(٢٥) الموعظة الخامسة والعشرين:[أجود ما كان في رمضان]

[معاوية فهمي إبراهيم مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:ـــ
(٢٥) الموعظة الخامسة والعشرين:[أجود ما كان ــ صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ ــ في رمضان]
الحمدُ للهِ وحدهُ، والصّلاةُ والسّلام على من لا نبيَّ بعدهُ، سيّدنا و نبيِّنا و شفِيعنا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ ومن إهتدى بهديهِ وإقتدى بأثرهِ إلى يومِ الدين، وبعد:
فإنّ شهر رمضان هو شهر الجودِ والإنفاقِ في سبيل اللهِ، فيا أخي و أختي المسلم/ة:
١) أنفقوا في رمضان وتصدقوا، وكونوا أجود ما تكونوا في بقية الأوقات، ولا تبخلوا بالأموال، وأعطوا ذوي الحاجاتِ والفقراءِ والمساكينِ، واليتامى، بل كونوا كُرماء بكل خيرٍ، وتخلّقوا بخُلق رسول الله ــ صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ ــ ، فقد قال ابن عباس رضيَّ الله عنهُ:(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ــ صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ ــ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ ــ صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ ــ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ) رواهُ الشيخان.


٢) إ إحرِصوا على إدامة الصيام (القيام بالصيام الواجب، وتنفّلوا بالصيام) ، وأنفقوا من أموالِكم في سبيل الله، ومن ذلك الإنفاق: إطعام الطعام، فاعملوا لكم سفرة طعامٍ للفقراء والمحتاجين، أو أرسلوا الطعام إلى بيوتِ المحتاجين والمساكين، سواء كان طعاماً جاهزاً أو مواد غذائية ( أرز , سكر , حليب , زيت قمح , ذرة , خبز,أطعمة جاهزة , وما شابه ذلك) ، وإجتهدوا في رمضان في هذا المشروع: إطعام الطعام، وإعطاء الأسر المحتاجة، والبحث عنها بدقة لإغنائهم في رمضان عن السوأل بِإعطائهم ما تيسّر، فهناك الأسر التي تستحي أن تسأل "أُسر مُتعفِّفة" .
وإعلموا يا رحمكم الله أنَّ لإطعام الطعام فضلاً عظيماً، فقد قال ــ صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ ــ: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ) رواهُ الترمذي حديث(حسن) .
كُونوا مِن أَصحاب الكلامِ الطيَّبْ مع الأخرين، اطعموا الطعام، أدِيموا الصيام، تهجّدوا بالليل؛ لتحصلوا على هذا الوعد الذي ذُكِرَ في الحديث.
٣) تصدّقوا في رمضان وغيره من أجود ما تَملِكون ومما تحبون؛ لتنالوا البر، كما قال الله عزَّ و جلَّ في كتابهِ العزيز: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: ٩٢] ، فتصدّقوا من الطَّيب والحلال مما تحبون، وقد قال ــ صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ ــ :(مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ) رواهُ البخاري، وإعلم أنَّ اللهَ يُضاعف للمُنفِق مضاعفات كثيرة، كما قال الله عزَّ و جلَّ في كتابهِ العزيز: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:٢٦١] .


٤) قوموا بتفطيرِ الصائمين؛ لتحصلوا على أجرٍ عظيمٍ كأجورهم لا ينقصُ عنهُ شيئاً كما قال ــ صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ ــ:(مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا) رواهُ أحمد والترمذي وإبن ماجه حديث (صحيح) .

وإعملوا برنامجاً لتفطير الصائم (مشروع تفطير صائم) ، إمّا في المسجد أو في المكانِ المُعدّ لذلك، أو شارك بمبلغٍ من المال في مشروع تفطيرِ الصائم، وليكن هذا المشروع بتناول من يحضر من الصائمين ليأكلوا ويفطروا، ومن هو محتاج هو وأسرته فيُرسل لهم طعامٌ جاهز يفطرونَ بِهِ، لتستفيد الأسرة كاملةً.


٥ ) إجتهدوا بِأن تُقدّموا مع تفطير الصائمين دعوتهم إلى الله عزَّ وجلَّ، وتعليمهم ما يحتاجون أن يتعلّموه من أمور دِينهم و دُنياهم، وإهتمّوا بتعليمهم التوحيد (العقيدة الصحيحة) والطهارة والوضوء والصلاة والأدعية الواردة والأذكار المشروعة بأُسلوبٍ لطيف و بالحكمة والموعظة الحسنة ، وكما قال ــ صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ ــ لعمر إبنِ أبي سَلَمَة:(يَا غُلَامُ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ) رواهُ الشيخان.
وإستعينوا بالله ثم بمن يُعينكم على هذا العمل الدعوي و حافِظوا علي أنّْ يكون خالصاً لوجهِ الله وإعلموا أنَّ المحتاجين ليس في شهر رمضان فقط لأنَّ عطاء الله دائم و مستمرٌ علينا و عليكم، والله الموفق.
إعداد و تحضير الفقير إلى رحمةِ الله ،
أخيكم في الله: معاوية فهمي.
§§§§§§§§§§§§§§

[ابو براء الانصارى]

بارك الله فيكم واجزل لكم العطاء وجعلنا واياكم من الفائزين فى شهر رمضان الكريم