لعن الصحابة بين الحقيقة والخيال

[أناعراقي]

لعن الصحابة بين الحقيقة والخيال

كتابات - عبدالرزاق العبودي

منذ اول المطاف ابتدا القول مؤكدا بانني لاا بغي من نشر هذا الموضوع الحيوي سوى توضيح امر في غاية الاهمية لايعلمه السواد الاعظم من الشيعة والسنة معا وقد لايعرفه او يتجاهله البعض من مثقفيهم ومفكريهم سواء عن قصد وسوء نيه او عن تعمد بقصد الاضرار باحد الطرفين اوجهل او اخفاء للحقيقةبهدف استمرار الخلاف وابقاء الامور على حالها لكي تبقى الامه مفككة ومجزئه يحارب ابنائها بعضهم الاخر وهم على دين واحد يؤدون شعائرهم دون خلاف حيث يصلون باتجاه قبلة واحده ويعبدون اله واحد ويصومون شهر رمضان ويحجون الى بيت الله الحرام ويؤدون كافة الفرائض التي جاء بها الاسلام الا انهم وللاسف يكفرون بعضهم ويقتلوهم تنفيذا لافكار هدامة غريبة عن الاسلام تماما وهو امر خطير يجعل من الاسلام الذي تعلمنا منه الايمان والمحبة والعطف والمودة والرحمة والعدالة وغيرها من القيم السامية النبيله هدفا للتشهير به من قبل الاعداء الذين اتخذوا من بعض المنحرفين ممن يدعون الاسلام نموذجا للارهاب الامر الذي انعكس على الدين برمته وهو من هؤلاء براء.
ولكي لااطيل عليكم فانني اتمنى ان يكون هذا الموضوع لبنة طيبة من اجل الاسهام في راب الصدع بين ابناء الدين الواحد وملخص القول هو ان الشيعة لم يصرحوا بلعن الصحابة وليس من شيمتهم ذلك وهم لم يبداو باللعن بل ان الذي بدا باللعن هم بنو اميه الذين لعنوا الامام علي بن ابي طا لب (ع) على المنابر لاكثر من سبعين
عاما وجعلوا ذلك سنة لهم وقد قيل بان الرجل في ذلك الزمان كان يسال الاخر عندما يقابله هل انت على السنه فيقول له نعم ويقصد بذلك سنة سب ولعن علي(ع) مع اننا نعلم بان جميع المسلمين قد بايعوه خليفة وبالاجماع بعد قتل الخليفة الثالث وهو اضافة لذلك ابن عم رسول الله (ص) وزوج ابنته البتول واول الناس اسلاما من الرجال وقد احجم الشيعة عن الرد بالمثل حفاظا على بيضة الاسلام والذي اود ان ابينه هو توضيح ماجرى من فتنة بين الشيعة والسنة في العام 443 هجريه في بغداد والتي حدثت بسبب الحسد لاغير فالحسد ياكل العلم والايمان كما قال رسول الله (ص)(( الحسد ياكل الايمان كما تاكل النار الحطب)) وملخص القصه كما يوضحها سماحة العلامه السيد محمد الموسوي الشيرازي الملقب بسلطان الواعظين في كتابه المعنون بالفرقة الناجي وهوالمطبوع من قبل دار العلوم في بيروت وهو من منشورات المكتبه الرضويه بطهران ص 487
كان الشيخ الطوسي الذي تصدى لزعامة المذهب الشيعي لمدة 24عاما متضلعا في علم الكلام وكان يحضر درسه اكثر من ثلثمائة شخص من اكابر علماء الشيعة والسنه وكان الجميع ينهل من فيض علمه وقد تحرك اهل العناد واللجاج والتعصب والاحقاد اولئك الحساد الذين ارادوا اشعال نار الفتنة وتمزيق الوحدة واثارة النعرات الطائفيه فقام البعض من اهل السنة باحراق الكرسي الذي اهداه الخليفة العباسي للشيخ الطوسي لغرض التدريس واشعلوا النار في مكتبة الشيخ الا انه تصرف بحنكة وصبر فلم يرد على القوم ولم يتهم احد وقد تطور الامر اكثر فاكثر فقد دفعت الرواسب الاموية التي و رثوها من اسلافهم الى التعصب واغراء بعض العوام وخداعهم والكذب والتمويه عليهم ودفعهم الى قتل الشيعة تحت مزاعم واكاذيب منها ان الشيعة مشركون لانهم يخالفون الصحابه وقد ذهب نتيجة لذلك عدد من الابرياء ثم هجم بعض الهمج الرعاع عل منزل الشيخ الطوسي واشعلوا النار فيه فاحترقت مكتبته الثمينه ولم يقف الامر عند هذا الحد بل ذهبوا الى الخليفة العباسي وقالوا له :- ان الشيخ الطوسي قد كفر لانه يجوز لعن الصحابة في كتابه ((مصباح المتهجد)) في دعاء يوم عاشوراء المروي عن الامام الباقر(ع)فيقول:-

((اللهم خص انت اول ظالم باللعن مني وابدا به اولا ثم العن الثاني والثالث والرابع اللهم العن يزيد خامسا))
فامر الخليفة باحضار الشيخ فلما دخل كان اولئك الحساد جالسون عند الخليفه فلما ساله الاخير عن موضوع الدعاء ولعن الصحابه قال الشيخ:- ان هؤلاء القوم ارادوا السعاية بي حسدا من عند انفسهم ولم اصرح بلعن الصحابه فقال الخليفه:- فما معنى هذه العبارا ت في الدعاء ؟ فقال الشيخ:-
اما الظالم الاول : فهو قابيل بن ادم عندما قتل هابيل ظلما .
واما الظالم الثاني: فهو قيدار(اوقدار) عاقر ناقة صالح(ع).
واما الظالم الثالث: فهو قاتل النبي يحيى(ع) وقد ذبحه ووضع راسه في طشت.
واما الظالم الرابع: فهو عبدالرحمن بن ملجم قاتل امير المؤمنين علي (ع) .
واما الخامس: فهو يزيد بن معاوية الذي امر بقتل سيد شباب اهل الجنه وابن رسول الله(ص) الحسين بن علي (ع) فقتلوه وذبحوه وسبوا عياله واهل بيته كما يسبى الكفار وادخلوهم الى الشام بعد ان اعلنوا الفرح والسروربذلك.
فلما سمع الخليفة جواب الشيخ وراى انه منطقي ومطابق لما هو معهود عند المسلمين اكرمه واحترمه واهان علماء السوء (من اهل السنه) الذين ارادوا الاضرار بالشيخ وعاقبهم على فعلهم وفتنتهم الا ان الشيخ منذ ذلك الوقت ارتحل من بغداد الى النجف اخمادا للفتنه وبقي في النجف 17 عاما مجاورا لامير المؤمنين علي(ع) وهناك اسس الحوزة العلمية التي تنهل منها الاجيال منذ ذلك العصر وحتى يومنا هذا.
اذن الكلام واضح وصريح ولالبس فيه من قريب او بعيد يا اخواننا السنة ومن كافة المذاهب فالشيعة اخوانكم في الدين وهذه افكارهم وطروحاتهم وبامكانكم قرائتها بامعان فقد اصبح الامر مكشوفا وعلى الهواء ويمكن مطالعة كتبهم ومعرفة افكارهم منها وعدم اخذ الكلام الباطل الذي يقوله اعدائهم عنهم وخصوصا المستشرقين والمتعصبين الذين تغذيهم الاحقاد الامويه التي تنسب للشيعة امورا باطله ولاعلاقة لها بعقيدتهم اطلاقا ومن امثلة هؤلاء بعض الجهلة ممن يدعون العلم من اتباع محمد بن عبدالوهاب وسلفه ابن تيميه الذي انكر كل فضيلة لعلي (ع) بسبب قيام المغول الذين احتلوا بغداد عام656هجريه بعد ان اسقطوا الخلافة العبا سيه بدخول بلاد الشام( ومنطقة حران بالذات وهي مسقط راس ابن تيميه)فارتكبواجرائم منكرة منها قتل امه وابيه امام عينيه وكان عمره انذاك ست سنوات وعندما كبر هذا الرجل صب جام غضبه على الشيعة وامامهم لان المغول اصبحوا بعد ذلك مسلمين بتاثير علماء الشيعه فيهم وكان هذا الرجل كما هو معروف صاحب افكار غريبة وشاذه وقد سجن بسببها ولعدة مرات في سوريا ومصر لانها افكار تحرض على العنف والكراهيه و اثارةالاحقاد بين المسلمين ومن امثالها لصق عبارات سخيفة مبتذله باطله بطائفة من المسلمين وهم الشيعة الامامية الاثنا عشريه فمرة يقول عنهم الكفره ومرة يقول الانجاس او يهود هذه الامه او عبدة القبور او الرافضه والشيعة من هذه الاسماء براء بل ان هذه الاسماء تنطبق عليهم هم وعلى كل من يحمل الرواسب الامويه الحاقده لحد الان اذ ان الشيعة كما نعلم هم اتباع السنة المحمدية الاصيله والذين ماانفكوا يدافعون عن حمى الاسلام ومقدسات المسلمين على مدى العصور والدهور وهم الذين كانوا ولازالوا في المقدمة ذودا عن بيضة الاسلام ووحدة المسلمين.
اللهم فاشهد انني قد نقلت الحق وقلت الحق دون خوف او تردد فليكن هذا ديدننا جميعا ولنكن عونا لبعضنا البعض فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم( كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) وقال تعالى ((وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم )) فالتقوى هي المقيا س لايمان الشخص وليس مذهبه ثم من قال بان المعنيين بكلامنا افضل من شيعة ال محمد وهل ان امامهم او شيخهم افضل من علي (ع) والعترة الطاهرة من ابنائه الذين يتبعهم الشيعه وينهلون من علومهم .
اذن هي دعوة مخلصة نابعة من القلب لكافة اخواننا السنة ومن مختلف المذاهب لدراسة ومعرفة مذهب اهل البيت وقراءة مؤلفات علمائهم من خلال الانترنيت الذي اصبح وسيلة سهلة وفي متناول الجميع ودون رقيب لان مكتبات الدول الاسلامية تكاد تكون خا لية من مؤلفات الشيعه ا وقد تكون ممنوعة التداول في بعض الدول كالسعودية التي تضج مكتباتها بالمؤلفات المخالفة لافكار الشيعة والتي تنا ل منهم وتنسب لهم الخرافات والاكاذيب التي ما انزل الله بها من سلطان وقد لمست ذلك بنفسي في موسم الحج لعام2005م حيث قرات واطلعت على بعض الكتب التي تعرض للبيع في مكتبات مكه المكرمه من امثال ( هذه حقيقة الشيعه)و(الشيعة وتحريف القران) وغيرها الكثير من المؤلفات المشحونه بالاكاذيب والسب واللعن والتي تحوي الكثير من المغالطات والاكاذيب بحق شيعة ال محمد(ع) ... وقد تسائلنا في حينه ونكرر القول الان ترى هل ان ارض المملكة وخصوصا الحرمين الشريفين قد اصبحت من املاك الوهابية المطلقة التي يروجون فيها افكارهم الفاسده التي تسيء لكافة المسلمين فقد اصبح موسم الحج مناسبة لهؤلاء يقومون من خلاله بفرض ارائهم على حجاج بيت الله حيث يتم تسليم الحاج حال نزوله من الطائره اشرطة كاسيت وكتيبات لاتحوي سوى السب واللعن والبراءة من اخوانكم المسلمين من الشيعة بل ان الادهى والامر من ذلك هووجود مكبرات الصوت التي نصبت في اهم الشوارع والتقاطعات وهي تصيح وباعلى الاصوات ((احذروا هؤلاء الكفره من عبدة الحجارة وعبدة القبور .. احذروا يهود هذه الامه من الرافضة الانجاس )) وغيرها الكثير .
نتمنى ان نكون قد اوضحناالامر بما فيه الكفاية لكل ذي لب وعسى ان ينصفنا المنصفون من اخوتنا في الدين والعقيده ويقولوا الحقيقه التي لاتقبل التاويل واعادة الحرمين الى سابق عهدها لتكون ملكا لكل المسلمين وليس لمذهب اوحركه كما هو عليه الحال الان حتى يتمكن المسلمون من اداء شعائرهم بحريه واحترام والامر مطروح امام انظار منظمة المؤتمر الاسلامي لمعالجة هذه الحاله وايجاد الاليات التي تسهل للمسلمين ممارسة شعائرهم وطقوسهم بحرية ومنها شعيرة الحج واخر دعوانا ان تزول هذه الغمة عن هذه الامه باذن الله ونعيش اخوان متحابين متسامحين كما كان عليه الحال ايام المسلمون الاوائل ونقول اخيرا رفقا بنا يامسلمون فنحن اخوانكم في الدين .

[د.سيد آدم]

كتب السيد أنا عراقي يقول :

ان الشيعة لم يصرحوا بلعن الصحابة وليس من شيمتهم ذلك

كلام طيب أوافقك عليه ، شريطة أن يكون معلوماً أن هناك من يرى ولاية كل من أبي بكر وعمر وعثمان اغتصاباً لحق عليّ كرّم الله وجهه .

ثم كتب يقول :

ان الذي بدا باللعن هم بنو اميه الذين لعنوا الامام علي بن ابي طا لب (ع) على المنابر لاكثر من سبعين

الأمر ليس على هذه الصورة زمنياً ؛ فقد تولى معاوية الحكم العام 41 هـ ، وتولى عمر بن عبد العزيز الحكم العام 99 هـ وأمر بوقف الكلام بحق علي كرّم الله وجهه .
ثم كتب يقول :

وقد قيل بان الرجل في ذلك الزمان كان يسال الاخر عندما يقابله هل انت على السنه فيقول له نعم ويقصد بذلك سنة سب ولعن علي

هذا غير صحيح بالمرّة ، ونتمنى عليك إمدانا بالمصادر التي استقيت منها هذه المعلومة لنكون على بينة من أمرنا .

ثم كتب يقول :

مع اننا نعلم بان جميع المسلمين قد بايعوه خليفة وبالاجماع بعد قتل الخليفة الثالث

يا أخي إذا كان لم يقم إجماع على بيعة الصديق رضي الله تعالى عنه ، ولا على بيعة عمر رضي الله تعالى عنه ، فكيف تدعي أن إجماعاً قام لبيعة علي كرم الله وجهه ؟ وإذا كان الأمر كذلك فليتك تذكر لنا أقوال كل من طلحة والزبير ، وهما من المبشرين بالجنة ، في ذلك الأمر ، كما أنه لو كان الأمر كذلك ففيم كانت وقعة الجمل ؟ وفيم كانت وقعة صفين ؟ .