أنصار السنة  
جديد المواضيع



للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 محاسب قانوني   Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > القسم العام > حوارات عامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2011-02-20, 11:26 PM
حامـ المسك ـل حامـ المسك ـل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-04
المكان: السعوديه حرسها الله
المشاركات: 1,619
افتراضي « التعامــل مع « الفتـــن ولزوم الجماعــة » في الكتاب والسنـــه »

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركــــــــاته
دلت نصوص الشريعة من الكتاب والسنة على قدوم الفتن والفتانين
مر من ذلك ما مر وبقي ما بقي إلى ما شاء الله عز وجل .
الناس في الفتن أشكال وألوان .
قوم يعتزلونها يعتزلونها متعوذين بالله منها .
وآخرون يلجون فيها بل يروجون لهـــا .
وآخرون وسط بين الفريقيـــــــن .
طبقا لما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فإن شرعيتنا الغراء اعتنت بهذا الجانب عناية فائقة و بينت كيفية التعامل معها والتعاطي مع المتغيرات والأزمات.
تمر بلاد المسلمين هذه الأيام بأزمات فتنة بل عواصف فتن نسأل الله العافية .

الأمر الذي يتطلب من العلماء وطلاب العلم بيان منهج السلف رحمهم الله من

الكتاب والسنة في ذلك .

لذا يسرني أن أقف معكم على بعض ما تم جمعه وإعداده سائلا المولى عز وجل

أن يقينا وإياكم شر الفتن ما ظهر منا وما بطن .

سنتناول الموضوع في ثلاث نقاط هي:

* تحذير الشرع من الفتـن والولوج فيها .

* السلف واعتزالهم للفتنـــــــة.

* الصبر على جور الولاة و لزوم الجماعة .


النقطة الأولى تحذير الشــــرع من الفتن والولوج فيها .

من نعم الله على أهل الإسلام أن مدرسة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم لم تدع من شؤون الحياة ما يمكن أن تكون الحاجة إليه إلا بينته بيانا يأخذ بأيدي مرتاديها إلى شاطئ النجاة .

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجالس أصحابه ويدارسهم القرآن والحديث معلما ومربيا فنهل الصحابة رضوان الله عليهم من علمه صلوات ربي وسلامه عليه وأخذوا منه

سلاحهم للتعامل مع متغيرات الزمن والظروف , فكان عليه الصلاة والسلام يوصيهم بما ينفعهم ويحذرهم مما يضرهم ومن ذلك أمر الفتن والتعامل معها .

وقد اعتنى الصحابة ومن بعدهم بهذا الجانب عناية فائقة فأورثونا ما سيأتي.

قال الخطابي رحمه الله :
(العزلة عند الفتنة سنة الأنبياء وسيرة الحكماء فلا أعلم لمن عابها عذرا ولا سلم من تجنبها فخرا).
بوب البخاري رحمه الله باب قوله تعالى :
{وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}
ثم ساق رحمه الله الأحاديث :

* حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر ، يفر بدينه من الفتن) صحيح البخاري:1/11.
قال بن بطال رحمه الله في شرح صحيح البخاري : هذا الحديث يدل على إباحة الانفراد والاعتزال عند ظهور الفتن ، طلبا لإحراز السلامة فى الدين ، خشية أن تحل عقوبة فتعم الكل ، وهذا كله من كمال الدين ، وقد جاء فى الحديث : تمت أنه إذا فشا المنكر ، وكان بالناس قوة على تغييره ، فلم يغيروه امتحنهم الله بعقوبة ، وبعث الصالحين على نياتهم ، وكان نقمة للفاسقين ، وتكفيرا للمؤمنين - . وقد اعتزل سلمة بن الأكوع عند قتل عثمان ، وقال له الحجاج : أرتددت على عقبيك ، تعربت ؟ قال : لا ، ولكن رسول الله أذن لى فى البدو . وقال أبو الزناد : خص الغنم من بين سائر الأشياء حضا على التواضع وتنبيها على إيثار الخمول وترك الاستعلاء والظهور ، وقد رعاها الأنبياء والصالحون ، وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : تمت ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم. وأخبر أن السكينة فى أهل الغنم . شرح صحيح البخاري لابن بطال :1/71.

* حدثنا الحسن بن عبد العزيز ، حدثنا عبد الله بن يحيى ، حدثنا حيوة عن بكر بن عمرو عن بكير عن نافع ، عن ابن عمر ، رضي الله عنهما أن رجلا جاءه فقال يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه
{وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا} إلى آخر الآية فما يمنعك أن لا تقاتل كما ذكر الله في كتابه فقال يا ابن أخي أغتر بهذه الآية ، ولا أقاتل أحب إلي من أن أغتر بهذه الآية التي يقول الله تعالى : {ومن يقتل مؤمنا متعمدا}.صحيح البخاري:6/78.
* حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا زهير ، حدثنا بيان أن وبرة حدثه ، قال : حدثني سعيد بن جبير قال:( خرج علينا ، أو إلينا ابن عمر فقال رجل
كيف ترى في قتال الفتنة فقال وهل تدري ما الفتنة كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين ، وكان الدخول عليهم فتنة وليس كقتالكم على الملك). المصدر السابق.
قال بن حجر رحمه الله في الفتح : وجواب بن عمر وقوله هنا وليس كقتالكم على الملك أي في طلب الملك يشير إلى ما وقع بين مروان ثم عبد الملك ابنه وبين بن الزبير وما أشبه ذلك وكان رأي بن عمر ترك القتال في الفتنة ولو ظهر أن إحدى الطائفتين محقة والأخرى مبطلة وقيل الفتنة مختصة بما إذا وقع القتال بسبب التغالب في طلب الملك وأما إذا علمت الباغية فلا تسمى فتنة وتجب مقاتلتها حتى ترجع إلى الطاعة وهذا قول الجمهور. فتح الباري شرح صحيح البخاري:13/47.

كما بوب رحمه
الله (باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم)
ثم ساق رحمه الله :

* حدثنا محمد بن عبيد الله ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة قال إبراهيم وحدثني صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن وجد فيها ملجأ ، أو معاذا فليعذ به).صحيح البخاري : 9/64.
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : فمعناه بيان عظيم خطرها . والحث على تجنبها والهرب منها ، ومن التشبث في شيء ، وأن شرها وفتنتها يكون على حسب التعلق بها . شرح النووي:9/263.

* حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال : (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن وجد ملجأ ، أو معاذا فليعذ به). المصدر السابق .
قال بن بطال رحمه الله في الشرح : قال الطبرى : إن قال قائل : ما معنى هذا الحديث ، وهل المراد به كل فتنة بين المسلمين أو بعض الفتن دون البعض ؟ فإن قلت : المعنى به كل فتنة ، فما أنت قائل فى الفتن التى مضت ، وقد علمت أنه نهض فيها من خيار المسلمين خلق كثير ، وإن قلت المعنى به البعض ، فأيتها المعنية به ، وما الدليل على ذلك ؟ قيل : قد اختلف السلف فى ذلك ، فقال بعضهم : المراد به جميع الفتن وغير جائز للمسلم النهوض فى شىء منها ، قالوا : وعليه أن يستسلم للقتل إن أريدت نفسه ولا يدفع عنها ، والفتنة : الاختلاف الذى يكون بين أهل الإسلام ولا إمام لهم مجتمع على الرضا بإمامته لما يستنكر من سيرته فى رعيته ، فافترقت رعيته عليه حتى صار افتراقهم إلى القتال بأن رضيت منهم فرقة إماما غيره ، وأقامت فرقة على الرضا به ، قالوا : وإذا كان كل واحد من هذين المعنيين ، فهى التى أمر النبى ( صلى الله عليه وسلم ) بكسر السيوف فيها ولزوم البيوت وهى التى قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( القاعد فيها خير من القائم ) وممن قعد فى الفتنة حذيفة ، ومحمد بن سلمة ، وأبو ذر ، وعمران بن حصين ، وأبو موسى الأشعرى ، وأسامة بن زيد ، وأهبان بن صيفى ، وسعد بن أبى وقاص ، وابن عمر ، وأبو بكرة ، ومن التابعين شريح والنخعي ،

وحجتهم من طريق النظر أن كل فريق من المقتتلين فى الفتنة فإنه يقاتل على تأويل ، وإن كان فى الحقيقة خطأ فهو عند نفسه فيه محق وغير جائز لأحد قتله ، وسبيله سبيل حاكم من المسلمين يقضى بقضاء مما اختلف فيه العلماء على ما يراه صوابا ، فغير جائز لغيره من الحكام نقضه إذا لم يخالف بقضائه ذلك كتابا ولا سنة ولا جماعة ، فكذلك المقتتلون فى الفتنة كل حزب منهم عند نفسه محق دون غيره بما يدعون من التأويل ، وغير جائز لأحد قتالهم ، وإن هم قصدوا لقتله فغير جائز دفعهم بضرب أو جرح ، لأن ذلك إنما يستحقه من قاتل وهو متعمد الإثم فى قتاله ، والواجب على الناس إذا اقتتل حزبان من المسلمين بهذه الصفة ترك معاونة أحدهما على الآخر وعليهم لزوم البيوت ، كما أمر النبى ( صلى الله عليه وسلم ) أبا ذر ومحمد بن سلمة وعبد الله بن عمر ، وما عمل به من تقدم ذكرهم من الصحابة . شرح صحيح البخاري لابن بطال :10/20-21.

وبوب رحمه الله :
(باب الفتنة التي تموج كموج البحر)
ساق فيه رحمه الله عن ابن عيينة تشبيههم بهذه الأبيات لامرئ القيس

الحرب أول ما تكون فتيـــة ** تسعى بزينتها لكل جهــول

حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ** ولت عجوزا غير ذات حليـل

شمطاء ينكر لونـها وتغــيرت ** مكروهة للشـم والتقبيــل

ثم ساق رحمه الله :

* حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش ، حدثنا شقيق سمعت حذيفة يقول بينا نحن جلوس عند عمر قال :(أيكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة قال فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي ، عن المنكر قال ليس عن هذا أسألك
ولكن التي تموج كموج البحر قال ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال عمر أيكسر الباب أم يفتح قال بل يكسر قال عمر إذا لا يغلق أبدا قلت أجل قلنا لحذيفة أكان عمر يعلم الباب قال نعم كما أعلم أن دون غد ليلة ، وذلك أني حدثته حديثا ليس بالأغاليط فهبنا أن نسأله من الباب فأمرنا مسروقا فسأله فقال من الباب قال عمر ) المصدر السابق .
قال بن حجر رحمه الله في الفتح : وقول عمر إذا كسر لم يغلق أخذه من جهة أن الكسر لا يكون إلا غلبة والغلبة لا تقع إلا في الفتنة وعلم من الخبر النبوي أن بأس الأمة بينهم واقع وأن الهرج لا يزال إلى يوم القيامة كما وقع في حديث شداد رفعه إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة قلت أخرجه الطبري وصححه بن حبان وأخرج الخطيب في الرواة عن مالك أن عمر دخل على أم كلثوم بنت علي فوجدها تبكي فقال ما يبكيك قالت هذا اليهودي لكعب الأحبار يقول إنك باب من أبواب جهنم فقال عمر ما شاء الله ثم خرج فأرسل إلى كعب فجاءه فقال يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة فقال ما هذا مرة في الجنة ومرة في النار فقال إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقتحموا فيها فإذا مت اقتحموا . فتح الباري لابن حجر: 13/50.

* حدثني بشر بن خالد ، أخبرنا محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن سليمان سمعت أبا وائل قال قيل لأسامة ألا تكلم هذا قال قد كلمته ما دون أن أفتح بابا أكون أول من يفتحه وما أنا بالذي أقول لرجل بعد أن يكون أميرا على رجلين أنت خير بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يجاء برجل فيطرح في النار فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون أي فلان ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى ، عن المنكر فيقول إني كنت آمر بالمعروف ، ولا أفعله وأنهى ، عن المنكر وأفعله) . المصدر السابق: ص: 69.

بوب الإمام مسلم رحمه الله
( باب نزول الفتن كمواقع القطر)
ثم ساق رحمه الله :

* حدثنى إسحاق بن منصور أخبرنا أبو داود الطيالسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال النبى صلى الله عليه وسلم
« تكون فتنة النائم فيها خير من اليقظان واليقظان فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الساعى فمن وجد ملجأ أو معاذا فليستعذ » صحيح مسلم : 8/169.
* حدثنى عمرو الناقد والحسن الحلوانى وعبد بن حميد قال عبد أخبرنى وقال الآخران حدثنا يعقوب حدثنا أبى عن صالح عن ابن شهاب حدثنى ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
« ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشى والماشى فيها خير من الساعى من تشرف لها تستشرفه ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به ». المصدر السابق .
* حدثنى أبو كامل الجحدرى فضيل بن حسين حدثنا حماد بن زيد حدثنا عثمان الشحام قال انطلقت أنا وفرقد السبخى إلى مسلم بن أبى بكرة وهو فى أرضه فدخلنا عليه فقلنا هل سمعت أباك يحدث فى الفتن حديثا قال نعم سمعت أبا بكرة يحدث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
« إنها ستكون فتن ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشى فيها والماشى فيها خير من الساعى إليها ألا فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبل فليلحق بإبله ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه ». قال فقال رجل يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض قال « يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع النجاء اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت ». قال فقال رجل يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بى إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين فضربنى رجل بسيفه أو يجىء سهم فيقتلنى قال « يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار ».المصدر السابق.
* حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال زهير حدثنا جرير عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس فى ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه فأتيتهم فجلست إليه فقال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سفر فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتضل ومنا من هو فى جشره إذ نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال « إنه لم يكن نبى قبلى إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم
وإن أمتكم هذه جعل عافيتها فى أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجىء فتنة فيرقق بعضها بعضا وتجىء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتى. ثم تنكشف وتجىء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه. فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذى يحب أن يؤتى إليه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ». فدنوت منه فقلت له أنشدك الله آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه وقال سمعته أذناى ووعاه قلبى. فقلت له هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله يقول {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} قال فسكت ساعة ثم قال أطعه فى طاعة الله واعصه فى معصية الله). صحيح مسلم :6/18.
بوب أبو داود رحمه الله
(باب في النهى عن السعي في الفتنة) و (باب في كف اللسان)
ثم ساق رحمه الله :

* حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني ابن وهب حدثني الليث عن يحيى بن سعيد قال قال خالد بن أبى عمران عن عبد الرحمن بن البيلمانى عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
« ستكون فتنة صماء بكماء عمياء من أشرف لها استشرفت له وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف » راه في السنن : 4/165.
* حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن زياد بن علاقة عن عرفجة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
« ستكون فى أمتى هنات وهنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر المسلمين وهم جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان ». المصدر السابق:4/386.
* أخبرنا إبراهيم بن المستمر قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا معتمر عن أبيه عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
(يجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول يا رب هذا قتلني فيقول الله له لم قتلته فيقول قتلته لتكون العزة لك فيقول فإنها لي ويجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول إن هذا قتلني فيقول الله له لم قتلته فيقول لتكون العزة لفلان فيقول إنها ليست لفلان فيبوء بإثمه).المصدر السابق:7/84.
* حدثنا محمد بن يحيى بن فارس حدثنا عفان بن مسلم حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم الأحول عن أبى كبشة قال سمعت أبا موسى يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
« إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسى كافرا ويمسى مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ». قالوا فما تأمرنا قال « كونوا أحلاس بيوتكم ». سنن أبي دود : 4/164.
* حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبى حدثنا سليمان عن حميد عن نصر بن عاصم الليثى قال أتينا اليشكري في رهط من بني ليث فقال من القوم فقلنا بنو ليث أتيناك نسألك عن حديث حذيفة فذكر الحديث قال قلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر قال
« فتنة وشر ». قال قلت يا رسول الله هل بعد هذا الشر خير قال « يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ». ثلاث مرار.
قال قلت يا رسول الله هل بعد هذا الشر خير قال « هدنة على دخن وجماعة على أقذاء فيها أو فيهم ». قلت يا رسول الله الهدنة على الدخن ما هي قال
« لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه ».
قال قلت يا رسول الله أبعد هذا الخير شر قال
« فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم » المصدر السابق :4/155.
روى الإمام أحمد رحمه الله في المسند قال:

* حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا هشام بن حسان عن حميد بن هلال عن أبي دهماء العدوى عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
:( من سمع بالدجال فلينأ منه ثلاثا يقولها فان الرجل يأتيه يتبعه وهو يحسب أنه صادق بما يبعث به من الشبهات ). مسند الإمام أحمد رحمه الله :4/441.
* حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن أبي عمرو القسملي ، عن ابنة أهبان ، أن علي بن أبي طالب أتى أهبان ، فقال : (ما يمنعك من اتباعي ، فقال : أوصاني خليلي وابن عمك ، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :
ستكون فتن وفرقة ، فإذا كان ذلك فاكسر سيفك ، واتخذ سيفا من خشب ، فقد وقعت الفتنة والفرقة ، وكسرت سيفي ، واتخذت سيفا من خشب ، وأمر أهله حين ثقل أن يكفنوه ، ولا يلبسوه قميصا ، قال : فألبسناه قميصا ، فأصبحنا والقميص على المشجب) . المصدر السابق:5/69.

النقطة الثانية السلف الصالح واعتــزالهم للفتنــــة.

لم يكتف السلف الصالح رضوان الله عليهم بالتلقي فسحب , بل طبقوا وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل بحسب حاله وهاهنا ذكر بعض النماذج منهم رحمهم الله .

عبد الله بن عمر رضي الله عنـــــــه.

روى البخاري رحمه الله في صحيحه قال : حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر . قال وأخبرني ابن طاووس عن عكرمة ابن خالد عن ابن عمر قال: دخلت على حفصة ونسوا تها تنظف قلت قد كان من أمر الناس ما ترين فلم يجعل لي من الأمر شيء . فقالت الحق فإنهم ينتظرونك وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة . فلم تدعه حتى ذهب فلما تفرق الناس
خطب معاوية قال من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر فليطلع لنا قرنه فلنحن أحق به منه ومن أبيه . قال حبيب بن مسلمة فهلا أجبته ؟ قال عبد الله (فحللت حبو تي وهممت أن أقول أحق بهذا الأمر منك من قاتلك وأباك على الإسلام فخشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك الدم ويحمل عني غير ذلك فذكرت ما أعد الله في الجنان . قال حبيب حفظت وعصمت). صحيح البخاري: :13/12.
قال العيني رحمه الله في عمدة القاري : قوله ويحمل عني غير ذلك أي على غير ما أردت قوله فذكرت ما أعد الله في الجنان يعني لمن صبر واختار الآخرة على الدنيا قال حبيب هو ابن مسلمة المذكور قوله حفظت وعصمت كلاهما على صيغة المجهول واستصوب حبيب رأيه على أنه كان من أصحاب معاوية. عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني:25/443.

سعد بن أبي وقاص رضي الله عنــــه .

روى أحمد رحمه الله في المسند قال: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الملك بن عمرو ثنا كثير بن زيد الأسلمي عن المطلب عن عمر بن سعد عن أبيه أنه قال : جاءه ابنه عامر فقال :(
أي بني أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسا لا والله حتى أعطى سيفا إن ضربت به مؤمنا نبا عنه وان ضربت به كافرا قتله سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله عز و جل يحب الغنى الخفي التقي ) مسند الإمام أحمد : 1/177.
قلت :
انظر تعليقه على المستحيل رحمه الله كأنه يقول لا أدخل فيها إلا أن تعطوني سيفا عاقلا يفرق بين المسلم والكافر .
وروى مسلم في صحيحه قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعباس بن عبد العظيم واللفظ لإسحاق قال عباس حدثنا وقال إسحاق أخبرنا أبو بكر الحنفي حدثنا بكير بن مسمار حدثني عامر بن سعد قال كان سعد بن أبى وقاص في إبله فجاءه ابنه عمر فلما رآه سعد قال أعوذ بالله من شر هذا الراكب فنزل فقال له : أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم فضرب سعد في صدره فقال اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
« إن الله يحب العبد التقي الغنى الخفي ». صحيح مسلم :8/214.
عمران بن حصين رضي الله عنه.

روى الطبراني رحمه الله قال :(حدثنا بشر بن موسى، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، قال: لما هاجت الفتنة، قال عمران بن الحصين لحجير بن الربيع العدوي: إذهب إلى قومك فانههم عن الفتنة، فقال: إني لمغمور فيهم وما أطاع، قال: فأبلغهم عني وانههم عنها، قال: وسمعت عمران يقسم بالله:
لأن أكون عبدا حبشيا أسود في أعين حصيات في رأس جبل أرعاهن حتى يدركني أجلي، أحب إلي من أن أرمي في أحد الصفين بسهم أخطأت أم أصبت). المعجم الكبير للطبراني:12/486.
سلمة بن الأكوع رضي الله عنــــه .

روى البخاري رحمه الله قال: (حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا حاتم ، عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج فقال يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك تعربت
قال : لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي في البدو وعن يزيد بن أبي عبيد قال : لما قتل عثمان بن عفان خرج سلمة بن الأكوع إلى الربذة وتزوج هناك امرأة وولدت له أولادا فلم يزل بها حتى قبل أن يموت بليال فنزل المدينة).صحيح البخاري:9/66.
محمد بن طلحة رضي الله عنـه.

روى الحاكم في المستدرك قال :(حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي عن أبيه كان هو و محمد بن طلحة مع علي بن أبي طالب رضي الله عنهما و نهى علي عن قتله و قال : من رأى صاحب البرنس الأسود فلا يقتله يعني محمدا فقال محمد لعائشة رضي الله عنها يومئذ : يا أماه ما تأمريني
قالت : أرى أن تكون كخير ابني آدم أن تكف يدك فكف يده فقتله رجل من بني أسد بن خزيمة يقال له طلحة بن مدلج من بني منقذ بن طريف).مستدرك الحاكم :3/423.
عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنه.

روى البغوي في معجم الصحابة قال:( حدثنا داود بن عمرو قال : نا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال : قال عبد الله بن عمرو :
مالي ولصفين ومالي ولقتال المسلمين لوددت أني مت قبله بعشرين سنة أما والله أني على ذلك ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم وما كان رجل أجهد مني من رجل لم يفعل شيئا من ذلك وذكر أنه كانت الراية بيده). معجم الصحابة للبغوي :3/264.
بن مسلم بن يسار رحمه الله .

أورد بن منظور في تاريخ دمشق قال : حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب قال: قيل لابن الأشعث: (إن سرك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة فأخرج مسلم بن يسار معك. قال: فأخرجه مكرها: قال: حدث حماد بن زيد قال: ذكر أيوب القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث فقال: لا أعلم أحداً منهم قتل إلا قد رغب له عن مصرعه، ولا أحد منهم نجا إلا قد ندم على ما كان منه. قال: فصحب أبو قلابة مسلم بن يسار قال
: فقال: يا أبا قلابة إني أحمد الله إليك إني لم أطعن فيها برمح، ولم أضرب فيها بسيف ولم أرم فيهم بسهم. فقال له: يا أبا عبد الله كيف بمن رآك واقفاً فقال هذا أبو عبد الله والله ما وقف هذا الموقف إلا وهو على الحق، فتقدم فقاتل حتى قتل؟ قال: فبكى حتى تمنيت أني لم أقل شيئاً).تاريخ دمشق : 7/286.
مطرّف بن عبد الله رحمه الله .

روى بن سعد في الطبقات قال : ( أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال : حدثنا أبي قال : سمعت حميد بن هلال قال : أتى مطرّف بن عبد الله زمان ابن الأشعث ناس يدعونه إلى قتال الحجاج ، فلما أكثروا عليه قال : أرأيتم هذا الذي تدعوني إليه ، هل يزيد على أن يكون جهادا في سبيل الله ؟ قالوا : لا
قال : فإني لا أخاطر بين هلكة أقع فيها ، وبين فضل أصيبه) الطبقات لابن سعد :7/143.
وروى أيضا قال : (حدثنا وهب بن جرير قال : حدثنا أبي قال : سمعت حميد بن هلال قال : أتى مطرّف بن عبد الله الحرورية يدعونه إلى رأيهم قال :
فقال : يا هؤلاء ، إنه لو كانت لي نفسان تابعتكم بإحداهما ، وأمسكتالأخرى ، فإن كان الذي تقولون هدى أتبعتها بالأخرى ، وإن كانت ضلالة هلكت نفس وبقيت لي نفس ، ولكنها نفس واحدة ، وأنا أكره أن أغرر بها). المصدر السابق.
وروى أيضا قال : (أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا عبد الملك بن شداد قال : حدثنا ثابت البناني أن مطرّف بن عبد الله قال :
لبثت في فتنة ابن الزبير تسعا أو سبعا ما أخبرت فيها بخبر ، ولا استخبرت فيها عن خبر) المصدر السابق:7/142.
وروى أيضا قال: (أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا أبو عقيل بشير بن عقبة قال : قلت ليزيد بن عبد الله بن الشخير أبي العلاء : ما كان مطرّف يصنع إذا هاج في الناس هيج ؟ قال :
كان يلزم قعر بيته ، ولا يقرب لهم جمعة ، ولا جماعة حتى تنجلي لهم عما انجلت). المصدر السابق.

النقطة الثالثة الصبر على جور الولاة و لزوم الجماعـــــــة .

لا يختلف اثنان على أن مذهب أهل السنة والجماعة هو لزوم جماعة المسلمين والسمع والطاعة لولاة أمورهم وإن تخلل ذلك شوائب اختلاف و داخله ظلم الولادة وجورهم

لما في ذلك من الحفاظ على لحمة المسلمين وقوة شوكتهم و توحيد صفهم , وفيما يلي بينان ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة الصريحة .

أدلتـه من كتاب الله عز وجـــــــــــل.

قال تعالى :
{يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}
قال القرطبي رحمه الله : (فيه ثلاث مسائل: الأولى لما تقدم إلى الولاة في الآية المتقدمة وبدأ بهم فأمرهم بأداء الأمانات وأن يحكموا بين الناس بالعدل، تقدم في هذه الآية إلى الرعية فأمر بطاعته عز وجل أولا، وهي امتثال أو أمره واجتناب نواهيه، ثم بطاعة رسوله ثانيا فيما أمر به ونهى عنه، ثم بطاعة الأمراء ثالثا، على قول الجمهور وأبي هريرة وابن عباس وغيرهم. قال سهل بن عبد الله التستري: أطيعوا السلطان في سبعة: ضرب الدراهم والدنانير، والمكاييل والأوزان، والأحكام والحج والجمعة والعيدين والجهاد. قال سهل: وإذا نهى السلطان العالم أن يفتي فليس له أن يفتي، فإن أفتى فهو عاص وإن كان أميرا جائرا. وقال ابن خويز منداد: وأما طاعة السلطان فتجب فيما كان لله فيه طاعة، ولا تجب فيما كان لله فيه معصية). تفسير القرطبي : 5/258.

وروى الإمام الطبري رحمه الله عن السدي قال:( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عليها خالد بن الوليد , وفيها عمار بن ياسر , فساروا قبل القوم الذين يريدون , فلما بلغوا قريبا منهم عرسوا , وأتاهم ذو العيينتين , فأخبرهم فأصبحوا وقد هربوا غير رجل أمر أهله , فجمعوا متاعهم . ثم أقبل يمشي في ظلمة الليل , حتى أتى عسكر خالد , فسأل عن عمار بن ياسر فأتاه , فقال : يا أبا اليقظان , إني قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله , وإن قومي لما سمعوا بكم هربوا , وإني بقيت فهل إسلامي نافعي غدا وإلا هربت ؟ قال عمار : بل هو ينفعك فأقم . فأقام , فلما أصبحوا أغار خالد , فلم يجد أحدا غير الرجل , فأخذه وأخذ ماله , فبلغ عمارا الخبر , فأتى خالدا فقال : خل عن الرجل فإنه قد أسلم , وهو في أمان مني . فقال خالد : وفيم أنت تجير ؟ فاستبا وارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فأجاز أمان عمار ونهاه أن يجير الثانية على أمير . فاستبا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال خالد : يا رسول الله أتترك هذا العبد الأجدع يسبني ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا خالد لا تسب عمارا , فإنه من سب عمارا سبه الله , ومن أبغض عمارا أبغضه الله , ومن لعن عمارا لعنه الله . فغضب عمار , فقام فتبعه خالد حتى أخذ بثوبه فاعتذر إليه , فرضي عنه , فأنزل الله تعالى قوله : {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}. تفسير الطبري:7/178.

وقال تعالى :
{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون}
قال السعدي رحمه الله في تفسيره : (وتفاصيل التقوى المتعلقة بالقلب والجوارح كثيرة جدا، يجمعها فعل ما أمر الله به وترك كل ما نهى الله عنه، ثم أمرهم تعالى بما يعينهم على التقوى وهو الاجتماع والاعتصام بدين الله، وكون دعوى المؤمنين واحدة مؤتلفين غير مختلفين، فإن في اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم وبالاجتماع يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون على البر والتقوى، كما أن بالافتراق والتعادي يختل نظامهم وتنقطع روابطهم ويصير كل واحد يعمل ويسعى في شهوة نفسه، ولو أدى إلى الضرر العام، ثم ذكرهم تعالى نعمته وأمرهم بذكرها فقال: { واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء } يقتل بعضكم بعضا، ويأخذ بعضكم مال بعض، حتى إن القبيلة يعادي بعضهم بعضا، وأهل البلد الواحد يقع بينهم التعادي والاقتتال، وكانوا في شر عظيم، وهذه حالة العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعثه الله وآمنوا به واجتمعوا على الإسلام وتآلفت قلوبهم على الإيمان كانوا كالشخص الواحد، من تآلف قلوبهم وموالاة بعضهم لبعض). تفسير السعدي:1/141.

وقال تعالى
: { وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}
قال الشنقيطي رحمه الله في الأضواء : (نهى الله جل وعلا المؤمنين في هذه الآية الكريمة عن التنازع ، مبينا أنه سبب الفشل ، وذهاب القوة ، ونهى عن الفرقة أيضا في مواضع أخر ، كقوله : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ، ونحوها من الآيات ، وقوله في هذه الآية : وتذهب ريحكم ,أي : قوتكم ) أضواء البيان :2/102.

وقال تعالى :
{ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين}
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره:( والامر بالإصلاح مخاطب به جميع الناس من ذكر وأنثى، حر أو عبد فلم يرد الله تعالى بسابق قضائه ونافذ حكمه أن يقع إصلاح، ولكن جرت مطاعنات وجراحات حتى كاد يفني الفريقان، فعمد بعضهم إلى الجمل فعرقبه، فلما سقط الجمل لجنبه أدرك محمد بن أبي بكر عائشة رضى الله تعالى عنها، فاحتملها إلى البصرة، وخرجت في ثلاثين امرأة، قرنهن علي بها حتى أوصلوها إلى المدينة برة تقية مجتهدة، مصيبة مثابة فيما تأولت، مأجورة فيما فعلت، إذ كل مجتهد في الأحكام مصيب). تفسير القرطبي : 14/181.

وقال بن كثير رحمه الله : (
فعلنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان الإسلام قليلا وكان الرجل يفتن في دينه: إما قتلوه أو عذبوه حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة، قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال: أما عثمان فكان الله عفا عنه، وأما أنتم فكرهتم أن تعفوا عنه، وأما علي فابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه، وأشار بيده فقال: هذا بيته حيث ترون) . تفسير بن كثير: 1/526.
وقال تعالى
:{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم}
وقال تعالى
: { إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون}
قال السعدي رحمه الله في تفسيره : (هذا متضمن لنهي المؤمنين عن أن يبغي بعضهم على بعض، ويقاتل بعضهم بعضا، وأنه إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين، فإن على غيرهم من المؤمنين أن يتلافوا هذا الشر الكبير، بالإصلاح بينهم، والتوسط بذلك على أكمل وجه يقع به الصلح، ويسلكوا الطريق الموصلة إلى ذلك) تفسير السعدي : 1/800.

وقال الجزائري في تفسيره :

من هداية الآيات :

1:
وجوب مبادرة المسلمين إلى إصلاح ذات البين بينهم كلما حصل فساد أو خلل فيها .
2:
وجوب تعاون المسلمين على تأديب أية جماعة تبغي وتعتدي حتى تفيء إلى الحق .
3:
وجوب الحكم بالعدل في قضية من قضايا المسلمين وغيرهم .
4:
تقرير الأخوة الإِسلامية ووجوب تحقيقها بالقول والعمل .
5:
حرمة السخرية واللمز والتنابز بين المسلمين .
6:
وجوب اجتناب كل ظن لا قرينة ولا حال قوية تدعو إلى ذلك .
7:
حرمة التجسس أي تتبع عوارات المسلمين وكشفها وإطلاع الناس عليها .
8:
حرمة الغيبة والنميمة هي نقل الحديث على وجه الإِفساد ولذا يجوز ذكر الشخص وهو غائب في مواطن هي التظلم بأن يذكر المسلم من ظلمه لازالة ظلمه ، الاستعانة على تغيير المنكر بذكر صاحب المنكر . الاستفتاء نحو قول المستفتي ظلمني فلان بكذا فهل يجوز له ذلك ، تحذير المسلمين من الشر بذكر فاعله قصد أن يحذروه ، المجاهر بالفسق ولا غيبة له ، التعريف بلقب لا يعرف الرجل إلا به .
9:
حرمة التفاخر بالأنساب ووجوب التعارب للتعاون .
10:
لا شرف ولا كرم إلا بشرف التقوى وكرامتها). أيسر التفاسير للشيخ أبوبكر الجزائري: 4/124.
أدلتــــه من السنـة الصحيحـــة.

* روى الإمام مسلم رحمه الله عن نافع قال: جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال اطرحوا لأبى عبد الرحمن وسادة فقال إنى لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
( من خلع يدا من طاعة لقى الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس فى عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ). صحيح مسلم :6/22.
* وروى في صحيحه عن زياد بن علاقة قال : سمعت عرفجة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
( إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهى جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان ). صحيح مسلم : 6/23.
* وروى عن الأشجعي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ) قالوا قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك قال ( لا ما أقاموا فيكم الصلاة لا ما أقاموا فيكم الصلاة ألا من ولى عليه وال فرآه يأتى شيئا من معصية الله فليكره ما يأتى من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة ) المصدر السابق: 6/24.
* وروى عن أبى يعفور عن أبيه عن عرفجة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه ) المصدر السابق.
* وروى عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) . المصدر السابق.
* وروى عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال : سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله فى الثانية أو فى الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس وقال
(اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ). صحيح مسلم : 6/19.
* وروى عن أسامة بن زيد قال قيل له:( ألا تدخل على عثمان فتكلمه فقال أترون أنى لا أكلمه إلا أسمعكم والله لقد كلمته فيما بينى وبينه
ما دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه) المصدر السابق:8/224.
* وروى عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برئ ومن أنكر سلم ولكن من رضى وتابع ) قالوا أفلا نقاتلهم قال ( لا ما صلوا ) المصدر السابق: 6/23.
*
وروى عن أبى سلام قال: قال حذيفة بن اليمان قلت يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر قال نعم. قلت هل وراء ذلك الشر خير قال : نعم , قلت فهل وراء ذلك الخير شر قال : نعم , قلت كيف قال ( يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين فى جثمان إنس ) . قال قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال ( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ).المصدر السابق: 6/20.
* روى البخاري رحمه الله في صحيحه : عن الزبير بن عدي ، قال
:( أتينا أنس بن مالك ، فشكونا إليه الحجاج ، فقال : اصبروا ، فإنه لا يأتي عليكم يوم أو زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم) صحيح البخاري: 9/61.
* وروى عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
:( اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل حبشي كأن رأسه زبيبة) . المصدر السابق: 1/178.
* وروى عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
:( من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصبر ، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية). المصدر السابق : 9/68.
* وروى عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ، ولا طاعة) المصدر السابق.
* وروى عن علي رضي الله عنه قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية وأمر عليهم رجلا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه فغضب عليهم وقال أليس قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني قالوا بلى قال
:( عزمت عليكم لما جمعتم حطبا وأوقدتم نارا ثم دخلتم فيها) فجمعوا حطبا فأوقدوا فلما هموا بالدخول فقام ينظر بعضهم إلى بعض قال بعضهم( إنما تبعنا النبي صلى الله عليه وسلم فرارا من النار أفندخلها ) فبينما هم كذلك إذ خمدت النار وسكن غضبه فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال (لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا إنما الطاعة في المعروف). المصدر السابق.
* وروى عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
:( ستكون أثرة وأمور تنكرونها قالوا : يا رسول الله فما تأمرنا قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم) المصدر السابق : 4/241.
* وروى عن أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره فإن عليه منه) المصدر السابق : 4/60.
* روى البيقهي في سننه عن العرباض بن سارية قال : صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال
:( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ) السنن الكبرى للبيهقي : 10/114.
* روى الطبراني في المعجم عن سليم بن عامر أن أبا أمامة حدثهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه عند صلاة العتمة أن
(احشدوا للصلاة غدا فإن لي إليكم حاجة) فقالت رفقة منهم: يا فلان دون أول كلمة يتكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت الذي تليها لئلا يفوتهم شيء من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ من صلاة الصبح، قال:(هل حشدتم كما أمرتكم)قالوا: نعم يا رسول الله قال:(اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وهل عقلتم هذه هل عقلتم هذه هل عقلتم هذه) قالوا: نعم، قال:( أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، هل عقلتم هذه هل عقلتم هذه هل عقلتم هذه) قالوا: نعم، قال:( اسمعوا وأطيعوا، اسمعوا وأطيعوا، هل عقلتم هذه هل عقلتم هذه هل عقلتم هذه ) قالوا: نعم، فكنا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيتكلم كلاما كثيرا، ثم نظر في كلامه، فإذا هو قد جمع له الأمر كله. المعجم الكبير للطبراني:7/176.
* روى الإمام أحمد في المسند عن خالد اليشكري حديثا طويلا عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن الني صلى الله عليه وسلم قال :(...
فإن كان لله يومئذ في الأرض خليفة جلد ظهرك و أخذ مالك ، فالزمه...) مسند الإمام أحمد : ه/403.

أسأل الله أن يوفني وإياكم لصالح القول والعمل , كما أسأله أن يجنبني وإياكم الفتن

والافتتان إنه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .







رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2011-02-21, 03:16 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,398
افتراضي


يا ليت قومى يعلمون
ولنا عودة للقراءة المتأنية.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2011-04-20, 04:15 PM
حامـ المسك ـل حامـ المسك ـل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-04
المكان: السعوديه حرسها الله
المشاركات: 1,619
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جهاد الأنصاري مشاهدة المشاركة

يا ليت قومى يعلمون
ولنا عودة للقراءة المتأنية.
أثابكم الله
شكري وتقديري
يرفع للفائدة
*****
***
*
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2011-04-21, 03:01 PM
غرباء غرباء غير متواجد حالياً
عضو نشط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-18
المشاركات: 493
افتراضي

شكرا لك

بارك الله فيك

اللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن
لك منى اجمل التحيه
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2011-11-18, 09:03 PM
حامـ المسك ـل حامـ المسك ـل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-04
المكان: السعوديه حرسها الله
المشاركات: 1,619
افتراضي رد: « التعامــل مع « الفتـــن ولزوم الجماعــة » في الكتاب والسنـــه »

يرفع للفائدة وشكرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2011-11-18, 09:21 PM
بنت الشرقيه بنت الشرقيه غير متواجد حالياً
عضوة متميزة
 
تاريخ التسجيل: 2011-07-26
المكان: السعوديه
المشاركات: 433
افتراضي رد: « التعامــل مع « الفتـــن ولزوم الجماعــة » في الكتاب والسنـــه »

مجهود تشكر عليه اخي وجعل في ميزان حسناتك
حفظ الله بلادنا من الفتن حسبنا الله على من صدر لنا هذه الفتن بحجه الحريه ورفع الظلم
فوالله ماوجدنا الا التعذيب والقتل واليتم فزداد الظلمو ظلما
والطغيانوطغيان فوالله لو وكلوا امرهم الى الله وصبروا لعوضهم الله خير
فقط صبرا بنى اسرائيل من قبل على فرعون فعوضهم الله بـ موسى نبيا ...
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2011-11-23, 12:36 AM
فتح الرحمن احمد محمد فتح الرحمن احمد محمد غير متواجد حالياً
محـــاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-25
المشاركات: 801
افتراضي رد: « التعامــل مع « الفتـــن ولزوم الجماعــة » في الكتاب والسنـــه »

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2011-11-23, 04:01 AM
الطواف الطواف غير متواجد حالياً
عضو من أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-02-23
المشاركات: 4,399
افتراضي رد: « التعامــل مع « الفتـــن ولزوم الجماعــة » في الكتاب والسنـــه »

اقتباس:
أسأل الله أن يوفني وإياكم لصالح القول والعمل , كما أسأله أن يجنبني وإياكم الفتن
والافتتان إنه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم امين واحقن دماء المسلمين وأبعد عنا الفتن ماظهر منها ومابطن يارب العالمين

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2011-11-27, 01:58 AM
الاسيف الاسيف غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-17
المكان: طرابلس
المشاركات: 887
افتراضي رد: « التعامــل مع « الفتـــن ولزوم الجماعــة » في الكتاب والسنـــه »



حامـ المسك ـل
عاملك الله بلطفه أخى الحبيب

</B></I>
__________________
ساهموا أخوتي في نشر صفحتنا
(السُنــــــــة النبــــــــوية )
Facebook
Twitter
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2011-12-11, 09:27 PM
حامـ المسك ـل حامـ المسك ـل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-04
المكان: السعوديه حرسها الله
المشاركات: 1,619
افتراضي رد: « التعامــل مع « الفتـــن ولزوم الجماعــة » في الكتاب والسنـــه »

أضيف للموضوع هذا المقال الرائع عن كيفية التعامل مع الفتن

كتبه أبو عمر أكرم بن عبد الرحمن بن محمد آل تركي السلفي المصري المنوفي ليلة الجمعة 22/3/1432هـ


بسم الله الرحمن الرحيم

1) ذكر بعض الأحاديث في الفتن
* عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: "اسْتَيْقَظَ النبي صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فقال: سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ من الْفِتَنِ، وَمَاذَا فُتِحَ من الْخَزَائِنِ، أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الْحُجَرِ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الْآخِرَةِ". رواه البخاري.

* عن عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النبي صلى الله عليه وسلم : "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كان يَدْعُو في الصَّلَاةِ: اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من عَذَابِ الْقَبْر،ِ وَأَعُوذُ بِكَ من فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ من فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ، اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ" رواه البخاري.

* عن نَافِعٍ عن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما أَتَاهُ رَجُلَانِ في فِتْنَةِ ابن الزُّبَيْرِ فَقَالَا: إِنَّ الناس ضيعوا وَأَنْتَ ابن عُمَرَ وَصَاحِبُ النبي فما يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ، فقال: يَمْنَعُنِي أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ دَمَ أَخِي، فَقَالَا: أَلَمْ يَقُلِ الله ]وَقَاتِلُوهُمْ حتى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ ، فقال: قَاتَلْنَا حتى لم تَكُنْ فِتْنَةٌ وكان الدِّينُ لِلَّهِ وَأَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا حتى تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِغَيْرِ اللَّهِ، وزاد لعضهم: أَنَّ رَجُلًا أتى ابن عُمَرَ فقال: يا أَبَا عبد الرحمن ما حَمَلَكَ على أَنْ تَحُجَّ عَامًا وَتَعْتَمِرَ عَامًا وَتَتْرُكَ الْجِهَادَ في سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل قد عَلِمْتَ ما رَغَّبَ الله فيه، قال: يا بن أَخِي بُنِيَ الْإِسْلَامُ على خَمْسٍ إِيمَانٍ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالصَّلَاةِ الْخَمْسِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ، قال: يا أَبَا عبد الرحمن ألا تَسْمَعُ ما ذَكَرَ الله في كِتَابِهِ:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ من الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا على الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا التي تَبْغِي حتى تَفِيءَ إلى أَمْرِ اللَّهِ }، {وقاتلوهم حتى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} ، قال: فَعَلْنَا على عَهْدِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وكان الْإِسْلَامُ قَلِيلًا فَكَانَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ في دِينِهِ إِمَّا قَتَلُوهُ وَإِمَّا يُعَذِّبُونَهُ حتى كَثُرَ الْإِسْلَامُ فلم تَكُنْ فِتْنَةٌ، قال: فما قَوْلُكَ في عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ، قال: أَمَّا عُثْمَانُ فَكَأَنَّ اللَّهَ عَفَا عنه وَأَمَّا أَنْتُمْ فَكَرِهْتُمْ أَنْ تَعْفُوا عنه، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَابْنُ عَمِّ رسول اللَّهِ وَخَتَنُهُ وَأَشَارَ بيده فقال هذا بَيْتُهُ حَيْثُ تَرَوْنَ" رواه البخاري.

* عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ : "وَالَّذِي نَفْسِي بيده لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حتى يَأْتِيَ على الناس يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، ولا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ، فَقِيلَ: كَيْفَ يَكُونُ ذلك، قال: الْهَرْجُ الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ في النَّارِ" رواه مسلم.

* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أو يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ من الدُّنْيَا". رواه مسلم.

* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ وَيُلْقَى الشُّحُّ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ قالوا وما الْهَرْجُ قال الْقَتْلُ" رواه مسلم

* عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: "كنا مع رسول اللهِ في سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَمِنَّا من يُصْلِحُ خِبَاءَهُ وَمِنَّا من يَنْتَضِلُ وَمِنَّا من هو في جَشَرِهِ إِذْ نَادَى مُنَادِي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعْنَا إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: "إنه لم يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إلا كان حَقًّا عليه أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ على خَيْرِ ما يَعْلَمُهُ لهم وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ ما يَعْلَمُهُ لهم وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هذه جُعِلَ عَافِيَتُهَا في أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فيقول الْمُؤْمِنُ هذه مُهْلِكَتِي ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فيقول الْمُؤْمِنُ هذه هذه فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عن النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وهو يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَأْتِ إلى الناس الذي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إليه وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إن اسْتَطَاعَ فَإِنْ جاء آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ"، فَدَنَوْتُ منه فقلت له: أَنْشُدُكَ اللهَ آنْتَ سَمِعْتَ هذا من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَهْوَى إلى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ، وقال: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي، فقلت له: هذا ابن عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا وَاللَّهُ يقول {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عن تَرَاضٍ مِنْكُمْ ولا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كان بِكُمْ رَحِيمًا }، قال: فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قال: أَطِعْهُ في طَاعَةِ اللَّهِ وَاعْصِهِ في مَعْصِيَةِ اللَّهِ"، رواه مسلم.



* عن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تُعْرَضُ الْفِتَنُ على الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حتى تَصِيرَ على قَلْبَيْنِ على أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إلا ما أُشْرِبَ من هَوَاهُ". رواه مسلم.

كيفية التعامل مع الفتن

2) التزود بالطاعات والإكثار من الأعمال الصالحة حصن حصين من الفتن وزاد قوي في التصدي لها عند حلولها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا بالأعمال ستاً (أي اجتهدوا في الأعمال وسابقوا إليها) طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم (أي الموت)، أو أمر العامة (أي القيامة)" رواه مسلم. فأوصى عليه الصلاة والسلام بالاجتهاد في الأعمال الصالحة؛ بل والمسابقة إليها قبل حلول وقت الفتن، وستجدني أذكر دائما فتنة المسيح الدجال لأنها أعظم فتنة على مر الأزمنة فإن علمنا كيف النجاة منها فما دونها أهون إن شاء الله.

3) الحث على الائتلاف بين المسلمين وترك الخلاف والنزاع والفرقة، وأن الفتنة أعظم في وقت الخلاف منها في وقت الائتلاف، ويشهد لهذه الفائدة حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق: "إن الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قِبَلِ المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة، فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض أربعين يوماً" رواه ابن حبان بإسناد صحيح. وعليه فلزوم الجماعة واجب حتمي في كل زمان خاصة وقت الفتن، يقول الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا } ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : "عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة"، رواه أحمد والترمذي، ويقول عليه الصلاة والسلام : "الجماعة رحمة والفرقة عذاب"، رواه ابن أبي عاصم. فالمخرج عند حدوث الفتن والحوادث لزوم جماعة المسلمين، والجماعة ليست بالكثرة ولكن من كان على منهج أهل السنة والجماعة فهو الجماعة، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما : "لو أن فقيهاً على رأس جبل لكان هو الجماعة"، ولذلك سطر السلف الصالح عبر التاريخ هذا المبدأ، وإن من طرق النجاة من الفتن والحوادث لزوم جماعة المسلمين، قال حذيفة رضي الله عنه :" كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير كنت أسأله عن الشر مخافة أن يد ركني، فقلت: يا رسول الله إنَّا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال: نعم، وفيه دخن، قلت: وما دخنه قال قوم يهدون بغير هدى تعرف منهم وتنكر. قلت: فهل بعد ذلك هذا الخير من شر قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، رواه البخاري ومسلم، وعندما كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في الحج مع عثمان رضي الله عنه ، وكان عثمان يتم الصلاة في منى وكان ابن مسعود يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في منى ركعتين. فقيل له: تقول هذا وأنت تصلي مع عثمان أربع ركعات فقال: يا هذا الخلاف شر". رواه أبو داود، وعن حُمَيْدِ بن عبد الرحمن عن عُبَيْدِ اللَّهِ بن عَدِيِّ بن خِيَارٍ أَنَّهُ دخل على عُثْمَانَ بن عَفَّانَ رضي الله عنه وهو مَحْصُورٌ فقال إِنَّكَ إِمَامُ عَامَّةٍ وَنَزَلَ بِكَ ما ترى وَيُصَلِّي لنا إِمَامُ فِتْنَةٍ وَنَتَحَرَّجُ فقال الصَّلَاةُ أَحْسَنُ ما يَعْمَلُ الناس فإذا أَحْسَنَ الناس فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ وإذا أساؤوا فَاجْتَنِبْ إِسَاءَتَهُمْ". رواه البخاري.

4) الحذر والتحذير من الفتن قبل وقوعها، وهذا ظاهر في كل الأحاديث التي تحدثت عن الدجال، بل إن الأنبياء كل الأنبياء حذروا أممهم منه كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث قال: "ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب..." رواه البخاري ومسلم.

5) عدم الانخداع بالمظاهر خصوصاً وقت الفتن، بل وتحذير الناس من ذلك، ونلحظ ذلك في المظاهر الخادعة التي تصاحب الدجال، ومن ذلك: أن معه جنة وناراً، وأنه يأمر السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، وستأتيك أحاديث تدل على شيء من مظاهره الخادعة للعيان، لكن كل هذا بإذن الله تعالى، ولو تمعن المتمعن لما انخدع. قال ابن العربي رحمه الله: "في اختلاف صفات الدجال بما ذكر من النقص بيان أنه لا يدفع النقص عن نفسه كيف كان، وأنه محكوم عليه في نفسه"، إذن لا يستطيع أن يدفع الضرر عن نفسه، فكيف يدفعه عن غيره!

6) ضرورة الابتعاد عن مواضع الشبهات والفتن، وألا يعتقد المرء أنه على قدرة في مواجهة الشبهات والفتن، وخصوصاً مع قلة العلم والدين، فعن عمران بن حصين رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سمع بالدجال فَلْينأَ عنه؛ فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث من الشبهات، أو لما يبعث به من الشبهات" رواه أحمد وأبو داود. فالبعد عن الفتن واجتنابها وعدم التعرض لها وعدم الخوض فيها مطلب شرعي في زمن الفتنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فيها خَيْرٌ من الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فيها خَيْرٌ من الْمَاشِي وَالْمَاشِي فيها خَيْرٌ من السَّاعِي من تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفُهُ وَمَنْ وَجَدَ فيها مَلْجَأً فَلْيَعُذْ بِهِ"، رواه البخاري ومسلم، قال النووي رحمه الله تعالى: (معناه: بيان عظيم خطرها والحث على تجنبها والهرب منها ومن التشبث في شيء منها وأن شرها وفتنتها يكون على حسب التعلق بها). ولقد حرص سلفنا الصالح عن البعد عن مواطن الفتن، قال أبو الدرداء رضي الله عنه : "لا تقربوا الفتنة إذا حميت ولا تعرضوا لها إذا عرضت واضربوا أهلها إذا أقبلت". وقال محمد بن الحنفية: (اتقوا هذه الفتن فإنها لا يستشرف لها أحد إلا استبقته). وعن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه لقيه فذكر الفتنة فقال: "إن هذه الفتنة حيصة من حيصات الفتن من أشرف لها أشرفت له ومن ماج لها ماجت له".

7) لا يكفي تحذير الناس من الفتن؛ بل الواجب توضيح السبل للخلاص منها، وقد وضح النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة من السبل للخلاص من الدجال؛ ومنها: .
أ ـ قراءة فواتح سورة الكهف: قال صلى الله عليه وسلم : "فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف" رواه مسلم.

ب ـ قال عليه الصلاة والسلام : "لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان: أحدهما رأي العين ماء أبيض، والآخر رأي العين نار تأجج، فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه ناراً وليغمض، ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه؛ فإنه ماء بارد، وإن الدجال ممسوح العين عليه ظفرة غليظة، مكتوب بين عينيه: (كافر) يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب" رواه مسلم.

ج ـ التعوذ منه: ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: "وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال" رواه البخاري.
8) الفتنة ليست شراً محضاً، نقل الإمام النووي في شرح مسلم رحمه الله عن العلماء أنهم قالوا: "هذا من جملة فتنته التي امتحن الله به عباده ليحق الحق ويبطل الباطل، ثم يفضحه ويظهر للناس عجزه".

9) الحق لا بد أن ينتصر وتُنهى الفتن ويظهر الحق، وفتنة الدجال أعظم فتنة تمر على البشرية ثم تنتهي، وينزل عيسى عليه السلام ليهلك الدجال، كما ثبت في صحيح مسلم: "يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين ... فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه" رواه مسلم.
10) أهمية العلم الشرعي في مواجهة الفتن، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "يتقارب الزمان ويقبض العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج، قالوا:وما الهرج يا رسول الله قال: القتل القتل" رواه الشيخان، وقال عليه الصلاة والسلام : "إنَّ من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل"، رواه الشيخان، فالعلم الشرعي مطلب مهم في مواجهة الفتن حتى يكون المسلم على بصيرة من أمر دينه وإذا فقد المسلم العلم الشرعي تخبط في هذه الفتن، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إذا انقطع عن الناس نور النبوة وقعوا في ظلمة الفتن وحدثت البدع والفجور ووقع الشر بينهم). فالمؤمن الذي يكشف زيف الدجال وكذبه مسلم متمسك بالعلم الشرعي المبني على الدليل الشرعي؛ لذا تجده يخاطب الدجال بلهجة الواثق: "فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه..." رواه البخاري. فنَسَبَ علْمَهُ بالدجال لعلمه بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا من أعظم العلم الشرعي.

11) سؤال أهل العلم عما أشكل وخصوصاً وقت الفتن، ومن ذلك ما تكرر من أسئلة الصحابة رضي الله عنهم عن هذه الفتنة. فقد جاء في الحديث الذي رواه مسلم: "قلنا: يا رسول الله! وما لبثه في الأرض قال: أربعون يوماً: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم. قلنا: يا رسول الله! فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم قال "لا. اقدروا له قدره. قلنا: يا رسول الله! وما إسراعه في الأرض". ومن هذا الحديث أيضاً نرى حرص الصحابة على الصلاة وإقامتها في وقتها، ولم يرعهم وجوده وطول أيامه، بل كان همهم الأكبر أولا إقامة شعائر الدين.

12) الكثرة ليست دائماً دليلاً على الحق، والدجال باعتباره فتنةً عظيمة سيتبعه أناس كثيرون؛ فهل نقول إنه على الحق لا، بالطبع؛ فعلى المسلم أن يلزم الحق ولو كان وحده وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي r قال: "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة" رواه مسلم. وعن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال خَرَجَ عَلَيْنَا النبي صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فقال عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَجَعَلَ يَمُرُّ النبي معه الرَّجُلُ وَالنَّبِيُّ معه الرَّجُلَانِ وَالنَّبِيُّ معه الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ ليس معه أَحَدٌ". رواه الشيخان، فها هو النبي وليس معه أحد فأين قومه كانوا هم الأكثر ومع ذلك فكان هو على الحق، وقومه على الباطل مع كثرتهم، وهذا مصداق لقول الله تعالى : {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ } {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ } {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا } {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ }.

13) التأكيد على أمور العقيدة من أهم المهمات:

أ ـ غرس توحيد الأسماء والصفات، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور" رواه البخاري ومسلم.

ب ـ إثبات رؤية الله عز وجل في الآخرة وعدم رؤيته في الدنيا، روى الإمام أحمد بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للناس وهو يحذرهم فتنة الدجال: "تعلمون أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت".
ج ـ حسن الظن بالله جل وعلا : روى البخاري ومسلم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه قال: ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال ما سألته وإنه قال لي: "ما يضرك منه" قلت: لأنهم يقولون: إن معه جبلَ خبزٍ ونهر ماء. قال: "بل هو أهون على الله من ذلك". قال النووي في شرح مسلم رحمه الله: قال القاضي عياض رحمه الله: المعنى: وهو أهون على الله من أن يجعل ما خلقه الله تعالى على يده مضلاً للمؤمنين ومشككاً لقلوبهم؛ بل إنه جعله له ليزداد الذين آمنوا إيماناً، ويثبت الحجة على الكافرين والمنافقين ونحوهم، وليس معناه أنه ليس معه شيء من ذلك.

د ـ عظم التوكل على الله والالتجاء إليه، {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {، {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا } ، {يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ } ، {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } ، {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } ، {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } ، وقال صلى الله عليه وسلم : "إن من بعدكم الكذاب المضل، وإن رأسه من بعده حُبُكٌ حُبُكٌ حُبُكٌ (متكسر من الجعودة) ثلاث مرات، وإنه سيقول: أنا ربكم، فمن قال: لستَ ربنا؛ لكن ربنا الله عليه توكلنا وإليه أنبنا نعوذ بالله من شرك لم يكن له عليه سلطان" رواه أحمد.

14) أن يعطي كل أمر حقه من العناية، فينبغي أن يُحذَّر من الأمر الخطير بطريقة تختلف عن الأمر الأخف خطورة، وينبغي الأمر بالواجبات والفرائض بطريقة تختلف عن الحث على المسنونات والمستحبات، وللأسف فإن بعض الناس هداهم الله يجعل المكروه محرماً أثناء النهي، أو يجعل الصغيرة كبيرة، بل يتعدى بعضهم ذلك وذاك إلى أن يجعل أحد خوارم المروءة من المحرمات. وانظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيف يحذر من الدجال بطرق وأساليب مختلفة متنوعة، ولماذا؛ لأن الدجال فتنة عظيمة! أي عظيمة! فهو يدَّعِي الربوبية، بل يظهر له من الفتن الشيء العظيم، ومن ذلك ما أخرجه ابن ماجه عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك فيقول: نعم! فيمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه يقولان له: يا بني اتبعه؛ فإنه ربك. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه، فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت، ويمر بالحي فيصدقونه، فيأمر السماء أن تمطر والأرض أن تنبت، فتمطر حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظم، وأمده خواصر، وأدره ضروعاً" رواه ابن ماجه.

15) لا بد من التوضيح والبيان وقت الحاجة، لذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم الدجال وصفاً دقيقاً في أكثر من حديث بينت صفته وأفعاله وكذبه، وما يحتاجه المسلم لمواجهته، ومن أشملها ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنذرتكم فتنة الدجال؛ فليس نبي إلا أنذر قومه أو أمته، وإنه آدَمُ، جعدٌ، أعور عينه اليسرى، وإنه يمطر ولا ينبت الشجرة، وإنه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها ولا يُسلط على غيرها وإنه معه جنة ونار ونهر وماء وجبل خبز، وإن جنته نار وناره جنة، وإنه يلبث فيكم أربعين صباحاً يرد فيها كل منهل إلا أربعة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد المدينة، والطور، ومسجد الأقصى، وإن شكل عليكم أو شُبِّه، فإن الله عز وجل ليس بأعور" رواه أحمد.
16) الصبر والثبات على الحق، لا سيما مع ظهور الفتنة، وانظر إلى ذاك الرجل المؤمن الثابت الذي ما زاده فرقُه له فرقتين إلا بصيرة به وتكذيباً، ففي صحيح مسلم: "فيقول: أنت المسيح الكذاب، قال: فيؤمر به فيؤشر بالمئشار (المنشار) من مفرقه حتى يفرق بين رجليه قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ثم يقول له: قم فيستوي قائماً. قال: ثم يقول له: أتؤمن بي فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة". قال النووي في شرح مسلم رحمه الله نقلاً عن القاضي عياض: "فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا غيره". قال الله جل وعلا : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة }

17) الاهتمام بالنساء في الدعوة، والتأكيد على تعليمهن العلم الشرعي، والمرأة إذا لم تُرشد للخير فقد تنساق مع الشر، ومع قلة الدين في زمن ظهور الدجال تجد أن أكثر أتباعه النساء اللاتي يغتررن بالمظاهر والفتن والشبهات. أخرج الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فيكون أكثر من يخرج إليه النساء حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطاً مخافة أن تخرج إليه".

18) ربط الناس بالقرآن الكريم علما وعملا واعتقادا وتحاكما وتلاوة وتدبرا، قال الله : {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا } ، {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } ، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصِمَ من الدجال"، وفي رواية: "من قرأ" رواه مسلم، فإذا كان القرآن يعصمك بإذن الله من الفتن العظيمة كالدجال والقبر، كما دلت على ذلك الأحاديث، فكيف بما هو دون ذلك.
19) الاعتصام بالكتاب والسنة، فإنه لا نجاة للأمة من الفتن والشدائد التي حلت بها إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة ، لأن من تمسك بهما أنجاه الله ومن دعا إليهما هُدِيَ إلى صراط مستقيم. يقول الله تعالى : {واْعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا } الآية. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : "وقد تَرَكْتُ فِيكُمْ ما لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إن اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ" رواه مسلم، في رواية غير مسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي"، وفي الحديث الصحيح المشهور: "وَسَتَرَوْنَ من بَعْدِي اخْتِلَافًا شَدِيدًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عليها بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَالْأُمُورَ الْمُحْدَثَاتِ فإن كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ". ولما سئل علي رضي الله عنه عن المخرج من الفتن قال: "كِتَابُ اللَّهِ فيه نَبَأُ ما قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ ما بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ ما بَيْنَكُمْ هو الْفَصْلُ ليس بِالْهَزْلِ هو الذي من تَرَكَهُ من جَبَّارٍ قَصَمَهُ الله وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى في غَيْرِهِ أَضَلَّهُ الله فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وهو الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وهو الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ وهو الذي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ ولا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ ولا يَشْبَعُ منه الْعُلَمَاءُ ولا يَخْلَقُ عن كَثْرَةِ الرَّدِّ ولا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ وهو الذي لم يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أن قالوا {إنا سمعنا قرآنا عجبا } من قال بِهِ صَدَقَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ دَعَا إليه هدى إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"، وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال: (لما وقع من أمر عثمان ما كان وتكلم الناس في أمره أتيت أبي بن كعب فقلت: أبا المنذر ما المخرج قال: كتاب الله).

20) الالتفاف حول العلماء، أولئك العلماء الربانيون أئمة أهل السنة والجماعة في وقتهم، فالالتفاف حولهم عامل معين على عدم الزيغ والانحراف في وقت الفتن، وكيف لا وهم أنصار شرع الله والذين يبينون للناس الحق من الباطل والهدى من الضلال ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر"، رواه ابن ماجه، فلا بد من الالتفاف حولهم بحضور حِلَقِهِم العلمية وزيارتهم زيارات دورية حتى لا تنقطع علاقاتنا بهم، وحتى لا يجد أعداء الإِسلام فجوة يستطيعون الدخول عن طريقها للنخر في الإِسلام، وقد حدثت في التاريخ الإِسلامي فتن ثّبت الله فيها المسلمين بعلمائهم ومن ذلك ما قاله علي بن المديني رحمه الله: (أعز الله الدين بالصديق يوم الردة وبأحمد يوم المحنة).

فيا شباب التوحيد التفوا حول علمائكم فإنهم القدوة، والمربّون وهم العون لكم بعد الله في هذا الطريق وفي هذه الفتن، فالزموهم وعيشوا في أكنافهم، وإياكم والوحدة فتتخطفكم الشياطين "فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"، ولا تتركوا مجالاً لأعداء الإِسلام يبثوا سمومهم ومقالاتهم لزعزعة الثقة بين العلماء والمجتمع وبين العلماء وشباب الإسلام، وقد كان السلف الصالح عند تغير الأحوال يلتفون حول علمائهم. فعن بشير بن عمرو قال: (شيَّعنا ابن مسعود رضي الله عنه حين خرج، فنزل في طريق القادسية فدخل بستاناً فقضى حاجته ثم تؤضأ ومسح على جوربيه ثم خرج وإن لحيته ليقطر منها الماء فقلنا له: اعهد إلينا فإن الناس قد وقعوا في الفتن ولا ندري هل نلقاك أم لا، قال: اتقوا الله واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر وعليكم بالجماعة فإن الله لا يجمع أمة محمد على ضلالة). وها هو أبو مُوسَى رضي الله عنه يذهب إلى ابن مسعود ، فيقول له: يا أَبَا عبد الرحمن اني رأيت في الْمَسْجِدِ أنفا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ ولم أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الا خَيْرًا، قال: فما هو فقال: إن عِشْتَ فَسَتَرَاهُ، قال: رأيت في الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ في كل حَلْقَةٍ رَجُلٌ وفي أَيْدِيهِمْ حصا فيقول كَبِّرُوا مِائَةً فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً فيقول هَلِّلُوا مِائَةً فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً وَيَقُولُ سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً، قال: فَمَاذَا قُلْتَ لهم قال: ما قلت لهم شيئا انْتِظَارَ رَأْيِكَ أو انتظار أَمْرِكَ، قال: أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أن يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لهم ان لَا يَضِيعَ من حَسَنَاتِهِمْ، ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا معه حتى أتى حَلْقَةً من تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عليهم، فقال: ما هذا الذي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ قالوا: يا أَبَا عبد الله حصا نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ، قال: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ ان لَا يَضِيعَ من حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ، وَيْحَكُمْ يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ما أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لم تَبْلَ وأنيته لم تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي بيده إنكم لعلي مِلَّةٍ هِيَ أهدي من مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أو مفتتحوا بَابِ ضَلَالَةٍ، قالوا: والله يا أَبَا عبد الرحمن ما أَرَدْنَا الا الْخَيْرَ، قال: وَكَمْ من مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ، إن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حدثنا "أَنَّ قَوْمًا يقرؤون الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ وأيم اللَّهِ ما أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ" ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ، قال عَمْرُو بن سَلَمَةَ أحد رواة الحديث: (رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يوم النَّهْرَوَانِ مع الْخَوَارِجِ).

21) التأني والرفق والحلم وعدم العجلة: فالتأني والرفق والحلم عند الفتن وتغير الأحوال محمود لأنه يُمكِّن المسلم من رؤية الأشياء على حقيقتها وأن يبصر الأمور على ماهي عليه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم :"إنه ماكان الرفق في شيء إلا زانه ولانزع من شيء إلا شانه"، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس رضي الله عنه :" إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة". فعلينا جميعاً بالرفق في الأفكار والمواقف وفي كل ما يجد من الحوادث وعدم العجلة فإنها ليست من منهج الأمة الإِسلامية وخاصة في زمن الفتن. وعن حميد بن هلال قال: أتى مطرف بن عبد الله الحروريةُ يدعونه إلى رأيهم، فقال: يا هؤلاء إنه لو كانت لي نفسان تابعتكم بإحداهما وأمسكت الأخرى، فإن كان الذي تقولون هدى أتبعتها الأخرى، وإن كانت ضلالة هلكت نفس وبقيت لي نفس، ولكنها نفس واحدة فأنا أكره أن أغرر بها)، وقال أيوب: قال مطرف: (لأن آخذ بالثقة في القعود أحب إلي من أن ألتمس فضل الجهاد بالتغرير)، ولما أكره ابن الأشعث مسلم بن يسار في الخروج معه قابل مسلم أبا قلابة فقال له: يا أبا قلابة إني أحمد الله إليك إني لم أطعن فيها برمح، ولم أضرب فيها بسيف، ولم أرم فيهم بسهم. فقال له: يا أبا عبد الله كيف بمن رآك واقفاً فقال هذا أبو عبد الله، والله ما وقف هذا الموقف إلا وهو على الحق، فتقدم فقاتل حتى قتل قال: فبكى حتى تمنيت أني لم أقل شيئاً).

22) الثقة بنصر الله وأن المستقبل للإسلام، فمهما ادلهمت الظلمات ومهما اشتدت الفتن وأحدقت بنا فإن المستقبل لهذا الدين، يقول الله تعالى : {حَتَّى إِذَا اْسَتيئسَ الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء } ، ونحن نحتاج لهذا المبدأ كثيراً عند وقوع الفتن حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها وكلما ازداد الليل ظلمة أيقنا بقرب الفجر. وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يثبت أصحابه المعذبين أخبرهم بأن المستقبل للإسلام، وزرع في قلوبهم الثقة بنصر الله وحده . جاء في حديث خباب بن الأرت عند البخاري أنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة وهو في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلت: يا رسول الله ألا تدعو الله لنا فقعد وهو محمر وجهه فقال: لقد كان من قبلكم ليمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله والذئب على غنمه".، فَعَرْضُ أحاديث البشارة بأن المستقبل للإسلام مهم في زمن الفتن والحوادث.
23) النظر في عواقب الأمور، ففي زمن الفتن ليس كل مقال يبدو لك حسناً تظهره ولا كل فعل يبدو لك حسناً تفعله، لأن القول أو الفعل زمن الفتنة يترتب عليه أمور، يفهم بعضهم أشياء لا تبلغها عقولهم ويبنون عليها اعتقادات أو أعمالاً أو أقوالاً لا تكون عاقبتها حميدة وسلفنا الصالح أحبوا السلامة في الفتن فسكتوا عن أشياء كثيرة طلباً للسلامة في دينهم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائين، أما أحدهما: فبثثته، وأما الآخر: فلو بثثته لقطع هذا الحلقوم"، قال أهل العلم كتم أبو هريرة رضي الله عنه بعض الأحاديث لأجل أن لا يكون هناك فتنة وخصوصاً بعد أن اجتمع الناس على معاوية بعد فرقة. ولما خَطَبَ مُعَاوِيَةُ قائلا: من كان يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ في هذا الْأَمْرِ (أي أمر الخلافة بعد علي رضي الله عنهما ) فَلْيُطْلِعْ لنا قَرْنَهُ، فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهِ منه وَمِنْ أبيه، قال حَبِيبُ بن مَسْلَمَةَ لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: فَهَلَّا أَجَبْتَهُ، قال عبد اللَّهِ: فَحَلَلْتُ حُبْوَتِي وَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ أَحَقُّ بهذا الْأَمْرِ مِنْكَ من قَاتَلَكَ وَأَبَاكَ على الْإِسْلَامِ، فَخَشِيتُ أَنْ أَقُولَ كَلِمَةً تُفَرِّقُ بين الْجَمْعِ وَتَسْفِكُ الدَّمَ وَيُحْمَلُ عَنِّي غَيْرُ ذلك فَذَكَرْتُ ما أَعَدَّ الله في الْجِنَانِ، قال حَبِيبٌ: حُفِظْتَ وَعُصِمْتَ" رواه البخاري، وانتبه لكلام ابن عمر من علة سكوته: الفرقة، وسفك الدماء، وحمل كلامه على خلاف مايريد، وخشى ابن عمر كل هذا بسبب كلمة سيقولها: (أَحَقُّ بهذا الْأَمْرِ مِنْكَ من قَاتَلَكَ وَأَبَاكَ على الْإِسْلَامِ)، هذه العواقب بسبب كلمة فكيف بالفعل، ثم يأتي البعض ويقولون الخروج يكون بالفعل دون القول، فأين هذا الفهم من فهم ابن عمر ولما حدَّث أنس بن مالك رضي الله عنه بحديث قتل الرسول للعرنيين زمن الحجاج أنكر عليه الحسن البصري؛ لأن الحجاج عاث في الدماء، وربما أخذ هذا الحديث وتأوله على صنيعه فكان الواجب كتم الحديث عن الحجاج. وعندما حوصر عثمان بن عفان رضي الله عنه في زمن الفتنة وقف بعض الصحابة يريدون الدفاع عنه كابن عمر وابن الزبير وأبي هريرة وغيرهم رضي الله عنهم، فقال رضوان الله عليه: "أقسم على من لي عليه حق أن يكف يده وأن ينطلق إلى منزله"، ولو تركهم رضي الله عنه لمنعوه ولدافعوا عنه، ولكنه نظر إلى عاقبة الأمر وأنه ربما يحصل سفك دماء فاختار أن يكون خيرَ ابنيّ آدم.

24) الصبر، نحتاج إلى الصبر كثيراً، وخصوصاً عند الفتن. يقول الله تعالى :{ولنبلوكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } ، ويقول صلى الله عليه وسلم :"إن من ورائكم أيام الصبر، الصابر فيهن كالقابض على الجمر، للعامل فيها أجر خمسين، قالوا: يا رسول الله أجر خمسين منهم أو خمسين منّا قال: خمسين منكم "، وكما في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: "كان يأمرنا إذا فزعنا بالصبر والجماعة والسكينة". وبالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم وبين ذوي الجبن والضعف ولذلك وَعَى السلف الصالح أهمية الصبر عند وقوع الفتن والحوادث، فلما كان الصحابة رضي الله عنهم يعذبون ويفُتنون في صدر الإسلام بمكة كان يمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم ويذكرهم بالصبر ومنهم آل ياسر فإذا مر بهم قال: "صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة". وعن الزبير بن عدي قال: دخلنا على أنس بن مالك رضي الله عنه فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال: اصبروا، لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم، سمعت هذا من نبيكم صلى الله عليه وسلم . وقال النعمان بن بشير رضي الله عنه : "إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتن فأعدوا للبلاء صبراً". وعندما واجه إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل الفتنة العمياء بخلق القرآن في أيام المأمون ثم المعتصم ثم الواثق وما أصابه من الحبس الطويل والضرب الشديد فصبر وتمسك بما كان عليه من الدين القويم والصراط المستقيم حتى نصره الله وفرَّج عنه الغمة، ومثله ابن تيمية في زمانه وقد سجن بالشام ومصر ولقى من علماء زمانه وهم يدعون إلى عقيدة وحدة الوجود، فصبر واعتصم بالله ولم يفعل مثل ما فعل هذه الأيام.

25) الحذر من الإشاعات، لا شك أنه في وقت الفتن تنشط الدعاية وتكثر الإِثارة وهنا يأتي دور الإِشاعة. ومن المعلوم أن التثبت مطلب شرعي لقوله تعالى: {يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبا فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } ، ويقول عليه الصلاة والسلام : "كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع"، ولذلك حرص سلفنا الصالح على التثبت والحذر من الإشاعات ، قال عمر رضي الله عنه : "إياكم والفتن فإن وقع اللسان فيها مثل وقع السيف". ولقد سطَّر التاريخ خطر الإِشاعة إذا دبت في الأمة، فلما هاجر الصحابة من مكة إلى الحبشة وكانوا في أمان، أُشيع أن كفار قريش في مكة أسلموا فخرج بعض الصحابة من الحبشة وتكبدوا عناء الطريق حتى وصلوا إلى مكة ووجدوا الخبر غير صحيح ولاقوا من صناديد قريش التعذيب وكل ذلك بسبب الإِشاعة. وفي غزوة أحد لما قتل مصعب بن عمير أشيع أنه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقيل قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكفأ جيش الإِسلام بسبب الإِشاعة. وفي إشاعة حادثة الإِفك التي اتهمت فيها عائشة رضي الله عنها البريئة الطاهرة بالفاحشة وما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين معه من البلاء، وكل ذلك بسبب الإِشاعة.

26) لزوم الإنصاف والعدل في الأمر كله: فإن من أقوى أسباب الاختلاف بين العباد وخصوصاً زمن الفتن فقدان العدل والإنصاف،ولو جاهد المسلم نفسه لتحقيق صفة العدل مع نفسه ومع الناس فإن كثيراً من المشاكل التي تحصل بين المسلمين سواء منها الفردية أو الجماعية ستزول وتحل بإذن الله تعالى، يقول الله تعالى : {وإذا قلتم فاعدلواْ } ، وقال : {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى } ، فلا بد من العدل في الأقوال والأعمال وخصوصاً زمن الفتن، بمعنى أن يأتي الإِنسان بالأمور الحسنة والأمور السيئة ثم يوازن بينهما وبعد ذلك يحكم،لأن في الموازنة عصمة للمسلم من أن ينسب للشرع ما ليس موافقاً لما أمر الله به وبالتالي يكون عدلك وإنصافك في الفتنة منجياً بإذن الله تعالى. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: (فأوصيكم أيها الأخوة بالعدل في الأمور كلها والموازنة بينها، والحكم للراجح فيها، والتسوية بينها في الحكم عند التساوي، وهذه قاعدة كبيرة يجب على العاقل أن يتمشى عليها في سيره إلى الله وفي سيره مع عباد الله ليكون قائماً بالقسط والله يحب المقسطين). وهذا هو نهج سلفنا الصالح في حرصهم على العدل والإنصاف، فهذه عائشة رضي الله عنها تقول في قصة الإفك: "وكان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عن أَمْرِي فقال: يا زَيْنَبُ ما عَلِمْتِ ما رَأَيْتِ، فقالت: يا رَسُولَ اللَّهِ أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي والله ما عَلِمْتُ عليها إلا خَيْرًا، قالت: وَهِيَ التي كانت تُسَامِينِي فَعَصَمَهَا الله بِالْوَرَعِ" رواه البخارري ومسلم.

27) عدم تطبيق ما جاء من الأحاديث في الفتن على الواقع، فمراجعة أحاديث الفتن تكثر في مجالس الناس ومنتدياتهم قولهم، بعلم وغير علم، وهاأنتم ترون الفضائيات يعرضون أمر الفتنة على كل الناس العدو والجاهل والمنافق، أما أهل العلم فلا، وقد قال الله جل وعلا : {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا } ، أما السلف الصالح رحمهم الله علمونا أن أحاديث الفتن لا تطبق على الفتن في وقتها وإنما يظهر صدق النبي صلى الله عليه وسلم بما أخبر به من حدوث الفتن بعد حدوثها وانقضائها، ولكن يحلو للناس تطبيق أحاديث الفتن على أوقات وأشخاص معينين، وهذا منهج خاطئ وليس من منهج أهل السنة والجماعة، ولكن أهل السنة والجماعة يذكرون أحاديث الفتن محذرين منها، ومباعدين المسلمين من القرب منها، ولكي يعتقدوا صحة ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذاً لسنا متعبدين بتطبيق أحاديث الفتن على الواقع، ولكن ندع الواقع هو الذي ينطق، فإذا وقع الأمر قلنا: هذا ما وعدنا الله ورسوله، وأما أن يتكلف الإنسان في تأويل النصوص الشرعية من أجل أن تطابق الواقع فهذا لا يصلح وإن صلح للعلماء فلا يصلح لغيرهم.

28) الحذر من تسلل الأعداء بين الصفوف، ازدهرت في زمننا هذا تجارة المنافقين وراجت بضاعتهم، وكثر أتباعهم، فشيدوا مساجد الضرار هنا وهناك وذرفوا دموع التماسيح على الإسلام وأهله، وتظاهروا بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولبسوا للناس جلد الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب. يقول الله تعالى : {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد } ، وما نجح المنافقون في تحقيق أهدافهم وخططهم وفتكهم بالإسلام والمسلمين ابتداءً من عبد الله بن أبي ومروراً بالزنادقة الباطنيين وانتهاء بزنادقة عصرنا هذا، إلا بسبب قلة الوعي عند معظم المسلمين. والواجب على كل مسلم قادر أن يهتك أستار المنافقين ويكشف أسرارهم ويفضح أساليبهم وأوكارهم حتى لا تكون فتنة في الأرض وفساد كبير، وأسوتنا في عملنا هذا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونهج سلف هذه الأمة في معرفة المنافقين وكيفية التعامل معهم. وكم قاست الأمة المسلمة عبر التاريخ من نكبات ونكسات بسبب مكر دعاة الشر ممن يريدون فتنة المؤمنين عن دينهم وأخلاقهم وإحداث القلاقل والفوضى.

29) التعوذ بالله من الفتن، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله كثيراً من الفتن كما في حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن"، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فذكر الحديث، وفيه : "يا محمد إذا صليت فقل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني وتتوب علي، وإن أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون". وما كان النبي يتعوذ من الفتن لأنها إذا أتت لا تصيب الظالم وحده وإنما تصيب الجميع. وهذا أيضا منهج السلف الصالح في تعوذهم من الفتن، فعن عبد الله بن عامر قال: لما تشعب الناس في الطعن على عثمان رضي الله عنه قام أبي يصلي من الليل ثم نام، قال: فقيل له: قم فاسأل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها عباده الصالحين. قال: فقام فمرض فمارؤي خارجاً حتى مات.
30) شروط التغيير:

1) كون الوسائل المستخدمة في التغيير شرعية، فإن الله تعبدنا بالوسائل كما تعبدنا بالغايات، مثال ذلك وسيلة الصلاة الوضوء لا التيمم. فإن استخدمت وسيلة غير شرعية فهذا التغيير في نفسه منكر، وقصة الثلاثة الذين تقالوا عبادة النبي صلى الله عليه وسلم واضحة في ذلك.

2) كون راية التغيير إسلامية لا جاهلية، "من قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَدْعُو عَصَبِيَّةً أو يَنْصُرُ عَصَبِيَّةً فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ"، "وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِلْعَصَبَةِ وَيُقَاتِلُ لِلْعَصَبَةِ فَلَيْسَ من أُمَّتِي". عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول: إن هذا قتلني، فيقول الله له: لم قتلته، فيقول: لتكون العزة لفلان، فيقول: إنها ليس لفلان، فيبوء بإثمه". فلابد أن تكون الأهداف المعلنة لله ولرسوله ، لأن المقصود الشرعي من التغيير هو تحقيق وإقامة دين الله وشرعه.
3) كون عواقب التغيير مأمونة، الأولى: ألم يحدث انعدام للأمن نهبا وقتلا وهتكا، ولو لم يكن فيه إلا قوله صلى الله عليه وسلم: "لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ على اللَّهِ من قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ"، لكفاه أسوأ عاقبة، الثانية: الفساد العام خاصة الاقتصادي، وقد قال الله عز وجل : {وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ } ، {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } ، {وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ } ، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ } ، الثالثة: من عواقب التغيير إطلاق الحريات لإزالة الظلم، أتدرون ماذا تعني إطلاق الحريات، الرابعة: الفرقة والاختلاف، وزد على ماذكرت قول ابن مسعود رضي الله عنه : "يا أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي أمر به، وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة". الخامسة: استغلال أعداء الإسلام هذه الفتن وتحريكها لإضعاف الأمة ومن ثم التمكين منها، أو ليتقدم بعرض مبادئه الضالة الكافرة ليكون إسوة لهؤلاء الفوضويين الذين خرب اقتصادهم وضعفت قوتهم وتفرق شملهم فلا يجدون ملاذا إلا اتباع الأعداء لإصلاح الحال العام الخرب، السادسة: جهل الكثير ممن يتحدث في الفتن بأبعادها ونتائجها وتحليلاتها، إنما هو يردد ما يسمعه من خلال وسائل الإعلام التي تمكن منها أعداؤنا فيتبنى الناس أراءهم ومناهجهم الفكرية الضالة دونما أي تحليل شرعي أو مستند من كتاب أو سنة، أو الرجوع إلى أهل الذكر، وقد قال الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }

31) من هم الشهداء:

* عن جابر بن عتيك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، الْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجَمْعٍ شَهِيدٌ" رواه أحمد وأبو داود، وابن حبان، والنسائي، والحاكم، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، وصححه الألباني، وذات الجنب: قرحة في الجنب، وأما المرأة تموت بجمع: بضم الجيم وكسرها، وقد تفتح: فهي المرأة تموت حاملاً، وقيل: هي التي تموت بسبب نفاسها.

* عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ" رواه أحمد، والنسائي، والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني.
* عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والْسُّلُ شَهَادَةٌ". رواه الطبراني في الأوسط، وحسنه الألباني.

أقسام الشهداء:

الأول: شهيد في الدنيا والآخرة، وهو المقتول في حرب الكفار مخلصاً لله مقبلاً غير مدبر.
الثاني: شهيد في الدنيا دون الآخرة، وهو من قاتل رياء أو سمعة، أو قُتل مدبراً، أو نحو ذلك.
الثالث: شهيد في الآخرة دون أحكام الدنيا، وهم من ذكروا في الأحاديث السابقة دون القتال في سبيل الله.
قال ابن عثيمين: (الشهادة في سبيل الله هو: أن يقتل الإنسان وهو مقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، هذا الميزان، فلا تغتر بكلام الناس، كل مقتول حتى ولو قتل من أجل القومية والعروبة وما أشبه ذلك قالوا: شهيد، هذا ليس بصحيح، اسمع كلام البخاري رحمه الله في صحيحه قال: باب لا يقال فلان شهيد، بمعنى لا يقال لفلان شهيد إلا على من ثبت أنهم شهداء مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم لما صعد الجبل في أحد اهتز الجبل فقال: "اسكن أو اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان"، ثم استدل البخاري رحمه الله بحديث "ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا إذا كان يوم القيامة يجيء وجرحه يثعب دماً، اللون لون الدم، والريح ريح المسك"، أخذ البخاري من قوله عليه الصلاة والسلام : "والله أعلم بمن يكلم في سبيله" أنه لا يجوز أن نقول: فلان شهيد؛ لأن هذا علمه عند الله، وذكر صاحب فتح الباري أثراً (عن عمر رضى الله عنه أنه خطب وقال: "تقولون في مغازيكم فلان شهيد ومات فلان شهيدا ولعله قد يكون قد أوقر راحلته ألا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد"، وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد بن منصور). إذاً لا نقول لشخص معين: إنه شهيد حتى لو كان قتل في صفوف المسلمين وهو يقاتل الكفار، والله أعلم).

وقال في موضع آخر: (إن أمر النية أمر عظيم وكم من رجلين يقومان بأمر واحد يكون بينهما كما بين السماء والأرض وذلك من أجل النية ألم يبلغكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"، العمل واحد والمظهر واحد وهي الهجرة، لكن بين هذين المهاجرين كما بين السماء والأرض لاختلاف النية؛ لأن النية عليها مدار عظيم فعلينا أن نخلص النية لله من الأساس نتعلم أساليب الحرب لأجل أن نقاتل حماية لدين الله عز وجل وإعلاءً لكلمته وثقوا بأنه مادامت هذه النية هي النية التي ينويها المقاتل مع صلاح عمله واستقامة حاله فإن الله تعالى سوف يكتب له النصر فإذا نصر الإنسان ربه فإن الله قد ضمن له النصر كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } ،
وهنا مثلان يجب أن نأخذ منهما عبرة:

الأول: في اعتماد الإنسان على نفسه وقوته فإنه متى اعتمد الإنسان على نفسه وقوته خذل مهما كان انظروا إلى ما وقع من المسلمين في غزوة الطائف غزوة حنين خرج الرسول صلى الله عليه وسلم باثني عشر ألفا إلى ثقيف وهوازن فقالوا: لن نغلب اليوم من قلة، أعجبوا بكثرتهم وأنهم لن يغلبوا بسبب الكثرة فماذا حصل هزموا بثلاثة آلاف وخمسمائة نفر ولهذا ذكرهم الله عز وجل إن إخلاص النية أمر مهم لا تقاتل لأجل وطنك ولا تقاتل لأجل قومك، ولا تقاتل لأي أحد سوى وجه الله تعالى حتى تنتصر وحتى تنال الشهادة إن قتلت، حتى ترجع بإحدى الحسنيين إما الشهادة وإما الظفر والسعادة إن الإنسان الذي يقاتل لغير الله فقد باء بالفشل وخسر الدنيا والآخرة، إن القتال لغير الله عزوجل غير مجدٍ شيئا من أزمنة طويلة وظهرت دعوى الجاهلية دعوى القومية فماذا أنتجت هذه القومية أنتجت تفريق المسلمين، وانضمام غير المسلمين إلى المسلمين بدعوى هذه القومية، بل إن القومية في حد ذاتها لم تجتمع ولا على قوميتها إننا نرى هؤلاء القوم ربما يقاتل بعضهم بعضا، وربما يعين بعضهم على الآخر عدوه لو كانت الراية راية الإسلام والقتال للإسلام لانضم إلينا أعداد هائلة من المسلمين الذين نعلم أن عندهم من تحقيق الإيمان والعمل الصالح ما يفوق كثيرا من الناس، ولهذا من الممكن أن ينظر الإنسان في أمره ويفكر هل هو على نية سليمة أو على نية غير سليمة، إذا كان على نية سليمة فليحمد الله ويستمر، وإذا كان على نية غير سليمة فليَعُد فإن الرجوع إلى الحق فضيلة، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، فالقتال لأجل إعلاء كلمة الله هو الذي ينال به الإنسان إحدى الحسنيين إما الظفر وإما الشهادة.
إن الإنسان لا يقاتل من أجل وطنه ولكن إذا أراد أن يقاتل دفاعا عن الوطن لأنه وطن إسلامي فحينئذ تكون نيته سليمة ويكون قتاله لتكون كلمة الله هي العليا لأنه يقول: أنا لا أقاتل لأجل وطني من حيث إنه التراب الذي عشت فوقه، ولكن لأنه وطن إسلامي يشتمل على أمة إسلامية يجب علي أن أدافع عنه، وبهذا تكون نية سليمة لكن يجب أن يركز الإنسان على أن أصل ذلك هو القتال لأجل دين الله، وإذا تأملنا قول الله تعالى : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ } ، تبين لنا أن الذي يظهر إنما هو الدين، فمن قام بهذا الدين فإنه سوف يظهر على عدوه، لأن كل من تمسك بالدين فإنه لا بد أن يظهر على غيره من الذين تمسكوا بدين سواه ولقد قدم أبو سفيان إلى الشام في جماعة له للتجارة أرسل هرقل ملك الروم إليهم ودعاهم إلى مقره ليسألهم عن حال هذا النبي , فلما أجابه أبو سفيان بما أجابه قال له أي هرقل : (إن كان ما تقول حقا فسيملك ما تحت قدمي هاتين). فهل كان ما توقعه ملك الروم والجواب نعم إن النبي صلى الله عليه وسلم ملك ما تحت قدميه لكنه لم يملكه بشخصه في حياته بل ملكته دعوته ملكته أمته الذين دعوا بدعوته وأصلحوا الناس برسالته حتى ملكوا مشارق الأرض ومغاربها وإني والله واثق كل الثقة أن لو رجعنا إلى ما كان عليه أسلافنا من صدق المعاملة مع الله ومع عباد الله ليمكنن الله لنا في الأرض وأننا ما خُذلنا إلا بأسباب ما نحن عليه من المخالفات في الواجبات والوقوع في المحرمات ليشمل ذلك الذكور والإناث، الصغير والكبير إلا من عصم الله ولكن العبرة بالأمة لا بالفرد الواحد فإن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب.
المثل الثاني: في غزوة أحد كان النصر في أول الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولكن حصل منهم معصية واحدة وهي مخالفة الرماة جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم ، في ثغر من الجبل، لكن القوم لما رأوا أن المسلمين هزموا الكفار ظنوا أن لا رجعة للكافرين فتقدموا يقولون: الغنيمة، الغنيمة فماذا حصل حصل أن استشهد من المؤمنين سبعون رجلا، وجرح الرسول صلى الله عليه وسلم في وجنته وكسرت رِباعيته وأغمي عليه، وحصل ما حصل من التعب والمشقة والجراح ولكن لله تعالى الحكمة في ذلك، ذكرهم الله بهذا في قوله: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ } ، أين جواب الشرط، حذف ليذهب الذهن كل مذهب في تقديره، يعني حصل ما تكرهون وحصل كذا وكذا، مما يمكن الذهن أن يقدره من خلال ما وقع في هذه الغزوة. إذا كان الأمر كذلك في جند من خير القرون، فإن خير قرون بني آدم : هم الصحابة رضي الله عنهم وحصل أيضا مع خير رسول أرسله الله إلى أهل الأرض بمعصية واحدة فما بالكم إذا كانت المعاصي كثيرة إننا إذا أملنا النصر مع كثرة المعاصي فما هي إلا أمنية مبنية على غير حقيقة، لا بد أن نطهر أنفسنا أولا، وأن نرجع إلى الله وأن نعمل عملا صالحا حتى نستحق النصر يقول الله: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } . فمن الذين ينصرون الله {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ } استقاموا في أنفسهم وحاولوا إقامة غيرهم، أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، فإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة استقامة لأنفسهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيها محاولة إصلاح غيرهم، فهل هذا موجود الآن في أكثر الجيوش الإسلامية. الجواب نقولها: وهي مُرُّة لكن ما وافق الحقيقة فهو حلو نقول: هذا غير موجود إلا أن يشاء الله. كيف كانت حال الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دخل مكة فاتحا مظفرا منصورا كان عليه الصلاة والسلام خاضعا الرأس يردد قوله تعالى : {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا } ، يردد كلام الله لا يردد أنشودة ولا أغنية ولم يصحب أحدا يغني معه، فيجب علينا مع الإخلاص أن نستقيم في أمرنا {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا } ، لا بد من الاستقامة ولا يكفي أن نقول: ربي الله ولا أن تؤمن. ولهذا يقدم الله العمل أحيانا على الإيمان {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }).
32) ملاحظات على الثورات:
* لم ترفع في التظاهرات أي راية تشير ولو بتلميح للإسلام من قريب أو بعيد.
* النمط واحد من أول الثورة إلى آخرها في كل بلد قامت فيه مع اختلاف يسير.
* وحدة الشعارات والمطالبات في جميع البلاد.
* الكثرة الكاثرة من المتظاهرين شباب من 17 إلى 25، وأقلهم من يجوز ذلك.
* الاتفاق البيّن والتلاحم الواضح بين جميع الطوائف على اختلاف العقائد والمناهج.
* موقف دول الكفر من هذه التظاهرات.
* التدخل السافر خاصة من أمريكا في جميع التظاهرات بوجوب ضبط نفس الحكومات، وإجابة مطالب الثورة، مساعدة الثورة للإطاحة بالحكم، تجميد أرصدة المناهضين للثورة، وأخيرا تحريك الأساطيل تجاه البلاد الإسلامية.
* انتشار الوطنية والقومية وانعدام المرجعية الدينية بين المتظاهرين.
* ظهور مطالبات شديدة بإبعاد ماله أي صفة دينية عن الثورات، حتى ممن يظن بهم خيرا.
* تنازل بيّن من بعض الهيئات الدينية عن بعض مبادئها في سبيل إنجاح الثورة.
* تسمية بعض أيام التظاهرات بأسماء مستجدة (يوم الخلاص).
* عدم وجود قيادة واضحة ومحددة لجميع التظاهرات في جميع البلاد.
* قيام التظاهرات في البلاد الإسلامية فقط دون غيرها من بلاد الكفر.
* قيام التظاهرات في (ميدان التحرير) في كل بلد يكون فيها هذا الاسم أو ما شابهه.
* مطالبة المتظاهرين بتعديل الدستور واستفتاء الشعب عليه، والمشاركة في الحكم.
* إجماع الأمة على تحريم الخروج على الحاكم المسلم ولو كان جائرا ظالما بأخذ المال وجلد الظهر.
* جواز الخروج على الحاكم الكافر بشروط: 1رؤية 2الكفر 3البواح 4بالبرهان الرباني 5 ووجود القوة الغالبة 6ولزوم البديل.
* تحذير شباب الثورة وقيادتها من إجراء أي انتخابات حاليا مطالبين بتأخيرها عاما، وذلك بعد إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن الانتخابات البرلمانية في يونيو، والانتخابات الرئاسية في أغسطس، وتسليم السلطة للرئيس المنتخب في أكتوبر.

والله أسأل أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يعصمنا من شرور المحن، ويميتنا على السنن. والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وأتباعه أجمعين.
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 2011-12-12, 01:10 PM
محب علي بن ابي طالب محب علي بن ابي طالب غير متواجد حالياً
مشرف قسم الحوار مع الشيعة
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-18
المكان: السعودية
المشاركات: 2,882
افتراضي رد: « التعامــل مع « الفتـــن ولزوم الجماعــة » في الكتاب والسنـــه »

جزاك الله خيرا
__________________
[gdwl]عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه قال يارسول الله !
من أحب الناس إليك ؟
قال : عائشة ، قال : من الرجال ؟ قال : أبوها.
رقم الحديث في نسخة الأباني : 3886
خلاصة الدرجة: صحيح
[/gdwl]
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2011-12-19, 04:00 PM
حامـ المسك ـل حامـ المسك ـل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-04
المكان: السعوديه حرسها الله
المشاركات: 1,619
افتراضي رد: « التعامــل مع « الفتـــن ولزوم الجماعــة » في الكتاب والسنـــه »

ولكم جزيل الشكر أخي
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2011-12-19, 05:22 PM
رحيل عابرة سبيل رحيل عابرة سبيل غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-01
المكان: الجزائر
المشاركات: 62
افتراضي رد: « التعامــل مع « الفتـــن ولزوم الجماعــة » في الكتاب والسنـــه »

وبارك الله فيك على مجهودك القيم جعله الله في ميزان حسناتك
اللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن
__________________


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 2011-12-19, 11:27 PM
zenadalfalluja zenadalfalluja غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-14
المشاركات: 7
افتراضي رد: « التعامــل مع « الفتـــن ولزوم الجماعــة » في الكتاب والسنـــه »

اللهم جنبنا الفتن ما ضهر منها وما بطن
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
قبلة اليهود أبو جهاد الأنصاري منكرو السنة 7 2021-01-21 02:33 PM
هل القرأني كافر موحد مسلم منكرو السنة 53 2020-04-13 10:32 PM
علي بن أبي طالب في دين الامامية الشيعة يحارب بأعضائه الجسدية الكرة الأرضية ويطير بها إلى السماء ابو هديل الشيعة والروافض 0 2020-03-15 08:01 PM
فبعد هذا نقول لعن الله الائمة موحد مسلم الشيعة والروافض 1 2020-03-06 04:26 AM
من الاعلم علي ام الانبياء موحد مسلم الشيعة والروافض 0 2020-02-13 06:20 PM

 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 شركة تنظيف بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف بالطائف   شركة تنظيف خزانات بجدة 
 yalla shoot   يلا شوت   يلا شوت   برنامج موارد بشرية   يلا شوت 
 شركة تنظيف بالطائف   سحب مجاري   فني صحي   افضل شركة نقل اثاث بجدة   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف منازل بالرياض   pdf help   كورة لايف   koora live   شركة تنظيف في دبي   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة   كحل الاثمد   متاجر السعودية   مأذون شرعي   كحل الاثمد الاصلي   تمور المدينة   شركة عزل خزانات بجدة   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج 
شركة صيانة افران بالرياض  سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   yalla shoot 
 translation office near me   كورة سيتي kooracity   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض 
 برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   الحلوى العمانية 
 يلا شوت 
 Yalla shoot   شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd