أنصار السنة  
جديد المواضيع



للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > الفرق الإسلامية > منكرو السنة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  #21  
قديم 2013-07-19, 03:16 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

موضوع آخر جميل رأيت فيه فائدة تدعم إنشاء الله هذه السلسلة فى المنتديات التى ستكون مستمرة إن شاء الله للفائدة
كما قلت للرد على هؤلاء القرآنيين :

منقول ( لاتنسونا من دعائكم ) .

الرد على منكري السنه: الشبهه الاولى الاكتفاء بالقران!


الموضوع: منقول

الشبهة الأولى: الاكتفاء بالقرآن.


* يقول المشككون في السنة، إن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله تعالى، وبقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)1 ، كيف لا ومفرداته كلام الله، وحروفه ثابتة، وأحكام تلاوته متواترة ومحفوظة في الصدور والسطور.


* كما أن القرآن كاف شاف يقول سبحانه وتعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)2 ؟ ويقول سبحانه: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ)3، فما حاجتنا إلى السنة وفي القرآن اكتمال كل شيء، وتبيان كل شيء أيضا؟


* يضيف المتشككون أن التعهد الإلهي بحفظ القرآن الكريم لا يشمل السنة:
التي هي كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وهي غير محفوظة، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو بشر ينسى كما ينسى الناس، ويغضب كما يغضب الناس، فكيف نسجل جميع أحواله ونتعبد بها لله تعالى، خاصة فيما لم يقم عليه دليل في القرآن الكريم؟

* علاوة على ما سبق، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه من خطورة الكذب عليه، في الحديث المتواتر: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" فما حاجتنا إلى السنة؟ خاصة وهي غير محفوظة كالقرآن، والنبي صلى الله عليه وسلم بشر، وتعمد الكثيرون الكذب عليه، فما حاجتنا إلى السنة؟


الرد على شبهة الاكتفاء بالقرآن

1. الدفع الأول : اثبتوا دعواكم من القرآن الكريم


يتبع
  #22  
قديم 2013-07-19, 03:19 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

الرد على شبهة الاكتفاء بالقرآن

1. الدفع الأول : اثبتوا دعواكم من القرآن الكريم

إذا كان فهم المتشككين لآيات الله تعالى صحيحا، وأن القرآن لم يفرط في شيء، وفيه تبيان كل شيء، فعليهم إثبات دعواهم بالاكتفاء بالقرآن ونبذ السنة من القرآن الكريم، هذا هو المصحف، فأين الآيات التي تأمرنا بالاكتفاء بالقرآن؟ وتطالبنا في نفس الوقت بنبذ سنة نبينا صلوات الله وسلامه عليه. ومطلبنا هذا تعلمناه من القرآن الكريم، في قوله تعالى: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)4 ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: البينة على من ادعى. [ (تخريج 2) ] .

2. الدفع الثاني: القرآن والسنة من مشكاة واحدة

* القرآن الكريم كلام الله القديم، نزل به جبريل جملة واحدة إلى السماء الدنيا، ثم نزل منجما على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك قوله سبحانه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى)5 ، فالنبي المعصوم لا ينطق إلا بوحي من رب السماء والأرض.

* نعم السنة كلام النبي صلى الله عليه وسلم وفعله، ولكنه لا يتصرف من نفسه وهواه، وإنما هي وحي من الله تعالى، ينزل بها أمين الوحي جبريل عليه السلام، والمطلع على كتب السنة والسيرة يرى جبريل عليه السلام ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في مواقف كثيرة – يصعب استقصاؤها - لبيان أحكام أو إظهار حقائق خافية يستند إليها الحكم الإلهي، وفي الحديث الشريف الذي يرويه أبو هريرة أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا، قال: إني لا أقول إلا حقا" [ (تخريج 3) ] .

* إن الرسالة الخاتمة لابد أن تكون محفوظة حتى تصل إلى الناس مهما طال الزمن، ويخطئ كثير من الناس حين يظن أن الحق تبارك وتعالى تكفل بحفظ القرآن الكريم وحده، لقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)،6 ولو كان المراد حفظ القرآن فقط لجاءت الآية قاطعة بذلك: فتقول مثلا: نزلنا القرآن وإنا له لحافظون، فاختيار لفظ الذكر بدلا من القرآن له حكمة عظيمة، فالذكر هو البلاغ والبيان عن الله، أي القرآن والسنة، وأبرز صور الحفظ هي: حفظ القرآن الكريم بالحفظ المباشر من الله تبارك وتعالى، وحفظ السنة بانتداب علماءها لوضع ضوابط وأسس تميز الصحيح من المكذوب المفترى على النبي صلى الله عليه وسلم

* لابد أن يشمل حفظ الله لهذا الدين حفظ السنة أيضا، لأن السنة تبين القرآن الكريم، كما أشارت إلى ذلك سورة النحل، وهذا الأمر محل إجماع أهل السنة، فكيف يُحفظ المبيَّن وهو القرآن الكريم، ويترك المبيِّن وهي السنة مع أننا لن نتمكن من فهم القرآن الكريم إلا في ضوء بيان السنة المطهرة.

* تعرض السنة لمحاولات الوضع وغيره، لا تعني أنها غير محفوظة، بل إن هذا الهجوم الشرس على السنة هو من أقوى الأدلة على حفظها، وذلك أن الحفظ الإلهي للسنة لم يكن يظهر لو لم تتعرض لهذا الهجوم الشديد، حتى تظهر عناية الله لها بأن هيأ لها وسائل الحفظ المعروفة عند العلماء، بل إن القرآن الكريم تعرض وما زال لمحاولات التبديل والتغيير، ولكن الله عاصمه، وعاصم نبيه، وكاشف كيد المبطلين، ونظير ذلك قوله تعالى لنبيه والله يعصمك من الناس، ومع ذلك فقد تعرض لمحاولات القتل والاعتداء كما في بني النضير، وفي قصة الشاة المسمومة، فتلك العصمة لم تظهر لنا بصورة واضحة جلية إلا مع تلك المحاولات.
  #23  
قديم 2013-07-19, 03:24 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

3. الدفع الثالث: السنة ثابتة في حق جميع الأنبياء وتلقوها من ربهم?

إذا وافَقَنا مَن يناظرنا على ما طرحناه، فبها ونعمت، وإن لم يكفه ما قدمناه فيأتي دورنا في طرح هذا السؤال عليه: ماذا تلقى الأنبياء من ربهم? ولابد له أن يجيب أنهم تلقوا الكتاب فقط, لأنه لو قال معه غيره لبطلت دعواه, فيطالب بتفسير الحكمة المشار إليها في الآيات التالية:

* (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً)7

* (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)8

* (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)9

* (وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)10

* (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)11

* (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً)12

* (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً)13

* (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)14

* قول الحق سبحانه وفي حق عيسى عليه السلام (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ)15 ، ويقول سبحانه وتعالى: (ولما جاء عيسى بالبينات قال: وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) [الزخرف: 63[، ويقول جل من قائل: (وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ)16 ، وفي سورة آل عمران يقول سبحانه: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)17

* ويقول سبحانه في حق إبراهيم الخليل عليه السلام: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً)18

* وفي حق نوح عليه السلام: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)19

* وفي حق صالح عليه السلام: (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ)20

وبالنظر إلى الآيات الواردة في شأن نبينا صلى الله عليه وسلم والتي وردت فيها كلمة الحكمة معطوفة على الكتاب ، فإن ذلك يدل على أن الحكمة غير الكتاب ؛ لأن العطف يقتضي المغايرة ، ولم يأتنا رسو ل الله صلى الله عليه وسلم بشيء غير القرآن مما يحتم أن يكون المراد بالحكمة أنها السنة .
يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : فذكر الله الكتاب وهو القرآن ، وذكر الحكمة ، فسمعت من أرضى من أهل العلم يقول : الحكمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا يشبه ما قال – والله أعلم – لأن القرآن ذكر وأتبعته الحكمة ، وذكر الله نبيه على خلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة ، فلم يَجُزْ - والله أعلم – أن يقال : الحكمة هاهنا إلا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم21 .

كما نقل البيهقي في المدخل إلى السنن بأسانيده إلى الحسن وقتادة ويحيى بن أبي كثير قال : الحكمة هي السنة في آية : (وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) .
  #24  
قديم 2013-07-19, 04:14 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

4. الدفع الرابع : قوله تعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ) ، فما الداعي للسنة؟

الجواب: أن المراد بالكتاب في هذه الآية ليس القرآن الكريم والدليل في نفس الآية، يقول سبحانه: (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم، ما فرطنا في الكتاب من شيء، ثم إلى ربهم يحشرون) ]الأنعام:8 [ فالكتاب هنا هو اللوح المحفوظ، المدون فيه ما كان وما سيكون من علم الله تعالى، ولا يقول عاقل أن استقصاء المخلوقات والدواب والطير مسطور في القرآن.

وحتى مع القول بأن الكتاب في الآية الكريمة تعني القرآن، فإن الله تعالى قد جعله تبيانا لكل شيء، ولم يفرط فيه من شيء، ومن بين ما بينه سبحانه وتعالى في كتابه، ولم يفرط في توضيحه، أمره في عشرات الآيات وفي مواضع متعددة بطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد بين لنا أن تلك السنة هي التي تبين القرآن، فلماذا تمسكتم بآية وغفلتم عن الآيات الأخرى، أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض.
  #25  
قديم 2013-07-19, 04:16 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

5. الدفع الخامس: كفاية القرآن الكريم لقوله تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء)،

الجواب: استدل بعض منكري العمل بالسنة، بهذه الآية على كفاية القرآن، فهذا لم يقل له سلف الأمة، ولو تأمل القائل ما يقول لبان له فساده من أول وهلة، إذ لو كانت الآية معناها استقلال الكتاب في بيان كل شيء، فعليه أن يقدم من القرآن تفصيل أحكام العبادات التي يقوم بها أركان الإسلام، فما بالك وأقوال علماء التفسير مجمعة على ما نقض دعواه، ومنها:

* قول الأوزاعي: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ) أي: بالسنة "22.

* قول ابن الجوزي في زاد المسير: " فأما قوله تعالى لكل شيء فقال العلماء بالمعاني: لكل شيء من أمور الدين، إما بالنص عليه، أو بالإحالة على ما يوجب العلم مثل بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو إجماع المسلمين "23.

* قول الجصاص في أحكام القرآن: " يعني به - والله أعلم - تبيان كل شيء من أمور الدين بالنص والدلالة، فما من حادثة جليلة ولا دقيقة إلا ولله فيها حكم قد بينه في الكتاب: نصًا، أو دليلا فما بينه النبي صلى الله عليه وسلم فإنما صدر عن الكتاب بقوله تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)24 وقوله تعالى (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله)، وقوله: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)25 فما بينه الرسول فهو عن الله عز وجل، وهو من تبيان الكتاب له لأمر الله إيانا بطاعته، واتباع أمره، وما حصل عليه الإجماع فمصدره أيضا عن الكتاب ؛ لأن الكتاب قد دل على صحة حجة الإجماع وإنهم لا يجتمعون على ضلال "26.

* قول الشوكاني في فتح القدير: " ومعنى كونه تبيانًا لكل شئ أن فيه البيان للكثير من الأحكام، والإحالة فيما بقى منها على السنة، وأمرهم باتباع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فيما يأتى به من الأحكام، وطاعته ؛ كما فى الآيات القرآنية الدالة على ذلك، وقد صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إنى أوتيت القرآن ومثله معه " [ (تخريج 4) ].
  #26  
قديم 2013-07-19, 04:18 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

الدفع السادس: عرض الحديث على القرآن


يحتج بعض من يرد السنة النبوية بحديث: "ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله"، وهم بذلك يخالفون منهجهم في الاكتفاء بالقرآن، ويحتجون بالحديث، وهم لا يرون الاحتجاج بالحديث أصلا ؟ أهو رفض الحق لأجل جحوده فحسب، كما قال تعالى: (وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)27 وعلى فرض التنزل مع الخصم فنقول: إن القاعدة تنص على أن الاحتجاج فرعٌ للصحة لا العكس، فكيف يحتج بما لا يعلم ثبوته من عدمه؟ ولذا كان الواجب على كل من يحتج بشيء أن يتأكد من ثبوته من عدمه، ولذا نناقش في البداية صحة هذا الحديث، لبيان صلاحيته للاحتجاج من عدمه، فنقول: إن الحديث رواية منقطعة عن رجل مجهول.

* قال الشافعي: احتج على بعض من رد الأخبار بما روي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله، فما وافقه فأنا قلته، وما خالفه فلم أقله"، فقلت له: ما روى هذا أحد يثبت حديثه في شيء صغير ولا كبير، وإنما هي رواية منقطعة عن رجل مجهول، ونحن لا نقبل مثل هذه الرواية في شيء.

* قال البيهقي: أشار الإمام الشافعي إلى ما رواه خالد بن أبي كريمة عن أبي جعفر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنه دعا اليهود فسألهم فحدثوه حتى كذبوا على عيسى عليه السلام، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فخطب الناس فقال: إن الحديث سيفشو عني، فما أتاكم يوافق القرآن فهو عني، وما أتاكم عني يخالف القرآن فليس عني". قال البيهقي: خالد مجهول، وأبو جعفر ليس بصحابي فالحديث منقطع،

ثم راح البيهقي يفصل طرق هذا الحديث فقال: وقد روي الحديث من أوجه أخر كلها فيه مقال:
  #27  
قديم 2013-07-19, 04:23 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

ثم راح البيهقي يفصل طرق هذا الحديث فقال: وقد روي الحديث من أوجه أخر كلها فيه مقال:


* الطريق الأول:

عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن الأصبع بن محمد بن أبي منصور أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الحديث على ثلاث فأيما حديث بلغكم عني تعرفونه بكتاب الله فاقبلوه، وأيما حديث بلغكم عني لا تجدون في القرآن موضعه، ولا تعرفون موضعه فلا تقبلوه، وأيما حديث بلغكم عني تقشعر منه جلودكم، وتشمئز منه قلوبكم وتجدون في القرآن خلافه فردوه ". قال البيهقي: وهذه رواية منقطعة عن رجل مجهول.


* الطريق الثاني:

عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث، فاعرضوا حديثهم على القرآن، فما وافق القرآن فحدثوا به، وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به". قال البيهقي: قال الدارقطني: هذا وهم، والصواب عن عاصم عن زيد بن علي منقطعًا.


* الطريق الثالث:

عن بشر بن نمير عن حسين بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنه سيأتي ناس يحدثون عني حديثا فمن حدثكم حديثا يضارع القرآن فأنا قلته ومن حدثكم حديثًا، لا يضارع القرآن فلم أقله"، قال البيهقي: هذا إسناد ضعيف لا يحتج بمثله؛ حسين بن عبد الله بن ضميرة قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وبشر بن نمير: ليس بثقة.



* الطريق الرابع:

بسنده إلى صالح بن موسى عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه سيأتيكم عني أحاديث مختلفة، فما أتاكم موافقا لكتاب الله وسنتي ؛ فهو مني وما أتاكم مخالفا لكتاب الله وسنتي ؛ فليس مني " قال البيهقي: تفرد به صالح بن موسى الطلحي، وهو ضعيف لا يحتج بحديثه. قال السيوطي معقبًا: ومع ذلك فالحديث لنا لا علينا ألا ترى إلى قوله موافقًا لكتاب الله وسنتي.


* الطريق الخامس:

عن يحيى بن آدم عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا حدثتم عني حديثا تعرفونه، ولا تنكرونه، قلته، أو لم أقله فصدقوا به، فإني أقول ما يعرف ولا ينكر، وإذا حدثتم عني حديثا تنكرونه، ولا تعرفونه، فلا تصدقوا به فإني لا أقول ما ينكر، ولا يعرف". قال البيهقي: قال ابن خزيمة: في صحة هذا الحديث مقالٌ، لم نر في شرق الأرض ولا غربها أحدًا يعرف خبر ابن أبي ذئب من رواية يحيى بن آدم، ولا رأيت أحدا من علماء الحديث يثبت هذا عن أبي هريرة. قال البيهقي: وهو مختلف على يحيى بن آدم في إسناده ومتنه اختلافا كثيرا يوجب الاضطراب، منهم من يذكر أبا هريرة، ومنهم من لا يذكره، ويرسل الحديث، ومنهم من يقول في متنه: إذا رويتم الحديث عني فاعرضوه على كتاب الله. وقد أشار إلى هذا الاضطراب أيضًا ابن معين كما في التاريخ رواية الدوري (3 : 446) قال الدوري: سمعت يحيى يقول: كان يحيى بن آدم يحدث بحديث ابن أبي ذئب عن سعيد، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله "، وغير يحيى بن آدم يرسله. وقال البخاري في التاريخ الكبير: ذكر أبي هريرة فيه وهم.



* الطريق السادس:

أخرجه البيهقي من طريق الحارث بن نبهان عن محمد بن عبد الله العرزمي عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما بلغكم عني من حديث حسن لم أقله فأنا قلته ". قال البيهقي: هذا باطل والحارث والعرزمي متروكان، وعبد الله بن سعيد عن أبي هريرة مرسل فاحش. وقال القرطبي كما في تفسيره (1 : 38): حديث باطلٌ لا أصل له. وقال العجلوني في كشف الخفا: "باب إذا سمعتم عني حديثًا فاعرضوه على كتاب الله ؛ فإن وافقه فاقبلوه، وإلا فردوه، لم يثبت فيه شيء، وهذا الحديث من أوضع الموضوعات، بل صح خلافه: ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، وجاء في حديث آخر صحيح: لا ألفين أحدكم متكئا على متكأ يصل اليه عني حديث فيقول: لا نجد هذا الحكم في القرآن، ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه".

فهذه طرق الحديث التي روي بها، وهي معلولة مطعون فيها عند التحقيق العلمي، وهي على هذا لا تصح لئن يستدل بها من الأصل، وهذا حتى على مذهب من يأخذ بالقرآن فقط لأن القرآن العظيم يأمرنا بالتثبت في نقل الأخبار كما يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا )28 ، فعلى كل الأحوال طالما لم يثبت النقل والنبأ فلا حجة لكم فيه. فثبت بطلان استدلالكم بهذ الحديث.

وكل ما سبق بيانه يتعلق بنقد السند، أما المتن فمعلول أيضا، ويحمل الدليل على وضعه بين طياته، فإن حديثهم المزعوم بطلب عرض أقوال النبي صلى الله عليه وسلم على القرآن، فإن وافقه كان حديثا، وإلا فلا، وهذا ما فعله العلماء ثم قالوا: عرضنا حديث العرض على كتاب الله تعالى فوجدناه مكذوبا، فإنا لم نجد آية في كتاب الله تعالى تطلب منا عرض أقوال نبيه صلى الله عليه وسلم على القرآن، بل وجدنا عكس ذلك، وجدنا القرآن الكريم يطلب طاعة نبيه صلى الله عليه وسلم بصفة مطلقة وبشكل قاطع، وبدون هذا العرض المزعوم، كما في قوله تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا"
  #28  
قديم 2013-07-19, 04:26 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

الدفع السابع : السنة تحذرنا منكم ومن مزاعمكم


1. أخرج أحمد وابن ماجة والترمذي عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السبع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه، فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه". وزاد أبو داود "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه". وزاد الترمذي: وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله". ثم قال هذا حديث حسن غريب [ (تخريج 5) ] .


2. وأخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد عن أبي رافع وغيره قال: "لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه أمر مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا أدري! ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح [(تخريج 6)].


3. ويحسم النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بقوله: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه, ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته يقول: بيننا وبينكم كتاب الله, فما وجدنا فيه حلالا أحللناه, وما وجدنا فيه حراما حرمناه, وإن ما حرمه الرسول كما حرمه الله" أخرجه الطبراني وأحمد وأبو داود. [ (تخريج 7) ]


4. أخرج أبو داود بسنده إلى العرباض بن سارية السلمي قال: نزلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر، ومعه من معه من أصحابه، وكان صاحب خيبر رجلا ماردا منكرا فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد ألكم أن تذبحوا حمرنا، وتأكلوا ثمرنا، وتضربوا نساءنا؟ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: يا ابن عوف اركب فرسك ثم ناد ألا إن الجنة لا تحل إلا لمؤمن، وأن اجتمعوا للصلاة، فاجتمعوا، ثم صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام فقال: "أيحسب أحدكم متكئا على أريكته، قد يظن أن الله لم يحرم شيئا إلا ما في هذا القرآن، ألا وإني والله قد وعظت وأمرت ونهيت عن أشياء إنها لمثل القرآن أو أكثر وإن الله عز وجل لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن، ولا ضرب نسائهم، ولا أكل ثمارهم إذا أعطوكم الذي عليهم"[ (تخريج 8)].


5. وأخرج الخطيب البغدادي بسنده إلى جابر بن عبد الله أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " "لعل أحدكم أن يأتيه حديث من حديثي وهو متكئ على أريكته فيقول: دعونا من هذا، ما وجدنا في كتاب الله اتبعنا"، وبسنده إلى ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بال أصحاب الحشايا يكذبوني عسى أحدكم يتكئ على فراشه يأكل مما أفاء الله عليه، فيؤتى يحدّث عني الأحاديث يقول: لا أرب لي فيها، عندنا كتاب الله، ما نهاكم عنه فانتهوا، وما أمركم به فاتبعوه" [ (تخريج 9) ] .


6. إن فتنة الاكتفاء بالقرآن ليست حديثة العهد، فقد قذفها الشيطان في نفوس بعض الناس في القرن الأول، فهذا الخطيب البغدادي يسوق بسنده في كتابه "الكفاية" إلى الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه أنه كان جالسا ومعه أصحابه يحدثهم، فقال: رجل من القوم لا تحدثونا إلا بالقرآن، فقال له عمران بن حصين: "ادنه، فدنا، فقال: أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن، أكنت تجد فيه صلاة الظهر أربعا، وصلاة العصر أربعا، والمغرب ثلاثا، تقرأ في اثنتين، أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تجد الطواف بالبيت سبعا، والطواف بالصفا والمروة ثم قال: أي قوم، خذوا عنا فإنكم والله إن لا تفعلوا لتضلن، وفي رواية أخرى: أن رجلا قال لعمران بن حصين: ما هذه الأحاديث التي تحدثوناها وتركتم القرآن؟ قال: أرأيت لو أبيت أنت وأصحابك إلا القرآن، من أين كنت تعلم أن صلاة الظهر عدتها كذا وكذا، وصلاة العصر عدتها كذا، وحين وقتها كذا، وصلاة المغرب كذا؟ والموقف بعرفة، ورمي الجمار كذا؟ واليد من أين تقطع؟ أمن هنا أم هاهنا أم من هاهنا؟ ووضع يده على مفصل الكف، ووضع يده عند المرفق، ووضع يده عند المنكب اتبعوا حديثنا ما حدثناكم وإلا والله ضللتم".


7. وساق بسنده إلى أبي أيوب السختياني أنه قال: "إذا حدثت الرجل بالسنة، فقال: دعنا من هذا وحدثنا بالقرآن فاعلم أنه ضال مُضِّل".
  #29  
قديم 2013-07-19, 04:43 PM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,816
افتراضي

اولا اخي جزاك الله خيرا
لي بعض التعقيبات
اقتباس:
أما الشبهة الأولى :
فاستدلوا لها من آيات القرآن الكريم بآيات عدة منها قوله تعالى : [ مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ]( الأنعام : 38 ) ، وقوله تعالى : [ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ ]( النحل : 89 ) ،
واستدل بهذه الآيات وما في معناها عدد من أعداء السنة المطهرة المنكرين لحجيتها قديماً وحديثاً ، الزاعمين أن القرآن في غنى عن السنة ؛ لأن فيه بيان كل شيء وتفصيله .
فالاستدلال بهاتين الايتين هو ضد القرانيين لانه يستحيل الجمع بينهما في موضوع واحد و لو تم ذلك فانه سيحدت تناقض في القران
فالاية الاولى تقول ان القران يحتوي كل شيء دون بيان و الثانية تقول انه الكتاب تبيان لكل شيء دون تضمنه للشيء الذي سيبينه ، و منه فاذا كان المقصود بالكتاب في الاية الاولى القران و المقصود بالكتاب في الاية الثانية القران فان الايتين متناقضتين و بما ان القران غير متناقض فان الاية التانية لا يقصد بلفض (الكتاب )) فيها القران بل المقصود هو كتاب اخر جاء لبيان الشيء الذي في الكتاب المدكور في الاية الولى
و بالتالي فان الكتاب الذي لم يفرط فيه من شيء اي القران لا يتضمن البيان و لذلك جاءت الاية التانية لتخبرنا انه يوجد كتاب اخر يبين الشيء الذي جاء في الكتاب الاول و هذا الكتاب _ اي الثاني _ هو السنة النبوية الشريفة التي جاءت تبيانا للكتاب الاول اي القران
و قد يقول ان السنة لم تنزل ككتاب كما نزل القران ، و هنا فعلى المدعي بينة فاذا قال ان القران نزل على الرسول عبارة عن كتاب فعليه ان ياتينا بهذا الكتاب و يكون مكتوب عليه مثلا (( من رب السموات و الاراضين الى محمد بن عبد الله )) و اضافة الى هذا ان يتضمن هذا الكتاب قطعة حجر صغير يثبت انها عبارة عن نيزك

اقتباس:
- الشبهة الثالثة:
أن السنة لو كانت حجة لتكفَّل الله بحفظها ؛كما تكفَّل بحفظ القرآن قال تعالى : [ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ]
هذه الاية ليست دليلا على ان القران حفض من الله انا كمسلم لا اعتبر هذه الاية دليلا على الحفض القران لانها لا تتضمن لفض القران و بما اننا متفقين على ان القران دقيقة فلماذا لم تقل الاية (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا االقران وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
  #30  
قديم 2013-07-19, 05:06 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

هناك مَنْ يكتفون بالقرآن الكريم.. ويشككون فى صحة الأحاديث ، ويظهرون التناقضات بينها ، ويذكرون الحديث الذى ينص على عدم زيارة المرأة للقبول ، والحديث الذى يقول (فى معناه) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إننى قد أمرتكم بعدم زيارة القبور من قبل ، والآن أسمح لكم بزيارة القبور.. فيشيرون إلى ذلك بأنه تناقض.. ويدللون على ذلك بأن الأمة قد فقدت الكثير من الأحاديث النبوية عبر الزمان ، أو أن هذه الأحاديث قد حرفت عن معانيها الصحيحة.. (انتهى).


الرد على الشبهة:


فى بداية الجواب عن شبهة هؤلاء الذين يشككون فى الأحاديث النبوية. ننبه على مستوى جهل كل الذين يثيرون مثل هذه الشبهات حول الحديث النبوى الشريف.. ذلك أن التدرج والتطور فى التشريع الذى يمثله حديث النهى عن زيارة القبور ثم إباحتها.. هذا التدرج والتطور فى التشريع لا علاقة له بالتناقض بأى وجه من الوجوه ، أو أى حال من الأحوال.
ثم إن التشكيك فى بعض الأحاديث النبوية ، والقول بوجود تناقضات بين بعض هذه الأحاديث ، أو بينها وبين آيات قرآنية.. بل والتشكيك فى مجمل الأحاديث النبوية ، والدعوة إلى إهدار السنة النبوية والاكتفاء بالقرآن الكريم.. إن هذه الدعوة قديمة وجديدة ، بل ومتجددة.. وكما حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه.. فلقد حذّر من إنكار سنته ، ومن الخروج عليها.


ونحن بإزاء هذه الشبهة نواجه بلونين من الغلو:


أحدهما: يهدر كل السنة النبوية ، اكتفاء بالقرآن الكريم.. ويرى أن الإسلام هو القرآن وحده.
وثانيهما: يرى فى كل المرويات المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم سنة نبوية ، يكفر المتوقف فيها ، دونما فحص وبحث وتمحيص لمستويات " الرواية " و " الدراية " فى هذه المرويات. ودونما تمييز بين التوقف إزاء الراوى وبين إنكار ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم..


وبين هذين الغلوين يقف علماء السنة النبوية ، الذين وضعوا علوم الضبط للرواية ، وحددوا مستويات المرويات ، بناء على مستويات الثقة فى الرواة.. ثم لم يكتفوا ـ فى فرز المرويات ـ بعلم " الرواية " والجرح والتعديل للرجال ـ الرواة ـ وإنما اشترطوا سلامة " الدراية " أيضًا لهذه المرويات التى رواها العدول الضابطون عن أمثالهم حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم.


أى أن هؤلاء العلماء بالسنة قد اشترطوا " نقد المتن والنص والمضمون " بعد أن اشترطوا " نقد الرواية والرواة " وذلك حتى يسلم المتن والمضمون من " الشذوذ والعلة القادحة " ، فلا يكون فيه تعارض حقيقى مع حديث هو أقوى منه سندًا ، وألصق منه بمقاصد الشريعة وعقائد الإسلام ، ومن باب أولى ألا يكون الأثر المروى متناقضًا تناقضًا حقيقيًّا مع محكم القرآن الكريم..

ولو أننا طبقنا هذا المنهاج العلمى المحكم ، الذى هو خلاصة علوم السنة النبوية ومصطلح الحديث ، لما كانت هناك هذه المشكلة ـ القديمة..

المتجددة ـ.. ولكن المشكلة ـ مشكلة الغلو ، بأنواعه ودرجاته ـ إنما تأتى من الغفلة أو التغافل عن تطبيق قواعد هذا المنهج الذى أبدعته الأمة الإسلامية ، والذى سبقت به حضارتنا كل الحضارات فى ميدان " النقد الخارجى والداخلى للنصوص والمرويات ".. وهذه الغفلة إنما تتجلى فى تركيز البعض على " الرواية " مع إهمال " الدراية " أو العكس.. وفى عدم تمييز البعض بين مستويات المرويات ، كأن يطلب من الأحاديث ظنية الثبوت ما هو من اختصاص النصوص قطعية الثبوت.. أو من مثل تحكيم " الهوى " أو " العقل غير الصريح " فى المرويات الصحيحة ، الخالية متونها ومضامينها من الشذوذ والعلة القادحة..


وهناك أيضًا آفة الذين لا يميزون بين التوقف إزاء " الرواية والرواة " ـ وهم بشر غير معصومين ، وفيهم وفى تعديلهم وقبول مروياتهم اختلف الفقهاء وعلماء الحديث والمحدثون ـ وبين التوقف إزاء " السنة " ، التى ثبتت صحة روايتها ودرايتها عن المعصوم صلى الله عليه وسلم.. فتوقف العلماء المتخصصين ـ وليس الهواة أو المتطفلين ـ إزاء " الرواية والرواة " شىء ، والتوقف إزاء " السنة " التى صحت وسلمت من الشذوذ والعلل القادحة شىء آخر.. والأول حق من حقوق علماء هذا الفن ، أما الثانى فهو تكذيب للمعصوم صلى الله عليه وسلم ، والعياذ بالله..


أما الذين يقولون إننا لا حاجة لنا إلى السنة النبوية ، اكتفاء بالبلاغ القرآنى ، الذى لم يفرط فى شىء..


فإننا نقول لهم ما قاله الأقدمون ـ من أسلافنا ـ للأقدمين ـ من أسلافهم ـ:


إن السنة النبوية هى البيان النبوى للبلاغ القرآنى ، وهى التطبيق العملى للآيات القرآنية ، التى أشارت إلى فرائض وعبادات وتكاليف وشعائر ومناسك ومعاملات الإسلام.. وهذا التطبيق العملى ، الذى حوّل القرآن إلى حياة معيشة ، ودولة وأمة ومجتمع ونظام وحضارة ، أى الذى " أقام الدين " ، قد بدأ بتطبيقات الرسول صلى الله عليه وسلم للبلاغ القرآنى ، ليس تطوعًا ولا تزيّدًا من الرسول ، وإنما كان قيامًا بفريضة إلهية نص عليها القرآن الكريم ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) .

فالتطبيقات النبوية للقرآن ـ التى هى السنة العملية والبيان القولى الشارح والمفسر والمفصّل ـ هى ضرورة قرآنية ، وليست تزيّدًا على القرآن الكريم.. هى مقتضيات قرآنية ، اقتضاها القرآن.. ويستحيل أن نستغنى عنها بالقرآن.. وتأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وقيامًا بفريضة طاعته ـ التى نص عليها القرآن الكريم: (قل أطيعوا الله والرسول ) (2) (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) (3) (من يطع الرسول فقد أطاع الله ) (4) (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ) (5) (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ) (6).


تأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وطاعة له ، كان تطبيق الأمة ـ فى جيل الصحابة ومن بعده ـ لهذه العبادات والمعاملات.. فالسنة النبوية ، التى بدأ تدوينها فى العهد النبوى ، والتى اكتمل تدوينها وتمحيصها فى عصر التابعين وتابعيهم ، ليست إلا التدوين للتطبيقات التى جسدت البلاغ القرآنى دينًا ودنيا فى العبادات والمعاملات.


فالقرآن الكريم هو الذى تَطَلَّبَ السنة النبوية ، وليست هى بالأمر الزائد الذى يغنى عنه ويستغنى دونه القرآن الكريم.


أما العلاقة الطبيعية بين البلاغ الإلهى ـ القرآن ـ وبين التطبيق النبوى لهذا البلاغ الإلهى ـ السنة النبوية ـ فهى أشبه ما تكون بالعلاقة بين " الدستور " وبين " القانون ". فالدستور هو مصدر ومرجع القانون..


والقانون هو تفصيل وتطبيق الدستور ، ولا حُجة ولا دستورية لقانون يخالف أو يناقض الدستور.. ولا غناء ولا اكتفاء بالدستور عن القانون.


إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليس مجرد مبلّغ فقط ، وإنما هو مبلّغ ، ومبين للبلاغ ، ومطبق له ، ومقيم للدين ، تحوّل القرآن على يديه إلى حياة عملية ـ أى إلى سنة وطريقة يحياها المسلمون.
وإذا كان بيان القرآن وتفسيره وتفصيله هو فريضة إسلامية دائمة وقائمة على الأمة إلى يوم الدين..


فإن هذه الفريضة قد أقامها ـ أول من أقامها ـ حامل البلاغ ، ومنجز البيان ، ومقيم الإسلام ـ عليه الصلاة والسلام.


والذين يتصورون أن الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد مبلِّغ إنما يضعونه فى صورة أدنى من صورتهم هم ، عندما ينكرون عليه البيان النبوى للبلاغ القرآنى ، بينما يمارسون هم القيام بهذا البيان والتفسير والتطبيق للقرآن الكريم !.. وهذا " مذهب " يستعيذ المؤمن بالله منه ومن أهله ومن الشيطان الرجيم !.


(1) النحل: 44.
(2) آل عمران: 32.
(3) النساء: 59.
(4) النساء: 80.
(5) آل عمران: 31.
(6) الفتح: 10



....


انتهى



ولكن السلسلة مستمرة على هؤلاء الذين يدعون أنهم قرآنيين . ماشاء الله قرآنيين .

نسأل الزكاة كيف حكمنا عليها 2,5٪ يقول ههه ويسكت ثم يلف ويدور ويطَلْعِكْ أنت تحشو حشو آيات وأحاديث من قول العلماء يدعي عليك أنك متعالم ماعليه لأنه ما عنده شئ هكذا هم أهل الباطل دائما يظهرون أنفسهم على حق والقارئ يعلم الحقيقة التى وقع هذا الضال المسكين فيها لأنك هدفك قبل كل شئ العمل لوجه الله ونصرة سنة نبيه عليه الصلاة والسلام لذلك دائما الله يسخر لكَ الحقائق التى تظهر المجادل كرتون فاضي ما عنده شئ يعني هواء .


مأخوذة هذه الفقرة من مركز الفتوى . شرح الزكاة . مختصر .
( فى السنة الرسول عليه الصلاة والسلام يشرح إن نصاب زكاة الذهب عشرون مثقالاً ، والمثقال أربعة جرامات وربع جرام - أي ما يعادل خمسة وثمانين جراماً ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم " وليس عليك شئ حتى يكون لك عشرون ديناراً وحال عليها الحول ففيها نصف دينار ، فما زاد فبحساب ذلك" رواه أبو داود بسند جيد . ومتى ملك الإنسان هذ النصاب وجب عليه إخراج الزكاة ، والقدر الواجب إخراجه هو ربع العشر (إثنان ونصف في المائة :2.5 %) هذا والله أعلم . ) .

هذا إذا كان يزكى نريد نعلم كيفية أخراجها يقول أزكي كيف ماعلينا .

يهمنا كما قلت دائما القارئ وطالب العلم يستفيد .

نستمر إن شاء الله القادم أسئلة والشرح والتوضيح .

لكى يستفيد من أراد المحاورة مع هؤلاء اصحاب الهوى يرد عليهم من الدليل من الكتاب والسنة

والحكم يكون أولاً وأخيراً

للقارئ كما قلت آنفاً .

لاتنسونا من دعائكم

بارك الله فيكم
  #31  
قديم 2013-07-19, 06:14 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

السؤال :

يزعم بعض القرآنيين منكري السنة أن السنة تعارض القرآن أحياناً ولهم في ذلك بعض الشبهات، فما الرد على تلك الشبهات: كلمة "آمين" التي تقال بعد الفاتحة ليست مكتوبة في القرآن فيقولون لماذا نزيد على القرآن كلمة وهو كتاب كامل، فما الرد على هذا.. يقولون بأن الزكاة في السُنة من الممكن أن يتم صرفها لإمام المسلمين العادل، أما في القرآن فهي للمحتاجين المذكورين في الآية فقط، فهل هذا صحيح وما الرد عليه.. يقولون بأن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله هي من السُنة والقرآن لم يقر هذه الشهادة، وأن شهادة الإسلام يجب أن تكون "أسلمت لرب العالمين" كما هي مذكورة في القرآن، فما الرد على هذا؟ وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من أشد العمى وأبعد الضلال أن يتعامى الشخص عن ما دل عليه كتاب الله تعالى من أن السنة مبينة للقرآن، وأن الله أمر بالأخذ بكل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من أمر أو نهي أو بيان، قال تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {النحل:44}.

وقال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النور:63}.

وقال تعالى: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {الشورى:52}، وقال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا {الحشر:7}.

وفي حديث المقدام بن معد يكرب: ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه. رواه أبو داود وصححه الألباني.

وفي هذا التحذير أعظم رد لما يزعمه من يسمون بالقرآنيين وأشباههم، فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أجمل في كتاب الله عز وجل كبيانه للصلوات الخمس في مواقيتها وركوعها وسجودها، وبيانه لأنصبة الزكاة ووقتها، وكذلك صفة الحج.

قال جابر بن عبد الله في حديثه الطويل عند مسلم في صفة الحج: ورسول الله بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله فما عمل به عملنا. ففيه غاية البيان لأهمية السنة، وكذلك قوله: لتأخذوا عني مناسككم. أخرجه مسلم. وقوله: صلوا كما رأيتموني أصلي. رواه البخاري.

أما فيما يتعلق بالتأمين فهو سنة في الصلاة ولم يقل أحد أنه من القرآن وهو سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً، وآمين معناها استجب، فيسن بعد الدعاء الذي ختمت به سورة الفاتحة أن يقول القارئ والمستمع آمين بمعنى استجب دعاءنا..

وفيما يتعلق بأخذ الإمام زكاة الناس فإن الله سبحانه وتعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا {التوبة:103}، قال الإمام الجصاص في أحكام القرآن: وقوله تعالى: خذ من أموالهم صدقة... يدل على أن أخذ الصدقات إلى الإمام. ثم إن الإمام إنما يأخذ الزكاة ليوصلها إلى مستحقيها المذكورين في الآية التي بينت مصارف الزكاة، وهذا المعترض أخطأ من وجهين: الأول: ظنه أن أخذ الإمام للزكاة لم يأت به القرآن. والثاني: ظنه أن الإمام هو مصرف الزكاة وليس كذلك، ثم إن السنة العملية المستفيضة دالة على أخذ الإمام الزكاة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه من بعده يبعثون السعاة لجمع الزكاة.

أما القول بأن القرآن لم يقر هذه الشهادة شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فهو كفر صريح والعياذ بالله تعالى، وهل اهتم القرآن بشيء مثل ما اهتم بتقرير هاتين الشهادتين، مثل قوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ {محمد:19}، وقوله تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {الأعراف:158}إلى غير ذلك من الآيات.. فإن كان المقصود بالاعتراض أن المرء يدخل في الإسلام وهو ينكر معنى الشهادتين فهذا كفر صراح، وهاتان الشهادتان هما تفسير لقول القائل: أسلمت لرب العالمين.. فكيف يكون مسلماً لرب العاملين وهو لا يقر بالشهادتين، لكن إن عبر عن الشهادتين بهذه الكلمة فقد وقع النزاع بين العلماء هل يكفي لدخوله في الإسلام أم لا، ففي صحيح البخاري وغيره عن المقداد بن عمرو أنه قال: يا رسول الله إني لقيت كافراً فاقتتلنا فضرب يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة وقال: أسلمت لله آقتله بعد أن قالها؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقتله.

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: واستدل به على صحة إسلام من قال أسلمت لله ولم يزد لاعلى ذلك وفيه نظر لأن ذلك كاف في الكف -أي في الكف عنه فقط حتى يتبين أمره- على أنه ورد في بعض طرقه أنه قال: لا إله إلا الله. انتهى.

ولك أن تسأل هؤلاء من أين أخذوا كيفية الصلاة وهيآتها وعدد ركعاتها وتحديد أوقاتها إذا كانوا يصلون، ومن أين أخذوا المقادير في الزكاة ووقت وجوبها إذا كانوا يزكون، ومن أين أخذوا عدد الأشواط في الطواف والسعي إذا كانوا يحجون، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 52104، والفتوى رقم: 99388.

والله أعلم.
  #32  
قديم 2013-07-20, 01:58 AM
youssefnour youssefnour غير متواجد حالياً
عضو منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-30
المكان: مصر/الأسكندريه
المشاركات: 586
افتراضي

السيد نمر
تحياتي
قرأت مقالتك،،، وأنا أختلف معك في كل ما جاء بها جملة وتفصيلا ،،، ولذلك ارجوا أن تسمح لي بالحوار الهادئ حول ما جاء في كل مقالتك،،،، ولكن حتى تعم الفائدة فسنتناقش في نقطة تلو الأخرى ونبحثها بحث مستفيض ، وعندما نصل إلي الحق فيها ننتقل إلي النقطة التالية ، وهكذا تعم الفائدة على الجميع
شبهتك الأولي :
وعن الشبهة الأولي أقول :
في هذه الشبهة سجلت خطأين فادحين
الأول : إنك استخدمت حديث لتثبت به صحة ما تقول أمام ناس لا تؤمن بالأحاديث أصلا ، وهذا ضعف في الحوار،، فالمفروض انك أنت الذي أخذني إلى الحوار، وأنا رجل أؤمن بالقرآن الكريم فعليك أن تجبني بالقرآن

الثاني : انك قمت بنسبة معاني بعض آيات القرآن الكريم إلي اللوح المحفوظ!!!!! وفي الواقع إذا كان كما تقول إن ما كتب في اللوح المحفوظ لا نعلم عنه شيء ، فما جدوي أن يذكره الله تعالى في القرآن الكريم
وتعالى نبحث في ما اعتقدت خطأ إنه يخص اللوح المحفوظ
1/ ْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام38]
هذه الآية الكريمة واضحة وضوحا بينا، وليس فيها ما تحيله إلي اللوح المحفوظ ،،فالآية تتكلم عن التشريع فكلمة (كتاب) أحد معانيها في القرآن الكريم هو التشريع فتدبر :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
وكل آيات التشريع جاءت في كتاب، ثم احتواها الكتاب الجامع [القرآن الكريم]
وهكذا يا صديقي تجد إن الله تعالى يقول إنه ما فرط في الكتاب من تشريعات وضرب مثلا بذلك في كل الأمم الغير بشريه والتي تسير عبر تشريعات هم يعلموها ولا يحيدون عنها.

2/ اعتقادك أيضا إن آية سورة النحل(64) إنها تتكلم عن بيان الرسول للقرآن الكريم ، وهذا أيضا اعتقاد خاطئ فالآية الكريمة لا علاقة لها ببيان الرسول للقرآن ، وتعالى نري تفسير الآية بوضوح
يقول الله تعالى :
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)
إن المتدبر لسياق الآيات التي ورد فيها قول الله تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا " يعلم أن الخطاب القرآني كان موجها لهؤلاء المختلفين على رسالة رسول الله محمد المكذبين بها، وليس للمسلمين الذين آمنوا برسول الله ، ولم يختلفوا على رسالته.
فقوله تعالى "ْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ " يفيد إحالة الشاكين في صدق رسول الله ، إلى العارفين بالكتب الإلهية، ليعلموا منهم حقيقة أمر الرسل والرسالات، وهل يصطفي الله تعالى رسله من الرجال أم من غيرهم؟!!
فإذا سألنا اليهود من رسولكم قالوا موسى ، فإذا سألناهم كان رجلا ؟! أجابوا نعم،، وكذلك الأمر بالنسبة للنصارى.
فالقضية التي كانت مثارة، في هذا السياق ، لا علاقة لها بأحوال المسلمين أصلا ذلك لأن كلمة "الناس" جاءت تعني " أهل الكتاب" والمكذبين بدعوة رسول الله الخاتم عليه السلام، وقول الله لرسوله " لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ " جاء جزءا من مهمته الخاصة بالرد على شبهات المكذبين، وبيان ما اختلفوا فيه وكشف حقيقة أمرهم.
وبرهان ذلك سياق الآيات التي سبقت هذه الآية الكريمة، والذي ورد فيه أيضا أمر الله تعالى لرسوله بالبيان، مؤكدا هذا المعنى، فيقول الله تعالى :
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38) لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39)النحل
فقوله تعالى " لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ " جاء في سياق الرد على هؤلاء المكذبين، الذين جاء القرآن بالرد على شبهاتهم وافترائتهم حيث يقول الله تعالى في نفس السورة ، الآية [64] :
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) النحل
وتدبر قول الله تعالى في ختام الآية [44] المشار إليها في ردكم الكريم " وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "، وهو الختام المناسب لدعوة المختلفين إلي أن يُعملوا آليات عمل قلوبهم من تفكر وتدبر ،، ويرجعون إلى رشدهم

وبتدبر قول الله تعالى : لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ " نجد أن اسم الموصول [ما] وصلته [نُزّل] غير [الذكر] المنزل، والمتقدم في قوله تعالى : " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ " ، إذ لو كانا شيئا واحدا لاقتضى السياق أن يكون "لتبينه للناس" وليس " لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ "

إذا فالمعنى : وأنزلنا إليك هذا القرآن، ليبين لهؤلاء الشاكيين المكذبين، حقيقة ما نزل إليهم، وما هم فيه مختلفون .
النقطة الثانية
أنت تقول إن الرسول جاء بتفصيل التشريعات المجملة في القرآن الكريم، ولكنك لم تذكر مثالا واحدا لأحد هذه التشريعات،، لذلك أرجوك أن توضح حتى ولو تشريع واحد يظهر فيه تفصيل رسول الله لهذا التشريع ولم يأتي به القرآن الكريم أو التواصل المعرفي.

شكرا يا صديقي أنتظر إجابتك على الجزء الأول وعندما ننتهي منه ننتقل إلي باقي شبهاتك.
  #33  
قديم 2013-07-20, 03:06 AM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,816
افتراضي

http://www.ansarsunna.com/vb/showpos...3&postcount=29
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
  #34  
قديم 2013-07-20, 03:53 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

youssefnour شكرا يا صديقي أنتظر إجابتك على الجزء الأول وعندما ننتهي منه ننتقل إلي باقي شبهاتك.

رد عليك مشكور الأخ عمر أيوب بارك الله فيه وجزاك الله خير .

نتركه لأخى عمر أيوب متخصص في هذا الأمر إذا تريد حل الشبهة أو سؤال أسئل الأخ عمر أيوب جزاك الله خير عمر أيوب أنقذتنا الله يبارك فيك من هذا الموقف الصعب الذي أوقعنا فيه هذا القرآني .

youssefnour موبسيط طلع يريد أن أحل الشبهة التى قلت له :
أنا الكاتب هذه الشبهة قلت ترا أنا الدكتور عماد الشربيني . أنا قلت ناقل من البداية .


على فكرة youssefnour أنا صريح ماينزل من قدري اذا قلت لا أفهم فى مواضيع معينة سواء القرآنيين أو غيرهم .
تعرف لماذا لا أفهم القرآنيين لأنى شخص عامى كما قلت سابقا .

بعدين أخى تعرف تقرأ عدل
هذا كلام الدكتور عماد الشربيني ناقل أنا لكم قلت ولست الدكتور لكى تسألني .
من أجل فائدة للقارئ تقول إنت قرآني أبد عندك سؤال يرد عليك كما قلت الأخ عمر أيوب مشكور بالنسبة للشبهة وبارك الله فيك أخى عمر أيوب وجزاك الله خير .

--------------------------
دراسات في الشريعة والعقيدة
شبهات حول حجية السنة النبوية
ومكانتها التشريعية والرد عليها
د . عماد الشربيني
هذا صاحب الموضوع تقرأ عربي فهمت حمد الله على السلامة .
  #35  
قديم 2013-07-20, 04:23 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

ناقل لاتسألنى أرجوك هذا عن العلامة الشيخ الالبانى رحمة الله عليه ترا وليس العبد الفقير نمر للفائدة للقارئ .
عندك شبه الأخ عمر أيوب الله يبارك فيه يرد .


قطف الثمر الداني من دوحة الإمام الألباني - رد على القرآنيين .
-------------------------------------



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنم مسلمون )

( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تسآئلون به والأرحام إن الله كان عليكم )

( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالك ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما )

أما بعد .

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

وبعد فإن الموضوع الذي رأيته مناسباً لإلقائه عليكم بمناسبة بعض المؤلفات التي ظهرت لا تقيم وزناَ للسنة علي أنها مبينة للقرآن أردت أن أقدم إليكم ما عندي من علم قليل حول هذه المسألة الهامة من باب وتعاونوا علي البر والتقوى.

كلنا يعلم ما هو معلوم من الدين للضرورة أن الإسلام دستوره القرءان الذي أنزله الله تبارك وتعالي علي قلب محمد عليه الصلاة والسلام وأن هذا القرءان كثيراً من الناس قد استقلوا في فهمه بناءً علي معرفتهم بشيء من اللغة العربية بعد تحكيمهم عقولهم إن لم نقل بعد تحكيمهم أهوائهم في تفسير كتاب الله تبارك وتعالي في كثير من آياته الكريمة لذلك كان لزاماً علي كل من كان عنده شيء من العلم يبطل هذا النهج الذي ظهر أو أظهر قرنه في هذا العصر الحاضر بعد أن سمعنا منه نحو نصف قرن من الزمان عن جماعة ينتسبون إلي القرءان ويسمون أنفسهم بالقرءانيين حيث أنهم أكتفوا بادعاء أن الإسلام هو القرءان فقط .

والآن فقد ظهرت دعوة جديدة تشابه إلي موضع قريب جداً تلك الدعوة السابقة وإن كانت لا تتظاهر بالاقتصار علي القرءان وحده كما كانت تلك الفئة تصارح الناس بذلك وتدعي أن الإسلام لا شيء منه سوي القرءان الكريم ولسنا بحاجه إلا أن نثبت بطلان هؤلاء الذين يصرحون بأن الإسلام إنما هو فقط القرءان الكريم ولكننا نريد أن نبين أن بعض الناس ممن يتظاهرون بأنهم يدعون إلي الإسلام كتاب وسنة قد انحرفت بهم أهوائهم وعقولهم عن السنة ووقعوا في نحو ما وقع أولآئك الناس من الاعتماد علي القرءان فقط لذلك أردت أن أبين لكم خطر هذا المنهج الذي سلكه هذا البعض فنحن نعلم جميعا قول ربنا تبارك وتعالي مخاطباً نبينا صلوات الله وسلامه عليه في قوله ( وأنزلنا إليك الذكري لتبين للناس ما نزل إليهم ) والآيات الكثيرة التي يلهج ....بها خطباء السنة في الأمر باللجوء إلي الكتاب والسنة هي اشهر من أن تنكر فلا أطيل المجلس الآن بذكرها وإنما أددن حول هذه الآية الكريمة التي فيها كما سمعتم قوله تبارك وتعالي ( وأنزلنا إليك الذكري لتبين للناس ما نزل إليهم ) ففي هذه الآية الكريمة نص صريح أن النبي صلي علية وسلم أنزل عليه القرءان وكلف بوظيفة البيان لهذا القرآن

هذا البيان المذكور في هذه الآية الكريمة هو السنة المطهرة فمعني هذا الله عز وجل لم يكل فهم أمر القرءان إلي الناس حتى ولو كانوا عرباَ أقحاحاً فكيف بهم إذا صاروا عرباَ أعاجماً فكيف بهم إذا صاروا أعاجم تعربوا فهم بحاجه لا يستغنون عنها إلي بيان النبي صلي الله عليه وسلم لأن هذا البيان هو الوحي الثاني الذي أنزله الله تبارك وتعالي علي قلب النبي عليه الصلاة والسلام .

ولكن حكمة الله تبارك وتعالي اقتضت أن يكون هناك وحي متلو نتعبد بتلاوته ألا وهو القرءان الكريم ووحي ليس متلو كالقرآن ولكنه يجب حفظه لأنه لا سيبل إلي فهم المبيّن إلا وهو القرءان إلا بالمبين أو البيان الذي كلف به علية الصلاة والسلام وقد يستغرب البعض حين أقول أنه لا يستطيع أحد أن ينفرد أو أن يستقل بفهم القرءان ولو كان أعرب العرب وأفهمهم وألسنهم وأكثرهم بياناً ومن يكون أعرب وأفهم للغة العرب من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم الذين أنزل القرءان بلغتهم ومع ذلك فق أشكلت لعض الآيات لم يفهموها فتوجهوا إلي النبي صلي الله عليه وسلم بسؤاله عنها .

من ذلك ما أخرجه الأمام البخاري في تصحيحه والإمام أحمد في مسنده من عبد الله أبن مسعود رضي الله تعالي عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم لما تلي علي أصحابه قوله تبارك وتعالي ( الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ألئك لهم الأمن وألئك هم المهتدون ) شقت هذه الآية علي أصحاب الني صلي الله عليه وسلم كما شق عليهم آيات أخري لا لأنهم لم يفهموها كهذه وإنما لما كان فيها من حكم في شيء من الشدة .

ليست الآن في صدد ذلك وإنما أنا في بيان ما أشكل عليهم من هذه الآية الكريمة :

( الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) وقالوا يا رسول الله وأينا لم يظلم . يعنون بذلك أنهم فهموا الظلم في هذه الآية الكريمة أنها تعني أي ظلم كان سواء أن كان ظلم العبد لنفسه أو كان ظلم العبد لصاحبه أو لأهله أو نحو ذلك فبين لهم الرسول عليه السلام أن الأمر ليس كما تبادر لأذهانهم وأن الظلم هنا إنما هو الظلم الأكبر وهو الإشراك بالله عز وجل وذكرهم بقول العبد الصالح ( وإذ قال لقمان لأبنه وهو يعظه يبني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )

لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم فإذا كان أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم وهم العرب الأقحاح أشكل عليهم هذا اللفظ من هذه الآية لكريمة ولم يزل الإشكال عنهم لا ببيان النبي صلي الله عليه وسلم هذا هو الذي أشار الله عز وجل في الآية السابقة ( وأنزلنا إليك الذكري لتبين للناس ما نزل إليهم ) ولذلك فيجب أن نستقل في أذهاننا أن نعتقد في عقائدنا أنه لا مجال لأحد أن يستقل بفهم القرءان دون الاستعانة بحديث بالرسول علية الصلاة والسلام فلا جرم أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( تركت فيكم أمرين أو شيئين لن تضلوا ما أن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي وفي رواية (..........) ولن يتفرقا حثي يرثا علي الحوض ) تركت فيكم أمرين وليس أمراً واحداً وحيين وليس ووحيين واحدا لن تضلوا ما إن تمسكم بهما كتاب الله وسنتي .

ومفهوم هذا الحديث أن كل طائفة تمسكوا بأحد الأمرين فإنما هم ضالون خارجون عن الكتاب والسنة معاً فالذي يتمسك بالكتاب فقط دون السنة شئنه شئن من يتمسك بالسنة فقط دون القرءان كلاهما علي ضلال مبين والهدي والنور أن يتمسك بالنورين بكتاب الله تبارك وتعالي وبسنة النبي صلي الله عليه وسلم وقد بشرنا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الصحيح إننا لن نذل أبداً ما تمسكنا بكتاب ربنا بسنة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ولذلك كان من أصول التفسير وقواعد علم التفسير , أنه يجب تفسير القرءان بالقرآن والسنة .

وأرجوا أن تنتبهوا لهذه النقطة .

يجب تفسير القرءان بالقرآن والسنة ولا أقول كما قد تقرءون في بعض الكتب يجب تفسير القرءان بالقرآن أولاً ثم بالسنة هذا خطأ شائع مع الأسف الشديد لأن السنة كما عرفتم تبين القرءان تبين وتفصل مجمله وتخصص عامه وتقيد مطلقه إلي غير ذلك من البيانات التي لا ينبغي للمسلم أن يستغني عن شيء منها إطلاقاً .

ولذلك لا يجوز تفسير القرءان بالقرآن فقط وإنما يجب تفسير القرءان بالقرآن والسنة معاً لا جرم أن النبي صلي الله عليه وسلم قال في الحديث السابق لن يتفرقا حتى يردا عليا الحوض .

ولذلك يجب علي كل مفسر يريد أن يفسر أية من القرآن وبخاصة إذا كانت هذه الآية تتعلق بالعقيدة أو بالأحكام أو بالأخلاق والسلوك فلا بد له من أن يجمع بين القرءان والسنة .
لماذا؟ لأنه قد تكون أية في القرءان بحاجه إلي بيان من رسول الله عليه الصلاة والسلام .

وإتماماً لهذا الموضوع لابد من التذكر بحديث معروف عند طلاب العلم وبخاصة الذين درس عليهم علم أصول الفقه حيث يذكر هناك في مناسبة التحدث عن القياس وعن الاجتهاد يذكر هناك حديث مروي في بعض السنن عن معاذ أبن جبل رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال له لما أرسله إلي اليمن بما تحكم قال كتاب الله قال فإن لم تجد قال فبسنة لسول الله قال فإن لم تجد قال أجتهد رأيي ولا ألوا قال في الحديث الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يحب رسول الله صلي الله عليه وسلم .

فيجب أن نعلم أن هذا الحديث لا يصح من حيث إسناده عند علماء الحديث تنصيصاً وتفريعا أعني بالتنصيص أن كثيراً من علماء الحديث قد نصوا علي ضعف إسناد هذا الحديث كالإمام البخاري أمام الحدثين وغيرهم وقد جاوز عددهم العشرة من أئمة الحديث قديماً وحديثا من أقدمهم الأمام البخاري فيما أذكر ومن أخرهم الإمام أبن حجر العسقلاني وما بينهما أئمة آخرون كنت قد ذكرت أقوالهم في كتاب سلسة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة فمن أراد البسط والتفصيل رجع إليه .

الشاهد أن هذا الحديث لا يصح لتنصيص الأئمة علي ذلك وأيضا كما تدل علي ذلك قواعدهم حيث أن هذا الحديث مزاره علي رجل معرف بالجهالة أي ليس معروفاً بالرواية فضلاً عن أن يكون معروفاً بالصدق فضلالً عن أن بكون معروفاً بالحفظ وكل ذلك مجهولاً عنه فكان مجهول العين كما نص علي جهالته هذه الأمام النقاد الحافظ الذهبي الدمشقي في كتابه العظيم المعروف بميزان الاعتدال لنقد الرجال فهذا الحديث إذا عرفتم أنه ضعيف عند علماء الحديث تنصيصاً وتفريعا كما ذكرنا فيجب بهذه المناسبة أن نذر لكم أنه منكر أيضاً من حيث متنه وذلك يفهم من بيان الشارع .

لكن الأمر أوضح في هذا الحديث بطلاناً مما سبق بيانه من وجوب اللجوء إلي السنة مع القرءان الكريم معاً.

ذلك بأنه صنف السنة بعد القرءان وبعد السنة الرأي فنزل منزلة السنة إلي القرآن منزلة الرأي إلي السنة .

متي يرجع الباعث أو الفقيه إلي الرأي إذا لم يجد السنة ومتي يرجع إلي السنة إذا لم يجد القرآن هذا لا يستقيم إسلامياً أبداً ولا أحد من أئمة الحديث والفقه يجري علي هذا التصنيف الذي تضمن هذا الحديث بما تحكم قال بكتاب الله فإن لم تجد قال فبسنة رسول الله .

وينبغي أن نقرب نكالة متن هذا الحديث ببعض الأمثلة ولو كان مثالاُ واحداً حي لا نطيل الجلسة .

كلنا يعلم قول الله تبارك وتعالي ( حرمت عليكم الميتة والدم ) لو أن سائلاً سئل فقيهاً يمشي علي التصنيف المذكور في حديث معاد المجهول عن ميتة البحر , نظر في القرآن فوجد الجواب في هذه الآية الصريحة ( حرمت عليكم الميتة والدم ) فسيكون جوابه إذا ما أعتمد علي هذه الآية فإنه يحرم أكل الميتة السمك كذلك إذا سئل عن الكبد والطحال يقول حرام أيضاً لأنه معطوف علي الميتة ( حرمت عليكم الميتة والدم ) الكبد والطحال دم فإذاً يكون حكمه بناءً علي اعتماده علي هذه الآية الكريمة وحدها سيكون حكمة غير إسلامي ذلك لأن الإسلام كما ذكرت أنفاً ليس هو القرآن فقط بل القرآن والبيان القرآن والسنة فماذا كان بيان الرسول علية الصلاة والسلام فيما يتعلق بهذه الآية الكريمة , لقد جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم بإسناد فيه كلام ولكنه صح عن أبن عمر موقوفاً وكما يقول علماء الحديث هو في حكم المرفوع لأن لفظه ( أحلت لنا ميتتان ودمان الحوت والجراد والكبد والطحال ) بإضافة إلي هذا الحديث وفيه تصريح بإباحة لبعض الميتة وبعض الدم يوجد هناك حديث آخر صحيح رواه الأمام مسلم في صحيحة صلي الله عليه وسلم أرسل سريه وأمر عليها أبا عبيده أبن الجراح وساروا مع صاحب البحر وكان قوتهم التمر حتى كاد أن ينفذ ولما قل التمر كان يوزع علي كل فرد تمره تمره ثم بدا لهم من بعيد شيء عظيم علي ساحل البحر فذهبوا إليه فإذا هو حوت ضخم عظيم جداً فأخذوا يأكلون منه ويتزودون منه وكان من ضخامته أنهم نصبوا قوساً من أقواس ظهره علي الأرض فمر الراكب من تحته وهو علي جمله من عظمة هذا الحوت ( القائم بحره ) بقدرة اله عز وجل وبتسييره للبحر لإطعام أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ولما عادوا إلي النبي .: هل معكم شيئاً منه ؟ أطعموني إياه فهذا الحديث يدل علي بعض ما دل حديث أبن عمر الأول أن ميتة البحر حلال فما موقف القرآني الذي لا يعتمد علي السنة أو من تأثر بشبهات القرآنيين إذا ما سؤل عن ميتة البحر عن هذا الحوت وأمثاله إذا اعتمد علي القرآن فسيقول قال الله عز وجل ( حرمت عليكم الميتة ) وهذه ميتة .

لكنه إذا ما رجع إلي ما في القرآن الكريم من الآيات التي تثبت أن طاعة الرسول علية الصلاة والسلام كطاعة الله تبارك وتعالي حينئذ تجد لزاماً عليه أن يعود أيضاً إلي السنة وأن يضمها إلي القرآن الكريم وأن لا يفرق بينهما فيكون الحكم حيث ذلك في هذه المسألة المتعلقة قي هذه الآية الكريمة ( حرمت عليكم الميتة ) إلا ميتة البحر ( والدم ) إلا الكبد والطحال . من أين أخذنا هذا الاستثناء من بيان الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا مهم جداً فالشريعة كلها قامت علي ضم السنة إلي القرآن ولذلك جاء عن الأمام الشافعي رحمه الله أنه قال ( السنة كلها هي بطبيعة الحال ما صح منها هو من ما أفهمه الله تبارك وتعالي نبيه عليه الصلاة والسلام ) يعني الأمام الشافعي أن السنة ينطوي القرآن عليها وأن الله عز وجل ألهم نبيه عليه الصلاة والسلام ببيان ما كان المسلمون بحاجة إلي بيانه من الآيات الكريمة وهذا مثال واحد وحسبكم ذلك .
القاعدة في تفسير القرآن أعود لإذكر فأقول إنما هو بالرجوع إلي القرآن والسنة ولا ينبغي أن نقول بالرجوع إلي القرآن ثم السنة لأن هذا فيه تصريح بأنه في المرتبة الثانية .

نحن لا نريد أن نتكلم فيما لا يليق إلا لأهل العلم فنقول نعم للسنة من حيث ورودها هي بالمنزلة الثانية بالنسبة للقرآن الذي جائنا متواترً ولكن من حيث العمل . السنة كالقرآن لا يجوز أن نفرق بين اله ورسوله , بين كلام الله وكلام رسوله صلي الله عليه وآله وسلم , و التفريق الذي يلاحظه بعض العلماء المتخصصين في علم الحديث هذا تفيق يتعلق بعلم الرواية . أما ما يتعلق بعلم الدراية والفقه والفهم للكتاب فلا فرق بين كتاب الله وبين حديث رسول الله صلي الله عليه و سلم وهذا يجرنا إلي بحث آخر طالما تطرق له بعض الريبيين أو الشكاكين في سنة النبي صلي الله عليه وسلم لجلهم بها وبأصولها وتراجم رواتها ألا وهو ما يسمي بحديث الأحآد وحديث التواتر .

حديث الآحاد لا يستفيد منه إِلا الأفراد والآحاد من علماء الأمة ألا وهم المتخصصون في علم الحديث والسنة أما عامة المسلمين فلا يستفيدون من هذا التفصيل شيئاً يذكر , بل يكون ذلك مدعاة وسبباً لتشكيكهم لما جاءهم عن نبيهم صلي الله فليه وسلم من الأحاديث التي قد لا تتسع عقول بعض الشكاكين الريبيين للإيمان بها .

الحديث هو ما صح عن النبي صلي الله عليه وسلم بأي طريق يعرفه علماء الحديث أما التفصيل فليس عامة المسلمين بحاجه إليه .
تقسيم الحديث إلي حسن وصحيح . حسن لذاتة و حسن لغيره و صحيح لذاتة وصحيح لغيره و صحيح غريب و صحيح مستفيض و صحيح مشهور , صحيح بالتواتر هذا لأهل العلم أما لعامة المسلمين فحسبهم أن يعلموا أن من أهل العلم أن الحديث صحيح فوجب الأيمان والتصديق به .
أما الذين يتشبثون بهذه التفاصيل التي هي تليق بأهل العلم وليس بعامة المسلمين فهم يتشبثون بها لحمل جماهير المسلمين علي عدم الأيمان بكثير من الأحاديث الصحيحة لماذا ؟ لأنها أحاديث أحاد .

ومعني أحاديث أحاد باختصار أنها لم تبلغ درجة التواتر ويعنون بالتواتر أن يرويه عن النبي صلي اله عليه وسلم عدد كثير وفير يستحيل توافرهم في فلي الكذب . وقد اختلفوا اختلافاً كثيراً وذلك في اعتقادي من رحمة الله لأن الاختلاف في الشيء يدل علي أنه لا قيمة له . منهم من يقول أن عدد التواتر مئة شخص ومنهم من يقول كذا وكذا إلا أن وصلوا إلي عدد العشرة أي إذا لم يروي الحديث الواحد عن النبي صلي الله عليه وسم مئة شخص علي أعلي الأقوال أو عشرة أشخاص علي أدني الأفكار ثم عن هؤلاء الصحابة مئة أو عشرة من التابعين وهكذا إلي أن يصل الأمر مسجلاً في بطون كتب الحديث لا يكون الحديث متواتراً فماذا يترتب علي كون الحديث متواتراً أو علي عدم كونه غير متواتر .

علي عدم كونه متواتراً ترتب علي ذلك أن الحديث الأحآد غير متواتر لا يجوز الأخذ به فيما يتعلق بالغيبيات وهم يعبرون عنها بالعقائد وكل حديث يتعلق بغير الأحكام وإنما يتعلق بغيب إذا لم بكن متواتراً فلا يؤخذ به .
هكذا زعم الذين تشبثوا بالتفصيل المذكور آنفاً وهو تفصيل يصادق الواقع لكن من الذي يكتشفه .

لا يكتشفه إلا أفراد قليلون جداً في كل عصر من علماء الحديث المتخصصين . لنضرب مثلاً :

من المتفق عليه عند علماء الحديث جميعاً أن أوضح مثال للحديث المتواتر قوله عليه الصلاة والسلام ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) هذا حديث متواتر فعلاً لماذا ؟ لأنه وجد له من الرواة من الصحابة لأكثر من مئة وهكذا دواليك وأنت نازل . لكن من منكم الآن حصل هذه الطرق حتى يصبح الحديث عنده متواتراً ؟ إلي أن قلت لكم هذا الحديث متواتر فقد أنقطع التواتر عنكم من عندي ,.

فيجب عليكم أن تتبعوا أوتتتبعوا الأحاديث كما فعلت وفعل غيري من قبلي حتي يصبح الحديث عندكم متواتراً ماذا يهمكم مثل هذا التفصيل الذي هو أشبه بالفلسفة التي لا تنفع عامة المسلمين إطلاقاَ فاشتراط التواتر في الحديث هو تعطيل للحديث النبوي لذلك وجدنا كثيراً من الناس اليوم بعضهم متحزبون وبعضهم قد يكون غير متحزبين يردون أحاديث صحيحة بحجة أن هذا ليس في الأحكام و إنما هو في أمور الغيب أو في أمور العقائد فهو أحاديث ألآحاد فينبذونه نبذ النواة.

لنرجع ذكرنا الآن إلي العهد الأول عهد النبي صلي الله عليه وسلم لنري كيف كان أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ينقلون أحاديث الرسول الي من بعدهم سواء أكانوا من المعاصرين للنبي صلي الله عليه وسلم ولكنهم لم يتشرفوا بصحبة النبي صلي الله عليه وسلم كاليمانيين الذين كانوا في عهد النبي صلي الله عليه وسلم في اليمن ولم يتيسر لهم أن يفدوا إلي النبي صلي الله عليه وسلم فأرسل أليهم معاذاً وأرسل أليهم علياً وأرسل إليهم أبو موسي الأشعري لفترات متفاوتة ,
ماذا قال لمعاذ ابن جبل رضي الله عنه حينما أرسله داعية إلي الإسلام ؟
قال كما جاء في الصحيحين ولعل الجمهور الحاضر أن شاء الله يذكر هذا الحديث قال له عليه الصلاة و السلام ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أ لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإذا هم أجابوك فمرهم بالصلاة إلي أخر الحديث .
الشاهد , الصلاة حكم من الأحكام مع ذلك فقد جاء قبل ذلك أمره عليه الصلاة والسلام لمعاد أن يدعوهم غلي التوحيد .

التوحيد هو أس الإسلام وهو أصل كل عقيدة في الإسلام .

تري معاذ أبن جبل إذا بلغهم هذا الأمر عن النبي صلي الله عليه وسلم هذا الخبر خبر متواتر أم خبر أحاد ؟ لا يشك كل ذي لب وعقل انه خبر أحاد خبر فرد , تري أقامت حجة الله ثم حجة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم علي اليمانيين الذين أرسل إليهم معاذاً بدعوة التوحيد أم لم تقم .
الذين أسهلوا فلسفة حديث الأحآد لا تثبت به عقيدة , معني كلامهم لا تقوم حجة الله ورسوله بإرسال الرسول لصحابه معاذاً أبن جبل وحده بل كان عليه أن يرسل عدد التواتر , ولذلك أنا قلت لبعضهم مرة ممن يدعي أن خبر الأحآد لا تؤخذ به عقيدة قد يذهب احكم يخاطب من لا يحتج بحديث الأحآد .

قد يذهب أحدكم إلي بلاد من بلاد الكفر يدعوهم ٍإلي الإسلام ومما لا شك فيه أنه سيدعوهم اول ما يدعوهم إلي العقيدة وأول عقيدة في الإسلام هي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لكن هذا الحزب الذي أشير إليه قد وضع له رئيسه فصلاً في كتاب له سمي هذا الفصل بطريق الأيمان وهذا الطريق هو الذي يسلكونه في الدعوة دعوة المسلمين في بلاد الإسلام ودعوة الكفار في بلاد الكفر والطغيان قلت فإذا ذهب أحدهم يقرر عليهم طريق الأيمان وفي هذا الطريق يأتي في أخره حديث الأحآد لا تثبت به عقيدة وكان الناس مجتمعين يسمعون المحاضرة تلوا المحاضرة إلي أن أنتهي إلي طريق الأيمان ومنه أن الأحآد لا تثبت به عقيدة فقام احد الذين تتبع محاضرات الرجل فقال له يا أستاذ يا فضيلة الشيخ أنت الآن تعلمنا عقيدة الإسلام وتذكر فيما ذكرت أن العقيدة لا تثبت بخبر الأحآد فأنت واحد من هؤلاء المسلمين الذين جئت من عندهم لتعرفنا بعقيدة الإسلام هذا علي منهجك الذي علمتنا إياه لا تقم حجة الله علينا لأنك فرد واحد فعليك أن تعود إلي بلاك وأن تجد عدد التواتر يشهدوا معك علي أن هذا هو الإسلام فهل هذا هو الإسلام ؟ فأين أنتم من حديث الرسول عليه السلام حينما أرسل معاذاً وأرسل عليً وأرسل أبو موسي أفراداً يعلمون الناس الإسلام فمن هنا تفهمون أن هذه العقيدة بخيلة في الإسلام يعرفها السلف الصالح تقسيم الحديث إلي متواتر وآحاد حسبكم أن يصلكم الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم صحيحاً بشهادة أهل التصحيح وليس بشهادة العقول المأفونه العقول التي لم تتطهر بفقه الكتاب والسنة معاً .

إذاً يجب تفسير القرآن بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام ولو كانت ليست متواترة وإنما هي أحآد وهذا هو الطريق الذي يجب علينا أن نسلكه دائماً في تفسيرنا بكتاب الله تبارك وتعالي إيماناً بقوله عز وجل( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول أن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا) هذا هو المنهج الذي يجب أن نسلكه في تفسير القرآن ولكن من الملاحظ أن هناك بعض الآيات لا نجد فيها حديثاً يفسر لنا القرآن الكريم فما هو الطريق المكمل للمنهج الأول ؟

الجواب كما هو معرف عند أهل العلم انه يجب إذا لم نجدي السنة ما يفسر القرآن نعود بعد ذلك إلي تفسير سلفنا الصالح وعلي رأسهم أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم وفي مقدمتهم عبد الله أبن مسعود رضي الله عنه لقدم صحبته للنبي صلي الله عليه وسلم من جهة , ولعنايته بسؤاله عن القرآن وفهمه وتفسيره من جهة أخري ثم عبد اله ابن عباس رضي الله عنه وعن ابن مسعود فقد قال ابن مسعود فيه انه ترجمان القرآن .

هناك بعض الآيات تفسر بالرأي ولم يأتي في ذلك بيان عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم مباشرة فيستقل بعض المفسرين في تفسيرها تطبيقاً للآية علي المذهب وهذه نقطة خطيرة جداً حيث تفسر الآيات تأييداً للمذهب وعلماء التفسير فسروها علي غير ما فسرها أهل ذلك المذهب .

يمكن أن نستحضر علي ذلك مثالاً من قوله تبارك وتعالي في سورة المزمل ( فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) ( فأقرءوا ما تيسر من القرآن ) فسرته بعض المذاهب بالتلاوة نفسها أي الواجب من القرآن في كل الصلوات إنما هو أيه طويلة أو ثلاث آيات قصيرة مع ورود الحديث الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم حيث قال ( لا صلاة لمن لم يقرآ بفاتحة الكتاب ) وفي الحديث الأخر ( من لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصلاته خداج فصلاته خداج فصلاته خداج غير تمام ) ردت دلالة هذين الحديثين بالتفسير للأيه السابقة بدعوى أنها أطلقت القراءة فقالت الايه
( فأقرءوا ما تيسر من القرآن ) فقالوا هؤلاء بعض المتأخرين من المذهبيين فقالوا لا يجوز تفسير القرآن إلا بالسنة المتواترة عوداً إلي بحث الحديث المتواتر .

لا يجوز تفسير القرآن إلا بالسنة المتواترة أي لا يجوز تفسير المتواتر إلا بالتواتر فردوا الحديثين السابقين أعتماداً منهم علي فهمهم للأيه علي ما يبدوا للقارئ لها أول وهله ( فأقرءوا ما تيسر من القرآن ) لكن العلماء بينوا كل علماء التفسير لا فرق بين من تقدم منهم ومن تاخر , أن المقصود بالأيه الكريمة ( فاقرءوا ) أي فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل لأن الله عز وجل ذكر هذه الايه بمناسبة قوله تبارك وتعالي في سورة المزمل ( إن ربك يعلم أنك تقوم أدني من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار) إلي أن قال ( فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) أي فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل فليس في الأية متعلقة بما يجب أن يقرأ الإنسان في صلاة الليل بخاصة وإنما يسر الله عز وجل للمسلمين أن يصلوا ما تيسر من صلاة الليل فلا يجب عليهم أن يصلوا ما كان رسول الله أن يصلي كما تعلمون احدي عشرة ركعة .
هذا هو معني الأية هذا هو الأسلوب العربي لإطلاق الكل وإرادة الجزء من باب إطلاق الكل عفواً من باب إطلاق الجزء و إرادة الكل ( فاقرءوا ) أي فصلوا . الصلاة هي الكل والقراءة هي الجزء ويقول أهل العلم للغة العربية أن هذا الأسلوب العربي إذا أطلق الجزء وأراد الكل فهذا من باب بيان أهمية هذا الجزء في ذلك الكل وذلك كقوله تبارك وتعالي في الايه الأخري (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلي غسق الليل وقرآن الفجر ) ( وقرآن الفجر ) أقم أيضاً قرآن الفجر أي صلاة الفجر فأطلق أيضا مهنا جزأً وأراد الكل هذا اسلوب أبن العربي معروف .

فلذلك فهذه الأيه بعد أن ظهر تفسيرها من علماء التفسير دون خلاف بين سلفهم وخلفهم لم يجب رد الحديث الأول والثاني بدعوي أنه أحاديث أحاد لا يجوز تفسير القرآن بحديث الأحاد لأن الأية المذكورة فسرت بأقوال العلماء العارفين بلغة القرآن أولاً ولأن حديث النبي صلي الله عليه وسلم لا يخالف القرآن بل يفسره ويوضحه كما ذكرنا في مطلع هذه الكلمة فكيف والأية ليس لها علاقه بموضوع ما يجب أن يقرأه المسلم في الصلاة سواء أن كان فريضةً أو نافلةً .

أما الحديثان المذكوران آنفاً فموضوعهما صريح بأن صلاة المصلي لا تصح إلا بقراءة الفاتحة ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ( من لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصلاته خداج فصلاته خداج فصلاته خداج غير تمام ) أي هي ناقصة و من أنصرف من صلاته وهي ناقصه فما صلي وتكون صلاته حينئذ باطله كما هو ظاهر في الحديث الاول ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) .

إذا تبينت لنا هذه الحقيقة حينئذ نطمئن إلي الأحاديث التي جاءت عن النبي صلي الله عليه وسلم مروية في كتب السنة أولاً ثم بالأسانيد الصحيحة ثانياً ولا نشك ولا نرتاب فيها بفلسفة الأحاديث التي نسمعها في هذا العصر الحاضر والتي تقول لا نعبأ بأحاديث الآحاد ما دامت لم ترد في الأحكام وإنما هي في العقائد والعقائد لا تقوم علي أحاديث الآحاد هكذا زعموا فقد عرفتم أن النبي صلي الله عليه وسلم أرسل معاذاً يدعوهم إلي العقيدة الأولي ألا وهي التوحيد وهو شخص واحد وبهذا القدر كفاية في هذه الكلمة وهي أردت بيانها التي تتعلق بكيف يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم .

والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته


قام بتفريغها وكتابتها
أبو عبد الرحمن المدني
  #36  
قديم 2013-07-20, 04:26 AM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,816
افتراضي

اقتباس:
على فكرة youssefnour أنا صريح ماينزل من قدري اذا قلت لا أفهم فى مواضيع معينة سواء القرآنيين أو غيرهم .
تعرف لماذا لا أفهم القرآنيين لأنى شخص عامى كما قلت سابقا .
اخي نمر جزاك الله خيرا على ما تقوم به بمجهود في المنتدى ، و اريد ان اقول لك ان النقل لا يخفض من صاحبه بل يرفعه و ذلك عندما يعرف ما ينقله و اين يضعه
اغلبنا هنا اناس عاميون و العبد الضعيف عمر ايوب واحد منهم ، و انما تحركنا الغيرة على دين الله
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
  #37  
قديم 2013-07-20, 04:35 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خير على هذا التواضع ورفع الله قدرك فى الفردوس الأعلى .
وحفظك الله من كل مكروه وجعل ماتقدم فى ميزان حسناتك .
جزاك الله خير وبارك الله فيك .
  #38  
قديم 2013-07-20, 04:41 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

( وجوب العمل بالسنة )
للشيخ العلامة : ( عبد العزيز بن باز ) رحمة الله عليه .


إن منزلة السنة من الدين عظيمة، ومكانتها في الشريعة رفيعة، كيف لا وهي مصدر التشريع الثاني بعد القرآن، فما ثبت في سنة نبينا عليه الصلاة والسلام لزمنا العمل به امتثالاً لأمر الله القائل: (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)، ولو تأملنا حال الصحابة والتابعين الكرام لوجدناهم خير من قام بسنة رسول الله حق القيام.


مكانة السنة في التشريع

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على محمد وآله وأصحابه أجمعين..

وبعد: اختير لهذا اللقاء أن تكون المحاضرة عن السنة ومكانتها في الإسلام وأصول التشريع. والسنة من المعلوم عند جميع أهل العلم أنها الأصل الثاني من أصول الإسلام، وأن مكانتها في الإسلام الصدارة بعد كتاب الله، فهي الأصل المعتمد بعد كتاب الله عز وجل بإجماع أهل العلم قاطبة، وهي حجة قائمة مستقلة على جميع الأمة، من جحدها أو أنكرها، أو زعم أنه يجوز الإعراض عنها والاكتفاء بالقرآن فقط؛ فقد ضل ضلالاً بعيداً، وكفر كفراً أكبر، وارتد عن الإسلام بهذا المقال، فإنه بهذا المقال وبهذا الاعتقاد يكون قد كذب الله ورسوله، وأنكر ما أمر الله به ورسوله، وجحد أصلاً عظيماً، أمر الله بالرجوع إليه والاعتماد عليه والأخذ به، وأنكر إجماع أهل العلم، وكذب به وجحده. وقد أجمع علماء الإسلام على أن الأصول المجمع عليها ثلاثة: الأصل الأول: كتاب الله. والأصل الثاني: سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. والأصل الثالث: إجماع أهل العلم. وتنازع أهل العلم في أصولٍ أخرى أهمها: القياس.
والجمهور على أنه أصل رابع إذا استوفى شروطه المعتبرة. أما السنة فلا نزاع ولا خلاف في أنها أصل مستقل، وأنها الأصل الثاني من أصول الإسلام، وأن الواجب على جميع المسلمين بل على جميع الأمة الأخذ بها، والاعتماد عليها، والاحتجاج بها إذا صح السند عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

وقد دل على هذا المعنى آيات كثيرات في كتاب الله، وأحاديث صحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، كما دل على هذا المعنى إجماع أهل العلم قاطبة، على وجوب الأخذ بها والإنكار على من أعرض عنها أو خالفها. وقد نبغت نابغة في صدر الإسلام أنكرت السنة؛ بسبب تهمتها للصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم كـالخوارج ؛ فإن الخوارج كفروا كثيراً من الصحابة، وفسقوا كثيراً، وصاروا لا يعتمدون -بزعمهم- إلا على كتاب الله؛ لسوء ظنهم بأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتابعتهم الرافضة فقالوا: لا حجة إلا فيما جاء من طريق أهل البيت فقط، وما سوى ذلك لا حجة فيه.

يتبع للشيخ / بن باز رحمة الله عليه
  #39  
قديم 2013-07-20, 04:44 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

يتبع قول الشيخ العلامة / بن باز رحمة الله عليه .


القرآنيون وموقفهم من السنة والرد عليهم

ونبغت نابغة بعد ذلك تسمى هذه النابغة الأخيرة القرآنية ويزعمون أنهم أهل القرآن، وأنهم يحتجون بالقرآن فقط، وأن السنة لا يحتج بها؛ لأنها إنما كتبت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بمدة طويلة، ولأن الإنسان قد ينسى وقد يغلط، ولأن الكتب قد يقع فيها غلط..
إلى غير هذا مما قالوا من الترهات والخرافات والآراء الفاسدة، وزعموا أنهم بذلك يحتاطون لدينهم، فلا يأخذون إلا بالقرآن فقط، وقد ضلوا عن سواء السبيل، وكذبوا وكفروا بذلك كفراً أكبر بواحاً.
فإن الله عز وجل أمر بطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام واتباع ما جاء به، ولو كان رسوله لا يتبع ولا يطاع لم يكن للأوامر قيمة، وقد أمر أن تبلغ سنته، وكان إذا خطب أمر أن تبلغ السنة، فدل ذلك على أن سنته صلى الله عليه وسلم واجبة الاتباع، وعلى أن طاعته واجبة على جميع الأمة، كما تجب طاعة الله تجب طاعة رسوله عليه الصلاة والسلام.

الرد على القرآنيين من القرآن الكريم

ومن تدبر القرآن العظيم وجد ذلك واضحاً..

قال تعالى في كتابه الكريم في سورة آل عمران: وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران:131-132] فقُرِنت طاعة الرسول بطاعته وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران:132] فعلق الرحمة بطاعة الله ورسوله.
وقال في سورة النساء: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء:59] فأمر بطاعته وطاعة رسوله، وكرر الفعل في ذلك: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [النساء:59] ثم قال: وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] ولم يكرر الفعل؛ لأن طاعة أولي الأمر تابعة لطاعة الله ورسوله، وإنما تجب بالمعروف، حيث كان ما أمروا به من طاعة الله ورسوله، ومما لا يخالف أمر الله ورسوله. ثم بين أن العمدة في طاعة الله ورسوله، فقال: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] ولم يقل: لأولي الأمر منكم؛ بل قال: إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] فدل ذلك على أن الرد في منازل النزاع والخلاف إنما يكون لله ولرسوله، قال العلماء: معنى (إلى الله) أي: إلى كتاب الله، ومعنى (والرسول) أي: إلى الرسول في حياته وإلى سنته بعد وفاته عليه الصلاة والسلام. فعلم بذلك أن سنته مستقلة، وأنها أصل متبع، قال جل وعلا: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء:80] وقال سبحانه: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً [الأعراف:158] وقبلها قوله جل وعلا: فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف:157] فجعل الفلاح لمن اتبعه عليه الصلاة والسلام: فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف:157] فذكر أن الفلاح لهؤلاء المتبعين لنبي الله عليه الصلاة والسلام دون غيرهم، فدل ذلك على أن من أنكر سنته ولم يتبعه فإنه ليس بمفلح وليس من المفلحين.
ثم قال بعدها: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [الأعراف:158] فعلق الهداية باتباعه عليه الصلاة والسلام؛ فدل ذلك على وجوب طاعته واتباع ما جاء به من الكتاب والسنة عليه الصلاة والسلام. وقال عز وجل في آيات أخرى: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ [النور:54] عليه الصلاة والسلام، ثم قال جل وعلا في هذه السورة سورة النور: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور:56]، وقال في آخرها: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63] فذكر جل وعلا أن مخالفي أمر النبي صلى الله عليه وسلم على خطر عظيم من أن تصيبهم فتنة بالزيغ والشرك والضلال، أو عذاب أليم.
نعوذ بالله! وقال عز وجل في سورة الحشر: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الحشر:7]. هذه الآيات وما جاء في معناها كلها دالة على وجوب اتباعه وطاعته عليه الصلاة والسلام، وأن الهداية والرحمة والسعادة والعاقبة الحميدة كلها في اتباعه وطاعته عليه الصلاة والسلام، فمن أنكر ذلك فقد أنكر كتاب الله، ومن قال: إنه يتبع كتاب الله دون السنة فقد كذب وغلط وكفر؛ فإن القرآن أمر باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن لم يتبعه فإنه لم يعمل بكتاب الله، ولم يؤمن به، ولم ينقد له؛ إذ أن كتاب الله أمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمر باتباعه، وحذر من مخالفته عليه الصلاة والسلام، فمن زعم أنه يأخذ بالقرآن ويتبعه دون السنة فقد كذب؛ لأن السنة جزء من القرآن، طاعة الرسول جزء من القرآن، ودل على الأخذ بها القرآن، وأمر بالأخذ بها القرآن، فلا يمكن أن ينفك هذا عن هذا، ولا يمكن أن يكون الإنسان متبعاً للقرآن بدون اتباع السنة، ولا يمكن أن يكون متبعاً للسنة بدون اتباع القرآن، فهما متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر.

الرد على القرآنيين من السنة النبوية

ومما جاء في السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام: ما رواه الشيخان البخاري و مسلم رحمة الله عليهما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني) وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى.
قيل: يا رسول الله! ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) وهذا واضح في أن من عصاه فقد عصى الله، ومن عصاه فقد أبى دخول الجنة، والعياذ بالله! وفي المسند و سنن أبي داود و صحيح الحاكم بسند جيد، عن المقداد بن معد يكرب الكندي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه -الكتاب أي: القرآن، ومثله معه أي: السنة الوحي الثاني- ألا لا يوجد رجل شبعان يتكئ على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، ما وجدنا فيه من حلال حللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه)، وفي لفظ: (يوشك رجل شبعان متكئ على أريكته يحدث بأمرٍ من أمري مما أمرتكم به أو نهيتكم عنه، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، ما وجدنا فيه اتبعناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله) عليه الصلاة والسلام. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فالواجب على جميع الأمة أن تعظم سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأن تعرف قدرها، وأن تأخذ بها وتسير عليها؛ لأنها هي الشارحة والمبشرة لكتاب الله عز وجل، والدالة على ما قد يخفى من كتاب الله، والمقيدة لما قد يطلق من كتاب الله، والخاصة لما قد يعم من كتاب الله، ومن تدبر كتاب الله وتدبر السنة عرف ذلك؛ لأن الله جل وعلا يقول: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل:44] فهو يبين للناس ما نزل إليهم عليه الصلاة والسلام، فإذا كانت سنته غير معتبرة ولا يحتج بها، فكيف يبين للناس دينهم وكتاب ربهم؟ هذا من أبطل الباطل، فعلم بذلك أنه مبين لما قاله الله، وأنه الشارح لما قد يخفى من كتاب الله. وقال تعالى في آية أخرى في سورة النحل: وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [النحل:64] فبين جل وعلا أنه أنزل الكتاب عليه ليبين للناس ما اختلفوا فيه، فإذا كانت سنته لا تبين للناس ولا تعتمد بطل هذا المعنى، فهو سبحانه وتعالى بين أنه هو الذي يبين للناس ما نزل إليهم، وأنه عليه الصلاة والسلام يفصل النزاع بين الناس فيما اختلفوا فيه، فدل ذلك على أن سنته لازمة وواجبة الاتباع. وليس هذا خاصاً بأهل زمانه وصحابته رضي الله عنهم؛ بل هو لهم ولمن يجيء بعدهم إلى يوم القيامة، فإن الشريعة شريعة لزمانه ولمن بعد زمانه عليه الصلاة والسلام إلى يوم القيامة، فهو رسول الله إلى الناس عامة ..
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107]..
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً [سـبأ:28] هو رسول الله إلى جميع العالم، إلى الجن والإنس، العرب والعجم..
الأغنياء والفقراء، الحكام والمحكومين إلى يوم القيامة، ليس بعده نبي، فهو خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام. وجب أن تكون سنته موضحة لكتاب الله وشارحة له، ودالة على ما قد يخفى من كتاب الله وسنته أيضاً، فقد جاءت بأحكام لم يأت بها كتاب الله، جاءت بأحكام مستقلة شرعها الله عز وجل ولم تذكر في كتاب الله سبحانه وتعالى.
فمن ذلك: تفصيل الصلوات..
تفصيل الركعات..
تفصيل أحكام الزكاة..
تفصيل أحكام الرضاع، فليس في كتاب الله إلا الأمهات والأخوات من الرضاع، وجاءت السنة ببقية محرمات الرضاع: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) وجاءت السنة بحكم مستقل في تحريم الجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها، وجاءت بأحكام مستقلة لم تذكر في كتاب الله في أشياء كثيرة؛ في الجنايات، والديات، والنفقات، وأحكام الزكوات، وأحكام الحج...
  #40  
قديم 2013-07-20, 02:13 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

دفاع السلف الصالح عن السنة واعتناؤهم بها



ولما قال بعض الناس في مجلس عمران بن حصين رضي الله عنه: دعنا من الحديث وحدثنا عن كتاب الله، غضب عمران رضي الله عنه واشتد نكيره، وقال: [لولا السنة كيف نعرف أن الظهر أربع، والعصر أربع، والعشاء أربع، والمغرب ثلاث؟] فالسنة بينت لنا تفاصيل الصلاة وتفاصيل الأحكام، ولم يزل الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يرجعون إلى السنة ويتحاكمون إليها ويحتجون بها، ولما ارتد من ارتد من العرب قام الصديق رضي الله عنه وأرضاه ودعا إلى جهادهم، فتوقف عمر في ذلك، وقال: كيف نقاتلهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها)؟ قال الصديق رضي الله عنه: [أليست الزكاة من حقها؟ -أي: من حق لا إله إلا الله- والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه، قال عمر رضي الله عنه: فما هو إلا أن عرفت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق]. ثم وافق المسلمون ووافق الصحابة واجتمع رأيهم على قتال المرتدين، فقاتلوهم بأمر الله ورسوله. ولما جاءت جدة تسأل الصديق قال: [لا أجد لك شيئاً في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن سوف أسأل الناس عما جاء في السنة، فسأل الناس، فأخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى لها بالسدس، فقضى لها بالسدس رضي الله عنه وأرضاه]. وهكذا عمر لما أشكل عليه إملاص المرأة إذا خرج الجنين ميتاً، ما حكمه؟ توقف حتى سأل الناس، فشهد عنده محمد بن مسلمة و المغيرة بن شعبة بأن النبي صلى الله عليه وسلم قضى فيه بغرة عبد أو أمة، فقضى بذلك. ولما أشكل على عثمان عدة حكم المعتدة من الوفاة: هل تكون في بيت زوجها أو تنتقل إلى أهلها؟ شهدت عنده الفارعة بنت مالك الخدرية أخت أبي سعيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تعتد في بيتها، فقضى بذلك عثمان رضي الله عنه وأرضاه.
ولما سمع علي رضي الله عنه عثمان في بعض حجاته ينهى عن المتعة ويأمر بإفراد الحج، أحرم علي رضي الله عنه بالحج والعمرة جميعاً، وقال: [لا أدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول أحد من الناس].
ولما سمع ابن عباس بعض الناس ينكر عليه الفتوى بالمتعة، ويحتج عليه بقول أبي بكر و عمر أنهما يريان إفراد الحج؛ قال: [يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر! ].
ولما ذكر للإمام أحمد جماعة يتركون الحديث ويذهبون إلى رأي سفيان الثوري، ويسألونه عما لديه وعما يقول، فتعجب وقال: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته -أي: عن الرسول صلى الله عليه وسلم- يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63]! ولما ذكر عند أيوب رجل يدعو إلى القرآن ويثبط عن السنة قال: دعوه، فإنه ضال.
المقصود أن السلف الصالح قد عرفوا هذا الأمر، ونبغت عندهم نوابغ بسبب الخوارج في هذا الباب، فاشتد نكيرهم عليهم، وضللوهم وحذروا منهم، مع أنه إنكار غير الإنكار الموجود الأخير، إنكار له شبهة بالنسبة إلى الخوارج وما اعتقدوه في الصحابة في بعضهم دون بعض. أما هؤلاء المتأخرون فجاءوا بداهية دهياء، ومنكر عظيم، وبلاء كبير، ومصيبة عظمى؛ حيث قالوا: إن السنة برمتها لا يحتج بها كلياً، لا من هنا ولا من هناك، وطعنوا فيها وفي رواتها وفي كتبها، وسار على هذا النهج وأعلنه كثيراً الرئيس القذافي المعروف، فضل وأضل، وهكذا جماعة في مصر وغير مصر ، قالوا هذه المقالة؛ فضلوا وأضلوا، وسموا أنفسهم بالقرآنيين.

وقد جهلوا ما قام به علماء السنة، وقد احتاطوا كثيراً للسنة، تلقوها -أولاً- عن الصحابة حفظاً، ودرسوها وحفظوها حفظاً كاملاً دقيقاً حرفياً، ونقلوها إلى من بعدهم، ثم ألف العلماء في القرن الثاني، في رأس القرن الأول وفي أثناء القرن الثاني، ثم كثر ذلك في القرن الثالث؛ فقد ألفوا الكتب، وجمعوا فيها الأحاديث، حرصاً على بقائها وحفظها وصيانتها، فانتقلت من الصدور إلى الكتب المحفوظة المتداولة المتناقلة التي لا ريب فيها ولا شك، ثم نقبوا عن الرجال، وعرفوا ثقاتهم من كذابيهم من ضعفائهم، من شيئي الحفظ منهم، حتى حرروا ذلك أتم تحرير، وبينوا من يصلح للرواية ومن لا يصلح لها، ومن يحتج به ومن لا يحتج به، واعتنوا بما قد وقع من بعض الناس من أوهام وأغلاط سجلوها عليه، وعرفوا الكذابين والوضاعين، وألفوا فيهم وأوضحوا أسماءهم؛ فأيد الله بهم السنة، وأقام بهم الحجة، وقطع بهم المعذرة، وزال تلبيس الملبسين، وانكشف ضلال الضالين، فبقيت السنة بحمد الله جلية واضحة لا شبهة عليها ولا غبار. وكان الأئمة يعظمون ذلك كثيراً، وإذا رأوا من أحدهم أي تساهل بالسنة أو إعراض أنكروا عليه، فقد حدث ذات يوم عبد الله بن عمر بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) فقال بعض أبنائه: والله لنمنعهن.
عن اجتهاد، ومقصوده أنهن تغيرن، وقد يتساهلن في الخروج، وليس قصده إنكار السنة، فأقبل عليه عبد الله فوبخه ، وقال: [أقول لك: قال رسول الله، وتقول: والله لنمنعهن!]. ورأى عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه بعض أقاربه يخذف، فقال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف، وقال: إنه لا يصيد صيداً، ولا ينكأ عدواً، ثم رآه في وقت آخر يخذف، فقال: أقول لك: إن رسول الله نهى عن ذلك ثم تخذف، لا كلمتك أبداً). فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعظمون هذا الأمر جداً، ويحذرون الناس من التساهل بالسنة أو الإعراض عنها، أو الإنكار لها لرأي من الآراء أو اجتهاد من الاجتهادات.

ك
تعظيم الأئمة الأربعة وأهل العلم للسنة النبوية

وقال أبو حنيفة رضي الله عنه ورحمه في هذا المعنى: إذا جاء الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فعلى العين والرأس ..
إلى آخر كلامه. وقال مالك رحمه الله: ما منا إلا راد ومردود عليه، إلا صاحب هذا القبر عليه الصلاة والسلام.
وقال أيضاً: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها وهو اتباع الكتاب والسنة، وهكذا قال غيره من الأئمة. وقال الشافعي رحمه الله: إذا رأيتم حديثاً صحيحاً ثم رأيتموني خالفته فاعلموا أن عقلي قد ذهب. وفي لفظ آخر قال: إذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقولي يخالفه فاضربوا بقولي الحائط. وقال أحمد بن حنبل رحمه الله: لا تقلدوني، ولا تقلدوا مالكاً ولا الشافعي وخذوا من حيث أخذنا. وسبق قوله رحمه الله: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان! فالأمر في هذا واضح، وكلام أهل العلم في هذا جلي ومتداول عند أهل العلم، وقد تكلم المتأخرون في هذا المقام كلاماً كثيراً؛ كـأبي العباس ابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير، وغيرهم، وأوضحوا أن من أنكر السنة فقد زاغ عن سواء السبيل، وأن من عظم آراء الرجال فقد ضل وأخطأ، وأن الواجب عرض آراء الرجال مهما عظموا رحمة الله عليهم، يجب عرض آرائهم على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فما شهد له منهما بالقبول قبل، وما لا فإنه يرد على قائله. ومن آخر من كتب في هذا الحافظ السيوطي رحمه الله، حيث كتب رسالة سماها: مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة، وذكر في أولها أن من أنكر السنة وزعم أنه لا يحتج بها فقد كفر إجماعاً، ونقل كثيراً من كلام السلف في ذلك.
موضوع مغلق

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 يلا شوت 
 عطر فرموني جذاب   بطاقة ايوا   خولة لفن الحياكة   كحل الاثمد   متاجر السعودية   مأذون شرعي   كحل الاثمد الاصلي   تمور المدينة  متابعين تيك توك  اشتراك كاسبر الرسمي   lبرنامج موارد بشرية 
 شركة الرائعون   شركة عزل خزانات   شركة عزل اسطح في الرياض   شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح شينكو   شركة عزل خزانات بجدة   شركة عزل خزانات في مكة   شركة عزل خزانات المياه بالطائف   شركة تنظيف مكيفات بجدة   شركة تنظيف بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بتبوك 
 شراء اثاث مستعمل بالرياض   تنسيق حدائق   شركة تنظيف في دبي   شراء اثاث مستعمل بالرياض   شركة تنظيف خزانات بجدة   مكتب مراجعة 
 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 
شركة تنظيف خزانات بجدة || شركة تنظيف بجدة || شركة تنظيف بالبخار بجدة || شركة مكافحة حشرات بجدة
 فارلي   شركة تنظيف بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف بالطائف   شركة تنظيف خزانات بجدة 
 yalla shoot   يلا شوت   يلا شوت 
 شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة عزل خزانات بجدة   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج 
شركة صيانة افران بالرياض  سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   yalla shoot 
 translation office near me   كورة سيتي kooracity   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض 
 ياسين تيفي   شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd