أنصار السنة  
جديد المواضيع



للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > الفرق الإسلامية > الصوفية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2011-09-01, 10:18 PM
سيد سليم سيد سليم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-15
المشاركات: 8
افتراضي التصوف بين البراءة والاتهام

مقال لي نشر منذ ما يقرب من خمسة أعوام في جريدة صوت العروبة ط. القاهرة باريس
نحو حوار هادئ:التصوف بين البراءة والاتهام !!
________________________________________

التصوف بين البراءة والاتهام
"التصوف حال من السلوك الفردي والجماعي يرقى به الإنسان إلى المقام الرفيع (مقام الإحسان) الذي أبانه سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم ـ عندما حاوره سيدنا جبريل ـ عليه السلام ـ عن الإسلام، والإيمان، والإحسان، فقال صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم: "الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" ليتم بذلك الوصول إلى الهدف الذي خلق الله من أجله هذا الإنسان ألا وهو: تحقيق مقام العبودية الخالصة لله تعالى، والمشار إليه في قوله عز وجل: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} (58:56الذاريات) وذلك عن طريق تربية النفس وتهذيب السلوك وتطهير الوجدان وحراسة الحواس وتطييب الروح والسمو الأخلاقي بصفة عامة. ويبنى التصوف على علاقة بين أستاذ التربية وتلاميذه أو شيخ الطريقة ومريديه، تنظمها أسس عامة وقواعد معلومة حققها سادتنا الصوفية الأوائل خلال سلوكهم الطريق وتجاربهم الفعلية ومنازلاتهم الروحية في هذا المجال، والتي خرجوا منها بنتيجة سلوكية وتربوية هامة لابد من مباشرتها لكل سالك ألا وهي، "جهاد النفس ومحاربة هواها" وهم يستمدون ذلك من قول الله تعالى: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى}(51،50: النازعات) ومن الأثر الوارد الذي يتمسكون به "الجهاد الأكبر جهاد النفس" وقد أكثر السادة الصوفية من الحديث عن النفس ومؤامراتها وحيلها الشيطانية؛ من حيث أنها أمارة بالسوء وإن قطعت مراتبها المعروفة التي يتخطاها السالكون بل أنهم قالوا عنها: " أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك". وقالوا:
توق نفسك لا تأمن غوائلها = فالنفس أخبث من سبعين شيطانا
وللإمام البوصيري ـ رضي الله عنه ـ أبيات بلغت قمة في الجمال؛ تعبر عن خطورة اتباع هوى النفس، كما تبين كيفية الانتصار على أهوائها، ثم تربيتها وتهذيبهاً إلى أن تخضع وتستجيب للصواب وكثيراً ما يرددها السادة الصوفية:
وخالف النفس والشيطان واعصهما = وإن هما محضاك النصح فاتهم
لا تسترض منهما لا خصماً ولا حكماً = فأنت تعلم كيد الخصم والحكم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه = إن الهوى ما تولى يصم أو يصم
وراعها وهي في الأعمال سائمة = وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
كم حسنت لذة للمرء قاتلة = من حيث لم يدر أن السم في الدسم
والنفس كالطفل إن تهمله شب على = حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
وللنفس عند الصوفية سبع مراتب: (الأمارة،اللوامة،الملهمة،المطمئنة،الراضية المرضية،الكاملة) وهذه المراتب يتم سلوكها بالجهاد الصادق، والكفاح المستمر؛ لأن لكل مرتبة عوائق وعقبات يجب تخطيها للوصول إلى المرتبة التي تليها. فإذا ما انتهي السالك من تخطي هذه المراتب فإنه يبدأ رحلة جديدة من الأحوال والمقامات والرقي الروحي إلى درجات عالية رفيعة إلى ما شاء الله. إنه الجهاد الدائم والكفاح المستمر {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه}(6: الانشقاق) ولا يتم ذلك كله إلا عن طريق شيخ سلك الطريق قبل ذلك، واطلع على ما فيه من عقبات ومحاذير حتى صار خبيراً في هذا المجال؛ ليأخذ بيد مريديه إلى الله، وفى هذا يقول القرآن الكريم:{الرحمن فاسأل به خبيرا}(59: الرحمن)، {واتبع سبيل من أناب إلي}(15:لقمان)، {ولا ينبئك مثل خبير} وقد ركز سادتنا الصوفية الأوائل على ضرورة اتخاذ الشيخ البصير لسلوك ذلك الطريق وشددوا في ذلك أيما تشدد ومما جاء عنهم في هذا المجال قول سيدي علي عقل رضي الله عنه:
وعندي أن الأمر ليس بهين = فلابد من سوق النفوس لمن يدري
إذا لم يكن للنفس شيخ له هدى = يؤدبها بالروح زاغت عن السير
ولا يعبر البحر الخضم ونوأه = سوى ماهر يدري السباحة في البحر
ولولا اتصال الكهرباء بأصلها = على موجة التيار ما نورها يسري
إذن المشيخة شيء ضروري عند السادة الصوفية فلابد لكل مريد من شيخ يسلكه الطريق عن طريق البيعة أو ما يعرف بالعهد أو القبضة، وكلها أسماء لمعنى واحد، هو علاقة الأبوة الروحية بين المريد السالك وشيخه المربي؛ حيث أن الشيخ سبق له سلوك الطريق عن شيخ أيضاً؛ وبالتالي عرف ما فيها، وطابت نفسه حتى أذن له في تسليك غيره بعد أن تحقق بالخبرة والإنابة واتخذ البصيرة وسيلة له في طريق تربيته للمريدين مقتدياً بسيد المربين والدعاة {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني}(108: يوسف) فإذا ما اتصف الشيخ بهذه الصفات كان حرياً أن ينال التوقير القلبي من مريده الذي يرى فيه مثله الأعلى ونموذجه المقدم بعد سيد المربين سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأنه المسئول المباشر عن تربيته والوصول به إلى فضل الله ورحمته ورضاه، وعن أوصاف الشيخ يقول أحدهم
وللشيخ آياتٌ إذا لم تكن له = فما هو إلا في ليالي الهوى يسري
إذا لم يكن علم لديه بظاهر = ولا باطن فاضرب به لجج البحر
وإن كان إلا أنه غير جامع = لوصفيهما جمعا على أكمل الأمر
فأقرب أحوال العليل إلى الردى = إذا لم يكن منها الطبيب على خبر
وآيته ألا يميل إلى الهوى = فدنياه في طي وأخراه في نشر
والبيعة بهذا السلوك؛ تجعل التصوف روحاً للإسلام، وثمرة للإيمان، وتعريفاً عملياً للإحسان ويكون التصوف بريئاً من التهم الموجهة إليه. فإذا لم يكن الشيخ هكذا؛ فلا يحق له، ولا يصح منه أن يدعي المشيخة؛ التي قد يجر بها المريدين إلى الهاوية، ويضيع عليهم فرصة اللحاق بركب التربية الروحية الصحيحة. يقول سيدي أحمد بن عطاء الله السكندري عن أوصاف الشيخ المربي: "ليس شيخك من واجهتك عبارته إنما شيخك من سرت فيك إشارته، وليس شيخك من سمعت منه إنما شيخك من أخذت عنه، وشيخك هو الذي يجلو مرآة قلبك حتى تجلت فيه أنوار ربك حتى وصلت إليه ولا زال محاذياً لك حتى ألقاك بين يديه وزج بك في نور الحضرة وقال لك ها أنت وربك".
ومن المعلوم أن التهم الموجهة للتصوف لم تأت من فراغ وإنما أتت بسبب ممارسات المدعين للتصوف الدخلاء على أهله المتزيين بزي رجاله الخارجين عن آدابه المنحرفين عن أخلاقياته، الذين اتخذوا الطريق مغنما لهم، كما أن هؤلاء الشواذ تجاوزوا كل الآداب والأصول فأباحوا الاختلاط بين الجنسين وفيهم الشباب والمراهقين بدعوى الأخوة في الله ورحم الله الشيخ القائل: "إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء فلا تأخذوا عنه حتى تنظروا أعماله فإن كانت موافقة لكتاب الله وسنة رسوله فخذوا عنه وإن كانت مخالفة فاتركوه فإنما هو شيطان" وكل هذا جهل مبين وحماقات مرفوضة، مع العلم أن أغلب هؤلاء صاروا شيوخ طرق عن طريق الوراثة أو المجاملة، بل أن بعض شيوخ الطرق يلجئون إلى الاستكثار من المريدين والخلفاء والنواب دون أن يضعوا في الاعتبار الضوابط والأسس التي قننها ورسمها سادتنا الصوفية الأوائل. وبسبب هذا السلوك المشين والبعيد كل البعد عن روح التصوف؛ أْتيحت الفرصة للناقمين على التصوف، الكارهين لرجالاته لشن الحملات الهجومية على التصوف ككل وبهذا جنى هؤلاء الدخلاء المدعين جناية كبرى على التصوف الحق رغم أن التصوف برئ من هؤلاء اللصوص اللصقاء.
وإذا ذهبنا إلى ما قاله أئمة التصوف عن الطريق الصوفي؛ تبين لنا براءة التصوف من السهام الموجهة إليه، وأن كل من لا تنطبق عليه أقوال الأئمة ليس صوفياً والتصوف بريء منه. يقول الإمام الجنيد سيد الطائفة الصوفية: "التصوف ذكر مع اجتماع ووجد مع استماع وعمل مع اتباع". وله أيضاً: "الصوفي كالأرض يطرح عليها كل قبيح ولا يخرج منها إلا كل مليح". ويقول الجريري: "التصوف مراقبة الأحوال ولزوم الأدب" ويقول أبو تراب النخشبي: "الصوفي لا يكدره شيء ويصفو به كل شيء" وقال الواسطي معبراً عما كان عليه الصوفية وعما صاروا إليه في إشارات بليغة ومعبرة: "كان للقوم إشارات ثم صارت حركات ثم لم يبق منها إلا حسرات". هذا عن عصره فكيف إذا شاهد أكثر صوفية عصرنا؟! أيها السادة أحباب التصوف والصوفية: إن من الواجب علينا جميعاً أن نتكاتف كل حسب استطاعته وفي مجاله؛ للرجوع إلى التصوف الصحيح والبعد عن المدعين البطالين. إن من الواجب على مشيخة الطرق الصوفية (وهي هيئة دينية رسمية تقوم على شئون التصوف والصوفية ولها مجلسها الأعلى الذي يضم بالإضافة لأعضائه المنتخبين ممثلين لأهم هيئات الدولة، كما أن لها قانونها المنظم لعملها، ولها لائحتها الداخلية) أن تمارس دورها الروحي والقانوني للوصول إلى تصوف خال من الزيف والخرافات، بعيد عن البدع والمبالغات،/ ليس فيه اختلاط أو ابتذال خاصة في الموالد التي يقصدها المحبون من الداخل والخارج. يجب أن يكون الموالد ملتقىً روحياً لتدارس سير هؤلاء الصالحين، وكيفية توظيفها للاستفادة بها في واقع حياتنا. فيا مشيختنا العامة للطرق الصوفية ـ وفيك العلماء الأفذاذ والسالكون المربون الصالحون بحق ـ عليك أن تضعي برنامجاً؛ للقضاء على السلبيات المشينة التي تسيء إلى التصوف والصوفية.
ومما لا شك فيه أن الوصول إلى مقامات السادة الصوفية الأوائل أمر صعب المراس لا يستطيعه مدع أفاق، أو متلصص بطال. فها هو الإمام العَلَم الذي بلغ الدرجات العليا في علوم الشريعة والفلسفة الإيمانية وهو الإمام أبو حامد الغزالي ـ رضي الله عنه ـ يحدثنا عن تجربته النورانية مع التصوف والصوفية فيقول في كتابه المنقذ من الضلال: "بقيت نحو عشرين سنة بعد خروجي للتصوف وانكشفت لي في أثنائها أمور لا يمكن إحصاؤها والقدر الذي أذكره لينتفع به الناس أني علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن سيرهم أحسن السير وطريقهم أصوب الطرق وأخلاقهم أزكى الأخلاق بل لو جمع عقل العقلاء وحكمة الحكماء وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم ويبدلوه بما هو خير منه لم يجدوا إليه سبيلا وأن جميع حركاتهم وسكناتهم مقتبسة من نور مشكاة النبوة وبالجملة ماذا يقول القائل في طريقة أول شروطها تطهير القلب بالكلية عما سوى الله تعالى وآخرها الفناء بالكلية في الله تعالى". وعن بداية تجربته المباركة بقول: "ابتدأت بتحصيل علمهم من مطالعة كتبهم: مثل(قوت القلوب لأبي طالب المكي رحمه الله وكتب الحارث المحاسبي والمتفرقات المأثورة عن الجنيد والشبلي وأبي يزيد البسطامي قدس الله أرواحهم وغير ذلك من كلام مشايخهم حتى اطلعت على كنه مقاصدهم العلية وحصلت ما يمكن أن يحصل من طريقهم بالتعلم والسماع فظهر لي أن أخص خواصهم ما لا يمكن الوصول إليه بالتعليم بل بالذوق والحال وتبدل الصفات". ويؤكد الإمام أبو الحسن النوري المعنى نفسه فيقول: "ليس التصوف رسماً ولا علماً ولكنه خلق لأنه لو كان رسماً لحصل بالمجاهدة ولو كان علماً لحصل بالتعليم ولكنه تخلق بأخلاق الله ولن تستطيع الإقبال على الأخلاق الإلهية بعلم أو رسم". وفي كتابه "المدرسة الشاذلية" يقول إمام وعلم التصوف في عصرنا سيدي الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله: "ونقول في يقين يسد الطريق في وجه كل من يحاول أن يثير أوهاماً ضد التصوف والصوفية إن المنهج الصوفي إنما هو تحقيق واقعي لقوله تعالى: {قد أفلح من زكاها}(9: الشمي). هذا هو التصوف الذي ينبغي الحديث عنه، واحترامه واحترام أهله، ومن ذهب إلى غير ذلك فليس من التصوف في شيء؛ إنما للتصوف رجاله، وهم قادة سادة في شتى الميادين الدينية والدنيوية؛ أكرمهم الله ونفع بهم. والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2011-09-02, 12:34 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,345
افتراضي رد: التصوف بين البراءة والاتهام



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد سليم مشاهدة المشاركة
ويبنى التصوف على علاقة بين أستاذ التربية وتلاميذه أو شيخ الطريقة ومريديه، تنظمها أسس عامة وقواعد معلومة حققها سادتنا الصوفية الأوائل
من هو أول صوفى يُنسب إليه التصوف ، إسلامياً؟؟؟!
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2011-09-02, 02:57 AM
سيد سليم سيد سليم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-15
المشاركات: 8
افتراضي رد: التصوف بين البراءة والاتهام

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
كما سبق أن ذكرت في مقالي من أن التصوف الصحيح ـ وليس المُدعى ـ علم تربوي سلوكي مأخوذ من روح الإسلام
وأحب أن أذكر هنا ما أشار إليه كثرة من علماء الإسلام عن نشأة التصوف، وأوائل من تصوفوا، وذلك بالنقل عن كتاب: (التَّــصَوُّفُ المنْشَأ وَالمَصَادِر) تأليف الأستاذ إحسان إلهي ظهير( رحمه الله ) ففي الفصل الرابع وتحت عنوان: (بَدْءُ التّصَوّفِ وَظهُوره)
يقول: "إن الناس اختلفوا في بدء ظهور هذه الكلمة واستعمالها كاختلافهم في أصله وتعريفه , فذكر ابن تيمية وسبقه ابن الجوزي وابن خلدون في هذا أن لفظ الصوفية لم يكن مشهورا في القرون الثلاثة الأولى , وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك , وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ كالإمام أحمد بن حنبل , وأبي سليمان الداراني وغيرهما , وقد روى عن سفيان الثوري أنه تكلم به , وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصري .

وقال السراج الطوسي في الباب الذي خصصه للرد على من قال : لم نسمع بذكر الصوفية في القديم وهو إسم مستحدث : يقول في هذا الباب :
( إن سأل سائل فقال : لم نسمع بذكر الصوفية في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم أجمعين , ولا فيمن كان بعدهم , ولا نعرف إلا العبّاد والزُّهاد والسيَّاحين والفقراء , وما قيل لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : صوفي , فنقول وبالله التوفيق .

الصحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لها حرمة , وتخصيص من شمله ذلك , فلا يجوز أن يعلق عليه اسم على أنه أشرف من الصحبة , وذلك لشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرمته , ألا ترى أنهم أئمة الزهاد والعباد والمتوكلين والفقراء والراضين والصابرين والمختبين , وغير ذلك , وما نالوا جميع ما نالوا إلا ببركة الصحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما نسبوا إلى الصحبة والتي هي أجل الأحوال استحال أن يفضلوا بفضيلة غير الصحبة التي هي أجل الأحوال وبالله التوفيق .

وأما قول القائل : إنه اسم محدث أحدثه البغداديون , فمحال , لأن في وقت الحسن البصري رحمه الله كان يعرف هذا الاسم , وكان الحسن قد أدرك جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم , وقد رُوي عنه أنه قال : رأيت صوفيا في الطواف فأعطيته شيئا فلم يأخذه وقال : معي أربعة دوانيق يكفيني ما معي .
وروي عن سفيان الثوري رحمه الله أنه قال : لولا أبو هاشم الصوفي ما عرفت دقيق الرياء , وقد ذكر الكتاب الذي جُمع فيه أخبار مكة عن محمد بن إسحاق بن يسار , وعن غيره يذكر فيه حديثاً : أنه قبل الإسلام قد خلت مكة في وقت من الأوقات , حتى كان لا يطوف بالبيت أحد , وكان يجيء من بلد بعيد رجل صوفي فيطوف بالبيت وينصرف , فإن صح ذلك فإنه يدل على أنه قبل الإسلام كان يعرف هذا الاسم , وكان يُنسب إليه أهل الفضل والصلاح , والله أعلم ) .

وبمثل ذلك قال السهروردي : ( وهذا الاسم لم يكن في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقيل : كان في زمن التابعين – ثم نقل عن الحسن البصري وما نقلناه عن الطوسي أيضا – ثم قال : وقيل : لم يعرف هذا الاسم إلى المائتين من الهجرة العربية ) .

وصرح عبد الرحمن الجامي :
( أن أبا هاشم الكوفي أول من دعى بالصوفي , ولم يسم أحد قبله بهذا الاسم , كما أن أول خانقاه بني للصوفية هو ذلك الذي في رملة الشام , والسبب في ذلك أن الأمير النصراني كان قد ذهب للقنص فشاهد فشاهد شخصين من هذه الطائفة الصوفية سنح له لقاؤهما وقد احتضن أحدهما الآخر وجلسا هناك , وتناولا معا كل ما كان معهما من طعام , ثم سارا لشأنهما , فسرّ الأمير النصراني من معاملتهما وأخلاقهما , فاستدعى أحدهما , وقال له : من هو ذاك ؟
قال : لا أعرفه , قال : وما صلتك به ؟ .
قال : لا شيء . قال : فمن كان ؟ .
قال : لا أدري , فقال الأمير : فما هذه الألفة التي كانت بينكما ؟ .
فقال الدرويش : إن هذه طريقتنا , قال : هل لكم من مكان تأوون إليه ؟ .
قال : لا , قال : فإني أقيم لكما محلا تأويان إليه , فبنى لهما هذه الخانقاه في الرملة ) .

وأما القشيري فقال : اشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة ) .

وأما الهجويري فلقد ذكر أن التصوف كان موجودا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وباسمه , واستدل بحديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من سمع صوت أهل التصوف فلا يؤمن على دعائهم كتب عند الله من الغافلين ) .

مع أنه نفسه كتب في نفس الباب في آخره شارحا كلام أبي الحسن البوشنجي ( التصوف اليوم اسم بلا حقيقة , وقد كان من قبل حقيقة بلا اسم ) فكتب تحته موضحا :

( يعني أن هذا الاسم لم يكن موجودا وقت الصحابة والسلف , وكان المعنى موجودا في كل منهم , والآن يوجد الاسم , ولا يوجد المعنى ) .

وأما المستشرقون الذين كتبوا عن التصوف , ويعدون من موالي الصوفية وأنصارهم , فمنهم نيكلسون فإنه يرى مثل ما يراه الجامي أن لفظة التصوف أطلقت أول ما أطلقت على أبي هاشم الكوفي المتوفى سنة 150 ه .
ولكن المستشرق الفرنسي المشهور ما سينيون يرى غير ذلك , فيقول :

ورد لفظ الصوفي لأول مرة في التاريخ في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي إذ نعت به جابر بن حيان , وهو صاحب كيمياء شيعي من أهل الكوفة , له في الزهد مذهب خاص , وأبو هاشم الكوفي الصوفي المشهور .

أما صيغة الجمع ( الصوفية ) التي ظهرت عام 189 هـ ( 814 م ) في خبر فتنة قامت بالأسكندرية فكانت تدل قرابة ذلك العهد على مذهب من مذاهب التصوف الإسلامي يكاد يكون شيعيا نشأ في الكوفة , وكان عبدك الصوفي آخر أئمته , وهو من القائلين بأن الإمامة بالإرث والتعيين , وكان لا يأكل اللحم , وتوفى ببغداد حوالي عام 210 هـ .

وإذن فكلمة صوفي كانت أول أمرها مقصورة على الكوفة ) .

وقال أيضا :
صاحب عزلة بغدادي , وهو أول من لقب بالصوفي , وكان هذا اللفظ يومئذ يدل على بعض زهاد الشيعة بالكوفة , وعلى رهط من الثائرين بالأسكندرية , وقد يعدّ من الزنادقة بسبب إمتناعه عن أكل اللحم , ويريد الأستاذ أول من لقب بالصوفي في بغداد كما يؤخذ مما نقله عن الهمذاني , ونصه :
( ولم يكن السالكون لطرق الله في الأعصار السالفة والقرون الأولى يعرفون باسم المتصوفة , وإنما الصوفي لفظ أشتهر في القرن الثالث , وأول من سمي ببغداد بهذا الاسم عبدك الصوفي , وهو من كبار المشائخ وقدمائهم , وكان قبل بشر بن الحارث الحافي والسري بن المفلس السقطي ) .

والجدير بالذكر أن هؤلاء الثلاثة الذين يقال عنهم بأنهم أول من سمّو بهذا الاسم , وتلقبوا بهذا اللقب مطعونون في مذاهبهم وعقائدهم , ورمى كل واحد منهم بالفسق والفجور وحتى الزندقة , وخاصة جابر بن حيان , وعبدك كما سيأتي ذلك مفصلا في محله من الكتاب إن شاء الله .

وقد سبق كلام شيخ الاسلام ابن تيمية حيث قال : ( إن لفظ الصوفية لم يكن مشهورا في القرون الثلاثة , وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك ) .

وبمثل ذلك قال ابن خلدون .
فخلاصة الكلام أن الجميع متفقون على حداثة هذا الاسم , وعدم وجوده في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالحين .

نعم, كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهد خلق الله في الدنيا وزخارفها , وأصحابه على سيرته وطريقته , يعدّون الدنيا وما فيها لهوا ولعبا , زائلة فانية , والأموال والأولاد فتنة ابتلي المؤمنون بها , فلم يكونوا يجعلون أكبر همهم إلا ابتغاء مرضاة الله , يرجون لقاءه وثوابه , ويخافون غضبه وعقابه , آخذين من الدنيا ما أباح الله لهم أخذه , ومجتنبين عنها ما نهى الله عنه , سالكين مسلك الاعتدال , منتهجين منهج المقتصد , غير باغين ولا عادين , مفرطين ولا متطرفين , وعلى رأسهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلفاء الراشدون , وبقية العشرة المبشرة , ثم البدريون , ثم أصحاب بيعة الرضوان , ثم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار , ثم عامة الأصحاب , على ترتيب الأفضلية كما مرّ سابقا في الفصل الأول من هذا الباب .
وتبعهم في ذلك التابعون لهم بإحسان , واتباع التابعين , أصحاب خير القرون , المشهود لهم بالخير والفضيلة , ولم يكن لهؤلاء كلهم في غير رسول الله أسوة ولا قدوة , الذي قال فيه جل وعلا :
{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى 6 وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى 7 وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى 8 فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ 9 وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ 10 وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ 11 }
والذي إذا وجد طعاما فأكل وشكر , وإذا لم يجد فرضي وصبر , وأحب لبس الثياب البيض , واكتسب جبّة رومية , ونهى عن التصدق بأكثر من ثلث المال , وأمر بحفظ حقوق النفس والأهل والولد , ونهى عن تعذيب النفس و اتعاب الجسد والبدن , وحرّص متبعيه على طلب الحلال , وطلب الحسنات في الدنيا والآخرة , ومنع الله تعالى من التعنت والتطرف في ترك الدنيا وطيباتها في آيات كثيرة في القرآن الكريم , سنوردها في موضعها من الكلام إن شاء الله .

ثم خلف من بعدهم خلف فتطرفوا , وذهبوا بعيدا في نعيم الدنيا وزخارفها , وفتحت عليهم أبواب الترف والرخاء , ودرّت عليهم الأرض والسماء , وأقبلت عليهم الدنيا بكنوزها وخزائنها , وفتحت عليهم الآفاق فانغمسوا في زخارفها وملذاتها , وبخاصة العرب الفاتحون الغزاة , والغالبون الظاهرون , فحصل ردّ الفعل , وفي نفوس المغلوبين المغزوين والمقهورين , من الموالي والفرس والمفلسين وأصحاب النفوس الضعيفة المتوانية خاصة , فهربوا عن الحياة ومناضلتها , وجدّها وكدّها , ولجأوا إلى الخانقاوات والتكايا والزوايا والرباطات , فرارا من المبارزة والمناضلة , وصبغوا هذا الفرار والانهزام وردّ الفعل صبغة دينية , ولون قداسة وطهارة , وتنزه وقرابة , كما كان هنالك أسباب ودوافع ومؤثرات أخرى , وكذلك أيدي خفية دفعتهم إلى تكوين فلسفة جديدة للحياة , وطراز آخر من المشرب والمسلك , وأسلوب جديد للعيش والمعاش , فظهر التصوف بصورة مذهب مخصوص , وبطائفة مخصوصة اعتنقه قوم , وسلكه أشخاص ساذجون بدون تفكير كثير , وتدبر عميق كمسلك الزهد , ووسيلة التقرب إلى الله , غير عارفين بالأسس التي قام عليها هذا المشرب , والقواعد التي أسس عليها هذا المذهب , بسذاجة فطرية , وطيبة طبيعية , كما تستر بقناعه , وتنقب بنقابه بعض آخرون لهدم الإسلام وكيانه , وإدخال اليهودية والمسيحية في الإسلام , وأفكارهما من جانب , والزرادشتية والمجوسية والشعوبية من جانب آخر , وكذلك الهندوكية والبوذية والفلسفة اليونانية الأفلاطونية من ناحية أخرى , وتقويض أركان الإسلام وإلغاء تعاليم سيد الرسل صلى الله عليه وسلم , ونسخ الإسلام وإبطال شريعته بنعرة وحدة الوجود , ووحدة الأديان , وإجراء النبوة , وترجيح من يسمى بالولي على أنبياء الله ورسله , ومخالفة العلم , والتفريق بين الشريعة والحقيقة , وترويج الحكايات والأباطيل والأساطير , باسم الكرامات والخوارق وغير ذلك من الخلافات والترهات .

فلم يظهر التصوف مذهبا ومشربا , ولم يرج مصطلحاته الخاصة به , وكتبه , ومواجيده وأناشيده , تعاليمه وضوابطه , أصوله وقواعده , وفلسفته , ورجاله وأصحابه إلا في القرن الثالث من الهجرة وما بعده .

وبذلك يقول ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس :
( كانت النسبة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأيمان والإسلام . فيقال : مسلم ومؤمن , ثم حدث اسم زاهد وعابد , ثم نشأ أقوام تعلقوا بالزهد والتعبد , فتخلوا عن الدنيا , وانقطعوا إلى العبادة , واتخذوا في ذلك طريقة تفردوا بها , وأخلاقا تخلقوا بها , ثم قال : وهذا الاسم ظهر للقوم قبل سنة مائتين , ولما أظهره أوائلهم تكلموا فيه , وعبروا عن صفته بعبارات كثيرة , وحاصلها أن التصوف عندهم رياضة النفس , ومجاهدة الطبع بردّه عن الأخلاق الرذيلة , وجعله على الأخلاق الجميلة من الزهد والحلم والصبر والإخلاص والصدق إلى غير ذلك من الخصال الحسنة التي تكسب المدائح في الدنيا والثواب في الأخرى ... وعلى هذا كان أوائل القوم , فلبّس عليهم إبليس في أشياء , ثم لبس على بعدهم من تابعيهم فكلما مضى قرن زاد طمعه في القرن التالي فزاد تلبيسه عليهم إلى أن تمكن من المتأخرين غاية التمكن .
وكان أصل تلبيسه عليهم أنه صدهم عن العلم وأراهم أن المقصود العمل فلما أطفأ مصباح العلم عندهم تخبطوا في الظلمات . فمنهم من أراه أن المقصود من ذلك ترك الدنيا في الجملة فرفضوا مايصلح أبدانهم . وشبهوا المال بالعقارب , ونسوا أنه خلق للمصالح وبالغوا في الحمل على النفوس حتى أنه كان فيهم من لا يضطجع وهؤلاء كانت مقاصدهم حسنة غير أنهم على غير الجادة . وفيهم من كان لقلة علمه يعمل بما يقع إليه من الأحاديث الموضوعة وهو لا يدري .

ثم جاء أقوام فتكلموا لهم في الجوع والفقر والوسواس والخطرات وصنفوا في ذلك مثل الحارث المحاسبي . وجاء آخرون فهذبوا مذهب التصوف وأفردوه بصفات ميزوه بها من الاختصاص بالمرقعة والسماع والوجد والرقص والتصفيق وتميزوا بزيادة النظافة والطهارة . ثم مازال الأمر ينمى والأشياخ يضعون لهم أوضاعا ويتكلمون بواقعاتهم . ويتفق بعدهم عن العلماء لا بل رؤيتهم ما هم فيه أوفى العلوم حتى سموه العلم الباطن وجعلوا علم الشريعة العلم الظاهر . ومنهم من خرج به الجوع إلى الخيالات الفاسدة فادعى عشق الحق والهيمان فيه فكأنهم تخايلوا شخصا مستحسن الصورة فهاموا به . وهؤلاء بين الكفر والبدعة ثم تشعبت بأقوام منهم الطرق . ففسدت عقائدهم . فمن هؤلاء من قال بالحلول ومنهم من قال بالإتحاد . وما زال إبليس يخبطهم بفنون البدع حتى جعلوا لأنفسهم سننا وجاء أبو عبد الرحمن السلمي فصنف لهم كتاب السنن وجمع لهم حقائق التفسير فذكر عنهم فيه العجب في تفسيرهم القرآن بما يقع لهم من غير إسناد ذلك إلى أصل من أصول العلم . وإنما حملوه على مذاهبهم . والعجب من ورعهم في الطعام وانبساطهم في القرآن . وقد أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن القزاز , قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : قال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري قال كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئا يسيراً فلما مات الحاكم أبو عبد الله بن البيع حدث عن الأصم بتاريخ يحيى بن معين وبأشياء كثيرة سواه . وكان يضع للصوفية الأحاديث .
وصنف لهم أبو نصر السراج كتابا سماه لمع الصوفية ذكر فيه من الاعتقاد القبيح والكلام المرذول ما سنذكر منه جملة إن شاء الله تعالى . وصنف لهم أبو طالب المكي قوت القلوب فذكر فيه الأحاديث الباطلة ومالا يستند فيه من أصل من صلوات الأيام والليالي وغير ذلك من الموضوع وذكر فيه الاعتقاد الفاسد . وردد فيه قول – قال بعض الكاشفين – وهذا كلام فارغ وذكر فيه عن بعض الصوفية إن الله عز وجل يتجلى في الدنيا لأوليائه . أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : قال أبو طاهر محمد بن العلاف , قال : دخل أبو طالب المكي إلى البصرة بعد وفاة أبي الحسين بن سالم فانتمى إلى مقالته وقدم بغداد فاجتمع الناس عليه في مجلس الوعظ فخلط في كلامه فحفظ عنه أنه قال : ليس على المخلوق أضر من الخالق . فبدعة الناس وهجروه فامتنع من الكلام على الناس بعد ذلك قال الخطيب : وصنف أبو طالب المكي كتابا سماه قوت القلوب على لسان الصوفية وذكر فيه أشياء منكرة مستبشعة في الصفات .

وجاء أبو نعيم الأصبهاني فصنف لهم كتاب الحلية . وذكر في حدود التصوف أشياء منكرة قبيحة ولم يستح أن يذكر في الصوفية أبابكر وعمر وعثمان وعلياً وسادات الصحابة رضي الله عنهم . فذكر عنهم فيه العجب وذكر منهم شريحاً القاضي والحسن البصري وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وكذلك ذكر السلمي في طبقات الصوفية الفضيل وإبراهيم وإبراهيم بن أدهم ومعروفاً الكرخي وجعلهم من الصوفية بأن أشار إلى أنهم من الزهاد .

فالتصوف مذهب معروف يزيد على الزهد ويدل على الفرق بينهما . أن الزهد لم يذمه أحد وقد ذموا التصوف على ما سيأتي ذكره وصنف لهم عبد الكريم بن هوازن القشيري كتاب الرسالة فذكر فيها العجائب من الكلام في الفناء والبقاء , والقبض , والبسط , والوقت , والحال , والوجد والوجود , والجمع و والتفرقة , والصحو والسكر , والذوق , والشرب , والمحو , والإثبات , والتجلي , والمحاضرة والمكاشفة , واللوائح والطوالع , واللوامع , والتكوين , والتمكين والشريعة , والحقيقة . إلى غير ذلك من التخليط الذي ليس بشيء وتفسيره وأعجب منه , وجاء محمد بن طاهر المقدسي فصنف لهم صفوة التصوف فذكر فيه أشياء يستحي العاقل من ذكرها سنذكر منها ما يصلح ذكره في مواضعه إن شاء الله تعالى .

وكان شيخنا أبو الفضل بن ناصر الحافظ يقول : كان ابن طاهر يذهب مذهب الإباحة : قال وصنف كتاباً في جواز النظر إلى المراد أورد فيه حكاية عن يحيى بن معين قال : رأيت جارية بمصر مليحة صلى الله عليها . فقيل له تصلي عليها فقال صلى الله عليها وعلى كل مليح . قال شيخنا ابن ناصر , وليس ابن طاهر بمن يحتج به , وجاء أبو حامد الغزالي فصنف لهم كتاب الإحياء على طريقة القوم وملأه بالأحاديث الباطلة وهو لا يعلم بطلانها وتكلم في علم المكاشفة وخرج عن قانون الفقه , وقال أن المراد بالكوكب والشمس والقمر اللواتي رآهن إبراهيم صلوات الله عليه أنوار هي حجب الله عز وجل ولم يرد هذه المعروفات . وهذا من جنس كلام الباطنية . وقال في كتابه المفصح بالأحوال . إن الصوفية في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتا ويقتبسون منهم فوائد ثم يترقى الحال من مشاهدة الصورة إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق ) .
فهكذا كوّن هذا المذهب , وصار مستقلا بمبادئه وآرائه , وله مصادره ومراجعه , وتعاليمه ورسومه .
وإلى هنا نأتي إلى آخر هذا الباب ". انتهى الباب بنصه.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2011-09-03, 12:40 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,345
افتراضي رد: التصوف بين البراءة والاتهام

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد سليم مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
كما سبق أن ذكرت في مقالي من أن التصوف الصحيح ـ وليس المُدعى ـ علم تربوي سلوكي مأخوذ من روح الإسلام
وأحب أن أذكر هنا ما أشار إليه كثرة من علماء الإسلام عن نشأة التصوف، وأوائل من تصوفوا، وذلك بالنقل عن كتاب: (التَّــصَوُّفُ المنْشَأ وَالمَصَادِر) تأليف الأستاذ إحسان إلهي ظهير( رحمه الله ) ففي الفصل الرابع وتحت عنوان: (بَدْءُ التّصَوّفِ وَظهُوره)
يقول: "إن الناس اختلفوا في بدء ظهور هذه الكلمة واستعمالها كاختلافهم في أصله وتعريفه , فذكر ابن تيمية وسبقه ابن الجوزي وابن خلدون في هذا أن لفظ الصوفية لم يكن مشهورا في القرون الثلاثة الأولى , وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك , وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ كالإمام أحمد بن حنبل , وأبي سليمان الداراني وغيرهما , وقد روى عن سفيان الثوري أنه تكلم به , وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصري .

وقال السراج الطوسي في الباب الذي خصصه للرد على من قال : لم نسمع بذكر الصوفية في القديم وهو إسم مستحدث : يقول في هذا الباب :
( إن سأل سائل فقال : لم نسمع بذكر الصوفية في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم أجمعين , ولا فيمن كان بعدهم , ولا نعرف إلا العبّاد والزُّهاد والسيَّاحين والفقراء , وما قيل لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : صوفي , فنقول وبالله التوفيق .

الصحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لها حرمة , وتخصيص من شمله ذلك , فلا يجوز أن يعلق عليه اسم على أنه أشرف من الصحبة , وذلك لشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرمته , ألا ترى أنهم أئمة الزهاد والعباد والمتوكلين والفقراء والراضين والصابرين والمختبين , وغير ذلك , وما نالوا جميع ما نالوا إلا ببركة الصحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما نسبوا إلى الصحبة والتي هي أجل الأحوال استحال أن يفضلوا بفضيلة غير الصحبة التي هي أجل الأحوال وبالله التوفيق .

وأما قول القائل : إنه اسم محدث أحدثه البغداديون , فمحال , لأن في وقت الحسن البصري رحمه الله كان يعرف هذا الاسم , وكان الحسن قد أدرك جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم , وقد رُوي عنه أنه قال : رأيت صوفيا في الطواف فأعطيته شيئا فلم يأخذه وقال : معي أربعة دوانيق يكفيني ما معي .
وروي عن سفيان الثوري رحمه الله أنه قال : لولا أبو هاشم الصوفي ما عرفت دقيق الرياء , وقد ذكر الكتاب الذي جُمع فيه أخبار مكة عن محمد بن إسحاق بن يسار , وعن غيره يذكر فيه حديثاً : أنه قبل الإسلام قد خلت مكة في وقت من الأوقات , حتى كان لا يطوف بالبيت أحد , وكان يجيء من بلد بعيد رجل صوفي فيطوف بالبيت وينصرف , فإن صح ذلك فإنه يدل على أنه قبل الإسلام كان يعرف هذا الاسم , وكان يُنسب إليه أهل الفضل والصلاح , والله أعلم ) .

وبمثل ذلك قال السهروردي : ( وهذا الاسم لم يكن في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقيل : كان في زمن التابعين – ثم نقل عن الحسن البصري وما نقلناه عن الطوسي أيضا – ثم قال : وقيل : لم يعرف هذا الاسم إلى المائتين من الهجرة العربية ) .

وصرح عبد الرحمن الجامي :
( أن أبا هاشم الكوفي أول من دعى بالصوفي , ولم يسم أحد قبله بهذا الاسم , كما أن أول خانقاه بني للصوفية هو ذلك الذي في رملة الشام , والسبب في ذلك أن الأمير النصراني كان قد ذهب للقنص فشاهد فشاهد شخصين من هذه الطائفة الصوفية سنح له لقاؤهما وقد احتضن أحدهما الآخر وجلسا هناك , وتناولا معا كل ما كان معهما من طعام , ثم سارا لشأنهما , فسرّ الأمير النصراني من معاملتهما وأخلاقهما , فاستدعى أحدهما , وقال له : من هو ذاك ؟
قال : لا أعرفه , قال : وما صلتك به ؟ .
قال : لا شيء . قال : فمن كان ؟ .
قال : لا أدري , فقال الأمير : فما هذه الألفة التي كانت بينكما ؟ .
فقال الدرويش : إن هذه طريقتنا , قال : هل لكم من مكان تأوون إليه ؟ .
قال : لا , قال : فإني أقيم لكما محلا تأويان إليه , فبنى لهما هذه الخانقاه في الرملة ) .

وأما القشيري فقال : اشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة ) .

وأما الهجويري فلقد ذكر أن التصوف كان موجودا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وباسمه , واستدل بحديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من سمع صوت أهل التصوف فلا يؤمن على دعائهم كتب عند الله من الغافلين ) .

مع أنه نفسه كتب في نفس الباب في آخره شارحا كلام أبي الحسن البوشنجي ( التصوف اليوم اسم بلا حقيقة , وقد كان من قبل حقيقة بلا اسم ) فكتب تحته موضحا :

( يعني أن هذا الاسم لم يكن موجودا وقت الصحابة والسلف , وكان المعنى موجودا في كل منهم , والآن يوجد الاسم , ولا يوجد المعنى ) .

وأما المستشرقون الذين كتبوا عن التصوف , ويعدون من موالي الصوفية وأنصارهم , فمنهم نيكلسون فإنه يرى مثل ما يراه الجامي أن لفظة التصوف أطلقت أول ما أطلقت على أبي هاشم الكوفي المتوفى سنة 150 ه .
ولكن المستشرق الفرنسي المشهور ما سينيون يرى غير ذلك , فيقول :

ورد لفظ الصوفي لأول مرة في التاريخ في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي إذ نعت به جابر بن حيان , وهو صاحب كيمياء شيعي من أهل الكوفة , له في الزهد مذهب خاص , وأبو هاشم الكوفي الصوفي المشهور .

أما صيغة الجمع ( الصوفية ) التي ظهرت عام 189 هـ ( 814 م ) في خبر فتنة قامت بالأسكندرية فكانت تدل قرابة ذلك العهد على مذهب من مذاهب التصوف الإسلامي يكاد يكون شيعيا نشأ في الكوفة , وكان عبدك الصوفي آخر أئمته , وهو من القائلين بأن الإمامة بالإرث والتعيين , وكان لا يأكل اللحم , وتوفى ببغداد حوالي عام 210 هـ .

وإذن فكلمة صوفي كانت أول أمرها مقصورة على الكوفة ) .

وقال أيضا :
صاحب عزلة بغدادي , وهو أول من لقب بالصوفي , وكان هذا اللفظ يومئذ يدل على بعض زهاد الشيعة بالكوفة , وعلى رهط من الثائرين بالأسكندرية , وقد يعدّ من الزنادقة بسبب إمتناعه عن أكل اللحم , ويريد الأستاذ أول من لقب بالصوفي في بغداد كما يؤخذ مما نقله عن الهمذاني , ونصه :
( ولم يكن السالكون لطرق الله في الأعصار السالفة والقرون الأولى يعرفون باسم المتصوفة , وإنما الصوفي لفظ أشتهر في القرن الثالث , وأول من سمي ببغداد بهذا الاسم عبدك الصوفي , وهو من كبار المشائخ وقدمائهم , وكان قبل بشر بن الحارث الحافي والسري بن المفلس السقطي ) .

والجدير بالذكر أن هؤلاء الثلاثة الذين يقال عنهم بأنهم أول من سمّو بهذا الاسم , وتلقبوا بهذا اللقب مطعونون في مذاهبهم وعقائدهم , ورمى كل واحد منهم بالفسق والفجور وحتى الزندقة , وخاصة جابر بن حيان , وعبدك كما سيأتي ذلك مفصلا في محله من الكتاب إن شاء الله .

وقد سبق كلام شيخ الاسلام ابن تيمية حيث قال : ( إن لفظ الصوفية لم يكن مشهورا في القرون الثلاثة , وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك ) .

وبمثل ذلك قال ابن خلدون .
فخلاصة الكلام أن الجميع متفقون على حداثة هذا الاسم , وعدم وجوده في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالحين .

نعم, كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهد خلق الله في الدنيا وزخارفها , وأصحابه على سيرته وطريقته , يعدّون الدنيا وما فيها لهوا ولعبا , زائلة فانية , والأموال والأولاد فتنة ابتلي المؤمنون بها , فلم يكونوا يجعلون أكبر همهم إلا ابتغاء مرضاة الله , يرجون لقاءه وثوابه , ويخافون غضبه وعقابه , آخذين من الدنيا ما أباح الله لهم أخذه , ومجتنبين عنها ما نهى الله عنه , سالكين مسلك الاعتدال , منتهجين منهج المقتصد , غير باغين ولا عادين , مفرطين ولا متطرفين , وعلى رأسهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلفاء الراشدون , وبقية العشرة المبشرة , ثم البدريون , ثم أصحاب بيعة الرضوان , ثم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار , ثم عامة الأصحاب , على ترتيب الأفضلية كما مرّ سابقا في الفصل الأول من هذا الباب .
وتبعهم في ذلك التابعون لهم بإحسان , واتباع التابعين , أصحاب خير القرون , المشهود لهم بالخير والفضيلة , ولم يكن لهؤلاء كلهم في غير رسول الله أسوة ولا قدوة , الذي قال فيه جل وعلا :
{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى 6 وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى 7 وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى 8 فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ 9 وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ 10 وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ 11 }
والذي إذا وجد طعاما فأكل وشكر , وإذا لم يجد فرضي وصبر , وأحب لبس الثياب البيض , واكتسب جبّة رومية , ونهى عن التصدق بأكثر من ثلث المال , وأمر بحفظ حقوق النفس والأهل والولد , ونهى عن تعذيب النفس و اتعاب الجسد والبدن , وحرّص متبعيه على طلب الحلال , وطلب الحسنات في الدنيا والآخرة , ومنع الله تعالى من التعنت والتطرف في ترك الدنيا وطيباتها في آيات كثيرة في القرآن الكريم , سنوردها في موضعها من الكلام إن شاء الله .

ثم خلف من بعدهم خلف فتطرفوا , وذهبوا بعيدا في نعيم الدنيا وزخارفها , وفتحت عليهم أبواب الترف والرخاء , ودرّت عليهم الأرض والسماء , وأقبلت عليهم الدنيا بكنوزها وخزائنها , وفتحت عليهم الآفاق فانغمسوا في زخارفها وملذاتها , وبخاصة العرب الفاتحون الغزاة , والغالبون الظاهرون , فحصل ردّ الفعل , وفي نفوس المغلوبين المغزوين والمقهورين , من الموالي والفرس والمفلسين وأصحاب النفوس الضعيفة المتوانية خاصة , فهربوا عن الحياة ومناضلتها , وجدّها وكدّها , ولجأوا إلى الخانقاوات والتكايا والزوايا والرباطات , فرارا من المبارزة والمناضلة , وصبغوا هذا الفرار والانهزام وردّ الفعل صبغة دينية , ولون قداسة وطهارة , وتنزه وقرابة , كما كان هنالك أسباب ودوافع ومؤثرات أخرى , وكذلك أيدي خفية دفعتهم إلى تكوين فلسفة جديدة للحياة , وطراز آخر من المشرب والمسلك , وأسلوب جديد للعيش والمعاش , فظهر التصوف بصورة مذهب مخصوص , وبطائفة مخصوصة اعتنقه قوم , وسلكه أشخاص ساذجون بدون تفكير كثير , وتدبر عميق كمسلك الزهد , ووسيلة التقرب إلى الله , غير عارفين بالأسس التي قام عليها هذا المشرب , والقواعد التي أسس عليها هذا المذهب , بسذاجة فطرية , وطيبة طبيعية , كما تستر بقناعه , وتنقب بنقابه بعض آخرون لهدم الإسلام وكيانه , وإدخال اليهودية والمسيحية في الإسلام , وأفكارهما من جانب , والزرادشتية والمجوسية والشعوبية من جانب آخر , وكذلك الهندوكية والبوذية والفلسفة اليونانية الأفلاطونية من ناحية أخرى , وتقويض أركان الإسلام وإلغاء تعاليم سيد الرسل صلى الله عليه وسلم , ونسخ الإسلام وإبطال شريعته بنعرة وحدة الوجود , ووحدة الأديان , وإجراء النبوة , وترجيح من يسمى بالولي على أنبياء الله ورسله , ومخالفة العلم , والتفريق بين الشريعة والحقيقة , وترويج الحكايات والأباطيل والأساطير , باسم الكرامات والخوارق وغير ذلك من الخلافات والترهات .

فلم يظهر التصوف مذهبا ومشربا , ولم يرج مصطلحاته الخاصة به , وكتبه , ومواجيده وأناشيده , تعاليمه وضوابطه , أصوله وقواعده , وفلسفته , ورجاله وأصحابه إلا في القرن الثالث من الهجرة وما بعده .

وبذلك يقول ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس :
( كانت النسبة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأيمان والإسلام . فيقال : مسلم ومؤمن , ثم حدث اسم زاهد وعابد , ثم نشأ أقوام تعلقوا بالزهد والتعبد , فتخلوا عن الدنيا , وانقطعوا إلى العبادة , واتخذوا في ذلك طريقة تفردوا بها , وأخلاقا تخلقوا بها , ثم قال : وهذا الاسم ظهر للقوم قبل سنة مائتين , ولما أظهره أوائلهم تكلموا فيه , وعبروا عن صفته بعبارات كثيرة , وحاصلها أن التصوف عندهم رياضة النفس , ومجاهدة الطبع بردّه عن الأخلاق الرذيلة , وجعله على الأخلاق الجميلة من الزهد والحلم والصبر والإخلاص والصدق إلى غير ذلك من الخصال الحسنة التي تكسب المدائح في الدنيا والثواب في الأخرى ... وعلى هذا كان أوائل القوم , فلبّس عليهم إبليس في أشياء , ثم لبس على بعدهم من تابعيهم فكلما مضى قرن زاد طمعه في القرن التالي فزاد تلبيسه عليهم إلى أن تمكن من المتأخرين غاية التمكن .
وكان أصل تلبيسه عليهم أنه صدهم عن العلم وأراهم أن المقصود العمل فلما أطفأ مصباح العلم عندهم تخبطوا في الظلمات . فمنهم من أراه أن المقصود من ذلك ترك الدنيا في الجملة فرفضوا مايصلح أبدانهم . وشبهوا المال بالعقارب , ونسوا أنه خلق للمصالح وبالغوا في الحمل على النفوس حتى أنه كان فيهم من لا يضطجع وهؤلاء كانت مقاصدهم حسنة غير أنهم على غير الجادة . وفيهم من كان لقلة علمه يعمل بما يقع إليه من الأحاديث الموضوعة وهو لا يدري .

ثم جاء أقوام فتكلموا لهم في الجوع والفقر والوسواس والخطرات وصنفوا في ذلك مثل الحارث المحاسبي . وجاء آخرون فهذبوا مذهب التصوف وأفردوه بصفات ميزوه بها من الاختصاص بالمرقعة والسماع والوجد والرقص والتصفيق وتميزوا بزيادة النظافة والطهارة . ثم مازال الأمر ينمى والأشياخ يضعون لهم أوضاعا ويتكلمون بواقعاتهم . ويتفق بعدهم عن العلماء لا بل رؤيتهم ما هم فيه أوفى العلوم حتى سموه العلم الباطن وجعلوا علم الشريعة العلم الظاهر . ومنهم من خرج به الجوع إلى الخيالات الفاسدة فادعى عشق الحق والهيمان فيه فكأنهم تخايلوا شخصا مستحسن الصورة فهاموا به . وهؤلاء بين الكفر والبدعة ثم تشعبت بأقوام منهم الطرق . ففسدت عقائدهم . فمن هؤلاء من قال بالحلول ومنهم من قال بالإتحاد . وما زال إبليس يخبطهم بفنون البدع حتى جعلوا لأنفسهم سننا وجاء أبو عبد الرحمن السلمي فصنف لهم كتاب السنن وجمع لهم حقائق التفسير فذكر عنهم فيه العجب في تفسيرهم القرآن بما يقع لهم من غير إسناد ذلك إلى أصل من أصول العلم . وإنما حملوه على مذاهبهم . والعجب من ورعهم في الطعام وانبساطهم في القرآن . وقد أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن القزاز , قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : قال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري قال كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئا يسيراً فلما مات الحاكم أبو عبد الله بن البيع حدث عن الأصم بتاريخ يحيى بن معين وبأشياء كثيرة سواه . وكان يضع للصوفية الأحاديث .
وصنف لهم أبو نصر السراج كتابا سماه لمع الصوفية ذكر فيه من الاعتقاد القبيح والكلام المرذول ما سنذكر منه جملة إن شاء الله تعالى . وصنف لهم أبو طالب المكي قوت القلوب فذكر فيه الأحاديث الباطلة ومالا يستند فيه من أصل من صلوات الأيام والليالي وغير ذلك من الموضوع وذكر فيه الاعتقاد الفاسد . وردد فيه قول – قال بعض الكاشفين – وهذا كلام فارغ وذكر فيه عن بعض الصوفية إن الله عز وجل يتجلى في الدنيا لأوليائه . أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : قال أبو طاهر محمد بن العلاف , قال : دخل أبو طالب المكي إلى البصرة بعد وفاة أبي الحسين بن سالم فانتمى إلى مقالته وقدم بغداد فاجتمع الناس عليه في مجلس الوعظ فخلط في كلامه فحفظ عنه أنه قال : ليس على المخلوق أضر من الخالق . فبدعة الناس وهجروه فامتنع من الكلام على الناس بعد ذلك قال الخطيب : وصنف أبو طالب المكي كتابا سماه قوت القلوب على لسان الصوفية وذكر فيه أشياء منكرة مستبشعة في الصفات .

وجاء أبو نعيم الأصبهاني فصنف لهم كتاب الحلية . وذكر في حدود التصوف أشياء منكرة قبيحة ولم يستح أن يذكر في الصوفية أبابكر وعمر وعثمان وعلياً وسادات الصحابة رضي الله عنهم . فذكر عنهم فيه العجب وذكر منهم شريحاً القاضي والحسن البصري وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وكذلك ذكر السلمي في طبقات الصوفية الفضيل وإبراهيم وإبراهيم بن أدهم ومعروفاً الكرخي وجعلهم من الصوفية بأن أشار إلى أنهم من الزهاد .

فالتصوف مذهب معروف يزيد على الزهد ويدل على الفرق بينهما . أن الزهد لم يذمه أحد وقد ذموا التصوف على ما سيأتي ذكره وصنف لهم عبد الكريم بن هوازن القشيري كتاب الرسالة فذكر فيها العجائب من الكلام في الفناء والبقاء , والقبض , والبسط , والوقت , والحال , والوجد والوجود , والجمع و والتفرقة , والصحو والسكر , والذوق , والشرب , والمحو , والإثبات , والتجلي , والمحاضرة والمكاشفة , واللوائح والطوالع , واللوامع , والتكوين , والتمكين والشريعة , والحقيقة . إلى غير ذلك من التخليط الذي ليس بشيء وتفسيره وأعجب منه , وجاء محمد بن طاهر المقدسي فصنف لهم صفوة التصوف فذكر فيه أشياء يستحي العاقل من ذكرها سنذكر منها ما يصلح ذكره في مواضعه إن شاء الله تعالى .

وكان شيخنا أبو الفضل بن ناصر الحافظ يقول : كان ابن طاهر يذهب مذهب الإباحة : قال وصنف كتاباً في جواز النظر إلى المراد أورد فيه حكاية عن يحيى بن معين قال : رأيت جارية بمصر مليحة صلى الله عليها . فقيل له تصلي عليها فقال صلى الله عليها وعلى كل مليح . قال شيخنا ابن ناصر , وليس ابن طاهر بمن يحتج به , وجاء أبو حامد الغزالي فصنف لهم كتاب الإحياء على طريقة القوم وملأه بالأحاديث الباطلة وهو لا يعلم بطلانها وتكلم في علم المكاشفة وخرج عن قانون الفقه , وقال أن المراد بالكوكب والشمس والقمر اللواتي رآهن إبراهيم صلوات الله عليه أنوار هي حجب الله عز وجل ولم يرد هذه المعروفات . وهذا من جنس كلام الباطنية . وقال في كتابه المفصح بالأحوال . إن الصوفية في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتا ويقتبسون منهم فوائد ثم يترقى الحال من مشاهدة الصورة إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق ) .
فهكذا كوّن هذا المذهب , وصار مستقلا بمبادئه وآرائه , وله مصادره ومراجعه , وتعاليمه ورسومه .
وإلى هنا نأتي إلى آخر هذا الباب ". انتهى الباب بنصه.
بداية أذكرك بشروط المنتدى التى قبلت بها :
http://www.ansarsunna.com/vb/misc.php?do=showrules
والمذكور فيها المنع بالقص واللصق والاكتفاء بالاختصار والحوار فلو كل واحد حاورناه أجابنا بفصل من كتاب فلن يجرى حواراً بين طرفين ، وسيمل الناس من القراءة وتدمع أعينهم بعد خمس دقائق ...
الأمر الآخر أنك لم تجب على سؤالى أنا سألت عن أول صوفى فى الإسلام؟
وأنت لم تجبنى على وجه التحديد بل عمدت إلى محاولة يائسة لإلصاق مذهب لقيط بأب غير شرعى له وإضفاء مشروعية عليه بدون وجه حق.
ولا زلت أسأل : من هو أول صوفى فى الإسلام؟
الكلام عن الزهد والورع والقناعة والعبادة كل هذا هو من صلب الإسلام ولسنا فى حاجة غلى مذاهب مستوردة لنكمل بها - ما ظنه البعض - قصوراً فى شرع رب العالمين.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2011-09-03, 02:31 AM
سيد سليم سيد سليم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-15
المشاركات: 8
افتراضي رد: التصوف بين البراءة والاتهام

قرأت الشروط، يا أبا جهاد، ومنها ما أشرت إليه عن القص واللصق
ـ أحب أن أوضح شيئا لك ولمن أراد الحوار:
القص الزائد عن الحد هو الخارج عن الموضوع، وقد صار موضوع القص واللصق تهمة عند الكثيرين وهو في الحقيقة غير ذلك؛ إذا حدد الإنسان المصدر.
ـ إنك تقول: "الأمر الآخر أنك لم تجب على سؤالى أنا سألت عن أول صوفى فى الإسلام؟
وأنت لم تجبنى على وجه التحديد ". ـ الرد على سؤالك عن أول صوفي:في ردي المأخوذ عن العلماء، وفي اقتباسك الجواب؛ فاقرأ جيدا؛ فإنهم ذكروا وحددوا أكثر من اسم، وزمان ومكان!!
ـ قولك: "بل عمدت إلى محاولة يائسة لإلصاق مذهب لقيط بأب غير شرعى له وإضفاء مشروعية عليه بدون وجه حق.".
أولا: من أعلمك أني عمدت إلى محاولة يائسة؟ إن فهمت ذلك فأنت تناقض الواقع الذي تعاتبني به (قص ولصق)؛ لأني نقلت عن أئمة سلفية أعلام: كابن تيمية وابن الجوزي وغيرهم.
ثانيا: اتهامك لي بأني عمدت إلى مذهب لقيط بأب غير شرعي إلخ...؛ فهذا يخالف ما عليه السلف الأولون، كما يخالف ما علية إماما السلفية: ابن تيمية، وابن قيم الجوزية؛ فقد أثنيا على التصوف، وعلى بعض المتصوفين؛ فاقرأ؛ تستفد
ـثالثا: قولك: "مذاهب مستوردة لنكمل بها - ما ظنه البعض - قصوراً فى شرع رب العالمين". هذا ظن منك ولم يعتقد صوفي معتدل أن في الشرع قصورا وهو يريد إكمالها!!

يا أبا جهاد من العيب أن يكون الحوار هكذا وبألفاظ، مثل: عمدت إلى محاولة يائسة؟ ، لإلصاق مذهب لقيط بأب غير شرع، وإضفاء مشروعية عليه بدون وجه حق!!
وإذا أردت استمرار الحوار؛ وجدتنا معك إلى أن تطلب التوقف.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2011-09-03, 10:28 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي رد: التصوف بين البراءة والاتهام

اقتباس:
على ترتيب الأفضلية كما مرّ سابقا في الفصل الأول من هذا الباب .
اقتباس:
وإلى هنا نأتي إلى آخر هذا الباب ". انتهى الباب بنصه.
</B></I>
أي باب وأي فصل أول؟
كنت أحاول البحث عن اسم لكني لم أجده، فكل ما وجدته هو متى ظهر هذا الإسم، والاختلاف فيه هل كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أم بعد ذلك، لكن من هو أول صوفي، فلا إجابة.
حينما يسأل الأشعري عن مؤسس المذهب فسيقول أبو الحسن الأشعري، كذلك الإباضي سيقول أنه ينتسب لعبد الله بن إباض، والسؤال ما زال قائماً من هو الصوفي الأول؟
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2011-09-03, 11:01 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي رد: التصوف بين البراءة والاتهام

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد سليم مشاهدة المشاركة
قرأت الشروط، يا أبا جهاد، ومنها ما أشرت إليه عن القص واللصق
ـ أحب أن أوضح شيئا لك ولمن أراد الحوار:
القص الزائد عن الحد هو الخارج عن الموضوع، وقد صار موضوع القص واللصق تهمة عند الكثيرين وهو في الحقيقة غير ذلك؛ إذا حدد الإنسان المصدر.
نرحب بأي اقتراح في قسم الحوار مع الإدارة:
http://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=50
وطالما لم تعدل شروط وقوانين المنتدى فيرجى الالتزام بها.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2011-09-03, 03:11 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,345
افتراضي رد: التصوف بين البراءة والاتهام


أهلاً بالحوار مع الجميع. ولكنى - فقط - لا أحب الترويج لشئ ليس من الإسلام أو ما يظن البعض أنه يستكمل نقصاً فى الإسلام.
لو كانت الصوفية مجرد الزهد والتقشف والزهد والورع لما كان هناك مشكلة فكل هذا من الإسلام ولكان يكفينا أن نقول ( إسلام ) وليس صوفية.
أما وأن التصوف يتناول أمور أبعد وأكبر وأخطر من ذلك فهذا هو موضوع الحوارات.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد سليم مشاهدة المشاركة
القص الزائد عن الحد هو الخارج عن الموضوع، وقد صار موضوع القص واللصق تهمة عند الكثيرين وهو في الحقيقة غير ذلك؛ إذا حدد الإنسان المصدر.
عزيزى .. لو افترضنا أن عملية النقل كانت عملية سليمة شكلاً فلعلك لا تختلف معى فى أن القص واللصق يكون انتقائياً ولابد. ولا أدل على هذا من أنك نقلت عن شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يتحدث عن الصفية بشكل تاريخى بينما أنت وضعت الكلام فى سياق التشييد والإثبات والدعاية للصوفية !!! وهذا هو الخطأ.
ولا أدل على انتقائيتك من أنك نقلت الكلام الذى تريد وتخفى ما لا تريد فمثلاً أنت لم تنقل كلام ابن تيمية فى نقد الصوفية!!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد سليم مشاهدة المشاركة
ـ إنك تقول: "الأمر الآخر أنك لم تجب على سؤالى أنا سألت عن أول صوفى فى الإسلام؟
وأنت لم تجبنى على وجه التحديد ". ـ الرد على سؤالك عن أول صوفي:في ردي المأخوذ عن العلماء، وفي اقتباسك الجواب؛ فاقرأ جيدا؛ فإنهم ذكروا وحددوا أكثر من اسم، وزمان ومكان!!
سبحان الله!!
انا أحاورك أنت ولا أحاور العلماء. ألست صوفياً وباحثاً - المفروض - ومدافعاً عنها؟؟ معنى هذا أنه عندى دائرة معارف تؤهلك للحوار ، لا أن تصدم محاورك بالجدار وتقول له تفضل هذه أقوال العلماء.
أنا أحاورك أنت والسؤال يكون على قدر الإجابة. أنت اقرأ للعلماء وتجول كما تحب وابحث واتعب ثم فى النهاية اخرج بخلاصة بحثك وعندما يسألك أحد أجبه بخلاصة ما علمت ، وأجبه بما تعتقد أنت لا بما قاله العلماء!!!!
الإفادة التى أمررها لك من هذا الكلام ومن سؤالى الذى وجهته إليك:
عندما تكون على منهج ما ويسألك مخالف سؤالاً لم تجده فى منهجك الذى تدين به أو وجدت إجابة مناقضة لصريح الدين أو لصحيح العقل فاستنتج أن هذا المنهج بااااطل!!!

وهذا هو أسلوب حوارى مع أى مخالف. لو كنت أنا كاتب الموضوع فأنا أكتفى بتوجيه سؤال أرى أنه تطبيق لذهه النظرية. وقد أستغنى عن كتابة موضوع مطول. فقط مجرد سؤال.
وغذا كان المخالف هو صاحب الموضوع ، فأنا أقرأه واجد به الكثير مما يستحق الحوار والنقاش والمراجعة والأخذ والرد ، ولكنى أقع على جزئية واحدة منه - أظنها محورية - وأوجه من خلالها سؤالى ، وأترك لصاحبى البحث ، ولعله يكون موفقاً فيصير إلى ما أرمى إليه ويهديه الله إلى الصوابز
أما إذا أراد شيئاً غير هذا فهو يعمد إلى أمور منها أن يسبنى - ولست أنت منهم - أو يتهمنى أو يحاول تشتيت الموضوع إلى موضوع آخر أو أو أو .. أنت أفضل من كل هؤلاء فقد أحلت إلى إحالة صحيحة كلام العلماء.
ولكنى ما زلت مصمماً على أن تسير فى الطريق الذى رسمته لحوارى معك.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2011-09-03, 06:55 PM
سيد سليم سيد سليم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-15
المشاركات: 8
افتراضي رد: التصوف بين البراءة والاتهام

أخي غريب مسلم
جوابا على ما طرحت؛ إليك الآتي:
أقول: تبا للقراءة المتعجلة، يا أخي اقرأ وتبين؛ ثم قل ما شئت من رد، أم أنكم تريدون أن أقول لكم اسما تطلبونه بذاته، كما ذكر البعض؛ لتبنوا عليه حوارا بعينه؟!
لو قرأت؛ لوجدت اسم الكتاب الذي نقلت عنه، واسم المؤلف، واسم أول صوفي، وقد ذكره أيضا الإمام ابن تيمية. (أبو هاشم الصوفي) وقيل غيره، ألم تروا هذا في الرد؟!
ـ أما إسناد التصوف كمذهب؛ فإني لم أعلم أن أحدا سماه بالمذهب الخامس؛ فالتصوف ـ كما ذكرت في بداية مقالي ـ مدرسة تربوية تتبع وتنبع من أهل السنة، ومن أئمته الذين أثنى عليهم الإمام ابن تيمية: الإمام عبد القادر الجيلاني، والإمام الجنيد الذي كاب يلقب بـ (سيد الطائفة).
ـ إني مستعد للحوار بحق وللحق إلى أن تطلبوا التوقف كما سبق أن ذكرت لكم، وأتمنى القراءة جيدا؛ حتى يكون الحوار مثمرا، والقارئ لردي الأول؛ يجد إجاباتي التي تسألون عنها واحدا بعد الآخر.
ـ الحوار له لغته وآدابه وأصوله، ومنا تحرير موضع النزاع بدلا من من المشاركة من أجل هدف محدد في النفوس سابقا، أو مجرد إثبات الحضور والمناصرة.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2011-09-03, 07:17 PM
سيد سليم سيد سليم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-15
المشاركات: 8
افتراضي رد: التصوف بين البراءة والاتهام

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

ولا يهمك، يا أبا جهاد، ولن أدخل معك في فلسفة جدلية حول ما أثرت من نقاط، إلا قولك:
(أهلاً بالحوار مع الجميع. ولكنى - فقط - لا أحب الترويج لشئ ليس من الإسلام أو ما يظن البعض أنه يستكمل نقصاً فى الإسلام.
لو كانت الصوفية مجرد الزهد والتقشف والزهد والورع لما كان هناك مشكلة فكل هذا من الإسلام ولكان يكفينا أن نقول ( إسلام ) وليس صوفية.
أما وأن التصوف يتناول أمور أبعد وأكبر وأخطر من ذلك فهذا هو موضوع الحوارات.).

(عندما تكون على منهج ما ويسألك مخالف سؤالاً لم تجده فى منهجك الذى تدين به أو وجدت إجابة مناقضة لصريح الدين أو لصحيح العقل فاستنتج أن هذا المنهج بااااطل!!!)
وأبسط رد على كلامك هذا هو في ما سقته إليك سابقا، وقد كنت فيه محقا؛ لأني نقلت عن أعلام الحنابلة والسلفية، وكأني قد أجبت مقدما على ما تريد طرحه؛ فالحجة على المخالف تكون أقوى إذا كانت من خلال مدرسته
ثم كيف تطلب مني وأنا أرد عليك بما عند ابن تيمية أن أنقل تخطئته للصوفية وأمر ذلك معهود معروف للباحثين، وأنتم تحفظونه عن ظهر قلب، إنما أردت أن أنقل لك إنصافه لهم؛ لأن البعض ينظر بعين واحدة، ألا وهي عين النفي للغير والهجوم عليه وذكر المثالب، دون ذكر المناقب
ـ أعلم أن الكثيرين نصوصيون؛ فعاملتهم من خلال نصوصهم
ومرحبا بك في حوار طيب إن شاء الله تعالى
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 2011-09-03, 07:23 PM
سيد سليم سيد سليم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-15
المشاركات: 8
افتراضي رد: التصوف بين البراءة والاتهام

ذهبت إلى رابط أخي غريب مسلم؛ فوجدت الإحالة إلى الاقتراحات والشكاوى؛ سبحان الله!
يا أخي لست مقدما لاقتراح، أو شكوى، إنما أنا أعرض موضوعا للنقاش والحوار
ـ أما شرط القص واللصق الزائد عن الحد، وطلبكم الالتزام به طالما لم يتم تغييره؛ فأقول الشرط نفسه يجيز القص واللصق إذا كان يخدم مادة الحوار، ولا يجوز لي في معرض الرد أن أبتر كلاما لعلماء أفاضل، وإنما إذا قصصت ولصقت؛ فأعلم وأشر إلى المصدر
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2011-09-03, 08:45 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,345
افتراضي رد: التصوف بين البراءة والاتهام


هل هذه صفحتك؟
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%...84%D9%8A%D9%85

فى البداية أنا معجب بأدبك وأسلوبك الراقى فى الحوار. واهتمامك باللغة العربية الصحيحة فى الكتابة وهذا شئ نادر أن أجده صراحة.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد سليم مشاهدة المشاركة
وأبسط رد على كلامك هذا هو في ما سقته إليك سابقا، وقد كنت فيه محقا؛ لأني نقلت عن أعلام الحنابلة والسلفية، وكأني قد أجبت مقدما على ما تريد طرحه؛ فالحجة على المخالف تكون أقوى إذا كانت من خلال مدرسته
هذا صحيح ، ولكن لو كان النقل هو كل الحقيقة لا بعضها.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد سليم مشاهدة المشاركة
ثم كيف تطلب مني وأنا أرد عليك بما عند ابن تيمية أن أنقل تخطئته للصوفية وأمر ذلك معهود معروف للباحثين، وأنتم تحفظونه عن ظهر قلب، إنما أردت أن أنقل لك إنصافه لهم؛ لأن البعض ينظر بعين واحدة، ألا وهي عين النفي للغير والهجوم عليه وذكر المثالب، دون ذكر المناقب
هذا الكلام أعتبره ثناءًا على ابن تيمية وإنصاف له ، خاصة وأن الصوفية يلقون عليه جامّ غضبهم لأنه خطأهم فى مسائل فى الاعتقاد.
ونعم ابن تيمية رغم أنه كان شديداً على أهل البدع إلا أنه كان - رحمه الله - منصفاً محباً للحق أكثر من غيره. وكان دائماً يضع الأمور فى نصابها فإذا انتقد إنساناً أو خالفه فلا يمنعه هذا من أن يذكر محاسنه ومناقبه. وقد كان - إذا لاقى - أحداً من أهل البدع ليناظره كان يثنى عليه ويتودد إليه.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد سليم مشاهدة المشاركة
ـ أعلم أن الكثيرين نصوصيون؛ فعاملتهم من خلال نصوصهم
إذا كنت قد أخذت علينا بعض كلمات فيما سبق فأنا آخذ عليك هذه العبارة ، ولكن لا بأس. واحدة بواحدة.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد سليم مشاهدة المشاركة
ومرحبا بك في حوار طيب إن شاء الله تعالى
على الرحب والسعة.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2011-09-04, 01:31 AM
سيد سليم سيد سليم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-15
المشاركات: 8
افتراضي رد: التصوف بين البراءة والاتهام

مرحبا بك، أخي الكريم
قولك:(فى البداية أنا معجب بأدبك وأسلوبك الراقى فى الحوار. واهتمامك باللغة العربية الصحيحة فى الكتابة وهذا شئ نادر أن أجده صراحة.)
الحمد لله على فضله، وباركك الله قلبا ولسانا وبنانا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد سليم
وأبسط رد على كلامك هذا هو في ما سقته إليك سابقا، وقد كنت فيه محقا؛ لأني نقلت عن أعلام الحنابلة والسلفية، وكأني قد أجبت مقدما على ما تريد طرحه؛ فالحجة على المخالف تكون أقوى إذا كانت من خلال مدرسته

هذا صحيح ، ولكن لو كان النقل هو كل الحقيقة لا بعضها.
النقل هنا جاء ردا ـ كا سبق أن قلت؛ فليس معقولا أن أرد عليك بما أرد به على نفسي، ولو كان ذلك هو الحقيقة كلها عندك؛ فأكون كمن يرد نيابة عنك، وإني أتبنى وجهة نظر ـ موجودة في المقال ذاته؛ إذ أثنيت على المستحقين من الصوفية، وقمت بذم من يستحقون الذم؛ فعد للمقال؛ تجد ذلك شافيا وافيا بإذن الله تعالى.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد سليم
ثم كيف تطلب مني وأنا أرد عليك بما عند ابن تيمية أن أنقل تخطئته للصوفية وأمر ذلك معهود معروف للباحثين، وأنتم تحفظونه عن ظهر قلب، إنما أردت أن أنقل لك إنصافه لهم؛ لأن البعض ينظر بعين واحدة، ألا وهي عين النفي للغير والهجوم عليه وذكر المثالب، دون ذكر المناقب

هذا الكلام أعتبره ثناءًا على ابن تيمية وإنصاف له ، خاصة وأن الصوفية يلقون عليه جامّ غضبهم لأنه خطأهم فى مسائل فى الاعتقاد.
ونعم ابن تيمية رغم أنه كان شديداً على أهل البدع إلا أنه كان - رحمه الله - منصفاً محباً للحق أكثر من غيره. وكان دائماً يضع الأمور فى نصابها فإذا انتقد إنساناً أو خالفه فلا يمنعه هذا من أن يذكر محاسنه ومناقبه. وقد كان - إذا لاقى - أحداً من أهل البدع ليناظره كان يثنى عليه ويتودد إليه.
ابن تيمية في العلماء كالمتنبي في الشعراء؛ (ملأ الدنيا وشغل الناس) وهو عالم موسوعي شاء من شاء وأبى من أبى، وله آراء خالف فيها جمهور العلماء؛ فحدث له منهم ومن الحكام ما حدث.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد سليم
ـ أعلم أن الكثيرين نصوصيون؛ فعاملتهم من خلال نصوصهم

إذا كنت قد أخذت علينا بعض كلمات فيما سبق فأنا آخذ عليك هذه العبارة ، ولكن لا بأس. واحدة بواحدة.
العبارة وردت كثيرا في محاوراتي، ولم أكملها؛ فقد وجدت البعض نصوصيين ولصوصيين أيضا.
ولا يهمك؛ فأنت أهل أن تتحملنا، ونحن أهل أن نقبلك.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد سليم
ومرحبا بك في حوار طيب إن شاء الله تعالى

على الرحب والسعة.
يا مرحبا بكل حب وسماحة
الصفحة في الموسوعة هي صفحتي، وقمت بنسخ رابطها من خلالك؛ لأني لم أكن أعرف الرابط، إنما كنت أظن أنها مجرد موسوعة أدخلها بالاسم والبحث؛ فشكرا لك.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 2011-09-04, 08:40 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي رد: التصوف بين البراءة والاتهام

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد سليم مشاهدة المشاركة
ذهبت إلى رابط أخي غريب مسلم؛ فوجدت الإحالة إلى الاقتراحات والشكاوى؛ سبحان الله!
يا أخي لست مقدما لاقتراح، أو شكوى، إنما أنا أعرض موضوعا للنقاش والحوار
ـ أما شرط القص واللصق الزائد عن الحد، وطلبكم الالتزام به طالما لم يتم تغييره؛ فأقول الشرط نفسه يجيز القص واللصق إذا كان يخدم مادة الحوار، ولا يجوز لي في معرض الرد أن أبتر كلاما لعلماء أفاضل، وإنما إذا قصصت ولصقت؛ فأعلم وأشر إلى المصدر
عذراً أخي.
إن كان لديك اقتراح لتعديل شروط المنتدى، فنحن نرحب بأي اقتراح.
أما أن ننقل فصلاً كاملاً من كتاب، دون أن نكتب كلمة من عندنا، ونقول أن هذا استشهاد، فهذا غير مسموح به ضمن الشروط الحالية.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 2013-06-14, 04:08 PM
سيد سليم سيد سليم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-15
المشاركات: 8
افتراضي

كم كنت أتمنى استمرار الحوار؛ لأني كنت أبحث عن هذا المقال؛ فوجدته هنا وأعجبني أسلوب ومنهجية الحوار!!
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
فأين رواية الانقلابيين او المنتصرين وهذه روايات المنهزمين موحد مسلم الشيعة والروافض 1 2020-03-13 04:31 PM
النوم بين الظل والشمس معاوية فهمي إبراهيم مصطفى السنة ومصطلح الحديث 0 2020-02-06 04:08 PM
ما هي القنطرة معاوية فهمي إبراهيم مصطفى السنة ومصطلح الحديث 0 2020-02-06 11:05 AM
الكلب الاسود موحد مسلم الشيعة والروافض 0 2020-01-24 03:18 AM
هدية للمدرسة السبئية لا مانع من عدم الجمع بين الصلاتين (الأفضل و الأولى) صلاة و اداء كل فريضة في وق ابو هديل الشيعة والروافض 0 2019-10-15 04:23 PM

 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   yalla shoot   يلا شوت 
 عطر فرموني جذاب   بطاقة ايوا   خولة لفن الحياكة   كحل الاثمد   متاجر السعودية   مأذون شرعي   كحل الاثمد الاصلي   تمور المدينة  متابعين تيك توك  اشتراك كاسبر الرسمي   lبرنامج موارد بشرية 
 شركة الرائعون   شركة عزل خزانات   شركة عزل اسطح في الرياض   شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح شينكو   شركة عزل خزانات بجدة   شركة عزل خزانات في مكة   شركة عزل خزانات المياه بالطائف   شركة تنظيف مكيفات بجدة   شركة تنظيف بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بتبوك 
 شراء اثاث مستعمل بالرياض   تنسيق حدائق   شركة تنظيف في دبي   شراء اثاث مستعمل بالرياض   شركة تنظيف خزانات بجدة   مكتب مراجعة 
 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 
شركة تنظيف خزانات بجدة || شركة تنظيف بجدة || شركة تنظيف بالبخار بجدة || شركة مكافحة حشرات بجدة
 فارلي   شركة تنظيف بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف بالطائف   شركة تنظيف خزانات بجدة 
 yalla shoot   يلا شوت   يلا شوت 
 شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة عزل خزانات بجدة   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج 
شركة صيانة افران بالرياض  سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 translation office near me   كورة سيتي kooracity   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض 
 ياسين تيفي   شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd