لقد كثرت الكذابة الذين ينسبون الأحاديث الموضوعة و المزورة لرسول الله الأكرم محمد (ص) رغم انه لم يقلها ولم ينطق بها ابداً والغرض من فعلهم هذا هو لتمرير مصالحهم ومطامعهم الشخصية باسم الدين لإضفاء الصبغة الشرعية عليها ، فعلم النبي الأكرم محمد (ص) بنوايا مثل هؤلاء الناس فصعد على المنبر خطيباً أمام الجميع وقال : (قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ الْكَذَّابَةُ ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) - 1 - لذلك أصبح والحال هذه لا يؤمن على أحد الخطأ في النقل والتغيير والتبديل والتزوير ، في الروايات والسير والأحاديث .
ومن الأحاديث المكذوبة (المزورة) على النبي الاكرم محمد (ص) هو حديث قتله لإبليس ولكني لا أعني بهِ هو حديث قتلهُ (ص) لإبليس الأصلي الأول ، بل هو الحديث الذي قاموا بتحرفهِ حتى ينطبقُ على مهديهم . والحديث الاصلي هو : (عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى : (إِلىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) -2- . قَــــالَ: يَوْمُ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ، يَوْم يَذْبَحُهُ رَسُولُ اللَّهِ (ص) عَلَى الصَّخْرَةِ الَّتِي فِي بَيْتِ الْمَقْدِس ). -3-
بــل أعني بحديث قتل النبي الأكرم (ص) هو الحديث المسروق المزور المقلوب ، الذي حرفهُ القوم (الامامية الاثنى عشرية أحد فرق الشيعة) وقلبوه لينسبوا الفضائل إلى مهديهم ؛ "فعمدوا إلى لفظ الحديث وحرفوه ، وقلبوا وسرقوا لفظ الحديث ونسبوه إلى مهديهم" ، على النحو التالي :
(وعن الصادق (ع) في الآية الكريمة ، قال : (يَومِ الوَقتِ المَعلُومِ). يَوْم يَذْبَحُهُ وَصِيُّ رَسُولِ اللهِ (ص) عَلَى الصَّخْرَةِ الَّتِي فِي بَيْتِ الْمَقْدِس ). -4-
***********************
الهوامش :
1 - الكافي ، الكليني ، ج 1 ، ص 62 .
2- سورة الحجر ، الآية رقم (36) (37) (38) .
3- تفسير القمي ، القمي ، ج 2 ، ص 245 *** تفسير كنز الدقائق ، المشهدي ، ج 11 ، ص 268 *** بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 11 ص 154 [و] ج 60 ، ص 244 *** معجم أحاديث المهدي ، الكوراني ، ج 5 ، ص 199 *** مستدرك سفينة البحار ، النمازي ، ج 1 ، ص 413 *** تفسير البرهان ، البحراني ، ج 3 ، ص 365 *** تفسير نور الثقلين ، العروسي ، ج 4 ، ص 472 .
4- الحكومة العالمية للإمام المهدي في القرآن والسنة ، الشيخ محمود شريعت زاده الخرساني ، ص 67 .