جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
السقوط الاجتماعي للتشيع الصفوي
[frame="14 98"]السقوط الاجتماعي للتشيع الصفوي
حيى عطران من البديهي القول أن كل فكرة أو نظرية أو رسالة أو أيديولوجية يمكنها الاستمرار والبقاء والإفادة في الواقع الاجتماعي طالما وهي تتوافق مع طبيعة البشر وفطرتهم وأديانهم ومعتقداتهم. والعكس هو الصحيح إذا ما صادمت هذه الأفكار والنظريات معتقدات البشر وطبيعتهم وحاجتهم الاجتماعية فإنها تزول وتفنى، وتاريخ الإنسانية يحدثنا عن الكثير منها، ولنبدأ بأحدثها كالأيديولوجية الشيوعية التي سادت وانتشرت في نصف الكرة الأرضية، ولاقت لها نصيب في نصفها الآخر، فقد انتشرت في بدايتها انتشار النار في الهشيم بين أمم الأرض، لكنها غابت وتلاشت بفعل طبيعتها المناقضة لفطرة الإنسان وطبيعته؛ لأنها ببساطة غيبت جانبه الروحي وغاياته المصيرية، وصادرت منه كثيراً من حقوقه الاجتماعية والإنسانية والغريزية ما عدى غريزته الحيوانية، فقد صادرت منه حقه في الملكية مما قتل لدية الطموح والإبداع؛ لأن كيانه الضروري وجهده الخاص لم يعد له أي فائدة للفرد ذاته، وإنما أصبح الفرد رقماً في المجموع بدون كينونة، وجهده وثمار عرقه يذهب للجموع. وعكسها الرأسمالية التي أطلقت العنان للفرد على حساب المجموع، وأصبح الفرد يمتلك كل شيء، ويكاد المجموع لا يمتلكون شيئاً، فهم عبارة عن مجرد أُجراء لدى رجل الأعمال والثري وصاحب الشركات العابرة للقارات، ومثلها النظريات القومية التي تلغي حقوق الأجيال وتضطهدهم، وأبرز مثال على ذلك القومية الطورانية في تركيا في بداية القرن الماضي، والقومية الفارسية حالياً المتدثرة بغطاء التشيع، أما الأفكار والنظريات الدينية فلا تختلف كثيراً عما سبق ذكره من نظريات وفلسفات سياسية واجتماعية واقتصادية، بل ربما تكون أشد وطأة على المجتمعات من الأدنى. وليس خفياً عنا الأديان التي تنحت جانباً عن واقع الحياة الاجتماعية والروحية والأخلاقية؛ لأنه جرى عليها بعض التحريف قل أو كثر فوضع بديلاً عنها ما خطته يد الإنسان وأفكاره وغرائزه فانحرفت الحياة الدينية عن مسارها الصحيح، وظلم الإنسان في دينه فحارب الدين وعلمن الحياة. وواقع الأمم المسيحية في الغرب خير شاهد على ما وصلت إلية الحياة هناك من انحلال أخلاقي وظلم ودكتاتورية اقتصاديه، حيث تحول السوق ورأس المال إلى آلهة عندما نزعت منها الأخلاق، فأصبحت الشركات تسحق الشعوب سحقاً، والانتفاضات الأخيرة في بلدان الغرب ما هي إلا بداية سحق ونتيجة هذه الهيمنة الرأس مالية. وعندنا في الإسلام كثير من الأفكار والنظريات والفرق التي ظهرت وكانت كارثية في فترات مهمة من تاريخنا الإسلامي؛ بسبب أنها فهمت بعض النصوص الدينية فهماً قاصراً وجعلت من فهمها هذا وتفسيرها الخاص للدين هو الدين عينه وتدينها هو التدين الصحيح، ومن خالفها كفرته وأحلت دمه وماله (كما فعلت الخوارج) لكنها اندثرت وذهبت، وإن بقي شيء منها فقد طرأ عليه بعض التغيير، وأصبحت غير مؤثرة في مجرى الحياة الإسلامية ومجموع الأمة، وبقيت الأمة في غالبها تنقسم إلى فريقين فريق غالب في مجموعه والذي يصل إلى (90%) من مجموع المسلمين من مجموع المسلمين وهم أهل السنة والجماعة، وأقلية نسبتها تقريبا (10%) هم الشيعة الذين في غالبيتهم شيعة إثنا عشرية صفوية، وهناك أقليات شيعية أخرى منها الإسماعيلية والدرزية وهما أكثر فرق الشيعة تطرفاً وبعداً عن الإسلام، والزيدية التي هي أقربها إلى أهل السنة، وفيها فرق قريبة من الاثنى عشرية، وبما أن حقيقة ظهور التشيع في الأساس كان تشيعاً سياسياً بدأ في الظهور منذ أيام حكم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، خاصة عند اختيار الخليفة الثالث عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فقد انقسم الناس إلى فريقين فريق يرى أحقية الخلافة لعثمان، وآخر يراها لعلي -رضي الله عنه- وقد اختارت غالبية الأمة وبايعت عثمان ومعهم علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، ولكن الأمور تطورت فيما بعد. وفي خلافة علي بن أبي طالب بدأت عناصر دخيلة على الإسلام ومتسترة وراءه، حاقدة عليه من الفرس واليهود والنصارى بدأت تنسج حوله الروايات التي هي من أديانها أصلاً حتى وصل بها الأمر إلى تأليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم تطورت هذه الأفكار واستهوت كثيراً من الناس، وتحولت إلى مذهب دين وعقيدة، نسجت الأساطير حول الأمام علي رضي الله عنه، ثم أبناءه من بعده وأحفادهم، وأعطت الإمامة من تريد منهم، وألغت من الوجود بقية أبنائه وأحفاده على أسس عرقية فارسية لها صلة بالنسب الفارسي لأبناء الحسين بن علي رضي الله عنه مرتبطة بالموروث الفارسي الذي يقوم بالعرق الفارسي خاصة سلالة الملك الفرس وقد كانت من حكمة الله أن دمر هذه الأسطورة عندما جعل الحسن العسكري الأمام الحادي عشر بن عمهم (عقيماً) فلم يلد له عقب، وبذلك قطعت سلسلة الأسطورة للأئمة حسب زعمهم، لكنهم ابتدعوا لنا أسطورة جديدة هي السرداب والإمام المهدي، وأن الحسن العسكري ولد له ولد لكنه خاف عليه من السلطات فأخفاه سراً لمدة ثلاث سنوات، ثم دخل السرداب! لكن هذا الحدث كان له أثر في الواقع على مسار التشيع الإثنى عشري حيث جعل هذه الطائفة تعيش ما يشبه حالة أو مجتمعات الجيتوهات عند اليهود، أي حالة من العزلة عن بقية المجتمع خاصة من الناحية الفكرية لكي تحافظ على معتقدها الأسطوري من الذوبان مع حالة من التآمر المغلف بعقيدة التقية إلى أن ظهر صفي الدين الإردبيلي، ثم ابنه الشاة إسماعيل، واستطاعا إقامة دولة شيعية بعد أن استخدم الحديد والنار، وأسرف في القتل لإجبار الناس في بلاد فارس على تغيير معتقدهم الديني من التسنن إلى التشيع، وقد أدخل الصفويون إلى المذهب وأضافوا إليه كثيراً من الأساطير والخرافات التي زادت من انحرافه، لكنه لم يحكم بصفته أماماً أو نائباً عنه، لكن بصفته تابعاً للمذهب؛ لأنه كان يلقب بالشاة وتعني الملك. وعند قيام ما عرف بالثورة الإسلامية في إيران عام (1978م) الذي أخذ شريعته من ابتداعه نظرية ولاية الفقيه أي أنه نائباً للإمام الغائب حتى يخرج. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هي الإشكاليات التي وقعت فيها نظرية ولاية الفقيه التي أقامت دولة شيعية على هذا الأساس مخالفة لجوهر المذهب الشيعي الاثنا عشري، والتي يحكم أن تدمر هذه الأسطورة في الواقع وفي نفوس أتباعها أو على الأقل ترجعها إلى حالة من الكمون الأبدي؟ وباعتقادي أن هناك ثلاث عوامل تؤدي إلى هذا التدمير أو العودة إلى حالة الكمون: (عوامل سياسية عوامل اجتماعية عوامل تطويرية). أولاً: من الناحية السياسية: هناك مقولات حول الدولة الإيرانية واستراتيجياتها السياسية. الأولى تقول: أن الدولة الإيرانية تبني مشروعها على أساس قومي فارسي تستعيد فيه مكانة الإمبراطورية الفارسية القديمة، متخذة من العقيدة الدينية الشيعية وسيلة لذلك. والمقولة الثانية: أنها دولة شيعية المذهب والمعتقد تبني استراتيجياتها على أساس الدولة الإقليمية الكبرى التي لها مصالح كغيرها من الدول وهي مصالح مشروعة، وعلى هذا الأساس يأتي نفوذها الإقليمي وفي القلب منه البلاد العربية ووسط آسيا وبلاد القوقاز، ومع أنه يبدو أنه لا يوجد فرق بين الرؤيتين، والرئيس الإيراني الحالي أحمدي نجاد خير مثال ودليل، فهو يجمع بين السياسي الصلب الذي يمضي بمشروعات بلاده الإستراتيجية خاصة النووية منها، وإن أدى به ذلك إلى صراعات ومواجهات مع الغرب والجوار العربي والإقليمي، سواء سياسية أو اقتصادية أو دبلوماسية، وربما مواجهات عسكرية قاسية في المدى القريب، ومن الناحية الأخرى فإن أحمدي نجاد رجل متدين شديد الإيمان بخروج المهدي المنتظر في القريب العاجل، وأنه هو من سوف يستقبل المهدي ويسلم له راية القيادة، وأعتقد أن خطابه السياسي المتحدي للغرب ناتج عن هذا الإيمان، وأن أية مواجهة مع الغرب سوف تنتصر فيها إيران؛ لأن المهدي سوف يكون معه، والولاية التكوينية ستعمل لصالحه، حتى أنه صرح في الفترة الماضية أنه سوف يرسل قطع عسكرية بحرية إيرانية إلى قرب شواطئ الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يعني أنه شديد الإيمان بعقيدته أو أنها مقصودة نظراً لحقائق القوة العسكرية بين الروايتين، ولو حدثت ضربة عسكرية قوية ومؤثرة على إيران وأعتقد أنها واردة، وأن من أهم نتائجها أنها ستكون مدمرة للأسطورة الشيعية، وسوف تحدث هزة في العقيدة الشيعية والفكر الشيعي، الأمر الذي سوف يحدث معه مراجعة وتحول في العقائد والأفكار الدينية عند الشيعة الاثنا عشرية. الأمر الآخر في عقيدة أحمدي نجاد هو صراعه مع مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، وحث أحمدي نجاد أتباعه على عدم طاعة خامنئي، وما تسرب قبل أسابيع من أخبار أشارت إلى قيام محاولة اغتيال علي خامنئي من عناصر في الحرس الجمهوري الذي هو في الأصل حارس الثورة وحارس الولي الفقيه، وهذا له دلالاته ومعانيه وأبعاده الدينية والعقدية الشيعية. أما من الناحية الاجتماعية: فبعد ثلاثين عاماً من الثورة الإسلامية الشيعية فقد برزت عدة نتائج: الأولى: أن التدين الشعبي عند الإيرانيين قد تراجع إلى أدنى مستوياته، وبات أكثر الشعب الإيراني خاصة منهم الشباب يميلون نحو الصلحانية، ومظاهر التدين مثل زي المرأة وغطاء الرأس إنما هو مفروض بقوة القانون وقوة النظام، وليس بالقوة الأخلاقية والإيمانية النابعة من الذات الإيمانية. الثانية: وهي ظاهرة في منتهى الخطورة وهي وجود ملايين الأطفال بلا آباء نتيجة زواج المتعة (الزنا) في الحقيقة، وما لذلك من أثر خطير في التفكك الاجتماعي والانهيار الأخلاقي والقيمي. الثالثة: وهي من الأمراض أو المظاهر الاجتماعية الخطيرة في المجتمع الإيراني انتشار ظاهر للإدمان، فإيران تعتبر من أكثر الدول تعاطياً للمخدرات، وهذا ناتج عن الخواء العقدي والفراغ الإيماني والفكري. الرابعة: الأكثر خطورة وهي تلك العنصرية الطبقية العنصرية السلالية التي تسرق أموال الناس باسمها بما يعرف بالخمس، وهو ما يشبه إلى حد بعيد ما كانت تفعله الكنيسة الأوربية في العصور الوسطى فيما عرف بصكوك الغفران وغيرها. والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا لو كانت دعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تقوم على أساس قبلي أو سلالي لنفسه أو عشيرته أو ابن عمه، هل كان سيتبعه أحد؛ لأنه عند ذلك سيكون داعياً لنقل الزعامة في قريش من شخص لآخر؟ لكن جوهر الإسلام وحقيقته الصد والأغلال التي كانت على الناس من خلال مبادئه العامة من عدل ومساواة وتحرر وتحرير للإنسان من عبودية الإنسان، ولذلك أول من نصر الرسالة ونبيها الكريم هم فقراء الناس وضعفاؤهم وعبيدهم الذين تحولوا إلى سادة للبشر، مالا يعرفه الناس أن المجتمع الشيعي العراقي يعيش أربعة أشهر في العام الواحد في مسيرات ومآتم وأحزان وعزاءات في كل ذكرى، أو وفات أحد أئمتهم، فأي تعاسة يعيشها هؤلاء؟ أما في الناحية التطورية فإن مجتمعات الشيعة إنما كانوا لا يحكم لهم البقاء في مجتمعات الجيتوهات المغلقة، فوسائل العصر وإمكانياته التكنولوجية وتطوراته الاجتماعية سوف تحدث أثرها في هذا المجتمعات خاصة إذا ما تم استغلال هذه الوسائل من قبل متخصصين في الدعوة والفكر والحوار وتعرية الأسطورة الشيعية، فلا يمكن لأسطورة خرافية أن تصمد أمام حقائق العلم والدين والاجتماع أمام فطرة الإنسان وحاجته، وإن استمرت هذه الأسطورة طويلاً لكنها في النهاية لابد لها أن تسقط، خاصة إذا حدث نوع من الافتكاك بين التشيع العلوي العربي، والتشيع الصفوي الفارسي. والخلاصة: إن كانت باطلاً فهي سوف تسقط كما سقطت قبلها كثير من المعتقدات والأفكار، وأن كانت حقاً ستبقى وتستمر مسألة منطقية بسيطة سيثبتها الواقع الاجتماعي أن غالبية الناس ترى الشر في هذه الصراعات الطائفية، وهي كذلك في جزئيات وجوانب منها، والحقيقة التي أراها أنها نصحت لأنظمة خاصة في هذه المرحلة من تأريخ الأمة؛ لأن هذا الصراع يدخل ضمن سنن الله الكونية التدافعية لإبطال الباطل وإحقاق الحق في النهاية؛ لأن الأمة مقبلة على مرحلة تاريخية فارقة ومغايرة للماضي القريب والبعيد، وهذه الصراعات ما هي إلا جزء طبيعي جداً لمن يعرفون حقائق التاريخ وصيرورته، صراخ سوف يبنى عليه دولة الإسلام وحضارته ومرحلته التاريخية القادمة بإذن الله تعالى إما شيعية وإما سنية، وسيتم فرز واقعي يجلي الحقائق على الواقع لن يبقى شيء بهم أبداً. إما دولة ولاية الفقيه وأحزاب الدعوة وحزب الله والحوثية التي فيها السيد والشريف، والخمس لهم، وجلد الظهر والمأتم والعزاءات وزواج المتعة للعامة، أو دولة الإخوان والسلفيين التي فيها الزكاة والناس فيها متساوون كأسنان المشط لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى، والتي تحرم إهانة النفس والبدن، وتحرم الزواج إلا من طريق واحد فقط يقوم على الرضا والقبول والعقد الشرعي من ولي أمر المرأة، وأنا أقصد بدولة كذا وكذا، المنهجية والعقيدة والفكر والأخلاق. ((وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)) [يوسف:21] والله من وراء القصد. المصدر: جريدة الواقع. [/frame] |
#2
|
|||
|
|||
[align=center]
|
أدوات الموضوع | |
|
|