كَما تَدينُ تُدان

[امير عبد القادر]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين ثم اما بعد
نجد الأحاديث النبوية فيها من الحكمة والبلاغة ما يعجز الإنسان على وصفه وفى لحظة تأمل تذكرت هذا الحديث الذي ورد فى المسند من رواية أبو الدر داء رضي الله عنه انه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البِرُّ لا يَبْلَى، والإثْمُ لا يُنسَى، والدَّيَّانُ لا يَنام، فكُنْ كَما شِئْت، كَما تَدينُ تُدان
أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد وإسناده صحيح
البِرُّ: هو الصِّدْقُ والطاعةُ: قال تعالى {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة177
ولكنَّ البِرَّ مَنْ آمن باللَّه،اختلف العلـماء فـي تفسير البر، فقال بعضهم: البر الصلاح؛ وقال بعضهم: البر الـخير.
ونستخلص من ذلك بان البر هو اسْمٌ جامِعٌ لكلِّ عمل صالح مطابق لكتاب الله وسنة رسوله الكريم وقد جمعها رسول الله في الحديث الذي رواه مسلم بأنه قال البِرُّ: حُسْنُ الْخُلُق.


لا يَبْلَى والمراد ان بذلك انه لا يَنتهي فلا يَضيع أجْر فاعلِه في الآخرة
{وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً }الكهف88
والإثم وهو خلاف البر وهو كل عمل ترفضه ألشريعة وتأبه النفس
ونجد ان رسول الله قد جمع البر والإثم فى حديث مسلم الذي رواه نَوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ قَالَ سالت رسول الله عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ : «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلْقِ. وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِـعَ عَلَيْهِ النَّاسُ
وإما كلمة يُنسَى:واصل الكلمة النِّسْيان وهو ضرباً من الترك وهو ضدّ الذِّكر والـحِفظ،قال تعالى حاكيا عن موسى عندما سأله فرعون عن الأمم السابقة {قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى }طه52
أيْ لا يَنساه الله فستُجازَى عليه فى الآخرة

والدَّيَّانُ: من أَسماء الله عز وجل، معناه القَهِّارُ، والقاضي، والحاكِمُ، والسَّائِسُ، والحاسِبُ، والمُجازي الذي لا يُضَيِّعُ عَمَلاً، بل يَجْزِي بالخَيْرِ والشَّرِّ

لا يَنام والنوم هو السكون وخفض الحركة وغياب العقل وقيل هو الغفلة وهذا هو نقيض لصفات الله عز وجل {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ }الأنعام132


فالله لا ينام و أذا لا تضيع عنده الحقوق


فكُنْ كمَا شِئْتَ فلك الخيار فى اختيار طريقك أما خير وفلاح وأما إثم وندامة
{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً }الإنسان3

كما تَدينُ تُدان ومن فعل خير يكافآ به ومن فعل شر يجزءا به فما صنعت في الدنيا تجازه به في الآخرة كما تَفعل يُفعل بك
ورد فى صيد الفؤائد كما قال أحد الصالحين: الحسنة لا تضيع على ابن آدم .. والذنب لا ينسى ولو بعد حين .. والديان هو الله عز وجل حي لا يموت .. ويا ابن آدم اسخر كما شئت .. واضحك على من شئت .. واعتدي على من شئت .. واجرح من شئت .. وأحسن إلى من شئت .. فالله لا يضيع مثقال ذرة من خير .. ولا يضيع مثقال ذرة من شر.. فمهما فعلت من خير تجزى به في الدنيا قبل الآخرة .. ومهما فعلت من شر كان صغيراً أو كبيراً تجزى به بالمثل تماماً في الدنيا قبل الآخرة .. فربنا يمهل ولا يهمل .. فهي ديون عليك يا ابن آدم ..
ونجد ان هذا الحديث هو من ابلغ الأحاديث وهو يصب فى محور العقيدة بأسلوب بسيط وبليغ فالجزاء من جنس العمل
بارك الله لى ولكم فى القران الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[أم البتول]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع رائع . جزاك الله خيرا وبارك فيك ورزقك من خيري الدنيا والآخرة

[حسين شوشة]

بارك الله فيك

[امير عبد القادر]

وجزاكم الله الف خير ايضا

[أ . وهبي]

[align=center]بارك الله فيك ........[/align]

[امـ حمد]

بارك الله في حسناتك

[ايوب نصر]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .