أنصار السنة  
جديد المواضيع



للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 محاسب قانوني   Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > الفرق الإسلامية > الاباضية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2010-12-14, 11:40 PM
أبوتميم أبوتميم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-22
المكان: مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم
المشاركات: 1,363
افتراضي تعرّف على الإباضية ؟



إنَّ الله تعالى بعث محمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إلى العالمين فختم به الرسل، فبلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأُمَّة، وجمع الكلمة، وبَيَّن للناس دينَ الله القويم وصراطَه المستقيم.
وقد ظلَّت الأُمَّة على عهده صَلَّى الله عليه وآله وسلم وعلى قدرٍ غير قليل من عهد أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، مجتمعة على كلمة سواء، معتصمة بحبل الله من نوازع التفرُّق ودواعي التشتُّت، ثمَّ ما لبث المسلمون أن اتبعوا سُنَن من قبلهم، وساروا على درب الأمم التي مضت، كما أخبر رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعْتُمُوهُمْ».
فتفرَّقوا وأصبحوا شِيَعًا، كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون، ففارق جماعة منهم المسلمين في أمور كثيرة تقتضي الخروج عن أصل أو أكثر من أصول الدِّين الاعتقادية منها أو العملية، أو المتعلِّقة بالمصالح العظمى للأُمَّة، أو الخروج على أئمَّتهم، أو استحلال السيف فيهم، كأهل الجدل والخصومات في الدِّين، وأهل الكلام وأصحاب البدع والمحدثات، كالخوارج والشيعة والقدرية والمرجئة وغيرهم.

أصل الإباضية وحركة انتشارها:
تنسب الإباضية -تاريخيًّا- إلى عبد الله بن إباض(٢- «الدولة الأموية» ليوسف العش: (ص 215-216))، وقد اختلف مؤرِّخو الفِرق في هوية ابن إباض، فبينما يذهب الشهرستاني إلى أنه هو الذي خرج أيام مروان بن محمَّد آخر خلفاء بني أُمَية(٣- «الملل والنحل» للشهرستاني: (1/134))، يذهب الطبري إلى أن ابن إباض كان مع نافع بن الأزرق، وانشق عنه(٤- «تاريخ الطبري»: (5/566-567)، و«العقود الفضية في أصول الإباضية»: (ص121-122))، والإباضية أنفسُهم يؤيِّدون ما ذهب إليه الطبري، ويقولون: إنَّ ابن إباض ظهر في أيام معاوية، وعاش زمن عبد الملك بن مروان، وكان في أوَّل أمره مع نافع بن الأزرق، ولكن اختلف معه وفارقه ورد عليه(٥- المرجع نفسه: (ص 123). انظر أيضًا: «الكامل» لابن الأثير: (ج4/167-168)، «تاريخ الطبري» (5/568)، «الكامل» للمبرد: (2/212-214)). وتذكر كتبُ الإباضية سببَ الفُرقة بين ابن إباض ونافع بن الأزرق أن هذا الأخير كتب إلى ابن الصفار (صاحب الصفرية)، وعبد الله بن إباض، وغيرهما، (ويبدو أنهم جميعًا كانوا مع عبد الله بن الزبير بمكة ثمَّ تفرَّقوا)، يدعوهما، ومن معهما إلى معتقده الفاسد (في تكفير القعدة، والقول بشرك مخالفيهم، واستباحة دمائهم وقتل أطفالهم وسبي نسائهم وغنيمة أموالهم). فقرأ ابن الصفار الكتاب في نفسه، ولم يطلع أصحابه عليه، خشية أن يختلفوا، أمَّا ابن إباض فقرأ الكتاب وأظهر إنكاره لما ورد فيه قائلاً، عن ابن الأزرق: قاتله الله أيّ رأي رأى، صدق نافع بن الأزرق لو كان القوم مشركين، كان أصوب الناس رأيًا، وحكمًا فيما يشير به ولكنه قد كذب وكذبنا فيما يقول، إنَّ القوم بُرَآءُ من الشرك، ولكنهم كفار بالنعم والأحكام. ولا يحل لنا إلا دماؤهم، وما سوى ذلك من أموالهم فهو حرام علينا، فقال ابن صفار: برئ الله منك فقد قصرت، وبرئ الله من ابن الأزرق فقد غلا، برئ الله منكما جميعًا، وقال الآخر: فبرئ الله منك ومنه(٦- «العقود الفضية»: (ص 121)). ورغم اعتراف ابن إباض -في هذا النص- باستحلال دماء مخالفيهم، فإنَّ كتب الإباضية تحاول تبرئته من هذا، وتصوِّره بأنه لم يخض في حروب الخوارج التي كانت على أشدِّها آنذاك، بل إنه اكتفى بأن دخل في جدال عنيف وصراع فكري مع كلٍّ من الأمويين والخوارج. فأنكر على الأمويين ظلمهم الناس، وعدم إقامتهم العدل بينهم، ورفض أراء الخوارج الأزارقة في قولهم بشرك مخالفيهم، وشرك مرتكب الكبيرة(٧- المصدر السابق نفسه). ويقال أنه بعد قتل أبي بلال الخارجي، اجتمع الخوارج في جامع وعزموا على الخروج، وفيهم عبد الله بن إباض ونافع بن الأزرق وغيرهم، وفي الليل سمع ابن إباض دَوِيَّ القرَّاء ورنين المؤذنين وحنين المسبحين فقال لأصحابه «أعن هؤلاء أخرج معهم؟ فرجع وكتم أمره واختفى»(٨- المصدر السابق نفسه: (ص 122)).
ورغم ما قام به ابن إباض وارتباط هذه الجماعة باسمه، فإنَّ الإباضية لا يعودون بأصولهم إلى ابن إباض فحسب، بل إلى جماعة من التابعين وتابعي التابعين كجابر بن زيد، وأبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة، والربيع بن حبيب وغيرهم. أمَّا جابر فهو جابر بن زيد الأزدي الجوفي أبو الشعثاء، ولد عام واحد وعشرين، وقيل: سنة اثنين وعشرين، وقيل: سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه(٩- المرجع نفسه: (ص 93). ويؤكد صاحب «مختصر تاريخ الإباضية»: (24) أنه ولد عام 18ﻫ)، وتوفي في عام ثلاث وتسعين في جمعة واحدة مع أنس بن مالك(١٠- «التاريخ الصغير» للبخاري (1/209))، ويذهب ابن سعد إلى أنه توفي عام 103ﻫ(١١- «الطبقات الكبرى» لابن سعد: (88/182). ويؤيِّد الإباضية المعاصرون ما رواه الإمام أحمد من أنَّ جابرًا توفي عام ثلاث وتسعون، على أساس أنها رواية أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة، أحد تلامذة جابر الكبار. انظر: «العقود الفضية»: (ص 93-94)، «أجوبة ابن خلفون» لأبي يعقوب يوسف بن خلفون: (ص 9)). وقد كان تلميذًا لحبر الأُمَّة عبد الله بن عباس، وروى عنه، كما روى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم، وابن الزبير والحكم بن عمرو الغفاري ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم. وروى له البخاري ومسلم في صحيحيهما، وأخذ عنه قتادة وعمرو بن دينار ويعلى بن مسلم وأيوب السختياني وعمرو بن هرم وجماعته، وقال عنه ابن عباس: لو أنَّ أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علمًا من كتاب الله. وقال فيه إياس بن معاوية: أدركت الناس وما لهم مفتٍ غير جابر بن زيد(١٢- «تهذيب التهذيب»: (2/38). «طبقات ابن سعد»: (7/180)). ورغم أنَّ يحي بن معين يقول عن جابر أنه كان إباضيًّا، فإنَّ ابن حجر يورد عن داود بن أبي هند عن عزرة(١٣- هو عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي، كوفي ثبت كان يختلف إلى سعيد بن جبير، «تهذيب التهذيب» لابن حجر: (2/192-193)، «التاريخ الصغير» للبخاري: (1/227)) قوله: «دخلت على جابر بن زيد فقلت: إنَّ هؤلاء القوم ينتحلونك يعني: الإباضية، قال: أبرأ إلى الله من ذلك»(١٤- «تهذيب التهذيب» لابن حجر: (2/38)، «طبقات ابن سعد»: (7/181)). والإباضية يعتبرون جابر بن زيد، المؤسِّس الحقيقي، إذ أنه كان الإمام الروحي، وفقيه الإباضية ومفتيهم، كان بالفعل الشخص الذي بلور الاعتقاد الإباضي بحيث أصبح متميِّزًا عن غيره من المذاهب، بينما كان ابن إباض المسؤول عن الدعوة والدعاة في شتى الأقطار(١٥- انظر: «الأصول التاريخية للفرقة الإباضية» لعوض محمَّد خليفات: (ص 29)، «عمان في فجر الإسلام» لسيدة إسماعيل كاشف: (ص 55 وما بعدها)).
وإذا كان جابر بن زيد بهذه المكانة وأنه كان عالم الخوارج وإمامهم، فلماذا نسبت الفرقة إلى ابن إباض ولم تنسب إليه؟ للإجابة على هذا السؤال، ذهب أحد الإباضية المعاصرين إلى أنه لا يدري السبب في عدم نسبة المذهب إلى جابر مع أنه أفقه وأعلم أهل زمانه، وقد قيل: أنَّ ابن إباض يصدر في كلّ شؤونه عن فتواه ولا يبت في أمر من الأمور إلاَّ بمشورته ورضاه(١٦- «مختصر تاريخ الإباضية» لأبي ربيع سليمان الباروني: (ص 24))، بينما ذهب كاتب آخر في تفسير ذلك إلى أنَّ نسبة المذهب إلى ابن إباض نسبة عرضية كان سببها بعض المواقف الكلامية والسياسية التي اشتهر بها ابن إباض وتميز بها، فنسب المذهب الإباضي إليه. ولم يستعمل الإباضية في تاريخهم المبكر هذه النسبة فكانوا يستعملون عبارة «جماعة المسلمين»، أو «أهل الدعوة»، وأول ما ظهر استعمالهم لكلمة الإباضية كان في آخر القرن الثالث الهجري(١٧- «أجوبة ابن فرحون»: (ص 9 ، هامش 1). «النظم الاجتماعية والتربوية عند الإباضية» لعوض محمَّد خليفات: (ص 15)).
أمَّا أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي فقد توفي في ولاية أبي جعفر المنصور (136-158ﻫ)، وأدرك جابر بن زيد من الصحابة، وروى عن جابر بن عبد الله وأنس بن مالك وغيرهم(١٨- «أجوبة ابن فرحون» (ص 107)، «الإباضية بين الفرق الإسلامية» لعلي يحي معمر: (ص 140)، الجزء الأول من شرح التربوية عند الإباضية» لعوض محمَّد خليفات: (ص 51/17))، أخذ العلم عن جابر بن زيد وجعفر السماك وصحار العبدي، وإليه انتهت رئاسة الإباضية بعد جابر، وبإشارته أسّس الإباضية في كلٍّ من المغرب وحضرموت دولا مستقلة، وتخرَّج على يديه رجال من مختلف البلاد الإسلامية آنذاك، عرفوا ﺑ «حملة العلم»، وعن طريقهم انتشر المذهب الإباضي وفقهه في مختلف البلاد الإسلامية.
أمَّا الربيع بن حبيب الفراهيدي، فأصله من عمان من قضفان، قصد البصرة وأدرك جابرًا وأخذ عنه، وآلت إليه رئاسة المذهب بعد أبي عبيدة، وتخرج عليه حملة العلم إلى عمان وخرسان وحضرموت، ورحل في آخر عمره إلى عمان، ومات بها في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة، وذكر في بعض الرويات أنه توفي عام 180ﻫ.

مسند الربيع بن حبيب:
وللربيع بن حبيب مسند في الحديث يسمى «الجامع الصحيح»، روى فيه عن جابر بن زيد عن ابن عباس وعائشة أم المؤمنين، وابن عمر وأبي هريرة، وأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري، ومعاوية وعلي بن أبي طالب، ومروان بن الحكم وغيرهم(١٩- «العقود الفضية»: (ص 94)، «اللمعة المرضية»، «من أشعة الإباضية» لنور الدين السالمي: (18/19). ويذهب صاحب هذا الكتاب إلى أنَّ مسند الربيع أصحُّ الكتب عند الإباضية بعد كتاب الله تعالى؛ لأن فيه سند الأحاديث عن أبي عبيدة، عن جابر بن زيد عن ابن عباس أو غيره من الصحابة عن رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم، كما يزعم بأنه أعلى سندًا من «صحيح البخاري»!!؟)، ويعد الإباضية مسندَ الربيع هذا من أقدم كتب الحديث وأصحِّها، ويذهبون إلى أنَّ جُلَّ ما ورد فيه مذكورٌ في الصحيحين، وسائرِ الكتب السِّتَّة من كتب السنة، الأمر الذي يؤكِّد قُرْبَ مذهب الإباضية إلى أهل السُّنَّة(٢٠- «الإباضية بين الفرق الإسلامية» (134)). وقد أثار اسم الكتاب ومحتوياته بعض شك وريبة على قيمته، وقد حاول الإباضية بيان وجه الحقِّ منها. فاسم الكتاب «الجامع الصحيح ومسند الربيع بن حبيب»، وهما اسمان يختلفان في مدلولهما وَفقًا لاصطلاح المحدِّثين إذ أنَّ المسند -اصطلاحًا- ما رُتِّبت أحاديثه على حَسَب الرواة بأن تذكر مرويات الصحابي الواحد كلّها في مكان واحد (كمسند أحمد)، فيبدأ مثلاً بمسند أبي بكر، مسند عمر(٢١- هذا هو المشهور لدى المحدِّثين، وقد يطلق المسند لديهم على كتاب مرتب على الأبواب والحروف لا على الصحابة؛ وذلك لأنَّ أحاديثه مسندة ومرفوعة إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم مثل مسند بقي بن مخلد الأندلسي فإنه مرتَّب على أبواب الفقه. انظر: «أصول التخريج ودراسة الأسانيد» لمحمود الطحان (ص: 40))… الخ، بينما الجامع هو ما رُتِّبَتْ أحاديثه على أساس كتب وأبواب الحديث كالعلم والأحكام والسير والأدب… والتفسير والفقه والزهد الخ، كصحيحي البخاري ومسلم.
فلم أطلق على كتاب الربيع اسم المسند مع أنه لم يرتَّب على أساس الرواة؟ وكيف رتب بهذه الطريقة وسمي الجامع، مع أنه من ناحية تاريخية نجد أنَّ طريقة المسانيد كانت أسبق من طريقة الجوامع وهي ملائمة للفترة التي كتب فيها الربيع مسنده؟
ويُعلِّل الإباضية هذا الاختلاف في التسمية بأن اسم المسند أطلق على كتاب الربيع باعتبار تاريخ تصنيفه من عهد الربيع، إذ قد صنَّفه واضعه على أساس الرواة، ولم يكن يعرف رجال حديث آنذاك طريقة غيرها، فسموه ﺑ «اسم المسند»، ولكن لصعوبة الاستفادة من المسانيد، عمد مرتبه أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الورجلاني، إلى إعادة ترتيبه وَفْقًا لطريقة الجوامع على أبواب العلم وأبواب الفقه المعروفة، المصطلح على ترتيبها بداية من كتاب العلم إلى العقائد وأصول الدين، ثمَّ العبادات ثمَّ المعاملات وبعدها السير والأخلاق، وبناء على ذلك أطلق عليه كتاب «الجامع الصحيح»، فجازت تسميته ﺑ: «مسند» باعتبار نشأته وتدوينه، و«الجامع» باعتبار بروزه واستقراره(٢٢- انظر: «شبه تدحضها حقائق» للشيخ الحاج محمَّد بن الشيخ المغربي: (ص: 9-12).).
ولم يقتصر عمل الورجلاني على ترتيب المسند بل أنه استدرك على الإمام الربيع كثيرًا من الأحاديث، وقام بإضافة جملة من الآثار، التي احتج بها الربيع بن حبيب الفراهيدي على مخالفيه في مسائل الاعتقاد وغيرها إلى المسند. كما ضم إلى أصل المسند مرويات محبوب بن الرحيل بن يوسف بن هبيرة القرشي عن الربيع، مرويات أفلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن الرستمي عن أبي غانم بشر بن غانم الخراساني إضافة إلى مراسيل جابر بن زيد(٢٣- «مناهج المحدثين» لأبي لبابة حسين، مذكرات مخطوطة: (ص: 41-42))، وفي رأي الإباضية أنَّ الورجلاني أدرج هذه الاستدراكات في كتاب الربيع ليستكمل بذلك أبواب الفقه المطلوب إكمالها فيه لإتمام النفع والفائدة، غير أنه بدلاً من أن يفرد استدراكاته بتصنيف خاص أدرجها ضمن كتاب الربيع، اعترافًا بالفضل والجميل، وإنكارًا للذات واحتسابًا للأجر(٢٤- «شبه تدحضها حقائق»: (13/14)).
ويتكوَّن المسند من أربعة أجزاء:
الجزء الأول: يتضمَّن مَدخلاً يضمُّ ثلاثةَ عشر بابًا، تناولت النية، وابتداء الوحي وذكر القرآن، والعلم، وأمة محمَّد والولاية، والرؤية، والإيمان، والشرك، ثمَّ عقد كتابًا للطهارة وكتابًا للصوم وكتابًا للزكاة.
والجزء الثاني: وبه عشرة كتب، كتاب الحج، الجهاد، والجنائز، والأذكار، والنكاح، والطلاق، والبيوع، والأحكام، والأشربة، والأيمان والنذور.
الجزء الثالث: تضمن سبعة وثلاثين بابًا ضمنها الورجلاني الأحاديث التي احتجَّ بها على مخالفيه.
والجزء الرابع: وقد ضمَّنه مرتِّب الكتاب الورجلاني روايات محبوب بن الرحيل بن هبيرة القرشي عن الربيع، وروايات أفلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن الرستمي عن أبي غانم الخراساني، ومراسيل جابر بن زيد، ومجموع الأحاديث التي يتضمَّنها المسند: حوالي خمسة وألفا (1005)، بما فيها المكرَّر الذي يزيد عن ثلاثين حديثًا(٢٥- انظر: «مناهج المحدثين»: (ص: 42-43)).

قيمة أحاديث المسند:
أمَّا عن قيمة أحاديث المسند، فرغم أنَّ الكثير من متون أحاديثه صحيحة، وقد أخرجها أصحاب الكتب المعتبرة كالبخاري ومسلم وأحمد ونحوهم، فضلا عن أنه يضمُّ كثيرًا من الأحاديث التي وردت من الطريقة التي يعتبرها الإباضية السلسلة الذهبية (أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس، أو عن عائشة أو عن أبي هريرة أو عمر الخ…) فأغلب أحاديث الكتاب منقطعة، فهي بلاغات ينسبونها لجابر بن زيد وتلميذه أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة، والربيع نفسه. كقول جابر: (بلغني عن معاوية، عن طلحة…، وقول أبي عبيدة بلغني أنَّ عمر بن الخطاب قال…، وربيع يقول: بلغني عن أبي مسعود الأنصاري، وبلغني أنَّ عبادة بن الصامت قال…).
أمَّا الجزء الثالث فقد خلت فيه مراجعة الورجلاني من الأسانيد تمامًا بدعوى أنَّ ما فيه من آثار احتجَّ بها الربيع على مخالفيه، وقد اعترف خصومه بصِحَّتها.
أمَّا الجزء الرابع فقد أورد فيه مرتِّب المسند الورجلاني رواياتِ محبوب بن رحيل بن زيد، وقد وردت جُلُّ أحاديثة بالسند التالي: عن جابر بن زيد عن النبيِّ صَلى الله عليه وسلم، بداية من الحديث رقم 924، إلى 1005، كما أنَّ هذا الجزء الرابع حافل بروايات الربيع بن حبيب عن الصحابة مباشرة مُسقطًا الوسائط بينه وبينهم.
«وفي هذه الأمثلة -كما يقول أبو لبابة حسين- الانقطاع الواضح الجلي (مرسل – منقطع – معضل)، وهو دليل كاف لرد الحديث بغضِّ النظر عن إظهار الانقطاعات الخفية عند التنقيب)، وغيرها من ألوان الجرح التي ترد الحديث وتسقطه(٢٦- «الإصابة» لابن حجر (1/10)).
ويدافع الإباضية المعاصرون عن مسند الربيع الذي يعتبرونه أصحّ كتب الحديث، بأنَّ تضمُّنَه لكثيرٍ من المراسيل لا يقدح فيه؛ لأنه قيل: مراسيل جابر أصحُّ وأقوى من مسانيده؛ لأنه غالبًا ما يرسل الحديث، فيحذف اسم الصحابي من السند إذا تعدَّد الصحابة الذين يروى عنهم، وبدل أن يذكرهم جميعًا فيطول بذلك السند فإنه يحذفهم جميعًا، ويكتفي بإرسال الحديث إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم، وقد حصل له من القطع واليقين بصِحَّة الحديث حتى كأنه سمعه من الرسول مباشرة(٢٧- «شبه تدحضها حقائق»: (ص: 40)).

الإباضية والخوارج:
وانطلاقًا من هذا الارتباط المذهبي للإباضية بأولئك التابعين ممَّن ذكرنا وممن لم نذكر، فإنَّ الإباضية ينكرون ارتباطهم بالخوارج ويستنكرون تصنيفهم مع الطوائف المارقة كالأزارقة والصفرية(٢٨- يقول صاحب «شرح الجامع الصحيح» (1/59): «واعلم أنَّ اسم الخوارج كان في الزمان الأول مدحًا؛ لأنه جمع خارجة، وهي الطائفة التي تخرج للغزو في سبيل الله تعالى، قال عز وجل " ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة "، ثمَّ صار ذمًّا لكثرة تأويل المخالفين أحاديث الذمِّ في من اتصف بذلك في آخر الزمان. ثمَّ زاد استقباحه حين استبد به الأزارقة والصفرية، فهو من الأسماء التي اختفى سببها وقبحت لغيرها، فمِن ثَمَّ ترى أصحابنا لا يتسمون بذلك، وإنما يتسمَّون بأهل الاستقامة استقامتهم في الديانة»). صحيح أنَّ الإباضية قد اتخذوا موقِفًا عدائيًّا متشدِّدًا ضِدَّ الأزارقة وفارقوهم، ولكن توجد صلة وثيقة بين الإباضية وبين من سَبَق أن أشرنا إليهم «بالمُحَكِّمة الأولى».
ويؤكِّد هذا ما ورد في الرسالة التي يقال أنَّ ابن إباض بعث بها إلى عبد الملك بن مروان وفيها يصف سلفه من الخوارج: «بأنهم أصحاب عثمان الذين أنكروا عليه ما حدث من تغيير السُّنَّة، وفارقوه حين عصى ربه. وهم أصحاب علي بن أبي طالب حتى حكَّم عمرو بن العاص، وترك حكم الله وأنكروه عليه، وفارقوه فيه، وأبوا أن يُقِرُّوا الحكم لبشر دون حكم كتاب الله. فهم لمن بعدهم أشدُّ عداوة وأشدُّ مفارقة، وكانوا يتلون في دينهم وسنتهم رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر وعمر بن الخطاب ويدعون إلى سبيلهم ويرضون بسُنَّتهم، على ذلك كانوا يخرجون وإليه يدعون، وعليه يتفارقون، فهذا خبر الخوارج نشهد الله والملائكة إنا لمن عاداهم أعداء، وإنا لمن والاهم أولياء بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا… غير أنَّا نبرأ إلى الله من ابن الأزرق وأتباعه من الناس، لقد كانوا خرجوا حين خرجوا على الإسلام فيما ظهر، ولكنهم ارتدوا عنه وكفروا بعد إيمانهم فنبرأ إلى الله منهم»(٢٩- «العقود الفضية»: (ص 135)).
ومن هذا يتبيَّن أنَّ ابن إباض يعتبر نفسَه وأتباعَه امتدادًا للمُحَكِّمة الأولى اعتقادًا وعملاً، وهذا ما يثبته الإباضية المعاصرون الذين يقولون: بأنَّ الإباضية يجمعهم مع الخوارج الآخرين إنكارُ الحكومة بين عليٍّ ومعاوية، بل إنهم يبرِّرون الخروج، ويفرِّقون بينه وبين الفتنة، التي هي ممنوعة ومنهيٌ عنها، فإنَّ الخروج لرفع الظلم ورد العدوان وإزالة الحاكم الظالمِ المفسد أمرٌ مشروعٌ وواجبٌ(٣٠- «الإباضية بين الفرق الإسلامية»: (ص 133-378). انظر –أيضًا- «الإباضية في موكب التاريخ» لعلي يحي معمر: (1/33-35). انظر –أيضًا- «العقود الفضية»: (ص45-46). حيث يدافع صاحب الكتاب عن الخروج، ويذكر من بين الخارجين خروجًا مشروعًا، الخارجين على الخليفة عثمان، ويَعُدُّ رؤساءهم من الصحابة). هذا بالإضافة إلى أنَّ الإباضية يعدُّون من أئمَّتهم: حرقوص بن سعد التميمي، وأبا بلال مرداس بن جدير الذي أنكر التحكيمَ، وفارقَ عليًّا مع أهل النهروان، بل ويدافعون عن الخوارج الأُوَل، ويعتذرون لهم في الخروج بما يأتي:
1.إنَّ إمامة عليٍّ لم تثبت بإجماع الصحابة حيث لم يدخل فيها طلحة والزبير وعبد الله بن عمر وسعد بن أبي وقاص.
2.إنَّ في خروج طلحة وزبير ومن معهما أُسوة لخروج هؤلاء فكيف يَحِلُّ لأولئك الخروج ويحرم على هؤلاء، وكذلك القول في معاوية ومن معه.
3.إنَّ الإمام عليًّا أعطى الحَكَمَين العهد والميثاق على قَبول ما يحكمان به، وقد حَكَما بخلعه، فلمن خرج عليه العُذر إن تمسَّك بهذا.
4.ذكر الطبريُّ أنَّ الإمام عليًّا قَبِلَ التحكيمَ مُكْرَهًا خوفًا على نفسه، وعليه فقد سقطت إمامته لضعفه.

موقف الإباضية من عثمان رضي الله عنه:
من الأمور الغريبة جِدًّا أن تجد ممَّن يدَّعي الإسلام ويُؤمن بالله ورسوله مَن يقع في بُغْضِ الصحابة خصوصًا من شهد له الرسولُ صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم بالجَنَّة، وثبتت بذلك النصوص في حَقِّه. فعثمان رضي الله عنه صحابيٌّ جليلٌ شهد له الرسولُ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بالجَنَّة. أمَّا بالنِّسبة للخوارج فقد تبرَّؤوا منه ومن خلافته بل وحكموا عليه بالارتداد والعِياذ بالله وحاشاه من ذلك. وفي كتاب «كشف الغمة» لمؤلِّفٍ إباضيٍّ من القدح والطعن في شخصية عثمان رضي الله عنه وأرضاه ما لا يوصف، ولم يكتف بالسبِّ والشتم، وإنما اختلق رواياتٍ عن بعض الصحابة يسبُّون فيها عثمان بزعمه، ويحكمون عليه بالكفر(٣١- «كشف الغمة»: (ص 268)). ولا شكَّ أنَّ هذا بهتانٌ عظيمٌ.
ويوجد كذلك كتاب في الأديان، وكتاب آخر اسمه: «الدليل لأهل العقول» للورجلاني، فيهما أنواع من السِّباب والشتم لعثمان رضي الله عنه وأرضاه، ومدحٌ لمن قتلوه، حيث سمَّاهم: «فرقة أهل الاستقامة»، وهم في الحقيقة بُغَاةٌ مارقون لا استقامةَ لهم إلاَّ على ذلك. قال الإباضي أبو يعقوب يوسف إبراهيم الورجلاني، وهو يتكلَّم عن أمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه-: «وعزلُه وخلعُه وقتلُه حقٌّ لانتهاكه الحُرُم الأربع:
أولاها: استعماله الخونة الفجرة..
وثانيها: ضربه الأبشار، وهتكه الأستار..
وثالثها: تبذيره الأموال وإسرافه فيها.. فحرَّم العطايا لأهل العطايا فجاد بها على اللعين وأبنائه الملاعين..
الرابعة: حين ظهرت (خيانته) فاتهموه على دينهم، فطلبوه أن ينخلع، فأبى وامتنع، فانتهكوا منه الحرم الأربع: حرمة الأمانة، وحرمة الصحبة، وحرمة الشهر الحرام، وحرمة الإسلام، حين انخلع من حرمة هذه الحرم، إذ لا يعيذ الإسلامُ باغيًا، ولا الإمامة خائنًا، ولا الشهر الحرام فاسقًا، ولا الصحبة مرتدًّا على عقبه!!»(٣٢- «الدليل والبرهان»: (1/40-41)).
نعوذ بالله من قول هذا الإباضي على الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه الذي جمع القرآن، وتزوج ابنتي رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلم، وجهَّز جيش العُسْرَة حتى قال عنه الرسول صَلَّى الله عليه وآله وسلم: ما ضرَّ عثمان ما فعل بعد هذا اليوم، وبشَّره بالجنة بقوله صَلَّى الله عليه وآله وسلم: و«عثمان في الجنة» (٣٣- أخرجه أبو داود في «سننه» كتاب السنة، باب في التفضيل: (2/623) رقم (4649)، وابن ماجه في «سننه» باب فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (1/48) رقم (133)، وأحمد في «مسنده»: (1/187)، من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه، وأخرجه الترمذي في «سننه» كتاب باب مناقب عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه: (5/647) رقم (3747)، وأحمد في «مسنده»: (1/193)، من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (3/108)، والألباني في «المشكاة»: (3/1727)).
فهل يرضى مسلمٌ أن يتقوَّلَ على عثمان رضي الله عنه بمثل قول هذا الإباضي الذي يعدُّه الإباضية من علمائهم. اللهمَّ إنَّا نبرء إليك من هذا وقولِه، وممَّن تبعه.

موقفهم من علي رضي الله عنه:
فإنه يتَّضح موقفهم منه بما جاء في كتاب «كشف الغُمَّة» تحت عنوان: فصل من كتاب الكفاية قوله: فإن قال: ما تقولون في علي بن أبي طالب؟، قلنا له: إنَّ عليًّا مع المسلمين في مَنْزِلة البراءة، وذكر أسبابًا -كلَّها كذب- توجب البراءة منه في زعم مؤلِّف هذا الكتاب، منها: حربه لأهل النهروان، وهو تحاملٌ يشهد بخارجيته المذمومة.
قال زعيم الإباضية عبد الله بن إباض نفسه في كتابه لعبد الملك عن معاوية ويزيد وعثمان كما يرويه صاحب «كشف الغمة»: «فإنَّا نُشهد الله وملائكتَه أنَّا براء منهم وأعداء لهم بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا، نعيش على ذلك ما عشنا ونموت عليه إذا متنا، ونبعث عليه إذا بعثنا، نحاسب بذلك عند الله». اﻫ وكفى بهذا خروجًا.
وصاحب كتاب «كشف الغمة الجامع لأخبار الأُمَّة» يشتم الحسن والحسين رضي الله عنهما، وأوجب البراءة منهما بسبب ولايتهما لأبيهما على ظلمه وغشمه -كما يزعم- كذلك بسبب قتلهما عبد الرحمن بن ملجم، وتسليمهما الإمامة لمعاوية رضي الله عنه.
ونفس الموقف الذي وقفه الخوارج عمومًا، والإباضية أيضًا من الصحابة السابقين وقفوه -أيضًا- من طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وأوجب لهما الورجلاني النار(٣٤- انظر «كشف الغمة»: (ص 304)، «الدليل لأهل العقول»: (ص 28)).
فسبحان الله ما أجرأ أهل البدع والزيغ على شتم خيار الناس بعد النبيِّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم الذين نصروا الإسلام بأنفسهم وأموالهم وأولادهم، ومات الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وهو راضٍ عنهم، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ»(٣٥- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي لو كنت متخذا خليلا: (3470)، ومسلم في«صحيحه» كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة: (7/188)، رقم (6488)، وأبو داود في «سننه» كتاب السنة، باب في النهى عن سب أصحاب رسول الله: (4658)، والترمذي في «سننه»: (3861)، وأحمد: في «مسنده»: (11214)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه). وقد قال شيخ السُّنَّة أبو زرعة الرازي -رحمه الله-: «من انتقص صحابيًّا واحدًا من أصحاب محمَّدٍ صَلَّى الله عليه وآله وسلم فهو زنديق»(٣٦- «الإصابة» لابن حجر (1/10)).
فمن أصول أهل السنة: سلامة قلوبهم من بغض الصحابة رضي الله عنهم، ومن الغل والحقد عليهم، وكذلك سلامة ألسنتهم فلا يسبون ولا يتبرؤون من أحد منهم، بل يحبون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقلوبهم ويثنون عليهم بألسنتهم، ويدعون لهم كما وصف الله تعالى التابعين لأصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من المهاجرين والأنصار فقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر: 10].
عقائد الإباضية:
إنَّ الإباضية كغيرهم من أهل البدع لهم عقائد خالفوا فيها منهجَ أهلِ السُّنَّة والجماعة ووافقوا فيها من على شاكلتهم من المبتدعة الضلاّل، ومن الأصول التي خالفوا فيها:

صفات الله: أمّا ما يتعلق بصفات الله تعالى فإن الإباضية انقسموا فيها فريقين :
فريق نفى الصفات نفياً تاماً خوفاً من التشبيه بزعمهم ، فهم كالجهمية في ذلك. وفريق منهم يرجعون الصفات إلى الذات فقالوا: إن الله عالم بذاته وقادر بذاته وسميع بذاته ...إلخ. فالصفات عندهم عين الذات قال أحمد بن النضر من علمائهم :

وهو السميع بلا أداة تسـمع إلاّ بــقدره قادر وحـداني
وهو البصير بغير عين ركبت في الرأس بالأجفان واللحظان
جل المهيمن عن مقال مكـيف أو أن ينـــال دراكه بمكان (٣٧- انظر كتاب: «الدعائم» ص34)
ويقول السالمي :



أسماؤه وصـــــفات الذات ليس بغير الذات بل عينها فافهم ولا تحلا
وهو على العرش والأشيا استوى وإذا عدلت فهو اســتواء غير ما عقلا
وإنما استوى ملــك ومــقدرة له على كلها استيلاء وقــــد عدلا
كما يقال استوى سلطانهم فعـلى على البلاد فحاز الـــسهل والجبلا (٣٨- «غاية المراد» ص7)

و قال العيزابي منهم: « الحمد لله الذي استوى على العرش أي: ملك الخلق واستولى عليه وإلا لزم التحيز وصفات الخلق »(٣٩- «الحجة في بيان المحجة» ص6،18).
وهذا في الحقيقة نفي للصفات ولكنه نفي مغطى بحيلة إرجاعها إلى الذات، وعدم مشابهتها لصفات الخلق، وقد شنع الورجلاني منهم على الذين يثبتون الصفات بأنهم مشبهة كعباد الأوثان وأن مذهب أهل السنة هو - حسب زعمه - تأويل الصفات، فاليد: النعمة والقدرة، والوجه: الذات، ومجيء الله: مجيء أمره لفصل القضاء، لأن إثبات الصفات لله هو عين التشبيه كما يزعم .(٤٠- انظر: «الدليل لأهل العقول» ص32)
ومعلوم لطلاب الحق أن هذا ليس هو مذهب السلف الذين يثبتون الصفات لله كما وصف نفسه في كتابه الكريم ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف ولا تكييف ولا تمثيل .
رؤية الله: وذهبت الإباضية في باب رؤية الله تعالى إلى إنكار وقوعها لأن العقل - كما يزعمون - يحيل ذلك ويستبعده، وللاطلاع على أدلتهم وتفنيدها نحيلكم إلى فتوى الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله- بعنوان: « في رؤية المؤمنين الله تعالى يوم القيامة» تحت رقم: 768
كلام الله تعالى: ومن عقائد الإباضية في كلام الله تعالى القول بخلق القرآن بل حكم بعض علمائهم كابن جميع، والورجلاني أن من لم يقل بخلق القرآن فليس منهم.(٤١- انظر: «مقدمة التوحيد» ص19، و«الدليل لأهل العقول» ص50) وقد عرف المسلمون أن القول بخلقه من أبطل الباطل إلا من بقي على القول بخلقه منهم وهم قلة شاذة بالنسبة لعامة المسلمين وموقف السلف واضح فيها وهو موقف إمام السنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه وهو القول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق تكلم الله به بطريقة لا نعلمها ، وقد تواترت النصوص عن السلف رضي الله عنهم بأن القول بخلق القرآن كفر وضلال والعياذ بالله .
عذاب القبر: وقد أنكر بعض الإباضية عذاب القبر وأثبته بعضهم ، قال النفوسي في متن النونية:


و أما عذاب القبر ثبت جابر * و ضعفه بعض الأئمة بالوهن (٤٢- انظر متن النونية ص27)

ومعتقد السلف جميعاً هو القول بثبوت عذاب القبر ونعيمه كما صحت بذلك النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة .
معتقدهم في الميزان: الميزان عند السلف والمسلمين والذي جاءت به النصوص أن له كفتين حسيتين مشاهدتين توزن فيه أعمال العباد كما يوزن العامل نفسه، أما الإباضية فتنكر هذا الوصف ويثبتون وزن الله للنيات والأعمال بمعنى تمييزه بين الحسن منها والسيء وأن الله يفصل بين الناس في أمورهم ويقفون عند هذا الحد غير مثبتين ما جاءت به النصوص من وجود الموازين الحقيقية في يوم القيامة(٤٣- انظر: «متن النونية للنفوسي» ص25).
الصراط: وكما أنكر الإباضية الميزان أنكروا كذلك الصراط وقالوا إنه ليس بجسر على ظهر جهنم(٤٤- انظر: «غاية المراد» ص9)، وذهب بعضهم وهم قلة إلى إثبات الصراط.
والسلف على اعتقاد أن الصراط جسر جهنم وأن العباد يمرون عليه سرعة وبطئاً حسب أعمالهم ومنهم من تخطفه كلاليب النار فيهوى فيها.
التقية: وجوز الإباضية التقية كإخوانهم الرافضة، وقد أورد الربيع بن حبيب في مسنده روايات في الحث على التقية تحت عنوان: (باب ما جاء في التقية ). فلهم نصيب من مشابهة الروافض في ذلك.
عقائد أخرى: قال أبو الحسن الأشعري: « والإباضية يقولون: إن جميع ما افترض الله سبحانه على خلقه إيمان، وإن كل كبيرة فهي كفر نعمة، لا كفر شرك، وإن مرتكبي الكبائر في النار خالدون فيها»(٤٥- انظر: «مقالات الإسلاميين»1/189)
وقال يزيد بن أنيسة زعيم اليزيدية من الإباضية : «نتولى من شهد لمحمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة من أهل الكتاب، وإن لم يدخلوا في دينه ولم يعملوا بشريعته، وزعم أنهم بذلك مؤمنون» (٤٦- انظر: المصدر السابق:1/184 )
وقال الإباضية جميعاً: « إن الواجب أن يستتيبوا من خالفهم في تنزيل أو تأويل، فإن تاب وإلا قتل، كان ذلك الخلاف فيما يسع جهله أو فيما لايسع جهله» (٤٧- انظر: المصدر السابق:1/186)
وقالوا: « من زنى أو سرق أقيم عليه الحد ثم استتيب فإن تاب وإلاّ قتل» . وقالوا: «الإصرار على أي ذنب كان كفر» . (٤٨- انظر: المصدر السابق:1/186،187)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.

منقول






__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2011-10-04, 11:11 PM
فتح الرحمن احمد محمد فتح الرحمن احمد محمد غير متواجد حالياً
محـــاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-25
المشاركات: 801
افتراضي رد: تعرّف على الإباضية ؟

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2011-10-09, 10:49 AM
الشغموم الشغموم غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-09-06
المشاركات: 106
افتراضي رد: تعرّف على الإباضية ؟

تسلم يا ابو تميم ويعطيك العافية،،،
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2011-12-21, 03:39 PM
ابن الحميراء ابن الحميراء غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-12-20
المكان: K.S.A
المشاركات: 248
افتراضي رد: تعرّف على الإباضية ؟

استغفر الله العلي العلي العظيم
فرق ضاله كثير وتتدعي الاسلام

عالعموم مشكوور اخوي
__________________

أم المؤمنين عائشة تحدثنا

مَن حازَ عِلمي في مدى الأزمانِ؟! *** أو كان مِثلـي ! فلْيَسُدَّ مكاني

اللهُ ربـَّى بالعنـايةِ أحمـداً *** و محمّـدٌ فـي ظلِّـه ربـّاني

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2011-12-21, 03:53 PM
رحيل عابرة سبيل رحيل عابرة سبيل غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-01
المكان: الجزائر
المشاركات: 62
افتراضي رد: تعرّف على الإباضية ؟


شكرا على الموضوع القيم
__________________


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2011-12-22, 12:23 AM
عثمان علي عبد السميع عثمان علي عبد السميع غير متواجد حالياً
عضو إباضي
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-03
المشاركات: 43
افتراضي رد: تعرّف على الإباضية ؟

السلام عليكم.. لك الشكر أخي العزيز على نقل الموضوع.. ولو أنه فيه الكثير من الخطأ ويعرض على العامة وأنا منهم ، ولا أقول سوى الحمد لله الذي ثبتني على الحق.. فإني أعتقد غاية الإعتقاد بأن المذهب الإباضي هو ما كان عليه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وصحابته وما ساروا عليه ومن تبعهم رضوان الله عليهم.. فلا يسعني إلا الشكر لك لأنك زدتني ثباتاً
فلنأتي لأول الأخطاء هل نقل عن غير قصد أم متعمد غايته الكذب والتزوير:-

اقتباس:
ولا يحل لنا إلا دماؤهم، وما سوى ذلك من أموالهم فهو حرام علينا، فقال ابن صفار: برئ الله منك فقد قصرت، وبرئ الله من ابن الأزرق فقد غلا، برئ الله منكما جميعًا، وقال الآخر: فبرئ الله منك ومنه(٦- «العقود الفضية»: (ص 121)). ورغم اعتراف ابن إباض -في هذا النص- باستحلال دماء مخالفيهم، فإنَّ كتب الإباضية تحاول تبرئته من هذا،
الصحيح : " (قاتله الله ، أيّ رأيٍ رأى، صدق نافع بن الأزرق لو كان القوم مشركين كان أصوب الناس رأيا وحكما فيما يشير به وكانت سيرته كسيرة النبي -صلي الله عليه وسلم- في المشركين، ولكنه كذب وكذبنا فيما يقول. إن القوم كفار بالنعم والأحكام وهم براء من الشرك. وما سوى ذلك من أموالهم فهو حرام علينا).

اقتباس:
«التاريخ الصغير» للبخاري: (1/227)) قوله: «دخلت على جابر بن زيد فقلت: إنَّ هؤلاء القوم ينتحلونك يعني: الإباضية، قال: أبرأ إلى الله من ذلك»
الرواية مردودة لأنها وردت من قبل أبو هلال الراسبي محمد بن سليم البصري، فأسلوا أهل الحديث.


اقتباس:
وإذا كان جابر بن زيد بهذه المكانة وأنه كان عالم الخوارج وإمامهم، فلماذا نسبت الفرقة إلى ابن إباض ولم تنسب إليه؟ للإجابة على هذا السؤال، ذهب أحد الإباضية المعاصرين إلى أنه لا يدري السبب في عدم نسبة المذهب إلى جابر مع أنه أفقه وأعلم أهل زمانه
إن لم يكن كذلك فما سبب إختبائه عن الحجاج؟؟
أترك الإجابة لكم...

اقتباس:
وأول ما ظهر استعمالهم لكلمة الإباضية كان في آخر القرن الثالث الهجري(١٧- «أجوبة ابن فرحون»: (ص 9 ، هامش 1)
شكراً على الإعتراف بالحق.. ومتى توفي جابر بن زيد إرجع إلى الروايات التي في موضوعك هذا تفضل هنا الإقتباس..
اقتباس:
أمَّا جابر فهو جابر بن زيد الأزدي الجوفي أبو الشعثاء، ولد عام واحد وعشرين، وقيل: سنة اثنين وعشرين، وقيل: سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه(٩- المرجع نفسه: (ص 93). ويؤكد صاحب «مختصر تاريخ الإباضية»: (24) أنه ولد عام 18ﻫ)، وتوفي في عام ثلاث وتسعين في جمعة واحدة مع أنس بن مالك(١٠- «التاريخ الصغير» للبخاري (1/209))، ويذهب ابن سعد إلى أنه توفي عام 103ﻫ(١١- «الطبقات الكبرى» لابن سعد: (88/182). ويؤيِّد الإباضية المعاصرون ما رواه الإمام أحمد من أنَّ جابرًا توفي عام ثلاث وتسعون، على أساس أنها رواية أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة، أحد تلامذة جابر الكبار. انظر: «العقود الفضية»: (ص 93-94)، «أجوبة ابن خلفون» لأبي يعقوب يوسف بن خلفون: (ص 9)). وقد كان تلميذًا لحبر الأُمَّة عبد الله بن عباس، وروى عنه، كما روى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم، وابن الزبير والحكم بن عمرو الغفاري ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم. وروى له البخاري ومسلم في صحيحيهما، وأخذ عنه قتادة وعمرو بن دينار ويعلى بن مسلم وأيوب السختياني وعمرو بن هرم وجماعته، وقال عنه ابن عباس: لو أنَّ أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علمًا من كتاب الله. وقال فيه إياس بن معاوية: أدركت الناس وما لهم مفتٍ غير جابر بن زيد(١٢- «تهذيب التهذيب»: (2/38). «طبقات ابن سعد»: (7/180))
كما أن جابر عاصر هاؤلاء الصحابة فهل عاش جابر إلى القرن الثالث الهجري يعني 300 سنة..؟؟ هذا ما يثبت أن جابر بن زيد لم يسمع بتسمية الإباضية قطعاً لأن التسمية جاءت في القرن الثالث الهجري وهذا ما يدل على أن الحركة الإباضية لم تكن تعرف بهذا الإسم في عهد جابر بل بعد وفاته

ورسالة عبد الله بن إباض لنافع بن الأزرق ورده عليه دليل على أن عبدالله بن إباض لحق بجابر مؤخراَ ودليل على مفارقته الخوارج
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2011-12-22, 10:48 AM
حفيد أهل النهروان حفيد أهل النهروان غير متواجد حالياً
عضو إباضي
 
تاريخ التسجيل: 2011-12-20
المشاركات: 9
افتراضي رد: تعرّف على الإباضية ؟

عثمان علي ...


بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2011-12-22, 01:37 PM
اوراق مبعثرة اوراق مبعثرة غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-12
المكان: الـســـ الرياض ـــــــــعـــودية
المشاركات: 1,061
افتراضي رد: تعرّف على الإباضية ؟

جزاكم الله كل خير أخي أبو تميم ونفع الله بكم أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .
__________________
أن الروافض والخوارج شر من وطيء الثرى
أكره كل أهل البدع شيعه إخوان صوفية الخوارج القاعدة هم العدو الحقيقي للإسلام لإنهم مثل السوس ينخرون في ديننا ويقدموه ناقص حتى أن ألقى الله عز وجل سأدافع عن التوحيد والسنة واتباع نبينا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
http://www.youtube.com/watch?v=I_BsUerwWhM

قال الإمام الآجري رحمه الله:[فإن الفتنة يفتضح عندها خلق كثير!!!!!!]…
قال سفيان بن عيينة:“ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر؛ إنما العاقل الذي إذا رأى الخير اتبعه، وإذا رأى الشر اجتنبه”. [حليةالأولياء-8/339]
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2011-12-23, 07:54 AM
أبو حافظ أبو حافظ غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-10-30
المشاركات: 215
افتراضي رد: تعرّف على الإباضية ؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوتميم مشاهدة المشاركة


هذا بالإضافة إلى أنَّ الإباضية يعدُّون من أئمَّتهم: حرقوص بن سعد التميمي، وأبا بلال مرداس بن جدير الذي أنكر التحكيمَ، وفارقَ عليًّا مع أهل النهروان، بل ويدافعون عن الخوارج الأُوَل، ويعتذرون لهم في الخروج بما يأتي:
1.إنَّ إمامة عليٍّ لم تثبت بإجماع الصحابة حيث لم يدخل فيها طلحة والزبير وعبد الله بن عمر وسعد بن أبي وقاص.
2.إنَّ في خروج طلحة وزبير ومن معهما أُسوة لخروج هؤلاء فكيف يَحِلُّ لأولئك الخروج ويحرم على هؤلاء، وكذلك القول في معاوية ومن معه.
3.إنَّ الإمام عليًّا أعطى الحَكَمَين العهد والميثاق على قَبول ما يحكمان به، وقد حَكَما بخلعه، فلمن خرج عليه العُذر إن تمسَّك بهذا.
4.ذكر الطبريُّ أنَّ الإمام عليًّا قَبِلَ التحكيمَ مُكْرَهًا خوفًا على نفسه، وعليه فقد سقطت إمامته لضعفه.


منقول






أما بنسبة العلل فغير صحيح لم أقف علي هذه العلل التي جيء بها هنا وبيان ذلك:
1. إن سلفنا لم يبطلوا إمامة علي بن أبي طالب بل دخلوا في طاعته وشاركوا في المعارك ما قبل التحكيم فكانوا يرون إمامته حقا واجب التحقيق ولذلك خرجوا معه لرد العصيان وهذا واضح جدا على كونهم لم يعتبروا خلاف من خالف أمرا له ثقل بل يجب دحضه.
2. لم يروا أسوة في خروج طلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص ومن كان معهم فهؤلاء خرجوا على الإمام علي حل كونه إماما حقا بعكس أسلافنا رضي الله عنهم لم يخرجوا عليه بل خرجوا عنه لما تحقق عندهم سقوط إمامته.
ولكن نقول إذا كان الخروج هي العلة في إثبات وصف الخوارج فإن طلحة والزبير ومعاوية وعمرو هم أولى بهذا الوصف من أسلافنا رحمهم الله.
3. سلفنا الصالح رضي الله عنهم خرجوا عن طاعة الإمام علي لما تحقق عنهم خروجه عن طاعة الله إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فعلي لما ترك أمر الله في محاربة الفئة الباغية كما امتثله من قبل في طلحة والزبير ومعاوية وعمرو ولجأ إلى تحكيم الناس في أمر قد حكم الله فيه كان حقا خروجهم رضي الله عنهم عن طاعته. وحتى علي نفسه لم يرض بما أنتجه التحكيم فإن كان حقا فلما إنكار النتيجة؟ وإن كان باطلا فلما الذم على منكريه؟
هذا وإني لا أرى فائدة ترجى في هذا الموضوع فؤلائك قوم قد مضوا ولهم حسابهم ونحن مخاطبون فيما هو محاسب لنا.
وما كنت لأتكلم في هذا لولا الرد على ما افتري علينا.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2011-12-24, 03:42 PM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي رد: تعرّف على الإباضية ؟

اقتباس:
لم يروا أسوة في خروج طلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص ومن كان معهم فهؤلاء خرجوا على الإمام علي حل كونه إماما حقا بعكس أسلافنا رضي الله عنهم لم يخرجوا عليه بل خرجوا عنه لما تحقق عندهم سقوط إمامته.
ولكن نقول إذا كان الخروج هي العلة في إثبات وصف الخوارج فإن طلحة والزبير ومعاوية وعمرو هم أولى بهذا الوصف من أسلافنا رحمهم الله.
أخطأت أيها الفاضل في هذه، فالصحابة لم يخرجوا عليه، فلو أراد أهل الجمل الخروج عليه لتوجهوا إليه في المدينة المنورة، لكن الحاصل أنهم توجهوا إلى الكوفة فلحق بهم علي رضي الله عنهم أجمعين، أما أهل الشام فهم لم يبايعوا حتى يخرجوا، بل وكانوا يعتبرون علياً إماماً يستحق البيعة، لكن خلافهم معه هو أي الأمرين قبل الآخر، البيعة أم القصاص، وهذا بخلاف ما قام به الخوارج، إذ أنهم نزعوا يداً من طاعة إلى أن قتلوا خليفة المسلمين.

اقتباس:
3. سلفنا الصالح رضي الله عنهم خرجوا عن طاعة الإمام علي لما تحقق عنهم خروجه عن طاعة الله إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فعلي لما ترك أمر الله في محاربة الفئة الباغية كما امتثله من قبل في طلحة والزبير ومعاوية وعمرو ولجأ إلى تحكيم الناس في أمر قد حكم الله فيه كان حقا خروجهم رضي الله عنهم عن طاعته. وحتى علي نفسه لم يرض بما أنتجه التحكيم فإن كان حقا فلما إنكار النتيجة؟ وإن كان باطلا فلما الذم على منكريه؟
هذه فيها أخطاء كثيرة:
1- لم يحصل التحكيم، ورواية التحكيم رواها كذاب رافضي اسمه أبو مخنف لوط بن يحيى، ولك أن تراجع كتاب مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري، فإن لم تر بأساً في القبول بها، فهل ستقبل برواية أبي مخنف التي يطعن فيها في نسب عمر بن الخطاب ويصفه وصفاً لا يليق بمسلم فما بالك بثاني أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل؟
2- قبول التحكيم هو عين حكم الله عز وجل، فالله سبحانه وتعالى يقول يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59]، فالله سبحانه وتعالى أمر بطاعته وأمر بطاعة نبيه وأمر بطاعة أولي الأمر من المسلمين (علي ) في ضمن طاعة الله ورسوله، فإن تنازع الناس في شيء (كالتنازع بين الخليفة علي وبين الرعية من أهل الشام) فأمر الله بأن يردوا هذا النزاع إلى الله والرسول، لكن الخوارج يحبون الدم، ففهموا أن حكم الله يكون بأن يباد أحد الطرفين أو كلاهما، فلا قيمة عندهم لدماء المسلمين.
3- أين خالف أمير المؤمنين علي أمر الله؟ فالأمر برمته لا يتعدى كون الخوارج فهموا الآيات بشكل مختلف عن فهم أمير المؤمنين ، ولا حجة لفهم الخوارج على أمير المؤمنين ولو كانوا ألف ألف رجل، بل فهم أمير المؤمنين حجة على فهم ألف ألف من الخوارج، بل على الأمة الإسلامية دون الصحابة، فمن تعلم في مدرسة رسول الله ليس كمن تعلم في مدرسة من هم دونه.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 2011-12-24, 05:21 PM
بن مسلم بن مسلم غير متواجد حالياً
عضو اباضى كذاب يسجل بعدد من المعرفات
 
تاريخ التسجيل: 2011-08-22
المشاركات: 3
افتراضي رد: تعرّف على الإباضية ؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عثمان علي عبد السميع مشاهدة المشاركة
ولا أقول سوى الحمد لله الذي ثبتني على الحق.. فإني أعتقد غاية الإعتقاد بأن المذهب الإباضي هو ما كان عليه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وصحابته وما ساروا عليه ومن تبعهم رضوان الله عليهم..
كذاب أشر
فكل إناء ينضح بما فيه
عليك من الله ما تستحق
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2012-01-05, 03:49 AM
see see غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-22
المكان: الغربه
المشاركات: 1,647
افتراضي رد: تعرّف على الإباضية ؟

الاباضيه مجموعة كلاب نباحه
وخونه يطعنون بظهر
خبث ودياثه وقلة مروؤه وشرف
__________________
[SIGPIC][/SIGPIC][align=center]قل للئيم الشاتم الصحابه....ياابن الخنا جهراً ولا تهابه
السابقون الاولون كالسحابه....تغيث بلقعاً تهرها كلابه
الفاتحون الغر أسود الغابه....الله راضٍ عنهم ولتقرؤا كتابه
[/align]
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2012-01-05, 07:17 AM
hamdochi hamdochi غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-11-12
المكان: المغرب
المشاركات: 179
افتراضي رد: تعرّف على الإباضية ؟

جزاك الله خيرا ونفعنابعلمك
__________________

عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن أخوفَ ما أخافُ عليكم رجل قرأ القرآن ، حتى إذا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عليه، وكان ردءاً للإسلام غيره إلى ما شاء الله ، فانسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسَّيفِ ، ورماه بالشرك))

قال: قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك: المرمي أم الرامي؟

قال -صلى الله عليه وسلم-: ((بل الرامي)) رواه ابن حبان في صحيحه(1/281-282رقم81)، والبزار(7/220رقم2793) وحسنه.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 2015-09-05, 02:06 AM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,818
افتراضي

__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 فارلي   شركة تنظيف بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف بالطائف   شركة تنظيف خزانات بجدة 
 yalla shoot   يلا شوت   يلا شوت   برنامج موارد بشرية   يلا شوت 
 شركة تنظيف بالطائف   سحب مجاري   فني صحي   افضل شركة نقل اثاث بجدة   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف منازل بالرياض   pdf help   كورة لايف   koora live   شركة تنظيف في دبي   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة   كحل الاثمد   متاجر السعودية   مأذون شرعي   كحل الاثمد الاصلي   تمور المدينة   شركة عزل خزانات بجدة   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج 
شركة صيانة افران بالرياض  سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   yalla shoot 
 translation office near me   كورة سيتي kooracity   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض 
 برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   الحلوى العمانية 
 يلا شوت 
 Yalla shoot   شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd