أنصار السنة  
جديد المواضيع



للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 محاسب قانوني   Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > القسم العام > حوارات عامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2013-06-04, 12:25 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية تأليف . فضيلة الشيخ / عبد الرحمن بن ناصر البراك

شرح العقيدة الطحاوية

تأليف

فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك

إعداد

عبد الرحمن بن صالح السديس


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وصلى الله وسلم على محمد عبدِ الله ورسولِه، أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن أعظمَ نعمة على العبد بعد الإسلامِ، لزومُ السنة والجماعة، والسلامة من البدع والأهواء؛ فقد وقع في هذه الأمة ما أخبر به النبي r من التفرق، والابتداع في الدين، ـ كما وقع في من قبلها ـ فانحرفت هذه الفرق عن الصراط المستقيم، ولم يستقيموا على سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وأئمة الهدى؛ بل اتبعوا أهواءهم، وقدموا عقولهم القاصرة، وجعلوها حكما على الشريعة في مسائل أصول الدين، وهم في هذا الانحراف متفاوتون؛ فمنهم الغالي، ومنهم دون ذلك، ومنهم المعاند المتعصب لبدعته، ومنهم المجتهد المخطئ، فتصدى أئمة السنة للرد على المبتدعين، وكشف شبهاتهم، مع العدل في أحكامهم عملا بقوله تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ}[الأنعام:152]

فكتبوا في ذلك، وفي بيان مذهب أهل السنة كتبا كثيرة، مطولة وقصيرة، وكان من هؤلاء الأعلامِ الإمامُ أبو جعفر الطحاوي ـ رحمه الله ـ ، فقد كتب رسالة في عقيدة أهل السنة والجماعة، صغيرة الحجم كثيرة المعاني، ذكر فيها جملا من أصول مذهب أهل السنة من غير تفصيل ولا تدليل.

وقد تصدى لشرحها جمع من العلماء منهم: العلامة أبو الحسن علي بن علي بن محمد المشهور بابن أبي العز الحنفي المتوفى سنة 792هـ ـ رحمه الله ـ ، وقد اعتمد في أكثر شرحه على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم ـ رحمهما الله ـ ، فجاء شرحا عظيما، حافلا بالتقريرات النفيسة، والبحوث المتينة، والردود الشافية على أهل البدع.

وكان ممن تولى شرحها للطلاب في هذا العصر: فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك ـ حفظه الله ـ فشرحها في مجالس علمية متعددة، ومن ذلك شرحه لها في جامع الإمام علي بن المديني ـ رحمه الله ـ في مدينة الرياض ضمن الدورات العلمية المكثفة في الصيف في أربعة أعوام من عام 1422 إلى عام 1425هـ.

فعرضتُ على الشيخ ـ حفظه الله ـ فكرة العناية بهذا الشرح، وتهيئته للطباعة؛ لما يرجى من نفع ذلك، فوافق على طلبي، أجزل الله مثوبته.
فاستعنت بالله على ذلك، وسار العمل في الإخراج على ما يلي :

1- كتابة ما في الأشرطة من الشرح، ولم أدخل الأسئلة.

2- صححت المكتوب وهيئته ونسقته ليناسب الطباعة.

3- أثبت نصوص الأحاديث والآثار والنقول على ما جاءت في مصادرها.
4- عزوت الآيات إلى مواضعها من كتاب الله، وخرجت الأحاديث، والآثار،
والطريقة في التخريج ما يلي:

(أ) إذا كان الحديث في الصحيحين، أو أحدهما اقتصرت في العزو عليه.

(ب) إذا كان الحديث في غير الصحيحين خرجته من أشهر وأهم المصادر من غير استيعاب، ونقلت ما تيسر من كلام أهل العلم عليه تصحيحا، أو تضعيفا باختصار، إذ ليس هذا موضع استقصاء، وقد أحيل للكتب المتخصصة في التخريج لمن أراد التوسع والزيادة في المواضع التي تحتاج لذلك.


5- وثقت النقول، وأحلت في مواضع كثيرة من الشرح إلى كتب الأئمة خصوصا شيخ الإسلام ابن تيمية زيادة في التوثيق، والفائدة لمن أرد التوسع.

6- اعتمدت في متن العقيدة الطحاوية على طبعة الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد عام 1404هـ مع مراجعة المتن الذي مع شرح ابن أبي العز، وبعض المخطوطات عند الحاجة، والفرق الذي لا يترتب عليه اختلاف في المعنى لن أنبه عليه حفظا لوقت القارئ، وقد ميزت المتن بتعريض الخط ووضعه بين أقواس صغيرة كهذه «».

7- وضعت عناوين في بداية المقاطع المشروحة من المتن في إطار للتوضيح.

8- قرأت الشرح كاملا على الشيخ ـ حفظه الله ـ فأضاف، وحذف، وعدَّل، وغيَّر ما رآه مناسبا.

9- وضعت بين يدي الكتاب ترجمة مختصرة للإمام الطحاوي وأخرى للشيخ البراك.

10- وضعت فهرسا للأحاديث، وقائمة بالمراجع التي عزوت لها، وفهرسا شاملا لمسائل الكتاب، وفهرسا إجماليا لموضوعات الكتاب.
هذا وأسأل الله أن يجزي الشيخ عبد الرحمن البراك خير الجزاء، وأن يمد في عمره على طاعته، وأن ينفع به المسلمين، إنه تعالى جواد كريم.


كتبه


الشيخ / عبد الرحمن بن صالح بن عبد الله السديس
الرياض

[ترجمة الإمام الطحاوي]
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2013-06-04, 12:29 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

[ترجمة الإمام الطحاوي]


اسمه ونسبه :


أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك الأزدي المصري الطحاوي، نسبة لقرية «طحا» في صعيد مصر.



كنيته:



أبو جعفر.


مولده:


اختلف في سنة ولادته فقيل: 239 هـ وقيل: 238هـ والأكثر على الأول.


شيوخه :


يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبدالله بن عبد الحكم، والربيع بن سليمان المرادي، وخاله إسماعيل المزني ، وبكار بن قتيبة، ويزيد بن سنان، وأحمد بن أبي عمران، ويحيى بن محمد بن عمروس، وهو الذي أدَّبه وعلمه القرآن.


رحلته:


رحل إلى الشام سنة 268هـ، ولقي القاضي أبا خازم عبد الحميد بن عبد العزيز، وتفقه عليه، وتنقل بين مدن الشام وسمع من جماعة من المحدثين.


مذهبه الفقهي:



كان الطحاوي في أول أمره شافعيا، ثم تحول إلى مذهب أبي حنيفة، وسببه:


أنه كان يقرأ على خاله المزني الفقيه الشافعي، فمرت مسألة دقيقة فلم يفهمها أبو جعفر، فبالغ المزني في تقريبها، فلم يتفق ذلك، فغضب المزني، فقال: والله لا جاء منك شيء، فغضب أبو جعفر من ذلك، وانتقل إلى مجلس القاضي الحنفي ابن أبي عمران.


وقال الخليلي: سمعت عبد الله بن محمد الحافظ يقول: سمعت أحمد بن محمد الشروطي يقول: قلت للطحاوي: لم خالفت خالك واخترت مذهب أبي حنيفة ؟ قال: لأني كنت أرى خالي يديم النظر في كتب أبي حنيفة، فلذلك انتقلت إليه .


وقال أبو سليمان بن زَبْر: قال لي الطحاوي: أول من كتبت عنه الحديث: المزني، وأخذت بقول الشافعي، فلما كان بعد سنين، قدم أحمد بن أبي عمران قاضيا على مصر، فصحبته، وأخذت بقوله.


مؤلفاته:


له مؤلفات كثيرة منها: «شرح مشكل الآثار»، و « معاني الآثار »و«اختلاف العلماء » و « الشروط »، و «المختصر» و «أحكام القرآن » و«الوصايا» و «شرح الجامع الكبير» «شرح الجامع الصغير» و «الفرائض» وغيرها.


تلاميذه:


يوسف بن القاسم الميانجي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر بن المقرئ، وأحمد بن عبد الوارث الزجاج، وعبد العزيز بن محمد الجوهري قاضي الصعيد، ومحمد بن المظفر الحافظ، وخلق سواهم من الرحالين في الحديث.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2013-06-04, 12:32 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

ثناء العلماء عليه :

قال ابن يونس: كان ثقة ثبتا فقيها عاقلا، لم يخلف مثله.

قال مسلمة بن قاسم: كان ثقة جليل القدر، فقيه البدن، عالما باختلاف العلماء، بصيرا بالتصنيف، وكان يذهب مذهب أبي حنيفة، وكان شديد العصبية فيه.

قال الخليلي في الإرشاد: للطحاوي كتب مصنفات في الحديث ، وكان عالما بالحديث.

وقال ابن عبد البر: كان من أعلم الناس بسير القوم ـ أي: أبي حنفيو أصحابه ـ وأخبارهم؛ لأنه كان كوفي المذهب، وكان عالما بجميع مذاهب الفقهاء.

وقال السمعاني: وكان ثقة ثبتا فقيها عالما لم يخلف مثله.

وقال الذهبي: الإمام العلامة الحافظ الكبير، محدث الديار المصرية وفقيهها، وقال: من نظر في تواليف هذا الإمام علم محله من العلم،

وسعة معارفه.

وقال ابن كثير: الفقيه الحنفي صاحب المصنفات المفيدة والفوائد، وهو أحد الثقات الأثبات، والحفاظ الجهابذة.

وفاته:

توفي بمصر ليلة الخميس مستهل ذي القعدة سنة 321هـ.

مصادر الترجمة:

الإرشاد في معرفة علماء الحديث ص110، وجامع بيان العلم 2/78، والأنساب 4/73و9/53، ، وتاريخ دمشق 5/369، ووفيات الأعيان 1/71، وسير أعلام النبلاء 15/27، والبداية والنهاية 15/72، والجواهر المضية 1/271، ولسان الميزان 1/415.


[ترجمة الشيخ عبد الرحمن البراك]
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2013-06-04, 12:37 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

[ترجمة الشيخ عبد الرحمن البراك]


اسمه ونسبه :


عبد الرحمن بن ناصر بن براك بن إبراهيم البراك ، ينحدر نسبه من بطن العرينات من قبيلة سبيع .


ميلاده ونشأته :


ولد الشيخ في بلدة البكيرية من منطقة القصيم في شهر ذي القعدة سنة 1352هـ .


وتوفي والده وعمره سنة، فنشأ في طفولته في بيت أخواله مع أمه، فتربى خير تربية .


ولما بلغ الخامسة من عمره سافر مع أمه إلى مكة، وكان في كفالة زوج أمه محمد بن حمود البراك .


وفي مكة التحلق الشيخ بالمدرسة الرحمانية، وهو في السنة الثانية الابتدائية قدر الله أن يصاب بمرض في عينيه تسبب في ذهاب بصره، وهو في العاشرة من عمره.


طلبه للعلم ومشايخه:


عاد من مكة إلى البكيرية مع أسرته، فحفظ القرآن وعمره عشر سنين تقريبا على عمه عبد الله بن منصور البراك، ثم قرأ على مقرئ البلد عبد الرحمن بن سالم الكريديس رحمهم الله.


وفي حدود عام 1364 و1365هـ بدأ الشيخ حضور الدروس والقراءة على العلماء، فقرأ على الشيخ عبد العزيز بن عبد الله السبيل جملة من كتاب «التوحيد»، و«الآجرومية»، وقرأ على الشيخ محمد بن مقبل «الثلاثة الأصول» .


ثم سافر إلى مكة مرة أخرى في عام 1366هـ تقريبا، ومكث بها ثلاث سنين، فقرأ في مكة على الشيخ عبد الله بن محمد الخليفي إمام المسجد الحرام في «الآجرومية»، وهناك التقى بعالم فاضل من كبار تلاميذ العلامة محمد بن إبراهيم، وهو: الشيخ صالح بن حسين العلي العراقي ـ رحمه الله ـ، وكان من أصدقاء الإمام عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ فجالسه واستفاد منه، ولما عُيِّن الشيخ صالح بن حسين العلي العراقي مديرا للمدرسة العزيزة في بلدة الدلم أحب الشيخ صالح أن يرافقه الشيخ عبد الرحمن حفاوة به، فصحبه لطلب العلم على الشيخ ابن باز حين كان قاضيا في بلدة الدلم، فرحل معه في ربيع الأول من عام 1369هـ، والتحق بالمدرسة العزيزة بالصف الرابع، وكان من أهم ما استفاده في تلك السنة الإلمام بقواعد التجويد الأساسية.


وفي نفس السنة سافر مع جمع من الطلاب مع الشيخ ابن باز إلى الحج، وبعد عودته ترك الدراسة في المدرسة العزيزة، وآثر حفظ المتون مع طلاب الشيخ عبد العزيز بن باز، ولازم دروس الشيخ ابن باز المتنوعة، فقد كان يُقرأ عليه في: كتاب «التوحيد» ، و«الأصول الثلاثة» ، و«عمدة الأحكام» ، و«بلوغ المرام» ، و«مسند أحمد» ، و«تفسير ابن كثير» ، و«الرحبية»، و«الآجرومية».
ومكث في الدلم في رعاية الشيخ صالح العراقي، فقد كان مقيما في بيته، ودرس عليه علم العروض.


وحَفِظ في بلدة الدلم كتاب «التوحيد»، و«الأصول الثلاثة»، و«الآجرومية»، و«قطر الندى»، و«نظم الرحبية» ، وقدرا من «ألفية ابن مالك»، ومن «ألفية العراقي» في علوم الحديث.


وبقي في الدلم إلى أواخر سنة 1370، وكانت إقامته في الدلم لها أثر كبير في حياته العلمية.


ثم لما فتح المعهد العلمي في الرياض في عام 1370هـ انتقل إليه كثير من طلاب المشايخ، ومنهم طلاب الشيخ عبد العزيز ابن باز، فاضطر الشيخ للتسجيل فيه، وبدأت دراسة أول دفعة فيه في محرم1371هـ، وكانت الدراسة في المعهد تتكون من مرحلتين: تمهيدي للمبتدئين الصغار، وثانوي لمن بعدهم، والتحق به كثير من طلاب العلم في وقتها، وكانت الدراسة الثانوية أربع سنوات فتخرج عام 1374هـ، والتحق بكلية الشريعة، وتخرج فيها سنة 1378هـ .


وتتلمذ في المعهد والكلية على مشايخ كثيرين من أبرزهم:


العلامة عبد العزيز ابن باز، والعلامة محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ ، ودرَّسهم في المعهد في التفسير، وأصول الفقه، والعلامة عبد الرزاق عفيفي ـ رحمه الله ـ ودرَّسهم في التوحيد، والنحو، وأصول الفقه، والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة، والشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد، والشيخ عبد الرحمن الأفريقي، والشيخ عبد اللطيف سرحان درس عليه النحو، وآخرين رحمهم الله جميعا.
وكان في تلك المدة يحضر بعض دروس العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ في المسجد.


و أكبر مشايخه عنده، وأعظمهم أثرًا في نفسه الإمام العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ فقد أفاد منه أكثر من خمسين عاما بدءا من عام 1369هـ إلى وفاته في عام 1420هـ، ثم شيخه العراقي الذي استفاد منه حب الدليل، ونبذ التقليد، والتدقيق في علوم اللغة، كالنحو، والصرف، والعروض.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2013-06-04, 12:41 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

الأعمال التي تولاها :


عيِّن الشيخ مدرسا في «المعهد العلمي» في مدينة الرياض عام 1379هـ وبقي فيه ثلاثة أعوام، ثم نُقل إلى «كلية الشريعة» بالرياض، وتولى تدريس العلوم الشرعية، ولما افتتحت كلية أصول الدين عام 1396هـ صُنِّف الشيخ في أعضاء هيئة التدريس في قسم «العقيدة والمذاهب المعاصرة»، ونقل إليها، وتولى التدريس في الكُليتين إلى أن تقاعد في عام 1420هـ، وأشرف خلالها على عشرات الرسائل العلمية .


وبعد التقاعد رغبت الكلية التعاقد معه؛ فعمل مدة ثم تركه، كما طلب منه سماحة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ أن يتولى العمل في الإفتاء مرارا فتمنَّع، فرضي منه الشيخ ابن باز أن ينيبه على الإفتاء في دار الإفتاء في الرياض في فصل الصيف حين ينتقل المفتون إلى مدينة الطائف، فأجاب الشيخ حياءً ، إذ تولى العمل في فترتين ثم تركه.


وبعد وفاة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ طلب منه سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن يكون عضوا في الإفتاء، وأَلَحَّ عليه في ذلك فامتنع، وآثر الانقطاع للتدريس في المساجد.


جهوده في نشر للعلم:


جلس الشيخ للتعليم في مسجده الذي يتولى إمامته ـ مسجد الخليفي بحي الفاروق ـ، ومعظم دروسه فيه، وقرئ عليه عشرات الكتب في شتى الفنون؛ كالفقه وأصوله، والتفسير وأصوله، والحديث، والعقيدة، والنحو، وغيرها، كما أنه له دروسا في بيته مع بعض خاصة طلابه، وله دروس منتظمة في مساجد أخرى في مدينة الرياض، وله مشاركات متكررة في الدورات العلمية المكثفة التي تقام في الصيف، إضافة لإلقائه كثيرا من المحاضرات والكلمات الدعوية، وإجابته على الأسئلة المعروضة عليه من عدد من أشهر المواقع الإسلامية في الشبكة العالمية.


طلابه :


تصدى الشيخ لنشر قبل نصف قرن تقريبا، وتتلمذ عليه أمم من طلاب العلم يتعذر على العاد حصرهم، وكثير من أساتذة جامعاتنا الشرعية، والدعاة المعروفين، قد تتلمذوا عليه.


وبعد أن يسر الله جملة من الوسائل الحديثة، كالشبكة العالمية تمكن كثير من طلاب العلم في خارج البلاد من متابعة دروس الشيخ على الهواء مباشرة، عن طريق موقع البث الإسلامي:


احتسابه :


للشيخ جهود كبيرة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومناصحة المسؤلين، والكتابة لهم، والإصلاح بين الناس، والتحذير من البدع، وسائر الانحرافات والمخالفات، وله في ذلك فتاوى كثيرة، وله مشاركة مع بعض المشايخ في عدد من البيانات والنصائح الموجهة لعموم المسلمين.


اهتمامه بأمور المسلمين:


للشيخ ـ حفظه الله ـ اهتمام بالغ بأمور المسلمين في جميع أنحاء العالم، فيتابع لأخبارهم، ويحزن ويتألم لما يحدث لهم من نكبات، وفي أوقات الأزمات يبادر بالدعاء لهم ، والدعاء على أعدائهم، ويبذل النصح والتوجيه لهم، وللمسلمين فيما يجب نحوهم.

إنتاجه العلمي
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2013-06-04, 12:47 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

إنتاجه العلمي :


الشيخ انصرف عن التأليف مع توفر آلته، وبذل معظم وقته في تعليم العلم، والإجابة على الأسئلة، وقد قُرئت عليه عشرات الكتب في مختلف الفنون، وقد سجل بعضها، وما لم يسجل أكثر، ولا زالت دروسه عامرة كما كانت.


وقد صدر للشيخ من المطبوعات: «شرح الرسالة التدمرية»، و«جواب في الإيمان ونواقضه»، و«موقف المسلم من الخلاف»، و«التعليقات على المخالفات العقدية في فتح الباري»، و«توضيح مقاصد الواسطية».


وفي حياة الشيخ جوانب كثيرة مشرقة أعلم أنه يكره ذكرها، أسأل الله أن يبارك في عمره، و يمد فيه على الطاعة، وينفع المسلمين بعلمه، إنه سميع قريب.



[المقدمة]

غداً نكمله
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2013-06-04, 06:44 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

[المقدمة]


الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:


فالعقيدة المعروفة بـ « الطحاوية » ـ نسبة إلى مؤلفها الإمام أبي جعفر الطحاوي رحمه الله ـ من المؤلفات المختصرة في عقيدة أهل السنة والجماعة، وأهل العلم درجوا على التأليف في أصناف علوم الشريعة على مناهج متنوعة؛ فمنهم من ينهج نهج البسط والتفصيل والتدليل، ومنهم من ينهج طريق الاختصار، ولكل منهما خصائصه ومزاياه.


والمختصرات تتميز بأنها ميسورة الحفظ ، ويمكن الإلمام بها بوقت قصير، فَيُلِّمُ الطالب بِجُلِّ المسائل على سبيل الاختصار في وقت وجيز، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يمدنا وإياك بالتوفيق والفتح منه سبحانه وتعالى، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يهدينا سواء السبيل.


(قال العلامة حجة الإسلام أبو جعفر الوراق الطحاوي ـ بمصرـ رحمه الله:


هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة: أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني رضوان الله عليهم أجمعين، وما يعتقدون من أصول الدين ويَدينون به رب العالمين).
هذه مقدمة مختصرة تناسب المضمون والمؤلَف المختصر.


قوله: « هذا ذكر عقيدة أهل السنة والجماعة » أي: ذكر ما يعتقده أهل السنة والجماعة، وأكثر ما يعبر أهل العلم بالاعتقاد، والمراد بالعقيدة والاعتقاد: نفس عقد القلب، وجزمه ويقينه.


وتارة يطلق الاعتقاد على نفس الشيءِ المعتقَد المعلوم، فتقول في الأول: إن فلانا اعتقاده قوي، واعتقاده سليم، واعتقاده جازم.


ويقال في الثاني: ـ مثلا ـ اعتقاد أهل السنة والجماعة: هو الإيمان بالله وملائكته ... كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية: « فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة ـ أهل السنة والجماعة ـ : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ... » [الواسطية ص 21] .ففسر الاعتقاد بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ... إلخ.


وكذلك العقيدة فعيلة بمعنى مفعولة أي: الشيء المعتقَد، فتقول هذا اعتقاد أهل السنة والجماعة، يقول الإمام الطحاوي: « على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني » لو قال : على مذهب فقهاء الملة منهم: أبو حنيفة، وأبو يوسف، ومحمد بن الحسن كان أولى؛ لأن هؤلاء الأئمة لاشك أنهم من فقهاء الأمة، لكن ليست الإمامة والفقه محصورة فيهم، ولكنه نظَر إلى كونه ينتمي إلى أبي حنيفة، وقد ذُكر في ترجمته أنه كان شافعيا، ثم تمذهب على مذهب أبي حنيفة وتفقه على فقه أبي حنيفة ، وهو فقيه محدث، كما يدل على ذلك كتاباه: «معاني الآثار»، و«شرح مشكل الآثار»، فرحمه الله، ورحم أئمة الدين، وجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا.


يقول: « وما يعتقدون في أصول الدين، ويدينون به رب العالمين » هذا هو المقصود: بيان ما يعتقدونه في أصول الدين، ويدينون به لرب العالمين، وغلب على تعبير كثير من أهل العلم إطلاق أصول الدين على مسائل الاعتقاد، والواقع أن أصول الدين لا تختص بأمور الاعتقاد، بل أصول الدين منها: اعتقادية كأصول الإيمان الستة، وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر هذه من أصول الدين الاعتقادية العلمية.


ومنها: عملية كأصول الإسلام الخمسة، وهي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والحج، وهذه أوصل الدين العملية؛ لأن مسائل الدين نوعان: مسائل علمية، ومسائل عملية، فكل من القسمين له أصول وله فروع، إذًا؛ لا يختص اسم أصول الدين في مسائل الاعتقاد، ولا يختص اسم الفروع بالمسائل العملية، كما حرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية [ منهاج السنة 5/87 ، ومجموع الفتاوى 6/56 و19/207] ، وأنكر على من يجعل جميع مسائل الاعتقاد من أصول الدين، بل الدين له أصول وله فروع علمية وعملية، اعتقادية وعبادات عملية.


[قول أهل السنة في التوحيد]


يقول رحمه الله: (نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله، ولا شيء يُعجزه، ولا إله غيره).
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2013-06-04, 06:49 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

[قول أهل السنة في التوحيد]


يقول رحمه الله: (نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله، ولا شيء يُعجزه، ولا إله غيره).

يقول رحمه الله: « نقول » هذا شروع في بيان ما قصد إليه « نقول » نحن أهل السنة، هو يعبر عن نفسه، وعمن ذكر من الأئمة وغيرهم من أئمة الدين « نقول » بألسنتنا « معتقدين » بقلوبنا، فجمع بين الإقرار باللسان، والاعتقاد بالجنان « نقول في توحيد الله » يعني نقول في موضوع التوحيد، و الأصل في معنى التوحيد جعل الشيء واحدا، واعتقاده واحدا، والمراد بتوحيد الله يعني في شأن وحدانيته تعالى واعتقاد تفرده فهو تعالى واحد، والتوحيد: هو الإيمان بأنه واحد في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، وتخصيصه وإفراده بالعبادة، هذا هو توحيد الله.

فالتوحيد صفة العبد وفعله.

أما الوحدانية فصفة الرب تعالى كما يدل على ذلك اسمه الواحد والأحد فهو واحد في كل شؤونه سبحانه وتعالى.

والله تعالى يوحد نفسه بمعنى أنه يثني على نفسه بذلك، ويُعلِّم عباده بأنه واحد، كما قال تعالى: ( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ )[آل عمران:18] فهذه شهادة منه تعالى لنفسه بالوحدانية تتضمن علمه بأنه واحد، وذكره لنفسه بتفرده بالإلهية، وأمره عباده بذلك، وقد ذكر ابن أبي العز ـ رحمه الله ـ في الشرح كلاما مستفيضا على هذه الآية، وهو منقول من مدارج السالكين لابن القيم؛ فليرجع إليه.[شرح الطحاوية ص44، ومدارج السالكين 3/418]

يقول: « نقول في توحيد الله معتقدين » هذا فيه تنبيه على أنه لا بد من الجمع بين اعتقاد القلب وإقرار اللسان، فلا يكفي أحدهما دون الآخر، لا بد في التوحيد من اعتقاد القلب وهو: العلم والتصديق الجازم بأنه تعالى واحد، وإقرار اللسان بذلك.

ثم يقول: « بتوفيق الله » هذه لها دلالة عظيمة، وهي: أن إيماننا وقولنا واعتقادنا إنما يتحقق لنا بتوفيقه سبحانه وتعالى وهدايته، فنحن نقول ونعتقد ما نعتقده بتوفيقه سبحانه، وهذا يتضمن الإيمان بالشرع والقدر جميعا.

( إن الله واحد لا شريك له ) هذا هو ما نقوله وما نعتقده في وحدانيته الله تعالى: ( إن الله واحد لا شريك له) واحد اسم من أسمائه جاء في القرآن في مواضع مقرونا باسمه القهار ( وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) [الرعد:16]، (( أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ))[يوسف:39]، فهو الواحد قال تعالى: (( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ))[البقرة:163] (( وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ ))[المائدة:73].
( إن الله واحد) هو واحد، والوحدة تنافي الشريك، ولهذا أكدها بقوله: (لا شريك له)، فهو متفرد عن الشركاء، فهو الربُ ولا ربَ غيره، فهو ربُ كلِ شيء، فهو واحد في ربوبيته في أفعاله، فلا خالق ولا رازق ولا مدبر لهذا الوجود سواه، وهو واحد في إلهيته فلا إله غيره، ولا شريك له، ولا معبود بحق سواه، وهو واحد في أسمائه وصفاته، فلا شبيه له في شيء من صفاته وأفعاله.

( إن الله واحد لا شريك له ) إذاً؛ هذه الجملة ضمنها المؤلف أصل الدين، وهو التوحيد، فالتوحيد بكل معانيه هو أصل دين الرسل من أولهم إلى آخرهم، خصوصا توحيد العبادة.

وقد أخبر سبحانه وتعالى عن الرسل إجمالا وتفصيلا بذلك قال تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))[الأنبياء:25] وقال تعالى: (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ))[النحل:36]، وأخبر عن أنبيائه: نوح وهود وصالح وشعيب أنهم قالوا لأقوامهم: (( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )) [المؤمنون :23والأعراف: 65و73و85]
فالتوحيد هو أصل دين الرسل، وهو أول واجب على المكلفين، كما قال r : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) [رواه البخاري (25)، ومسلم (22) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. ] مع شهادة أن محمدا رسول الله؛ لأن الشهادتين متلازمتان لا تصح إحداهما إلا بالأخرى، فلابد منهما جميعا، ولهذا قال النبي r: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) [رواه البخاري (8)، ومسلم (16) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.] فَعَدَّ هذه الشهادة واحدا من المباني الخمسة.
فالكافر الأصلي أو النصراني أو اليهودي أو المشرك إنما يدخل في الإسلام بإقراره بالشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، مع التزامه بالشرائع الأخرى كما قال تعالى: (( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ))[التوبة:5]، (( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ))[التوبة:11] وقال بعض أهل الكلام [درء تعارض العقل 7/352و405و8/3، ومدارج السالكين 3/412] : إن أول واجب هو النظر، ويريدون بالنظر التفكر في الأدلة الكونية مثلا، فقالوا: إن أول واجب هو النظر، وبعضهم تنطع وقال: بل أول واجب القصد إلى النظر، وأقبح من هذا وذاك من قال منهم: إن أول واجب هو الشك! يعني أول واجب أن يشك الإنسان في الحقائق، فيشك في وجود الله وفي إلهيته، ثم بعد ذلك ينظر في الأدلة!


بئس ما قالوا أنْ جعلوا الكفر هو أول واجب؛ لأن الشك بالله كفر.
وهذه الأقوال ظاهرة الفساد والبطلان.


والنظر مشروع لكن لا يقال: إنه أول واجب، والنظر قد ندب الله إليه العباد، فمن كان عنده توقف أو شك مثل حال الكفار فعليه أن ينظر ويتأمل في الأدلة، وينظر في الآيات ويتفكر (( أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ))[الأعراف:185]، (( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ))[الروم:8].


والنظر من الأسباب التي يَقوى بها إيمان المؤمن، ولهذا أثنى الله على أولياءه أولي الألباب أثنى عليهم بالتفكر بالمخلوقات (( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ))[آل عمران:191] و كان النبي r إذا قام من الليل يرفع بصره إلى السماء، ويقرأ هذه الآيات ويتفكر [رواه البخاري (4569)، ومسلم (763) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما] ، فالتفكر في الآيات الكونية، والتدبر للآيات الشرعية القرآنية هما من روافد الإيمان، ومما يسقي شجرة الإيمان، فالإيمان يزيد بالتفكر في مخلوقات الله.


المقصود: أن النظر مشروع، لكن لا يقال: إنه أول واجب، بل أول واجب هو شهادة أن لا إله إلا الله.


يقول المؤلف: ( إن الله واحد لا شريك له ) فالله تعالى نزه نفسه عن الشركاء في مواضع (( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْركُونَ ))[الطور:43]، وفي الآية الأخرى (( أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ ))[الأعراف:191] ، وقال سبحانه وتعالى: (( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ))[الإسراء:111]، أي لا شريك له في ملكه ولا شريك له في تدبيره، ولا شريك له في إلهيته، (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ))[سـبأ:22-23] هذه الآية قد قيل فيها: « إنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب »[كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب ص33]، فليس لشرك المشركين أي شبهة يمكنهم التعويل عليها فكلها باطلة، فشركاؤهم لا يملكون مثقال ذرة، وليس لهم شرك في ذرة من السماوات والأرض، وليس أحد منهم معينا لله، ولا أحد منهم يملك أن يشفع عند الله إلا بإذنه.


الملائكة لا أحد منهم يشفع عند الله إلا بإذنه كما قال سبحانه وتعالى: (( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى))[النجم:26].


[أقسام التوحيد]


في هذا المقام يحسن ذكر أقسام التوحيد، فأهل السنة والجماعة يقسمون التوحيد ثلاثة أقسام [انظر: كتاب المختصر المفيد في بيان دلائل أقسام التوحيد] ، ومنهم من يجعل التوحيد قسمين وهما طريقتان متفقتان لا منافاة بينهما.


فمنهم من يقول: إن التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، توحيد العبادة، وتوحيد الأسماء والصفات.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2013-06-04, 06:52 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

[أقسام التوحيد]


في هذا المقام يحسن ذكر أقسام التوحيد، فأهل السنة والجماعة يقسمون التوحيد ثلاثة أقسام [انظر: كتاب المختصر المفيد في بيان دلائل أقسام التوحيد] ، ومنهم من يجعل التوحيد قسمين وهما طريقتان متفقتان لا منافاة بينهما، فمنهم من يقول: إن التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية،

توحيد العبادة، وتوحيد الأسماء والصفات.

ما معنى توحيد الربوبية؟

معناه: توحيد الله في شؤون الربوبية؛ كالخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماتة، ولهذا يعبر عنه بتوحيد الرب بأفعاله، وذلك بالإقرار بأنه لا شريك له في أفعاله.

وتوحيد الإلهية: هو إفراد الله بالعبادة، هو الإقرار بأنه لا معبود بحق سواه، فهو الإله الحق الذي لا يستحق العبادة سواه، وتحقيق ذلك بالفعل

وهو: تخصيصه تعالى بالعبادة.

وتوحيد الأسماء والصفات هو الإقرار بتفرده سبحانه وتعالى بما له من الأسماء والصفات، بأنه متفرد لا شبيه له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله .

أما من يجعل التوحيد قسمين ـ والعبارات تختلف لكن المؤدى واحد [مدارج السالكين 3/417، واجتماع الجيوش الإسلامية ص93] ـ يقول: توحيد في المعرفة والإثبات، وبعبارة أخرى: توحيد في العلم والقول، أو: التوحيد العلمي الخبري، هذه كلها عبارات عن شيء واحد، هو التوحيد الاعتقادي، توحيد علمي اعتقادي معرفي، وهذا القسم يشمل: توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، فاندرج قسمان من الثلاثة في هذا القسم، في التوحيد العلمي الخبري، أو في توحيد المعرفة والإثبات؛ لأن توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات كل منهما توحيد يتعلق بالعلم، فهو اعتقادي علمي فقط، والنصوص الدالة عليهما كلها نصوص خبرية، يعني من نوع الخبر؛ لأن الكلام قسمان: خبر وإنشاء.

القسم الثاني على الطريقة الثانية: توحيد الإلهية، أو توحيد العبادة، أو توحيد الإرادة والقصد والعمل، أو التوحيد الطلبي؛ لأن نصوصه طلبيه، انظر سورة الإخلاص {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [سورة الإخلاص:1-4] جمل خبرية، كل نصوص الأسماء والصفات تجدها خبرية، لكن توحيد العبادة الآيات الواردة فيها إنشاء (( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ))[النساء:36] (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ))[الإسراء:23] (( فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ))[البقرة:22] (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ))[البقرة:21] فلا منافاة بين الطريقتين، فمن يجعل التوحيد قسمين يدرج توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات في التوحيد في المعرفة والإثبات الذي هو التوحيد العلمي الخبري، فلاحظ هذا ولا يشكل عليك تنوع التقسيم.

وهذا التقسيم مستمد من استقراء النصوص، وبعض أهل البدع يشنع على أهل السنة ويقول: إن هذا التقسيم مبتدع، وهذا تشنيع باطل[انظر: كتاب المختصر المفيد في بيان دلائل أقسام التوحيد] ، نعم العبارات والتقسيمات هي اصطلاح جديد كما قسم الفقهاء ـ مثلاـ أفعال الصلاة إلى: أركان وواجبات وسنن، أخذا من الأدلة؛ لأن أفعال الصلاة ليست على مرتبة واحدة، وكذلك أفعال الحج: أركان وواجبات وسنن، أخذا من الأدلة، كذلك في مسائل الاعتقاد هذه التقسيمات مستمدة من النصوص.

وقد دلت النصوص على وجوب توحيد الله في ربوبية، وذلك باعتقاد أنه رب كل شيء ومليكه، وأن ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، هذا حق.
ودلت النصوص على وجوب اعتقاد أنه الإله الحق الذي لا يستحق العبادة سواه كما قال تعالى في خطابه لموسى عليه السلام: (( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي ))[طه:14] ، وقال تعالى: (( وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ ))[المائدة:73]، وقال تعالى: (( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ))[البقرة:163].

وفي باب الأسماء والصفات قال سبحانه وتعالى: ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ))[الإخلاص:1]، وقال تعالى: (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ))[الشورى:11]، وقال تعالى: (( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ))[الإخلاص:4].

إذًا؛ هذا تقسيم مستمد من الكتاب والسنة، دال على أنه تعالى واحد في هذا كله، وهل التقسيم له ثمرة؟

نعم؛ بهذا عرفنا أن الإقرار بتوحيد الربوبية وحده لا يكفي، فإن المشركين كانوا مقرين بهذا التوحيد قال تعالى: (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ))[لقمان:25] لكنهم جعلوا مع الله آلهة أخرى، وعبدوا مع الله آلهة سواه، إذًا؛ الانحراف الذي عندهم هو في توحيد العبادة، ولهذا قال أهل العلم: « إن توحيد العبادة هو الذي وقعت فيه الخصومة بين الرسل وأممهم» [ كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب ص6] ، كما قال المشركون ـ لما قال لهم الرسول r : « قولوا: لا إله إلا الله » ـ : (( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ))[ص:5]. [رواه أحمد 1/227، وصححه الترمذي (3232)، و ابن حبان (6686)، والحاكم 2/432 من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.]

وهؤلاء المبتدعة الطاعنون على أهل السنة في هذا التقسيم يقسمون التوحيد تقسيما مبتدعا مشتملا على الباطل، كما ذكر شيخ الإسلام عن كثير من أهل الكلام أنهم يقولون: « إن التوحيد اسم لثلاثة: توحيد الذات، وتوحيد الصفات، وتوحيد الأفعال، فيقولون: إن الله تعالى واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له » [درء تعارض العقل والنقل1/225، والرسالة التدمرية ص440 ] ، والكلام على هذا يطول، ولكن خلاصة القول: إن هذا التقسيم على طريقتهم قد أدخلوا في التوحيد ما ليس فيه، فأدخلوا في مسمى التوحيد نفي الصفات، وهذا إلحاد، وأخرجوا عن مسمى التوحيد توحيد العبادة فلا ذكر له عندهم، وأحسن ما يذكرون هو توحيد الربوبية، وهو توحيد الرب بأفعاله، فيقولون: هو واحد في أفعاله لا شريك له، وهو أن خالق العالم واحد، وهذا حق. [انظر: تقسيم الطوائف للتوحيد في: التدمرية ص440، ومجموع الفتاوى 4/150، ومدارج السالكين 3/415]
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2013-06-04, 08:29 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

[نفي المثل عن الله تعالى ]


وقوله: (ولا شيء مثله) نلاحظ أن الجمل التالية كأنها تفصيل للجملة الأولى، فالجملة الأولى فيها نوع من الشمول، لكن الجمل التي تلتها هي تفصيل لها، من ذلك قوله: (ولا شيء مثله) هذه الجملة قد دلت على نفي المثل عن الله، وأنه لا مثيل له من خلقه، لا شيء يماثله، ودليل ذلك قوله تعالى: (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ))[الشورى:11] وهذا نص في نفي مشابهة المخلوق للخالق، فلا شيء يماثله سبحانه، وقوله تعالى: (( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ))[الإخلاص:4] أي ليس أحد كُفُوا له، وقال تعالى: (( فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا ))[البقرة:22]؛ لأنه تعالى لا ند له ولا مثل له ، والند والكفو والمثل والسمي ألفاظ متقاربة كلها تفسر بالنظير والشبيه ونحو ذلك.

(لا شيء مثله) هذا من اعتقاد أنه سبحانه وتعالى واحد لا شريك له، فمضمون هذه الجملة في الحقيقة يندرج في الجملة الأولى.

يجب الإيمان بأنه تعالى موصوف بصفات الكمال، وأن إثبات صفات الكمال التي وصف الله بها نفسه ليست من التشبيه في شيء خلافا للمعطلة من الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم؛ فإنهم يزعمون أن إثبات الصفات تشبيه [منهاج السنة 2/105، ومجموع الفتاوى 4/150، و5/110و6/33] ، فينفونها بهذه الشبهة، وبشبهٍ أخرى لكن هذه من أشهر شبههم، فينفون عن الله ما وصف به نفسه زاعمين أن إثبات هذه الصفات يستلزم التشبيه، والله تعالى منزه عن التشبيه، حقا إنه منزه عن التشبيه، ولكن ليس إثبات الصفات من التشبيه في شيء، وتسميةُ إثبات الصفات تشبيها هذا من التلبيس والتمويه، وأصل هذه الشبهة قولهم: المخلوق يوصف بأنه عليم وأنه سميع وأنه بصير وأنه حي وأنه يرضى ويغضب ويحب، فلو أثبتنا هذه الصفات لله كان مماثلا للمخلوق.

وقد رد عليهم أهل السنة[الرسالة التدمرية ص96، ومنهاج السنة 2/111] واحتجوا عليهم بما يفحمهم، ومن ذلك أن يقال: يلزمكم أن تقولوا: إن وصفه تعالى بالوجود تشبيه، فالمخلوق موجود، وهذا ظاهر الفساد والبطلان، فالله تعالى موجود والمخلوق موجود، ولكل منهما وجود يخصه، وليس الموجود كالموجود.

وإن كان بين الوجودين قدر مشترك، وهو مطلق الوجود الذي هو ضد العدم، ونقول مثل ذلك في سائر ما سمى ووصف به نفسه سبحانه، فالله تعالى الحي، والمخلوق الحي، قال تعالى: (( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ))[الفرقان:58]، وقال تعالى{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} [ الروم:19] ولكن ليس الحي كالحي، فالله تعالى الحي بحياة تخصه وهي الحياة التامة، وهي الحياة الواجبة وهي الحياة التي لا يعتريها نقص ولا نوم ولا سنة (( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ))[الفرقان:58] وقال سبحانه وتعالى: (( لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ))[البقرة:255] والمخلوق يوصف بالحياة التي تناسبه وهي الحياة المحدثة بعد موت والمتبوعة بالموت، (( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ))[البقرة:28] وهي حياة ناقصة، وهي حياة موهوبة للمخلوق، فالله هو الذي يحيي ويميت، وأما حياة الرب فليست كحياة المخلوق، بل حياة لازمة لذاته، وهي أكمل حياة.

وإن اتفق الاسمان عند الإطلاق بمعنى أن كلا من الاسمين يدل على الحياة التي تقابل الموت، فليس الحي كالحي، وقُلْ مثل هذا في بقية الأسماء والصفات.

إذًا؛ إثبات الأسماء والصفات لله لا يقتضي تشبيها، والقدر المشترك بين اسم الخالق واسم المخلوق أو بين صفة الخالق وصفة المخلوق ليست من التشبيه في شيء، فإن القدر المشترك لا يمكن نفيه عن الموجودات، فكل الموجدات تشترك في مطلق الوجود, وكل الأحياء تشترك في مطلق الحياة، وكل المحسوسات تشترك في مطلق الحس، كما بين ذلك أهل العلم وبسطوه.
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 2013-06-04, 08:47 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

[نفي العجر عن الله تعالى]


(ولا شيء يعجزه) لا شيء يعجز الرب، هذا فيه نفي العجز المنافي لكمال القدرة عن الله، ، وقد صرح الله سبحانه وتعالى في قوله: (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ))[فاطر:44]، وقال تعالى: (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ))[ق:38]، وقال تعالى: (( وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ))[البقرة:255]، يعني لا يتعبه ولا يشق عليه ولا يلحقه كلل ولا تعب ولا إعياء، وذلك لكمال القدرة.

فالله تعالى يوصف بنفي النقائص؛ كالسِنة والنوم واللغوب والعجز والظلم والغفلة والنسيان، لكن كل ما يوصف الله به من النفي فإنه متضمن لإثبات كمال، هذه قاعدة، فالله تعالى لا يوصف بنفي محض لا يدل على ثبوت؛ فإن النفي المحض ليس فيه مدح، وإنما المدح في النفي المتضمن للكمال. [التدمرية ص184، ومجموع الفتاوى 10/250، وجواب أهل العلم والإيمان 17/109و142، ومنهاج السنة 2/319، ودرء تعارض العقل والنقل6/167]


فكل ما جاء في صفات الكمال من النفي فإنه متضمن لإثبات كمال الضد، قال تعالى: (( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ))[البقرة:255] فنفي السِنة والنوم متضمنة لكمال حياته وقيوميته، وقوله تعالى: (( وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ))[ق:38] متضمن لإثبات كمال قدرته ونهاية قوته، وقوله تعالى: (( لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ ))[سبأ:3] يتضمن كمال العلم، ونفيُ الظلم يتضمن كمال العدل، (( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ))[الفرقان:58] نفي الموت عن الله يتضمن كمال الحياة، ونفي العجز يتضمن كمال القدرة.


أما المعطلة فإنهم يصفونه بالنفي المحض؛ لأنهم قد يقولون: إن الله لا يجهل، وقد يقولون: إن الله لا يعجز، فيصفونه بالنفي، لكنهم لا يثبتون الأضداد، فيصفونه بالنفي المحض.


ولهذا جاء في المناظرة التي جرت بين عبد العزيز الكناني [عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن مسلم الكناني المكي: سمع من سفيان بن عيينة والشافعي، وقدم بغداد في أيام المأمون، وجرى بينه وبين بشر المريسي مناظرة في القرآن، وكان من أهل الفضل والعلم، وله مصنفات عدة، وكان ممن تفقه بالشافعي واشتهر بصحبته، توفي بعد الثلاثين ومائتين. تاريخ بغداد 10/449، وتقريب التهذيب ص617] ـ رحمه الله ـ وبين بشر الـمَرِيْسِي أنه لما طالبه بوصف الله بالعلم قال: أقول الله لا يجهل! [الحيدة ص31]لأن عنده أن نفي الجهل لا يستلزم إثبات علم، فيقول: الله لا يجهل.

فهذه قاعدة لابد من ملاحظتها، وهي: أن الله موصوف بالإثبات والنفي، إثبات الكمال ونفي النقائص والعيوب والآفات ومماثلة المخلوقات، فإثبات الكمالات يتضمن نفي أضدادها، فوصفه بالعلم يتضمن نفي الجهل عنه ونفي النسيان ونفي الغفلة، ووصفه بالسمع والبصر يتضمن نفي الصمم والعمى عن الله،

قال النبي r : « إنكم لا تدعون أصما ولا غائبا إنما تدعون سميعا بصيرا »[رواه البخاري(6610) ـ واللفظ له ـ ، ومسلم(2704) من حديث أبي موسى الأشعري t] ، فالنصوص اشتملت على وصف الله بالكمالات، وعلى تنزيهه عن النقائص، فالله تعالى موصوف بالإثبات والنفي، فيجب إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وتنزيهه تعالى عن النقائص بنفي ما نفاه عن نفسه ونفاه عنه رسوله r.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2013-06-04, 08:52 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

[كلمة التوحيد وما تتضمنه]


قال المؤلف: (ولا إله غيره) هذه كلمة التوحيد، ولما سبق ذكر الاسم الشريف الذي هو لفظ الجلالة « الله » رد المؤلف الضمائر إلى ذلك الاسم الظاهر، وهذه الكلمة يأتي فيها ذكر الله بالاسم الظاهر، وبضمير المتكلم والخاطب والغائب، قال تعالى لموسى: (( لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فاعبدني))[طه:14]، وقال يونس عليه السلام: (( لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ))[الأنبياء:87] وقال تعالى {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} [آل عمران: 18] فإذا خاطب الإنسان ربه قال: لا إله إلا أنت، وإذا كان يخبر يقول: لا إله إلا الله، أو يقول: لا إله إلا هو، أو يقول: لا إله غيره.

أما إذا أراد أن يذكر ربه فيقول: لا إله إلا الله، سبحان الله ، والحمد لله فيأتي بالاسم الظاهر ((إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ))[الصافات:35].

وأما الذكر باللفظ المفرد أو بالضمير فهو ذكر مبتدع كما يفعل الصوفية [العبودية 10/226، وطريق الهجرتين ص339] يذكرون الله بالاسم المفرد (الله) ويكررونها، أو (هو) ويكررونها، ويعتبرون هذا ذكرا !

وهذا ذكر مبتدع باطل لغة وعقلا وشرعا، فقول: (هو هو) أو (الله الله) ليس فيه ذكر، ولا إيمان، ولا كفر، فكلمة (الله) وحدها لا تفيد حكما بالنسبة للعبد، فمن سمعناه يقول (الله) لا نقول: إنه يذكر ربه، ولا نقول: إنه يسبح .


فكلمة (الله) يقولها الموحد إذا جعلها في كلام مركب فيقول (سبحان الله) أو (لا إله إلا الله) أو (الله أكبر)، ويقولها الكافر إذا قال: الله لا وجود له، فيكون بهذا كافرا ملحدا.


إذًا؛ يجب أن يكون الذكر بالجملة التامة: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر.


(لا إله غيره) إله على وزن فِعال بمعنى مَفعول، مثل كتاب بمعنى مكتوب، فإله بمعنى مألوه، من أَله يَأله بمعنى عَبَد، فمعنى (لا إله إلا الله) أي: لا معبودَ إلا الله، أو لا معبودَ غيرُ الله، لكن يرد على هذا بأن في الكون معبودات كثيرة مثل آلهة المشركين، قال تعالى: (( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
* لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ))[الكافرون:1-2]، وقال تعالى: (( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا ))[ص:5] فلهم معبودات، إذًا؛ هذا التقدير لا يستقيم، والصواب أن يُقدَّر: لا إله حق، أو: لا معبود بحق، أما المعبودات بباطل؛ فهي منتشرة في الأرض، كل طائفة لهم معبود، ويقول الله تعالى لهم يوم القيامة :« لتتبع كل أمة ما كانت تعبد».[رواه البخاري (4581) ، ومسلم (183) من حديث أبي سعيد t] ، فمنهم من يعبد الشمس، ومنهم من يعبد القمر، ومنهم من يعبد البقر، ومنهم من يعبد الأصنام المختلفة، ومنهم من يعبد الصليب، لكن لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى.


إذًا؛ هذه الجملة مركبة من النفي والإثبات، نفي الإلهية بحق عن كل أحد إلا الله، فالله تعالى هو الإله الحق، وكل معبود سواه باطل، قال تعالى: (( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ))[الحج:62] فالنفي هو الكفر بالطاغوت، والإثبات هو الإيمان بالله قال تعالى: (( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ))[البقرة:256].


(لا إله إلا الله) بما تتضمنه من إيمان وكفر، تتضمن الإيمان بالله والكفر بالطاغوت، وتتضمن التولي لله ومحبته وإجلاله، والبراءة من كل معبود سواه كما قال الخليل لأبيه وقومه: (( إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ))[الزخرف:26-27] وفي آية أخرى يقول: (( أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ))[الشعراء:75-77]، وقال تعالى: (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ))[النحل:36] فما بعث الله به رسله متضمن لمضمون هذه الكلمات، فقوله تعالى: ((اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ))[النحل:36] هو معنى (لا إله إلا الله) فـ(اعبدوا الله) مقتضى الإثبات، و(اجتنبوا الطاغوت) مقتضى النفي، فتضمنت هذه الآية (أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) آمنوا بالله وخصوه بالعبادة، واجتنبوا عبادة ما سواه واكفروا به .
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2013-06-04, 08:58 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

[دوام الرب تعالى أزلا وأبدا]


قوله: ( قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء، لا يفنى ولا يبيد، و لا يكون إلا ما يريد، لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام، ولا يشبه الأنام )

لما ذكر الإمام الطحاوي بعض ما يجب تنزيه الله تعالى عنه من: الشريك والشبيه والعَجْر، ذكر أنَّ مما يجب إثباته لله القِدم والدوام ـ أي ـ دوام الوجود أزلا وأبدا، فهو تعالى دائم أزلا وأبدا، فلا ابتداء ولا نهاية لوجوده .


والقديم في اللغة ضد الحديث، كما قال تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس:39]، وقال عن إبراهيم r: {قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ} [الشعراء:75و76]، وأصل القديم المتقدم على غيره فيشمل التقدم المطلق، والتقدم النسبي؛ فالتقدم النسبي للمخلوقات فبعضها متقدم على بعض، وأما التقدم المطلق فهو لله تعالى، فهو سابق في وجوده لكل شيء، ولا بداية لوجوده، ولهذا احتاج المؤلف أن يقول: (بلا ابتداء). ويقال: أزلي، فالأزل: هو الماضي الذي لا حد له، فالأزل والأبد متقابلان هذا في الماضي، وهذا في المستقبل.


وهذان الوصفان حق؛ فالله تعالى دائم البقاء أزلا وأبدا، لكن ليس هذان الاسمان من أسمائه الحسنى التي يثنى عليه بها، ويدعى بها، فلا يقال: يا قديم، أو سبحان القديم، كما لا يقال: يا موجود، أو سبحان الموجود؛ فإن هذا لا يحصل به التخصيص والتعيين؛ بل يقال: سبحان الله، سبحان ذي الملك والملكوت، والعزة والجبروت، سبحان الحي الذي لا يموت.


فإن القديم والدائم لم يردا في الكتاب والسنة، وإنما الوارد: الأول والآخر، كما قال تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [ الحديد:3]، وفي السنة ـ في دعاء النبي r ـ: « اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء»، [رواه مسلم (2713) من حديث أبي هريرة t].وهذا الحديث يفسر الآية .


فهذان اسمان من أسمائه الحسنى التي سمى الله بها نفسه، وسماه بها رسوله r أعلم الخلق به.

وغلب على أهل الكلام إطلاق لفظ (القديم) على الله تعالى فيقولون: هذا يجوز على القديم، وهذا لا يجوز على القديم؛ فجعلوه اسما لله تعالى، وهذا من أغلاطهم، والواجب أن يقولوا: هذا يجوز على الله؛ فالله هو اسم رب العالمين.

لكن القديم والدائم يصح الأخبار بهما عن الله مثل أن تقول: الله موجود، والله شيء، والله له ذات، والله قديم، والله دائم، لكن لا تقل: من أسمائه (قديم) بل من أسمائه (الأول) قال تعالى: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } ففي الدعاء إنما يدعى الله بما سمى به نفسه، أو سماه به رسوله r .[مجموع الفتاوى 6/142]


قوله: (لا يفنى ولا يبيد) هذه تأكيد لقوله (بلا انتهاء) ومن أجل تحصيل السجع مع ما بعده، والفناء والبيد معناهما واحد قال تعالى:(( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ))[الرحمن:26]، وقال الكافر صاحب الجنة: (( مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ))[الكهف:35]، (لا يفنى ولا يبيد) سبحانه، وإنما الذي يفنى الخلق .


ملاحظــــــــــــــــــــــــــة :


إسمحولى يا إخوانى فأنا ولله الحمد أنزله على دفعات لكى نقرأه معا
للفائــــــــــــدة
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 2013-06-04, 09:05 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

[إثبات الإرادة لله تعالى]


قوله: (و لا يكون إلا ما يريد) فإنه تعالى {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [سورة البروج:16] ، وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، وهو رب كل شيء، وهو الخالق لكل شيء، فما شاء الله كونه لا بد أن يكون (( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ))[النحل:40]، وما لم يشأ لا يكون أبدًا.


إذًا؛ كل ما يجري في الوجود من :حركات الأفلاك، وجريان النجوم، والشمس والقمر، وتقلب الليل والنهار، وأمواج البحار بمشيئة الله، وكل ما يقع من العباد، فما تلفظ ولا تحرك شفتيك إلا بمشيئة الله، ولا تفتح عينك إلا بمشيئة الله ولو شاء الله ما فتحت عينك.
(ولا يكون إلا ما يريد).


والإرادة هنا هي الإرادة الكونية الشاملة للوجود، ونقول: الإرادة الكونية؛ لأن الإرادة المضافة لله نوعان: إرادة كونية، وإرادة شرعية. [مجموع الفتاوى 8/188، والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان 11/266، وشفاء العليل ص280]


فمن شواهد الإرادة الكونية: قوله تعالى: (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ ))، وقوله:(( وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ )) وقوله: (( فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ )) وقوله: (( وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ ))، وفي معناه المشيئة (( إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ )) (( يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )) فالإرادة الكونية بمعنى المشيئة تمامًا.


والإرادة الشرعية من شواهدها: قوله تعالى: (( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )) وقوله تعالى: (( تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ )) (( يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ )) (( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ )). فهذه إرادة شرعية.


والفرق بين الإرادتين منوجهين:


الأول:

أن الإرادة الكونية: عامة لكل ما يكون لا يخرج عنها شيء، فتشمل ما يحبه الله وما يبغضه الله.
فإيمان المؤمنين وطاعة المطيعين، وكفر الكافرين ومعصية العاصين، كل ذلك بإرادته الكونية.

وأما الإرادة الشرعية: فإنها تختص بما يحبه الله سبحانه وتعالى.
إذًا؛ الإرادة الكونية عامة، وهذه خاصة.

الإرادة الكونية لا تستلزم المحبة، وأما الإرادة الشرعية فإنها تستلزم المحبة.


والفرق الثاني:

أن الإرادة الكونية لا يتخلف مرادها أبدا، وأما الإرادة الشرعية : فإنه لا يلزم منها وقوع المراد.

وتجتمع الإرادتان في إيمان المؤمن، فهو مرادٌ لله كونا، ومرادٌ شرعا، فهو مرادٌ بالإرادتين.

وتنفرد الإرادة الكونية في كفر الكافر ومعصية العاصي، فهو مرادٌ بالإرادة الكونية لا الشرعية، إذ ليس ذلك بمحبوب بل مسخوط ومبغوض لله سبحانه.

وتنفرد الإرادة الشرعية في إيمان الكافر الذي لم يقع؛ لأنا نقول: إنه مرادٌ من أبي جهل أن يؤمن بالإرادة الشرعية، لكنه لم يقع .
لكن الإرادة الشرعية لا تفسر بالمشيئة، فلا نقول: إن الله شاء الإيمان من أبي جهل، لكن نقول: إن الله أراد منه الإيمان، يعني: الإرادة الشرعية، وأمره بالإيمان الأمر الشرعي، وبهذه المناسبة الصحيح أن المشيئة لا تنقسم، فلا يقال: إن المشيئة نوعان شرعية وكونية.

بل المشيئة كونية فقط، وليس لمن قال: (إن المشيئة نوعان) ما يدل على قوله؛ بل المشيئة كونية فقط، وهي عامة (ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن).

وتقسيم الإرادة إلى كونية، وشرعية يجري مثله في معاني متعددة في القرآن، فمما يضاف إلى الله الإذن، وهو: شرعي وقدري ـ والقدري هو الكوني ـ والقضاء، والتحريم، والبعث، والإرسال، وغيرها كلها يجري فيها هذا التقسيم.[الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان 11/265، وشفاء العليل ص280] .


مثلا: الإذن منه كوني وشرعي، قال الله تعالى في شأن السحرة (( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ))[البقرة:102] فالسحرة لا يضرون أحدا بسحرهم إلا بإذنه الكوني.

وأما الإذن الشرعي فقوله تعالى (( مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ )) [ الحشر:5]

والقضاء: قال تعالى: (( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ))[الإسراء:4] هذا قضاء كوني ، وقال تعالى (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ))[الإسراء:23] هذا القضاء الشرعي .

والتحريم: قال تعالى (( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ )) هذا تحريم كوني، لكن قوله تعالى (( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ )) و(( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ )) هذا تحريم شرعي.

المقصود: أن قول الطحاوي: ( ولا يكون إلا ما يريد) فيه تقرير واثبات للإرادة الكونية، وفي هذا رد على المعتزلة؛ فإنهم ينفون الإرادة الكونية، ومن أصولهم الباطلة ما يسمونه بالعدل، ويدرجون فيه نفي القدر، ومن نفيهم للقدر، نفيهم عموم المشيئة، فعندهم أن مشيئة الله ليست عامة، فكل أفعال العباد عندهم ليست بمشيئة الله، [التدمرية ص488] فالإنسان يقوم ويقعد، ويذهب ويجيء، ويقاتل كل ذلك ليس بمشيئة الله! تبًا لهم تبًا لهم، ما أضلهم، فقد أخرجوا عن ملك الله كثيرا مما في الوجود، ونسبوا ربَ العالمين إلى العجز، تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا.
بل أفعال العباد لا خروج لها عن حكم سائر الموجودات، وكل الموجودات محكومة بمشيئة الله وقدرته سبحانه وتعالى.



[تنزيه الله تعالى عن الإحاطة به]
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 2013-06-05, 08:28 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

[تنزيه الله تعالى عن الإحاطة به]



قوله : (لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام).


هذا فيه تنزيه أيضًا، وتقدم بعض ما يجب تنزيه الله تعالى عنه لكن المؤلف يُثَنَّي، فيذكر بعض ما يجب تنزيه الله تعالى عنه، وما يجب إثباته له سبحانه وتعالى.

(لا تبلغه الأوهام) يعني الظنون والخيال، فلا تبلغه ظنون الظانين، ولا خيال المتخيلين، فلا يمكن للعباد أن يدركوا حقيقة ذات الرب أو شيءٍ من صفاته بوهم وتخيل أبدا.

(ولا تدركه الأفهام) فالعباد يعرفون ربهم بما هداهم سبحانه وتعالى به من الوحي، ومن الآيات الكونية، لكنهم لا يحيطون به علما؛ لذلك قال:

(لا تدركه) الإدراك فيه الإحاطة، ولم يقل لا تعرفه الأفهام ولا يعرفه العباد ! لا، العبادُ يعرفون ربهم على حسب مراتبهم في معرفة ربهم لكنهم لا يحيطون به علما، قال تعالى: (( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ )) وقال تعالى: (( وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً )) والله سبحانه وتعالى: (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) وهذا يتضمن أن تخيل الإنسان وظنونه إنما هو مرتبطٌ بما يعرفه، والله تعالى ليس كمثله شيء.

ويقول بعض المتكلمين: (كل ما خطر ببالك فإن الله تعالى بخلاف ذلك) [الرد على الجهمية والزنادقة ص99 ، والاستقامة 118]
وهذا كلامٌ ولفظٌ مبتدع لم يأت في نص من كتاب ولا سنة، فيجب أن يحكم عليه بحكم الألفاظ المبتدعة المجملة .


(كل ما خطر ببالك) إن أراد من الكيفيات فصحيح، والله بخلاف ذلك؛ لأن كل ما يخطر ببالك من الكيفيات فإنه راجعٌ إلى شيء من المخلوقات، والله تعالى بخلاف ذلك (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) .

فكيفية ذات الرب وكيفية صفاته لا سبيل للعباد إلى معرفتها .

أما ما خطر ببالك من أنه فوق السماوات فهذا علم وحق، وليس بخاطر، ويجب الإيمان بأنه فوق السماوات، وما يخطر ببالك أنه سبحانه وتعالى ينزل كما أخبر الرسول r [بقوله: « ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ‏ثلث الليل الآخر ... » رواه البخاري (1145) ، ومسلم (758) من حديث أبي هريرة t] فهذا حق، فكل ما يخطر ببالك من المعاني الثابتة فهو حق.


إذًا؛ هذا التعبير لا يصح على الإطلاق، فهو لفظ مبتدع مجمل، فلا بد فيه من التفصيل، فالخواطر إما أن تكون مما يعلم بطلانه، أو مما يعلم صحته، أو مما لا يعلم صحته ولا بطلانه، فيمسك عنه، ولا يقال: إن الله بخلاف ذلك.



[تنزيه الله تعالى عن مشابهة خلقه]
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 2013-06-05, 08:31 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

[تنزيه الله تعالى عن مشابهة خلقه]


قوله: (ولا يشبه الأنام)


أي لا يشبه الناس، ولا يشبه شيئا من المخلوقات. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في «الرسالة التدمرية» [ص392]: ـ في تقرير نفي المثل عن الله ـ « فيُعلم قطعًا أنه سبحانه ليس من جنس المخلوقات، لا الملائكة ولا السموات ولا الكواكب، ولا الهواء ولا الماء ولا الأرض، ولا الآدميين ولا أبدانهم ولا أنفسهم، ولا غير ذلك، بل يُعلم أن حقيقته عن مماثلة شيء من الموجودات أبعد من سائر الحقائق، وأن مماثلته لشيء منها أبعد من مماثلة حقيقة شيء من المخلوقات لحقيقة مخلوق آخر»؛ لأنه تعالى ليس كمله شيء.


(لا يشبه الأنام) في حاشية الشرح [ص88] أن في بعض النسخ (ولا يشبهه الأنام) وكأن الشارح ابن أبي العز رجح هذه النسخة، وعندي أن الصواب بدون الضمير (ولا يشبه الأنام) لأنك إذا قلت: (ولا يشبهه الأنام) لا يكون في العبارة معنىً جديدٌ يختلف عن قوله: (لا شيء مثله) فـ(لا شيء مثله) نفيٌ لتمثيل المخلوق بالخالق.



و التمثيل الذي يجب نفيه عن الله نوعان :


تمثيل الخالق بالمخلوق، وتمثيل المخلوق بالخالق، وضابط ذلك: وصف الخالق بخصائص المخلوق هذا تشبيهٌ للخالق بالمخلوق، ووصف المخلوق بخصائص الخالق تشبيهٌ للمخلوقين بالخالق.


إذًا؛ فكل المشركين الذين اتخذوا مع الله آلهة أخرى قد شبهوا المخلوق بالخالق؛ لأنهم شبهوا ما يعبدونه برب السماوات والأرض فجعلوا لذلك المخلوق ما هو من خصائص الرب وهو الإلهية، ومن وصف الله بالفقر أو العجز والبخل ـ كما قالت اليهود ـ فقد شبه الخالق بالمخلوق؛ لأن العجز و البخل كل هذه من خصائص المخلوق.


إذاً؛ فقول المؤلف (ولا شيء مثله) هذا نفيٌ لتمثيل المخلوق بالخالق، وقوله (ولا يشبه الأنام) نفيٌ لمماثلة الخالق للمخلوق، فاختلف مدلول الجملتين، وأفادت الجملتان نفي التشبيه أو نفي التمثيل بنوعيه، وهذا هو المطلوب.



[إثبات الحياة والقيومية لله تعالى]
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 2013-06-06, 02:17 PM
القرش القرش غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-21
المكان: المدينه المنورة
المشاركات: 431
افتراضي

وفقك الله اخي نمر






وبارك الله فيك ورزقك الله الجنة



حفظك الله من كل مكروه ورفع الله قدرك





وغفر ذنبك وفرج همك







دمت في حفظ الرحمن
__________________


رحم الله الشيخ رحمة واسعة
الشيخ ابن باز توتر
http://www.google.com.sa/url?sa=t&rc...3PnX0_fHcCeMtg[/CENTER]
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 2013-06-06, 03:03 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

أولا شكرا لكَ أخى الذي أُحبه فى الله القرش حفظك الله ويسر أمرك .

وسوف أرد على هذا الذي لايعرف إلا مصلحته ومرضاة الرافضة لكى يصوتون له فى مجلس الأمة مع ذلك نقول لو يدافع عن هذا الحزب الشيطانى ما يأخذ صوت واحد من الدائرة التى هو فيها من الرافضة الرافضة الذين محللين دمه وعرضة وماله .

2006 أظهرت لنا دعاة لايفهمون بالتاريخ ولا بالدين الرافضة ولكن الهيئة كبار العلماء كانت تعرف تاريخ الرافضة الذي قدم لليهود والنصارى والتتار الخيانات الكبري للسنة وكانو سبب فى سقوط بغداد سابقا وحاليا . والآن مع هؤلاء الدعاة الذين يتبعون مذهب يقول لهم أفعل هذا ولا تفعل هذا .
تمنيت يوم قال سلمان والعواجى والقرضاوي وغيرهم الجهاد مع هذا الحزب الشيطان كان هبوا للذهاب لكى يخيسو فى سجون شر الناس الرافضة ويعرفون قيمة كلام هيئة كبار علماء بعدم الذهاب أو المساعدة لهذا الحزب الخبيث .
انظر أخى القرش العلامة الشيخ بن جبريل رحمة الله عليه حذر من الذهاب والفتوى بعدم الجواز الجهاد تحت راية هذا الحزب الذي هو فى الحقيقة يحمي اسرائيل من السنة المجاهدين .

والآن مع فتاوي الدعاة الضائعة :

الصفحة الرئيسية

الشرق الأوسط

العالم

اقتصاد

علوم وتكنولوجيا

منوعات

رياضة

عالم السيارات

الطقس

ملفات خاصة

المرئي والمسموع


تلفزيونCNN

Inside Africa
أسواق الشرق الأوسط
كيف تشاهدCNN
على الشاشة

خدمات
اجعلCNN صفحتك
من نحن؟

الاعلانات

الأخبار المباشرة(RSS)
آخر خبر





على حافة حرب
حزب الله .. بين الفتاوى الوهابية وتلك المضادة
2200 (GMT+04:00) - 28/08/06


هل اصبح نصرالله أكثر شهرة من بن لادن؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- فيما يتصاعد القصف الإسرائيلي للبنان، وتحتدم المواجهات المباشرة في جنوبه بين مقاتلي حزب الله وقوات الجيش الإسرائيلي، تحتد مواجهات أخرى، وهذه المرة ليست في ساحة المعركة، ولكن في ساحة الإنترنت، ووسط وسائل الإعلام، وهي مواجهة سلاحها الفتاوى الشرعية.

وقد أشعل هذه المواجهات "الشرعية" عدد من علماء الدين السعوديين "السلفيين"، وتحديداً الشيخان عبدالله بن جبرين وناصر العمر، فالأول أصدر فتوى على موقعه على الإنترنت تحرم نصرة حزب الله بوصفه "حزباً رافضياً"، على حد تعبيره، وتحظر "الانضواء تحت إمرة الحزب والدعاء له بالنصر والتمكين"، بل إنها تدعو أهل السنة إلى "التبرؤ منه وأن يخذلوا من ينضمون إليه"، بحسب نص الفتوى.

وتبعت هذه الفتوى أخرى للدكتور ناصر العمر (المشرف العام على موقع المسلم نت) اعتبر فيها أن حزب الله يخدم "أجندة إيران في المنطقة"، وأنه "جزء من الموقف الإيراني الذي يذبح المسلمين في العراق"، على حد قوله.

الفتاوى المضادة

استفزت هذه الفتاوى علماء دين وجهات دينية أخرى، فردت بفتاوى ومواقف مضادة تنقض فيها فتاوى هؤلاء العلماء السعوديين، وتدعو إلى دعم حزب الله في مقاومته لإسرائيل.

فأعلن سلمان العودة (الداعية السعودي المعروف والمشرف العام على موقع الإسلام اليوم على الإنترنت) رفضه لصدور تلك الفتاوى في هذا الوقت، ودعا إلى تأجيل الخلافات التاريخية والطائفية، وتوحيد الصف الإسلامي والعربي في مواجهة إسرائيل التي وصفها "بالعدو الإنساني المشترك الذي يدمر كل مقومات الحياة."

ورغم أن العودة، انطلاقاً من مرجعيته "السلفية"، يقر بالخلاف الجوهري بين السنة والشيعة، فإنه يقول "إن هذا الوقت ليس وقت الخلاف والشقاق، فعدونا هم الصهاينة المجرمين، الذين لم يفرقوا في عدوانهم حتى بين الأطفال والمحاربين".

وانضم إليه في هذا الموقف مواطنه الشيخ محسن العواجي، الذي دعا، في موقعه على الإنترنت، إلى "مناصرة المقاومة المسلحة لحزب الله في لبنان بكل وسيلة مشروعة"، مع إقراره بأن "حزب الله رأس حربة لإيران."

وفي السياق نفسه، دافع مفتي مصر الدكتور علي جمعة - في تصريحات نقلتها رويترز - عن "قتال حزب الله لإسرائيل."

واعتبر جمعة أن "حزب الله يدافع عن بلاده"، ومثله أيضاً الدكتور يوسف القرضاوي، مدير مركز بحوث السنة والسيرة في قطر، والذي يعد من أبرز علماء المسلمين المعاصرين، الذي استنكر الدعاوى التي تثير النعرات الطائفية في مثل هذه الظروف، داعياً "لنصرة المقاومين في فلسطين ولبنان"، ومستنكراً "إثارة النعرات الطائفية والدينية."

وقال القرضاوي، على موقعه الإلكتروني: "إن المقاومة اللبنانية جهاد شرعي، وتمثل أشرف مقاومة على الأرض مع شقيقتها بفلسطين، وأن الشيعة جزء من الأمة الإسلامية، وواجب على كل مسلم نصرة هذه المقاومة ضد العدو الإسرائيلي."

رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

من جانبه، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، جميع الدول العربية والإسلامية إلى دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية.

وحّيا الاتحاد، في بيان له "مواقف المقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان، بما تمثله من ممارسة مشروعة لحقِّ - بل واجب - مقاومة الاحتلال بجميع الصور، مؤكداً أنه الحقُّ الذي يقرِّره الإسلام وسائر الشرائع الدينية، وتنصّ عليه شريعة جنيف وسائر قرارات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية."

وأكِّد الاتحاد، في البيان الذي نقله موقع القرضاوي على الإنترنت "أنّ هذه المقاومة تمثل واحدةً من أنبل مواقف هذه الأمة في القديم والحديث، ومن الواجب على كل فردٍ منَّا، حكَّاماً ومحكومين، أن يقدِّم لها ما يستطيع من دعم."

المفتى رجب أبو مليح

بل وتجاوز الأمر حد اعتبار هذه الفتوى "إثارة للشبهات، التي تستر وراءها عجزاً بغيضاً، وهي بمثابة ورقة التوت التي يستر كثير من الناس بها عورته بعد أن فضحته الأحداث، وتركته عارياً لا يستطيع أن يستتر بشيء.. أما هؤلاء الذين يتعلقون بالأوهام ويسترون فشلهم وتخاذلهم بهذه الأشياء، فقد أصبحت دعواهم مكشوفة لكل ذي عقل،" بحسب ما قاله المفتى رجب أبو مليح، على موقع أسلام أون لاين.

خشية المد الشيعي أم مد المقاومة؟

ويرى محللون أن الفتاوى التي صدرت ضد حزب الله دافعها سياسي بحت، ولاسيما أنها تتسق مع الموقف الرسمي السعودي، الذي انتقد حزب الله واتهمه، ضمنياً، بأنه من استفز إسرائيل عبر القيام "بمغامرة غير محسوبة"، إشارة إلى عملية "الوعد الصادق" التي أشعلت الحرب على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية في 12 يوليو/ تموز.

وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها توظيف الفتاوى سياسياً.

ففي أزمة الخليج عام 1991 أصدر كبار العلماء السعوديين، وتحديداً الشيخين عبدالعزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين، فتاوى تقر استقدام القوات الأمريكية والاستعانة بها لإخراج القوات العراقية من دولة الكويت.

ولكن ما طبيعة الدافع السياسي لهذه الفتاوى؟

يذهب بعض المراقبين والمعلقين إلى أن الموقف السعودي تجاه حزب الله، إنما مرده الخوف الذي يستشعره من توسع النفوذ الإيراني (الشيعي) في المنطقة، وخصوصاً بعد هيمنة الشيعة على مقاليد الحكم في العراق، بدعم من إيران.

ومن هنا، يرى مراقبون، أنه ليس غريباً أن الدولتين العربيتين اللتين توافقتا مع الموقف السعودي حيال حزب الله، وهما مصر الأردن، كانتا قد أبدتا في السابق تخوفهما من المد الشيعي والنفوذ الإيراني في المنطقة، فحديث العاهل الأردني الملك عبدالله عن الهلال الشيعي، وتصريحات الرئيس المصري حسني مبارك عن ارتباط شيعة العراق بإيران سبقت ذلك بأشهر قليلة.

إلا أن آخرين يعتقدون أن هذه الفتاوى تعكس تخوف الأنظمة العربية الرسمية من نجاح تجربة المقاومة في لبنان، مما يؤدي إلى احتضان الجماهير لفكر المقاومة، الأمر الذي ينتقص من شرعية هذه الأنظمة، ويهدد وجودها.

وقد عكس بيان مراقب الإخوان المسلمين في مصر، محمد مهدي عاكف، الذي أصدره رداً على الفتاوى التي تحرم نصرة حزب الله، هذا الرأي، بقوله: "إن بعض الحكومات تحاول إخفاء عجزها عن دعم المقاومة، والتغطية على وقوفها إلى جانب العدوان الإسرائيلي، والتعنت الأمريكي، من خلال إثارة مثل هذه الخلافات بين الشيعة والسنة، ومن خلال القول إن المقاومة تعمل لصالح إيران."

ومهما كان الدافع وراء مثل هذه الفتاوى، فإن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قد عرَّض في خطابه المتلفز الذي بثته قناة "المنار" التابعة للحزب، بهذه الفتاوى ووصفها بأنها "تسيء إلى وحدة الموقف وإلى روحية المعركة (ضد إسرائيل)"، معتبراً أنها "تخدم عدونا وعدو بلدنا وأمتنا"، على حد قوله.

الهيئة علماء المسلمين لها نظرة ثاقبة هذا بفضل الله تعالى عندهم مصلحة المسلمين تبدأ أولا .'

والآن نكمل كتابنا مع القراءة .
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 2013-06-06, 03:26 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

سبحان الله يقول فيلق بدر ههههه ياأخى هادي العامرى رئيسه والجعفرى وحزب الشيطان نصر كلهم مذهبهم واحد الذي يدعمهم كلهم ايران
ولكن هذا إندل دل على ناس أهم شئ لهم مصلحتهم . وما يفهون بالتاريخ . وعسا شباب السنة يعرفون هؤلاء الدعاة ولا تأخذهم العاطفة بل تحكيم العقل وتمييز الحق من الباطل .
الجهاد سيادة النائب السابق لايوجد عند الرافضة ، اقرأ التاريخ وانت تعرف .
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 2013-06-06, 03:31 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

[إثبات الحياة والقيومية لله تعالى]

قال رحمه الله : (حيٌ لا يموت، قيوم لا ينام ).

يقول رحمه الله ـ في ذكر بعض أسماء الرب وصفاته وتنزيهه عن ما يضادها ـ (حيٌ) أي: نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله (حيٌ لا يموت، قيومٌ لا ينام) الحي القيوم اسمان من أسمائه الحسنى التي سمى بها نفسه.

فأما (الحي) فقد ورد في مواضع كثيرة في القرآن، وأما (القيوم) فقد ورد في ثلاثة مواضع مقرونا بالحي: في آية الكرسي، وأول سورة آل عمران، وفي سورة طه (( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ )) حتى قيل: إنهما (الاسم الأعظم). [عن أبي أمامة t: عن النبي r قال : « إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور من القرآن في سورة البقرة، و آل عمران، و طه» رواه ابن ماجه (3856)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار 1/162، والطبراني في الكبير (7758)، والحاكم 1/505و506. ]


وأما الحي فقد ورد غير مقرون بهذا الاسم (( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ )) {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فمن أسمائه الحسنى أنه الحي القيوم، واسمه الحي يدل على إثبات الحياة له، فهو الحي والحياة صفته، فله الحياة التامة التي لا تشبه حياة المخلوق، الحياة المتضمنة لكل ما هو كمال للحياة، وهو القيوم، وقيل في معناه [تفسير الطبري 4/529، والكافية الشافية ص182]: أنه القائم بنفسه، فليس مفتقرًا إلى غيره في وجوده، ولا في شيء من صفاته وأفعاله سبحانه وتعالى، وقيل: بأنه القائم بالمخلوقات[تفسير الطبري 4/529، والكافية الشافية ص182]، فكل المخلوقات لا قيام لها، ولا وجود لها، ولا بقاء لها، ولا صلاح لها أبدًا إلا به سبحانه، فهو المبدع الخالق لها ، وهو الممد لها بما تحتاج، وهو المبقي لما شاء بقاءه، وهو القائم على كل نفس بما كسبت.

قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: إن هذين الاسمين يتضمنان جميع الصفات، فاسمه الحي يتضمن جميع الصفات الذاتية من: العلم، والسمع، والبصر، والقدرة والعزة، والحكمة، والرحمة.

واسمه القيوم يتضمن جميع الصفات الفعلية من: الخلق، والتدبير، والإحياء، والإماتة، والإعزاز والإذلال، والعطاء والمنع، والخفض والرفع. معنى كلامه. [بدائع الفوائد 2/678، والكافية الشافية ص44-45]

والله تعالى لما ذكر هذين الاسمين أكد مضمونهما بقول: (( لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ )).

فنفي السنة والنوم عن الله يتضمن ويؤكد كمال الحياة والقيومية؛ لأن النوم أخو الموت، والسِنة التي هي مبادئ النوم نقص، وأكد ذلك في آية أخرى (( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ )) فأثبت لنفسه الحياة، ونفى عنه كل ما يضاد الحياة.

يقول المؤلف: (حيٌ لا يموت، قيوم لا ينام) وهذا تفريق منه حين ربط نفي الموت بإثبات الحياة، ونفي النوم بإثبات القيومية، وإلا فالله تعالى ربط نفي النوم بالاسمين جميعا فقال: (( لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ )) ؛ لأن النوم ينافي كمال الاسمين، والصواب أن نقول: إنه تعالى حيٌ لا يموت، ولا ينام، ولا تأخذه سنةٌ ولا نوم، فالموت والسنة والنوم كلها تنافي هذين الاسمين.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
الدياثة والاستخناث الامامي الاثنى عشري الشيعي عبد الرزاق محسن مشرف موقع شيعة الدياثة العالمية مثال ابو هديل الشيعة والروافض 3 2020-04-24 10:00 PM
أكذوبة الامامية الاثنى عشرية أحد فرق الشيعة الصحابة الاصحاب المنتجبين ابو هديل الشيعة والروافض 3 2019-11-15 04:20 AM
من عقائد الامامية الاثنى عشرية أحد فرق الشيعة من لم يكفر الصحابة ويتهم عرض النبي والقران فهو حمار ابو هديل الشيعة والروافض 0 2019-11-11 09:37 PM
رسول الله الشهيد المسموم / تحقيق مفصل ابو هديل الشيعة والروافض 0 2019-10-26 09:37 PM
ماهو سبب موت الرسول الاعظم محمد (ص) في الصحيح والمستفيض والمشهور وعقائد الشيعة حقائق مصادر ابو هديل الشيعة والروافض 1 2019-10-23 09:39 PM

 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   pdf help   كورة لايف   koora live   شركة تنظيف في دبي   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة   كحل الاثمد   متاجر السعودية   مأذون شرعي   كحل الاثمد الاصلي   تمور المدينة   شركة عزل خزانات بجدة   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج 
شركة صيانة افران بالرياض  كود خصم   سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   yalla shoot   ربح المال من الانترنت 
 سحب مجاري   translation office near me   كورة سيتي kooracity   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض 
 برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   يلا شوت   يلا شوت   الحلوى العمانية 
 يلا لايف   يلا شوت 
 Yalla shoot   شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   دكتور مخ وأعصاب 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd