وأما الزيادة وهي قوله: اللهم وال من والاه... وما بعدها. فلا عبرة لها لأنها كذب كما قرر ذلك شيخ الإسلام بيَّن بطلانها رواية ودراية.

هل قرأت كلام إبن تيميه في هذا المقال حيث قال رحمه الله :
( وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه و ضعفوه ونقل عن احمد بن حنبل انه حسنه كما حسنه الترمذي وقد صنف أبو العباس بن عقدة مصنفا في جميع طرقه وقال ابن حزم الذي صح من فضائل علي فهو قول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي وقوله لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وهذه صفة واجبة لكل مسلم مؤمن وفاضل وعهده صلى الله عليه وسلم أن عليا لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق وقد صح مثل هذا في الأنصار انهم لا يبغضهم من يؤمن بالله واليوم الآخر قال وأما من كنت مولاه فعلى مولاه فلا يصح من طريق الثقات أصلا وأما سائر الأحاديث التي يتعلق بها الروافض فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلها )


فإن الزيادة هي كما قال ابن تيميه رحمه الله تعالى ( اللهم والي من والاه ) وكذلك ما أخرجه الترمذي في سننه وهي ( من كنت مولاه ) فكما قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله ( من كنت مولاه ) فهذه متنازع عليها وذهب البخاري والحربي وطائفة من اهل العلم بالطعن في الحديث وتضعيفه وهذا من حيث ذهب الي تضعيف الحديث من أئمة الحديث وعلى راسهم البخاري .

وكما قال ابن تيميه رحمه الله إن جماعة من أهل العلم كاحمد والترمذي حسن الحديث بينما البخاري طعن في الحديث وضعفه وايضا قال : (من كنت مولاه فعلى مولاه فلا يصح من طريق الثقات أصلا وأما سائر الأحاديث التي يتعلق بها الروافض فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلها ) ....

وقال أيضا رحمه الله : ( وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه و ضعفوه ) فهذا يعني أن البخاري طعن في حديث ( من كنت مولاه ) لأنه لم يأتي في الصحيحن ونحن يا زميلي العزيز محتاج نسلم تسليما كبيراً بما جاء في الصحيحن عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك ما صح من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء في فضائل علي رضي الله تعالى عنه وهذا ما قاله شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله في كلامه ...

ويقول شيخ الاسلام ابن تيميه : (وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح ) ثم عقب رحمه الله تعالى قائلا : ( وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه و ضعفوه ) فهذا يعني أن الحديث مطعون فيه من بعض أهل العلم ووحسنه كالترمذي واحمد وهذا ايها الزميل العزيز لا يثبت إمامة علي لا من قريب ولا من بعيد .

والثبات أن الزيادة في قوله : ( اللهم وال من والاه ) وايضا اختلاف أهل العلم في قول ( من كنت مولاه ) منهم من ذهب الي ضعف هذا الحديث البخاري وغيره من اهل العلم وحسنه الترمذي رحمه الله تبارك وتعالى فقد عرف عن الترمذي رحمه الله بالتساهل في علم الحديث وهذا ما جاء عنه رحمه الله تعالى :

تساهل الترمذي

قال الذهبي ميزان الاعتدال (7\231): «فلا يُغتَرّ بتحسين الترمذي. فعند المحاقَقَةِ غالبُها ضعاف». وفي نصب الراية (2\217): قال ابنُ دِحْيَة في "العَلَم المشهور": «وكم حَسّن الترمذي في كتابه من أحاديث موضوعة وأسانيد واهية!». وقال الذهبي في السير (13\276) عن سنن الترمذي: «"جامعه" قاضٍ له بإمامته وحفظه وفقهه. ولكن يترخّص في قبول الأحاديث، ولا يُشدّد. و نفَسهُ في التضعيف رَخو».

وقال ابن القيم في "الفروسية" (ص243): «الترمذي يصحّح أحاديثَ لم يتابعه غيره على تصحيحها. بل يصحّح ما ‏يضعّفه غيره أو ينكره»، ثم ضرب عدة أمثلة.‏

وأخرج الترمذي حديث: «المسلمون على شروطهم، إلا شرطاً حرّم حلالاً أو أحلّ حرماً». قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». لكن في ‏إسناده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه، وهو مُجمعٌ على ضعفه كما قال ابن عبد البر. وقال فيه الشافعي وأبو داود: هو ركنٌ من أركان الكذب. ‏وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن حبان: له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة. وضرب أحمد على حديثه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال الدارقطني وغيره: ‏متروك.‏

وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (5\493): «وأما الترمذي فروى من حديثه الصلح جائز بين المسلمين، وصحّحه. فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح ‏الترمذي». قلت: فقد نقل الذهبي (وهو من أهل الاستقراء التام كما يصفه الحفاظ) عن جمهور العلماء: عدم الاعتماد على تصحيح الترمذي، وهو الصواب إن شاء الله.‏ وليس ذلك معناه إسقاط الإمام الترمذي وتجاهل أحكامه، بل المقصود أن تصحيحه في بعض التساهل، فيجب إعادة النظر فيه. وقد اعترض أحد المعاصرين على مقولة الذهبي، فرد عليه الألباني في السلسلة الضعيفة (3|30) وقال: «تساهُل الترمذي، إنكارُه مكابرةٌ، لشهرته عند العلماء. وقد تتبعتُ أحاديث "سننه" حديثاً حديثاً، فكان الضعيفُ منها نحو ألف حديث، أي: قريباً من خُمس مجموعها، ليس منها ما قَوّيتُه لمتابعٍ أو شاهد».

قال الدكتور بسام فرج في كتابه عن نقد الفكر السياسي عند ابن تيمية (ص137): «وقد دافع نور الدين عتر عن الترمذي في رسالته الدكتوراه (ص264-269) بغير حق. وادعى بأن الترمذي كالإمام البخاري ومسلم وقع في بعض الأخطاء كما وقعا. وبما أنه لم يحط ذلك من مرتبتهما العلمية، فكذلك لا يحط من مرتبته. ونحن لا نوافقه في الشق الأول من ادعاءه، إذ أن وقوع الترمذي وتساهله مشهور عند العلماء كما قال الذهبي، وليس الأمر كذلك مع البخاري ومسلم فإن أخطاءهما قليلة جداً بالنسبة لغيرهم من المحدثين. وأما بالنسبة لإمامة الترمذي وتقدمه في علم الحديث، فهذا لا يخالِفُ فيه إلا من جَهِل قدر العلم والعلماء عموماً وقدر الترمذي خصوصاً، وليس هو موضوعنا. وللأسف أن بعض الباحثين في الأشخاص يجند نفسه للدفاع عمن يكتب عنه من بداية البحث، مما يبعده عن الحقيقة العلمية كما فعل د. العتر هنا».

مصطلح الترمذي: "حديث غريب"

هناك رسالة للدكتور عداب الحمش بعنوان "الإمام الترمذي، ومنهجه في كتابه الجامع، دراسة نقدية تطبيقية" تقع في ثلاثة مجلدات. قال (1|427): أطلق الترمذي مصطلحات متعددة كلها تدل على الغرابة والتفرد، وقبل عرض هذه المصطلحات يحسن عرض رأي الترمذي في مفهوم الغريب، واستعراض خلاصة الجهود السابقة في الموضوع، حتى لا نقع في تكرار أو إنكار، ويحسن أن أعرض أوجه الغرابة عند الترمذي في مسائل: المسألة الأولى: رواية الحديث من وجه واحد (ثم ذكر كلام الترمذي عن حديث أبي العشراء). المسألة الثانية: زيادة الراوي ألفاظا في المتن (ثم ذكر حديث مالك). المسألة الثالثة: استغراب راو في السند (ثم ذكر حديث أبي موسى).

وذكر بعد ذلك (1|441-442) نتائج رسالة علمية لأحد تلاميذه وكانت بعنوان "الحديث الغريب - مفهومه وتطبيقاته في جامع الترمذي"، وقال إنه يوافقه فيما وصل إليه من نتائج. حيث ذكر أن الترمذي حكم على (1081) بالغرابة،وأن معناها التفرد بقسميه المطلق والنسبي. وكانت هذه الأحكام على أقسام: منها ما هو مطلق عن أي قيد. ومنها ما هو مقرون بمصطلح الصحة والحسن أو أحدهما. ومنها ما هو تفسير للغرابة، أو قيود إضافية في الحكم على الحديث.

وقال: إنه لم يدرس ما أطلق عليه غريب مع الوصف بالصحة أو الحسن، لأن الغرابة هنا إشارة وصفيَّة وليست عِليَّة، إذ لو كانت علَّة لما صحح الحديث وحسَّنه. ثم قال: لقد كانت أحاديث مصطلح "غريب" كلها ضعيفة عند الترمذي إلاَّ خمسة أحاديث: أحدها أخرجه الترمذي والبخاري ومسلم، والآخر أخرجه الترمذي ومسلم. بالإضافة إلى ثلاثة أحاديث خالف المزِّي الجماعة في نقل حكم الغرابة عليها، وكان الصواب مع الشيخين.

مصطلح الترمذي في التصحيح

أعلى اصطلاح له في التصحيح هو "حسن صحيح" ثم يليه "صحيح"، ثم "جيد"، ثم "صحيح غريب حسن"، ثم "غريب حسن صحيح" و"صحيح حسن غريب"، ثم "صحيح غريب".

وقد أولع العلماء بمصطلحات الترمذي، وكثرت الكتب التي تتحدث عنه. ومن الأبحاث المعاصرة المفيدة بحث الطريفي (ضمن شرح حديث جابر في الحج) وبحث الدكتور الشايجي، لكنه للأسف وهو متأثر ببحث شيخه الدكتور نور الدين عتر صاحب كتاب "الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه والصحيحين".

أما ما جاء في صحيح مسلم يا محتاج وليس هو ما جاء في باقي السنن كالترمذي ومسند الإمام أحمد إنما ما جاء في صحيح مسلم ليس ( من كنت مولاه ) بل هذا ليس صحيحاً ولم يخرج الامام مسلم رحمه الله الرواية بهذا الطريق ومن قال أن مسلم رحمه الله خرج حديث ( من كنت مولاه ) فهذا كذب محض .

اما ( والي من والاه ) و ( أنصر من خذله ) و ( من كنت مولاه ) فهذه زيادات في الرواية التي هي عن طريق مسلم رحمه الله وكما وضحت لك سابقا إن من كنت مولاه متنازع فيها وكما عرف عن الترمذي رحمه الله التساهل في تصحيح الاحاديث .

والله تعالى أعلم بالصواب ....


كتبه / تقي الدين السني <!-- / message -->
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2009-11-22, 10:31 AM
تقي الدين السني تقي الدين السني غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-11-13
المكان: مَوائِدُ العُلَماءْ
المشاركات: 181
افتراضي

[align=right]
اقتباس:
فصل قول الرافضي : البرهان الرابع :
وله تعالى: (والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى)
هو نزول قولـه تعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1] الآيات، في شأن علي رضي الله عنه، وسنذكر أولاً الروايات من طرق القوم وندرس أسانيدها، ثم نتكلم في القصة:

الرواية الأولى: الصدوق، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا بكر بن عبدالله، قال: حدثنا الحسن بن زياد الكوفي، قال: حدثنا علي بن الحكم، قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه قال: لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي قبضه الله فيه اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه، فقالوا: يا رسول الله، إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم جواباً وسكت عنهم، فلما كان اليوم الثاني أعادوا عليه القول فلم يجبهم عن شيء مما سألوه، فلما كان اليوم الثالث قالوا له: يا رسول الله، إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك؟ قال لهم: إذا كان غداً هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو فهو خليفتي عليكم بعدي، والقائم فيكم بأمري، ولم يكن فيهم أحد إلا وهو يطمع أن يقول له: أنت القائم من بعدي، فلما كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم إذ انقض نجم من السماء قد غلب ضوؤه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة علي، فهاج القوم، وقالوا: والله لقد ضل هذا الرجل وغوى، وما ينطق في ابن عمه إلا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)) [النجم:1-4] إلى آخر السورة([1]).

أقول: القطان، قال فيه الخوئي: هو من مشايخ الصدوق، وتوهم بعضهم حسن الرجل من ترحم الصدوق عليه، وهو عجيب! كيف وقد ترحم الأئمة لعموم الزائرين لقبر الحسين؟ بل أفرط بعضهم فذكر أن الصدوق وصفه بالعدل، وهذا أعجب! فإن الصدوق لم يصفه بالعدل، إنما ذكر أنه كان معروفاً بأبي علي بن عبدربه [عبدويه] العدل، ومعنى أن هذا العدل كان لقباً له -وكلمة العدل، وكلمة الحافظ والمقرئ ونحوهما من الألقاب- وأين هذا من وصفه بالعدالة؟ ولا يبعد أن يكون الرجل من العامة، كما استظهر بعضهم([2]).

وأحمد بن يحيى هو ابن زكريا القطان أبو العباس، وهو مجهول الحال([3])، وكذا بكر بن عبدالله بن حبيب المزني عند القوم([4]).

أما الحسن بن زياد فلم أجد من ترجم له، ولا أظنه الصيقل أو العطار الكوفي، فإنهما من أصحاب الصادق، وصاحبنا يروي عن الصادق بواسطتين([5]).

الرواية الثانية: الصدوق، حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني، قال: حدثني الحسين بن علي، قال: حدثني عبدالله بن سعيد الهاشمي، قال: حدثني عبد الواحد بن غياث، قال: حدثنا عاصم بن سليمان، قال: حدثنا جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سلَّم أقبل علينا بوجهه، ثم قال: أما إنه سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر، فيسقط في دار أحدكم، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والإمام بعدي، فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره، وكان أطمع القوم في ذلك أبي، العباسُ بن عبد المطلب، فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهواء فسقط في دار علي بن أبي طالب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: يا علي، والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية والخلافة والإمامة بعدي، فقال المنافقون عبدالله بن أبي وأصحابه: لقد ضل محمد في محبة ابن عمه وغوى، وما ينطق في شأنه إلا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1]([6]).

أقول: الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي لم يرد فيه سوى القول بأنه من مشايخ الصدوق، وقد ذكرنا لك قول الخوئي في هؤلاء([7])، وأضيف هنا -أيضاً- قول الصدوق نفسه في أحد مشايخه وهو أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الضّبي المرواني: ما لقيت أحداً أنصب منه، وبلغ من نصبه أنه كان يقول: اللهم صل على محمد فرداً، ويمتنع من الصلاة على آله.([8])

وعلى هذا فأي حجة لمن يقول بتوثيق مشايخ الصدوق إذا كان يروي عن أمثال هذا الناصبي الكافر النجس عندهم؟!

أما فرات بن إبراهيم الكوفي، فهو صاحب التفسير، وقد مرَّ الكلام فيه.

والهمداني والحسين بن علي والهاشمي. لم أقف على ذكرهم في كتب الرجال، وجويبر ضعيف جداً، والضحاك صدوق كثير الإرسال.

الرواية الثالثة: الصدوق، حدثنا أحمد بن محمد بن الصقر العدل، قال: حدثنا محمد بن العباس بن بسام، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن أبي الهيثم السعدي، قال: حدثني أحمد بن أبي الخطاب [أحمد بن الخطاب]، قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن عبدالله بن عباس، بمثل الرواية السابقة إلا أنه قال في حديثه: يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم([9]).

أقول: أحمد بن محمد بن الصقر لم يرد فيه سوى كونه من مشايخ الصدوق([10])، وقد عرفت آنفاً أن ذلك لا يدل على وثاقة الرجل وعلى ذكر مشايخ الصدوق، فالصدوق نفسه لم يسلم من الطعن فيه، والخلاف في توثيقه، حتى توقف البعض فيه بحجة أنه لم يصرح بتوثيقه أحد من علماء الرجال، ونعته البعض بالكذب، حيث قال: الصدوق كذوب، وذكر آخر وهو أسد الله الكاظمي في (كشف القناع) أن الصدوق يقوم بالتغيير في الأحاديث مما يورث سوء الظن به، وخلص إلى القول بأن أمره مضطرب جداً، أما ابن بسام والسعدي والخطاب فلم أجد من ترجم لهم عند القوم.

الرواية الرابعة: الصدوق، حدثنا أحمد بن الحسن القطان المعروف بأبي علي بن عبدالله عبدربه [عبدويه] العدل، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الكوفي الجعفي، قال: حدثنا إبراهيم بن عبدالله السنجري [السحري] أبو إسحاق، عن يحيى بن الحسين المشهدي، عن أبي هارون العبدي، عن ربيعة السعدي، قال: سألت ابن عباس عن قول الله عز وجل: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1]؟

قال: هو النجم الذي هوى مع طلوع الفجر فسقط في حجرة علي بن أبي طالب، وكان أبي العباسُ يحب أن يسقط ذلك النجم في داره، فيحوز الوصية والخلافة والإمامة، ولكن أبى الله أن يكون ذلك غير علي بن أبي طالب([12]).

أقول: أما أحمد بن الحسن، وأبو العباس القطان، وابن حبيب، فقد مرت ترجمتهم في تخريج الرواية الأولى، والسنجري أو السحري والمشهدي غير معروفين، والعبدي مجهول الحال عند القوم([13])، كذاب ومتروك الحديث عند أهل السنة، وكذا السعدي عند القوم([14])، ولم يرد في حقهما توثيق إلا ما قيل عن وثاقة كل من ورد في أسانيد تفسير القمي، وقد بينا بطلان هذه الدعوى فيما سبق، فراجعها.

الرواية الخامسة: فرات بن إبراهيم، حدثني جعفر بن أحمد معنعناً، عن عائشة قالت: بينا النبي صلى الله عليه وسلم جالس إذ قال له بعض أصحابه: من أخير الناس بعدك يا رسول الله؟ فأشار إلى نجم في السماء، فقال: من سقط هذا النجم في داره، فقال القوم: فما برحنا حتى سقط النجم في دار علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال بعض أصحابه ما قالوا: ما أشد ما رفع بضبع ابن عمه، فأنزل الله تعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1]([15]).

أقول: حسب الرواية هذه أنها من روايات تفسير فرات، فضلاً عن كونها معنعنة.

الرواية السادسة: فرات، حدثنا أبو الحسن أحمد بن صالح الهمداني معنعناً، عن عبدالله بن بريدة الأسلمي، عن أبيه رضي الله عنه قال: انقض نجم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من وقع هذا النجم في داره فهو الخليفة، فوقع النجم في دار علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقالت قريش: ضل محمد، فأنزل الله تبارك وتعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1] ([16]).

الرواية السابعة: فرات، حدثنا علي بن أحمد بن خلف الشيباني معنعناً، عن نوف البكالي، عن علي بن أبي طالب قال: جاءت جماعة من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، انصب لنا علماً يكون لنا من بعدك لنهتدي ولا نضل كما ضلت بنو إسرائيل بعد موسى بن عمران، فقد قال ربك: ((إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)) [الزمر:30]، ولسنا نطمع أن تعمر فينا ما عمر نوح في قومه، وقد عرفت منتهى أجلك ونريد أن نهتدي ولا نضل، قال: إنكم قريبو عهد بالجاهلية، وفي قلوب أقوام أضغان، وعسيت إن فعلت أن لا تقبلوا، ولكن من كان في منزلـه الليلة آية من غير ضير فهو صاحب الحق، قال: فلمَّا صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء وانصرف إلى منزلـه سقط في منزلي نجم أضاءت له المدينة وما حولها، وانفلق بأربع فلق انشعبت في كل شعبة فلقة من غير ضير، قال نوف: قال لي جابر بن عبدالله: إن القوم أصروا على ذلك وأمسكوا، فلمَّا أوحى الله إلى نبيه أن ارفع ضبع ابن عمك، قال: ياجبرئيل، أخاف من تشتت قلوب القوم، فأوحى الله تعالى إليه: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ)) [المائدة:67] قال: فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالاً أن ينادي بالصلاة جامعة، فاجتمع المهاجرون والأنصار، فصعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال: يا معشر قريش، لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم، ثم قال: يا معشر العرب، لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم، ثم قال: يا معشر الموالي، لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم، ثم دعا بدواة وقرطاس فأمر فكتب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله محمد رسول الله، قال: شهدتم؟ قالوا: نعم، قال: أفتعلمون أن الله مولاكم؟ قالوا: اللهم نعم، قال: فقبض على ضبع علي بن أبي طالب، فرفعه للناس حتى تبين بياض إبطيه، ثم قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فأنزل الله تعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1] ([17]).

الرواية الثامنة: فرات، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم معنعناً، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت جالساً مع فتية من بني هاشم عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ انقض كوكب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من انقض هذا النجم في منزلـه فهو الوصي من بعدي، فقام فتية من بني هاشم، فإذا الكوكب قد انقض في منزل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، قالوا: يا رسول الله، كل هذا رويت في علي، فأنزل الله تعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1] ([18]).

الرواية التاسعة: فرات، حدثنا محمد بن عيسى بن زكريا معنعناً، عن جعفر بن محمد قال: لما أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يوم غدير خم، فذكر كلاماً، فأنزل الله تعالى على لسان جبرئيل عليه السلام، فقال له: يا محمد، إني منزل غداً ضحوة نجماً من السماء يغلب ضوؤه على ضوء الشمس، فأعلم أصحابك من سقط النجم في داره فهو الخليفة من بعدك، فأعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه غداً يسقط من السماء نجم يغلب ضوؤه ضوء الشمس، فمن سقط ذلك النجم في داره فهو الخليفة من بعدي، فجلسوا كلهم كل في منزلـه يتوقع أن يسقط النجم في منزلـه، فما لبثوا أن سقط النجم في منزل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة عليهما السلام، واجتمع القوم وقالوا: والله ما تكلم فيه إلا بالهوى، فأنزل الله تعالى على نبيه: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1] ([19]).

جميع الروايات السابقة من تفسير فرات بن إبراهيم، وقد أوقفناك على قيمة تفسيره هذا، وكذا حال فرات نفسه، ومعظم رجال الأسانيد السابقة -رغم أنها مبتورة ومعنعنة- مجاهيل عند القوم([20]).
الرواية العاشرة: الماهيار، عن جعفر بن محمد العلوي، عن عبدالله بن محمد الزيات، عن جندل بن والق، عن محمد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر بن محمد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا سيد الناس ولا فخر، وعلي سيد المؤمنين، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فقال رجل من قريش: والله ما يألو يطري ابن عمه، فأنزل الله سبحانه: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1] ([21]).

فالزيات ليس له ذكر في كتب الرجال، وابن والق لم يترجم له القوم، وعند أهل السنة هو صدوق يغلط.

الرواية الحادية عشرة: الماهيار، حدثنا أحمد بن القاسم، عن منصور بن العباس، عن الحصين، عن العباس القصباني، عن داود بن الحصين، عن فضل بن عبد الملك، عن أبي عبدالله قال: لما أوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم أمير المؤمنين يوم غدير خم افترق الناس ثلاث فرق، قالت فرقة: ضل محمد، وفرقة قالت: غوى، وفرقة قالت: بهواه يقول في أهل بيته وابن عمه، فأنزل الله سبحانه: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1]([22]).

أقول: ابن القاسم مجهول([23])، ومنصور بن العباس لم يوثقه أحد، وقال البعض باضطرابه([24]).

ولا تغتر بقول الخوئي بوثاقة الرجل؛ لأنه وقع في إسناد كامل الزيارات لابن قولويه، لأن مبعث هذا القول عنده هو ما ذكره ابن قولويه في مقدمة كتابه المذكور من أنه لا يذكر فيه إلا ما ورد من طرق الثقات([25]).

وقد استظهر البعض فساد هذا القول باعتبارات عدة، منها: أن قولـه -أي: ابن قولويه- إنما هو محمول على مشايخه الذين صدر بهم سند أحاديث كتابه، لا كل من ورد في إسناد الروايات([26]).

وعلى أي حال، يذكر البعض أن الخوئي قد تراجع عن توثيقه لكل من وقع في أسانيد الكتاب المذكور.

والحصين اختلفت نسخ المصادر في ذكره، بين: الحصين، كما مرَّ عن البرهان وبعض نسخ تأويل الآيات، وبين: منصور بن العباس الحصين، كما في بعض نسخ التأويل، وبين: داود بن الحصين، كما في البحار والكنز والتأويل، ولا أظنه داود بن الحصين الأسدي الكوفي الوارد في السند نفسه، وهو رغم الاختلاف فيه يروي عن الصادق، أما صاحبنا فروايته عن الصادق بثلاث وسائط([27])، ولا يبعد أن يكون الحصين الأول إنما هو من سهو النساخ.

على أي حال السند كله ظلمات ,,

هذه كل الروايات التي جاءت بأسانيدها من طرق القوم في نزول قولـه عز وجل: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1]، في شأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورأيت أنه لم يصح منها شيء، ولعلك رأيت أيضاً خلو مصادر القوم المعتبرة منها، واقتصارها على كتب الصدوق وتفسير فرات والماهيار.. فتأمل!

أما المتون فإليك التعليق عليها:

لن نتكلم بطبيعة الحال عن اختلاف الألفاظ، لأنك لن تجد روايتين متشابهتين، سواء التي ذكرناها أو تلك التي أعرضنا عنها لعدم ورودها بأسانيدها، وهذا بيّن.

وإنما حسبك الاضطراب في وقت نزول النجم.
ففي رواية: مع طلوع الفجر.
وفي رواية: بعد طلوع الفجر.
وفي رواية: أن وقت نزوله ضحوة حتى غلب على ضوء الشمس كما في الرواية التاسعة.


وأيضاً: الاضطراب بين كون القصة في أوائل العهد المكي -باعتبار أن سورة النجم من أوائل ما نزل من القرآن- وبين كونها في المدينة بعد الهجرة.

وأيضاً: الاضطراب بين كونها في فتح مكة، أو عند عودته من الفتح ونزوله صلى الله عليه وسلم غدير خم، أو في مرض موته صلى الله عليه وسلم، وهذا الأخير كما في الرواية الأولى -وهي أن نزولها كان في مرض موته صلى الله عليه وسلم- لا أظن أن القوم يسرهم ثبوتها؛ ذلك أنه على فرض ثبوتها يسقط كل ما يورده القوم من استدلالات في إثبات الإمامة قبل هذا النص بما في ذلك روايات غدير خم، وقد تحدثنا بعض الشيء عن هذه الرواية في الباب الأول وأوردنا هناك بعض الشبهات.

وإذا عرفت -أيضاً- أن سورة النجم من أوائل ما نزل من القرآن في مكة، حيث نزل بعدها [63] سورة مكية، و[28] سورة مدنية، كما يعرف ذلك من تسلسل نزول القرآن الكريم؛ عرفت استحالة رواية عبدالله بن عباس رضي الله عنهما لهذه القصة، فابن عباس رضي الله عنهما كان مولده بشعب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين، وعلى هذا فإما أنه لم يكن قد ولد بعد عند نزول هذه الآية، أو أن روايته لهذه القصة كانت في إحدى هذه السنين الثلاث في مكة، وهذا لا يقول به أحد.

كما لم يختلف أحد من المسلمين شيعة كانوا أم سنة في أن سورة النجم من السور المكية إلا الآية [32] على خلاف؛ وهي قولـه: ((الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ)) [النجم:32]، وإذا عرفت هذا أيضاً -أي: من شأن نزول هذه السورة في أوائل العهد المكي- فاعلم بأن الاستدلال بهذه القصة مخالف لادعاء القوم أن الإمامة آخر ما نزل من الأركان، وأن ذلك كان بعد فريضة الحج، حيث أنزل الله فيها بزعمهم: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً)) [المائدة:3]، أما في قصتنا هذه فلم تكن الزكاة والصوم والحج قد فرضت بعد.

وإذا تأملت هذا الاختلاف الشديد بين الروايات علمت أنها قد وضعت ونسبت إلى الأئمة، وكل ذلك لمحاولة إثبات هذه العقيدة المنحرفة؛ وقد قال سبحانه: ((وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)) [النساء:82].

وبعيداً عن هذا كله: فمن المعلوم -حتى لدى الصغير- أن النجم عبارة عن كتلة مستديرة من غازات شديدة الحرارة، وأن هناك فرقاً بين الكواكب والنجوم، حيث إن النجوم ذات إضاءة ذاتية، بينما الكواكب تعكس ضوء النجوم، ولا ينبغي أن يكون النازل في أو على دار علي رضي الله عنه والذي غلب ضوؤه ضوء الدنيا أو الشمس لا ينبغي أن يكون كوكباً كما في بعض الروايات السابقة، لأنه كتلة حجرية غير مضيئة، إنما المضيء هو النجم، ولو افترضنا أن أصغر نجم هو بحجم الأرض، فأين تكون دار أمير المؤمنين رضي الله عنه في مكة أو المدينة من ذلك.

فضلاً عن أن النجوم والكواكب لا تزول عن مستقرها ومداراتها، وإنما قيل بانفصال شهب من الكواكب تكون رجوماً للشياطين، وليست فضيلة أو كرامة لأحد.

ولأجل كل هذا وغيره، فقد نزه الكثير من علماء القوم مصنفاتهم -رغم احتوائها على الكثير من المآخذ- عن إيراد مثل هذه السفاسف([28]).

بل ذهب بعضهم إلى التهكم بهذه الرواية قائلاً: إن أصغر النجوم هو أكبر من الأرض..فكيف يعقل استيعاب دار علي لنجم لا تستوعبه الأرض بأكملها([29])؟!

ومن الطرائف في قصتنا هذه، تحديد البعض لهذا النجم، فقد ذكر صاحب المناقب أن النجم كان الزهرة، وقيل: الثريا([30]).

ومن الروايات الطريفة في موضوعنا، رواية ذكرها صاحب إرشاد القلوب، عن الباقر قال: اجتمع التسعة المفسدون في الأرض في دار الأقرع بن حابس التميمي وكان يسكنها في ذلك الوقت صهيب الرومي، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وأيضاً ابن عوف الزهري، وأبوعبيدة بن الجراح([31])، فقالوا: لقد أكثر محمد في حق علي حباً حتى لو أمكنه أن يقول لنا: اعبدوه لقال، فقال سعد بن أبي وقاص: ليت محمداً أتانا فيه بآية من السماء كما آتاه الله في نفسه من الآيات مثل انشقاق القمر وغيره، وباتوا ليلتهم تلك، فنزل نجم من السماء حتى صار في ذروة جدار أمير المؤمنين معلقاً يضيء في سائر المدينة، حتى دخل ضياؤه في البيوت وفي الآثار وفي المغارات وفي المواضع المظلمة من بيوت الناس، فذعر أهل المدينة ذعراً شديداً، وخرجوا وهم لا يعلمون ذلك النجم على دار من نزل ولا هو متعلق، لكن يرونه على بعض منازل رسول الله، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجيج الناس خرج إلى المسجد ونادى في الناس: ما الذي أرعبكم وأخافكم، هذا النجم على دار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: أفلا تقولون لمنافقيكم التسعة الذين اجتمعوا في أمسكم في دار صهيب الرومي وقالوا فِيَّ وفي أخي علي بن أبي طالب ما قالوا؟

وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر مغلساً بها، وأقبل الناس يقولون: ما بقي نجم في السماء، وهذا النجم معلق، فقال لهم رسول الله: هذا حبيبي جبرئيل عليه السلام قد أنزل علي النجم قرآناً تسمعونه، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1] الآيات، ثم ارتفع النجم وهم ينظرون إليه والشمس قد بزغت وغاب النجم في السماء، فقال بعض المنافقين: لو شاء لأمر هذه الشمس فنادت باسم علي، وقالت: هذا ربكم فاعبدوه، فهبط جبرئيل عليه السلام وأخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بما قالوا، فاستدعى علياً وقال له: يا أبا الحسن، إن قوماً من منافقي أمتي ما قنعوا بآية النجم حتى قالوا: لو شاء محمد لأمر الشمس أن تنادي باسم علي وتقول: هذا ربكم فاعبدوه، وأمره أن يخرج إلى بقيع الغرقد في الغد ليخاطب الشمس وتخاطبه، فسمع الناس ما قال رسول الله وسمع التسعة المفسدون في الأرض، فقال بعضهم لبعض: لا تزالون تغرون محمداً بأن يظهر في ابن عمه كل آية ولبئس ما قال محمد في هذا اليوم، فقال اثنان منهم، وأقسما بالله جهد أيمانهما -وهما أبو بكر وعمر-: لا بد أن نحضر البقيع حتى ننظر ونسمع ما يكون من علي والشمس، فذكر خروجه ومخاطبته للشمس قائلاً: السلام عليك يا خلق الله الجديد، فأنطقها الله بلسان عربي مبين، فقالت: السلام عليك يا أخا رسول الله ووصيه، أشهد بأنك الأول والآخر والظاهر والباطن، وأنك عبدالله وأخو رسوله حقاً... والقصة طويلة([32]).

أما الروايات الصحيحة في تفسير هذه الآية فإليك ما يلي:

ذكر الطبرسي أن هناك أقوالاً في قوله تعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1]، منها: أن الله أقسم بالقرآن إذ أنزل نجوماً متفرقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة، فسمي القرآن نجماً لتفرقه في النزول.

ومنها: أنه أراد الثريا، أقسم بها إذا سقطت مع الفجر، والعرب تطلق اسم النجمة على الثريا خاصة.

ومنها: أن المراد به جماعة النجوم إذا هوت، أي: سقطت وغابت وخفيت عن الحس وأراد به الخنس.

ومنها: أنه يعني به الرجوم من النجوم، وهو ما يرمى به الشياطين عند استراق السمع([33]).

ويقول الطباطبائي: إن المراد بالنجم هو مطلق الجرم السماوي المضيء، وقد أقسم الله في كتابه بكثير من خلقه.

ومنها: عدة من الأجرام السماوية كالشمس والقمر وسائر السيارات، وعلى هذا فالمراد بهويّ النجم سقوطه للغروب([34]).

ويقول مغنية: المراد بالنجم كل نجم؛ لأن الألف واللام للجنس، وأن معنى هوت النجوم أنها تسقط وتتناثر في الفضاء يوم القيامة بدليل قوله: ((وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ)) [الانفطار:2]([35]). وغيرها.

وكلها تدل دلالة واضحة على بُعد ما جاء في الروايات التي في موضوع الباب.

وعلى أي حال، ما كان أغنانا عن كل هذا لو لا أننا لازلنا نرى البعض يسود كتبه بأمثال هذه التخرصات التي لم يحتج بها الأمير نفسه في مواطن الاحتجاج في إثبات إمامته بزعم القوم.

وأخيراً فهذا الاستدلال يسقط الاستدلال السابق -أعني: حديث بدء الدعوة- لأن فيه أن الأمر الأول لم يكن أصلاً.. فتدبر!

يتبع بإذن الله تعالى
[/align]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
شركة صيانة افران بالرياض  كود خصم   سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   yalla shoot 
 سحب مجاري   translation office near me   كورة سيتي kooracity   زيوت امزويل AMSOIL   ايجار سيارات مع سائق في ماربيا   اشتراك شاهد رياضه   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   ربح المال من الانترنت 
 برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   يلا شوت   يلا شوت   الحلوى العمانية 
 شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا لايف   يلا شوت 
 Yalla shoot   شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   دكتور مخ وأعصاب 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd