الموالد( الثلاث ) للسيد البدوي والمؤرخون يقولون : الموالد بؤر للانحلال-

[سلطان المصري]

الموالد( الثلاث ) للسيد البدوي والمؤرخون يقولون : الموالد بؤر للانحلال-

من الطبيعي ان يصحب انتشار تيار التصوف والاعتقاد في الاولياء العنايه بإحياء الموالد والغرض من اقامه الموالد هو تكريم اصحابها واحياء ذكراهم بصرف النظر عن رعايه اليوم الذي ُولد فيه صاحب المُولد لأن غالبيه اصحاب الموالد لآ يعرف لهم تاريخ مولد ولم يعرف شئ عن طفولتهم وصباهم .هذا الي انه كان لبعض هؤلاء الشيوخ اكثر من مولد في السنه الواحده كالسيد احمد البدوي الذي كانت له ثلاث موالد وبالطبع لا يعقل ان يكون ولد ثلاث مرات . وتلك الموالد ما كانت الا بؤره لتجمع التُجار واصحاب الفنون , والانحلال بكل ما تتخيله من بوائق . علي ان الانحلال الذي اعتري حياه التصوف لم يلبث ان ظهر بأجل صُوره في الموالد حتي اصبحت تلك الموالد مرضا ابتُلي به المجتمع المصري منذ اواخر عهد سلاطين المماليك . ذلك ان الصوفيه اعتادوا منذ القرن التاسع عشر جمع الاموال اللازمه لموالدهم من الاغنياء وفرضوا هذه الاموال علي القادرين فرضا حتي ضاق الناس بهم ذرعا بهذا الوضع , وقالوا : (لقد سئمت نفوسنا من كثره هؤلاء المشايخ الذين يعملون الموالد فلم يتركوا عندنا عسلا ولا ارزا ولا عدسا ولا بسله وايش قام علي هؤلاء ان يشحذوا ويعملوا لهم موالد !؟) (الشعراني – لطائف المنن ,ج 1ص166 ) وهذه الموالد صارت مهرجانات يجتمع فيها ما لآ يحصي من النساء والفساق ,فتُنصب لهم الخيام الكثيره حيث يحتسون الخمرويرتكبون مُختلف انواع المُنكر ( ذيل الاعلام بتاريخ اهل الاسلام ,ج1ص33) وقد عثر مره صبيحه مُولد الشيخ الانبابي علي اكثر من مائه وخمسين جره خمر مُتناثره في المزارع المجاوره بعد ان شُرب ما بها ليله المولد , هذا خلاف ما كان في تلك الليله من الفساد والزنا واللواط والتجاهر بذلك (ابن حجر : انباء الغمر ج1ص363- 364- المقريزي :السلوك ج3 ص487 ) وقال علي باشا مبارك أنه كان للسيد البدوي ثلاث موالد كل عام هي : المولد الكبير والمولد الصغير والمولد الرجبي , والمولد الرجبي هذا له اسم آخر وهو (مولد لف العمامه ) . وقيل وانا استبعد هذا ان هناك من المنتفعين مما نسبوا تلك الابيات الشعريه للسيد البدوي حيث قال :
ألا أيها الزوار حجوا لبيتنا ------- وطوفوابأستار له تبلغوا المنا
وفي يوم عيد الوصل أوفوا نذوركم --- كذا تفث فاقضوا وطوفواببيتنا
فهيا بني الحاجات سعيا لمنهل---- ورثناه في الدارين من فيض جدنا
وهذه الابيات لها دلالتها حيث تحثُ الناس علي زياره مولد البدوي ويطوفوا بالبيت ( بيت السيد البدوي ) ليشهدوا منافع لهم ويوفوا نذورهم مع وعد صريح بقضاء حاجاتهم ( عبد الصمد : الجواهر , ص122 ) . ويروي لنا عبد الوهاب الشعراني انه تخلف عن حضور مولد السيد البدوي سنه 948هـ, وكان هناك بعض الاولياء , فعادوا ةاخبروه ان السيد البدوي كان يوم المولد يكشف الستر عن الضريح ويقول : ابطأ عبد الوهاب ما جاءنا ! ولا ندري بالضبط ماذا اراد الشعراني بهذه الخرافه ؟؟؟ هل للدعايه لنفسه ؟ ام الدعايه للبدوي ؟؟ ومره اخري يروي الشعراني انه اراد في سنه من السنين ان يتخلف عن حضور مولد سيده البدوي فإذا به يري البدوي ومعه جريده خضراء وهو يدعو الناس من سائر الاقطار والناس خلفه ويمينه , اُمم وخلائق لا يحصون , فمر عليّ وانا بمصر— (انتبه اخي –السيد البدوي مدفون بطنطا والشعراني حي يرزق بالقاهره - مصر ) وقال اما تذهب ؟ فقلت : بي وجع فقال : الوجع لآ يمنع المُحب . ثم اراني خلقا كثيرا من الاولياء وغيرهم , الاحياء والاموات يمشون ويزحفون معه يحضرون المُولد , ثم اراني جماعه من الامراء جاؤا من بلاد الفرنجه مقيدين مغلولين , يزحفون علي مقاعدهم .وقال : انظر الي هؤلاء في هذه الحاله لا يتخلفون !! (انتبه اخي لكلام الشعراني – فالبدوي يملك القدره علي احياء الموتي مشاركه لله في ملكه !؟ ويأتي بالاسري زاحفين علي مؤخراتهم من بلاد الفرنجه !؟ ) فقوي عزمي علي الحضور , فقلت له ان شاء الله تعالي . فقال : لابد ان من الترسيم عليك !! فرسم علي بسبعين عظيمين اسودين كالافيال وقال لهما لآ تفارقاه حتي تُحضراه ! ثم ان عبد الوهاب الشعراني لم يكتف بما رواه عن نفسه وانما رُوي عن غيره قصصا مشابها حيث حكي ان الشيخ محمد السروري بن ابي الحمائل تخلف سنه عن الحضور لمولد السيد البدوي فعاتبه البدوي قائلا : موضع يحضر فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم والانبياء عليهم السلام معه , واصحابهم الاولياء ( انظر اخي الي التدليس كيف تم وضع الاولياء مع الانبياء ورسول الله حتي يكون لهم مكانه دينيه بينهم ! ) فهكذا اذاع الشعراني بقصته هذه ان الرسول والصحابه والانبياء جميعا يحضرون الي مولد السيد البدوي !!! ومن بين الاهداف التي حددها المؤرخ الجبرتي في نشأه فكره المولد هو التجاره والمنافع ,كما قال الجبرتي بان بعض زوار المولد كان هدفهم الفسوق بل ان فقراء الاحمديه انفسهم استباحوا لانفسهم نهب المحال وسرقه الناس وأكل اموالهم بالباطل في موسم المولد الاحمدي , ودعواهم في ذلك ان الغربيه بلاد السيد البدوي , ونحن من فقراءه ,فكل ما نأخذه حلال لنا !!!!!! كما بدا للجماعات المنحله المنتفعه, بالحرج مما يحدث في المولد من دعاره وشرب خمور وفسق بشتي انواعه ومن هنا بدأت المشكله العويصه , وهي كيف يسكت السيد البدوي عن هذه الانحرافات ولا يؤدب الخارجين وهو صاحب الكرامات والعفو عن زائريه ولا يتصرف في دفع اصحاب المعاصي عن حضور مولده ؟؟ ولكنهم لم يعدموا التبرير لتلك المشكله فقالوا :- ان ما يحدث في مولد السيد البدوي خرج عن دائره التكليف لانه في مقام لا تكليف فيه , وهو البرزخ !!!ثانيا وانه من عنايه الله ان من حضر مولد السيد بمعصيه يتوب الله عليه ولو بعد حين !!!!ثالثا والغالب علي حال سيدي احمد البدوي بعد وفاته البسط , والمبسوط – كما جاء في (رساله القشيري) – قد يكون مبسوطا لا يُؤثر فيه شئ بحال من الاحوال (عبد الصمد : الجواهر ,ص69 ) وبناء علي هذه الفتوي فان كل ما يحدث في مولد السيد البدوي إن لم يكُن جائزا فإن السيد نفسه لم يتأثر به فضلا عن ان ذنبه مغفور ... والعاقل من عرف زمانه

مقطتفات من ثمرات الكتب