أنصار السنة  
جديد المواضيع



للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 محاسب قانوني   Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > رد الشبهات وكشف الشخصيات > رد الشبهات وكشف الشخصيات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2023-07-22, 12:28 PM
ناصرالشيبي ناصرالشيبي غير متواجد حالياً
باحث
 
تاريخ التسجيل: 2023-06-18
المكان: مكة المكرمة
المشاركات: 37
افتراضي لمحة موجزة عن علاقة حديث (إنما الأعمال بالنيات - -) بحديث(نية المؤمن خير من عمله - -)

الحمد لله تعالى القائل ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) . (1) وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد الأمين ، وعلى آله الطيبين ، وعلى صحبه أجمعين ، وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد
فإن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات . وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله . فهجرته إلى الله ورسوله . ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها. فهجرته إلى ما هاجر إليه) . (2) أصل عظيم من أصول دين الإسلام القويم . لأنه يبين المعيار الأساس لاحتساب ما يقبله الله تعالى من أعمال عباده ، فيأجرهم عليها ، وبين أعمالهم التي لا يتقبلها منهم ولا يحتسبها لهم . فلا يأجرهم عليها في الآخرة . بل ويتعرضون بها لعقوبته .
وقد نقل القسطلاني عن بعض الأئمة قولهم بأن هذا الحديث ثلث الدين . ووجهه : أن الدين : قول ، وعمل ، ونية . (3)
ولإدراك علماء الأمة - لاسيما الراسخين منهم - مدى جلال هذا الحديث الشريف المنيف ، وعظيم قدره - وأنه من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم - فقد استهلوا به مصنفاتهم.
ومن أشهرهم الإمام البخاري - في جامعه الصحيح . الذي أفنى في جمعه و تأليفه - رحمه الله - شطراً كبيراً من حياته . الذي اعتبرته الأمة أصح الكتب وأوثقها بعد كتاب الله تعالى . فقد جعل هذا الحديث غرة لصحيحه . وفي ذلك إشارة منه - رحمه الله - بتفويضه العلم بنيته من تأليفه إلى الله تعالى .
فأسأل الله تعالى أن يجزيه على تأليفه خير الجزاء وأوفره . وأن يجزي كذلك شارحيه من علماء الأمة الأجلاء خير الجزاء . وعلى رأسهم الحافظ الثبت الجليل ابن حجر العسقلاني صاحب الشرح الموسوم بـ (فتح الباري) وما أدراك ما فتح الباري . ذلك السفر العظيم المتضمن فوائد عزيزة غزيرة . فهو شرح مبارك مهم ، رفيع القدر .
حتى أن علماء الحديث وغيرهم رأوا وصفه - لتمييزه عن غيره من الشروح - بمثل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في بيانه ليوم انتهاء هجرة أصحابه رضوان الله عليهم الى الله ورسوله بحلول يوم فتحه صلى الله عليه وسلم لمكة المكرمة .
حيث قال:(لا هجرة بعد الفتح - -) (4). فاستعملوا لفظ هذا الحديث وصفاًً لشرح ابن حجر، أي لا شرح غيره يبلغ حسنه . لمجانسة اسم الكتاب للفظ (الفتح) الوارد في هذا الحديث الشريف . قاصدين بانه أفضل شروح صحيح الإمام البخاري على الإطلاق .
ومن كبار شارحي صحيح البخاري بعده الإمام بدر الدين العيني ، في شرحه الموسوم بـ (عمدة القاري) . وهو شرح مفيد ومهم . وقد استهل كذلك الإمام ابن رجب الحنبلي كتابه القيم الجليل (جامع العلوم و الحكم ) بهذا الحديث . حيث قال : (أسأل الله تعالى الإمداد بالعون لبيان نفائس المعاني السامية المودعة في الفاظ هذا الحديث الشريف ، وجني درر لطائفه، وجم فوائده . متوخياً فيه القصد والإيجاز غير المخل) أ.هـ (5)
والنيات جمع نية . ومعناها في اللغة القصد والإرادة والعزم (6) . يقال : نويت الشيء . إذا قصدته وعزمت عَلَيْهِ بقلبك . وَقَالَ بعضهم النية الطلب . يقال لفلان عندي نية ونواة . أي طلبة وحاجة . ويجوز ِفيهِ التخفيف والتشديد . (7)
وفي بيان قوله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال) قال ابن الجوزي (إِنَّمَا " كلمة ترَادُ للحصر، تثبت الْمشَار إِلَيْهِ وتنفي مَا عداهُ . فَهِيَ تعْمل بركنيها إِثْبَاتًا ونفيا. ومَعْلُوم أَن الرَّسُول لم يرد نفي الأعْمَال الحسية. لأنَّهَا قد تُوجد بِغَيْر نِيَّة . وَإِنَّمَا أَرَادَ صِحَة الأفْعَال الشَّرْعِيَّة . فَبين أَن ‌النِّيَّة ‌هِيَ الفاصلة بَين مَا يَصح ، وَمَا لا يَصح . وَمعنى النِّيَّة : قصدك الشَّيْء وتحريك طلبه) أ.هـ (8)
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الاصطلاح الشرعي للنية يزيد عن اللغوي باقتران القصد والإرادة والعزم بالشروع في أداء العمل . كما يظهر هذا من قول ابن حزم :(لأنَّ ‌النِّيَّةَ ‌هِيَ الْقَصْدُ بِالْعَمَلِ وَالإرَادَةُ بِهِ - مَا افْتَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ الْعَمَلِ - وَهَذَا لا يَكُونُ إلا مُعْتَقَداً قَبْلَ الْعَمَلِ وَمَعَهُ) .(9) ويظهر كذلك من قول الشيرازي من الشافعية ، والكاساني من الحنفية .(10)

وقد وصف الرازي النية بأنها (انْبِعَاثُ النَّفْسِ . وَمَيْلُهَا إِلَى مَا ظَهَرَ لَهَا أَنَّ فِيهِ غَرَضَهَا . إِمَّا عَاجِلا، وَإِمَّا آجِلا) . (11) وقال ابن قدامة المقدسي (إنما النية انبعاث القلب . وتجرى مجرى الفتوح من الله تعالى . وليست النية داخلة تحت الاختيار. فقد تتيسر في بعض الأوقات ، وقد تتعذر. وإنما تتيسر في الغالب لمن قلبه يميل إلى الدين ، دون الدنيا) أ.هـ (12)
ولعل من خير من عرف النية القاضي البيضاوي بقوله :(النية عبارة عن انبعاث القلب نحو ما يراه موافقا لغرض من جلب نفع أو دفع ضرّ . حالا، أو مالا) . (13)
فالإنسان مكوَّن من قلب ، وجوارح . ولكل منهما عمله . ولما كانت النية من أهم أعمال القلوب . فقد أوضح هذا الحديث الشريف كيفية وأهمية العلاقة بين أعمال الجوارح ، وبين أهم أعمال القلوب ، وهي النية .
فبين صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن النية التي هي مقصود القلب من العمل . وإنما تُسَخّرُ الجوارح للقيام بالأعمال وفقاً لبلوغ تلك المقصودات . فـأوضح الحديث أن الجزاء المترتب على أي عمل يكون موافقاً لنية فاعله - ثواباً ، وعقاباً - بحسب كون العمل (خيراً فيثاب عليه - أو شراً فيعاقب عليه) . فيجازي الله تعالى كل عامل على وفق نيته التي أرادها قلبه من كل عمل عمله .
فالمعول عليه في ترتب الثواب ، أو العقاب على أي عمل هو مدى إخلاص قلب عامله فيه لله تعالى أولاً، ثم موافقة ذلك العمل لأحكام شرع الله تعالى .
فتقوم النية في الإنسان بعمل (بدور) جهاز التوجيه الذي يحدد مقصوده الفعلي من أي عمل يقوم به . ويحدد كذلك الجهة التي يعمل العمل من أجلها (الجهة ، أو الشخص الذي عمله لأجله) . وهذا بالتحديد هو مجال إخلاص التوجه بالأعمال لله تعالى فيقبلها . أو لغيره فيردها .
فعلى سبيل المثال: لو كان العمل هو إنشاء مبنى فإن النية هي التي تحدد نوعه : منزل - مسجد - مدرسة - سوق - - - ، فإن حددتها أنها مدرسة مثلاً . تقوم النية بعد ذلك بالقسم الثاني من عملها ، وهو تحديد الفئة التي يراد للمدرسة خدمتها ( أبناء الحي الفلاني مثلاً ، أو النوع الفلاني من الطلاب) .
وبهذا يتضح أن ما عناه الحديث هي (نية الإنسان) التي دفعته للقيام بكل عمل (سواء كان قولاً، أو فعلاً) ، وما قصده به ، وما عمله لأجله . ولهذا فأن النية جزء لا يتجزأ من عمل الإنسان القلبي . بل هي أهم جزء فيه . لتوقف جزاء الأعمال عليها .
وعلى خلاف القائلين بوجوب اقتران النية بالعمل لصحته شرعاً . فقد فرق بعض العلماء بين النية (وهي إرادة العمل) وبين أداء العمل . كأبي طالب المكي - وغيره - واستدلوا على ما ذهبوا إليه بقول الله تعالى ( ومن ‌يرد فيه ‌بإلحاد ‌بظلم نذقه من عذاب أليم )(14) حيث قال: يعني أنه علَّق العذاب بالإرادة، دون الفعل . (15) وعن الغزالي مثله . حيث قال (أي أنه على مجرد الإرادة) أ.هـ (16)
وهذا ما اختاره ابن كثير ونقله عن ابن أبي حاتم بقوله :( وهذا من خصوصية الحرم .أنه يعاقب البادي فيه الشر إذا كان عازما عليه . وإن لم يوقعه . كما قال ابن أبي حاتم في تفسيره) أ.هـ (17)
وقال الحميدي ( توعد الله عز و َجل على النِّيَّة الْفَاسِدَة الَّتِي عزم عَلَيْهَا من الْإِلْحَاد فِي الْحرم ، وَأوجب لَهُ على هَذِه الْإِرَادَة الْعَذَاب الْأَلِيم ، دون ظُهُور الْفِعْل) أ.هـ (18) وقال مثله الغزنوي النيسابوري في تفسيره للآية الكريمة : ( أي: ومن يرد صداً ،" بإلحاد " ميل عن الحق . ثم فسر- سبحانه - الإلحاد - بقوله تعالى " بظلمٍ ". إذ يكون إلحاد وميل بغير ظلم ، فلذلك تكررت الباء) أ.هـ (19)
قلت : لعل النيسابوري أراد أن هناك أنواعاً من الظلم التي يرتكبها المسلمون في الحرم . ولكنها ليست من الشرك . كأنواع ظلم العباد . فبهذا المعنى يكون الوعيد على الإلحاد في الحرم الوارد في آية سورة الحج هذه منصب على أعظم الظلم ، وهو الشرك بالله تعالى . كما بينه الله تعالى في قوله(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) .(20) والله تعالى أعلم بمراده .
وقد أوضح الحميدي الفرق بين النية والفعل . بقوله : (لأن هَذَا (21) من عمل الْقلب ، لا يفْتَقر إِلَى إِظْهَاره . وَإِنَّمَا إِظْهَاره زِيَادَة فِي الإثْم ) أ.هـ (22) قلت : ويصح أن يقال مثله في نية الخير والبر. فهي لا تفتقر إلى إظهار لتحصيل الأجر والثواب . ولكن في إظهارها بالعمل زيادة في الأجر والثواب .
ويخطئ من يتوهم وجود تعارض بين عدم كتابة السيئة على المكلف بمجرد إرادتها دون فعلها كما دلت عليه الآية الكريمة ، وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم (إذَا هَمَّ الْعَبْدُ بِحَسَنَةٍ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ . وَإِذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ . فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ وَاحِدَةٌ . وَإِنْ تَرَكَهَا لِلَّهِ كُتِبَتْ حَسَنَةً ) . (23)
وهناك زيادة لفظ - ذكرها ابن كثير - في أخر هذا الحديث جاءت في رواية أخرى له هي قوله صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله تعالى : إنما تركها من مخافتي ") (24) وضحت سبب كتابتها له حسنة .
وقد فصَّل ابن كثير هذه المسألة بقوله :(اعلم أن تارك السيئة الذي لا يعملها على ثلاثة أقسام :
تارة يتركها لله : فهذا تكتب له حسنة على كفه عنها لله تعالى . وهذا عمل ونية . ولهذا جاء أنه يكتب له حسنة . كما في لفظ مسلم " إنما تركها من جراي ". (25) أي : من أجلي .
وتارة يتركها نسياناً وذهولاً عنها : فهذا لا له ، ولا عليه . لأنه لم ينو خيراً ، ولا فعل شراً .
وتارة يتركها عجزاً وكسلا عنها : بعد السعي في أسبابها والتلبس بما يقرب منها . فهذا بمنزلة فاعلها . كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» . قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال :« إنه كان حريصاً على قتل صاحبه » . (26)
وقال ابن الملقن ( فصح أن المصر على الإثم (27) بإصراره هو: الذي عمل السيئة ، ثم أصر عليها . وهذا جمع النية السوء ، والعمل السوء معًا) أ.هـ (28)
فدلالة الحديث باقية على العموم .أي على اعتداد الشرع بأعمال العباد . لا بما يهموا به (أي يريدونه) دون أن يعملوه . وأن السيئة لا تكتب على المكلف لمجرد همه بالسيئة . وإنما تكتب بفعله لها .
أما القرطبي فقد خالف ذلك . وذهب إلى ان الله تعالى يعاقب على مجرد نية عمل السيئة وإن لم يعملها الإنسان . واحتج له بالأدلة التالية:
١- بقوله تعالى (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) .(29) قال القرطبي: (فَعُوقِبُوا قَبْلَ فِعْلِهِمْ بِعَزْمِهِمْ) .(30)
٢ - بقوله صلى الله عليه وسلم (لأنه كان حريصا على قتل صاحبه) . من حديث (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) . قالوا يا رسول الله هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟ قال :(إنه كان حريصا على قتل صاحبه) . (31) قال القرطبي : فعلق الوعيد على الحرص وهو العزم . ثم قال:
3 ـ وأَنَصُّ من هذا (32) قوله صلى الله عليه وسلم (إِنَّمَا ‌الدُّنْيَا ‌لِأَرْبَعَةِ ‌نَفَرٍ: عَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالًا وَعِلْماً ، فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقَّهُ "، قَالَ : فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ " قَالَ : " وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا؟ " قَالَ :" فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مَالٌ عَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ " قَالَ :" فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ "، قَالَ : " وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ ، وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ ، وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقَّهُ ، فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ " قَالَ: " وَعَبْدٌ لَمْ يَرْزُقْهُ اللهُ مَالًا، وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مَالٌ لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ ، قَالَ : هِيَ نِيَّتُهُ ، فَوِزْرُهُمَا فِيهِ سَوَاءٌ) . (33)
وعقب القرطبي بقوله:( وهذا الذي صار إليه القاضي(34) هو الذي عليه عامة السلف ، وأهل العلم من الفقهاء ، والمحدثين ، والمتكلمين . ولا يلتفت إلى خلاف من زعم أن ما يهم الإنسان به وإن وطن عليه نفسه لا يؤاخذ به . ولا حجة له ) . (35)
وقد بين ابن الجوزي معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( وإنما لكل امرئ ما نوى ) . بقوله:( أَن الشَّرْع إِنَّمَا يعْتد بِالْعَمَلِ الَّذِي فِيهِ النِّيَّة ) . (36)
ولقد ذكر الدكتور عمر الأشقر تفصيلاً ما عرف به علماء الأمة النية لغة ، وشرعاً . ثم خلص إلى صواب ما قرره القاضي البيضاوي بأن : الشارع استعمل " النيَّة " بمعناها اللغوي - أنها القصد - ولم يضع لها معنى اصطلاحيا خاصاً . (37)
ولقد طرح الدكتور الأشقر سؤالا مهماً تحت عنوان ( لم أثيب الهام بالحسنة ، ولم يعاقب على الهم بالسيئة ؟) . ثم أجاب عليه كما يلي:
(قد يقال: لم أثيب الذي هم بالخير أو حدث به نفسه ، ولم يعاقب الذي هم بالشر، أو حدث نفسه به ؟. فالجواب : إن إرادة الخير خير في ذاتها . ولقد أحسن القائل:
لأشْكُرَنَّكَ مَعْرُوُفَا هَمَمْتَ بِهِ - - إنَّّ اهْتِمَامَكَ بِالمَعْرُوُفِ مَعْرُوُفُ .
وَلا ألُوُمُكَ إِنْ لَمْ يُمْضِهِ قَدَرٌ - - فَالشَّيْءُ بِالْقَدَر الَمحْتُوُمِ مَصْرُوُفُ .
وإرادة الخير عمل القلب . وعمل القلب فيه الثواب . وإرادة السيئة يكفرها تركها . فإن كان الترك خوفاًً من الله ، فالخوف عبادة تستحق الإثابة .
ثم الإثابة على إرادة الخير مقتضى رحمة الله . وعدم العقوبة على إرادة الشر مقتضى عفو الله . وحسبنا هذا دليلاً) أ.هـ (38)

أما حديث ( نية المرء خير من عمله ) فقد رواه الطبراني في معجمه الكبير من حديث سهل بن سعد - رضى الله عنه. (39) ورواه بعض أصحاب السنن بعدة أسانيد . إلا أن الحافظ ابن حجر قال بأنه حديث ضعيف . (40) قلت : وقد وافقه السخاوي على ضعفه ، إلا أنه قال عن مجموع طرق إسناده : " وإن كانت ضعيفة . فبمجموعها يتقوى الحديث . وقد أفردت فيه وفي معناه جزءا " أ.هـ (41) كما روي بلفظ ( نية المؤمن أبلغ من عمله) .
وقال المناوي بعد أن ذكر بعض تلك الأسانيد ( والحاصل أن له عدة طرق تجبر ضعفه . وأن من حكم بحسنه فقد فرط ) أ.هـ (42) قلت : أرى أن كلامه هذا يمكن اعتباره تردداً منه ، أو توقفاً في حكم هذا الحديث .
وقال الباحث أ/ ابن التيمي: " أضف إلى ذلك حديث علي رضي الله عنه - التالي - فلعلهم لم يقفوا عليه . فلم أر أحدا ذكره بعد طول تتبعي في كتب التخريج ولا أشار إليهِ .
ثم أورد الرواية التي ذكر ابن عبد البر سندها، وكل رجالها من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال بأن ابن عبد البر قد استدل بالحديث بهذه الرواية في مواضع كثيرة . وهي: أن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ ، وَ نِيَّةُ الْفَاجِرِ شَرٌّ مِنْ عَمَلِهِ ، وَكُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى نِيَّتِهٍ) .(43) . - - - إلى أن قال ابن التيمي :( ولكن قد قوى معناه شيخ الإسلام في فتاواه من خمسة أوجه : فكان منها أن المسلم لو نوى الخير ولم يعمل تكتب له حسنة . ولو عمل ولم ينوي لم يكتب له شيء " - - الخ كلامه (44)
قال ابن عبد البر: (وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ النِّيَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ بِلا نِيَّةٍ . وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ أَنَّ الْعَمَلَ بِلا نِيَّةٍ لا يُرْفَعُ وَلا يَصْعَدُ . فَالنِّيَّةُ بِغَيْرِ عَمَلٍ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ بِغَيْرِ نِيَّةٍ . لأنَّ النِّيَّةَ تَنْفَعُ بِلا عَمَلٍ ، وَالْعَمَلُ بِلا نِيَّةٍ لا مَنْفَعَةَ فِيهِ .
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى فيه: نِيَّةَ الْمُؤْمِنِ فِي الأعْمَالِ الصَّالِحَةِ أَكْثَرُ مِمَّا يَقْوَى عَلَيْهِ مِنْها . وَنِيَّةَ الْفَاجِرِ فِي الأعْمَالِ السَّيِّئَةِ أَكْثَرُ مِمَّا يَعْمَلُهُ مِنْهَا . وَلَوْ أَنَّهُ يَعْمَلُ مَا نَوَى فِي الشَّرِّ أَهْلَكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ) أ.هـ (45)
اما المناوي - في شرحه لحديث ( نية المؤمن خير من عمله - -) فقال : " لأن تخليد الله العبد في الجنة ليس بعمله وإنما هو لنيته . لأنه لو كان بعمله كان خلوده فيها بقدر مدة عمله ، أو أضعافه . لكنه جازاه بنيته لأنه كان ناويا أن يطيع الله أبدا ، فلما اخترمته منيته جوزي بنيته . وكذا الكافر لأنه لو جوزي بعمله لم يستحق التخليد في النار إلا بقدر مدة كفره ، لأنه نوى الإقامة على كفره أبدا ، لو بقي . فجوزي بنيته .
ثم نقل عن الكرماني قوله :" المراد أن النية خير من العمل بلا نية . إذ لو كان المراد خير من عمل مع نية ، لزم كون الشيء خيرا من نفسه مع غيره .
أو المراد أن الجزء الذي هو النية خير من الجزء الذي هو العمل لاستحالة دخول الرياء فيها .
أو أن النية خير من جملة الخيرات الواقعة بعمله .
أو أن النية فعل القلب . وفعل الأشرف أشرف .
أو لأن القصد من الطاعة تنوير القلب . وتنويره بها أكثر لأنها صفته . ثم نقل عن ابن الكمال قوله ( هذا ترجيح لعمل القلب على عمل الجوارح " أ.هـ (46)
وقال ابن دريد الأزدي بأن معنى الحديث ( أن المؤمن ينوى الأشياء وأبواب البر نحو الصدقة والصوم وغير ذلك . فلعله يعجز عن بعض ذلك، وهو معقود النية عليه . فنيته خير من عمله) . (47)
قلت : ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتني بالنية ويهتم بها غاية الاهتمام . لدرجة أنه كان يستحلف أصحابه ليستوثق منها .
فقد روى الشيخان في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خرج على حلقة من أصحابه فقال " ما أجلسكم". قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ، ومنَّ به علينا . قال : آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ . قالوا : والله ما أجلسنا إلا ذاك . قال : " أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ، ولكنه إنما أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة ") أ.هـ (48)
و أرى أن مما يقوي دلالة حديث ( نية المؤمن خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ - - -) ما رواه البُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال " إِنَّ أَقْوَامَاً خلْفَنَا بالمدِينةِ ، مَا سَلَكْنَا شِعْباً وَلاَ وَادِياً إِلاَّ وَهُمْ مَعَنَا . حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ) . (49)
قال ابن هبيرة الشيباني في بيانه لمعنى هذا الحديث :" في هذا الحديث أنه من أراد الغزو وعزم عليه وحبسه في عذر. فإن له من الثواب مثل ثواب المجاهدين . حتى في نزوله ورحيله وقطعه الأودية ، وغير ذلك" أ.هـ (50)
وعن هذا الحديث كذلك نقل المناوي عن البيضاوي ضمن تفسيره لقوله تعالى ( والله يضاعف لمن يشاء - -) الآية (51) قوله : " بفضله . على حسب حال المنفق ، من إخلاصه وثقته بربه . ومن أجله تفاوتت الأعمال في مقادير الثواب . فالمعنى أن جنس النية راجح على جنس العمل . بدلالة أن كلا من الجنسين إذا انفرد عن الآخر يثاب العامل على الأول، دون الثاني . وهذا لا يتمشى في حق الكافر. ولذا قال (نية المؤمن) .
ثم نقل المناوي كذلك عن بعض أهل العلم قولهم :" إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لأن النية عبودية القلب ، والعمل عبودية الجوارح . وعمل القلب أبلغ وأنفع . وهو أمير، والجوارح رعية . وعمل الملك أعظم ، وأبلغ .(52)
أما بشأن تفسير التخليد في الجنة ، والتخليد في النار : فلأن العمل يدخل تحت الحصر . والنية لا . إذ المتحقق في إيمانه عقد نيته على أن يطيع الله ما أحياه . فلو أماته ثم أحياه ، وثم ، وثم . أي : لأطاعه كلما أوجده حياً . لأن اعتقاده منبرم مستدام . فيترتب له من الجزاء على نيته ما لا يترتب له على عمله .
ثم نقل عن غيره من العلماء قولهم : " معناه أن المؤمن كلما عمل خيرا نوى أن يعمل ما هو خير منه . فليس لنيته في الخير منتهى . والفاجر كلما عمل شرا نوى أن يعمل ما هو شر منه . فليس لنيته في الشر منتهى ) . (53)
وقال ابن رجب الحنبلي ( جاء عن عبد الله بن المبارك قوله ( رُبَّ عملٍ صغيرٍ تعظِّمهُ النيَّةُ ، و ربَّ عمل كبيرٍ تُصَغِّره النيَّةُ ) أ.هـ (54)
وقد سأل عبدالله بن أحمد بن حنبل أباه أن يوصيه فقال له :( إنْوِ الخير. فَإِنَّكَ لا تَزالُ بِخَيْرٍ ما نَوَيْتَ الخَيْرَ) . (55)
قلت : ما أوجزها وأعظمها من وصية . جامعة مانعة . فإن من حرص على أن يحسن النية دائماً لم يكد يفوته شيء من الخير. فإن لم يدرك الخير بعمله ، أدركه بنيته . ومن علم فضل النية على العمل فإنه لن يدخر جهداً في أن يطلب العلم ليعرف به مواقع العمل الصالح - في كل مظانه - فلا يفوِّت على نفسه أن ينويه ، مع الشروع من فوره في عمله . فإن لم يدرك بعمله تمامه، فقد نواه . فشروعه في العمل يصدِّق نيته .
ومن واسع رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين أن جعل احكام شريعته السمحة تعين المسلم على استحضار النية دائماً سواء في العبادات أو المعاملات ، أو أعمال البر والصلات ، وحتى في أعمالهم العامة من المباحات، وهي أمورالعادات .
فمن أمثلة ذلك في العبادات : مشروعية أن يصبح المسلم صائما صيام نافلة في سائر أيام العام . دون تحرز من الحرج فقد أجاز له الشرع أن يفطر إن رأى أن يفطر(56) - لأي سبب كان - فقد صحت الرواية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح صائماً . فإذا وجد عند أهله طعاماً أفطر . وإن لم يجد ، ظل صائماً (57) . بل قال عليه الصلاة والسلام ( الصائم المتطوِّع أمير نفسه . إن شاء صام ، وإن شاء أفطر) . (58) فدل على جواز قطع النفل. فهذا مثال على غاية التيسير من أجل اصطحاب نية الخير دائما .
وكذلك في المعاملات . ففي البيع - على سبيل المثال - صح قوله صلى الله عليه وسلم ( الْبَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما ، وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِما) . (59)
فمع أن صدق المتبايعين وبيانهما من مصلحة سمعتهما التجارية ، إلا أنه صلى الله عليه وسلم أوضح بأنه يترتب عليهما البركة من الله تعالى في بيعهما . والبركة معنى زائد عن مجرد تحقيق الربح . ومعلوم أن مصدر الصدق والبيان هو سلامة النوايا وصدق توجهها لله تعالى .
وأما في أعمال البر والصلات : ففي بيان الطبري لمعنى قوله تعالى (‌ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا) (60) قال :( يقول: إن أنتم أصلحتم نياتكم - - - ضمائر صدوركم ، لا يخفى عليه شيء من ذلك . وهو مجازيكم على حَسَن ذلك ، وسيِّئه - - " إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ " يقول : إن أنتم أصلحتم نياتكم فيهم (61)، وأطعتم الله فيما أمركم به ) أ.هـ (62)
وقريب منه بيان القرطبي لمعنى قوله تعالى " إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ " قال :( أَيْ : صَادِقِينَ فِي نِيَّةِ البر بالوالدين ، فإن الله يغفر البادرة) . (63)
وأما في المباحات فقد قال السيوطي : ( ومن أحسن ما استدوا به على أن العبد ينال أجراً بالنية الصالحة في المباحات والعادات قوله صلى الله عليه وسلم : " ولكل امرئ ما نوى" فهذه يثاب فاعلها إذا قصد بها التقرب إلى الله . فإن لم يقصد ذلك فلا ثواب له ) أ.هـ (64) فمن صور إصلاح المسلم نيته في المباحات : نيته التقوي بأكلة السحور على الصيام . والنوم مبكراً لإدراك صلاة الفجر . والسعي في زيادة أسباب الكسب ليتمكن من الإنفاق في وجوه البر ومساعدة المحتاجين و - و - - .
وبإمعان النظر في معنى الحديثين لمعرفة العلاقة بينهما يتبين ما يلي :
ـ أن في حديث (إنما الأعمال بالنيات - -) بيانه صلى الله عليه وسلم أن : النيات هي معيار الشرع لتصنيف أعمال العباد ، من حيث الصحة والفساد. التي ينبني عليها الاعتداد بها . أي قبول الله تعالى لها، من عدمه . ومعلوم أنه تترتب الإثابة على الصحيح المقبول منها . والمؤاخذة وتحمل الأوزار على الفاسد المردود منها . بحسب موافقة أعمال العباد لما أمرهم به الشرع الحكيم ، وما نهاهم عنه .
فسياق الحديث يبين أهمية إخلاص النية لله تعالى في جميع الأعمال : من فعل المأمورات والكف عن المنهيات . حثاً منه صلى الله عليه وسلم لأمته على استحضار النية في كل الأعمال . فبين أن الأعمال المقبولة منهم سواء كانت من العبادات أو المعاملات أو غيرها، هي فقط التي يعملونها بنية خالصة لله تعالى .
ـ وأما حديث (نية المؤمن خير من عمله) . فقد بين فيه صلى الله عليه وسلم أن نية المؤمن الصالحة تعود عليه بالحسنات والثواب في الآخرة بما يزيد عن ما يعود عليه من أعماله التي يعملها .
ففيه تنبيه للمسلمين إلى بالغ أهمية عنايتهم بإصلاح نياتهم دائما . حتى يصبح إحسان النوايا ملكة من ملكات نفس المسلم . تحضره النية الحسنة دون أن يتكلف معالجة لاستحضارها .
فتعود عليه نواياه الحسنة بالأجور والحسنات دائماً . بما لا يبلغه منها بأعماله مهما اجتهد . فالنوايا الحسنة تجارة رابحة للمؤمن ، مع أكرم الأكرمين ،لا خسارة فيها البتة .
فالحمد لله تعالى الذي طاب خيره لعباده المؤمنين وكثر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) الآية الخامسة ، من سورة البينة .
(2) متفق عليه . أخرجه البخاري في صحيحه ، 1 ، كتاب بدء الوحى ، باب : كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ، ومسلم في صحيحه ، في كتاب الإمارة ، باب: قوله - صلى الله عليه وسلم : « إنما الأعمال بالنيات » ، برقم 1907 ، من حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
(3) أنظر: شعب الإيمان للبيهقي ، باب الاستثناء في الأيمان ، (1/ 87) . والمواهب اللدنية ، الفصل الأول " في كمال خلقته صلى الله عليه وسلم " ، 2/ 25 .
(4) متفق عليه . أنظر الجمع بين الصحيحين ، للحميدي ، كتاب : المتفق عليه من مسند أم المؤمنين عائشة " رضي الله عنها "، حديث رقم (3281) .
(5) مقدمة جامع العلوم والحكم .
(6) أنظر: المحلى بالآثار، لابن حزم ، مسألة " قراءة القرآن والسجود فيه " ، 1/ 94 .
(7) أنظر: والأربعين - الطائية - في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين ، الحديث الثاني ، ص 44 .
(8) أنظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين ، لابن الجوزي ، (86/1) .
(9) أنظر: المحلى بالآثار، لابن حزم الظاهري ،94/1 .
(10) أنظر: المهذب للشيرازي ، 1/ 134، وبدائع الصنائع ، للكاساني الحنفي ، 5/ 100 .
(11) أنظر: مفاتح الغيب ، 4/ 8 .
(12) أنظر: مختصر منهاج القاصدين ، 363 .
(13) أنظر: مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين ، تعريف النية بالعزم والقصد ، ص 33 .
(14) الآية رقم 25 ، سورة الحج .
(15) أنظر قوت القلوب . لأبي طالب المكي . باب ذكر فضائل الحج ، وآدابه . 2/ 198 .
(16) أنظر: إحياء علوم الدين ، 1/ 243 .
(17) الآية 20 ، سورة القلم .
(18) أنظر: تفسير غريب ما في الصحيحين ، للحميدي ، وفي مسند أبي هريرة ، ص 361 .
(19) انظر: باهر البرهان في بيان مشكل القرآن . سورة الحج . 2/ 949 .
(20) الآية رقم 13 ، سورة لقمان .
(21) بقصد الإرادة ، وهي النية .
(22) أنظر: المصدر السابق .
(23) أخرجه البخاري ، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا بلفظ : " من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة ". (فتح الباري ، 11/ 323 ، ط السلفية) . وزَاد فِي رِوَايَة ذكرها المنذري بعد لفظه المتقدم قوله صلى الله عليه وسلم :( أَو محاها ، وَلا يهْلك على الله إِلا هَالك) . وانظره في الترغيب والترهيب ، 1/ 26 .
(24) أنظر: تفسير القرآن العظيم ، 3/ 379 .
(25) صحيح مسلم - تحقيق عبدالباقي ، باب إذا هم العبد بحسنة ، حديث رقم (205) ، 1/ 117 .
(26) أنظر: تفسير القرآن العظيم ، 7/ 209 . والحديث متفق عليه ، أنظر الجمع بين الصحيحين للحميدي ، حديث رقم (584) ، عن أبي بكرة ، نفيع بن الحارث رضي الله عنه ، (1/ 365) .
(27) أي : فتبين أن المصر على الإثم هو.
(28) أنظر: التوضيح لشرح الجامع الصحيح ، باب الطلاق في إغلاق ، 25 ، 297 .
(29) الآية رقم 20 ، سورة القلم .
(30) أنظر: الجامع لأحكام القرآن ، 4/ 215 .
(31) متفق عليه . أخرجه البخاري (الفتح ، 1/ 85 ، ط السلفية) . وأخرجه مسلم (4/ 2213 - 2214 ، ط الحلبي) بلفظ مقارب .
(32) أي أن التالي هو نص في الدلالة عليه . فهو أقوى دلالة من سابقه .
(33) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ، برقم (17570) ، والترمذيّ في جامعه ، برقم (2247) ، عن سعيد أبي الْبَخْتريّ الطائيّ ، عن أبي كبشة الأنصاريّ رضي الله عنه. وقال حسن صحيح . وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (41) ، وفي صحيح الجامع الصغير برقم (٣٠٢٤) .
(34) هو: القاضي محمد بن الطيب ، أبو بكر الباقلاني البصري ، شيخ السنة ولسان الأمة . المتوفى 403 هجرية.
(35) أنظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ،٤/ ٢١٥، تفسير سورة آل عمران ، من الآية ( ٣ - ١٣٦) .
(36) أنظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين 1/ 86 ، مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
(37) أنظر: مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين ، تعريف النية بالعزم والقصد ، ص 34 .
(38) أنظر: مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين ، للدكتور عمر سليمان الأشقر ، ص 141 .
(39) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير، 6/ 185 .
(40) أنظر: فتح الباري ، 4/ 219 .
(41) أنظر المقاصد الحسنة ، 1/ 702 .
(42) أنظر: فيض القدير، 4/ 239 .
(43) أنظر: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ، لابن عبد البر، 12/ 265 .
(44) أنظر: على في محرك البحث الحاسوبي ( GOOgle) ، بموقع مداد ، تخريج حديث " نية المرء خير من عمله ".
(45) أنظر: التمهيد ، 12/ 265 .
(46) أنظر: فيض القدير ، 4/ 239 و 240، بتصرف.
(47) انظر: المجتبى . باب ما سمع من النبي صلى آله عليه وسلم ولم يسمع من غيره قبله ، ص 11 .
(48) أنظر: الجمع بين الصحيحين ، للحميدي ، برقم (2903) ، 410/3.
(49) المصدر السابق ، برقم (2062) .
(50) أنظر: الإفصاح عن معاني الصحاح ، مسند أنس ابن مالك رضي الله عنه ، (5/ 308) ، حديث رقم (1733) .
(51) الآية ، 261 ، البقرة .
(52) أنظر فيض القدير، 4/ 239 و240 ، بتصرف .
(53) المصدر السابق .
(54) أنظر: جامع العلوم والحكم ، لابن رجب الحنبلي ، ص (10) .
(55) أنظر: الجامع لعلوم الإمام أحمد بن حنبل ، الأدب والزهد .
(56) أي : لو رجع عن نيته الصوم ، وأراد أن يفطر ذلك اليوم .
(57) أنظر: فتح المنعم شرح صحيح مسلم ، 311 ، باب فضل الصيام والتطوع به ، 5/ 18 .
(58) أنظر: شرح منظومة القواعد الفقهية للسعدي ، 1/ 33 . والحديث رواه الترمذي في سننه، وأحمد في مسنده ، والحاكم في المستدرك وصححه . وصححه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير، برقم (3854) ، 1/ 355 .
(59) متفق عليه . أنظر: الجمع بين الصحيحين للأشبيلي ، باب بيع الخيار، 2/ 490 .
(60) الآية 25 ، الإسراء .
(61) أي في الوالدين .
(62) أنظر: جامع البيان ، 17/ 421 .
(63) الجامع لأحكام القرآن ، 10/ 246 .
(64) أنظر: شرح السيوطي على النسائي ، 1/ 19 . ومقاصد المكلفين ، للدكتور عمر الأشقر ، ص 100 .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
دراسة - محمد رسول الله في التوراة والانجيل طالب عفو ربي المسيحية والإسلام 1 2018-09-02 05:36 PM
احاديث يحتج بها الشيعة 00000000 ابن الصديقة عائشة الشيعة والروافض 1 2011-03-10 02:22 AM
رد أهل السنة على الاسئلة 50 المطروحة للشيعة في المواقع ali_k الشيعة والروافض 2 2010-11-25 10:17 AM
بروتوكولات حاخامات قم عدو الروافض الشيعة والروافض 0 2010-09-15 04:15 PM
حقيــقــة اتــهام الشيعــه لأهل السنــه بالتحـــريف بنت المدينة الشيعة والروافض 0 2009-12-09 02:11 PM

 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 يلا شوت 
 شركة تنظيف بالطائف   سحب مجاري   فني صحي   افضل شركة نقل اثاث بجدة   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   pdf help   كورة لايف   koora live   شركة تنظيف في دبي   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة   كحل الاثمد   متاجر السعودية   مأذون شرعي   كحل الاثمد الاصلي   تمور المدينة   شركة عزل خزانات بجدة   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج 
شركة صيانة افران بالرياض  كود خصم   سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   yalla shoot   ربح المال من الانترنت 
 translation office near me   كورة سيتي kooracity   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض 
 برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   يلا شوت   يلا شوت   الحلوى العمانية 
 يلا لايف   يلا شوت 
 Yalla shoot   شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   دكتور مخ وأعصاب 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd